"الثلاثي باء الأمريكاني" وترتيبات "إدارة غزة الذاتية" الانتقالية...!
من بين الظواهر التي تستحق الانتباه، أنه مع كل زيارة لوزير خارجية مجلس الحرب المشترك أنتوني بلينكن الى دولة الفاشية اليهودية، ينتقل جيش العدو الاحلالي الى مرحلة جديدة من مراحل خطة التدمير لقطاع غزة، وبعدما غادر عمان واللقاء السداسي، بدأت المرحلة الثالثة من الغزو الشامل بقصف غير مسبوق لقطاع غزة، مع إعادة احتلال للجزء الشمالي منه، تكريسا لتقسميه وفقا لمخطط الاتفاق الثنائي مع واشنطن.
بعد دخول المرحلة الثالثة من حرب التدمير والاقتلاع، سيأتي مدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) ويليام بيرنز لاستكمال ما بدأه وزير خارجية مجلس الحرب بلينكن، خلال اللقاء السباعي في عمان، ولقاء الرئيس محمود عباس، بالبحث في رسم الخطة الجديدة للعدوانية، وتثبيت قوات العدو الاحلالي، الى حين الانتهاء من ترتيبات "حكم الإدارة المدنية" الخاصة في قطاع غزة.
حضور مدير المخابرات المركزية بيرنز، للمنطقة يمثل مؤشرا حول ما بدأت واشنطن – تل أبيب، بالتعاون مع البعض العربي وربما الفلسطيني، حول ما بات يعرف رسميا باليوم التالي ، وفق ما أعلنه وزير حرب دولة العدو غالانت، هدفا ووضع بنيانه بلينكن، بعدما يتم السيطرة الأمنية لقوات الغزو اليهودي، وخاصة مع انتقال جيش الى تموضع احتلالي داخل القطاع، ما يشير الى أن واشنطن بدأت في عجلة من أمرها.
ترتيبات اليوم التالي لمصير قطاع غزة، ضمن الخطة الأمريكية توافقا مع دولة العدو لم تتأخر، وموضوعيا، يمكن اعتبار "لقاء عمان" يوم 4 نوفمبر 2023، و"لقاء رام الله" 5 نوفمبر هي رصاصة الانطلاقة للمشروع المراد تطبيقه وفقا لأهداف واشنطن وتل أبيب.
مبدئيا، من السذاجة السياسية الحديث عن دور للرسمية الفلسطينية فيما سيكون لاحقا من ترتيبات صممها أمن دولة العدو مع الأمريكان لمستقبل قطاع غزة، لأن الهدف المركزي للحرب العدوانية ليس إنهاء الانقسام الفلسطيني، الذي بدأ برعاية أمريكية ودعم حكومة الفاشيين في تل أبيب يونيو 2007، بل الانتقال به خطوة مضافة ليصبح انقساما انفصاليا لفترة زمنية تحت الوصاية الأمنية لدولة الكيان المباشرة، مع قوات "أممية ومحلية" تلعب دور "بوليس وشرطة"، وهذا لا يتطلب أي مظهر لوجود السلطة الرسمية في رام الله.
ترتيبات اليوم التالي، ستعمل على تشكيل "إدارة حاكم عسكري احتلالي" تكون مرجعية " لإدارة مدنية غزية" تغرق كليا فيما سيكون المهمة المركزية لسنوات، إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف المبعوث الأمريكي الخاص ساترفيلد، والذي قد يلعب دورا سياسيا – أمنيا في تلك المرحلة كما كان دور الأمريكي "برايمر" في العراق، دون تجاوز "الحاكم العسكري الاحتلالي"، وهذا لا يتطلب أي مظهر لوجود السلطة رسميا، سوى ما يمكن أن يكون بتسمية مندوبيها في "الإدارة الذاتية" مكافأة لها على دورها في المرحلة ما بين 2005 و2023.
ترتيبات اليوم التالي، ومع حضور مدير المخابرات المركزية الأمريكية بيرنز ستنتقل الى مرحلة جديدة في الاحتلال والتموضع، بالتوازي مع رسم ملامح "التشكيل المرتقب" للإدارة المدنية" تحت سلطة الحاكم العسكري، والتنسيق مع مهام ساترفيلد، والتحضير العملي للقوى المشاركة في عملية إعادة الأعمار.
ربما تشهد رحلة مسؤول المخابرات الأمريكية، التفكير العملي بتشكيل "الإدارة المدنية" من حيث مدة البقاء والتكوين المرتقب، وقائمة موسعة بأسماء يمكن لها أن تلعب دورا مركزيا في تلك المرحلة الانتقالية، تمهيدا للمرحلة التالية بالتوازي مع إعادة الأعمار، قائمة أسماء للمرحلة الأولى مع احتمالية بحث استشرافي للمرحلة الثانية من المرحلة الانتقالية، قبل بلورة أسس ما سيعرف لاحقا بـ "الحل الممكن" لبقايا الضفة والقدس وقطاع غزة، تحت وصاية مركبة، وفاقدة السيادة الأمنية وعلى الحدود، وفتح ملف اللاجئين على ضوء نتائج حرب غزة.
يبدو أن "الثلاثي باء الأمريكاني" (بايدن، بلينكن وبيرنز) في سرعة تفوق سرعة حكومة الفاشية اليهودية في رسم ملامح "الحل الممكن" للقضية الفلسطينية، وفق مراحل انتقالية متعددة عامودها الرئيسي ردم كامل للمشروع الكياني الفلسطيني، وعودة لزمن وصاية سياسية "كونفدرالية" بشكل معاصر.
ملاحظة: غريب ليش زعل البعض من تصريحات الفاشي إلياهو حول ضرب غزة بقنبلة نووية..مفروض نقدر له انه كل جيشه وجيش الأمريكان وأسلحتهم وقنابلهم طلعت غبية..قتلت كل ما قتلت ولساتهم "الغزازوة" غازين قرن فلفل أحمر في عين وقفا العدو..يا غزة يا غزتنا يا مكفولة بالنار والناس كم بك سحر عجب العجاب.