منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الدم الذي أضاء سراج العالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الدم الذي أضاء سراج العالم Empty
مُساهمةموضوع: الدم الذي أضاء سراج العالم    الدم الذي أضاء سراج العالم Emptyالأحد 05 مايو 2024, 7:56 pm

الدم الذي أضاء سراج العالم
في فلسفة الضعف والقوة، ثمة قوانين خارج المألوف والمعروف، فداود مثلا قتل جالوت بالمقلاع، وهو يفوقه قوة وعنفوانا، وفرعون الذي أباد أطفال مصر خوفا من مولد صبي يقوض حكمه، ساق الله له موسى، ليرعاه وينمو في كنفه، ثم ليقضي عليه وجنوده، ويوسف الذي بطش به إخوته فرموه في غيابة الجب جاءوه طلبا لما يقيتهم ويبقيهم على قيد الحياة، وحاولوا من قبل سلبه هذه الحياة، نواميس الحياة على هذه الأرض لا علاقة لها بما نراه فقط، بل بما يختبئ داخل المشهد.

غزة بمعيار الضعف والقوة، لا تكاد تساوي شيئا من حجم الكرة الأرضية، شريط ضيق من الأرض المستوية، حيث لا جبل ولا غابة، ولا تضاريس متنوعة، محاصرة برا وبحرا وجوا، فكأنها سجن كبير لا تكاد تصلح لحياة سوية، وإذ بها تتحول إلى نقطة ارتكاز لكرة الأرض كلها، في لحظة تاريخية سرقت بوهجها كل ما مر على هذه الأرض من أحداث جسيمة، ربما في السنوات المائة الأخيرة. وربما لم يخطر ببال الفاعلين في صناعة طوفان الأقصى كل ما سيتلو فعلهم من تداعيات، بل ربما فوجئوا هم كما غيرهم بالانفجار الكوني الكبير الذي انتشرت آثاره على أبعد بقعة عن غزة.

كأنها سجن كبير لا تكاد تصلح لحياة سوية، وإذ بها تتحول إلى نقطة ارتكاز لكرة الأرض كلها، في لحظة تاريخية سرقت بوهجها كل ما مر على هذه الأرض من أحداث جسيمة، ربما في السنوات المائة الأخيرة. وربما لم يخطر ببال الفاعلين في صناعة طوفان الأقصى كل ما سيتلو فعلهم من تداعيات، بل ربما فوجئوا هم كما غيرهم بالانفجار الكوني الكبير الذي انتشرت آثاره على أبعد بقعة عن غزة

كتب الكثير جدا عن ظاهرة غزة وأعجوبتها، ولم يزل ثمة الكثير سيكتب، والحدث اليوم لم يزل على أشده، بل ربما نعيش هذه الأيام الجزء الأكثر إثارة منه، والأكثر تأثرا على من سيكتبون تاريخ العالم، ومركزية هذا الـ365 كيلومترا منه، وهي في معيار المساحات ليست أكثر من “عزبة” لأحد الإقطاعيين من أثرياء العالم الجديد. وأذكر في احتفال لافتتاح للجامعة الهاشمية في المفرق بالأردن، أن رئيس الجامعة ذكر أن مساحتها تفوق المساحة التي “يحكمها” ياسر عرفات رحمه الله، وكان أيامها مفتتح اتفاق “أوسلو” المشؤوم، حيث أقطعوا عرفات شيئا من السلطة على غزة وأريحا “أولا” وأخيرا، ثم سلبوه كل شيء، حتى حياته!

ربما لم (وربما لن!) يشهد التاريخ البشري دما مسفوكا بغزارة ما ارتوت به الـ 365 كيلومترا مربعا، ومع هذا الإجرام الذي تموله دول وأنظمة وحكام، ومع كل قطرة منه، يتحول هذا الدم وبكل قطرة منه، إلى نور في سراج ضخم ينثر عتم العالم كله، بل يخيل لي أحيانا أن كل قطرة منه تتحول إلى ضربة معول، تقوض بنيانا وتهدم جدارا، وتفجر قلعة، وتلك معجزة ربما لم تخطر على بال من صمم الطوفان ونفذه، وبالطبع لم تكن بحسبان من أقام الكيان وموله وأمده بأسباب الحياة، وها هو اليوم يرونه يتهاوى سقوطا في بئر لا يظهر له قاع!

دم غزة، وصمود الثكالى والمقاتلين والقابضين على جمر الصبر، لم يضئ العالم فحسب، ولم يبدد عتمته فقط، بل وضع فلسطين في رأس قائمة أولويات من اجتهدوا في إخراجها من التاريخ والجغرافيا، فغدت أهزوجة الباحثين عن الحقيقة. ثمة حقائق كشفت وأخرى أكثر بكثير لم تكشف بعد، فالطوفان لم يكن كاشفا فحسب، بل كان فاضحا، حين بدد كل ما حاولوا تغطيته من تآمر وخطط جهنمية لإضعاف الأمة، وقتل روح الرجولة في أجيالها، وديمومة حكم الأنذال وتحكمهم في رقاب العبادهذه الحقيقة التي حاول القتلة وأشياعهم دفنها تحت ركام هائل من الأكاذيب والأضاليل، وكأني بركام المنازل والأبنية التي دمرتها قنابلهم، تسقط حجارتها ليس على أرض غزة ولا على أبدان أهلها الطاهرين، بل تتناثر حجارتها على “أم رؤوسهم” وتدفن مع كل قنبلة وصاروخ وقذيفة كذبة من أكاذيبهم، وتقوض كل بنيان حصنوه، وتفتك بكل قلعة جهزوها لحبس الحقيقة!

القصة لم تنته بعد، وإن كنا نعيش اللحظات الأكثر حسما منها، ودعكم من الأكاذيب التي يبثها إعلام القتلة وأشياعهم وأتباعهم والمطبعين معهم، فثمة حقائق كشفت وأخرى أكثر بكثير لم تكشف بعد، فالطوفان لم يكن كاشفا فحسب، بل كان فاضحا، حين بدد كل ما حاولوا تغطيته من تآمر وخطط جهنمية لإضعاف الأمة، وقتل روح الرجولة في أجيالها، وديمومة حكم الأنذال وتحكمهم في رقاب العباد، بل سخر الله على نحو غير متوقع، وخارج حسابات مراكز البحث وخطط الاستخبارات والدراسات المستقبلية، قوى ورجالا ونساء وفتيانا (وطلابا بالطبع!) لحمل مشعل غزة وفلسطين، والدفاع عن أهلها وتنوير من لم يزل واقعا تحت تأثير سحر الأشرار وخططهم ومشروعاتهم في التجهيل والتطبيل والتزمير والتخريب، فكانت كل قطرة دم بمثابة قنبلة من قنابل الإضاءة التي تكشف ما حاولوا تغطيته وستره!

دم غزة المبارك، حوّل فلسطين من أحجية ومرتع للعابثين واللاعبين بمصائر الشعوب، إلى بقعة ضوء تنير دروب الباحثين عن الحقيقة، المتعطشين للكرامة، الجوعى للحرية، وهنا المفارقة الكبرى، فكما أسرج دم غزة قنديل العالم فأضاء عتمه، كانت بقية محن غزة منحا أقرب إلى المعجزات، فقد جوعوا غزة فكان جوعها إشباعا للحقيقة، وعطشوها فتحول عطشها إلى إرواء للباحثين عما يروي عطشهم للصدق والنبل والإنصاف، وحاولوا قتل غزة فأحيت نفوسا تيبست أطرافها، فبعثت فيها قوة حولت ضعف القوة إلى قوة الضعف الذي قلب معادلة جالوت وداود فتل الضعيف القوي ونكل به!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الدم الذي أضاء سراج العالم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم الذي أضاء سراج العالم    الدم الذي أضاء سراج العالم Emptyالإثنين 06 مايو 2024, 2:30 pm

بداية محرقة ونهاية مشرقة
دخل الصهاينة نفقا مظلما، وكما يفعل القط المحشور في زاوية أخذ هذا العدو المجروح كبرياؤه يضرب في كل اتجاه، يقتل كل حياة ويدمر كل شيء ويبعث الرعب الذي هو صدى دقات قلبه في كل المكان والزمان، وبالمختصر فالمشهد اليوم مكون من لوحتين، إحداهما لوحة أسد هصور كسب الجولة الأولى في منازلة عدوه فأدمى قلبه وعقله، والثانية صورة هذا العدو الذي يحاول بكل ما أوتي من أمريكا وحلفائها أن يستعيد صفة الردع التي خرجت ولن تعود. ولله الحمد كله والفضل كله فقد خلا المشهد من عبدالله بن أبي بن سلول وأبي رغال، ويظهر في خلفية الصورة خيال باهت لأشباح اسمها الدول العربية على شكل تجمّع اسمه الجامعة العربية، ومِزَق هنا وهناك هي نقاط سوداء في الخلفية لكنها سوادها يبدو خفيفا لبعد ما بينها وبين المنطقة المضيئة في ظاهر الصورة.

عار على العرب أن يدير المفاوضات مع حماس أعلى جهة استخبارية أمريكية بشخص رئيسها، يجيء ويروح ولا يكتفي بتقارير مساعديه ولا برصد عيونه في المنطقة، برغم إخلاصهم له ولبلده. عار على هذه الأمة المليارية ألا تقف خلف المقاومة بكل ثقلها لتعادل الكفة في هذه المفاوضات، ولتعطي المقاوم زخما تفاوضيا وقوة موقف، لكن لا، وأستغفر الله من هذا التفكير، ألم تسجل دول العرب نكوصا عن مشروع العزة وتركت المقاومة تخوض حربها مكشوفة الظهر؟ ألا تقاتل قناة العربية في صف الناعين على المقاومة مقاومتها، بما تمثله العربية من خلفية سياسية معلومة للجميع؟

إن استبسال المقاومة في مفاوضات الهدنة المقترحة هو استكمال لحلقات البطولة والظفر الذي يحققه الأبطال في الميدان كل يوم، وإن دولا فشلت منذ البداية في رسم صورة حريتها المفترضة في الفكر والسلوك لا شك ستفشل في النهاية، وإنني لأستحضر في سياق استلهام التاريخ صورة المنافقين الذين انسحبوا بثلث الجيش في أُحد، وعندما نُدِب المسلمون للحاق بجيش المشركين إلى حمراء الأسد اشترط النبي عليه الصلاة والسلام ألا يتبعه إلا من حضر أُحدا، فلاحق المسلمون فلول قريش فلم يقف أحد منهم لمقاتلة جيش المسلمين وتابعوا طريقهم إلى مكة. إن الذي لا يكرمه الله في البدايات “المحرقة” لن يكون أهلا للنهايات “المشرقة”.

إنه فضل الله وإنها كرامة أوليائه، أن تتمايز الصفوف فيعلم بسيط الثقافة مَن المخلص ومَن العميل، مَن الوطني ومَن الخائن، ولا أظن أن هؤلاء الناعقين في الخراب لا يعلمون ما يصنعون، لكنهم ما زالوا مفتونين بقوة مرجعياتهم التي يعملون في خدمتها على حبك ختام المشهد، ولا أظن العمى إلا جزءا من تركيب أدمغتهم العاجزة، بعدما رأت الدنيا كلها ما جرى وما يجري في ساحة الحدث.

أجمل ما في المشهد أن الصورة واضحة وأن أحدا لا يستطيع في اللحظة الراهنة أن يظهر بغير حقيقته، فقد كشفت غزة المستور ورفعت الأستار عما تخفيه الماسونية العالمية من أسرار، ومن أسرارها هذه التركيبة البائسة للعبة الشطرنج التي وضعتها على الطاولة منذ قرن من الزمان، ونسيت أن لعبة الشطرنج لا يمكن أن يستغنى عن جندي من جنودها بسهولة، لكن جنود اللعبة تهاووا ووزيرها خرج من اللعبة، فيا كل مخططات الدنيا ضد حقنا في الوجود وحقنا في السيادة: كش…!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الدم الذي أضاء سراج العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحنين الى سراج الكاز !
»  كتاب سراج المريدين فى سبيل الدين
»  الدم هنا لا يجف!
» فقر الدم
» ضغط الدم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: