منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 6:57 pm

توماس فريدمان يحذر إسرائيل من الزوال
إسرائيل التي عرفناها إلى زوال، عبارة كانت عنوان مقال كتبه الصحفي والمحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بُعَيْد فوز الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل الآن بالانتخابات التشريعية آنذاك.

وفي مقاله هذا الأسبوع بصحيفة نيويورك تايمز، قال فريدمان إنه كان يقصد بتلك العبارة أن تكون بمثابة تحذير للفت الانتباه إلى مدى تطرف هذا الائتلاف.

وأضاف الصحفي الأميركي أن الكثيرين "لم يوافقوني الرأي، وأعتقد أن تطورات الأحداث أثبتت خطأهم بعد أن أصبح الوضع الآن أسوأ من ذي قبل، فإسرائيل التي عرفناها إلى زوال، وهي اليوم تواجه خطرا وجوديا".

وأوضح الأسباب التي تدفعه إلى هذا الاعتقاد، ومن بينها أن إسرائيل تواجه قوة إقليمية عظمى متمثلة في إيران التي تمكنت من وضع إسرائيل "في كماشة" باستخدام من وصفهم بوكلائها في المنطقة.




3 جبهات
يذكر فريدمان أن إسرائيل لا تملك ردا عسكريا أو دبلوماسيا، مضيفا أن الأنكى من ذلك أنها تواجه احتمال نشوب حرب على 3 جبهات في قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية، ولكن مع تطور جديد خطير وهو أن حزب الله في لبنان -على عكس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مزود بصواريخ دقيقة يمكن أن تدمر مساحات شاسعة من البنية التحتية لإسرائيل، من مطاراتها إلى موانئها البحرية إلى حرم جامعاتها إلى قواعدها العسكرية إلى محطات توليد الطاقة.

وإزاء هذه التطورات، يقول الصحفي الأميركي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يجد مناصا من أن "يبيع ضميره" ليشكل حكومة مع متطرفين يمينيين يصرون على أن إسرائيل يجب أن تقاتل في غزة حتى "النصر التام" بقتل آخر عنصر من حماس، ويرفضون أي شراكة مع السلطة الفلسطينية "لأنهم يريدون سيطرة إسرائيلية على كل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك غزة".

ووفقا لفريدمان، فإن نتنياهو فعل ذلك من أجل البقاء في السلطة لتجنب احتمال إيداعه السجن بتهم تتعلق بالفساد.

ويتابع أنه مع انهيار مجلس الحرب الإسرائيلي المصغر بسبب افتقاره إلى خطة لإنهاء الحرب والانسحاب الآمن من غزة، فإن المتطرفين بالائتلاف الحاكم يخطون خطواتهم التالية من أجل السيطرة على السلطة.




ضرر كبير
وعلى الرغم من أن هؤلاء المتطرفين تسببوا في كثير من الضرر بالفعل -كما يعتقد فريدمان- فإن الرئيس الأميركي جو بايدن، واللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك) وأعضاء كثيرين في الكونغرس، لم يبذلوا جهدا لفهم كم هي متطرفة هذه الحكومة.

وانتقد كاتب المقال قرار رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزملاءه في الحزب الجمهوري بدعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة بالكونغرس يوم 24 يوليو/تموز المقبل. وأشار إلى أن الهدف غير المعلن من هذه الدعوة هو إحداث شرخ بين أنصار الحزب الديمقراطي من شأنه أن يُنَفِّر الناخبين والمانحين اليهود الأميركيين ويجعلهم يتحولون إلى التصويت لصالح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.


وبحسب المقال، فإن نتنياهو يدرك أن هذا كله يتعلق بالسياسة الأميركية الداخلية، ولهذا السبب فإن قبوله دعوة التحدث أمام الكونغرس لا يعدو أن يكون تصرفا ينطوي على "الغدر" بالرئيس بايدن الذي كان قد هُرع إلى إسرائيل للإعراب عن وقوفه معها بعد هجوم حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.




حكومة معتدلة
ويرى فريدمان أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة معتدلة واقعية يمكنها أن تخرجها من هذه الأزمة متعددة الأوجه، لافتا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بالإطاحة بنتنياهو من منصبه بانتخابات جديدة.

ويمضي إلى القول إن الحكومة الإسرائيلية الحالية -خلافا لأي حكومة سابقة- أدرجت فكرة ضم الضفة هدفا في اتفاق الائتلاف الحكومي، لذا فليس من المستغرب أن يستغرق عامها الأول في محاولة إجهاض صلاحية المحكمة العليا في وضع أي رقابة على سلطاتها.

ويتابع أنه يتفق مع كل كلمة كتبها رئيس الوزراء السابق إيهود باراك بصحيفة هآرتس الخميس الماضي، والتي جاء فيها أن إسرائيل تواجه "الأزمة الأكثر جدية وخطورة في تاريخها" والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول "بأسوأ فشل في تاريخ إسرائيل".

ويعلق فريدمان بأن باراك حذر في مقاله بأنه إذا سُمح للحكومة الحالية بالبقاء في السلطة، فإن إسرائيل لن تجد نفسها عالقة في غزة فحسب بل ستجد نفسها على الأرجح "في حرب شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراع مع الحوثيين في اليمن والمليشيات العراقية، وبالطبع صراع مع إيران نفسها".




جر للحرب
ويرى فريدمان أن على الولايات المتحدة أن تقلق من هذا التحذير، لأنه "وصفة" لجرها إلى حرب في الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل وهو ما سيكون بمثابة حلم روسي وصيني وإيراني يتحقق.

غير أن الأمر المفاجئ -في مقال نيويورك تايمز- أن فريدمان يؤيد فكرة السماح لرئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، بإدارة القطاع بعد أن تضع الحرب أوزارها. ويبرر ذلك بأن الخيار المطروح في الوقت الحالي (أن تدير إسرائيل القطاع أو تصبح غزة صومالا آخر) هو بديل أسوأ بكثير.

ووصف اقتراح نتنياهو بأن يدير القطاع "فلسطينيون مثاليون" لا ينتمون إلى حماس أو السلطة الفلسطينية، نيابة عن إسرائيل، هو ضرب من الخيال. وأضاف أن الشعب الوحيد القادر على هزيمة حماس هم الفلسطينيون في غزة.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 16 يوليو 2024, 9:35 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالأربعاء 26 يونيو 2024, 10:28 am

الصهيونية ستنهار وحرب غزة تكشف عقلية الثأر القبلية لإسرائيل
قال مفكرون وباحثون إن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يمثل شقا جديدا في جدار الصهيونية يضاف إلى شقوق عدة في أساسات المجتمع الإسرائيلي، وإن الحرب على قطاع غزة كشفت عن العقلية الإسرائيلية في "المراوغة" وعدم الالتزام بأي اتفاقيات، وعن توظيف قوة الردع العسكري للتغطية على التفكك الداخلي.
والنظر إلى موقف الحكومة الإسرائيلية الراهن في تعاملها مع القضية الفلسطينية يثبت ذلك، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول الأحد إنه ليس مستعدا لإقامة دولة فلسطينية، ولن يسمح بتسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وإنه يريد إنشاء إدارة مدنية بالتعاون مع فلسطينيين محليين.
وينظر هؤلاء الكتاب والباحثون إلى موقف نتنياهو هذا بوصفه خلاصة الرؤية الإسرائيلية من ملف المفاوضات مع الفلسطينيين منذ اتفاقيات أوسلو التي بدأت عام 1993، وما تلاها من حلم قيام دولة فلسطينية امتدت مفاوضاتها نحو 30 عاما، ثم توارى الحلم خلف سلسلة من اتفاقيات التطبيع، وتجلت سياسة نتنياهو نفسها في موقفه الحالي من اتفاقيات الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل 3-compo-1719318699
من اليمين: مهند مصطفى وإيلان بابيه وزاك بيشامب 


سياسة المراوغة

وفي هذا السياق، يمكن فهم الموقف "المراوغ" لرئيس الوزراء الإسرائيلي من المفاوضات مع حركة حماس، ففي كل جولة يحرص الإسرائيليون على تسريب معلومات بأن تل أبيب توافق على بنود المبادرة وتنتظر رد حماس التي تفاجئ الجميع بالموافقة المبدئية، فيعود نتنياهو لينسف بتصريحاته كل هذه المبادرات كما فعل منذ يومين.
وفي ذلك يقول الأكاديمي والباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى "إن أسلوب المراوغة استعمله نتنياهو منذ تسعينيات القرن الماضي عندما أفشل اتفاق أوسلو مع انتهاء مدة حكومته الأولى عام 1999".
وأضاف مصطفى -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- أن نتنياهو يحاول دائما أن يكون ضبابيا، ويتقدم خطوة إلى الأمام ليكسب الرأي العام الإسرائيلي ويخفف الضغط الدولي، ولكنه يعود ويضع شروطا تعجيزية لا يمكن للطرف الفلسطيني أن يقبلها، كما حدث.
وفي ما يتعلق بالصفقة الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل، أشار المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن نتنياهو لم يخرج ببيان واحد رسمي وصريح بأنه موافق على المقترح الأميركي، لكنه يعتمد على التسريبات وأنصاف الجمل.


الصدمة العسكرية

وفي هذا السياق أيضا، يمكن الوقوف على العقلية المسيطرة على مجتمع اليمين المتطرف في إسرائيل، مع جنوح قادته في توظيف نظرية "الصدمة العسكرية" للتغطية على الإحساس بالتفكك الذي بدأ يتسرب إلى خارج إسرائيل، وصولا إلى جماعات الضغط الأميركية المؤيدة لإسرائيل (أيباك).
يقول الكاتب الأميركي زاك بيشامب -في مقال له على موقع "فوكس" الإلكتروني في مايو/أيار الماضي- إنه مع تحرك حكومة إسرائيل أكثر وأكثر نحو اليمين -وهي أسيرة من قبل المستوطنين المعادين للفلسطينيين- تحركت الحركة المؤيدة لإسرائيل في أميركا معها، تاركة مكانا ضئيلا لأمثالي، واليوم أقضي جزءا كبيرا من حياتي المهنية في انتقاد إسرائيل ضمن اليسار المناهض للاحتلال.
ويضيف بيشامب "عندما كنت في الجامعة في أواخر العقد الأول من القرن الـ21 كنت رئيس مجموعة الحرم الجامعي المؤيدة لإسرائيل في جامعتي، لكنني تخليت عن المنصب بعد فترة وجيزة عقب جدال علني مع أحد أعضاء المجموعة بعد أن أيد الاستيطان في الضفة الغربية، وهو مشروع أراه دائما غير أخلاقي وفاشلا سياسيا".
ويلخص الكاتب في كلمات معدودة التأييد المطلق لإسرائيل من قبل مجموعات الضغط في أميركا بأنها تقول "إن قادة إسرائيل هم من يحددون ما يخدم مصلحة البلد على نحو أفضل، ويجب على أيباك ونشطائها تقديم الدعم لهذه الأجندة فقط".
لكن الجامعات الأميركية في الشهور الماضية ضربت بمعول ثقيل سقف "اللوبي" اليهودي في أميركا عندما تضامنت جامعات عدة مع غزة، واعتصم طلاب في هذه الجامعات معلنين رفضهم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وراح ضحيته عشرات آلاف الفلسطينيين.


  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل 2-164
مظاهرات مستمرة في إسرائيل ضد نتنياهو وتراجع الأداء الاقتصادي لحكومته 


العقلية القبلية وفكرة الثأر

من جانبه، يعود الأكاديمي مهند مصطفى إلى بيان الطبيعة التركيبية في المجتمع الإسرائيلي، فيقول إن المجتمع اليهودي قائم على فكرة الانتقام والثأر رغم ما تمتلكه الدولة من مؤسسات سياسية وما يعيشه المجتمع من ديمقراطية خاصة به، لكن إسرائيل تتصرف بمنطق القبيلة الباحثة عن الانتقام، ولذلك جاءت فكرة إحداث صدمة عند الفلسطينيين والتصعيد بالردع إلى آخر نقطة ممكنة.
وعند سؤاله عن أهمية التصعيد على هذا النحو في العدوان على غزة، بيّن مصطفى أن نتنياهو يريد أن يجعل الفلسطينيين يدفعون ثمنا أكبر مما كانوا يتوقعونه عند هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما يمثل رسالة تهدف إلى منع أعداء إسرائيل من التفكير في مهاجمتها.
وفي ما يتعلق بالنتيجة التي تحققت، أشار المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن نتنياهو فشل في تحقيق هذه الأهداف، سواء على الجبهة الفلسطينية أو على الجبهة اللبنانية، وبدل أن يعيد النظر في سياسة الردع العسكري التي يتبعها فإنه يتمادى في التصعيد ويذهب به حتى النهاية.


انهيار الصهيونية

بدوره، يرى الكاتب الإسرائيلي إيلان بابيه أن مستوى التصعيد الذي وصله نتنياهو ضد الفلسطينيين يشير صراحة إلى أن الشقوق لم تعد ظاهرة في جدار الصهيونية فقط، بل وصلت إلى أساسات الدولة الإسرائيلية أيضا التي قد تؤدي إلى انهيار المؤسسات العامة، ولن تكون قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين، على حد قوله.
ولكي يبرهن على فكرته فإنه يقول إن "عملية التفكك تبدأ بطيئة ثم تزداد سرعتها، وفي فترة زمنية قصيرة تسقط الهياكل التي كانت تبدو صلبة ومتماسكة".
وفي مقال له -نشر يوم الجمعة الماضي في مدونة "سايد كير"- يعدد بابيه الأسباب التي دعته إلى تشخيص الوضع الحالي للصهيونية، ومنها:


أولا- تصدع المجتمع اليهودي الإسرائيلي بين معسكرين:
معسكر يتألف من اليهود الليبراليين الذين يمثلون الطبقة الوسطى، وكانت لهم الهيمنة السياسية على الدولة منذ قيام إسرائيل عام 1948.
معسكر "يهودا" الذي نشأ بين المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، ويمثل حاليا قاعدة انتخابية كبيرة أسهمت في فوز نتنياهو بالانتخابات الأخيرة.


ثانيا- الأزمة الاقتصادية في المجتمع الإسرائيلي
يرى الكاتب أن الطبقة السياسية الحاكمة ليست لديها خطة ناجعة لتفادي الأزمة الاقتصادية وسط الحروب التي يخوضها الجيش، وهذا جعل الاقتصاد العام ينخفض بنسبة 20%، والأخطر من ذلك أنه بعد "7 أكتوبر/تشرين الأول" نقلت بعض النخب الاقتصادية والمالية أموالها إلى خارج إسرائيل.


  • ثالثا- العزلة الدولية المتزايدة

فالإبادة الجماعية في غزة جعلت إسرائيل "دولة منبوذة"، ويتجلى ذلك في مواقف محكمة العدل الدولية غير المسبوقة، وتصاعد النقد الموجه من المجتمع المدني العالمي ضد إسرائيل، وتعرض قادتها للاعتقال بتهم جرائم الحرب.


  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل US-GR-1714125354
  • رابعا- فك الارتباط مع إسرائيل

لقد حدث تغير كبير في آراء الشباب اليهود، وخلال الأشهر التسعة الماضية بدا أن العديد منهم على استعداد للتخلي عن ارتباطهم بإسرائيل والصهيونية، ولا مانع من الانضمام إلى حركات التضامن مع فلسطين كما حدث في مظاهرات الجامعات الأميركية.
  • خامسا- ضعف الجيش الإسرائيلي

رغم تمتع الجيش الإسرائيلي بأحدث الأسلحة وقوته في المنطقة فإن العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنه كان محظوظا في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، لأن حزب الله اللبناني لم ينضم إلى حماس في هجوم منسق وإلا لظهرت حالة الضعف التي عليها الجيش، وأنه غير قادر على توفير الحماية للسكان اليهود.
  • سادسا- الجيل الأصغر بين الفلسطينيين

الفلسطينيون الشباب يمثلون جيلا أكثر توحدا وارتباطا، وآفاقه واضحة مقارنة بالنخب السياسية الفلسطينية، وهذا الجيل سيكون له تأثير كبير في مسار الكفاح من أجل تحرير فلسطين، خاصة مع الحديث عن تشكيل منظمات ديمقراطية حقيقية بديلة عن القائمة الآن.
مرحلة الحسم
من ناحيته، يرى الأكاديمي مهند مصطفى أن نقطة الضعف المركزية في إسرائيل تتمثل في غياب القيادة السياسية المتزنة التي تتمتع بإستراتيجية واضحة وتأخذ بعين الاعتبار المصالح الإسرائيلية على البعدين المحلي والدولي، وهذا ما حققته شخصيات تاريخية مثل رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن عندما تنازل عن سيناء مقابل مصالح إسرائيل الإستراتيجية المتمثلة في عقد سلام مع مصر.
أما نقطة الضعف الثانية -كما يراها الباحث نفسه- فهي الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، وهو انقسام تاريخي ممتد في التراث اليهودي ووعيهم، وهو ما أدى إلى انهيار الممالك اليهودية القديمة في حقبة تاريخية عرفت بـ"حرب الأخوة"، والحرب على غزة أججت هذا الصراع داخل المجتمع الإسرائيلي.
وختم الباحث في الشأن الإسرائيلي تصريحاته للجزيرة نت بأن المجتمع الإسرائيلي تجاوز مرحلة التوافق بين معسكري الدولة والدين، وأصبح الآن في مرحلة الحسم التي تؤدي إلى تفكك المجتمع وإضعاف إسرائيل من الداخل، لأن الحسم معناه انتصار لفريق واحد وهجرة الفريق الآخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024, 9:32 am

لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ محللان يجيبان
اتفق محللان سياسيان على أن تزايد حديث نخب سياسية وفكرية في إسرائيل عن تعرض بلادهم لهزيمة نكراء بعد طوفان الأقصى وتخوف عدد منهم من أن يكون مآل ذلك زوال دولتهم، يأتي في إطار تكشف نقاط ضعف قاتلة دفعتهم إلى تلك التنبؤات، مما يشير إلى انهيار وجودي محتمل.


وكان آخر تلك التصريحات حديث زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان عن أن الوضع الراهن في إسرائيل يثير قلقه الشديد نظرا لحالة الانهيار التي تمر بها الدولة في مختلف الأصعدة، مع تنبؤه بزوال إسرائيل في أفق 2026 إذا استمر الخلاف القائم حاليا بين الائتلاف الحاكم والكنيست.


وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب، أن الخلافات العميقة في إسرائيل تعود لطبيعة بناء المجتمع السياسي القائم على عسكرة المجتمع، حيث كان الجيش يلعب دورا تاريخيا رئيسيا في لملمة الخلافات الداخلية، لكن عملية "طوفان الأقصى" كشفت نقاط ضعف بنيوية في المؤسسة العسكرية.


ويشير أيوب -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أن المؤسسة العسكرية لم تعد تشعر بالارتياح للقرارات السياسية التي يتخذها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ يبدو أن هذه القرارات لا تأخذ بعين الاعتبار مواطن الخلل في الجيش، خاصة في ظل تحول الجيش إلى نموذج الجيوش الصغيرة والذكية التي تعتمد على التكنولوجيا والحروب الخاطفة.


تدهور الوضع البنيوي
ويؤكد أيوب أن المواجهة الطويلة الأخيرة أظهرت تدهور الوضع البنيوي والمعنوي للجيش الإسرائيلي، وهو ما كشفه اعتراف الجيش خلال مداولات أمام محكمة العدل العليا الإسرائيلية، بخسائر فادحة في دباباته ومدرعاته، مما يوضح إصراره على وقف إطلاق النار والتوصل لصفقة بسبب حساباته العسكرية.


