ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: القضية الفلسطينية قبل وبعد "طوفان الأقصى" السبت 27 يوليو 2024, 3:31 am | |
| القضية الفلسطينية قبل وبعد "طوفان الأقصى" المُتابِع للقضية الفلسطينية عن كَثب وعلى مر الفترات الماضية مُدركٌ تماماً أنها قضية عَقَدية لا غبار عليها، أما الذين بدؤوا يتابعون الأخبار منذ السابع من أكتوبر، وتناسوا كل الأحداث التي مرت بها المنطقة -وخصوصاً المنطقة الفلسطينية- من قبل، فمن الطبيعي والسهل عليهم تسمية يوم 7 أكتوبر بيوم الإرهاب الفلسطيني.حتى اليوم مرَّ على حرب 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) ما يقارب تسعة أشهر ونصف.. العالم بأجمعه في صمت مطلق إزاء ذلك، أكاد أرى أن لا أحد يكترث بالمجازر والدمار والقتل والبطش والجوع الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة. أكبر فاتورة دُفعت في هذه الحرب كانت من الأطفال والنساء حيث وصل عدد الشهداء منهم إلى 16122 طفلا و10645 امرأة.. نعم، هذه أرقام حقيقية، وما خفي أعظم، ومجموع عدد الشهداء وصل لحاجز الأربعين ألف شهيد، أي ما يعادل 142 شهيداً في كل يوم.. هل تتصورون هذا العدد؟!. - اقتباس :
تآمرت البلاد جميعها بحكوماتها الظالمة على شعب فلسطين منذ عدة قرون، وبين فترة وأخرى تخرج أمريكا بمشاريع جديدة الهدف منها إبعاد القضية الفلسطينية عن الساحة العربية والدولية أعتذر.. هذه ليست مجرد أرقام يتم التصريح بها، كان لكل من هؤلاء الشهداء حياة سعيدة، وعائلة جميلة، وعمل وأصدقاء، وعالم كبير مليء بالنشاطات المختلفة.. كل شيء أصبح في لحظة واحدة غباراً طائراً في السماء، وبقي من آثاره القليل من الرذاذ على حافة الطرقات. نعم، الواقع في غزة مرير جداً ولا أحد مكترثٌ لذلك.عدّاد الأيام في تسارع كبير، وعدد الشهداء وحجم القصف والدمار في قطاع غزة يكادُ يسبق عقارب العدّاد. الشعب صامدٌ بعون الله إلى هذه اللحظة في ظل الجوع والتخويف والمجازر، إلّا أنه يأبى مغادرة أرضه إلى أي بقعة أخرى على وجه الأرض. لسان حاله يقول "ربنا اصطفانا لنكون على هذه الأرض المباركة، واختار أن يكون منا المرابطون والمجاهدون والشهداء، فهل نهرب من هذا الاصطفاء؟! لا ورب الكعبة.. هنا باقون صامدون، فإما النصر وإما الشهادة".تآمرت البلاد جميعها بحكوماتها الظالمة على شعب فلسطين منذ عدة قرون، وبين فترة وأخرى تخرج أمريكا بمشاريع جديدة الهدف منها إبعاد القضية الفلسطينية عن الساحة العربية والدولية. من أبرز هذه المشاريع مشروع التطبيع، الذي طبقته حكومات عربية عديدة، منها على العلن ومنها من تحت الطاولة. لكن "طوفان الأقصى" ضرب بعرض الحائط كل هذه الاتفاقيات، وكان بمثابة الكف العثماني على وجوه جميع المتخاذلين، وكشف وجوه المنافقين في العالم بأسره، وعلى وجه الخصوص كشف وعرّى الحكومات العربية والغربية أمام شعوبها. أما بالنسبة للشعب الفلسطيني فهو مدرك منذ البداية الباطنية السياسية والوطنية لهذه الحكومات، ولم ينتظر يوماً واحدًا النصر والعون إلا من الله عز وجل، ثمَّ من الشعوب الحرة.القضية الفلسطينية ليست وليدة العصر الحديث كما يعتقد عديد من الناس، وخصوصاً المغيبون عن أخبار فلسطين. والمجازر التي تحدث في غزة هذه الأيام قد حدث أضعافها على مر الستّ والسبعين سنة الماضية. ومن أبرز هذه المجازر التي حدثت بحق الشعب الفلسطيني من العدو الاسرائيلي الغاشم ما نذكره في التالي:التطهير العرقي للفلسطينيين (1947)، مذبحة بلدة الشيخ (1947)، مذبحة قرية ابو شوشة (1948)، مذبحة الطنطورة (1948)، مجزرة دير ياسين (1948)، مذبحة قبية (1953)، مذبحة قلقيلية (1956)، مذبحة خان يونس (1956)، مذبحة كفر قاسم (1956)، مجزرة تل الزعتر (1976)، مذبحة صبرا وشاتيلا (1982)، مذبحة المسجد الأقصى (1990)، مذبحة الحرم الإبراهيمي (1994)، مذبحة مخيم جنين (2022).ناهيكم عن الحروب التي حدثت على أرض قطاع غزة من قبل، وأكاد أخطئ عندما أُسمي المجازر باسم "الحرب"، لأن الحرب تكون بين قوتين عسكريتين متساويتين تقريباً بالعدة والعتاد، بينما هذه المجازر تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني البريء المجرد من السلاح. ومن هذه المجازر:- مجزرة (2008–2009): حربٌ شنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزّة في السابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2008 واستمرّت 21 يومًا.
- مجزرة 2012: حربٌ شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة في الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، واستمرت ثمانية أيام.
- مجزرة 2014: حربٌ شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة في الثامن من يوليو/ تموز 2014، واستمرت خمسين يومًا.
- اقتباس :
عدد الأسرى الفلسطينيين يقدر الآن بأكثر من 20000 أسير، من بينهم أكثر من 3400 معتقل إداري؛ ويبلغ عدد المعتقلات في سجون الاحتلال 78 أسيرة ما تم ذكره آنفاً من المجازر بحق الشعب الفلسطيني هو أكبر دليل على أن "طوفان الأقصى" ليس نقطة البداية على صعيد القضية الفلسطينية، بل ما هو إلا ردٌ بسيط على كل هذه الجرائم والمجازر التي قامت بها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مر السنين.مما ينبغي ذكره أيضاً أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تكتفِ على مر هذه السنين بالمجازر فقط، بل أقامت في كل مناطق الضفة الغربية بؤراً استيطانيّة، وجلبت من كل أرجاء العالم مستوطنين وأسكنتهم في بيوت على أراضٍ فلسطينية، وقامت بتسليحهم وتزويدهم بالعدة والعتاد والمال من أجل البقاء في هذه البؤر الاستيطانيّة. وللعلم فإن هؤلاء المستوطنين يعدّون من أقذر أنواع البشر من حيث البطش والقتل والحرق والتدمير، أغلب المجازر التي حدثت في المنطقة كانت على أيديهم، ومن أمثلة ذلك مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل فجر يوم الجمعة 25 فبراير/ شباط 1994، التي نفذها باروخ جولدشتاين، وهو طبيب عسكري يهودي، قام بها بالتواطؤ مع عدد من المستوطنين.إضافة إلى ذلك سوف نتطرق إلى حال السجون الإسرائيلية التي تستخدمها إسرائيل بحق الشباب والنساء الفلسطينيين، حيث إن عدد الأسرى الفلسطينيين يقدر الآن بأكثر من 20000 أسير، من بينهم أكثر من 3400 معتقل إداري؛ ويبلغ عدد المعتقلات في سجون الاحتلال 78 أسيرة. يتم التنكيل والتعذيب بالأسرى بشكل غير طبيعي ولا يكترثون إن كان الأسير شاباً أم فتاة، طفلاً أم عجوزاً، فبالنسبة للسجّان هذا الأسير في نهاية المطاف فلسطيني، يتم استخدام كل أنواع التعذيب بحقه ناهيكم عن التجويع والإهانة والاستفزاز.هل انتهت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين؟ لا وألف لا، فملف الجرائم الإنسانية التي تقام بحق الفلسطينيين لا تعدّ ولا تحصى. ومن باب آخر أود أن أتطرق إلى البيوت الفلسطينية التي يتم هدمها وترحيل أهلها منها، حيث إن التقارير تشير إلى أن الاحتلال هدم 465 منزلاً في الضفة الغربية- بما فيها القدس- خلال عام 2023.ولا ننسى أيضا المضايقات التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني على الطرقات بين المدن، حيث إن الحواجز الإسرائيلية تسيطر تقريبا على جميع مداخل المدن الفلسطينية، ناهيكم عن الاقتحامات اليومية للمدن، وتفتيش البيوت بشكل يومي من قِبل العصابات الإسرائيلية. - اقتباس :
مما يجهله كثيرون ممن يعيشون خارج فلسطين، أن الفلسطيني يواجه صعوبات كبيرة من أجل التمكن من الوصول إلى مدينة القدس وأداء الصلاة في المسجد الاقصى أمّا إذا تطرقنا الى مُقومّات الحياة في فلسطين، من كهرباء وماء ومواد غذائية، فجميعها تدار من قبل الإدارة الإسرائيلية، فبكبسة زر يتوقف ضخ المياه عن كافة المناطق الفلسطينية، وبإنزال أمّان كهربائي يتوقف التيار الكهربائي عن جميع المدن الفلسطينية، فالسيادة بشكل كامل تحت السيطرة الإسرائيلية.