منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني Empty
مُساهمةموضوع: "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني    "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني Emptyالإثنين 20 نوفمبر 2023, 8:06 pm

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني GettyImages-106555888
[ltr]مستوطنون يؤدون طقوسًا في "مقام يوسف" - GETTY[/ltr]
لم يكن الدخول إلى مقام النبي يوسف، شرقي مدينة نابلس، سهلاً كما توقعنا، فالأمر تطلب إذنًا، وإجراءاتٍ لا تحتاجها الكثير من الأماكن الدينية المقدسة في المدينة؛ حتى التي كانت تتشابه مع المقام في الخلفيات التاريخية. فالمقام تحيط به تعقيدات السياسة والتاريخ والعقائد الدينية المختلفة للديانات السماوية كافة، وهذا بدا واضحًا في رفض العديد من المسؤولين لقاءنا للحديث حول المقام وتاريخه والإشكالات التي تحيط به.
لم يكن المقام حين دخلناه في الظهيرة مختلفًا كثيرًا عن وصف "ماري روجرز" شقيقة القنصل البريطاني في مدينة نابلس حين زارته في أواسط القرن التاسع عشر. فالمقام محاطٌ بسورٍ، والضريحُ "فج البنيان"، حسب وصفها، وما اختلف هو ما يتعلق بوجود الجدران التي احتوت على العديد من الكوات المخصصة للقناديل الصغيرة التي يتم إشعالها في مناسباتٍ معينةٍ من قبل أبناء الديانات كافةً، الذين كانوا يزورون المكان ويضعون أدعيتهم بلغات الأرض على جدرانه، وربما كان هذا بسبب إعادة بنائه أكثر من مرة.


 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني GettyImages-113138427
مقام يوسف يقع شرقي مدينة نابلس
 
اقتباس :
"مقام يوسف" في نابلس يملك خصوصية لدى كافة الأديان السماوية، وتختلف الروايات حوله، وقد أُعيد بناءه أكثر من مرة
تذكر كتب الرحالة المسلمين والأجانب "مقام يوسف"، فهؤلاء جعلوا المقام ضمن زياراتهم لمدينة نابلس. والسؤال عن مرجعية المقام وديانة الشخص الذي يرقد فيه، يصعب الحصول على إجابة له في فلسطين التي تختلط ملكيات المقامات فيها باختلاط الاحترام الذي يحظى بها أتباع هذه المقامات لدى هذه الديانات كافة.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني GettyImages-51954949
تم ترميم "مقام يوسف" عدة مرات

فالمؤرخ شكري عرًاف في كتابه "طبقات الأنبياء والأولياء والصالحين في الأرض المقدسة" يذكر أن عدد المقامات الموجودة في فلسطين هو (2571) مقامًا، تلاقت الديانات جميعها في تقديرها واحترامها. ولكن السؤال: "ما هي الرواية الأقدم التي تناولت مقام يوسف" في نابلس، وهل هناك روايات تناقض أن المقام يعود للنبي يوسف؟ ولماذا هذا الإصرار، فلسطينيًا، في الفترة الأخيرة على نفي العلاقة ما بين المقام والنبي يوسف، ومحاولة نسبته لشيخ مسلم يدعى "يوسف دويكات"؟
التوراة يوضح أقدم الروايات
إن أقدم نص تناول قصة المقام ورد في التوراة اليهودية التي جاء فيها: "ثم مات يوسف وهو ابن مائة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر"، (تكوين 5:26 ) "وأخذ موسى عظام يوسف معه، لأنه كان قد استحلف بني إسرائيل بحلفٍ قائلاً إن الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا معكم" (خروج 19:13).
وفي الكلام عن دفن النبي يوسف، حسب التوراة اليهودية، يقول سفر (يوشع 24:32): "وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمائة قسيطة مغارة لبني يوسف ملكا....". أما التلمود فيؤكد ذلك من خلال قول يوسف لإخوته: "أدفن في المكان الذي منه أخذتموني".
كل ذلك أدى إلى أن اليهود في العصر الوسيط اعتقدوا أن قبر يوسف في بلاطة بمدينة نابلس، وهنا نشير إلى ما تبنته الديانة السامرية التي قال عنها الرحالة اليهودي بنيامين التطيلي: "ويزعمون (السامريون) أنهم من سبط أفرايم وأن عندهم قبر يوسف الصديق ابن يعقوب (ع)، ويبرهنون على زعمهم هذا بما جاء في التوراة: ودفنوا في شكيم عظام يوسف التي أخرجها بنو إسرائيل معهم من أرض مصر". ويرجع هذا إلى سفر يوشع ليؤكد أن موقع هذا القبر اليوم في شرقي مدينة نابلس عند بئر يعقوب، رغم ذكر التطيلي بأن يوسيفوس، المؤرخ اليهودي، يعين موقع القبر في الخليل.
إلا أننا وحين عدنا لنعرف ما تناولته الديانة السامرية في توراتها التي تختلف عن توراة اليهود؛ نجدها لا تثبت فيها قصة دفن سيدنا يوسف في نابلس، وإن كانت قد تناولتها في سفر "الخروج"، خلافًا للتوراة اليهودية التي أثبتت قصة دفنه في مدينة نابلس، في سفر "يوشع"، هذا السفر الذي تخلو منه التوراة السامرية التي تحتوي على الأسفار الخمسة التي نزلت على النبي موسى، رغم أن السامريين يتعاملون مع هذا السفر ككتاب تاريخ ويحتفظون به في مكتباتهم الخاصة. ولذا يتضح أنهم يعتمدون في روايتهم لقصة دفن النبي يوسف في مدينة نابلس على كتب تاريخهم وحدها، والمبنية بشكلٍ واضحٍ على ما ورد في سفر "يوشع".
اقتباس :
أقدم الروايات عن "مقام يوسف" في نابلس وردت في التوراة وتحدثت عن أن المقام يعود للنبي يوسف
ففي مخطوطة كتاب التاريخ السامري يذكر السامريون بأنهم دفنوا النبي يوسف في مرج البها (سهل عسكر وبلاطة) المقابل للجبل المقدس، "لكون يوسف عليه السلام كانت قد خرجت عظامه في صندوق صحبة بني إسرائيل، وكان بنو إسرائيل قد عملوا له عجلة وكانوا يضعون عليها تابوته، ويحملها اللاويون ويرحلون. وبقي هذا النظام منذ رحيلهم من جبل سيناء إلى عند دخولهم إلى مرج البها وهو المحل الذي اشتراه النبي يعقوب بماية نعجة محققة وبنى هناك مذبحًا وأوقفه على اسم القادر اله إسرائيل، لكونه بجانب الجبل الشريف. وفي وقت أن نزل بنو إسرائيل في هذا المرج ونصبوا فيه السكينة، وكان تابوت يوسف مجاورًا لها دائمًا كما قدمنا، فلذلك بقي مدفنه في هذا المحل الشريف"، كما ذكرت مخطوطة التاريخ السامري بتصرف.

كما يذكر السامريون في المخطوطة ذاتها أنه وفي أيام الإمام الأكبر العيزر "جاء النصارى من بلادهم إلى نابلس وتوجهوا منها إلى القرى التي في دير حقل يوسف الصديق وهدموها، وطلبوا منهم أن يحفروا على مدفن سيدنا يوسف الصديق لأجل أن ينقلوا جثته من هذه الديار إلى بلادهم، وأمسكوا بالسامرة وألزموهم بالحفر لأجل أن يخرجوا لهم تابوت يوسف وكانوا يجرونهم لأجل الحفر، ووصلوا إلى باب المغارة الموضوع في داخلها الصندوق الشريف".
"وفي تلك الليلة التي هي ليلة السبت المقدس رؤي من السماء معجزًا وهو رعود وبروق ورياح عظيمة بغير أوانها، ونار صاعدة من باب المغارة إلى عنان السماء، كما رؤي عامود نور على الجبل المقدس جبل جرزيم، وممتدًا منه بغمام إلى باب المغارة وسكن هناك إلى أن صارت الناس نيام فرجع التراب الذي كانوا نقضوه في الستة أيام الجمعة إلى محله وبقي الحال كما كان أولاً وطلع العامود من باب المغارة ورجع إلى الجبل المقدس ... فلما أن شاهدوا النصارى هذا الحال خافوا من ذلك خوفًا شديدًا ووقعت الرعبة في قلوبهم وبنوا على تربته بيتًا ورجعوا إلى ديارهم، فلما أن رجعوا النصارى إلى بلادهم قاموا السامريون وهدموا ذلك البيت المذكور والذي بنوه النصارى"، كما ذكرت المخطوطة بتصرف.
اقتباس :
السامريون يعتمدون في تأصيل روايتهم عن "مقام يوسف" في نابلس على التوراة اليهودية وليس على توراتهم
ويظهر هذا النص اعتماد السامريين في تحديدهم لقبر النبي يوسف إما لسفر "يوشع" في التوراة اليهودية، أو لتاريخهم الذي يأتون فيه بروايات تفصيلية تختلف حتى عن التوراة السامرية في سفر "الخروج". وهو تاريخ لا يمتلك أسانيد ولا تأكيدات على دقة النقل، خاصة وأن مروياتهم التاريخية كتبت بعد انقطاع كبير.
ويُشار هنا إلى عدم وجود روايات توراتية للسامريين تدعم ما يقولون، فيما يمتلك اليهود هذه المرويات بغض النظر عن صحتها التاريخية، سواء في سفر "الخروج" أو في سفر "يوشع" أول من دخل فلسطين من بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر، حسب الاعتقاد التوراتي.
ماذا تقول الروايتان المسيحية والإسلامية؟
أما في الديانة المسيحية، فكانت أول الروايات التي تناولت الأمر في القرن الرابع الميلادي، حيث تناول الرحالة بورديكوس، حسب المؤرخ الفلسطيني إبراهيم الفني، قصة "مقام يوسف" كقصة دينية مسيحية. وقد أبدت الإمبراطورة هيلانة اهتمامها بها، واعتبرت الموقع موقعًا دينيًا مسيحيًا، ولذا ظهر الموقع في خريطة مادبا التي حددت موقعه في عين السكر في الجهة الشرقية من مدينة نابلس.
 إسلاميًا، ورغم أن القرآن الكريم أفرد للنبي يوسف سورة كاملة تناولت قصته بتفصيل كبير، إلا أنه لم يشر نهائيًا إلى مكان دفنه أو حتى وفاته. وإن كانت الإشارات تذهب إلى أن موته كان في مصر، كما أكد لـ "ألترا فلسطين" الشيخ خميس عابدة الوكيل المساعد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وأشار عابدة إلى أن جميع المقامات والأضرحة في الضفة الغربية وقطاع غزة تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، الأمر الذي ينطبق على مدينة نابلس التي تحتوي على أربعين مقامًا، بما فيها المقامات التي يقدسها السامريون سواءً في مدينة نابلس أو قرية عورتا القريبة منها.
وأكد عابدة أن أماكن دفن الأنبياء وقبورهم ليست معروفة، والنبي الوحيد الذي يعرف مكان دفنه هو النبي محمد، مستدركًا بأن هناك حديثًا شريفًا رواه أحمد في مسنده يقول: "ما من نبي يموت، إلا يدفن حيث يقبض".
وأضاف، أن ما ورد عن "مقام يوسف" بأنه مكان دفن للنبي يوسف لا يمكن إثباته تاريخيًا، مؤكدًا استعداد وزارة الأوقاف لفتح باب البحث العلمي في هذه القضايا؛ خاصة في حالة الرجوع إلى الوثائق والمراجع المعتبرة.
اقتباس :
لا يوجد نص ديني إسلامي يشير إلى علاقة النبي يوسف بـ"مقام يوسف" في نابلس، كما أن النبي الوحيد الذي يُعرف مكان دفنه هو محمد  عليه السلام
 كلام الشيخ عابدة، رغم وجاهة منطقه إسلاميًا، إلا أنه لم يكن معتمد الرحالة العرب والمسلمون حين زاروا المقام؛ فقد أكد الرحالة بأن المقام الموجود في مدينة نابلس للنبي يوسف. فيقول الهروي، كما في كتابه" الإشارات"، ثم ياقوت الحموي في معجمه من بعده: "وبها (بلاطة) عين الخضر، وبها دفن يوسف الصديق عند الشجرة".
وأما الشيخ الصوفي عبد الغني النابلسي فيقول: "فمررنا على قبر في مكان صغير، عليه هيبة وجلال وله قدر كبير، يقال إنه قبر نبي الله يوسف". فيما يقول مصطفى الحسني: "وقد قيل إن سيدنا يوسف عليه السلام قبره بالقرب من نابلس".
أما المؤرخ أسامة بن منقذ، والذي عاش في الفترة الصليبية، فيقول: "بلاطة، قرية من أعمال نابلس يزعمون أن النمرود رمى إبراهيم في النار بهذه القرية، وبها عين خضر، و بها حقل يوسف الصديق وقبر يوسف بهذا الموضع عند الشجرة وهو الأصح".
كما أورد المؤرخ الفلسطيني مصطفى الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين" أن "مؤرخي المسلمين يكادون يتفقون على أن ضريح يوسف هو الذي في قرية بلاطة، بالرغم من أن المشهور عند الناس بأنه مدفون في الخليل، ولعله في وقت ما نقل إليها من بلاطة، والقبر اليوم يقع في الشمال الشرقي من بلاطة".
ووافق الدباغ في هذه النقطة العلامة جرجي زيدان، حين كتب في ذكريات رحلته إلى نابلس قائلاً: "وبالقرب منها، (المقصود بير يعقوب) دفن يوسف الصديق ثم نقل إلى حبرون (الخليل)". كما ذكر الكثير من الرحالة والعلماء المسلمين، بأن قبر النبي يوسف موجود في مدينة الخليل في المسجد الإبراهيمي، ومن هؤلاء الهروي والعمري والأسطخري، وابن بطوطة، بل وعبد الغني النابلسي نفسه في رواية أخرى.
اقتباس :
يعتقد أغلب المؤرخين المسلمين بأن "مقام يوسف" في نابلس يعود للنبي يوسف فعلاً، لكن آخرين يعتقدون أن ضريح النبي يوسف موجود في الخليل
وتجدر الإشارة هنا إلى أن جميع الرحالة والمؤرخين، وكتّاب التاريخ العرب والمسلمين والأجانب، بل وحتى أصحاب الديانتين السامرية والمسيحية، استندوا إلى الرواية اليهودية كما وردت في سفر "يوشع" السفر السادس من التوراة اليهودية، وهو السفر الذي تخلو منه التوراة السامرية، الأمر الذي يبرر اعتمادها عليه كسفر تاريخي وليس مقدسًا كما بقية أسفار موسى عليه السلام (التكوين والخروج والعدد والتثنية واللاويين).
وهذا يبرر الاتفاق شبه الكلي على هذه المعلومة، رغم عدم الدقة التي تظهر عليها خاصة في ظل الاستخدام السياسي لها في العصر الحالي، بعد إقامة "دولة إسرائيل" على الأراضي المحتلة، والتي تعتمد على هذه المواقع ذات الصبغة الدينية لتبرير تواجدها الديني أولا ومن ثم السياسي.
مقامٌ للنبي يوسف وليس قبر
المؤرخ إحسان النمر، وفي ظل الاهتمام اليهودي بالمقام حاليًا، رجّح في كتابه "تاريخ جبال نابلس والبلقاء في الجزء الرابع ص 175"، أن يكون المقام الموجود في مدينة نابلس هو قبر لشيخ يسمى يوسف دويكات، وليس ليوسف الصديق، لأن قبر النبي يوسف في الخليل.
وذكر المؤرخ عبد الله كلبونه هذا القول أيضًا في تقريره لمديرية الأوقاف، حول المقام في العام 1984، وهي المرة الأولى التي ينفي بها مؤرخ مسلم رواية دفن يوسف عليه السلام في نابلس؛ وينسب المقام لشيخ مسلم. هذه الرواية التي لم يجهد المؤرخ نمر في ذكر تفاصيلها أو تدقيقها تاريخيًا وعلميًا.
وينفي المحامي عبد الفتاح فياض رواية النمر وكلبونة، وهو الذي كانت عائلته تشغل ولاية المقام منذ أواخر العهد العثماني، إذ أعطى السلطان العثماني عبد الحميد ولاية المقام ورعايته والإشراف عليه والمسؤولية عن مفاتيحه منذ العام (1322ه) لجده فيض الله بن عبدالله الأسمر، وهذا ما تؤكده الوثيقة التي أظهرها لنا فياض.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني %D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A_0
وثيقة عثمانية أعطى فيها السلطان عبد الحميد ولاية المقام لفيض الله الاسمر
 
اقتباس :
تؤكد وثيقةٌ عثمانيةٌ أن "مقام يوسف" في نابلس يعود للنبي يوسف، لكنه ليس قبرًا ولا علاقة للشيخ يوسف دويكات به
ويقول فياض، إن الوثيقة الوثيقة العثمانية تؤكد بأن المقام للنبي يوسف عليه السلام؛ وليس قبرًا ليوسف دويكات، موردًا في الوقت ذاته عدة روايات تنفي أولها وجود مقامٍ أو قبر، فيما تقول الرواية الثانية إن هناك قبر وليس مقام، وهي التي تتبناها الرواية اليهودية.

أما الرواية الثالثة، فتؤكد وجود مقام وليس قبر، كما تروي الرواية الإسلامية التي تدعمها الوثائق الرسمية الصادرة عن الدولة العثمانية؛ أو وثائق التسجيل التي تثبت بأن مقام النبي يوسف هو وقف إسلامي مسجل في دائرة تسجيل الأراضي (تحت القطعة رقم "10" حوض "5" من أراضي بلاطة ومساحته "661"م2).

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 15207828_10154617919925185_1143058835_n
وثيقة تسجيل المقام كوقف اسلامي صحيح
 
ويؤكد المحامي فياض أن المقام يخلو من قبر حقيقي؛ ففي فترة الانتداب الانجليزي عندما كان في السابعة من عمره، حطمت مجموعة من لصوص الآثار والباحثين عن الكنوز، القبر المبني داخل المقام في محاولة منهم لاكتشاف الكنوز التي قد يكون العثمانيون تركوها وراءهم بعد خروجهم من فلسطين.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 15182582_10154617924965185_1224870244_o
المحامي فياض عمل في شبابه حارسًا لمقام يوسف وقام على رعايته
 
ويضيف، "عندما جاء الجنود الإنجليز كنت واقفًا بالقرب منهم، لقرب بيتي من المكان، كانوا يسجلون مشاهداتهم وروايات الشهود؛ فرأيتُ المكان محفورًا ويحوي في داخله ترابًا وحجارة فقط"، مؤكدًا، أنه سلّم مفاتيح المقام لأحد موظفي الأوقاف بعد أن طلبها منه جيش الاحتلال والمستوطنين، وهدده "الحاكم العسكري" الإسرائيلي للمنطقة بالانتقام منه في حال عدم تسليمها لهم.
اقتباس :
شاهد عيان: رأيت "مقام يوسف" في نابلس بعد تحطيمه بعد سقوط الدولة العثمانية يخلو من كل شيء إلا التراب والحجارة
المعلومة التي ذكرها فياض بخصوص الولاية على المقام تؤكدها وثائق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي ذكرت أن المقام كان يدار من قبل الحاج محمد فياض الأسمر من سكان بلاطة البلد، الذي كان يتقاضى راتبًا من مديرية الأوقاف في نابلس مقابل خدمته للمقام.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 15135502_10154617912710185_1693335132_n_0
القرار الصادر عن مجلس بلدي نابلس عام 1324هـ ويُطلب به استدعاء

خادم "مقام يوسف" لبحث ترميمه
 
المقام أداةً سياسية للاحتلال
واستولت قوات الاحتلال على المقام بعد خطوات تمهيدية بدأت منذ 14/نيسان/1970، من خلال زيارة المقام من أجل ترميمه وصيانته؛ إلا أنها أقامت مدرسة دينية في إحدى غرف المقام وأزالت الحصر والسجاد ووضعت ستارًا من القماش على القبر، كُتب عليها كتاباتٍ باللغة العبرية، كما وضعت يافطة تحمل نصوصًا توراتيةً باللغات الثلاث.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني GettyImages-156377584
مستوطنون يؤدون طقوسا في "مقام يوسف"
 
وفي عام 1982 استولى الاحتلال على المقام وأنشأ مدرسةً دينية، وبقيت فيه حتى العام 2000 حيث خرج الاحتلال من المقام بعد انتفاضة الأقصى. وبهذه المناسبة أصدرت مديرية أوقاف نابلس تعميمًا للأئمة والخطباء ومفتشي المساجد الواعظات "بالتوجه بالدعاء إلى العلي القدير بأن يكون الرحيل نهائيًا عن المقام"، ودعت "للتعاون وبروح الفريق لإزالة تشوهات الاحتلال وكل مظاهر العسكرة، ليعود مكانًا مقدسًا كغيره من المقامات الإسلامية في فلسطين".
 إلا أنه لا يكاد يمر أسبوع إلا ويؤمن جيش الاحتلال اقتحام المقام ليلاً للصلاة فيه، وإقامة الاحتفالات والطقوس الخاصة، ويرافق ذلك مواجهاتٌ تبلغ مستويات عالية من العنف أحيانًا، ويتخللها إطلاق للرصاص على الشبان، وفي بعض الحالات على المنازل المجاورة.
ونشير إلى ما ذكره المؤرخ شكري عراف، بأن "يوسف لم يشترك في دفنه مع أي من إخوته، لكنه امتاز بوفرة المادة الدينية والفلكورية التي عالجت قضيته. لقد ظهر أن العقلية الفلسطينية، وربما كغيرها، أحاطته بهالة ضخمة من القداسة بتأثير قصة القرآن الكريم عنه، وبأثر التعاطف مع المظلوم في الأخلاق العربية الإسلامية، مهما كان ومن أي مكان كان هذا الإنسان. فقصة طرحه في الجب وبيعه، وهو أمر يتنافى والخلق العربي الإسلامي، وقصة تعويضه عن هذا الظلم النابع عن الحسد، واستمرار قصته في مصر، بكل ما فيها من معانٍ وقيم، كل ذلك أعطاه المكانة الأولى في عدد المواقع التي تحمل اسمه مباشرة أو لها علاقة بجزء من حياته بشكل غير مباشر".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني Empty
مُساهمةموضوع: رد: "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني    "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني Emptyالإثنين 20 نوفمبر 2023, 8:16 pm

أبناء "الديانة الرابعة" في فلسطين يحتفلون بالعرش
 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 14658373_10154503031165185_1892060777_n_0
[ltr]صلاة السامريين في الكنيسة في جبل جرزيم – صورة أرشيفية[/ltr]

كثيرة ومختلطة هي المشاعر التي رافقتنا طيلة الطريق المتعرجة صعودًا إلى "قرية لوزة"، حسب ما يسميها التوراة لدى السامريين، الطائفة الأصغر والأقدم في العالم، أو الحي السامري أو "السمرة"، أو "الطور"، كما يطلق عليه أهل نابلس، الذي أصبح يضم نصف الطائفة تقريباً إضافة إلى الحي السامري في حولون قرب "تل أبيب" الذي يضم النصف الآخر؛ وذلك بعد انتقالين في المكان قامت بهما الطائفة ولأسباب مختلفة داخل مدينة نابلس، التي تشكل للطائفة إرثًا دينيًا وحضاريًا وثقافيًا يمتد لآلاف السنين.
الديانة الرابعة

يتحدث خالد زواوي الباحث في الشؤون السامرية عن الانتقالين، موضحًا، أن أولهما كان حين انتقلت الطائفة من الحي السامري القديم في حارة الياسمينة بعد الزلزال الذي دمر جزءًا كبيرًا من مدينة نابلس في العام 1927، إلى خارج البلدة القديمة غربًا بالقرب من المقبرة الغربية، لتقيم حيًا جديدًا، وكنيسةً جديدةً استبدلت بها الكنيسة القديمة.
اقتباس :
لا تُعد السامرية طائفة بل ديانة إذ توجد فروقات عميقة بينها وبين اليهودية
واستمرت الطائفة في سكنى هذا الحي حتى أواخر ثمانينيات القرن العشرين، ولأسباب سياسية وأمنية مختلفة، انتقلت للسكن على سفح جبل جرزيم لأول مرة في تاريخ هذه الطائفة الممتد لآلاف السنين، إذ يُحرَّم عليها التواجد على هذا الجبل إلا أيام الحج الثلاثة (الفسح والغفران والمظال)، وذلك للقدسية التي يحملها.

اختلطت علينا المشاعر، ما بين الرهبة والسرور ونحن نطأ بأقدامنا المكان الأكثر قداسة للطائفة السامرية؛ التي تعتنق الديانة السماوية الرابعة في فلسطين إضافة لليهودية والمسيحية والإسلام، كما يقول الباحث زواوي، الذي يؤكد أن فروقات كبيرة في أركان الإيمان الخمسة التي يعتقد بها السامريون عن مثيلاتها لدى اليهود، مضيفا، أن ذلك يعني "أننا نتحدث عن ديانة مختلفة وليس اجتهاداً مذهبياً داخل الديانة الإسرائيلية نفسها"، وفق قوله.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 14686485_10154502789770185_2046139857_n_0الكنيسة القديمة في حارة الياسمينة قبل الانتقال إلى جبل جرزيم
نخطو شيئاً فشيئاً في الشارع الرئيسي الذي يقسم الحي إلى قسمين من البيوت المنفصلة والجميلة، كان الحي هادئًا وخاليًا من المارة والمركبات على غير عادته، قبل أن نعلم أن الهدوء يعود لانتقال الحياة إلى داخل البيت السامري؛ فالسامريون الآن يعملون بجد في إعداد العرش تجهيزاً للعيد أو "عيد المظال"، وهو العيد الذي يأتي بعد عيد "الغفران".
بعد وصولنا إلى جرزيم توجهنا إلى بيت عائلة عمران، أحد أهم عائلات الكهنة في التاريخ الحديث للسامريين، هذا البيت الذي كان أول بيت بُني في الجبل؛ ليكون أقدم كنيسة سامرية على الجبل قبل العام 1967، وبه كانت الطائفة تجتمع لتؤدي صلواتها وتمارس عبادتها.
استقبلنا، بترحاب كبير ووجه بشوش، الكاهن الشاب كريم عمران في بيته وأدخلنا مباشرة إلى الغرفة الرئيسية؛ حيث كان يعمل بجد لإنهاء تجهيز "العرش"، فالعيد يقترب، والسمرة، كما قال، بدأوا بالتحضير للثمار اللازمة للعرش بعد الانتهاء من صوم يوم "الغفران"، هذا الصيام الذي يمتد إلى ست وعشرين ساعة متواصلة من الغروب إلى الغروب، إضافة إلى أنواع العبادات والصلوات التي يمارسونها طيلة الليل.
يقول الكاهن عمران: "في الكتب التي توضح أعيادنا وما يترتب علينا فيها من واجبات بعد الصوم، يتهيأ السامريون لعمل العرش وأخذ لوازمه، والعيد يأتي في الخامس عشر من الشهر السابع حسب التوقيت السامري".

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 14686430_10154502785290185_1630731901_n_0
صفة عيد العرش
وصفة العرش، كما يوضحها، أن "يأخذ كل سامري من أغصان الشجر الذي لا يعرى من الورق لا صيفًا ولا شتاءً، ومن كفوف النخيل ومن خليط الواد الذي يطلع على مجاري الماء في الوديان من طيب الرائحة والريحان، ويصفُّون ذلك على الأسلاك في داخل بيوتهم ويزينوه بتعليق الأثمار البهية جميلة المنظر والرائحة، ويسكنون في هذا المظل سبعة أيام وهو من فوق رؤوسهم كالمظلة والغمام. وسر ذلك استذكار لظل الغمام الذي كان يظلل على الشعب لما كانوا في البرية مدة أربعين عامًا، وهذا مقصود الحق الذي أمر بهذا النظام، وفيه تأويل آخر وهو بشارة بدخول الجنان بعد الصيام لمن صام من السامريين".
وفي أول يوم من السبعة أيام، يعيُّدوا "عيد المظلة" المسمى "حج المظال"، ففيه يسبتون ويطبقون أحكام السبت في إعدام النار والأعمال كحكم السبت من الغروب للغروب، وفيه يحجون إلى جبل جرزيم ويطوفون فيه ويلبون ويتعبدون من نصف ليلة هذا العيد إلى نصف نهاره. الا أن الحج في هذا العام سيلغى لتوافق موعده مع يوم السبت الذي يٌمنع فيه العمل بشكل كامل.
ويأخذ آخر أيام المظال السبعة، الذي يوافق نهار الثاني والعشرين من الشهر السابع المتقدم ذكره، حكم السبت بانقطاع النار وعطلة الأعمال ولا يجوز فيه سوى الصلاة والقراءة.
يضيف الكاهن عمران، "لعيد العُرش كغيره من أعياد السامريين، كتاب للصلوات يتضمن الآيات الخاصة بالعيد من التوراة إضافة إلى ما قام بتأليفه علماء السامريين القدماء والحديثين، وتتم قراءته خلال العيد".
ويوضح، أن التحضيرات العملية لتجهيز العرش تكون بعد الانتهاء من الصيام، "نقوم بشراء أجود أنواع الفاكهة حسب ما أمرت به التوراة والاختيار يتم بناءً على مدة بقائها وتحملها سبعة أيام العيد، وتجتمع العائلة للمساعدة في التحضيرات، فالنساء يقمن بربط الثمار بأسلاكٍ تسهِل تعليقها على العرش، كما يساعدن في اختيار وتحديد الشكل الفني الذي ستكون عليه الصورة النهائية للعرش".
"العُرش يأخذ أشكالا إبداعية"
وبدا واضحًا أثناء تواجدنا في بيت عمران تنافس نساء العائلة على رسم الشكل الأفضل للعرش. فيما بين الكاهن عمران أن هذا الشكل ليس له علاقة بتقليد ديني متوارث في الطائفة، إلا أن العائلات تتنافس على الشكل الأجمل للعرش، وقد أخذ هذا الأمر منحىً جديدًا من خلال نشر الصور النهائية للعُرش على الصفحات الخاصة بأبناء الطائفة على "فيسبوك"، والتي تمتلئ بالتعليقات حول أجمل شكل للعرش.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 14741716_10154502766280185_376182491_nالتحضيرات لعيد العرش في منازل إحدى العائلات السامرية
وبلغ هذا التنافس من القوة ما دفع العديد من العائلات إلى اختيار رسومات حديثة لها علاقة بالتطورات التكنولوجية كالإشارات الدالة على "فيسبوك" مثلاً، أو الألعاب الالكترونية، ليكون لديها شكلاً جديداً لم يتم صنعه ورسمه على العرش، في دلالات كبيرة ليس على مستوى التنافس الفني في صنع وتجهيز العرش، بمقدار ما هي في محاولة السامريين الدمج ما بين الشعائر والممارسة الدينية التقليدية، والحياة الحديثة، في محاولة لعصرنة هذا العمل الديني ليكون أكثر متعة وقبولاً لدى الأجيال الشابة والصغيرة في الطائفة.
وعلى بُعد ثلاثة بيوت كان لقائي بأبو عفيف "يوسف إلطيف" أحد كبار السن، ومن الرجال الأكثر احتراماً لدى أبناء الطائفة، وهو يعطي توجيهاته لابنه ايهاب في تعليق ثمار الفاكهة على العرش ليلقاني بأجواء الفرح الظاهرة على وجهه أثناء ترحيبه.

