شاهد عيان يروي تفاصيل حصار مرعب لمستشفى خان يونس
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها على مستشفى الأمل في مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) لأكثر من أسبوعين، مما أدى إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المستشفى وتعميق الأزمة الصحية والإنسانية الحادة في الداخل.
وذكر تقرير نشره موقع ذي إنترسبت أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -التي تدير المستشفى- دقت ناقوس الخطر بشأن الحصار الذي دام 18 يوما، حيث اضطر الآلاف لإخلاء المستشفى، معظمهم نزحوا من أجزاء أخرى من غزة، بينما لا يزال المئات من العاملين في المجال الطبي والمرضى الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة عالقين في الداخل.
ونقلت إنترسبت عن سليم أبوراس (30 عاما) وهو منسق الإغاثة في قسم إدارة المخاطر والكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني، قوله "الحصار الذي نعانيه داخل المستشفى يبدو وكأنه كابوس لا ينتهي. ورغم وجود جرحى ومتوفين خارج المستشفى، إلا أننا مشلولون وغير قادرين على مساعدتهم أو دفنهم، حيث يستهدف قناصة الاحتلال والطائرات الإسرائيلية كل من يخرج من مبنى المستشفى".
حصار خانق
وأوضح الموقع الأميركي أن قدرة المستشفى على رعاية المرضى تدهورت بشكل خطير بسبب استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية الأساسية، وهو وضع أصبح أكثر خطورة بسبب نقص مياه الشرب والغذاء.
وتابع أبوراس -المحاصر داخل مجمع مستشفى الأمل منذ 21 يناير/كانون الثاني- قائلا "نواجه تحديات هائلة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الكافية للجرحى، تعرقلها القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول الإمدادات الطبية إلى المستشفى".
أما بالنسبة لأولئك الموجودين داخل المستشفى، فقد قُطعت الاتصالات بينهم وبين العالم الخارجي إلى حد كبير. وأضاف أبوراس "كان انقطاع الاتصالات مصدرًا آخر للرعب، وكل شخص محاصر في المستشفى لا يعرف شيئًا عن عائلته وأحبائه خارج المستشفى. كل ما نعرفه أن القصف الإسرائيلي مستمر في جميع أنحاء قطاع غزة".
وقال أبوراس "على الرغم من أنني عشت 6 اعتداءات إسرائيلية والعديد من التصعيدات، إلا أن طبيعة الإصابات التي شاهدناها خلال هذه الإبادة لقطاع غزة غير مسبوقة، لدرجة أن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة".
حرب إبادة
وأوضح بأن يوم 30 يناير/كانون الثاني كان أعنف أيام الحصار التي مرت على المستشفى، حيث لم يتوقف القصف الإسرائيلي أبدا، ودمرت جوانب من المبنى، واقتحم جنود الاحتلال أرض المستشفى، وأشعلوا النيران في منطقة مليئة بالخيام وأمروا النازحين المتجمعين هناك بالمغادرة.
وفي الثاني من فبراير/شباط، قتل الاحتلال هداية حمد، موظفة الهلال الأحمر البالغة من العمر 42 عاما، والتي دُفنت هي الأخرى في أرض المستشفى.
وقال أبوراس إن مقتل هداية "حطم قلوبنا، لقد كان لها حضور ملائكي، تساعد الجميع وتعمل جاهدة لضمان حصول طواقم العمل على نصيبهم من الإمدادات الغذائية الضئيلة. بالنسبة لنا، كانت بمثابة الأم الحاضنة".
ومع دخول الحصار أسبوعه الثالث، قال أبوراس إن المستشفى معرّض لخطر نفاد الوقود الذي تعمل به المولّدات الاحتياطية وإمدادات الأكسجين.
وتشمل التحديات الأخرى خطر الإصابة بالعدوى بسبب الاكتظاظ ونقص الإمدادات، وندرة الغذاء والحليب للأطفال. وقد تم إجلاء بعض الطواقم الطبية إلى جانب آلاف النازحين الذين غادروا المستشفى في وقت سابق هذا الأسبوع، مما أدى إلى بقاء عدد أقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية لرعاية الجرحى.