ومما يجهله كثيرون ممن يعيشون خارج فلسطين، أن الفلسطيني يواجه صعوبات كبيرة من أجل التمكن من الوصول إلى مدينة القدس وأداء الصلاة في المسجد الاقصى. فعلى سبيل المثال، أنا شخصياً لا أستطيع الذهاب إلى المسجد الأقصى لأن الإدارة الإسرائيلية لا تعطي التصاريح (الأذونات) لمن يقل عمره عن 50 عاماً للدخول إلى القدس وأراضي الـ 48 بشكل عام، وهذه المعايير كانت في الماضي، أما بعد عملية "طوفان الاقصى" فأصبحت القيود أشد تعقيداً على الجميع.وأما السفر إلى أي دولة خارج فلسطين فلا يكون بالسهولة التي يتخيلها الجميع، فلكونك فلسطيني يتم سفرك فقط إذا حصلت على الموافقة الأمنية من الحواجز الإسرائيلية، ناهيكم عن التفتيش المشدد الذي يتعرض له المسافر عند الخروج من فلسطين وعند الرجوع إليها.من الأمور التي أود التطرق إليها أيضاً، والتي يكاد يجهلها كثير من الأجانب المناصرين وغير المناصرين للقضية الفلسطينية، المخيمات الفلسطينية التي يشكل عددها 65 مخيما في الداخل والضفة الغربية وغزة والشتات، والتي أُجبر سكانها على الخروج من منازلهم بسبب المجازر التي أُقيمت بحقهم من الاحتلال الإسرائيلي، وهي:داخل الأراضي الفلسطينية- في الضفة الغربية: جنين، طولكرم، نور شمس، الفارعة، بلاطة، عسكر، دير عمار، الجلزون، قلنديا، الأمعري، الدهيشة، عايدة، الفوار، العروب، شعفاط، عقبة جبر، عين السلطان، سلواد، بيرزيت.
- في قطاع غزة: جباليا، الشاطئ، النصيرات، البريج، المغازي، دير البلح، خان يونس، رفح، البريج.
- اقتباس :
القضية الفلسطينية، قضية الرجال الشرفاء الأحرار، أصحاب كلمة الحق وأصحاب العقيدة والإيمان، وأكاد لا أرى هؤلاء الرجال إلا على أرض فلسطين عموماً، وفي قطاع غزة الحبيب خصوصا في دول الشتات- الأردن: الوحدات، البقعة، ماركا، سوف، جرش، الزرقاء، الطالبي، الحسين، إربد، الحصن.
- لبنان: عين الحلوة، برج البراجنة، صبرا وشاتيلا، نهر البارد، البداوي، الرشيدية، البرج الشمالي، المية ومية، وادي الزينة، عين زحلتا، النبطية، مار إلياس.
- سوريا: اليرموك، خان الشيح، جرمانا، درعا، سبينة، حمص، حماة، النيرب، حندرات، عين التل، المزيريب، قبر الست، الدرعية، درعا الطيبة، درعا البلد.
ختاماً.. كان الهدف من هذا المقال بشكل أساسي إطلاع المتابع، سواء المناصر أو غير المناصر للقضية الفلسطينية، على الأحداث بشكل مباشر من قِبَلِ شابٍ عايَشَ كل الآلام والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، سواءً بشكل مباشر أو عن طريق أحد من أقربائه وأصدقائه، فأكاد أَجزم أن كل عائلة فلسطينية لم تنجُ من أحد أشكال المعاناة، من حبس أو سجن أو تنكيل أو تعذيب أو غيرها.ففي هذا المقال حاولنا نقل الصورة والأوضاع في فلسطين قبل عملية "طوفان الأقصى" وبعدها، ووضّحنا أن هذه العملية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية لم تكن سوى ردٍ بسيطٍ على المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وأود التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي أولاً وأخيراً قضية عَقَديِّة إسلامية عربية إنسانية، فهي لا تقتصر على الشعب الفلسطيني وحده، ولكن لسوء وبطش الحكام أصبح الشعب الفلسطيني وحيداً مدافعاً عن قضية الشرفاء والمسلمين، مدافعاً عن مسرى النبي محمد صل الله عليه وسلم (المسجد الأقصى)، ومدافعاً عن جميع المقدسات الإسلامية في فلسطين.رسالتي الى الجميع.. "استيقظوا من سباتكم، فوالله إن القضية الفلسطينية ليست بحاجةٍ لأحدٍ منا، بل نحن بحاجة إليها، فهذه القضية ترفع شأن مناصريها، ولا أحد يرفع شأنها أو يضيف لها أي إضافة.أُعيد وأكرر.. القضية الفلسطينية، قضية الرجال الشرفاء الأحرار، أصحاب كلمة الحق وأصحاب العقيدة والإيمان، وأكاد لا أرى هؤلاء الرجال إلا على أرض فلسطين عموماً، وفي قطاع غزة الحبيب خصوصا. |
|