اليوم الـ307 ..
يوميات أولا بأول.. الحرب العدوانية على قطاع غزة مستمرة.. مجازر ونزوح متواصل
تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 307 يوميا، خلفت أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 39677 شهيدا، و91645 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 24 شهيدا و110 مصابين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
استشهد تسعة مواطنين، مساء يوم الأربعاء، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف خيمتين تؤويان نازحين في خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان بأن طائرات الاحتلال استهدفت خيمة تؤوي نازحين في بلدة عبسان شرق خان يونس، ما أدى لاستشهاد ستة مواطنين، فيما استشهد ثلاثة آخرون جراء قصف الاحتلال خيمة للنازحين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، هم: الشقيقان مهند وأحمد أسامة النجار، ووداد علي النجار.
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون بجروح، فجر يوم الأربعاء، إثر قصف الاحتلال الإسرئيلي لشقة سكنية شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن القصف استهدف شقة تعود لعائلة المواطن أحمد حمادة، بجوار مدرسة يافا في حي التفاح شرق غزة، إذ استشهد برفقة زوجته ونجلهما.
كما فتحت آليات الاحتلال نيرانها على منازل المواطنين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، نقلوا على أثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع.
وقصفت زوارق الاحتلال محيط جسر وادي غزة شمال غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، كما قصف طيران الاحتلال الحربي منزلاً في شارع صلاح الدين عند مدخل مخيم النصيرات، فيما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها اتجاه حيي تل الهوا والزيتون في مدينة غزة.
وأغار طيران الاحتلال الحربي على على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وعلى شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة محيط أبراج الشيخ زايد شرق بلدة بيت لاهيا شمال غزة، ومنطقة غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أكد في تقرير له يوم أمس أن القصف والأعمال العدائية مستمرة في قتل الفلسطينيين وإصابتهم وتشريدهم، وتدمير البنية التحتية.
وذكر المكتب الأممي، أنه خلال الـ 48 ساعة الماضية، تعرضت 3 مدارس تؤوي نازحين في غزة للقصف، مما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.
جيش الاحتلال يُصدر أوامر بالإخلاء من عدة مناطق شمال قطاع غزة
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، أوامر بالإخلاء للمواطنين من عدة مناطق شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال أصدر الأوامر بالإخلاء في منطقة بيت حانون وأحياء المنشية والشيخ زايد والنازحين شمالي قطاع غزة.
وشهدت المنطقة المذكورة منذ صباح اليوم، حركة نزوح قسري بعد مطالبة جيش الاحتلال بإخلائها.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد قالت في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن أوامر الإخلاء القسري، التي يُصدرها جيش الاحتلال أصبحت حدثا يوميا لمواطني قطاع غزة، الذين يضطرون إلى المغادرة من أجل النجاة بأرواحهم.
وأضافت، أن العائلات تضطر إلى الانتقال مرارا وتكرارا، مع العلم أن الأمان غير موجود في أي مكان بقطاع غزة.
وأشارت "الأونروا" إلى أن 83% من قطاع غزة تم وضعه تحت أوامر الإخلاء أو صنفه جيش الاحتلال "مناطق محظورة".
ووفق آخر الإحصائيات، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليونين، بينهم 1.7 مليون يعيشون في منطقة المواصي غرب جنوب القطاع بظروف معيشية مروعة، وفق بيان سابق لمنظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام".
في معتقل سدي تيمان.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال على معتقل من غزة
تداول الإعلام الإسرائيلي، يوم الأربعاء، شريط فيديو يوثق واقعة اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي جنسيا على معتقل من غزة في معتقل "سدي تيمان".
ونشرت القناة الـ12 العبرية توثيق الكاميرات الداخلية في معتقل "سدي تيمان" الذي يخضع لمسؤولية جيش الاحتلال، الاعتداء على المعتقل الذي لم يُكشف بعد عن هويته.
ويُظهر توثيق الفيديو، الذي لم يحدد تاريخه ولا كيفية وصوله إلى القناة، عددا من جنود الاحتلال وهم يختارون معتقلا من بين أكثر من 30 معتقلا كانوا ملقين على الأرض في ساحة المعتقل وعيونهم مغطاة.
ومن ثم يتم توثيق الجنود وهم يأخذونه إلى زاوية في الساحة وهم يستخدمون الدروع من أجل إخفاء ما قاموا به.
وقالت القناة الــ12 الإسرائيلية: "من الواضح أنهم على علم بالكاميرات الأمنية وكانوا يحاولون إخفاء أفعالهم بالدروع".
