ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أوكرانيا وروسيا.. خرائط وبيانات تكشف عمق الروابط الجمعة 18 مارس 2022, 6:17 pm | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أوكرانيا وروسيا.. خرائط وبيانات تكشف عمق الروابط الجمعة 18 مارس 2022, 6:23 pm | |
| أوكرانيا واللعنات الثلاث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الجزيرة)الحرب الروسية الحالية على أوكرانيا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فالأصل في العلاقة بين البلدين التنافس والصراع وليس السلم والتعاون. وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، فإن الحرب الأولى بين البلدين لم تشتعل في 2014 حين استولت روسيا على جزيرة القرم وقامت بفصل مقاطعتي (لوغانسك ودونيتسك) عن بقية الأراضي الأكرانية بدعوى أنهما روسيتان قلبًا وقالبًا، ولكنها تعود إلى بدايات القرن الـ20، وتحديدًا منذ قيام الثورة البلشفية في روسيا عام 1917. فقد قامت موسكو باجتياح أوكرانيا عام 1920، وبعد ذلك بعامين ضمتها إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي التي تشكلت آنذاك كي تصبح جزءًا من الاتحاد على مدار 70 عامًا خضعت فيها أوكرانيا لهيمنة روسية متواصلة. - اقتباس :
الروس يعتقدون أن أوكرانيا امتداد طبيعي لهم، وأنها جزء أصيل من الإمبراطورية الروسية التاريخية، وأن ثمة مشتركات تاريخية وثقافية ولغوية ودينية وإثنية تجمع الشعبين الروسي والأوكراني بشكل يجعل أوكرانيا امتدادًا طبيعيا لروسيا حسب اعتقادهم. تعاني أوكرانيا من 3 لعنات في علاقتها بالجارة الكبرى روسيا: لعنة التاريخ، ولعنة الجغرافيا، ولعنة السياسة. أما لعنة التاريخ، فالعلاقة بين أوكرانيا وروسيا تعود إلى ألف سنة على الأقل، وهي علاقة يتداخل فيها الدين والثقافة واللغة والعرق إلى الدرجة التي يكاد يصعب فيها الفصل بين الشعبين الروسي والأوكراني بخاصة في المناطق الشرقية من أوكرانيا. وعلى الرغم من أن العلاقة بين الطرفين قد شهدت حلقات من التوتر والتعايش، فإن الخيط الناظم بينهما هو الارتباط العرقي وانتماؤهما إلى ما يسمى بشعوب السلاف الشرقيين. وحتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، كانت أوكرانيا جزءا من تاريخ الاتحاد السوفياتي واستمرت تحت عباءته نحو 7 عقود، بل كانت أوكرانيا من أكبر الجمهوريات السوفياتية الـ15، وكان لديها واحد من أكبر مخازن الأسلحة النووية السوفياتية في مرحلة الحرب الباردة، وهو ما جعلها ثالث أكبر قوة نووية في العالم في أوائل التسعينيات بعد كل من روسيا والولايات المتحدة.والأكثر من ذلك أن كثيرا من الروس يعتقدون أن أوكرانيا امتداد طبيعي لهم، وأنها جزء أصيل من الإمبراطورية الروسية التاريخية، وأن ثمة مشتركات تاريخية وثقافية ولغوية ودينية وإثنية تجمع الشعبين الروسي والأوكراني بشكل يجعل أوكرانيا امتدادًا طبيعيا لروسيا حسب اعتقادهم. حتى بعد استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي في أوائل التسعينيات، فإن الارتباط التاريخي بينها وبين روسيا لم يغب يوما عن صنّاع القرار في موسكو باعتبار أن أوكرانيا جزء أصيل من الأمة الروسية الكبيرة يجب استعادته حين تُتاح الظروف لذلك. كذلك لم يكن غريبًا أن يصرّح الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين في خطاب غزوه لأوكرانيا بأن "أوكرانيا الحديثة شُكّلت من قِبل روسيا في أوائل القرن الـ20".