ويشير أيوب إلى أن الجيش كان دائما قوة متحالفة مع قوى المجتمع المدني ورأس المال وعالم الأعمال في إسرائيل، في مواجهة القوى الدينية والقومية التي يمثلها نتنياهو وائتلافه الحاكم، وكان لهذا التحالف دور في الاحتجاجات التي اجتاحت إسرائيل قبل عملية "طوفان الأقصى" والسابع من أكتوبر/تشرين الأول.


يعتقد أيوب أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديا غير مسبوق في تاريخه، حيث لم يسبق له أن تعرض لمثل هذا التحدي العسكري والإستراتيجي الداخلي مع الفلسطينيين، وقد أدى هذا التحدي إلى تحالف قوى المقاومة الخارجية ضد إسرائيل، مما يجعل الضغط عليها من الأطراف الأخرى أكثر صعوبة.


ويستنتج أيوب أن الوضع الحالي في إسرائيل يكشف عن أزمة إستراتيجية عميقة، في ظل استمرار نتنياهو وحكومته بدفع إسرائيل نحو الفاشية، مما قد يمثل بداية نهاية دولة إسرائيل كما كانت تُعرف سابقا.


أزمة أعمق
من جانبه، يرى مدير مكتب القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، أن المسألة أعمق مما قاله ليبرمان، مرجعا ذلك إلى أن إسرائيل تمر بأزمة كبيرة على المستوى السياسي والمجتمعي والبنيوي، وتعاني من استقطاب حاد بين الدينيين والعلمانيين، وبروز الهويات الثانوية داخل المجتمع.


ويشير الرنتاوي إلى أن تكوين المجتمع الإسرائيلي يميل لصالح الحريديم والسفارديم على حساب النخب الأوروبية العلمانية المؤسسة للدولة، وأن تزايد دور الدين في السياسة ومؤسسات صنع القرار أدى إلى انقسام حاد، مما يجعل الحكومة الحالية ليست الوحيدة المسؤولة عن حالة الخراب.




ويعتقد الرنتاوي أن الحرب في غزة كشفت عن تآكل قدرات الردع للجيش الإسرائيلي، حيث أظهرت التسريبات والتصريحات الرسمية ضعف الجيش وإعياءه في قطاع غزة، كما أن تنامي الفاشية في إسرائيل دليل ضعف وليس قوة، مما يشير إلى انهيار وجودي محتمل.


ويشدد الرنتاوي على أن السابع من أكتوبر فجّر كل العناصر التي قد تهدم الكيان بصورته الردعية وإرثه كربيب للمنظومة الغربية، لافتا إلى الهجرة العكسية لرجال الأعمال والجماعات الغربية، مما يوضح أن إسرائيل لم تعد وطنا آمنا ومزدهرا لليهود.


ويرى مدير مكتب القدس للدراسات السياسية أن كل هذه العناصر تشير إلى ضعف وتآكل الكيان الإسرائيلي، وأن طوفان الأقصى والحرب على غزة فتحت فصلا جديدا على الساحة الدولية، وأعادت الروح إلى الشعب الفلسطيني.


وفي هذا الإطار، يشير كذلك إلى أن تزايد التظاهرات الدولية، مثل تلك التي خرجت اليوم في اليابان، دليل على التغيرات الكبيرة التي تؤكد أن المستقبل لصالح الفلسطينيين، وأن بضاعة نتنياهو لم تعد تجد من يشتريها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024, 9:36 am

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Liberman-1720760234



ليبرمان: إسرائيل لن تكون موجودة إذا استمرت حكومة نتنياهو حتى 2026
قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إنه في حال استمر الائتلاف الحاكم والكنيست الحاليان عام 2026 فلن تكون إسرائيل موجودة، منتقدا بشدة إدارة الحكومة الحالية للحرب على قطاع غزة وإخفاقها في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة معاريف اليوم الجمعة، قال ليبرمان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قاد إسرائيل إلى الدمار ولا يعرف إدارة أي شيء، وفق تعبيره.

وأضاف زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أن نتنياهو يسعى الآن فقط إلى ضمان بقائه في السلطة لأطول مدة ممكنة.

وتابع أن إسرائيل تواجه ما وصفها بتهديدات وجودية، وتمر بأزمة متعددة الأبعاد، سياسية واقتصادية وأمنية، هي الأكبر منذ إنشائها.

كما قال ليبرمان إن المستوى السياسي في إسرائيل برمّته مريض، مشيرا إلى أن لوبيات المصالح أصبحت لها اليوم اليد العليا.

واعتبر أن نتنياهو مسؤول إلى حد كبير عن هجوم "السبت الأسود" (السابع من أكتوبر/تشرين الأول) واتهمه بأنه خلال سنوات طويلة من حياته السياسية أمدّ حركة حماس بأسباب القوة عبر إطلاق سراح قادتها، بينهم مؤسسها الراحل الشيخ أحمد ياسين ورئيسها الحالي في قطاع غزة يحيى السنوار وأكثر من ألف من أعضائها في صفقة تبادل سابقة، وتدفق الأموال إليها.

ورأى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن ليحدث لو أن المسؤولين في الحكومة الحالية كانوا يفكرون "خارج الصندوق".

وسبق أن دعا ليبرمان حكومة نتنياهو إلى الرحيل، وقال إن التخلص من رئيسها يمثّل مكافأة للإسرائيليين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024, 9:37 am

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل 2152165595-1715598049



مؤرخ إسرائيلي: لو زالت إسرائيل.. هل ستنهض من جديد؟

نشرت صحيفة هآرتس مقالا يستقرئ فيه كاتبه التاريخ للوقوف على أسباب تفكك الدول وانهيارها؛ مستلهما منها الدروس والعبر لمعرفة ما إذا كانت الأحداث المتلاحقة في إسرائيل من تداعيات الحرب في غزة تُنذر بانهيار الدولة، وهل إسرائيل إذا انهارت قادرة على النهوض من ركامها؟

وكتب المؤرخ الإسرائيلي عوفري إيلاني في المقال أن ملايين من الناس في وقتنا الحاضر وُلدوا في دول لم تعد موجودة الآن، كتلك التي خرجت من عباءة الكتلة الشيوعية مثل يوغوسلافيا وألمانيا الشرقية واليمن الجنوبي، وبالطبع الاتحاد السوفياتي.

وعزا زوال بعض تلك الدول والكيانات السياسية إلى تطورات تاريخية شهدتها. وذكر من بينها دولة بروسيا، والجمهورية العربية المتحدة التي تفككت فعليا في عام 1961 عندما انفصلت سوريا عنها، وتم حلها رسميا في عام 1971.

