منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ربيع القدس.. خريف تل أبيب!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ربيع القدس.. خريف تل أبيب! Empty
مُساهمةموضوع: ربيع القدس.. خريف تل أبيب!   ربيع القدس.. خريف تل أبيب! Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 8:56 am

ربيع القدس.. خريف تل أبيب!

المشهد رقم (1): بلاد مُستلَبة/ شعب مستلَبْ. لحظات الهدوء والسكينة في القدس، قبل صلاة الظهر يوم الجمعة في الحادي والعشرين من تموز، تشير إلى صيرورة تاريخية غير مرئيّة ولكنها ملموسة في حجارة البلدة القديمة. صيرورة استلاب الشعب، في لحظة تاريخية، واستلاب الأرض في لحظة تاريخية أخرى، مدينة سماؤها تشير إلى البداية والنهاية، وأرضُها، تشير إلى السّلم والحرب.

shareكانت الرؤيا واضحة والأهداف معلنة.. كان المشهدُ في القدس مشهدًا شعبيًا مهيبًا، يوشك أن يلد ثورة أو يتنبأ بها
في ربيع القدس، تجمّع عشرات الآلاف من الفلسطينيين للصلاة في المدينة المقدسة صباحًا حتى صار الوقت ظهراً، في ذلك الوقت، كانت دولة الاحتلال تحشد أعتى جنودها وشرطتها تأهّبًا لأيّ طارئ، ولقمع أيّ محاولة للوصول إلى المسجد الأقصى. ببساطة، كانت الرؤيا واضحة، وكانت الأهداف معلنة، وكانت الجماهير وكأنّها من اصطفتهم الأرض من نفسها لنفسها في لحظة حاسمة، هي من أكثر اللحظات حرجًا في تاريخ المدينة الحديث. ولأن الرؤيا كانت واضحة، ولأن الشعور بالغبن التاريخي، وبالظلم اليوميّ الذي يشبه خنجرًا يطعن ببطئٍ في لحم المدينة رويدًا رويدًا، حتى ما عاد سُكّانها يعرفونها إلّا في صور شهدائهم، وحتى ما عاد تُجّارها يعرفون دكاكينها إلّا في صور الإضراب أو الإغلاق القسريّ، وحتى ما عاد طلابها يعرفون الطريق إلى مدارسهم إلّا في صورة الحاجز العسكريّ. لأنّ هذا كلّه كان حقيقيًا وواضحًا وملموسًا ولا يحتمل، كان المشهدُ في المدينة مشهدًا شعبيًا مهيبًا، يوشك أن يلد ثورة أو يتنبأ بها.

"ومصادفةً، صارت الأرضُ أرضًا مُقَدَّسَةً
لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها
نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ
بل لأن نبيّاً تمشَّى هناك
وصلَّى على صخرة فبكتْ
وهوى التلُّ من خشية الله
مُغمى عليه.."

الشّعر ضروريّ في زمن الهزائم الكبرى، وفي زمن اللحظات الحرجة الكبرى في تاريخ الشعوب. وما كان في القدس مشهد في تاريخها القريب مثل مشهد جمعة الغضب. وكان "ربيع القدس" صعود الروح في أجساد الشهداء وفي أجساد الجرحى، وكان اللحظة التي فيها انصهرت آلامٌ طويلة وقديمة، وانصهرت فيها الكثير من الهموم المؤجلة، والشعور اليوميّ بالقهر، والشعور الأعظم في صدور المقدسيين والفلسطينيين عمومًا: أننا اقتربنا من لحظة الهاوية، اللحظة التي لن يعود لنا فيها موطئ قدم لا في القدس، ولا في فلسطين. قالت لي أستاذة: "قد لا تموت الشعوب بخمسين عامًا من الاحتلال.. ولكنّها تموت بمئتي عامٍ من الاحتلال، ونحنُ في الدقيقة التسعين من بدء هذا الموت".

نعرف هذا جميعًا، ونشعر به جميعًا، ونحن نرى المستوطنات تحيط القدس ومدن الضفة كالأفعى تلتفّ على ضحيّتها حتى تخنقها، نشعر بهذا الاختناق بصورة يومية، ونعرف أننا نوشك الدخول في نفق النسيان والموت البطيء بعد لحظات قصيرة من حياتنا فوق هذه الأرض. لم تكن المسألة مسألة أبواب إلكترونية، وليست المسألة مسألة المسجد الأقصى بما له من قيمة دينية وتاريخيّة، بل هي مسألة الاقتراب من أحجار الأساس لتاريخ هذا الشعب ومقوّمات وجوده في الماضي والحاضر والمستقبل. لهذا كان ما كان من ربيع القدس، عندما بدأ "خريف تل أبيب".

share "ربيع القدس"، هو لحظة الذروة في صيرورة "خريف تل أبيب"، حين خرج شعب مقهور إلى حالة من التفوق على المستعمر
وقد بدأ "خريف تل أبيب"، منذ العام المنصرم. عشرات العمليّات الفردية التي لم تستطع أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة أن تمنعها، كانت آخرها في حلميش في يوم الجمعة نفسه. التقنيّة الصهيونية الاستعمارية، المراقبة الاستخبارية الإلكترونية، الحواجز العسكرية، البوابات الإلكترونية في الحواجز العسكريّة، طائرات مراقبة، تصنّت على الهواتف، هيمنة عسكريّة وأمنيّة.. كل هذا فشل في مواجهة العمل الفردي البسيط، المدفوع بسيكولوجيا القهر الكامنة في نفس صاحبه. لا يمكن للتقنيّة الاستعمارية القائمة على اعتبار المستعمَر كائنًا رقميًا، أن تتغلّب عليه لكونه إنسانًا مقهورًا لا يتفق سلوكه وسلوك الكائن الرقمي. هذا الخريف استمرّ طويلًا، وما زالت إسرائيل حتى اللحظة، تدّعي تفوّق التقنيّة على الضحيّة، حتّى كانت ساعة الربيع الذي تلا الخريف.

كان "ربيع القدس"، هو لحظة الذروة في صيرورة "خريف تل أبيب"، لحظة الذروة لشعب مقهور يخرج من حالة القهر التي يعيش فيها إلى حالة من التفوق الإنساني والوجداني والنضالي على المستعمر. وكما لم تستطع التقنية الإسرائيلية التفوق والتغلّب على العمل الفردي الثوري، فإنها كذلك لم تستطع مواجهة الفعل الشعبي الجماهيري في شوارع القدس. تسقط التقنية بسقوط أهدافها المفترضة المصممة من أجلها. وقد صممت للتعامل مع الصواريخ، صممت للتعامل مع الأفراد، مع المسلحين، أن تحاصر هدفًا بعناية وبدقة، هكذا تعمل التقنيّة. وعندما لا تعود الأهداف واضحة، وعندما لا تعود محددة، وعندما يخرج الإنسان المقهور من كونه هدفًا عسكريًا، ليشكل سيلًا بشريًا، فإن الفعل الشعبي الجماهيري يقوم بأمرين هامين:

أولًا؛ أنه يلغي ضرورة العمليات الفردية والحاجة إليها ويرفع الإنسان المقهور إلى وضعية الإنسان المتمرّد. فإذا كانت هذه العمليات تعبير عن سيكولجيا القهر لدى المستعمَر، فإن الفعل الشعبي الجماهيري، يستعيد هذا الإنسان من حصاره الفردي وبحثه عن خلاصه الفردي في عمل فردي، إلى فعل شعبي جماهيري لا يبحث عن خلاص فردي عاجل، بل يبحث عن خلاص جماعي آجل وحتميّ. إنه يرفع الإنسان من حالة القهر، إلى حالة العصيان والتمرّد، بذلك تنتفي ضرورة العمليّات الفرديّة، ليصبح الإنضمام إلى الفعل الجماهيري العام أكثر ضرورةً وأكثر صوابًا.

ثانيًا؛ إسقاط التقنيّة والتفوّق العسكري. تسقط التقنيّة بسقوط أهدافها إذن. ولا يتوقّف سقوطها عند هذه النقطة، بل إن المنظومة الاستعمارية الصهيونيّة بأكملها تسقط ممثّلة بجنودها وشرطتها، أمام الفعل الجماهيري. تسقط أخلاقيًا، أمنيًا وسياسيًا. إن الأزمة ليست فلسطينيّة وحسب، بل هي إسرائيليّة كذلك، في القلب من المجتمع الإسرائيلي. تعيش إسرائيل الآن أزمة من المسؤول عن هذه الحالة؟ من ينزل عن الشجرة أوّلًا؟ وستقود نفسها، لأنّها كانت تفعل ذلك دائمًا إلى طريق مسدود أكثر، وستتخبط في أزماتها تخبط المستبد العربي عندما واجه الثورات العربية في السنوات المنصرمة وما زال يفعل ذلك حتى الآن. وتسقط أخلاقيًا، عندما يقوم الفعل الشعبي الجماهري، الانتفاضة الشعبيّة غير المسلّحة، بإسقاط مفهوم "الإرهاب"، من القواميس العبرية، وإدخال المجتمع الإسرائيلي داخليًا وخارجيًا، في أزمة أخلاقية تتعلّق بطبيعتيه الأساسيّتين: صهيونيته، والاحتلال.

خطر فقدان الرؤيا

وكما في أي فعل شعبيّ، يحدث أن يتربّص خطر فقدان الرؤيا بالثورة والانتفاضة على حدّ السواء. يجب التوقف طويلاً أمام الجمعة الماضية، قبل الدخول في صباح يوم الجمعة القادم. أن ندرك طبيعة الحدث. معناه. صورته. أن نتأمّل صور الشوارع الممتلئة. عجز الشرطة الإسرائيليّة عن السيطرة. عجز المنظومة الأمنية عن الفعل. ارتباك المنظومة السياسية عن القول. كلّ هذا لم يكن بسبب عملية حلميش، ولم يكن كذلك، بسبب عملية الأقصى. كلتا العمليّتان، تملك المنظومة الاستعمارية القدرة على توظيفهما دعائيًا وردع مثيلاتهما لاحقًا.

لكنّ مشهد باب الأسباط، باب العمود، الشوارع المحتشدة حتى آخر شبر فيها بالناس، الصّلاة: صَلاة الضَّعيف الخائف الذي يجدُ في صلاته وسيلة الاتصال الأخيرة بالأرض المُستلَبة. هذا المشهد الذي أسقط التقنيّة الإسرائيليّة، وهو المشهد الذي أسقط شرطة أوسلو أيضًا مع سقوط القدرة على السيطرة لدى المنظومة الاستعمارية ككل.

ليست المسألة تفاضليّة: بين الكِفاح المسلّح، أو الكفاح الشعبي طويل النّفس. لكن الكفاح المسلّح، العمليّات الفردية، الآن بعد أن تجاوزنا حالة القهر الجماعيّة الموزّعة على مجموعة من الأفراد المستلَبين، وانتقلنا في ذلك المشهد تحديدًا – حيثُ كي يتمّ هذا الانتقال ويتجاوز القدس إلى الضفة وغزة والداخل الفلسطيني المحتلّ، سيحتاج الأمر إلى أكثر من مجرد جمعة واحدة-  بعد أن تجاوزنا هذه النقطة ولو مجازًا خلال لحظة قصيرة في يوم الجمعة المنصرم، فإنّنا يجب أن ندرك أن الطريق إلى تلافي الدخول في نفق الموت البطيء والنسيان التام، ليس العمل الفردي المسلّح ولا الكفاح المسلح المنظّم، خاصة إذا كان هذان الفعلان، يخرجان من مجتمع استهلاكي رأسمالي، ليكون خروجهما محصورًا بنطاق فاعليهم وليس معممًا وذا أثر عابرٍ شعبيًا.  ففي العنف الثوري الفردي أو المنظم، يكون العنف كالطّارئ السّريع، له الأثر المبهر والوميضُ السّريع، كأنّه يخطف الروح لحظةً ليعيدها إلى حيث كانت قبله وبعده. ويجب التّفريق بين مسألتين أساسيّتين: فهم أسباب هذا العنف وسلوك منفذيه من جهة، وتقدير الحاجة إليه وموقعه من سياق النضال الجماعي العام من جهة أخرى. وفي لحظات الاحتجاج الشعبي، الانتفاضة الشعبيّة تنعدم الحاجة إلى هذا النوع من العنف الثوري، وتصبح الضّرورة هي في التركيز على الفعل الجماعي الشعبي.

وباختصار، فإنّ العمليات الفردية الآن، بوظيفتها القديمة، تشكل خطر فقدان الرؤيا الجماعية، وإن كانت بشكلٍ أو بآخر تدعم الروح الجماعية وتقوّيها في لحظات معيّنة، فلا يجب أن تكون خيارًا دائمًا في ظل انتفاضة شعبية واسعة لا يجب أن يبدد أثرها وجهودها وتركيزها وتقويتها مجموعة من الأفعال الفرديّة. ويجب عند هذه النقطة الاعتراف، أن العمليات الفردية، تعبّر عن غايات فردية أيضًا، ولا يتّسع أثرها ليكون أثرًا عامًا. وأن الانتفاضة الشعبية غير المسلحة، لأنّه لا يمكن أن يكون هناك انتفاضة شعبيّة مسلّحة، تعبّر عن غايات جماعيّة، وهي ذات أثر أوسع وأكثرُ أهميّة، ولذلك، لا يجب أن يتمّ إحباطها عن طريق أفعال متسرعة. وهذا النقاش لا يشبه النقاش السابق حول العمليّات الفرديّة، في هذه المرحلة النقاش هو نقاش حول الغاية وليس الفعل، فالفعل في كلتا الحالتين هو نضال المستعمَرْ ضدّ المستعمِر، إلّا أنّ فعلًا منهُما، يُبقي المقهور مقهورًا حتّى لحظة الفعل نفسه فيعتقه من هذا القهر بشهادته أو اعتقاله، والآخر يرفع الكلّ الفلسطيني من مصافّ القهر إلى مصافّ التمرُّد والعصيان الشعبيّ الأوسع، وهذي هي الغاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ربيع القدس.. خريف تل أبيب!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكرك: يا خريف يا خروف..
» خريف العمر.. بلا رفاق!
» ربيع شهاب
» مؤتمر القدس - "المؤتمر الاول لدعم وتمكين اقتصاد القدس"
» الـ”ربيع العربيّ”: خلال 8 أعوامٍ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: