رفح الفرصة الأخيرة للعرب حتى يستيقظوا!!
التوقع أن يواصل العالم العربي الشجب والاستنكار ومن ثم النوم في بحر العار والتخاذل والصمت الذي سيكون أقرب إلى التواطؤ.
العدو النازي المتغطرس الذي لم يجد من يقف في وجهه ومن يصده، الاحتلال الإرهابي، بدأ فعليا الهجوم على مدينة رفح المكتظة بقرابة المليون ونصف المليون من الأهالي والنازحين، مع إنذاره السكان بإخلاء المناطق الشرقية منها، وسط قصف جوي ومدفعي متواصل، خلف مجازر في المدنيين الأبرياء .
هذا النتن وعصابته من القتلة المختلين عقليا الفاشيين يمعنون في جرائمهم بماركة أمريكية وأوروبية وبصمت عربي وإسلامي.
بالطبع نحن نثق بأن الله عز وجل سيكون إلى جانب شعبا، ونثق بأن مقاومتنا الباسلة وعلى رأسها كتائب القسام، على الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو الفاشي الكريه وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه.
إذا لم يتحرك العرب الآن فقد ختم الله على قلوبهم وعلى عقولهم وباتت على ضمائرهم أقفالها.
نحتاج كعرب للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة، التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ، وعلى المنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة "الأونروا"، البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها، أو الرضوخ لإرادة الاحتلال الفاشي.
مجزرة أخرى تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها في رفح بحق الفلسطينيين تضاف الى سلسلة لا نهائية من المجازر التي ارتكبتها في غزة ولا تزال. إذا المجتمع الدولي كله لم يتحرك فورا لمنعها فهذا إعلان عن فشل الإنسانية ووصمة عار على جبين العالم لن تمحى.
من العار والجبن أن تظل هذه العصابة ترتكب المجازر دون موقف دولي رادع يلجم وحشيتها، ويرسل مرتكبيها السيكوباثيين والساديين إلى المعتقلات والمصحات العقلية.
إذا لم يتحرك العرب الآن فقد انتهت صلاحيتهم إلى الأبد وباتوا بحكم الموتى، أجساد تسير على الأرض كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
العدوان على رفح.. اختبار آخر.. هل ينجح فيه أحد؟
حكومة العدو برئاسة الإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو كانت صريحة في تهديداتها برغم كل التحذيرات التي انطلقت من جميع دول العالم بما فيها رعاته الذهبيون؛ أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ومن كل المنظمات الأممية والإنسانية في العالم؛ الأمم المتحدة والصحة العالمية والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود واليونيسف و...
طلب جيش العدو من سكان شرق رفح إخلاء خيمهم التي نزحوا إليها هربا من وحشية ودموية وجرائم العدو، وظل طوال الليل يقصف تلك المناطق لتأكيد جدية تهديداته.
ربما يكون ذلك محاولة للضغط على المقاومة لتقديم تنازلات في صفقة تبادل الأسرى، فالعدو لا يريد أن يقدم أي تعهدات بالوقف الدائم للعدوان، وهو الشرط الذي تصر عليه المقاومة، وربما يلعب العدو تلك اللعبة بالتنسيق مع الأمريكان الذي لا زال مدير مخابراتها في المنطقة للضغط للوصول إلى الصفقة، ونتمنى أن لا يكون لأي طرف عربي دور في ذلك.
ومع ذلك فإن المقاومة أكدت أن أي عدوان على رفح سيواجه بمقاومة شرسة وليس بتنازلات.
لا شيء يظهر في الأفق حتى الآن يمكن أن يمنع هذا العدو من ارتكاب حماقة أخرى وتنفيذ إبادة جماعية في رفح أسوة بباقي محافظات غزة، وذلك برغم سيل التحذيرات ما دام أنها في خانة التحذير فقط ولم ترتفع إلى إجراءات وسلوك.
العرب في مقدمة من يُختبرون اليوم، وكما قال بعضهم إنه عار على النظام الدولي أن يظل الكيان يرتكب المجازر بدون موقف دولي، فإنه عار على الأنظمة العربية أن يظل العدو يرتكب المجازر بدون موقف واضح يتجاوز الكلام والتحذير والنواح والتباكي، وعار أن يظل العدو يرتكب المجازر وهو يسرح ويمرح في عواصم العرب، وعار أن يظل العدو يرتكب المجازر والعلاقات التجارية والاقتصادية معه على أحسن ما يرام ناهيك عن العلاقات الأمنية الدافئة جدا!