وأضافت: "يتضمن الفيديو توثيقا للمخالفة المنسوبة إلى جنود الاحتياط: فعل اللواط في ظل هذه الظروف".
وتابعت: "بعد ساعات تم نقل السجين إلى المستشفى وهو ينزف، ووُصفت إصابته بالمعقدة، وكان القرار الطبي لا لبس فيه: لقد حدثت الإصابة بسبب إدخال جسم ما".
وطالب يمينيون إسرائيليون، بينهم وزراء ونواب بإطلاق سراح الجنود المعتدين، ووصفوهم بـ"الأبطال".
ومؤخرا، أفادت تقارير حقوقية بتردي الأوضاع في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتحديدا هذا السجن الذي يشهد عمليات تعذيب واعتداء جنسي بحق معتقلين من غزة، ما أودى بحياة العشرات منهم.
المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في التماس يطالب بإغلاق معتقل "سدي تيمان"
استأنفت المحكمة العليا الإسرائيلية، يوم الأربعاء، النظر في التماس تطالب فيه 5 مؤسسات حقوقية إسرائيلية منذ مايو/ أيار الماضي بإغلاق معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة، بسبب أعمال تعذيب واعتداء جنسي بحق المعتقلين من قطاع غزة.
وتداول الإعلام الإسرائيلي، اليوم، شريط فيديو يوثق واقعة اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي جنسيا على معتقل من غزة في معتقل "سدي تيمان".
ونشرت القناة الـ12 الإسرائيلية توثيق الكاميرات الداخلية في معتقل "سدي تيمان" الذي يخضع لمسؤولية جيش الاحتلال، الاعتداء على المعتقل الذي لم يُكشف بعد عن هويته.
ويُظهر توثيق الفيديو، الذي لم يحدد تاريخه ولا كيفية وصوله إلى القناة، عددا من جنود الاحتلال وهم يختارون معتقلا من بين أكثر من 30 معتقلا كانوا ملقين على الأرض في ساحة المعتقل وعيونهم مغطاة.
ووفق الباحثة والناشطة في مجال حقوق الإنسان وقضايا الأسرى، والمحامية في القسم القانوني في لجنة مناهضة التعذيب جنان عبده في حديثها لـ"وفا"، فإنه بناء على وصف المعتقلين، فمساحة سدي تيمان ليست كبيرة، إذ يشمل المعتقل مباني كما زرائب الحيوانات محاطة بالشباك، كل مبنى حجمه بمعدل 20 مترا يحوي بين 120-130 معتقلا.
وأضافت، أنه من ضمن الشهادات لأحد المعتقلين المفرج عنهم من المعتقل، قال إنه قضى فيه 52 يوما بشكل متواصل، وتم بتر رجله بسبب العنف والضرب ثم اهماله طبيا وعدم معالجة أوجاعه، إلى أن وصل الحال بأن خيروه وهو مغمض العيون: إما رجلك أو حياتك وبعد بتر رجله أطلق سراحه لغزة.
وأوضحت عبده، أنه لم يتم عرض المعتقلين على قاضٍ إلا بعد حوالي 70 يوما من خلال شاشة هاتف جندي، ويقول لهم القاضي بالطرف الآخر إنهم معتقلون حتى نهاية الحرب.
وكان مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، أكد أن معتقل "سديه تيمان" يشهد برامج تعذيب وحشية ممنهجة يستعمل بها كافة أساليب التعذيب من الكهرباء والكلاب والضرب والتقييد في الأصفاد بشكل دائم ومتواصل.
وأشار المركز، إلى أن البعض منهم يتم نقله بعد الخضوع لمراحل التعذيب المتعددة والمكثفة إلى معسكر "عناتوت" بجانب بلدة عناتا أو سجن عوفر حيث يخضعون للتعذيب المتواصل.
أطفال غزة.. يموتون جوعا
"لم يكن هناك حليب صناعي بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكن هناك حليب في ثديي بسبب نقص الغذاء ومنع دخول المساعدات"، قالت والدة الطفل أنور الخضري، البالغ من العمر ثلاثة أشهر، من الشجاعية شرق مدينة غزة، للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
وتابعت: "كنتُ مشردة في مستشفى الشفاء، مع زوجي وابني الوحيد، أنور".
واستُشهد الطفل أنور في مستشفى كمال عدوان -بعد أن نُقل إليه- في الرابع عشر من شهر شباط الماضي جراء سوء التغذية.
وأضافت والدته: "ابني بكى طوال الليل من الجوع. ارتفعت حرارته، وتوفي بعد أربعة أيام".
والطفل أنور هو واحد من عشرات الأطفال الفلسطينيين الذين استُشهدوا في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، بسبب سياسة التجويع التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي القطاع منذ بدء عدوانها في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ووفقا لمصادر طبية في قطاع غزة، فقد استُشهد نحو 37 طفلا جراء المجاعة، وتشمل هذه الحصيلة فقط من استُشهدوا في المستشفيات أو الذين أبلغت عائلاتهم عن استشهادهم.
وتمنع سلطات الاحتلال بشكل منهجي الأطفال الفلسطينيين في غزة من الحصول على غذاء كافٍ وتغذية سليمة، ما يزيد تفشي الجوع وسوء التغذية، وهذا الحرمان المتعمد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، وتوقف النمو، وزيادة مقلقة في معدلات الوفيات بين الأطفال.
ووثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال شهادات من أمهات أطفال استُشهدوا بسبب سياسة التجويع التي نجم عنها سوء تغذية وجفاف في مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، للحركة العالمية، إن المستشفى يستقبل حوالي 70 إلى 100 طفل يوميا يعانون سوء التغذية، مضيفا أن "هناك ثلاث مستويات من سوء التغذية لدى الأطفال: خفيف، ومتوسط، وشديد، وأغلبية الحالات التي يستقبلها المستشفى هي من المستوى المتوسط، بينما تمثل الحالات الشديدة 5 إلى 7% من الحالات. قد تزيد هذه النسبة إذا استمر الجوع ولم تقدم الإمدادات الغذائية".
وأضاف أن انتشار الجوع في شمال غزة والوفيات الناتجة عن سوء التغذية للأطفال أصبح واقعا صارخا، مشيرا إلى أن أكثر من 25 طفلا استُشهدوا في مستشفى كمال عدوان بسبب الجوع، مع تسجيل وفيات إضافية في مراكز الإيواء والمنازل.
"العديد منهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى بسبب الحصار واعتداءات قوات الاحتلال المستمرة"، قال الدكتور أبو صفية.
وقالت والدة الطفل كرم قدادة البالغ من العمر 10 سنوات، إن طفلها "كان يحب لعب كرة القدم والتصوير، وقد أنشأ حساباً على تيك توك".
كان كرم محاصرا مع عائلته في مستشفى الشفاء لمدة أسبوع، وبسبب النقص الحاد في الإمدادات الغذائية الناجم عن الحصار الذي فرضه الاحتلال على المستشفى، تم نقله إلى مستشفى الأهلي العربي خلال الحصار بعد السماح للمرضى بالإخلاء.
ازدادت حالة الطفل كرم سوءا بسبب نقص الطعام والعلاج الطبي والمضادات الحيوية في مستشفى الأهلي العربي، وتدهورت صحته بشكل كبير، ما أدى إلى فقدان شديد في الوزن، ثم تم نقله إلى مستشفى كمال عدوان.
وأضافت والدته: "تم وضع طفلي في قسم النساء (عند وصوله إلى مستشفى كمال عدوان)، لأنه لم يكن هناك مكان له في وحدة العناية المركزة. وهذا جعل حالته أسوأ، فتم نقله لاحقا إلى وحدة العناية المركزة. وتوفي بعد أسبوع في الوحدة".
استُشهد كرم في 30 آذار/ مارس الماضي بسبب سوء التغذية وارتفاع مستويات الأملاح في الدم.
ولم يتمكن مستشفى كمال عدوان ومستشفيات أخرى في قطاع غزة من جمع بيانات شاملة حول وفيات الأطفال الناجمة عن سياسة التجويع وسوء التغذية والجفاف بسبب الإبادة الجماعية المستمرة ونقص الكوادر الطبية الحاد.
الطفل عبد العزيز سالم، البالغ من العمر سبعة أيام، استُشهد في مستشفى كمال عدوان في الثاني من آذار/ مارس بسبب توقف القلب ونقص الأوكسجين.
وُلد الطفل عبد العزيز في المستشفى نفسه دون مساعدة الأطباء بسبب نقص الكوادر الطبية، وأمضى أسبوعا في الحاضنة بينما كانت والدته في حالة حرجة، تعاني اليرقان وتأثيرات سوء التغذية أثناء الحمل.
وقالت والدته للحركة العالمية: "لم أتمكن من إرضاع ابني لأنني لم أكن أملك الطعام وأصبت بالمرض".
وتنحدر والدة الطفل من الفالوجة غرب مخيم جباليا شمال غزة، وقد تم تهجيرهم قسرا على الأقل ست مرات خلال فترة حملها.
وأضافت: "لم يكن هناك أوكسجين أو حليب للأطفال في المستشفى. توفي ابني مختنقا وجائعاً".
وتعاني المستشفيات في شمال قطاع غزة وضعا حرجا بسبب منع سلطات الاحتلال دخول الإمدادات الطبية الأساسية إلى القطاع، إضافة إلى قطع إمدادات الكهرباء، وتقييد الحصول على المياه النظيفة اللازمة لتوفير الرعاية الصحية المناسبة للأطفال.
الطفلة جود البرش، البالغة من العمر سبعة أيام، من مخيم جباليا، استُشهدت في مستشفى كمال عدوان في الثاني من شهر آذار/ مارس الماضي بسبب سوء التغذية، إذ لم تتمكن والدتها من إرضاعها نتيجة لنقص الغذاء.
تم وضع الطفلة في حاضنة المستشفى لمدة أسبوع بسبب سوء التغذية الناجم عن نقص حاد في الحليب الطبيعي والصناعي.
وقالت والدتها: "توفيت جود جوعا، وترك لي الله توأمها، التي أنجبتها بعد عشر سنوات من الزواج".
أما والدة الطفلة ميلا عبد النبي البالغة من العمر ثلاث سنوات، التي تعمل ممرضة في وحدة العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، فقالت للحركة العالمية: "توفيت ابنتي أمام عيني ولم أستطع إنقاذها".
وأضافت: "عدت للعمل في ذلك اليوم (يوم وفاتها)، وأغلق زملائي الباب لمنعي من الدخول. ولكن عندما دخلت، وجدت ابنتي ميتة وملفوفة بالكفن".
استُشهدت الطفلة ميلا في مستشفى كمال عدوان في الثاني من آذار/ مارس الماضي بسبب سوء التغذية.
وأضافت والدتها: "عندما اجتاحت قوات الاحتلال المنطقة الشمالية وحرمتنا من الطعام، عانت طفلتي نقص المعادن وبقيت على أجهزة التنفس الاصطناعي من 29 شباط/ فبراير حتى يوم وفاتها. كانت ميلا ذكية جدا ومتعلقة بي، كانت ابنتي الوحيدة".
الطفل مصعب أبو عصر، البالغ من العمر أربع سنوات، أصبح هيكلا عظميا بسبب المجاعة، وقالت والدته، للحركة العالمية، "الأسعار مرتفعة جدا، ولا يستطيع أحد شراء أي شيء".
تم إدخال الطفل مصعب إلى مستشفى الأهلي العربي في الثالث من شباط/ فبراير، قبل أن يُنقل إلى مستشفى كمال عدوان بعد إغلاق وحدة العناية المركزة بسبب انقطاع الكهرباء، وقد تدهورت صحته وفقد وزنه حتى استُشهد في الحادي عشر من الشهر ذاته.
وأضافت والدته: "كان مصعب أول أطفالنا. كان ذكيا ومشرقا في رياض الأطفال. أشاد به جميع معلميه. كان اجتماعيا وينضم إلى زملائه في اللعب. أَحب ركوب الدراجة. وكان يحب الفراولة والموز كثيرا. كان فرحة قلبي".
أما والدة الطفل ناهض حبوش، البالغ من العمر شهرين، من مخيم جباليا، فقالت: "أُدخل طفلي المستشفى مرتين. الأولى كانت بسبب بكاء شديد وجفاف، فتحسنت حالته بالسوائل والعلاج".
عانى الطفل ناهض تدهورا صحيا وجفافا، وتم وضعه في وحدة العناية المركزة حيث بقي على أجهزة التنفس الاصطناعي لمدة ثلاثة أيام حتى استُشهد في الثالث من نيسان/ إبريل الماضي.
وتابعت والدته: "توفي ناهض جوعا بسبب نقص الرضاعة الطبيعية، إذ لم يكن هناك طعام لي أو حليب للأطفال بسبب الحصار الإسرائيلي".
وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن هناك أكثر من 50,000 طفل في غزة بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد.
وأكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن الحصار والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية خلال حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة تخلقان أزمة إنسانية، وتتسببان في مواصلة معاناة المواطنين، وأن الأطفال الفلسطينيين يموتون جوعا وألما لأن الاحتلال يتعمد حجب المساعدات الإنسانية عن القطاع، وهذا يُعتبر عملا من أعمال الإبادة الجماعية، ودون وقف فوري لإطلاق النار، وحظر المجتمع الدولي تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، سيتعرض المزيد من الأطفال الفلسطينيين في غزة للموت جوعا.
وتُعتبر المجاعة جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب وفقا لاتفاقيات جنيف، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، عندما تُستخدم وسيلة حرب أو عملا متعمدا ضد السكان.