لعبة "الهستدروت" وبايدن وكامالا والصفقة المعلقة!
لعبة سياسية طويلة، يتبادل فيها الأماكن والوظائف والأدوار، لعبة الأمريكان والصهاينة، لا تهمهم دماء 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني وفلسطينية وتدمير قطاع غزة ومساحات واسعة من الضفة الغربية.
نقابات العمال في دولة الاحتلال "الهستدروت" قررت الإضراب اليوم الاثنين، احتجاجا على رفض حكومة الاحتلال التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، ونجحت في ذلك، لكنها تعرف تماما بأن إضرابها ليس عماليا ولا يتعلق بمطالب عمالية، لذلك لم يكن قرار محكمة العمل الإسرائيلية إنهاء الإضراب العام مفاجئا.
المحكمة قبلت بالشكوى التي قدمها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وذكرت المحكمة أنها قبلت احتجاج الحكومة باعتبار "الإضراب سياسيا وليس بدوافع عمالية".
ويأتي هذا الإضراب للضغط باتجاه إبرام صفقة عاجلة لتحرير المحتجزين الإسرائيليين وذلك بعد إعلان جييش الاحتلال العثور على ست جثث لأسرى في قطاع غزة.
"الهستدروت" أعلن الإضراب حتى يرفع الحرج عن نفسه أمام عائلات الأسرى الإسرائيليين وأمام قوى اقتصادية ومن شركت ومصالح تجارية ومالية متضررة من الحرب ومن عناد نتنياهو
وليس من المؤكد أن كان "الهستدروت" سيوسع الإضراب ليستمر إلى يوم غد الثلاثاء حسب ما رشح من معلومات.
وبعيدا عن التشاور مع أي طرف يبدو أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس يخططان من خلال اجتماع حاسم مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض إلى اتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية الأمريكية في ما يتعلق بالمرحلة النهائية من المفاوضات بشأن صفقة الأسرى.
بايدن بحسب ما تقوله وسائل إعلام أمريكية سيعتبر أن نتائج الاجتماع وما سيترتب عليها من مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، فرصة أخيرة سيقدمها قبل انتهاء ولايته.
بالطبع بايدن وكامالا ليسا في عجلة من أمرهما في هذا الوقت لإبرام صفقة وقد تكون تحركاتهما فقط لأهداف انتخابية، ولا ظن أن نتنياهو الذي يتعامل معهما بتجاهل وبإذلال كبير مهتم كثيرا بإنقاذهما انتخابيا فهو يميل وبشكل مكشوف لصالح المرشح المنافس لهما دونالد ترامب.
في جميع الأحوال ندعو صباح مساء أن تنجح المقاومة في إحداث اختراق كبير في جبهات القتال في الضفة الغربية أو قطاع غزة تجبر الاحتلال على الركوع ومن خلفه الرعاة شركائه في الإبادة الجماعية.