ووفقا للمؤرخ، فإن كثيرين لا يعتقدون أن دولة إسرائيل، التي مضى على تأسيسها 76 عاما، على وشك أن تنضم إلى قائمة تلك الدول السابقة التي لم يعد لها وجود.

لن تحتفل بعيدها المائة
غير أنه يعود ليقول إن الحديث عن أن إسرائيل تعيش سنواتها الأخيرة أصبح متداولا في وسائل الإعلام، ويجرى التعبير عنه في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإسرائيلية وفي تصريحات المثقفين في الداخل وحول العالم.

وغالبا ما يُعبّر عنه أيضا في شكل تحذير كالذي تضمنه مقال للكاتب ميراف أرلوسوروف في صحيفة "ذي ماركر" (بالعبرية) هذا الأسبوع، بأن "الطريقة التي تسير بها دولة إسرائيل حاليا، لن توصلها إلى الاحتفال بعيد استقلالها المائة".

ويُقسِّم إيلاني أولئك الذين يتحدثون عن زوال إسرائيل إلى مجموعتين: أولئك الذين يأملون حدوث ذلك، وأولئك الذين يخشون حدوثه.


وقال إن المجموعة الأولى هي أعداء إسرائيل في العالم العربي وأماكن أخرى، وبعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل في الولايات المتحدة وأوروبا. وهؤلاء "يرون أن إسرائيل كيان استعماري ينبغي تفكيكه، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل".

وعندما يُسأل البعض عما يتوقعون حدوثه لمواطني إسرائيل اليهود بعد زوال دولتهم، يقولون إن عليهم "العودة إلى أوروبا"، بينما يتحدث آخرون عن فرض الديمقراطية على "الأراضي التي يحتلها النظام الصهيوني حاليا"، مثلما حدث في الاتحاد السوفياتي، أو في جنوب أفريقيا "التي لم تُحل ولكن نظامها تغير".

ووصف المؤرخ الإسرائيلي تلك التصريحات بِالشائنة، لأنها تنطوي -كما يقول- على قدر كبير من التعالي والاعتداد بالنفس. فالإسرائيليون -برأيه- مصابون بصدمة نفسية شديدة لدرجة أنهم لا يصدقون أن تفكيك دولتهم يمكن أن يتم بسلاسة.

كابوس مرعب
وليس من المستغرب، إذن، أن ينظر معظم الإسرائيليين إلى احتمال زوال دولتهم على أنه كابوس مرعب؛ فتجارب التاريخ اليهودي تستحضر سيناريوهات محرقة ثانية، أو على الأقل سيناريوهات تدمير، على حد تعبير مقال هآرتس.

ويمضي الكاتب إلى أنه ليس ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن أكثر من 10 ملايين شخص سيحزمون حقائبهم ويستقرون في أوروبا أو الولايات المتحدة.

ويضيف أنه باستقراء تاريخ إسرائيل خلال الأطر الزمنية الطويلة، فمن المرجح أن نستخلص منه أن دولة إسرائيل قد تنهار لكنها ستنهض مرات ومرات.

وختم الكاتب مقاله بنبرة متفائلة قائلا: إن الحرب التي تدور رحاها حاليا في قطاع غزة ستبدو وكأنها فصل فرعي من التاريخ لا يكاد يذكر، "مثل شجار بين العشاق قد يبدو مثيرا في أوانه"، وسيُطمر تحت ركام المعارك والمصالحات، حتى لا يتذكر أحد أسباب حدوثه، على حد تعبيره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024, 9:37 am

لعنة العقد الثامن والنبوءات.. هل نحن على مشارف زوال إسرائيل؟
على الرغم من أن الأذرع الإعلامية الإسرائيلية لطالما كانت تتهكم على فكرة النبوءات الدينية حول بقاء إسرائيل وعمرها- سواء تلك التي يطرحها بعض المتديّنين اليهود أو التي يطرحها بعض أفراد ودعاة التيارات الإسلامية- فإن المفارقة اليوم تكمن في أن فكرة التخوف على بقاء إسرائيل نفسها لم تغادر عقلية المنظومة الإسرائيلية بأي شكل.

ترجع فكرة "لعنة العقد الثامن" إلى رواية يكاد يتفق عليها المؤرخون الذين يتناولون تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين، وهي أن اليهود عمومًا أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره.

لعلنا لا نكاد نجد دولة في العالم تعيش هوس البقاء والخوف من مدى إمكانية استمرار وجودها في المستقبل مثل إسرائيل. فحتى التيار العلماني واللاديني في إسرائيل يتملكه الهوس بفكرة بقاء إسرائيل واستمرارها، وإن لم يكن ذلك مستندًا إلى النصوص الدينية، حيث استعاض هذا التيار عن هذه النصوص بالوقائع التاريخية لتكون مصدر جدلية بقاء إسرائيل وعمرها الافتراضي، وهذا ما بدأ يظهر بوضوح في السنوات الأخيرة في تصريحات قادة إسرائيل ومفكريها من غير المهتمين بنبوءات التيارات الدينية ونصوصها، وبات يعرف اليوم باسم "لعنة العقد الثامن".

ترجع فكرة "لعنة العقد الثامن" إلى رواية يكاد يتفق عليها المؤرخون الذين يتناولون تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين، وهي أن اليهود عمومًا أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره.

يشير المؤرخون الإسرائيليون في هذه الجدلية إلى مملكة داود التي يرجعونها إلى حوالي عام 1000 ق.م، والتي استمرت أقل من ثمانين سنةً تحت حكم الملِكين: داود وسليمان (حيث لا يعتقد اليهود بنبوتهما)، ومع وفاة الملك سليمان في بداية العقد الثامن من حياة هذه المملكة بدأت بوادر الانقسام والتشظي تغلب عليها، ما أدى إلى انقسامها إلى مملكة إسرائيل في الشمال وعاصمتها نابلس، ومملكة يهودا في الجنوب وعاصمتها القدس، وما لبثت كلتا المملكتين الضعيفتين أن سقطتا لاحقًا على يد الآشوريين ثم البابليين.

أما الكيان الثاني فقام باسم "مملكة الحشمونائيم" حوالي عام 140 ق.م خلال فترة الحكم اليوناني لفلسطين، نتيجةً لثورة يهودا المكابي، ولكن هذه المملكة دخلت في العقد الثامن من عمرها كذلك في طور الفوضى التي أدت إلى سقوطها. ولم يقم لليهود أي كيان مستقل سياسيًا في فلسطين على مدار التاريخ غير هذين الكيانين، حتى قيام دولة إسرائيل الحالية عام 1948، والتي احتفلت هذا العام بمرور 75 عامًا على قيامها؛ أي أنها الآن في منتصف عقدها الثامن. وهو ما يثير مخاوف الساسة في إسرائيل من أن تكون هناك علاقة وثيقة بين العقد الثامن وسقوط أي كيان سياسي يهودي على مر التاريخ.

معركة "طوفان الأقصى"، وعلى عكس المتوقع، لم تسهم في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت في انقسامه. فقد تحولت المظاهرات في الشوارع من الاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي إلى الاحتجاج على فشل حكومة نتنياهو في إدارة معركة "طوفان الأقصى"

من المفارقات في هذا الموضوع أن لعنة العقد الثامن عرفتها شعوب أخرى، من الاتحاد السوفييتي الذي سقط في عقده الثامن، إلى الجمهورية الفرنسية الثالثة التي سقطت تحت الاحتلال الألماني في عقدها الثامن أيضًا، إلى غير ذلك من الأمثلة.

يُرجع المؤرخون ذلك إلى أن العقد الثامن في العادة يكون مرحلةً حساسةً في تاريخ أي دولة تبعًا لكونه مرحلة ذروة حياة الجيل الثالث الذي لا يأخذ فكرة إمكانية انهيار مشروع الدولة على محمل الجد كالجيلين اللذين سبقاه، ويلتفت أكثر بالتالي لتناول المشاكل الداخلية وتعميقها بما يؤدي لاحقًا لإضعاف الدولة كليًا؛ بسبب تفسخ المجتمع وتمحوره حول مشاكله الداخلية.

وهذا في الحقيقة ما يعاظم تخوف الساسة والمفكرين الإسرائيليين من أن تلحق بإسرائيل هذه "اللعنة" مرة أخرى. خاصةً أن شكل السقوط للكيانين اليهوديين في فلسطين في التاريخ القديم كان مرتبطًا بالدرجة الأولى بالتفسخ والانقسام المجتمعي، وهو بالضبط ما تشهده إسرائيل منذ أكثر من ثلاث سنوات. فإسرائيل ما زالت منذ سنوات تمر بانقسام اجتماعي حاد، لكن هذا الانقسام بدأ يتعمق ويأخذ طابع التفسخ مع تطورات حيثيات ما بات يعرف باسم "الانقلاب القضائي" على يد حكومة نتنياهو اليمينية قبل معركة "طوفان الأقصى".


الغريب هنا أن معركة "طوفان الأقصى"، وعلى عكس المتوقع، لم تسهم في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت في انقسامه. فقد تحولت المظاهرات في الشوارع من الاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي إلى الاحتجاج على فشل حكومة نتنياهو في إدارة معركة "طوفان الأقصى"، وفشلها في التعامل- خصوصًا- مع ملف الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في غزة. فإسرائيل دخلت هذه المعركة منذ أكثر من شهر وهي في حالة انقسام غير مسبوق، وساهمت المعركة في تعميق هذا الانقسام، وفشلت جهود نتنياهو في توحيد الأطياف السياسية خلف قيادته بحجة الحرب، بل إن دخول بيني غانتس في حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو لم يساهم في أكثر من جعلِ الخلافات الداخلية الإسرائيلية تبدو أوضح على شاشات التلفزة العالمية.

دخلت الفصائل الفلسطينية المعركة التي بادرت بها متسلحةً بفكرة لعنة العقد الثامن نفسها التي تخشاها إسرائيل، يضاف إليها سيل من النبوءات التي طرحها بعض الدعاة حول مستقبل إسرائيل من منطلقات دينية، كما في حالة الشيخ بسام جرار، أو من منطلق استشفافات تاريخية

شيء آخر يلفت النظر في هذه الزاوية، وهو أن غبار المعركة لم يمنع من استمرار، بل زيادة تداول موضوع لعنة العقد الثامن على الملأ في وسائل الإعلام لدى الإسرائيليين في هذا الوقت الحساس.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك لا ينفك يذكِّر بهذه اللعنة من حين لآخر وسط المعركة اليوم، وما زالت بعض المواقع وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تتناول هذه القضية بمزيد من الخوف والشك في نتائج هذه الحرب التي فاجأت إسرائيل وجعلتها لأول مرة في موقع متلقي الضربة الأولى، لا من يختار ميدان المعركة ولا حتى من يديرها ويحدد نهايتها، وهو أمر يجعل المراقب الإسرائيلي العادي يشعر بمزيد من الضغط والتخوف من أن تكون فكرة "لعنة العقد الثامن" حقيقة، وأنه حاليًا يشهد تحققها.

ما يزيد الأمر سوءًا ربط بعض التيارات الدينية المتشددة والمعارضة لقيام إسرائيل ذلك بنصوص دينية يمكن أن يفهم منها التخوف على مستقبل إسرائيل من منطق نبوءات دينية أيضًا!

في الوقت نفسه، دخلت الفصائل الفلسطينية المعركة التي بادرت بها متسلحةً بفكرة لعنة العقد الثامن نفسها التي تخشاها إسرائيل، يضاف إليها سيل من النبوءات التي طرحها بعض الدعاة حول مستقبل إسرائيل من منطلقات دينية، كما في حالة الشيخ بسام جرار، أو من منطلق استشفافات تاريخية، كما في حالة مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين.

وبغض النظر عن منطلقات وصحة أو خطأ التصورات التي أنتجت هذه النبوءات والرؤية المستقبلية، فإن ترديدها بكثرة- في الوقت نفسه الذي يردد فيه الإسرائيليون نبوءتهم التاريخية الخاصة المسماة "لعنة العقد الثامن"- كفيل بقلب المعادلات على الأرض وإحداث تأثير كبير على الروح المعنوية للطرفين: الإسرائيلي والفلسطيني، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة مباشرة على الأرض خلال الحرب البرية، وهو أمر يفهم خطورته مؤرخو الحروب ودارسوها.

في لقاء للشيخ أحمد ياسين في برنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة قال: إنه يرى من خلال الاستشفافات التاريخية والقرآنية أن إسرائيل لن ترى السنة الثمانين، وأعطاها حتى عام 2027.

في تسعينيات القرن الماضي، أذكر أني شاهدت محاضرة مسجلة بالفيديو للكاتب العراقي محمد أحمد الراشد، تناول فيها قصة حول جارتهم اليهودية العراقية عام 1948، حيث ذكر أن جارتهم جاءت لبيتهم وهي تبكي بسبب قيام دولة إسرائيل، وقالت لوالدة الراشد: إن هذه الدولة ستدوم 76 سنة! تذكرت هذه القصة جيدًا، حيث سمعتها مرة أخرى في محاضرة مسجلة بالفيديو أيضًا للداعية الفلسطيني بسام جرار نقلًا عن محمد الراشد، وجعلها جرار منطلقًا لنبوءته المشهورة حول عام 2022، بعد أن حوَّل رقم 76 إلى 74 سنة.

في لقاء للشيخ أحمد ياسين في برنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة قال: إنه يرى من خلال الاستشفافات التاريخية والقرآنية أن إسرائيل لن ترى السنة الثمانين، وأعطاها حتى عام 2027. واليوم، يأتي إيهود باراك وبنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت -وكلهم شغلوا منصب رئيس وزراء إسرائيل- ليقولوا: إن أمام إسرائيل تحدّيًا كبيرًا يتمثل في مدى إمكانية وصولها إلى سن الثمانين عامًا، ليتساوقوا- من حيث علموا أم لم يعلموا- مع ما طرحه الراشد وجرار وياسين. ولك أن تتخيل أثر كل هذه الأطروحات المتشابهة على نفسية كل من الجندي الإسرائيلي والمقاتل الفلسطيني في ميدان القتال البري وجهًا لوجه في غزة.

إن من الثابت أن فكرة النبوءات- مهما كان أصلها- مسألة جذابة للشعوب وحامية لأصحابها، فإن كانت النبوءة صحيحة فلابد أن تتحقق، وإن لم تتحقق فإنها ليست نبوءة. وبغض النظر عن طبيعة تلك النبوءات: سواء تلك القائمة على النصوص المقدسة، أم على شخصيات كنوستراداموس، أم على نظرة عامة للتاريخ وقوانينه وطريقة سيره، فإن الجامع بينها هو تمسك الشعوب بها ورغبة بعضهم في تحقيقها، وخوف بعضهم من حتميتها إلى درجة الشلل والعجز أمامها، والذي يؤدي في النهاية إلى تحويلها إلى حقيقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل     لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟      توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024, 9:38 am

حقائق حول الاحتلال تبشّر بزواله
مع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لأكثر من ثمانين يومًا، ومع صمود الناس، وبسالة المقاومة الفلسطينية، تتبدّى مع الوقت زوايا جديدة، واعتبارات إضافية للحرب وتداعياتها، ومن ذلك ما يتعلق بدولة الاحتلال، وخصوصًا ما يرتبط بمستقبل وجودها في المنطقة.

معركة مختلفة
ثمة معضلة أساسية في تقييم الحرب الحالية على قطاع غزة، منشؤُها أنها مختلفة تمامًا عن كل المواجهات السابقة، وبالتالي عدم وجود نموذج سابق يمكن البناء أو الاعتماد عليه في التقييم والاستشراف.

فرغم أنّ دولة الاحتلال شنّت عدة حروب على القطاع، في 2008 – 2009، و2012 و2014، ورغم أن المقاومة الفلسطينية بادرت لمواجهة 2021 (معركة سيف القدس)، فإن الاختلافات بين كل ما سبق وحرب "طوفان الأقصى" الحالية كثيرة وعميقة وجذرية.

في مقدمة هذه الاختلافات "شكل المعركة"، بحيث كانت مبادرة هجومية الشكل – دفاعية الهدف – من كتائب القسام، وبأسلحة وأدوات وأهداف بعيدة عن تلك المرتبطة بالمواجهات العسكرية السابقة، وتحديدًا فرض المعركة على "أرض العدو".

من أبرز الاختلافات كذلك، "الوحشيةُ غير المسبوقة" التي تدير بها "إسرائيل" عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وتحديدًا ضد المدنيين، وهو ما وصفَه العديد من الأطراف بجرائم الحرب والإبادة.

ولعل التشابه الكبير بين بعض التطورات الحالية، ووقائع المشروع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، من ضمن ما دفع الكثيرين لتشبيه الحرب الحالية بنكبة عام 1948 وتسميتها بالنكبة الثانية

ومنها أهداف العملية العسكرية، وتحديدًا البرية منها، وَفق ما هو معلن من قبل الاحتلال، ومما يرد في بعض التصريحات والتحليلات السياسية والعسكرية، وفي مقدمة ذلك إنهاءُ حكم حماس في القطاع، وخططُ تهجير السكان وتفريغ القطاعِ منهم، وإنهائِه كحالة سياسية وإعادة احتلاله إن أمكن.

ويعود ذلك لنظر الاحتلال لهذه المعركة على أنها حرب وجودية، ترتبط بمصيره على المدى البعيد، ولذلك فهو يسعى لاستعادة الردع بإيقاع أكبر عدد وقدر من الخسائر، وبات أكثر قدرة على تحمّل خسائر لم يكن ليقبل أقل القليل منها، في مواجهات سابقة.

كما أن من أهم الاختلافات "الموقفُ الغربي" الداعم للاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، التي تنظر للحرب على أنها حربها هي، مقابل موقف عربي – إسلامي أقل ما يقال فيه؛ إنه عاجز عن إغاثة غزة، فضلًا عن نُصرتها، بل يصل موقف بعض الأنظمة حدود التواطؤ والتناغم مع الأهداف "الإسرائيلية" المتعلقة بحركة حماس على وجه التحديد.

حقائق
يدفع كل ما سبق للتواضع والتحفظ في التقييم والتقدير والاستشراف فيما يخصّ الحرب ومساراتها ونتائجها ومآلاتها المستقبلية، فكل ما سبق في ظروف الحرب الحالية لا يعدو كونه محاولة للتفسير في سياقات عامة إلى حد كبير.

ورغم ذلك، ما زال بالإمكان رصد بعض الأمور والتطورات المنطوية على أهمية بالغة، وفي مقدمتها بعض الحقائق المتعلقة بمشروع الكيان الصهيوني منذ تأسيسه، وكذلك فيما يتعلق بمستقبله في المنطقة.

توثيق المقاومة للمواجهات المباشرة بين رجالها، وجنود الاحتلال يظهر الفارق الكبير في الشجاعة والإقدام والمعنويات، بما ينعكس بشكل مباشر على نتيجة هذه الالتحامات التي لا يستفيد الاحتلال فيها من سلاح الجو وتفوقه الميداني في العتاد

ولعل التشابه الكبير بين بعض التطورات الحالية، ووقائع المشروع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، من ضمن ما دفع الكثيرين لتشبيه الحرب الحالية بنكبة عام 1948 وتسميتها بالنكبة الثانية، وما إلى ذلك.

في المقام الأول، ثمة ما يؤكد نظرة قيادات دولة الاحتلال للشعب الفلسطيني من حيث نفي وجوده كوحدة واحدة من جهة، ونفي الصفات الإنسانية عنه؛ لتبرير استهدافه من جهة ثانية.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك تشديد الرئيس "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ على أنه "ليس هناك أبرياء في غزة"؛ لتسويغ الجرائم ضد المدنيين، وتصريح وزير الدفاع يوآف غالانت بأن الفلسطينيين أو المقاومين "حيوانات بشرية"، ويضاف لذلك احتفاء الجنود والضباط واحتفالهم بقتل الأطفال، واستهداف المنازل، فضلًا عن دعوات بعض الإعلاميين لقتل مئات الآلاف من سكان غزة حتى يطمئنوا – هم – ويستريحوا.

وبالتأكيد فإن الحرب الحالية أعادت للأذهان المجازر والمذابح التي قامت بها العصابات الصهيونية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وكررها جيش الاحتلال اليوم غير مكترث بقانون دولي، أو انتقادات من الرأي العام، أو مناشدات من المنظمات الدولية المختلفة.

ويسري ذلك أيضًا على الحصار والتجويع والاغتيالات الميدانية للمدنيين العزّل؛ بهدف التهجير وتفريغ الأرض من سكانها، في سعي لفرض واقع جديد في القطاع، وكذلك في محاولة بائسة لتقليل الضغوط الخارجية، وادعاء عدم استهداف المدنيين، عكس الوقائع التي لا يجادل فيها أحد.

ومن أهم ما ذكّرت به الحرب الحالية مدى اعتماد دولة الاحتلال على الدعم الخارجي الذي بدا وكأنه حيوي لا يمكنها الاستغناء عنه أو البقاء بدونه. ولسنا هنا نتحدث فقط عن الدعم السياسي والإعلامي لبعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ولكن كذلك عن الدعم العسكري المباشر، بما في ذلك تصدير وبيع السلاح بمختلف أنواعه، علمًا أنها لا تخوض حربًا إقليمية، ولا تواجه عدة دول في آنٍ معًا، وإنما تشن حربًا غير متكافئة ضد حركة مقاومة لا توازُنَ البتة لها من حيث العدد والعتاد والتسليح معها، فضلًا عن أن معظم الجهد العسكري يستهدف المدنيين.

ويصب كل ما سبق في مدى احتياج دولة الاحتلال لبروباغندا قوية ودعاية مضللة تضفي عليها هالة من الأسطورة؛ لتحمي نفسها وتبقى قائمة، من قبيل خرافات: "الجيش الذي لا يقهر"، و"الاستخبارات التي تعرف كل شيء في كل مكان"، والجندي المدجج بالسلاح والتكنولوجيا، وغير ذلك، بما يمنحها حالة من الردع الضمني، ويساعدها في مجال الحرب النفسية دون بذل جهد كبير في الميدان.

حرب وجودية
في خلاصة ما سبق، أن الاحتلال – ورغم تفوقه العسكري والاقتصادي والتقني في المنطقة- لا يقوم بمفرده بل يحتاج لدعم خارجي في كل المجالات، حتى وهو يخوض حربًا ضد حركة مقاومة خبرها لعقود، وينسج حول نفسه أساطير القوة والمنعة والتفوق من باب الحماية والحرب النفسية.

وهو إلى ذلك لا يبرع إلا في قتل المدنيين وترويعهم، بينما ما زال- بعد أكثر من ثمانين يومًا من العدوان الوحشي الذي لم يقف عند أي حد- يلهث دون جدوى خلف تسجيل إنجاز ولو نسبيًا أو موهومًا أو مدّعى في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

بل إن توثيق الأخيرة للمواجهات المباشرة بين رجالها، وجنود الاحتلال يظهر الفارق الكبير في الشجاعة والإقدام والمعنويات، بما ينعكس بشكل مباشر على نتيجة هذه الالتحامات التي لا يستفيد الاحتلال فيها من سلاح الجو وتفوقه الميداني في العتاد.

ما يعنيه ذلك أن دولة الاحتلال يمكن هزيمتها، لا سيما إذا ما وُوجهت بقوة/قوى تملك الإرادة والعزيمة والإعداد والتخطيط لذلك. فإذا كانت مقاومة محاصَرة- وبإمكانات بسيطة جدًا، ودون دعم إقليمي- قادرة على هذا الأداء العسكري، فيمكن حينها تخيل ما تستطيعه قوى ودول أخرى.

ومن أهم ما كشفته هذه الحرب أن المجتمع "الإسرائيلي" ليس شعبًا بالمعنى التقليدي في الدول؛ إذ لا يجمعه – رغم الادعاء – تاريخ مشترك، ولا هوية واحدة، وإنما هي شرائح متباينة وأحيانًا متناقضة جُمعت من دول العالم المختلفة، ولم تنجح المؤسسة في صهرها معًا لتخرج شعبًا متجانسًا، فضلًا عن أن يكون له انتماء وقضية تجمعه على شاكلة الفلسطينيين.

وهنا يمكن أن نضيف ما هو معروف وثابت وأعادت تأكيده الحرب الحالية من رفض المحيط دولةَ الاحتلال، على المستوى الشعبي بشكل شبه كامل، والرسمي بشكل جزئي. وبالتالي، فالجنّة التي وُعد بها يهود العالم في فلسطين من حيث الرفاهية والأمن لم تعد قائمة، وقد لا تعود أبدًا، على أقل تقدير من حيث الثقة بالدولة والمؤسسة العسكرية والأمنية.

وعليه، ختامًا؛ فإن الأسس التي قام عليها المشروع الصهيوني في فلسطين، لم تعد قائمة كما كانت سابقًا، حيث اختفى بعضها، وتراجع بعضها، بينما يبقى البعض الآخر غير مضمون على المدى البعيد، ما يعني سقوط المشروع وبقاء مستقبله في مهب الريح.

ولذلك، قد يكون أصدق ما قالته قيادات الاحتلال في هذه الحرب: إنها حرب وجودية فعلًا، وإن مستقبل وجود الاحتلال في المنطقة على المدى البعيد ليس مضمونًا.

وعليه، يحق للفلسطينيين أن يؤمنوا اليوم بأن التحرير لم يعد حُلمًا بعيد المنال، ولا شعارًا عاطفيًا مفرغًا من مضمونه، فضلًا عن أن يكون مستحيلًا، فقد غيّرت حرب "طوفان الأقصى" الكثير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار توماس فريدمان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
» تحذير فريدمان من نشوب "حرب أهلية" في إسرائيل
» زوال إسرائيل في استشراف رقمي!
» لماذا تطرفت الحكومة الألمانية في دعم “إسرائيل”؟
» لعنة العقد الثامن والنبوءات.. هل نحن على مشارف زوال إسرائيل؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: