ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أنا لاجيء.. وين الغلط.. ولماذا كلّ هذه التفاهة؟ الإثنين 21 نوفمبر 2022, 7:44 am | |
| [rtl] أنا لاجيء.. وين الغلط.. ولماذا كلّ هذه التفاهة؟
[/rtl] د. محمد أبو بكرأنا المدعو محمد أبو بكر، هاجر آبائي وأجدادي من فلسطين إثر النكبة 1948، فأقمنا في مناطق متفرقة فيما يسمّى الضفة الغربية حاليا، واستقّر بنا المقام في منطقة أريحا وتحديدا مخيم عين السلطان ، ثمّ كانت النكسة 1967، وانتقلنا لشرق الأردن عبر الجسر الخشبي في ذلك الوقت اللعين .نحمل الجنسية الأردنية ولدينا الرقم الوطني ، ونحبّ الأردن ، ففيها تلقّينا دراستنا؛ في مدارس وكالة الغوث والمدارس الحكومية ، وانتقلنا للجامعة وأكملنا الدراسة والحمد لله، والأردن أصبح الوطن الذي نحبّ ونعشق دون نسيان أرض الآباء والأجداد في تلك الأرض الطاهرة فلسطين .ولائي مزدوج ؛ هذه هي الحقيقة ، فالأردن وفلسطين توأمان ، شاء من شاء وأبى من أبى ، فالحنين لفلسطين لا ينقطع أبدا ، والعشق للأردن مستمر إلى أن يختارني الله إلى جواره، أنا لاجيء، وقد عانى أهلي ويلات اللجوء ، وننتظر يوم التحرير القادم بعون الله ، وعندي ثقة مطلقة بأنّ المواطن الأردني أو تحديدا الشرق أردني سيسبق الفلسطيني نحو فلسطين والقدس يوم التحرير ، لأنّهما في قلبه ووجدانه .هبطت علينا السوشيال ميديا ، وياليتها لم تأت أبدا ، هي وسائل أنشئت لغايات التواصل وليس للتناحر بين بني البشر ، إساءة في الإستخدام ، وتشويها ونشرا للفتنة ، واقتناصا لكل خبر قد لا يعجب أحدهم ويبدأ التعليق بصورة لا تليق بكل محترم ممن يستخدمون هذه الوسائل .انتشرت ظاهرة المؤثّرين ممن يملكون ملايين المعجبين ، ومن هؤلاء اللاجيء الفلسطيني الشاب وسام القطب الذي اختارته دولة قطر سفيرا للمونديال ، الشاب كان فرحا كثيرا بهذا الإختيار ، فأعلن بأنّه لاجيء فلسطيني بلا مكان وبات سفيرا لكأس العالم ، فأين أخطأ وسام يا بشر ؟بدأ الموتورون بإطلاق وابل من القذائف عليه ، وهم لا يعلمون شيئا عن تاريخه ، فاتهموه بالتنكّر للأردن وهو الذي يعيش فيها ، حسب قولهم ، وعند التدقيق تبيّن بأنّ الشاب القطب من قطاع غزة ومن مواليد السعودية ويحمل وثيقة مصرية ويتلقّى دراسته في الأردن .لا أملك الشغف بالسوشيال ميديا ، كنت قد أغلقت حسابي على الفيس بوك قبل ست سنوات ، وتوقّفت عن استخدام الهاتف الذكي ورجعت للهاتف الغبي القديم ( أبو كبسات ) ، لا تعنيني كلّ هذه الأمور ، قد أكون شخصا متخلّفا يحنّ للماضي ، غير أنّ البعض يرغب بزجّنا في أتون فتنة لعينة نحن في غنى عنها ، فليرحمونا من تفاهاتهم وخزعبلاتهم .السوشيال ميديا باتت فرصة لبعض التافهين لأجل التصيّد في الماء العكر ، وعلى هؤلاء إدراك بأنّ الولاء شعور وجداني ، فالولاء للأردن وفلسطين معا ميّزة هامّة لا يتمتّع بها غير اللاجيء الفلسطيني الذي يعيش في الأردن ، وبات جزءا من هذا الوطن وشارك في بنائه منذ عشرات السنين .لعن الله الفتنة ومن أيقظها ، والله لا أرغب الكتابة في مثل هذه القضايا التي تجاوزناها منذ عقود ، غير أنّ بعضا من ضعاف النفوس يجبرونك على ذلك ، وعليهم أن يدركوا بأننا أردنيين وفلسطينيين نأكل من صحن واحد ، ونعيش سويّا وبيننا أكثر من سبعمائة ألف حالة زواج ، والعلاقة الشعبية الفلسطينية الأردنية لا مثيل لها في التاريخ ، والمسافة بين عمان والقدس لا تزيد عن 90 كيلومتر !على فكرة .. أنا لا أؤمن بكل الحدود بين دول العرب ، حدود وضعها الإستعمار ، وللأسف نعمل على تكريسها ، وفلسطين من النهر إلى البحر مسؤولية الجميع من المغرب حتى أندونيسيا ، وأرفض مصطلحي الضفة الغربية وقطاع غزة ، فلن أقبل بغير فلسطين كاملة من الماء إلى الماء ، ولا يعنيني أبدا إقامة دويلة فلسطينية فيما تبّقى من الضفّة ترزح تحت بساطير جنود العدو . |
|