أما لعنة الجغرافيا، فأوكرانيا كانت دوما رقعة جغرافية ملتهبة تقف على حواف الصراع بين القوى الكبرى طوال القرنين الماضيين، وذلك نتيجة لموقعها الجغرافي الفاصل بين العالميْن الأوراسي والغربي. بل إن البعض يشير إلى أن أحد معاني كلمة (أوكرانيا) هو "أرض الحدود" (borderland) التي تفصل بين إمبراطوريات وعوالم مختلفة. وعلى مدار قرون ادّعت كل من الإمبراطورية النمساوية-المجرية والإمبراطورية الروسية وبولندا وليتوانيا أن أوكرانيا تقع ضمن حدود فضائها الجغرافي وسيادتها؛ هذه الحتمية الجغرافية كانت سببًا أساسيًّا في أن تعاني أوكرانيا من محاولات التدخل والتأثير وهو ما لم يتوقف على مرّ العقود الثلاثة الماضية. لعنة الجغرافيا تعني لروسيا أن تكون أوكرانيا دولة محايدة أو عازلة بينها وبين الغرب، بحيث لا تمثل تهديدًا لأمنها القومي، ولعل هذا أحد الأهداف الرئيسة للحرب الروسية على أوكرانيا.أما لعنة السياسة، فهي محصلة طبيعية لكل من لعنتي التاريخ والجغرافيا. فأوكرانيا كانت ولا تزال بمنزلة الجائزة الكبرى التي تسعى روسيا من جهة، والغرب بخاصة أوروبا وأميركا من جهة أخرى للفوز بها ضمن نطاق نفوذها السياسي والإستراتيجي، وذلك جعلها دوما منطقة صراع وتوتر بين الطرفين على مدار العقود الثلاثة الماضية. فروسيا بوتين ترى أوكرانيا ضمن نطاق هيمنتها ونفوذها الإستراتيجي في أوروبا، وأنه لا يمكن بحال التفريط فيها في ظل تصاعد التوتر مع الغرب بخاصة الولايات المتحدة نتيجة للتوسع المتزايد للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ووصوله إلى حدودها، فذلك يمثل تهديدا جيوستراتيجيا للأمن القومي الروسي، وهو ما لا يخفيه الرئيس بوتين ومسؤولوه، بل يتحدثون صراحة عن أن أهم أسباب الحرب الدائرة حاليا هو "ارتماء" أوكرانيا في أحضان الغرب، وتحوّلها إلى "دمية" في أيديه كما صرّح بوتين. أما الغرب فيرى أن أوكرانيا دولة ذات سيادة، ويجب أن تتمتع بالاستقلال السياسي والإستراتيجي حتى إن تطلب الأمر الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وذلك بغض النظر عن الرفض الروسي. ولعل هذا هو ما أسهم إلى حد بعيد في اندلاع الأزمة الحالية.بكلمات أخرى، تبدو أوكرانيا كدولة واقعة بين عملاقين كبيرين: روسيا من جهة، والغرب من جهة أخرى، وهي تدفع فواتير الصراع بين الطرفين، وذلك على غرار ما حدث على امتداد تاريخها الحديث، وذلك يجعلها دوما ضحية التاريخ والجغرافيا واللعبة السياسية. وحيث لا يمكن لكييف تغيير لعنتي التاريخ والجغرافيا، فليس أمامها سوى المناورة السياسية والتوصل إلى تسوية تاريخية مع روسيا بعيدا عن الرهان على المعسكر الغربي الذي لن يستطيع محو التاريخ أو تغيير الجغرافيا، مهما قال أو فعل عكس ذلك. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أوكرانيا وروسيا.. خرائط وبيانات تكشف عمق الروابط الجمعة 18 مارس 2022, 6:38 pm | |
| حرب روسيا على أوكرانيا.. هل من حق الجمهور أن يعرف؟تشتد حاجة الناس للمعلومات والمعرفة خلال الصراعات الكبرى التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم، ولكن هل تقوم وسائل الإعلام بوظيفتها في الوفاء بحق الجمهور في المعرفة؟تغطية وسائل الإعلام لحرب روسيا على أوكرانيا يمكن أن تساهم في تقديم إجابة جديدة لهذا السؤال، وفي ضوء تلك الإجابة يمكن أن يعيد الإعلاميون تقييمهم لوظيفتهم ودورهم المجتمعي.العالم كله الآن يواجه حالة حيرة وخوف من المستقبل، فهذه الحرب ستؤثر على حياة المواطنين في أوروبا وأميركا بشكل مباشر، وستهدد الاستقرار والرفاهية التي تعودوا عليها، ولذلك تتزايد نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية وقراءة الصحف ومتابعة المواقع الإلكترونية بحثا عن المعلومات، لذلك تحاول وسائل الإعلام الاعتماد على مراسليها في تصوير مسار المعارك التي تزداد سخونة. - اقتباس :
هذه هي أهم حرب في تاريخ الغرب، وسوف تزيد تغطية وسائل الإعلام لها حدة الصراعات، حيث ستشعر الشعوب بالإهانة، وأنها يجب أن تدافع عن إنسانيتها وحقوقها، وترفض الثقافة الغربية العنصرية، وتقوم بإنشاء وسائل إعلامية تعبر عنها وتدافع عن هويتها. عقلية الصحافة الغربيةغطت الصحافة ووسائل الإعلام الغربية الكثير من الحروب، فكيف يمكن مقارنة تغطيتها لهذه الحروب بالعدوان الروسي على أوكرانيا؟لقد أصبح تحيز هذه الوسائل واضحا، ففي الحروب السابقة كانت تتعامل معها على أنها كوارث طبيعية تحل بشعوب ليس لها أهمية، وتقلل من قيمة الشعوب العربية والإسلامية وأهميتها وإنسانيتها، لذلك فإنها تواجه موقفا مختلفا في هذه الحرب، حيث تتعاطف وسائل الإعلام الغربية مع شعب أوكرانيا، ويشعر الغربيون بالصدمة لأن الذين يتعرضون للكارثة هم شعب أبيض يشبه الشعوب الغربية، ولذلك فإن هذه الحرب تظهر بوضوح تأثير الثقافة الغربية العنصرية المتحيزة على تغطية وسائل الإعلام للأحداث.وتلك النتيجة المهمة يجب أن تدفعنا لمراجعة صورة الإعلام الدولي التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية، وأهم المبادئ التي يقوم عليها تدفق الأنباء في العالم، فالقضية لا تقتصر على الاختلال الكمي في تدفق الأنباء لكنها أكبر من ذلك، فالتغطية تقوم على ثقافة غربية متحيزة للبيض والرأسمالية والليبرالية ضد الشعوب التي ما زالت وسائل الإعلام الغربية تصفها بالتخلف والتطرف والإرهاب وعدم التحضر، وهذا يقلل التعاطف معها، ويجعل الشعوب الغربية تنظر إلى دماء هذه الشعوب التي تتدفق بشكل مستمر باعتبارها أمرا طبيعيا لا يستحق التعاطف معها ولا إدانة العدوان الأميركي والأوروبي.أهم حرب في حياة الغربتعتبر وسائل الإعلام الغربية الحرب الروسية على أوكرانيا أكثر أهمية من كل الحروب، وأنها أهم حرب في التاريخ الحديث، ولذلك تقدم هذه الوسائل تغطية مكثفة يمكن أن تشكل بداية لمرحلة جديدة تتضح فيها الكثير من الحقائق التي يمكن أن تؤثر على مستقبل الصحافة والإعلام.من أهم تلك الحقائق أن الغرب لا يقدر قيمة الحياة الإنسانية، وأنه يتعامل مع الإنسانية بنفاق وتحيز وعنصرية واستعلاء واستكبار ويرفض المساواة والعدالة، ولذلك فإن هذه الحرب يمكن أن تسقط الكثير من الشعارات الغربية، خاصة شعارات الثورة الفرنسية.فإذا كان العالم يشاهد الضحايا الأوكرانيين تسيل دماؤهم وتتكدس جثثهم في الشوارع ويهربون إلى الدول المجاورة فإن العالم يمكن أن يشاهد أيضا سقوط الكثير من المبادئ العالمية، ووضوح الزيف والتضليل اللذين تعرضت لهما الشعوب منذ الحرب العالمية الثانية.أنا أؤكد أنني أتعاطف مع شعب أوكرانيا، وأرى أنه من الضروري عرض صورة مقاومته وبطولته وتحديه للعدوان الروسي، ولكن على أسس إنسانية تقوم على أن الشعوب لها حقوق متساوية، ومن أهمها حق الدفاع عن أرضها واختيار نظم حكمها والتمتع بحريتها.لكن وسائل الإعلام الغربية تتعامل مع الشعب الأوكراني على أساس اللون والعرق والانتماء إلى الغرب ومستوى المعيشة، وهذا يعني أن الثقافة الغربية تكشف صورتها الحقيقية في مواجهة هذا الحدث الخطير، وتظهر للعالم كله مدى القبح في هذه الثقافة القائمة على التفرقة العنصرية، وتقييم الناس على أساس ألوانهم وأجناسهم وانتمائهم للغرب.لذلك، فإنها أهم حرب في تاريخ الغرب، وسوف تزيد تغطية وسائل الإعلام لها حدة الصراعات، حيث ستشعر الشعوب بالإهانة، وأنها يجب أن تدافع عن إنسانيتها وحقوقها، وترفض الثقافة الغربية العنصرية، وتقوم بإنشاء وسائل إعلامية تعبر عنها وتدافع عن هويتها.إن الدفاع عن شعب أوكرانيا ورفض العدوان وسفك الدماء لا يعنيان أن دماء الأوكرانيين أغلى أو أكثر أهمية من دماء العراقيين والأفغان والسوريين والفلسطينيين، والغرب هو الذي يسيء إلى قضية الشعب الأوكراني بتحيزه العنصري له، ووسائل الإعلام الغربية هي التي يمكن أن تقلل تعاطف الشعوب معهم.الحاجة إلى ثقافة إعلامية جديدةهذا يوضح أن العالم يحتاج إلى جيل جديد من الإعلاميين يقومون بتغطية الأحداث بأساليب جديدة، ويعرضون قصص كفاح الشعوب بدون تمييز أو تحيز، ويلتزمون بالوفاء بحق الجمهور في المعرفة، وتقديم تغطية شاملة متكاملة للأحداث تعتمد على مصادر متعددة ومتنوعة.إن العالم أصبح يحتاج إلى الإعلامي المهني الأخلاقي المثقف الذي يحترم جمهوره، ويحتاج إلى ثقافة إعلامية جديدة تلتزم بأخلاقيات الإعلام، فالإعلاميون الغربيون الذي عبروا عن توجهاتهم العنصرية وتحيزهم القائم على اللون والعرق أساؤوا إلى كل الإعلاميين في العالم، فتعليقاتهم توضح التقليل من الأهمية الإنسانية لحياة غير البيض وغير الأوروبيين.وهذه التعليقات أيضا تساهم في تشويه صورة الإعلاميين، فهم يشاركون في تأجيج الصراع وإدارته، ولا يقتصر دورهم على البحث عن الحقائق ونقلها إلى الجمهور. - اقتباس :
إن السود في أوروبا وأميركا يشعرون بالإحباط والسخط، وهذه المعالجة من وسائل الإعلام ستؤدي إلى زيادة غضبهم، حيث تتضح التفرقة العنصرية في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين البيض، والجمهور يلاحظ بوضوح تزايد تأييد البيض لليمين المتطرف في أوروبا الذي يعبر عن اتجاهات عنصرية. اللون جواز السفرلقد كان من الواضح أن الدول الأوروبية تعاملت مع اللون باعتباره جواز السفر الذي يسمح للأبيض بعبور الحدود والتعامل معه باحترام.لكن وسائل الإعلام الغربية تعاملت مع شعوب أخرى -اضطرت للهجرة- باحتقار، وهذا يوضح أن أوروبا وأميركا ما زالتا تتعاملان مع الشعوب بعقلية استعمارية.وهذا يعني أن الحرب الروسية على أوكرانيا ستؤثر على العالم كله، وستؤدي إلى انفجار صراعات جديدة، وأن النظام العالمي سينهار لأن الثقافة الغربية ما زالت تقوم على التراث الاستعماري.لكن، هل يمكن أن يؤثر ذلك على السلام الاجتماعي في أوروبا وعلى تماسك المجتمعات؟إن السود في أوروبا وأميركا يشعرون بالإحباط والسخط، وهذه المعالجة من وسائل الإعلام ستؤدي إلى زيادة غضبهم، حيث تتضح التفرقة العنصرية في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين البيض، والجمهور يلاحظ بوضوح تزايد تأييد البيض لليمين المتطرف في أوروبا الذي يعبر عن اتجاهات عنصرية.وهكذا يمكن أن يؤدي العدوان الروسي على أوكرانيا إلى انفجار الأوضاع في أوروبا وأميركا، إذ يمكن أن يحل اللاجئون الأوكرانيون -الذين وصفهم نائب فرنسي بأنهم من نوعية عالية ومثقفين ويمكن الاستفادة منهم، بالإضافة إلى أن عيونهم زرقاء وشعرهم أشقر ولونهم أبيض- محل الكثير من المواطنين الملونين الذين يعملون في الكثير من الوظائف، وبالتالي سوف تتزايد البطالة، خاصة مع تزايد الأزمة الاقتصادية.عقدة تفوق الأبيضإن تعليقات وسائل الإعلام الغربية توضح أن عقدة تفوق الأبيض تسيطر على عقلية الإعلاميين الغربيين، وهذا يوضح ارتباط الإعلام بالرأسمالية، حيث يسيطر البيض على الشركات عابرة القارات التي تقوم بنهب ثروات الشعوب، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى استجابة لا يتوقعها الغرب خلال الأعوام التالية، فالشعوب سوف تدرك الكثير من الحقائق التي تزيد وعيها بخطورة التبعية لأميركا وأوروبا، وأن السود والملونين يجب أن يتحالفوا لمواجهة عقدة تفوق الأبيض التي تتحكم في نظرة النظم الغربية لشعوب أفريقيا وآسيا.إن صواريخ بوتين التي أطلقها على أوكرانيا سوف تصيب النظام العالمي كله، وستفجر الأوضاع في العالم، وستساهم تغطية وسائل الإعلام الغربية في دفع الشعوب إلى الانفجار، فهناك الكثير من الأزمات والصراعات والحروب في أفريقيا وآسيا، لكن وسائل الإعلام الغربية لا تهتم بها ولا تتعاطف مع ضحاياها ولا تتعامل معهم بعدالة.العدالة يمكن أن تحقق السلامإن هذا العالم لا يمكن أن ينعم بالاستقرار بعد حرب روسيا على أوكرانيا إلا إذا امتلكت الدول الإرادة لبناء نظام عالمي جديد يقوم على العدالة واحترام حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية، وفي استغلال ثرواته.كما أن الغرب لا بد أن يتخلى عن عقده الاستعمارية العنصرية ليحفظ استقراره، وأن يبني علاقاته مع الشعوب على أسس غير عنصرية.ووسائل الإعلام الغربية أساءت إلى قضية شعب أوكرانيا بهذه التغطية على الرغم من أن هناك الكثير من قصص البطولة والصمود والمقاومة التي يمكن أن تغطيها وسائل الإعلام، وبذلك تكسب تعاطف شعوب العالم مع الشعب الأوكراني.لذلك، يحتاج الإعلاميون إلى ثقافة أخلاقية إنسانية تتناسب مع أهمية وظيفتهم في الوفاء بحق الجمهور في المعرفة، ودورهم التاريخي في بناء عالم جديد يقوم على الحرية والعدل والأخلاق، ورفض العنصرية والظلم والاستبداد والعدوان. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أوكرانيا وروسيا.. خرائط وبيانات تكشف عمق الروابط الجمعة 18 مارس 2022, 6:39 pm | |
| حرب روسيا على أوكرانيا.. ما لم نعرفه من قبل عن النفاق الغربييكشف العدوان الروسي على أوكرانيا الكثير من الحقائق التي يمكن أن نكتشف المستقبل في ضوئها، ومن أهم تلك الحقائق أن الولايات المتحدة تطبق معايير مزدوجة وتتعامل مع الشعوب بتحيز وعنصرية.يقول بيتر أوبورن إن الغرب اندفع لمساعدة أوكرانيا ضد الغزو الأجنبي، لكن لم تكن لديه رحمة على غزة واليمن وسوريا وميانمار.ولذلك يصف أوبورن الغرب بالنفاق، فإدانة حرب روسيا على أوكرانيا ووصفها بالوحشية تتطلب في الوقت نفسه إدانة كل أشكال العدوان على الشعوب ورفض انتهاك حقوقها في الحرية والديمقراطية. - اقتباس :
نحن نتعاطف مع شعب أوكرانيا الذي يتعرض للعدوان الروسي الذي يستخدم فيه بوتين كل أسلحة الإبادة والتدمير والتخريب، لكن هذا لا يعني أن العالم كله يجب أن يقف بعد أن ينقشع غبار العدوان الروسي ضد المعايير الغربية المزدوجة وأن يرفض النفاق الغربي بوتين يستغل النفاق الغربيولقد لاحظ بوتين ذلك النفاق الغربي واستغله في الهجوم على الغرب وعلى وسائل الإعلام الغربية، فقال إن الغرب يهتم بالأوكرانيين لأنهم بيض، مشيرا إلى تعليق قناة "سي بي إس" الأميركية بأن أوكرانيا دولة أوروبية متحضرة ليست مثل العراق وسوريا.وعندما ذهبت سامانثا باور لتوزيع المعونات الأميركية على اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من جحيم العدوان الروسي إلى الحدود البولندية قالت إنهم يشبهوننا، وهذا ما يسبب لنا صدمة، فالحرب لم تعد تستهدف الشعوب البعيدة الفقيرة.كانت باور -التي تقود الآن عملية الإغاثة الأميركية للشعب الأوكراني- سفيرة أميركا في الأمم المتحدة، وكانت تستطيع أن تساعد في وقف الحرب على اليمن، لكنها لم تفعل، وفضلت سياسة الصمت، ولم تحاول إدانة القنابل التي تدمر المستشفيات والمدارس اليمنية، ولم تعبر عن أي تعاطف مع شعوب اليمن وسوريا وغزة وميانمار.بعد أن ينقشع الغبارهذا لا يعني أننا لا نتعاطف مع شعب أوكرانيا الذي يتعرض للعدوان الروسي الذي يستخدم فيه بوتين كل أسلحة الإبادة والتدمير والتخريب، لكنه يعني أن العالم كله يجب أن يقف بعد أن ينقشع غبار ذلك العدوان ضد المعايير الغربية المزدوجة، وأن يرفض النفاق الغربي ويبحث عن وسائل لحماية حقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية ويحميها من العدوان الأجنبي بدون تمييز أو تفرقة عنصرية.إن قوة المبادئ تتجلى في تطبيقها على الجميع دون تمييز، والغرب يضعف تلك المبادئ عندما يطبقها بشكل متحيز وطبقا لمصالحه.إن إدانة العدوان الخارجي يجب أن تكون قاعدة لبناء السياسات الخارجية العادلة للدول التي تحترم نفسها، وتريد أن تبني صورتها في أذهان الشعوب على أساس دورها في حماية المبادئ الإنسانية، ودفاعها عن حقوق الإنسان والشعوب.أما الدولة التي تدين العدوان على شعب لمجرد أنهم من البيض أو أنهم يشبهون الدول الغربية في الوقت الذي تتجاهل فيه مآسي الشعوب العربية والإسلامية فإنها لا تستحق الاحترام، وهي تقوم بتشويه صورتها عندما تطبق المعايير المزدوجة وتكيل بمكيالين.كما أن الغرب لا يخدم بذلك قضية أوكرانيا وشعبها الذي يتصدى ببطولة للعدوان الروسي، فالشعوب سوف تنظر للشعب الأوكراني على أن الغرب يؤيده لا لعدالة قضيته وانتمائه للأسرة الإنسانية، ولكن لأنه أبيض ويشبه الشعوب الغربية، وهذا الموقف الغربي من قضية أوكرانيا العادلة يشوه صورتها ويضعف تأييد الشعوب وتعاطفها مع هذه القضية.المجد للمقاومةإن مقاومة الشعب الأوكراني العدوان الروسي تثير الإعجاب في نفوس كل الأحرار، وتلهم الشعوب التي تكافح لانتزاع حقوقها وتحرير أرضها من الاحتلال، فالمقاومة ضد العدوان والاحتلال تستحق التمجيد والفخر، فمقاومة الشعب الأوكراني تجربة مهمة في تاريخ الإنسانية توضح أنها يمكن أن تهزم القوة العسكرية المادية الصلبة مهما بلغ تقدم الأسلحة وتطورها.ومن المؤكد أن كل الشعوب يمكن أن تنظر بإعجاب للمقاومة الأوكرانية، وتطبق بعض جوانب التجربة التي تتفق مع ظروفها، لكن يجب أن يتم النظر إلى تجارب كل الشعوب في المقاومة بعدالة، وتمجيد تلك التجارب دون تمييز أو تفرقة عنصرية، فهناك تجارب عظيمة قدمتها الشعوب مثل المقاومة الفلسطينية، وهي بالتأكيد يمكن أن تلهم الشعوب وتلهم الشعب الأوكراني معاني الشجاعة والإصرار والصمود والبطولة والتضحية.والأيام الماضية أثبتت أن شعب أوكرانيا لم يخضع ويستسلم كما كان يظن بوتين، ولم ينكسر أمام صواريخه ودباباته وطائراته وقسوة جيشه، لكن وسائل الإعلام لم تقدم الصورة الحقيقية لشعب يقاوم ويتحدى القوة الصلبة، وتجاهلت التجارب الإنسانية، فيما ركزت على الصواريخ والدبابات والمنازل المحترقة.وشعب أوكرانيا قدم الكثير من صور البطولة والمقاومة حتى الآن، والتي تستحق التمجيد والفخر بها لكن لم يتم تصويرها، في الوقت الذي لجأ فيه البعض إلى التزييف والتزوير، حيث تم نشر صورة الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي واجهت بقوة وشجاعة جنديا إسرائيليا وكان عمرها آنذاك 11 عاما، في صورة حية وجميلة للمقاومة، لكن تم نشر هذه الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها صورة لفتاة أوكرانية تواجه ببطولة جنديا روسيا، وحصلت هذه الصورة على أكثر من 10 ملايين إعجاب.يذكّر بيتر أوبرون العالم بأن الفتاة عهد التميمي حكم عليها الاحتلال الإسرائيلي بالسجن دون أن يهتم الغرب بها أو يشعر بالأسى من أجلها، لكنه استخدم صورتها كفتاة أوكرانية تقاوم وتتحدى جنديا روسيا.إن هناك الكثير من الفتيات الأوكرانيات يمكن أن يقلدن عهد التميمي في صمودها وتحديها للمحتل الغاصب، ووسائل الإعلام يجب أن تقوم بتصويرهن دون تزييف أو تزوير، وفي الوقت نفسه فإن هذه الوسائل يجب أن تصور التكامل بين تجارب كفاح الشعوب ومقاومتها للاحتلال، وأن تمجد كل صور البطولة والمقاومة والتضحية.ليس إرهاباإن الرجل الأوكراني الذي فجر نفسه في دبابة روسية يستحق التمجيد والفخر به وتقديمه كبطل ضحى بحياته دفاعا عن حرية بلاده واستقلالها، لكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الرجال الفلسطينيين قاموا بعمليات استشهادية وفجروا أجسادهم في دبابات المحتل الإسرائيلي وجيشه لتحرير أرضهم.وفي الوقت الذي قام الغرب بتمجيد البطل الأوكراني تم وصف الأبطال الفلسطينيين الذين قاموا بالفعل نفسه بالإرهاب، وهذا بالتأكيد يشكل دليلا على خطورة المعايير المزدوجة التي يطبقها الغرب، وعدم العدالة في التعامل مع كفاح الشعوب للتحرر من الاحتلال.إننا نعبر عن إعجابنا ببطولة الرجل الأوكراني الذي ضحى بنفسه وقدم نموذجا لفعل مؤثر في مقاومة الاحتلال، ويمكن أن يقدم الكثير من الرجال هذا النموذج البطولي، لكن في الوقت نفسه لا بد أن يحترم العالم بطولة رجال فلسطين الذين ضحوا بأنفسهم في مواجهة المحتل الإسرائيلي والتعامل معهم كأبطال يستحقون التكريم والفخر ببطولتهم وتضحياتهم، فهم استخدموا الأسلوب عينه الذي استخدمه الرجل الأوكراني الذي اعتبره الغرب بطلا وافتخر به.إن حروب التحرير تعتمد على تضحيات الرجال الذين يؤمنون بحقهم في الحرية، ويكافحون لتحرير أوطانهم، وهذه التضحيات تستحق الفخر والتمجيد، يتساوى في ذلك البطل الأوكراني مع البطل الفلسطيني دون اعتبار للون أو العرق أو الجنس، وتلك هي العدالة التي يبدو أن الغرب لا يعرفها.المقاطعة أيضاينقل بيتر أوبرون عن مدير "مركز التفاهم العربي الإنجليزي" كريس دويل أن الفلسطينيين لاحظوا أن العالم اندفع لفرض العقوبات على روسيا، ومنعها من المشاركة في الفعاليات الثقافية والرياضية رفضا لاحتلالها أوكرانيا، لكن الغرب واجه الدعوة لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي بالرفض، ووصفها بمعاداة السامية، وقامت الحكومة البريطانية بتجريم هذه الدعوة، لذلك فإننا ندعو إلى مقاطعة روسيا التي احتلت أوكرانيا، لكن ذلك يجب أن يطبق على الاحتلال الإسرائيلي، فهذه هي العدالة.وفي الوقت نفسه، فإن الغرب يجب أن يتحرر من عنصريته ونفاقه، ويجب أن تصور وسائل الإعلام كفاح الشعوب وتروي قصص أبطالها الذين يقاومون الاحتلال، فالأحرار الذين يتحدون العدوان بكل أشكاله يستحقون أن تفخر بهم البشرية، ومن حقها أن تعرف قصصهم لأنهم يلهمون الشعوب في كفاحها لتحقيق استقلالها وانتزاع حقوقها من الطغاة والمستبدين والقوى الاستعمارية. |
|