لماذا تدافع الدول الكبرى عن المثلية؟
في تحدٍّ صارخ للفطرة البشرية والغريزة الجنسية، تدافع دول كبرى عما يسمى بـ “المثلية” وهو مصطلح اخترعه الغربيون بديلا عن لفظ “اللواط” ليشمل الذكور والإناث، ويمنح هذا الفعل صبغة قانونية وعرفية، وأسسوا له جمعيات تدافع عنهم وعن حقوقهم التي رأوها طبيعية وقانونية، والغريب في الأمر أن الدول الكبرى بدأت تستخدم نفوذها على الدول الصغرى والنامية لقبول المسخ البشري ومعاداة دينها وأعرافها وتقاليدها منذ أن نشأت، والكل يعلم أن “المثلية” التي يزعمون كانت منبوذة ومُجرّمة إلى عهد قريب وكانت القوانين الفطرية تمنع مثل هذا السلوك الشائن الذي يعادي الفطرة والطبيعة والعقل والمنطق.
وبعد أن نما هذا الفكر الدخلوي على بني البشر وتطور بشكل مفزع ومُرعب، حيث شمل الذكور والإناث على السواء، وبدأت تنتشر السلوكات الشاذة من الرجال والنساء على الملأ ولم تجرّمها الدول وتضع لها حدًّا استمرأ هؤلاء واستأسدوا وبدأوا يطالبون بحقوق لم تكن وما كانت لتكون لولا صمت الدول وعلماء الدين والناس أجمعين، وما كانت لتكون لولا أن الأمر أصبح عندهم حلالا ومألوفا، فأن يُعلن فنان مشهور أو لاعب كرة معروف أو سياسي متطرف مثليّته أمام وسائل الإعلام وآلات التصوير فذلك شأن داخلي بل صار أمرا عاديا في زمن تخلى الكل عن المبادئ والقيم.
ولا شك أن فكرة المثلية تنبذها العقيدة الإسلامية ولا يمكن أن تقبل بها لا قديما ولا حديثا ولا مستقبلا، بل تحرّمها وتُجرّمها، وتضع لها عقوبة قاسية للحدّ منها واستئصالها إن حدثت في مجتمع إسلامي، لأن الله تعالى حرّم ذلك وجعل من يفعل ذلك مطرودا من رحمته وله عذاب أليم في الدنيا والآخرة، ولا يمكن للإسلام أن يسمح بمثل هذه العلاقات لأنها تؤسس لجنس ثالث كان غير موجود وغير مألوف وغير مرغوب فيه أن يكون، ومن وقع في مثل هذه الجريمة النكراء يُستتاب، وإن لم يتب فيقام عليه الحدّ على اختلاف بين الفقهاء في ماهيته لأنه أشدّ من الزنا وأكبر جُرما وأكثر شناعة وبشاعة، ويؤدي إلى تفكك المجتمع وانتشار الأمراض وتوقف النسل وغيرها من الأخطار.
ما يحدث في المجتمعات الكبرى أنهم يدافعون عن مثل هذا الشذوذ ويلومون الدول العربية والإسلامية لرفضهم هذا السلوك الذي سبق أن فعله قوم لوط وكان لهم من العذاب ما كان، بل حذرهم المولى تبارك وتعالى من فِعله لأن مصيرهم سيكون كمصير قوم لوط إذا قبلوه وجعلوه من المُمكنات أن يحدث في مجتمعهم المحافظ، إنه سبحانه قد جعل قرية لوط عاليها سافلها وأمطر على أهلها مطر العذاب وساء مطر المنذرين فأبادهم عن آخرهم، ذلك عذابهم في الدنيا أما في الآخرة فلهم عذاب أليم وشديد، ولهذا فالمسلمون يستغربون مثل هذه الدعاوى الباطلة ويرفضونها رفضا قاطعا، لكن قد ترضخ بعض الدول لمثل هذه الأباطيل نتيجة نفوذ قوي يمارس عليها حتى تقبل بوجودها بينها وتُسنّ لهم قوانين خاصة بدعوى ما يسمى حقوق الإنسان.
والذي يقود هذه الأعمال هم متطرفون شاذّون لا حق لهم في الوجود، وعندما تريد دول عظمى إفساد شعب أو نشر الفوضى فيه ترسل لهم مثل هذه الشرارات الساخنة في مجتمعاتهم وتنشر أمثلة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ممن ارتضوا المهانة والذلة ورضوا أن يعيشوا في الرذيلة لزعزعة الأمن الأسري وبث الفتنة والفاحشة في الذين آمنوا، لكن محاولاتهم كلها ستبوء بالفشل لأن الشعوب الإسلامية ترفض قطعا كما فعلت دولة قطر التي تستضيف نهائيات كأس العالم 2022 وتتعرض لحملة كبيرة لأنها رفضت حضور هؤلاء الذين يمارسون اللواط إلى أرضها وتدنيسها بأفكارهم المشعوذة وأخلاقهم المدمرة.
وفي الحقيقة، إنها الحرب على الإسلام بمفهومها الواسع، فكل مرة يخترعون لنا أفكارا تخالف الفطرة ويحاولون بثها ونشرها بطريقة فجّة وخطيرة من خلال ما يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، والأصل في هذا الواجب أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأن العالم الإسلامي اليوم يعيش ضعفا وهوانا فإنه يتلقى الضربات والصفعات الواحدة تلو الأخرى ولا يقدر على المواجهة ورد العدوان والنهي عن المنكر فيستسلم جزء منه إلى هذه الدعوات الفارغة فيوقع نفسه ومن وراءه في بحر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويبقى الجزء الآخر حائرا يكتم غيظه ويرفض ذلك بقله وهو أضعف الإيمان.