منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحرب على غزة: تقدير موقف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحرب على غزة: تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: الحرب على غزة: تقدير موقف   الحرب على غزة: تقدير موقف Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 10:26 am

∙تواصل طائرات الاحتلال عمليات القصف الجوي وتمهيد الأرض لدخول القوات البرية وضرب 


الأماكن التي يتوفر حولها معلومات استخبارية بوجود مواقع مضادة للدبابات وقناصة ومناطق 


مفخخة بعبوات ناسفة، وتقوم المدفعية بقصف متواصل للمناطق التي تمثل خط الدفاع الاول 


للمقاومة على المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة.


∙تعتمد تكتيكات الجيش الاسرائيلي على تركيز القصف الجوي لمناطق شمال وادي غزة والممتدة من 


جنوب مدينة غزة حتى شمال القطاع مروراً بمنطقة الزهراء وجباليا وبيت حانون ومدينة غزة، وفق 


سياسة الارض المحروقة،


لتدمير اكبر مساحة ممكنة، لدفع العدد الاكبر من السكان للانتقال الى جنوب وادي غزة، ما يؤدي الى 


زيادة الازمة الانسانية.


ونجحت بالفعل في تهجير قرابة الـ700 الف الى جنوب الوادي، الذي اصبح يشهد ازمة انسانية غير 


مسبوقة، مع امتلاء مراكز الايواء والمدارس ومنازل المواطنين والشوارع العامة، والتي تعاني 


جميعها من ازمة في الكهرباء والمياه، والعجز الواضح لدى المؤسسات الدولية عن المساعدة في 


مواجهة تلك الازمة.


∙وركزت عمليات القصف الجوي في البداية على شمال قطاع غزة وتحديدا بيت حانون ثم الرمال ثم 


غرب غزة من التوام والكرامة ومشروع عامر والرمال الجنوبي وتل الهواء، ثم توسعت عمليات 


القصف لتشمل منطقة النصر


ومخيم الشاطئ والشيخ عجلين والزهراء، وتدمير مربعات سكنية بالكامل وتهجير سكانها. ثم امتد 


القصف ليشمل وسط مدينة غزة وجنوبها لتشمل احياء النصر والرمال الشمالي واليرموك والزيتون 


والشجاعية، اضافة الى مواصلة عمليات القصف للمناطق التي شملتها المرحلة الاولى في غرب 


غزة، وهو ادى الى عمليات نزوح واسعة باتجاه جنوب الوادي.


∙تسعى اسرائيل من وراء هذه الخطوة الى الضغط على القيادات العسكرية، التي ستكون غير آمنة 


على عائلاتهم الذين يواجهون ازمة في توفير احتياجاتهم، اضافة الى المخاطر الامنية المحدقة بهم 


نتيجة عمليات القصف في كافة مناطق قطاع غزة، وهو الامر الذي يضطر تلك القيادات الى التحرك 


والخروج على قواعد الحماية المفترضة، وهو ما ساعد على استهداف عدداً منهم في عمليات قصف 


مركزة. 


∙وبعد أن نجح جيش الاحتلال في ازاحة كتلة سكانية كبيرة من شمال الوادي الى جنوب بدأ في تكثيف 


عمليات القصف المدفعي على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة من بيت حانون الى رفح، بالتزامن 


مع قصف جوي عنيف


ومكثف لتلك المناطق ايضا، وهو ما استهدف نقل كتلة سكانية من شرق شارع صلاح الدين الى 


المناطق الواقعة غرب شارع صلاح الدين، وخصوصاً المناطق الحدودية شرق دير البلح، البريج، 


المغازي، خانيونس، ورفح، وهو ما يؤدي الى تحويل الازمة السكانية الى كارثة انسانية في المنطقة 


الواقعة من حدود وادي غزة شمالاً حتى حدود مصر جنوباً ومن شارع صلاح الدين شرقاً حتى مناطق 


البحر غرباً. 


∙ويسعى جيش الاحتلال الى خلق مساحات مكشوفة لتحركاته الهجومية وتدمير خط الدفاع الأول 


وتحصينات المقاومة ومواقعها وكمائنها في تلك المنطقة، وتدمير البنى التحتية ومقرات قيادة 


العمليات ومنصات إطلاق الصواريخ، ومواقع المراقبة وإطلاق قذائف مضادة للدروع والقنص، هذه 


المرحلة قد يستتبعها هجوم واسع للسيطرة على تلك المناطق وخصوصاً الممتدة على طول شارع 


صلاح الدين شرقاً، باستثناء بعض المناطق التي تضم كثافة سكانية فلسطينية كبيرة لا يمكن ازاحتها 


مثل مخيم البريج ومخيم المغازي وحي الشجاعية.


وهو الامر الذي بدأ في الساعات الاخيرة في العمل على تجاوزه من خلال كثافة نيران عالية جداً 


وخصوصاً في شرق البريج والمغازي والشجاعية.


∙واستهدفت عمليات القصف مقرات حكومة حماس في غزة، بهدف الاضرار بمراكز القيادة والسيطرة 


على الارض والتي من المفترض انها ستقوم بمواجهة حالات الفوضى التي قد يخلقها استمرار 


الهجمات العسكرية الاسرائيلية، والتي ظهرت في العديد من عمليات السرقة التي استهدفت مقرات 


الاونروا في قطاع غزة.


∙وشرع جيش الاحتلال في تكثيف عمليات "الاستطلاع بالنيران" في عدة مناطق في غزة، حيث 


أعلنت المقاومة عن احباط عملية توغل محدودة في شمال قطاع غزة، وعملية اخرى شرق 


خانيونس، وعملية اخرى غرب محافظة رفح من البحر، وهو ما يندرج في إطار محاولات التعرف 


على المخططات الدفاعية للمقاومة وقدراتها في مواجهة عملية التوغل البري الواسعة التي يخطط 


القيام بها.


∙وتتخوف التقديرات من استخدام جيش الاحتلال تكتيك "الخداع الاستراتيجي"، من خلال تسريب 


انباء عن اقتراب


وقف إطلاق النار او الهدنة من خلال مصادر مجهولة الهوية ولكن سرعان ما تنتشر في اوساط 


المواطنين ما يؤدي الى حالة الضغط النفسي عليهم من جهة، والضغط على العسكريين من خلال 


خلق حالة "الشعور بالامان" ما يدفعهم الى التحرك لمتابعة شؤون عائلاتهم الانسانية وهو ما يؤدي 


الى استهدافهم.


تكتيكات المقاومة:‌‌ ‌


∙تخوض المقاومة الحرب بمهارة، حيث كانت الطائرات المسيرة، ومدافع الهاون، والمظلات الخفيفة 


المزودة بمحرك، لها دور مؤثر في الأعمال الحربية، الأمر الذي أدى إلى اختلال توازن الإسرائيليين، 


وتغلبت على أنظمة الدفاع الجوي الحدودية، وضللت أنظمة المراقبة والأسلحة المعقدة التي تسلمتها 


إسرائيل من الولايات المتحدة، وعلى رأسها منظومة القبة الحديدية، وهو ما يؤكد أن حماس درست 


ثغرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مستغلة الثقة المفرطة في براعتها التكنولوجية، وتتركز 


إستراتيجيتها على استغلال التكاليف الباهظة للحرب الحديثة، وخداع الجيش الإسرائيلي، وإلحاق 


خسائر بشرية، ومحاصرة الدبابات في الشوارع الضيقة، واستخدام الأفخاخ الخداعية.


∙وتواصل المقاومة إطلاق الصواريخ باتجاه عمق المناطق الاسرائيلية، مع التركيز على مناطق 


غلاف غزة، بقوة نارية أكثر كثافة، بالتزامن مع استهداف مناطق العمق في داخل اسرائيل، بقوة 


نارية اقل كثافة، في اشارة الى عدم تأثر قدرات المقاومة الصاروخية بعمليات القصف الاسرائيلية 


المتواصلة على مناطق مختلفة في قطاع غزة.


وكثفت المقاومة عمليات إطلاق قذائف الهاون باتجاه تحشدات قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة. 


واعلنت المقاومة عن احباط العديد من محاولات الانزال والتوغل من قوات الاحتلال في مناطق 


مختلفة من قطاع غزة وذلك بهدف اظهار مدى جاهزية المقاومة ويقظتها واستعداداتها على خط 


الدفاع الاول على المناطق الحدودية.


الموقف السياسي:‌‌ ‌


∙تشير التقديرات الى ان تأخير بدء الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة، يندرج في اطار "الخداع 


الاستراتيجي"، لإنشاء عنصر المفاجأة، حيث ستعتمد اسرائيل في هجومها البري على قوة المشاة، 


والدبابات إضافة إلى قوات الكوماندوز وخبراء المتفجرات، وغطاء من الطائرات والمروحيات 


والمسيرات والمدفعية، وتخطط إسرائيل لاستخدام القنابل المعروفة باسم "بانكر باسترز" التي 


تهدف إلى تدمير أهداف محصنة تحت الأرض، وستواجه القوات الاسرائيلية تحديات كثيرة في 


هجومها البري من بينها الأنفاق المفخخة، خصوصا وأن حماس أمضت سنوات في بناء شبكة 


واسعة من الأنفاق، تستخدمها لتخزين ونقل الأسلحة وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، وسيجعل تعامل 


القوات الإسرائيلية مع شبكة أنفاق العملية معقدة، لأن حماس ستكون قد استعدت للهجوم البري 


الإسرائيلي وستقوم بتفخيخ الأنفاق، وسيتطلب الأمر معلومات استخباراتية والمشكلة الأكبر سيكون 


حول أوضاع الرهائن.


∙الا انه توفرت بعض المعلومات عن خلافات بين الحكومة والجيش الاسرائيلي حول قرار الاجتياح 


البري لقطاع غزة، حيث ظهر موقف في الحكومة مقرب من نتنياهو، يرى أن قيادات الجيش لم تُعدّ 


بشكل حقيقي لخوض حرب بهذه الضخامة، والاجتياح البري سيضع جنود الجيش في خطر حيث 


يتواجد قادة حماس وعناصر الجناح العسكري داخل الأنفاق واستعدوا جيداً للاجتياح الإسرائيلي، 


وأعدوا كمية هائلة من العبوات الناسفة والألغام والكمائن، واذا دخلت القوات الإسرائيلية، فسيجدون 


مفاجآت تنتظرهم، وسيتم ايقاع خسائر فادحة في صفوف الجيش، وهو ما يطرح تساؤلات تكتيكية 


تتعلق بتعامل الجيش الإسرائيلي للتصدي لتهديدات الأنفاق الدفاعية للمقاومة، ومدى قدرة الجيش 


على تحقيق إنجازات حقيقية في ميدان المعركة يمكن ترجمتها إلى غاية سياسية إزاء قدرة حماس 


على مواصلة قيادة قطاع غزة في اليوم التالي للمعركة. ويطالب أنصار هذا الرأي بتكثيف القصف 


الجوي والمدفعي لتدمير غزة قبل الاجتياح البري، ولذلك فان الخيار الامثل هو اطالة أمد العمليات 


العسكرية وخنق قادة حماس في المخابئ لشهور داخل الأنفاق، وسيضطرون إلى الخروج وهم 


منهكون، وعندها يصبح خيار الحرب البرية قائما. 


ويؤكد قادة الجيش إنهم ينتظر الإذن من القيادة السياسية، وهذه هي طريقة عمل قيادة الجيش عندما 


تنوي الإلقاء بعبء القرارات السياسية الاستراتيجية على الحكومة، ويعتبرون ان تراجع صليات 


الصواريخ باتجاه إسرائيل، يعطي قيادة الجيش مرونة للسماح بإدخال القوات لبدء الخطوة البرية، 


ويعتبرون ان الدمار الذي سببته طائرات سلاح الجو في غزة سيشوش جزئياً مخططات المقاومة، 


حيث تسببت أنقاض المباني في اغلاق فتحات الأنفاق، وهو ما يمنح الفرصة لتقدم القوات البرية الى 


عمق قطاع غزة تحت غطاء ناري كثيف من القصف الجوي والمدفعي.


∙ووفق التقديرات فان المسألة ليست خلاف مهني واستراتيجي على إدارة الحرب، بل هو نابع من 


اعتقاد الجيش أن نتنياهو يدير الحرب وفق مصالحه، وأنه يسعى لإطالة الحرب حتى يبقى أطول فترة 


في الحكم، واتهم جنرالات


متقاعدين نتنياهو، بأنه تراجع عن قراره منح الضوء الأخضر للعملية البرية، استجابة لمطلب الإدارة 


الأميركية وضغوط خارجية، بمواصلة الهجمات الجوية وعدم التسرع في العملية البرية، واكدوا ان 


وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن؛ نصح الإسرائيليين بتأجيل الحرب البرية، وضرورة العمل على 


تقليص حجم الخسائر المدنية، وكسب الوقت لإجراء مفاوضات بشأن الرهائن والسماح بوصول 


المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، والتخوف من توسع نطاق الحرب، وهو ما يتطلب 


التحضير لمواجهة هجمات حل ∙


فاء إيران، قد تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة. اضافة الى غياب اجابات للتساؤلات حول 


خطة إسرائيل لما بعد الغزو البري، حول مستقبل قطاع غزة إذا ما نجحت فعلاً في الإطاحة بحركة 


حماس، ولا تزال النقاشات مرتبطة بالتطورات على الأرض، مثل درجة نجاح الهجوم البري 


الإسرائيلي. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحرب على غزة: تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة: تقدير موقف   الحرب على غزة: تقدير موقف Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 10:28 am

احتدمت المعارك البرية، الأربعاء 1-11-2023، على 4 محاور في قطاع غزة مع محاولة الجيش 

الإسرائيلي التقدم، على عدة محاور (راجع الخريطة المرفقة):
المحور الاول : جنوب مدينة غزة: حيث تقدمت الاليات الاسرائيلية على شارع (10) جنوب منطقة 

الزيتون وتقدمت باتجاه مفترق شارع الدحدوح، المؤدي الى منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة. 

تحاول آليات الاحتلال الوصول إلى شارع الرشيد (شارع البحر)، ما سيؤدي الى فصل شمال قطاع 

غزة عن جنوبه.
المحور الثاني: شمال غرب مدينة غزة: حيث تقدمت قوات الاحتلال من الشمال الى عمق المنطقة 

الواقعة غرب مدينة غزة في المنطقة الممتدة من منطقة التوام الى منطقة الكرامة.
المحور الثالث: في مدينة بيت حانون اقصى شمال قطاع غزة، حيث تقدمت اليات الاحتلال في اطراف 

المدينة في محاولة لتطويقها وفي نفس الوقت عزلها على المناطق الزراعية المحيطة.
المحور الرابع: تقدمت اليات الاحتلال في المناطق الواقعة شرق محافظة خانيونس وتحديدا في 

منطقة خزاعة وعبسان حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة.
كشفت تلك التحركات عن تكتيك قوات الاحتلال للضغط الميداني على عناصر المقاومة، ومحاولة 

تشتيت الانتباه عن الهدف الحقيق الذي تسعى لتحقيقه، من خلال تقدمها على عدة محاور. حيث 

تسعى وفق تقديراتنا الى استنزاف عناصر المقاومة عسكريا، والضغط على معنوياتهم القتالية، من 

خلال الاعلان عن الوصول الى نقاط متقدمة في عمق قطاع غزة، وتحديدا مدينة غزة، وهو تكتيك 

برعت فيه قوات الاحتلال في كافة الحروب التي خاضتها سابقا. ومن جهة اخرى، تسعى قوات 

الاحتلال الى الكشف عن الأنفاق الهجومية لحركة حماس، حيث يتم التعامل معها بالقصف الجوي 

والمدفعي المكثف، وهو ما يفسر قيام قوات الاحتلال بالتوغل ثم الانسحاب اول امس، للسماح لسلاح 

الجو بالتعامل مع الانفاق التي تم الكشف عنها، ثم عادت قوات الاحتلال للتوغل في المنطقة مجددا، 

ووصلت الى نقاط اكثر عمقاً.
 

وفي المقابل نجحت عناصر المقاومة في مهاجمة القوات المتوغلة في كافة المحاور، وابدت مهارة 

قتالية فائقة من خلال الاعتماد على الانفاق الهجومية التي تم اعدادها وتجهيزها مسبقا، وقاموا 

بالاشتباك من “النقطة صفر” حسب بيانات المقاومة، التي كان لها اثرا واضحا في رفع معنويات 

المواطنين، خصوصا مع الاعلان عن تفجير اليات جيش الاحتلال وايقاع خسائر بشرية تم الاعلان 

عنها بصورة رسمية.
 

واعترف قادة الجيش بضراوة المواجهات، وقال رئيس وزراء الاحتلال إن المعارك التي يخوضها 

الجيش في غزة صعبة وطويلة، ووصف وزير الدفاع يوآف غالانت خسائر جيشه بأنها قاسية 

ومؤلمة، وأكد الجيش أن الجنود الـ16 قُتلوا في غزة في هجمات متفرقة لـ«حماس»، وغالبيتهم من 

جنود النخبة في لواء «غفعاتي»، وقتلوا في استهداف آلياتهم. ومع احتدام القتال، قطعت إسرائيل 

جزئياً الاتصالات عن غزة، بينما واصلت طائرات الاحتلال قصف معظم مناطق القطاع، مع التركيز 

على المنطقة الشمالية، واستهدفت مخيم جباليا للاجئين، وارتكب فيه مجزرة ثانية، ومسحت 

إسرائيل مربعاً سكنياً ثانياً في منطقة الفالوجا، بعد مجزرة الثلاثاء التي خلّفت نحو 400 شهيدا 

وجريحا. وارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة العدوان، إلى 8850 من الشهداء، وأكثر من 24 

ألف جريح»، ولا تشمل هذه الأرقام نحو 1950 مفقوداً، تحت الأنقاض.
 

ووفق التقديرات فان الاحتكاك العسكري لازال منخفض نسبيا، ويبدو ان هذا مرتبط بقرار حماس عدم 

الدخول في مواجهة في أماكن مكشوفة، ومواصلة الارتكاز على المجموعات المتقدمة، التي تقوم 

بمهام “خط الدفاع الاول”، والتي تعتمد في تسليحها على الالغام والقذائف المضادة للدروع ومدافع 

الهاون المضادة للحشود والافراد، والتي تهدف للضغط على القوات لعدم اقامة مناطق ارتكاز آمنة 

في المناطق التي تم التوغل اليها.
 

وتتوقع التقديرات الاستخبارية ان المرحلة التالية من العملية العسكرية في أحياء مدينة غزة ستكون 

أكثر تعقيدا، مع تزايد قوة حماس العسكرية وتحسن منظوماتها الدفاعية، وخاصة شبكة الأنفاق، 

وهو ما يعزز التوقعات أن يتمكن مقاتلو حركة حماس من تحقيق “نجاحات تكتيكية”. خصوصا في 

ضوء الاخطاء المصاحبة للتقدم السريع لقوات الاحتلال على الارض، والذي يترك العديد الثغرات 

التي من الممكن ان يستفيد منها مقاتلو المقاومة. اضافة الى ان ما اعتبرته قوات الاحتلال “انجازا” 

جراء تقدمها في اراضي مكشوفة و”محروقة”، لا يمكن ان يقارن بالمرحلة القادمة المتمثلة في 

القتال في عمق المناطق السكنية في مدينة غزة او جباليا او حتى في داخل بيت حانون. وكلما عمّق 

جيش الاحتلال توغله إلى المناطق الحضرية المعقدة، سيجري كل شيء بشكل أبطأ واكثر تعقيدا.
 

وظهرت انتقادات في اسرائيل لاهداف الحرب التي حددتها الحكومة الاسرائيلية وهي: القضاء على 

سلطات وقدرات حماس العسكرية وإعادة المخطوفين، حيث ان الاجتياح البري لا يضمن تحقيق كلا 

الهدفين، وقد يعرقل هدف واحد الهدف الآخر، وكلاهما يتطلب وقتا طويلا، وثمة شك ان يكون لدى 

إسرائيل الوقت الكافي لذلك، فالدعم الغربي لإسرائيل المشروط بالامتناع عن خرق القيود التي 

فرضها بايدن: احترام القانون الدولي، الحفاظ على ممرات إنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين 

والامتناع عن احتلال القطاع. وعلى إثر التقارير حول معاناة السكان الفلسطينيين في غزة بدأ هذا 

الدعم الدولي يتراجع، وهو ما يضع علامات استفهام حول إذا ما كانت الفترة الزمنية للعملية 

العسكرية ستمتد لأشهر أم لأسابيع فقط.
 

وظهرت تطورات لافتة على صعيد الموقف الامريكي، فقد اكد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في 

جلسة استماع امام الكونغرس: إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تدرس «مجموعة متنوعة من 

البدائل المحتملة» لمستقبل قطاع غزة إذا جرى عزل حركة «حماس» عن حكمه. واضاف أن الوضع 

الراهن الذي تتولى فيه «حماس» المسؤولية في القطاع المكتظّ بالسكان، لا يمكن أن يستمر، لكن 

إسرائيل لا تريد إدارة غزة أيضاً. وبين هذين الوضعين توجد «مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة 

التي ندرسها بعناية الآن، كما تفعل دول أخرى». وأردف قائلاً إن الأمر الذي سيكون الأكثر منطقية 

في مرحلةٍ ما هو وجود «سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة» تتولى حكم غزة، لكن السؤال المطروح 

هو ما إذا كان تحقيق ذلك ممكناً. واضاف إذا لم نتمكن من ذلك، فهناك ترتيبات مؤقتة غير ذلك قد 

تشمل عدداً من الدول الأخرى في المنطقة، وقد تشمل وكالات دولية تساعد في توفير الأمن والحكم، 

من بين الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل نشر قوة متعددة الجنسيات قد تضم قوات 

أميركية، أو وضع غزة تحت إشراف «الأمم المتحدة» بشكل مؤقت.
 

ويشعر بعض مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن بالقلق من أنه على الرغم من أن إسرائيل قد تضع 

خطة فعالة لإلحاق ضرر دائم بـ«حماس»، فإنها لم تضع بعدُ استراتيجية للخروج من القطاع (اليوم 

التالي للمعركة)، وتعززت المخاوف من أن موقف إدارة الرئيس جو بايدن المساند بقوة لإسرائيل قد 

يكون أطلق عملية تصعيد كبيرة قد تخرج عن قدرة الإدارة الأميركية على السيطرة، ويمكن أن تؤدي 

إلى فتح مزيد من الجبهات واتساع رقعة الحرب، وهو ما ادى الى الدفع بالمزيد من القوات الأميركية 

الى المنطقة والدفع بأنظمة دفاعية وهجومية إضافية. ووفق التقديرات فان التحركات العسكرية 

الامريكية تهدف الى محاولة منع اتساع الصراع، إلا أن الهجمات التي تعرضت لها المواقع الأميركية 

في سوريا والعراق، تسلّط الضوء على التهديدات التي يمكن أن تشتعل إذا استمرت إسرائيل في 

التصعيد. حيث ستواجه الولايات المتحدة صعوبات كبيرة إذا اندلع صراع إقليمي واسع النطاق 

خصوصاً مع الاحتجاجات المتزايدة عند السفارات الأميركية في دول الإقليم والهجمات المتزايدة التي 

تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا.

الحرب على غزة: تقدير موقف %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحرب على غزة: تقدير موقف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب على غزة: تقدير موقف   الحرب على غزة: تقدير موقف Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 10:29 am

تواصل القتال في اليوم الـ33 للحرب على قطاع غزة في جميع المحاور واحتدمت المعارك، وكثفت 


طائرات الاحتلال هجماتها لمساعدة قوات الجيش على مواصلة التقدم في غرب مدينة غزة، بهدف 


إلحاق أضرار بأنفاق المقاومة وزيادة الضغط على مراكز القيادة والسيطرة. وسط حركة نزوح واسعة 


للسكان نحو الجزء الجنوبي من قطاع غزة، حيث قامت قوات الاحتلال بفتح "ممر آمن" على شارع 


صلاح الدين، بهدف انتقال المزيد من السكان المدنيين للسماح بمزيد من حرية العمل للقوات في 


الميدان.


وتواصل المقاومة الاعتماد على الانفاق الهجومية لتنفيذ عملياتها وهجماتها باستخدام الصواريخ 


المضادة للدروع، واستطاعت الاستفادة من اعادة تأهيل مترو الانفاق الذي تم استهدافه في حرب 


2021، وأصبح سلاح المناورة الرئيسي في عملياتها، بالتزامن مع تواصل إطلاق الصواريخ، التي 


تراجعت بصورة كبيرة وخصوصاً في شمال قطاع غزة بسبب الهجمات الاسرائيلية المكثفة، وأصبح 


التركيز على استخدام قذائف الهاون التي تستهدف حشود قوات الاحتلال. ووفق التقديرات 


الاستخبارية فان استمرار عمليات إطلاق الصواريخ جاء بسبب بنية منظومة الصواريخ التي يمكنها 


العمل بشكل مستقل عن حالة أنظمة القيادة والسيطرة، اضافة الى سياسة إدارة النار، التي تم 


تصميمها من أجل الاستمرار في إطلاق النار لأطول فترة ممكنة، حيث يتم إطلاق عددا قليلا نسبيا من 


الصواريخ، مع ضمان استمرارية الاطلاق، لاثبات أن قدراتها لم تتضرر، لضمان الحفاظ على 


المعنويات القتالية للمقاتلين والجبهة الداخلية، وهو الامر الذي يركز عليه ايضا الخطاب الاعلامي 


للمقاومة.


وتستمر المعارك على عدة محاور، بعد استكمال تطويق مدينة غزة، وافاد مواطنون نازحون من 


شمال قطاع غزة الى جنوبه، عن تقدم قوات جيش الاحتلال في مناطق واسعة شمال قطاع غزة 


وتحديدا بيت حانون وغرب بيت لاهيا، وفي مدينة غزة وعززت قوات الاحتلال تواجدها في غرب 


مدينة غزة على محورين شمالا في المنطقة الممتدة من التوام والكرامة الى اطراف مخيم الشاطىء، 


وفي الجنوب على الطريق الساحلي، من مفترق شارع 10 جنوب المدينة، الى  اطراف شارع عمر 


المختار في مقابل منطقة الميناء القديمة، وعلى طول طريق شارع القدس، حتى منطقة دوار حيدر، 


مرورا بالمنطقة الامنية التي تضم المراكز الامنية الرئيسية لحركة حماس، الاستخبارات العسكرية 


والامن الداخلي والشرطة البحرية والعمليات المركزية، وهو ما يجعلها لا تبعد عن مستشفى الشفاء 


اكثر من 200 متر. وفي شمال المدينة تحدثت المعلومات عن وصول القوات الاسرائيلية الى منطقة 


جامعة القدس المفتوحة شرق مخيم الشاطىء، الذي تعرض لتدمير واسع. وتركز قوات الاحتلال 


ضغوطها على احكام السيطرة على منطقة غرب مدينة غزة كليا من شمالها الى جنوبها، وسيكون 


التركيز في الساعات القادمة على منطقة شارع الشفاء (شارع عز الدين القسام) لتضييق الحصار 


على مستشفى الشفاء.


ومع احتدام القتال، يبدو التقدم في هذه المحاور معقداً وصعباً، لأنه اصبح يتركز في المناطق 


المأهولة بالسكان، حيث تستعدّ قوات الاحتلال لمعارك أكثر شدّة وعنفاً مع وصولها إلى خطوط 


المقاومة الدفاعية الاكثر قوة، والتي جهزتها المقاومة بالقنابل والأفخاخ المتفجرة، والتي تمر تحتها 


شبكة من الأنفاق الهجومية، الأمر الذي سيفرض قتالاً احترافياً من مسافة قريبة، ويلاحظ ان تقدم 


جيش الاحتلال ببطء، يرافقه قدر كبير من نيران المدفعية والهجمات الجوية المتزامنة، حسب طلب 


القوات البرية وبمسافة أمان قصيرة جداً، مع التركيز على استخدام قدراً كبيراً من قدرته السريعة في 


إغلاق الدائرة” بين جمع المعلومات والوسائل التكنولوجية وقوة النيران. ولوحظ تغيير في تكتيكات 


الجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة تمثل في التوسع في استخدام الطائرات المسيّرة في عملياتها 


الهجومية، ضد عناصر المقاومة والأنفاق الهجومية، والتي تشكل خط الدفاع الأول للمقاومة.


وتتركز عمليات جيش الاحتلال على المنظومة الدفاعية لحماس في مدينة غزة، والتي اصبحت تواجه 


صعوبات كبيرة في التصدي لوقف حركة القوات الاسرائيلية، التي تتقدم بمساعدة الاحزمة النارية من 


الطائرات والمدفعية. وتعتمد قوات الاحتلال تكتيكات "الاستطلاع بالقوة"، ما يسمح بالحصول على 


معلومات دقيقة لحجم قوة واستعدادات المقاومة، ومن ثم الانتقال الى استراتيجية "دبيب النمل" 


(Ant bear strategy)، التي تعني التقدّم البطيء وقضم المناطق خطوة بعد خطوة لتثبيت نقاط 


الارتكاز التي وصلت اليها القوات المتقدمة، وصولا الى مرحلة الهجوم الكاسح باستخدام سياسة "


الأرض المحروقة" باستخدام القصف العنيف للمنطقة، لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية 


والمادية، ما يسمح للقوات بالتقدم والسيطرة على نقاط استراتيجية هامة.


وتواصل اسرائيل الضغط عسكريا على المناطق السكانية المأهولة شمال قطاع غزة وشرق شارع 


صلاح الدين، للانتقال الى المناطق الواقعة جنوب قطاع غزة، وتحديدا شرق شارع صلاح الدين، 


واشارت معلومات الى انه خلال يوم الاربعاء 8-11-2023 نزح حوالي 50 الف مواطن من الشمال 


الى الجنوب، وهو الامر الذي خلق ازمة انسانية خانقة مع فقدان الكثير من المواد التموينية من 


الاسواق والاكتظاظ السكاني الغير طبيعي. وقامت قوات الاحتلال اليوم الخميس 9-11-2023م 


بالنداء عبر مكبرات الصوت في المناطق التي احتلتها تطالب السكان بالمغادرة الى جنوب الزيتون ثم 


الى جنوب قطاع غزة وهو ما ادى الى حركة نزوح كبيرة جدا اليوم. وهو ما يجعل احتمال وخيار 


التهجير باتجاه الاراضي المصرية لازال في المخططات الاسرائيلية.


وترى التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن أمامها فرصة قصيرة للعمل بتشكيلات كبيرة داخل غزة من 


أجل تدمير الأنفاق ومراكز القيادة، حيث يتوقع أن تجبرهم الضغوط الدولية على التمركز في مناطق 


محدودة داخل غزة وتنفيذ غارات ضد أهداف محددة، ما يعزز التقديرات أن تستغرق الحرب أشهر، 


خاصة ان الهدفان الرئيسيان للحرب لازالا بعيدان عن التحقق وهما: إعادة المختطفين وهزيمة 


حماس، فالهدف الاول تستبعد التقديرات ان تؤدي العملية العسكرية الحالية الى الإفراج عن 


المختطفين. وفيما يتعلق بالهدف الثاني، تتوقع التقديرات ان يستغرق وقتاً طويلاً، وستكون هناك 


حاجة إلى عمليات أكثر عنفاً، في وسط وجنوب قطاع غزة، وهو ما يتعارض مع الموقف الامريكي 


الذي يضغط لتقليص العملية الى بضعة أسابيع. واشارت معلومات ان البنتاغون يعارض التواجد 


الدائم للقوات الاسرائيلية في داخل قطاع غزة، ويفضل التركيز على اقتحامات عسكرية لأهداف 


معينة، خاصة ان مشاهد الدمار في قطاع غزة أصبحت تجعل الرأي العام العالمي يميل ضدها، ولذلك 


ومن أجل محاولة تقليص الأضرار، فإن إسرائيل وافقت على زيادة المساعدات الإنسانية لجنوب 


القطاع. 


وتواجه قوات الاحتلال نقطة ضعف رئيسية تتمثل في ان القوات البرية، وخصوصا الاحتياط، غير 


مدربة وغير مؤهلة لمهمة معقدة جداً في منطقة مبنية، ما يرفع حجم الخسائر التي ستلحق بتلك 


القوات، ومع تقدمها ستواجه مخاطرة أن تصبح القوات ثابتة ومكشوفة، حيث تصبح عرضة لعمليات 


المقاومة. خاصة ان الجيش الإسرائيلي أدخل قوات كبيرة إلى شمال القطاع، تتحرك في عربات 


مصفحة، ووفق نموذج حرب العصابات فان هذه التحركات تخلق للعدو الكثير من الأهداف.


بالتزامن مع معلومات عن اتصالات أميركية قطرية مصرية قد تفضي لهدنة إنسانية يتم خلالها 


إطلاق سراح ما بين 10 و15 أسيراً، حملة الجنسيات الاجنبية والمصابين، رفع الجيش الاسرائيلي 


وتيرة عملياته العسكرية، ويصر على عدم ادخال الوقود، ويطالب إطلاق سراح جميع المخطوفين 


المدنيين، مقابل وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام، واتصل الرئيس بايدن مع نتنياهو مطالبا اياه 


بضرورة الموافقة على الهدنة الانسانية، وتتخوف التقديرات الاسرائيلية من ان دخول الجيش إلى 


عمق المنطقة المأهولة في غزة، سجعل وقف إطلاق النار اكثر صعوبة، حيث سيكون الاحتكاك قريب 


بين الجيش وحماس. ووفق التقديرات فإنه ونظرا للضغوط الاميركية المتوقعة على اسرائيل، يكثف 


الجيش الاسرائيلي عملياته لاحكام السيطرة على غرب مدينة غزة ليتمكن من عرضها كإنجاز 


عسكري ونقطة انكسار لحماس التي تواصل القتال.


سياسيا:


بينما تحاول إدارة بايدن إظهار نوع من الاستقلالية حينما يتعلق الأمر بالخطط العملياتية 


الإسرائيلية، وأنها «لا تتدخل في فرض رؤيتها على إسرائيل»؛ تشير مصادر إلى أن واشنطن تحاول 


إقناع تل أبيب بضرورة إعادة النظر في «الاستراتيجية القتالية» بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح 


نتيجة «المرحلة الثانية» في الحرب، الأمر الذي سيحرِّك الرأي العام الدولي، ويُحرج السلطات 


المؤيدة للحرب، وسينعكس سلباً على العلاقات مع الدول العربية. ووفق المعلومات فقد نصح 


العسكريون الامريكيون اسرائيل باستبدال الاستراتيجية القتالية القائمة على القصف المكثف والشامل 


«carpet bombing»، بإستراتيجية «الضربات الجراحية»؛ أي تلك المحددة بالأهداف العسكرية، 


الامر الذي تعتبر اسرائيل ان من شأنه اطالة أمد الحرب، ولن يحقق الأهداف المنشودة، وبالتالي 


يتحول هدف هزيمة حماس من هدف تكتيكي إلى استراتيجية طويلة الأمد.


وترتكز استراتيجية إدارة بايدن باتجاه الحرب في غزة، على هدفين رئيسيين : الاول القضاء على 


حماس، والثاني تجنب نشوب حرب إقليمية، وتطرح هذه الاستراتيجية تساؤلات بشأن النتائج 


الاستراتيجية للحرب وكيفية إدارتها، وصياغة سياسات واضحة لما بعد انتهاء القتال، والتي لا يبدو 


أنها واضحة أمام إدارة بايدن. واظهرت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، 


أن هدفها يتعدى البحث في «هدنة إنسانية مؤقتة» إلى خلق وقائع جديدة، سياسياً وعسكرياً وإقليمياً، 


والبحث في مستقبل قطاع غزة، على الرغم من عدم وجود خطة جاهزة، الا انه يتم تداول افكار 


ومقترحات لتدويل إدارة قطاع غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، واستدعاء «قوات حفظ سلام دولية» 


من دول المنطقة، او تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية، ومدى إمكانية طرح «حل سياسي» شامل 


بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتواجه هذه الافكار الكثير من التحديات، خاصة انها تتطلب عملاً 


تحضيرياً دبلوماسياً كبيراً؛ فالسلطة الفلسطينية ضعيفة لا يمكنها أن تلعب أي دور في غزة، 


وسيكون على الإدارة الدولية مهمة إعادة تأهيلها، والدول العربية تعتبر التدخل في الشؤون 


الفلسطينية مخاطرة سياسية. ويتم تداول عدة أفكار لتقصير العملية:


الخيار الاول: إمكانية السماح بخروج عناصر الجناح العسكري لحركة حماس وقادة الحركة، من 


قطاع غزة، مقابل الإفراج عن المختطفين، وفق نموذج بيروت عام 1982، وإقامة نظام جديد وخلق 


ردع إقليمي لن يتطلب اعادة احتلال القطاع سيكلف الكثير من الخسائر. وظهر موقف متشدد في 


الحكومة يرى بضرورة إسقاط حماس أولا، وبعد ذلك، يستمر الجيش في السيطرة على الأمن، وفي 


المستقبل، سيتم تسليم المسؤولية الى السلطة الفلسطينية، مع استمرار حرية العمل الامني 


لإسرائيل.


الخيار الثاني: تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وهو أمر مرفوض كلياً من السلطة، وهو أيضاً 


أمر شِبه مستحيل حصوله حتى افتراضياً.


الخيار الثالث: إنشاء سلطة محلية تقوم بتأمين الاستقرار لإسرائيل ضمن مسؤوليات أخرى تتعلق 


بإدارة القطاع، وهو أيضاً يعكس كلياً عدم الإدراك لوضع غزة، أيّاً كانت العناوين الأيديولوجية 


والسياسية التي تحملها الأطراف الفلسطينية المُمسكة بالقرار السياسي في لحظة معينة.


معضلة كبيرة تواجهها واشنطن لإخراج حركة حماس من معادلة غزة، فإدارة غزة بدون حماس لا 


يبدو خيارا ممكنا في ضوء المعطيات الراهنة، حيث سيكون خيار حماس هو استمرار القتال لإظهار 


تعذر شطبها من المعادلة، مع المراهنة على اتساع النزاع وانخراط أطراف المحور الذي تنتمي إليه 


في المعركة، خصوصا مع ارتفاع الخسائر البشرية والمادية في قطاع غزة، وهو الامر الذي تدور 


حوله الكثير من التساؤولات في ضوء الحشود العسكرية الأميركية، التي يبدو انها موجهة الى ايران 


وحزب الله بالدرجة الاولى، قبل حماس.


وعلى الجبهة الشمالية، ومع تواصل التصعيد التدريجي، تشير التقديرات الاستخبارية أن حزب الله 


لن يفتح حربا شاملة، الا ان التطورات الميدانية تفرض على الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزاً، 


وسيحاول الاكتفاء بهجمات محدودة، فإسرائيل ليست مهتمة بجبهة ثانية من شأنها أن تصرف 


الانتباه عن الحرب في غزة. وتتخوف التقديرات أن تقدم الجيش إلى عمق غزة قد يدفع حزب الله إلى 


تصعيد ردوده وزيادة مدى اطلاق الصواريخ، ولذلك جاءت زيارة رئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى 


مقر القيادة الشمالية، بمثابة رسائل إلى حزب الله بأن إسرائيل مستعدة أيضاً للحرب على الجبهة 


الشمالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحرب على غزة: تقدير موقف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرب على غزة‌‌ ‌‌2023‌‌.‌‌. تقدير موقف
» تقدير المسقفات بالأساليب العثمانية
» كيف تعلمون طفلكم تقدير النعمة؟
»  موقف أهل مكة من الإسلام
» الفرق بين تقدير الذات والثقة بالنفس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: