روسيا تستهدف منشآت نفط وغاز في أوكرانيا... والحلفاء الغربيون يلجأون إلى "النووي المالي"
قال مسؤولون، اليوم الأحد، إن القوات الروسية هاجمت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا، في الوقت الذي أعلن فيه الحلفاء الغربيون فرض عقوبات جديدة شاملة على روسيا، تضمنت حرمان بنوكها الرئيسية الاستفادة من نظام سويفت المالي العالمي للتعاملات بين البنوك، في خطوة وصفتها فرنسا بأنها "نووي مالي".
وقالت ناتاليا بالاسينوفيتش، رئيسة بلدية فاسيلكيف بجنوب غرب العاصمة كييف، إن الصواريخ الروسية أدت إلى إشعال النار في محطة نفطية في البلدة. وأظهرت منشورات على الإنترنت تسبّب الانفجارات في تصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود في سماء الليل.
وأعلن مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وقوع انفجار في مطار جولياني المدني في كييف. وأضاف المكتب أن القوات الروسية فجرت خط أنابيب غاز في خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد.
وأعلن الحلفاء الغربيون، أمس، عقوبات جديدة شاملة على روسيا تضمنت حرمان بنوكها الرئيسية الاستفادة من نظام سويفت المالي، في خطوة أشادت بها أوكرانيا، اليوم.
وقالت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون أيضاً إنهم سيفرضون قيوداً على البنك المركزي الروسي للحد من قدرته على دعم الروبل وتمويل جهوده الحربية.
وقال الحلفاء الغربيون في تصعيد لردهم العقابي: "عازمون على الاستمرار في فرض تكلفة باهظة على روسيا من شأنها أن تزيد من عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا".
وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا والمفوضية الأوروبية: "سننفذ هذه الإجراءات خلال الأيام المقبلة".
وقال الحلفاء إنهم ملتزمون "ضمان استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام سويفت للمراسلات". ولم يذكروا أسماء البنوك التي ستُستبعَد، لكنّ دبلوماسياً من الاتحاد الأوروبي قال إن نحو 70% من السوق المصرفية الروسية ستتأثر. وكان الحلفاء قد تجنبوا في بادئ الأمر مثل هذه الخطوة إلى حد كبير بسبب مخاوف من التأثير باقتصاداتهم.
وفي وقت سابق، وصف وزير المالية الفرنسي القرار بأنه "سلاح نووي مالي" بسبب الضرر الذي سيلحقه بالاقتصاد الروسي، حيث سيوجه ضربة إلى التجارة الروسية، ويجعل من الصعب على شركاتها القيام بتعاملات تجارية.
ويمكن العقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي أن تحد من استخدام بوتين لاحتياطاته الدولية التي تزيد على 630 مليار دولار، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تحمي روسيا من بعض الأضرار الاقتصادية.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الإجراءات الجديدة ستمنع روسيا من "استخدام صندوق تمويل الحرب".
ولكن نظراً لأن البنوك الروسية الكبيرة مندمجة بعمق في النظام المالي العالمي، فقد يكون لمثل هذه العقوبات تأثير غير مباشر، ما يلحق الضرر بالشركاء التجاريين في أوروبا وأماكن أخرى.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميجال على تويتر، اليوم الأحد: "شكراً لأصدقائنا... لالتزامهم استبعاد عدة بنوك روسية من نظام سويفت".
من جهته قال مسؤول أميركي كبير، أمس، إن العقوبات الغربية التي تَفصل العديد من البنوك الروسية عن النظام المالي العالمي و"تشلّ" البنك المركزي الروسي تجعل موسكو "منبوذة" والروبل في "سقوط حر".
وأضاف المسؤول: "صارت روسيا دولة منبوذة اقتصادياً ومالياً على الصعيد الدولي"، مؤكداً أن البنك المركزي الروسي "لن يستطيع دعم الروبل".
وتابع قائلاً إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين وحده من يقرر حجم الأكلاف الإضافية" التي ستتحملها بلاده، موضحاً أنه شُكِّل فريق عمل "سيلاحق" الأوليغارشيين الروس و"يخوتهم وطائراتهم وسياراتهم الفارهة ومنازلهم الفخمة".