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 14699948_10154502765555185_1129314046_nالتنافس الشديد يفضي إلى أشكال فنية رائعة في العرش
"عيد العُرش بالنسبة لنا هو عيد الفرح و الجمال، وهو عيد المشاركة لجميع العائلة، ولذا تعمل العائلة أجمعها في التحضيرات الخاصة بهذا العيد، ونحن نفخر كطائفة رغم قلة عددنا، فنحن لم نحتفل بعد بالسامري الألف لنصبح أكثر اطمئناناً، نحن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وشعائرنا، فهي سر بقائنا ومحافظتنا على أنفسنا كأقلية"، قال أبو عفيف.
ويضيف، "نُجهد أنفسنا بتحضير أفضل أنواع الحلويات من البقلاوة والبرمة التي يُعدها لنا أحد أمهر صناع الحلويات في نابلس بإشرافنا التام لتتوافق مع أوامر شريعتنا، كما نحضر الأنواع المختلفة من الشوكلاته والمكسرات، بالإضافة إلى إعدادنا النارجيلة (الأراجيل) لعدد من الأصدقاء الذين يأتون في المساء".
اقتباس :
اضطر السامريون إلى الإقامة في جبل جرزيم خلال الانتفاضة الأولى رغم تحريم الشريعة السامرية لذلك
وتُعد النساء أيضا مأكولات متنوعة طيلة أيام العيد مثل السمبوسك، فيما تذبح العديد من عائلات الطائفة الخراف لصنع الإفطار اللذيذ من المُعلاق، (كبدة الخاروف)".
ويذهب رجال الطائفة، إلى الكنيسة مساءً وصباحاً للصلاة، وبعد صلاة الصبح يذهبون بداية لزيارة الكاهن الأكبر للطائفة عبد الله واصف، ثم يتبادلون الزيارات التي أصبحت أقل بمرور الزمن تزامناً مع انتشار التكنولوجيا، خاصة لدى الجيل الجديد، يقول أبو عفيف.
وعند انتهاء عيد العُرش، يضيف أبو عفيف، "نوزع جزءا من ثماره للأصدقاء من مدينة نابلس، إضافة إلى استخدام الجزء الآخر في تحضير عصائر مختلفة تُستخدم في أعيادنا الأخرى، وهنا نقول مثلنا الشهير: هدوا العُرش وافرشوا الفُرش،أي عند إنزال العُرش وهَدمه تبدأ نساء المدينة في فرش بيوتهن بالسجاد استقبالاً للبرد والمطر".

وبالعودة إلى الوراء قليلا، يتحدث الكاهن يوسف صدقة عن ذكرياته عندما كانت الطائفة لا تزال تسكن الحي القديم في نابلس. يقول: "في السابق كانت الأمور أصعب، فقد كانت الطائفة فقيرة جداً وهناك الكثير من العائلات التي لا تملك القدرة على تجهيز العرش الخاص بها، ولذا كانت العائلات الكبيرة هي التي تجهز العيد وتنضم لها العائلات الصغيرة التي تنتمي لنفس العائلة كعائلة عمران مثلاً، أو عائلة خضر وغيرها من العائلات الكبيرة".

 "مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني 14699932_10154502772230185_1962723409_nلم تكن جميع العائلات السامرية تستطيع الاحتفال بعيد العرش
ويضيف، "أما الآن فالأمور اختلفت وعائلات الطائفة كافة تقدر على صُنع عرشها الخاص"، مشيراً إلى أن الوضع المادي للعائلة الآن يحدد حجم العرش وكمية الفواكه التي يحتويها، وليس إقامة العرش أو لا.
كما يُعتبر عدد ثمار "الأترج" (ثمار تشبه الليمون كبيرة الحجم وتباع بثمنٍ غالٍ نسبياً)، دلالة هامة على الوضع المالي للعائلة، فلا تكتفي العائلة بثمرة واحدة منها توضع عادة في المنتصف، بل تضع العديد منها على الجوانب ليكون للعرش منظراً أجمل.
ويشير الباحث زواوي إلى أن العرش والشعائر الدينية لدى السامريين هي التي "تشكل الخيط الناظم لوحدتهم واستمرارهم كطائفة وديانة، فهي التي تجمع السامريين خاصة الجيل الجديد الذي يفتقد المعرفة الدقيقة والتفصيلية بالديانة السامرية لغياب المؤسسات التربوية الخاصة بإعادة الإنتاج الديني في داخل الطائفة، والشعيرة هنا هي المؤهلة بإعادة الإنتاج هذا للديانة رغم قصورها عن أداء المهمة؛ في ظل العجز الذي يبدو واضحاً من عائلات الكهنة في تعبئة الفراغ الديني العقدي والفقهي حتى اللحظة"، وفق قوله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
"مقام يوسف": عندما يعبث السياسي بالديني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عندما تصاب القيادة بالعمى السياسي
» القصيدة المنفرجة لأبي الفضل : يوسف بن محمد بن يوسف التوزري
» الفرق بين الثقافة السياسية والفهم السياسي والعقل السياسي
» حادثة "مقام النبي هارون".
» مقام الخضر.. (اللابس الظفر)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: مدن فلسطينيه-
انتقل الى: