ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: بيت المقدس ليست سلعة ولا محورا ولا عقارا مملوكا لأحد لتوظيفه لصالح آخر الثلاثاء 18 أبريل 2023, 1:35 am | |
| بيت المقدس ليست سلعة ولا محورا ولا عقارا مملوكا لأحد لتوظيفه لصالح آخر• وتبقى القضية المقدسة قبلة الأمة، ومعراج سموها، ومحراب اشعاعها على العالمين، ومنبرانتصارها على الظالمين، وديوان ريادتها للبشرية التائهة، وسيادتها للانسانية المعذبة والأخذ بيدها نحو مرافئ العدل والمرحمة والأمان والسلام. • ان مصير بيت المقدس وحوض البركة الأول من حولها ومن بعدها الأكناف الطاهرة يحدد مصير العالم بمجموعه، وان رحلة الاسراء وامامة المصطفي صل الله عليه وسلم للرسل كافة والنبيين عامة، في أحد معانيها القوامة والسيادة والريادة والقيادة وعدم التبعية لمحور أو التزكية لأحد، بل هي الأولى في كل شئ فهي القبلة الأولى، التي فتحها المصطفى مباشرة عام عام 621م لحظة تسلل اليهود اليها بتسهيلات من الغزو الفارسي، فجاء المصطفى ليفرد عليها مظلة التوحيد، وحده دون جيش ولا دولة ولا شعب ولا أمة، ذلك ان بيت المقدس يطاول الشرف من يخدمها ويعمل لها ولاتقبل الاستخدام أو التجيير أو التمحور، وهي البقعة الوحيدة التي أجمع الجمهور على انه لا يعمر فيها ظالم، ولاتقبل الضيم، فكيف تنصر بمن يسلبون حرية الخلق؟! • فالمسجد الأقصى مسألة قرآن وعقيدة وفرقان ومفاصلة كاملة، لاتقبل الخلل ولاترضى الخطل ولا يستقيم معها التخليط ومعاندة ما استقر في وجدان الأمة الجمعي، فهي ورثة محمد، وعهدة عمر، وميراث الصحابة، وأنفاس السلف الصالح، وصولة نورالدين الشهيد، وصرخة الناصر صلاح الدين وجولة المماليك العظام، ووديعة سليمان القانوني، ومالكها مجموع الامة المسلمة وان كانت وطنا لأهلها ومن يسكنها منهم، ولا يتصرفون بها أو بشانها دون سواهم من الكافة. • هذه قضية القضايا المحورية للأمة، ونقطة التقاء أشواق ابنائها، وهي الجامع الأعلى لمجموع توجهات قواها الحية، ومحور التحرك المركزي لشعوبها، فلا يجوز لأحد انتزاعها من نصابها العظيم وتوظيفها الجائر والمعتسف لصالح البعض بالاسم، مع ما يترتب على ذلك من اغتيال لأحلام وتوجهات وأدوار واسهامات ودعوات وزفرات ودموع ابناء الامة من أقصاها الى أقصاها نحو أقصاها المبارك، ناهيك عن توهين الاجماع المتنامي حول العالم الاسلامي نحوها، وتبديد الجهود التي تراكمت من خلال نزوات ميكروفون متكرر الانفلات ومأسور لحالة دون سواها. • أما الطائفة المنصورة بمواصفاتها النبوية الشريفة الست، و التي نبتت في محاضن الأقصى وأخذت تتشكل في المسرى، فانه يحسب لهم انهم تفوقوا على المستحيل في صمودهم الاسطوري طيلة أكثر من قرن، وجهادهم الاستثنائي في مواجهة أمكر دهاقنة العدوان، لم يلينوا فكانوا الاشارة الملهمة، ولم يتبدلوا فكانوا الشرارة الملهبة، ولم يغيروا فكانوا دفقة الدم في شرايين ابناء الأمة وبلسم الروح لقدواتها ونخبها، ومن الوفاء لتضحياتهم الصبر على اللأواء وعدم الانزلاق لدركات ترهات الأضطرار التي هوت بكثيرين من صفوة السالكين، الذين تناسوا بركة المكان والزمان والانسان والتاريخ والجغرافيا …وفوق ذلك كله توفيق الرحمن الذي لايغادر صغيرة ولا كبيرة. • لا اريد التذكير بالجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا وغيرها، بالأمس استطاعت حركة جبلية محاصرة معزولة تمسكت بما تعتقده بحسب فهمها، ولم تساوم جيرانها ممن تسببوا في تسهيل احتلال بلدها ورفضت عروضهم الاستقطابية رغم اعتصارها للحاجة واعسارها لها، فصمدت لقذف آلة جهنمية لتحالف دولي نادر فما وهنت ولا استكانت، وقدمت عن طيب خاطر (8 شهداء و(35) جريحا “يوميا” وعلى مدار عشرين عاما حتى نالت حريتها!!!، ان معركة تحرير الأقصى لم تبدأ بعد، وان حرب استنقاذه لم تدشن وان أهوال استردادة ملحمة قادمة، فلا مجال الا استيعاب كل القدرات والامكانات وريادة مجموع الأمة كلها دون انزلاقات غير محسوبة وترويج لحظي مؤسف، فاليهود لديهم استراتيجية لئيمة ورؤية زنيمة ينتظم فيها الكل الصهيوني من (112)دولة، فلا يحق تضييق الواسع وتنفير الراغبين في ممارسة حقهم في نصرة مقدساتهم ، فالمسألة دينية عميقة وليست وطنية محدودة وهي قدرية وليست لحظية. • ان الوجدان الجمعي للأمة المسلمة موحد على أولوية المسجد الأقصى في النصرة وأحقية بيت المقدس في المناصرة، لأنها قضية تسموعلى كل خلاف وهي محط اتفاق وعنوان التلاقي الخالي من التجافي، فلا يصح معها الاستحواذ او التوظيف الفج، ذلك ان بوصلة كل القوى الحية والصادقة في الامة تتجه الى الاقصى رغم تغييب المرجعية الاسلامية السنية دون غيرها قسرا وقهرا، وتلزيم الامة لأنظمة قبلية وعسكرية مفروضة وخائبة لأجل الاستفراد ببيت المقدس لغايات انزال باراشوتي لأورشليم يهودية للأنقضاض على وجودها، واستزراع “الهيكل” المزعوم لالتهام المشهد القدسي الشريف وفق مخططات جاهزة ومرسومة يقوم عليها أفاكون مهووسون متحكمون اليوم في قرار المؤسسة الاحتلالية. • سيحتدم الصراع الرهيب بين باطل أسود يبغي عاصمة يهودية صرفة لدولة يهودية خالصة تكون وسيلة لاقامة ” الهيكل” الذي تتحطم لأجله الدول وتسجد له الشعوب، وبين حق أبلج ينصره ربانيون موحدون يسيرون على نهج المصطفى صل الله عليه وسلم، ويجددون الفتح العمري العسكري لبيت المقدس في 2/5/635م والتي شد الرحال اليها لاستلام مفاتيحها دون سواها من مدائن وحواضر الفتح في الجزيرة والروم وفارس وأرمينيا واذريجان ومصر وبرقة. • قامت “اسرائيل” من العدم بقرار أممي ظالم، وجاهر حسن البنا بأنه لن يبطلها الا الاسلام وهذا ما تدحرجت رأسه من أجله، بعد ان جمع وحرك – رغم التحديات – من المجاهدين المصريين والسوريين والعراقيين والاردنيين الى فلسطين، بما يوازي سبع ماجمعته الجيوش العربية بقيادة الجنرال الانجليزي كلوب باشا في نكبة عام 1948م، ثم من رحم الاخوان انبثقت كل حركات المقاومة رغم الاستهداف بما فيهم حركة فتح وحركة الجهاد وحركة حماس، التي قدم تيارها العريض عشرات الالوف من الجرحى والشهداء على خطى الأولين حتى غدت حماس أيقونة المقهورين العرب والمسلمين من طلاب الحرية المغدورة. • لقد أخطأ المفاوض الفلسطيني عندما تعامل مع القضية الفلسطينية كعقار فلسطيني وحول الاقصى المبارك الى سلعة على طاولة التفاوض وقدم أريحا أولا، ويرتكب غيره نفس الخطأ عندما يلحق مسارها بمحاور ذات مشاريع قهرية لحاضنة القضية المقدسة في ربوع الامة، التي تغلي كبراميل لهب، وتضطرم كبركان غضب، وتخزن الالم التراكمي ولا تقدم على الاقصى قضية، ذلك ان الأمة طاقة هائلة وجبارة وصاعق التفجيرلديها هو المسجد الاقصى حصرا، ولا تتسامح مع المسائل العقدية تحت أي تبرير قصير المدى ضيق الأفق. سعود ابو محفوظ . ليلة 27 رمضان 1444 للهجرة. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: بيت المقدس ليست سلعة ولا محورا ولا عقارا مملوكا لأحد لتوظيفه لصالح آخر الثلاثاء 18 أبريل 2023, 1:36 am | |
| خطر التعريف الغربي “المسجد الأقصى/ جبل الهيكل”من دون التقليل من أهمية حماية المسجد الأقصى بصفته رمزا دينيا للمسلمين في العالم، فإن هذه الحماية واجب وطني وإنساني أيضا، وفي قلب معركة التحرّر الوطني الفلسطيني، وتهويد الأقصى يعني تهويد كل فلسطين. وليست لاقتحامات المستوطنين اليهود المتكرّرة المسجد الأقصى بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي علاقة بحماية الديانة اليهودية، وإن كانت الحركة الصهيونية قد أقنعت المتشدّدين اليهود بذلك، وإنما تستهدف تدمير رمز ديني للمسلمين ورمز للهوية الفلسطينية وللحقوق الوطنية للفلسطينيين ببلادهم وتاريخهم ووجودهم. لم يستطع علماء الآثار إثبات إصرار إسرائيل على ادّعاء أنّ جبل الهيكل يقع مباشرة تحت المسجد الأقصى، فيما تستمر الحفريات التي تهدّد المبنى نفسه، فلصورة الأقصى كاختزال للمدينة المقدّسة، وصورته مع كنيسة الجثمانية، بعدٌ رمزي يُقلق الإسرائيليين، فرمز القدس، من وجهة النظر الإسرائيلية، يجب أن يكون هيكلاً يهودياً له جذور في القدس، يثبت الرواية الصهيونية وادّعاء اليهود بحقهم في أرض فلسطين، كل فلسطين، من البحر المتوسط إلى نهر الأردن. لكنّ وجود الأقصى الشريف ينسف الرواية الصهيونية، ولذا جرى التركيز عليه، إضافة إلى هدفٍ آخر خطير؛ هو تحويل قضية فلسطين التحرّرية إلى صراع ديني، يجعل الإسلام والمسلمين تهديداً لإسرائيل، مستغلّة الاتجاهات الاستشراقية الاستعمارية في الغرب، ولكسب تأييد المسيحيين في العالم للدولة الصهيونية. صحيحٌ أن إسرائيل لم تنجح في تدمير المسجد الأقصى، أو بثّ الفرقة بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين، لكنها نجحت إعلامياً وفي الدوائر الرسمية الغربية في فرض تعريف المسجد الأقصى بأنه مكان “متنازع عليه”. ولذا، تستعمل وكالات الأنباء مصطلح “المسجد الأقصى/ جبل الهيكل”، في مسعى إلى تزييف واقع الاحتلال وادّعاء أنه تعبير “محايد وموضوعي” يعترف بالروايتين الفلسطينية والإسرائيلية على أساس أنّ باحة الأقصى “متنازعٌ عليها”. تستعمل الخارجية الأميركية تعبير “المسجد الأقصى/ جبل الهيكل” في كل بياناتها وتصريحاتها، تجسيداً لانحيازها لإسرائيل، وفي ذلك أكبر تغطيةٍ على الاحتلال والمشروع الاحتلالي الصهيوني، فالأرض “متنازعٌ عليها” والقدس “متنازعٌ عليها”، والأقصى “متنازعٌ عليه”، والخليل “متنازعُ عليها”، وكذلك قبة راحيل في بيت لحم، والإدارة الأميركية تشهد بنفسها كيف توظف إسرائيل هذا المصطلح المزيّف لمصادرة الأراضي وتهجير أهلها وهدم البيوت، واقتحام المدن واستباحة المسجد الأقصى. فلا فائدة ولا جدوى من إدانات الإدارات الغربية هجوم المستوطنين على المصلّين في الأقصى، وإدانة كلّ من المجرمَين العضوين في الحكومة الصهيونية، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، اللذيْن تشكل عنصريّتهما الفجّة إحراجاً لواشنطن، وتتناسى الإدارة الأميركية ودوائر غربية كثيرة أنّ معظم المسؤولين الإسرائيليين، إن لم يكن جميعهم، يسمّون المسجد الأقصى بجبل الهيكل. وبالتالي؛ الحكومات الصهيونية مشاركة، بشكل رسمي، في التحريض على استباحة باحة المسجد الأقصى، بالنسبة للإدارة الأميركية، فإن ما يقلقها هو اشتعال انتفاضة فلسطينية كرد فعل على اقتحام المستوطنين باحات الأقصى، وليس من باب الحرص على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولا على أرواح الفلسطينيين. بل إن واشنطن والمراكز الأميركية والصهيونية في أميركا تعتبر ردود فعل العرب والمسلمين، حكومات وشعوباً، مؤشّراً على تأثير أي حدث في الأقصى على نسبة العداء لإسرائيل، وتحرص على ألّا يزيد منسوب هذا العداء، في عهد توسيع التطبيع العربي – الإسرائيلي الذي هو ركيزة أساسية للاستراتيجية الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية. ومن هنا، تخشى أن تتسبّب هذه الاقتحامات في تعطيل عملية التطبيع الشعبي بين إسرائيل والعالم العربي. وعليه؛ يساهم ضعف الرد العربي في تمكين التصعيد الإسرائيلي ضد الأقصى، وضد الشعب الفلسطيني، بحيث لا ترى الإدارة الأميركية ضرورة لممارسة ضغوط أو إجراءات عقابية ضد إسرائيل. لذا؛ نرى الإدارة تضغط على الأردن والسلطة الفلسطينية “لتخفيف التصعيد في الأقصى” و”ضمان الهدوء”، وهي مصطلحاتٌ مهينة بقدر أنها استعمارية، فواشنطن تعتبر اعتكاف المصلين في المسجد الأقصى تصعيداً، وتريد من الأردن والسلطة منع المصلين الفلسطينيين منه، في مهزلةٍ رسمية تدين المجني عليه وتحمّله مسؤولية العدوان والاعتداء على المصلين جسدياً وربط أيديهم بعد أن تُجبرهم على التمدّد أرضاً أمام الكاميرات وعدسات التصوير، في عمليةٍ مشينة لتوجيه اللوم إلى الضحية. لا يحقّ للأردن أو إسرائيل أو السلطة منع الاعتكاف، فبعد محاولة وزارة الأوقاف التابعة للدولة الأردنية حظر الاعتكاف، تراجعت الهيئة الدينية، وفهم الجميع، وحتى واشنطن، أنّ في ذلك تجاوزاً لكل الخطوط الحمر في حرية ممارسة الشعائر الدينية. المشكلة أنّ الدول العربية (والسلطة الفلسطينية) لم تتعلم الدرس من قمة العقبة واجتماع شرم الشيخ، إضافة إلى أنه كان من الخطأ المشاركة في تلكما المهزلتين، لكنها كلها انتهت بتصعيد إسرائيلي أشد شراسة من قبل، وجميعنا نذكر أن مجزرة حوّارة ارتكبها المستوطنون بعد ساعاتٍ من لقاء العقبة، وتنصّلت الحكومة الإسرائيلية من تعهّداتها بكبح هجمات المستوطنين على المصلين في القدس، بل ما حدث كان العكس، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي بالاعتداءات على المسلمين والمسيحيين في القدس، مع تزامن رمضان مع شعائر أعياد الفصح في كنيسة الجثمانية في القدس، في مشهدٍ سافرٍ لاستهداف الفلسطيني المسلم والمسيحي لمجرّد كونه فلسطينياً. وإذا تحدّث مسؤول عربي، وأصرّ على احترام حرمة المسجد الأقصى، يصبح متهماً بالتطرّف، كما حدث مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إذ دافع عن القدس والمسجد الأقصى في اتصالاته مع الإسرائيليين وغيرهم، فوصفه إسرائيليون، في تصريحات لموقع إكسيوس، بأنه “إيتمار بن غفير العربي”، وأنها معركة بين المتطرّفين العرب واليهود، وأصبح الصفدي الذي هو وزير خارجية دولة مرتبطة بمعاهدة سلام مع إسرائيل “شخصا متطرّفا”، في رسالة واضحة بأنّ إسرائيل لم تعد تأبه بأحد، ما دامت اتفاقيات التطبيع مستمرّة، ولا تهديدَ عربيا واحدا بتجميدها، ولا نقول وقفها أو إلغاءها. أما المقاربة بين الصفدي وبن غفير، فهي أبشع من بشعة، خصوصاً أنّ إسرائيل تتحمّل بن غفير الذي وافقت على عصابة الميلشيا التابعة له، غير الخاضعة لقواعد الاشتباك التي يدّعي الجيش الإسرائيلي أنه يلتزم بها، أي أنها أكثر وحشيةً من الجيش. ورغم ذلك، ترفض تقبُّل أن يدافع مسؤول أردني عن حقّ الأردن برعاية المقدّسات في القدس، فلا تهمها حكومات مطبّعة أم غير مطبّعة، فالدفاع عن حق يضع مسؤولاً في خانةٍ أقرب إلى الإرهابيين، لكنّ إرهاب بن غفير مقبول، وأي مسؤول عربي يعارض إجراءات إسرائيل، ولو شفوياً، إرهابي مدان. وهذا درس لا تريد أن تتعلمه الدول العربية؛ فمن اتهم الصفدي لم يكن من أتباع بن غفير، وإنما من يدعو إلى الوسطية في إسرائيل، فهناك رواية ومشروع يجب تطبيقه ومتفق عليه عند “المتطرّفين” و”الوسطيين”، ووصلنا، كما أشرتُ مرّاتٍ في مقالات سابقة، إلى مرحلة يعتبرها الصهاينة نهائية تقترب من انتهاء تحقيق المشروع الكولونيالي الاستيطاني في فلسطين، فلم يعد هناك اعتبار لأحد، فإسرائيل لم تعد تستقوي بالدعم الأميركي فحسب، وإنما باتفاقيات التطبيع العربي المتتالية والتوسعية. ففي العرف الإسرائيلي؛ تصريحات المسؤولين مهمّة، بمعنى أن من غير المسموح أن تخرُج من إطار مفهوم “التسوية السلمية”، لكنها ليست مهمة لدفع أميركا إلى التوقّف عن دعمها الاستراتيجي لإسرائيل، لأنها تعرف أنها تصريحاتٌ لن ترتبط بأفعال أو تغيير سياسات، فليس هناك نفسٌ مقاوم حتى حيال حقوق الأنظمة نفسها، ويبقى الأقصى عرضة للتهويد، ولكن، تبقى مقاومة الفلسطينيين مستمرّة… وهي التي تُحدث فرقاً. |
|