عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 5:47 pm
عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق كان لافتاً أن يحذّر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من أنّ تنفيذ إسرائيل تهديداتها باحتلال دمشق سيمزّق البلاد، وأن تركيا "ستدافع عن السلام العاجل والدائم في سورية"، ولم يكتفِ بذلك، بل طالب روسيا وإيران وسورية بأن تتّخذ إجراءاتٍ أكثر فاعلية لحماية سلامة الأراضي السورية، وقال إنّ إسرائيل تشكّل "تهديداً ملموساً للسلام الإقليمي والعالمي".
لا تخرج تصريحات أردوغان (أدلى بها خلال عودته من ألبانيا في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري) من أجواء التوتّر المخيّمة على دول المنطقة، وتعكس إرهاصاتِ حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة منذ أكثر من عام، وتوسيعها نطاق الحرب لتطاول الجنوب اللبناني وقادة وعناصر حزب الله في لبنان، وذلك في وقتٍ تستعدّ فيه لتوجيه ضربة عسكرية ردَّاً على الضربة الإيرانية في الأول من أكتوبر الجاري، وبما يزيد من أجواء التوتّر والاحتقان، وينذر بامتداد لهيب الحرب إلى دولٍ أخرى في المنطقة.
ويبدو أنّ الرئيس التركي استند بشكل مباشر إلى تصريحات رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، التي طالب فيها بتوجيه ضربة استباقية لنظام بشّار الأسد باحتلال الجيش الإسرائيلي الجزء السوري من جبل الشيخ في الجولان المحتلّ، وذلك منعاً لأيّ هجوم على إسرائيل، وعقاباً للأسد على "جعل سورية قاعدةً لوجستيةً ومركزاً خلفياً لأعداء إسرائيل"، حسب زعمه. ولعلّ ما أراد الرئيس أردوغان التحذير منه أنّ "الإسرائيليين يقولون صراحة إنّهم سيغزون دمشق بعد لبنان، ويعني ذلك وصول الجنود الإسرائيليين إلى حدود تركيا وتمزيق الخريطة السورية بالكامل". وسبق للبرلمان التركي أن عقد جلسةً خاصّةً ومغلقةً في الثامن من أكتوبر الجاري، ناقش فيها "التهديد الإسرائيلي" للأراضي التركية، بناء على طلب من رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزال، وذلك على خلفية الجدل الواسع الذي أثاره تصريح للرئيس أردوغان نفسه، اعتبر فيه أنّ إسرائيل تخطّط لاستهداف تركيا بعد لبنان وقطاع غزّة.
المشكلة في التقديرات التركية تعويلها على نظام الأسد، وعلى روسيا، لاتخاذ خطوات حيال تهديدات إسرائيل باحتلال دمشق
ليست تصريحات الرئيس أردوغان، التي حذّر فيها من "غزو إسرائيل دمشق"، واستهدافها تركيا، المؤشّر الوحيد إلى تزايد قلق الساسة الأتراك من التطوّرات في المنطقة، إذ سبقتها زيارة ميدانية لقائد القوات البرّية في الجيش التركي سلجوق بيرقدار أوغلو إلى الشمال السوري في بداية الشهر الجاري (أكتوبر)، تفقّد فيها القواعد العسكرية التركية، التي أجرت أخيراً اختباراتِ جاهزيةٍ مكثّفةٍ وغير مُعتادة. هناك تقديرات في أوساط سياسية تركية ترجّح احتمالات توسيع نطاق الحرب في المنطقة، مع تخوّف من أن يؤثّر ذلك على المصالح التركية، لذلك يحاول الساسة الأتراك استباق تفاقم الأوضاع، ومنع امتداد إرهاصاتها، عبر مساعٍ للتنسيق مع دول الإقليم، وخاصّةً مصر والسعودية، إضافة إلى استمرارهم في محاولات التقارب مع نظام الأسد وتطبيع العلاقات معه.
في المقابل، أبدى نظام الأسد حرصه الشديد على الحفاظ على مسافة بينه وبين أطراف محور المقاومة والممانعة، والإيحاء بأنّه انسلخ عنها، فحافظ طوال أكثر من عام على هدوء الحدود مع إسرائيل، باستثناء بعض المناوشات الصاروخية المحدودة للغاية، التي تقوم بها مليشيات إيرانية. كما أظهر النظام نوعاً من اللامبالاة في تعاطيه مع حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين في غزّة، ولم يتغيّر موقفه حين وسّعت إسرائيل نطاق هجماتها على حزب الله، وقامت باغتيال معظم قادته، بمن فيهم أمينه العام حسن نصر الله، وذلك على الرغم ممّا قدّمه حزب الله لنظام الأسد، حين زجّ بقادته وعناصره في القتال إلى جانب الأسد منذ بداية الثورة السورية، متحوّلاً مليشيا طائفيةً عابرةً لحدود الدول العربية، استماتت في خدمة نظام الأسد بوصفه أحدَ دعائم المشروع الإيراني التوسّعي في المنطقة.
تعويل تركيا، في ما يخصّ مصالحها في سورية، على تناقضات المواقف الأميركية الروسية في سورية لم يثمر شيئاً
المشكلة في التقديرات التركية تعويلها على نظام الأسد، وعلى روسيا، لاتخاذ خطوات حيال تهديدات إسرائيل باحتلال دمشق. وهو تعويل متهافت بالنظر إلى أنّ ما تقوم به إسرائيل من هجمات وتوغّلات في الأراضي السورية قابلها نظام الأسد بالصمت، الذي بات يلوذ به مع كلّ استهداف إسرائيلي للمواقع الإيرانية ومواقع حزب الله فيها، بل إنّه لم يحرّك ساكناً حين توغّلت قوات إسرائيلية في الجنوب السوري في 12 أكتوبر الجاري، وذلك من باب حرصه على عدم اتخاذ أيّ خطوةٍ يمكن أن تُفهم خارج السياق الذي وضع نفسه فيه، وجعله لا يتفوَّه بكلمة عن الثأر أو حقّ الردّ في المكان والوقت المناسبَين، بوصفها العبارة التي درج على استعمالها لفظياً سنوات طويلة. أمّا الجانب الروسي، المعروف عنه تنسيقه العالي مع الجانب الإسرائيلي المتواصل منذ سنين طويلة، وفي أعلى المستويات، فقد أعاد انتشار قوّاته العسكرية التي وجدت في الجنوب السوري، وانسحب من نقاط عدّة، ولم يبدِ أيَّ اعتراض على العمليات الإسرائيلية في سورية، ومنها توغّلها أخيراً في سورية، الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام تركية بمثابة مؤشّر إلى تراجع الموقف الروسي لصالح الغرب في سورية، ووصفته بأنّه لا يخدم المصالح التركية، ما يعني أنّ تعويل الساسة الأتراك على تناقضات المواقف الأميركية الروسية لم يثمر شيئاً.
وبصرف النظر على تحذيرات الرئيس أردوغان، التي لها حساباتها الداخلية التركية، فإنّ أعين حكومة الحرب في إسرائيل لا تغادر الجنوب السوري، الذي تتمركز فيه مليشيات مرتبطة بإيران، وتتخوّف من أن تشكّل منطلقاً لاستهدافها، وذلك على الرغم من أنّ نظام الأسد سيسعى جاهداً لمنع حصول أيّ تصعيد في جبهة الجولان مع إسرائيل. وفيما تراقب إسرائيل الوضع فيها، فإنّها في الوقت نفسه تركّز أنظارها على شمال شرقي سورية، الذي يُعَدُّ بوابةَ عبور السلاح والمليشيات الإيرانية إلى الأراضي السورية، ثمّ إلى لبنان، لذلك وجّهت تحذيراً واضحاً لماهر الأسد من مغبة نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله. فهم نظام الأسد الرسالة الإسرائيلية، ولن يحيد عن محاولات فعل أيّ شيء في مقابل النجاة بنفسه، والرهان على محاولات إعادة تأهيله، وربّما لن يتوانى في البحث عن دور جديد حين تضع الحرب أوزارها، حتّى لو كان على جثث عناصر حلفائه في محور الممانعة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 5:47 pm
ورقة بحثية بريطانية تشير إلى دقة العلاقات الإسرائيلية التركية مع طرح ورقة حماس بين الجانبين زعم بعض من الدوائر الإسرائيلية صباح الثلاثاء، أن محاولة ارتكاب الاعتداء الهجومي في تل أبيب قبل نحو شهرين، تم بتوجيه من قيادة حماس في تركيا.
وبهذه المناسبة أصدر "مركز رصد للدراسات السياسية والإستراتيجية" في العاصمة البريطانية لندن، ورقة تقدير موقف عن هذه المزاعم، تناولت الورقة كيف تبنى جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" من حل ما سمّته إسرائيل بــ (اللغز) من وراء هذه المحاولة.
الشاباك قال في بيان رسمي له، نقلته وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر منصتها (إسرائيل تتكلم بالعربية) إن منفذ هذه المحاولة ويدعى جعفر منى، ينحدر من مدينه نابلس، وقد استشهد في الانفجار، بالتعاون مع 8 نشطاء من المقاومة آخرين تم اعتقالهم فيما بعد، وكشف التحقيق، والحديث لبيان شاباك، أن الخلية في نابلس تلقت الأوامر من قيادة حماس التي تتخذ من تركيا مقرا لها، خاصة مع القيادي في حركة حماس عبادة بلال.
وزعمت المنصات الإسرائيلية، وفقا لهذه التحقيقات، أن أحد أفراد الخلية قام عدة مرات برحلات إلى تركيا، حيث تلقى التدريب في تركيب العبوات الناسفة وأموالا لتمويل العملية.
ونوه البيان الإسرائيلي بالعثور على مبلغ 111 ألف شيكل، وتم تقديم لوائح اتهام بحق الضالعين في القضية.
وينتهي البيان الإسرائيلي إلى الزعم بأن هذا التحقيق يدل على استقرار قياديي حماس الإرهابية في تركيا، ومحاولتهم لتوجيه آخرين إلى ارتكاب أعمال إرهابية في إسرائيل.
وبتحليل هذا البيان، تشير الورقة البحثية إلى بعض من النقاط منها: أن إسرائيل باتت تنظر بعين من الريبة لاحتضان قيادات حماس في تركيا، فضلا عن اعتقاد إسرائيل الجازم الآن أن قيادة حماس في عدد من الدول ستنتقل إلى تركيا، وهو ما يدعو لتوخي الحذر وإرسال رسالة سياسية وأمنية إلى أنقرة بهذا الخصوص.
وتشير الورقة إلى أن التوجه السياسي (المتعلق بحركة حماس) بات هو العامل الذي تحاول إسرائيل العزف عليه من أجل منازله تركيا في هذا الصدد.
وقالت الورقة؛ إن البيان الإسرائيلي يفتقر للكثير من المعلومات، أو يجيب عن بعض من التساؤلات المهمة ومنها؛ مثلا على أي أساس تم بناء هذه المعلومات الخاصة بانتماء هذه الخلية، أو من حاول تنفيذ العملية لحركة حماس؟
فضلا عن محاولة إسرائيل منازلة تركيا، التي ترتبط معها الآن بعلاقات هي الأسوأ منذ سنوات، وذلك بورقة حماس.
وقد سبق لإسرائيل أن اتهمت تركيا أكثر من مره باحتضان خلايا من حركة حماس، وهي اتهامات أنكرتها الحركة وأكدت أن التوجه السياسي للكثير من الشباب الفلسطيني في الغربة يدفعها دوما للانتماء للحركة.
وعند هذه النقطة تشير الورقة إلى الشعبية التي تتمتع بها حركة حماس تحديدا في الشارع البريطاني والأوروبي، وهي الشعبية التي تظهر مع خروج الآلاف من العرب والبريطانيين وعدد من اليهود دعما لحماس، بل دعما لما قامت به في السابع من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) الأمر الذي يوضح بعضاً من النقاط ومنها: أن إسرائيل التي ترتبط حاليا بعلاقات في منتهى السلبية مع تركيا، تحاول اللعب بورقة حماس وتهديد تركيا بها.
فضلا عن أن القيادة التركية ممثلة في الرئيس، رجب طيب أردوغان، لها موقف واضح شامل داعم لحماس، بل داعم لجماعة الإخوان المسلمين عموما، سواء في فلسطين أو في أي موقع آخر، وهو ما وضح بجلاء مع عودة العلاقات المصرية التركية من جديد عقب الزيارات المتبادلة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان.
غير أن التساؤل المهم الآن هو: كيف ستتعاطى تركيا مع هذه الاتهامات، خصوصا أنها ليست الأولى في هذا الصدد، فضلا عن وضوح نية إسرائيل إغلاق الأبواب أمام قيادات حماس في لبنان للعودة أو للاستقرار في تركيا، وهو أمر بات واضحا الآن عقب الهجمات المتواصلة لقوات الاحتلال في لبنان برا وجوا.
عموما، بات واضحا أن ما كشفته إسرائيل اليوم في هذا البيان، يعكس تماما دقة العلاقات الإسرائيلية مع تركيا، وهو ما بات واضحا بجلاء خلال الآونة الأخيرة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 5:48 pm
جلسة سرية للبرلمان التركي.. هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟ كان التساؤل حول احتمال اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل أحد أكثر الأسئلة المطروحة خلال الأسبوع الماضي، ومن أشار إلى هذا الاحتمال ليس من أولئك الذين يروّجون لنظرية المؤامرة، بل هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه.
لم يدلِ أردوغان بهذه التصريحات في لحظة غضب أو بشكل عابر، ولم يُشِر إلى ذلك في مناسبة واحدة فقط. لهذا السبب، عقد البرلمان التركي جلسة سرية لمناقشة حجم التهديد الإسرائيلي، وقدّم الوزراء البيانات اللازمة للنواب.
تصريحات أردوغان بشأن التهديد الإسرائيلي في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تحدث الرئيس أردوغان عن ذلك خلال خطابه بمناسبة الدورة البرلمانية الجديدة، وقال: "الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، وتعتمد بالكامل على التعصب الديني، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان. الحسابات تدور الآن حول هذا الموضوع.. من الواضح أن حكومة نتنياهو تسعى وراء حلم باطل يشمل الأناضول وتلاحق أوهام الدولة الكاملة.. لقد أفصحت عن نواياها في مناسبات عديدة.
وكل تطور منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يزيد من حجم هذا التهديد.. إذا كانت فلسطين ولبنان غير آمنتين، فهل تعتقدون حقًا أنكم ستكونون في أمان؟ نرى في كل تصريح متعجرف أن العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضًا. وسنواصل مواجهة هذا العدوان، وهذا الإرهاب بكل إمكاناتنا من أجل وطننا وأمتنا واستقلالنا".
أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا في تركيا والشرق الأوسط، ولكن أردوغان أعاد التأكيد عليها بعد بضعة أيام، مما أظهر مدى جديته.
وقال الرئيس التركي: "يتم تنفيذ خطة خبيثة في منطقتنا لا تقتصر على غزة والضفة الغربية ولبنان. ليس من الضروري أن تكون عرافًا لتدرك الهدف النهائي لهذه الخطة.. كل من يعرف التاريخ والسياسة والدين يمكنه بسهولة إدراك الرابط بين هذه القضية ووهم الأرض الموعودة.
نعلم جميعًا ما هي الأرض الموعودة. وكأنهم يتحدّون تركيا من مسافة 30 كيلومترًا. كل خريطة وكل تصريح من الإدارة الإسرائيلية يكشف عن نواياهم الحقيقية.. كما كان الحال في بداية القرن الماضي، يتم تنفيذ خطة لإعادة رسم الحدود بالدم. حماس مجرد ذريعة.. تُدار حرب قذرة جديدة لتقاسم النفوذ من خلال إسرائيل".
الجلسة السرية في البرلمان بعد تصريحات أردوغان، عقد البرلمان التركي جلسة سرية. قدم وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر معلومات للنواب حول الخطر الإسرائيلي. لن يتم الكشف عما نوقش في الجلسة لمدة عشر سنوات؛ لأنها تعتبر من أسرار الدولة.
مع ذلك، فإن عدوان إسرائيل في المنطقة يشكل تهديدًا واضحًا للأمن القومي التركي. ما زال من غير المعروف ما هي التدابير التي اتخذتها الدولة أو الإستراتيجيات التي وضعتها. ولكن يتضح من تصريحات أردوغان أن الحكومة تعمل على منع هذا التهديد قبل أن يصل إلى الأراضي التركية.
لماذا أدلى أردوغان بهذه التصريحات؟ هناك سببان واقعيان يجعلان أردوغان يعتبر أن إسرائيل تمثل تهديدًا لتركيا:
الأرض الموعودة تتضمن خريطة "الأرض الموعودة" التي يرتديها الجنود الإسرائيليون أراضي تركيا إلى جانب العديد من الدول الأخرى. يعتقد أردوغان أن المسؤولين الإسرائيليين، الذين لا يترددون في الإفصاح عن هذا الهدف، يشنون الحرب على غزة ولبنان وسوريا وإيران لتحقيقه. ويرى أن هذا الأمر يُطبّق حاليًا وأنه مستمر. يُعتقد أيضًا أن الاحتلال الفعلي سيمتد إلى سوريا بعد غزة ولبنان، مما يعني أن هناك مواجهة محتملة بين إسرائيل وتركيا على الحدود.
تنظيم "وحدات حماية الشعب – YPG" الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل يبدو أنّ الهيكل الذي تم تأسيسه وتسليحه بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل في شرق نهر الفرات في سوريا، والذي يرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، سيُستخدم كقوة تابعة لوهم الأرض الموعودة. أشار أردوغان في خطابه في البرلمان قائلًا: "نرى بوضوح كيف يريدون إنشاء دويلات صغيرة تابعة لهم من خلال استخدام التنظيمات الانفصالية كأداة في شمال العراق وسوريا"، مما يؤكد على اعتباره تهديدًا مباشرًا لتركيا.
توقعات بهجوم وحدات حماية الشعب على تركيا لا يُتوقع أن تشن إسرائيل هجومًا على تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، كما فعلت مع إيران وسوريا ولبنان. يمكننا أن نضيف كلمة "مؤقتًا" في نهاية هذه الجملة. من المتوقع أن يهاجم تنظيم وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي YPG/PYD، الذي يضم أكثر من 90,000 مقاتل مزودين بأسلحة ثقيلة، تركيا بالوكالة عن إسرائيل وأميركا.
تعتقد تركيا أن هذا التنظيم، الذي يسيطر على منطقة محمية من قبل الولايات المتحدة على الحدود السورية، ملتزم بالعمل وفق أوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بسبب حلمه بإقامة دولة كردية مستقلة في منطقة "روجافا". وبالتالي، فإن هجوم هذا التنظيم على تركيا يُعتبر فرضية محتملة بقوة على المدى القريب.
يرى أردوغان أن هذا التنظيم يخدم وهم الأرض الموعودة لإسرائيل. إذا احتلت إسرائيل جزءًا من الأراضي السورية بعد لبنان، فيمكننا توقع أن الجيش التركي سيتأهّب للقتال. لكن قبل ذلك، يمكننا القول إنه في حال حدوث أي هجوم محدود من جانب التنظيم الانفصالي على تركيا، فإن أنقرة جاهزة للردّ بقوة مدمرة. سيتضح في المستقبل ما إذا كان هذا يعني بداية صراع بين تركيا وإسرائيل أم لا.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 5:49 pm
لماذا يخشى أردوغان “غزو” إسرائيل لدمشق؟ وماذا خلف انتقاد أنقرة لتمديد واشنطن عُقوباتها على الحكومة السورية؟ وكيف سيُدافع الرئيس التركي عن السلام مع سورية بشكلٍ “عاجل ودائم”؟ وبماذا طالب روسيا وإيران وسورية؟ يبدو لافتًا هذا الانتقاد التركي الذي جرى توجيهه على لسان وزارة الخارجية التركية، والتي انتقدت فيه تمديد عقوبات أمريكية على الحكومة السورية منذ العام 2019، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول أسباب انتقاد أنقرة لواشنطن، والأمر يخص هنا الدولة السورية، التي طالما رغبت أنقرة بإسقاطها بعد أزمة العام 2011. بطبيعة الحال لم تعد ترغب أنقرة، بإسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، أو فشلت عبر المعارضة التي دعمتها، ولهذا قد يكون مفهومًا لماذا تنتقد أنقرة استمرار العقوبات الأمريكية على دمشق، رغبة منها (أنقرة) بالتطبيع مع سورية، الأمر الذي عبّر عنه الرئيس التركي مرارًا، وتكرارًا من خلال إعلان رغبته لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يشدّد الأخير على ضرورة انسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية. ولافت أن وزارة الخارجية التركية قالت إن تمديد العقوبات الأمريكية على دمشق “لا يتوافق مع الحقائق على الأرض”، وهو ما يُشير إلى مخاوف تركية أكبر من رغبة في تطبيع العلاقات مع دمشق، وذلك يتعلّق بمخاوف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه، والذي حذّر قبل يوم واحد من انتقاد وزارة خارجيته لاستمرار العقوبات الأمريكية على دمشق، من مخاطر توسع الاحتلال في المنطقة، وتحديدًا سورية التي يعتقد أردوغان كما قال أنها باتت تواجه مخاطر انتقال الاشتباكات إلى لبنان، وبالتالي يعي الرئيس أردوغان أهمية دمشق، والدفاع عنها في وجه العقوبات الأمريكية لما يترتّب على ذلك من مخاطر حال “احتلال دمشق”. الرئيس أردوغان تحدّث عن مخاوف “احتلال دمشق”، بعد تصريحات وزير مالية إسرائيل المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حيث قال إن حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق. وقد يخشى الرئيس التركي من احتلال دمشق، ولكنه يخشى من وصول إسرائيل إلى الشمال السوري، وبالتالي تهديد إسرائيلي مباشر للحدود التركية، وقد عبّر عن ذلك حرفيًّا حين قال إسرائيل ستأتي للشمال السوري لحظة احتلالها دمشق، حال تم ذلك. وأكّد الرئيس التركي أن تركيا لا يُمكنها تجاهل العدوان الإسرائيلي، مضيفا أن استخباراته تراقب فيما يخص الخطوات التي وقد تتخذها إسرائيل تجاه تركيا. وعلى متن طائرته عائدًا من زيارة أجراها إلى صربيا، السبت، قال أردوغان إنه “بمجرد أن تغزو إسرائيل دمشق، فإنها ستصل إلى شمال سوريا، ربما يكون لدى إسرائيل بعض الخطط”، وذلك بحسب نص مكتوب للمقابلة نشره موقع قناة “تي آر تي خبر” التركية. وتُطرح تساؤلات حول الخطوات التي ستُفرض على الرئيس التركي، لتقديمها سريعًا لدمشق، وماذا يعني حين قال خلال حديثه مع ممثلي وسائل إعلام تركية على متن الطائرة، إن بلاده “ستدافع عن سلام عاجل ودائم في سوريا، وأضاف سوف تقف إلى جانب السلام”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تشكل تهديدا ملموسا للسلام الإقليمي والعالمي”، فكيف سيُدافع أردوغان عن سلام عاجل ودائم، وهل يصل الأمر لتحالف عسكري يشمل سورية ضد دولة الاحتلال؟ وحول سُؤال عن الضربة التي نفّذها الاحتلال في الآونة الأخيرة على دمشق، قال أردوغان إن على “روسيا وسوريا وإيران أن تتّخذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية سلامة أراضي سوريا”. ويتبنّى الرئيس أردوغان على الأقل كلاميًّا منذ أحداث السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لغة الرغبة في استخدام القوة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويبدو أن الرئيس التركي بات أكثر قناعة بنجاعة المُقاومة والسلاح ضد أطماع الاحتلال، وهي لغة تضعه في دائرة تهديدات إسرائيلية للتعرّض لما تعرّض له الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكن يُواصل أردوغان تبنّي هذه العدائية الكلامية ضد الكيان، حيث أعلن أن “النضال الملحمي الذي تخوضه حركة حماس هو أيضًا من أجل تركيا”. المخاوف التركية من أطماع إسرائيلية، لا تتعلّق فقط بتواجد إسرائيلي في الشمال السوري، بل في منح الأكراد الانفصاليين وعلاقتهم الوثيقة بتل أبيب، بتأسيس كيان مستقل في شمال سورية، ثم ضم جنوب شرق تركيا، وهي ذات وجود كردي كبير، وحذّر وزير الدفاع التركي فعليًّا مما وصفه من تصاعد خطر جر المنطقة الجنوبية من تركيا إلى اضطرابات وصفها بالكبيرة على خلفية اتساع الحرب في لبنان. وما قبل إتمام مخطط احتلال دمشق، ومن ثم جنوب تركيا، نوّه أردوغان أنه بالتوازي مع الهجمات الإسرائيلية على غزة، تحدث أيضاً هجمات على خطوط الصدع الاجتماعي في تركيا، موضحًا “إنهم يريدون إثارة الاحتجاجات في الشوارع من خلال الحملات القذرة، ولا يمكن تجاهل هذا العدوان الإسرائيلي، مخابراتنا تعمل ونسيطر، من الألف إلى الياء، على أي خطوات تتخذها إسرائيل أو قد تتخذها تجاه تركيا”. وكان البرلمان التركي عقد، الثلاثاء الماضي، جلسة مغلقة سيظل مضمونها سرياً لـ10 سنوات، عرض فيها وزيرا الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، تدابير لحماية الأمن القومي التركي، وتطورات العدوان الإسرائيلي وتوسيع الهجمات من غزة إلى مناطق أخرى، والمخاطر المحتملة على تركيا. بكل حال، تبدو تحذيرات الرئيس أردوغان واقعية ويبدو أن الرجل راغب في اتخاذ خطوات عملية لإعادة علاقاته مع دمشق، كما لافت أن تصريحاته بخصوص مقاومة حزب الله للاحتلال إيجابية، ويعتبرها مشروعة لوقف الأطماع الإسرائيلية، فيما توضع علامات استفهام حول موقف المُعارضة التركية “العلمانية” التي قلّلت من مخاطر إسرائيل على تركيا، واعتبرت أنها جاءت لإلهاء المواطن التركي عن مصاعبه الداخلية الاقتصادية، وكأنها تتقاطع مع تصريحات الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي أكد أن تل أبيب لا تعد أي خطط عسكرية ضد أنقرة، وأن لدينا (إسرائيل) احترام كبير لشعب تركيا، الأمر الذي يتنافى مع آخر استطلاع رأي محلّي تركي، خلص إلى أن 89,4 في المائة من الأتراك يعتقدون بأن إسرائيل تريد أن تحتل جُزءًا من الأراضي التركية، ما يعني أن الأتراك يكنّون في غالبيّتهم العداء للدولة العبرية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 5:54 pm
ماذا بعد تحذير أردوغان من احتلال إسرائيل لسوريا؟ في تصريح لافت خلال حوار مع الصحفيين على متن طائرته أثناء عودته من زيارة إلى ألبانيا، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مخاوفه إزاء ما وصفه بخطر تحرك إسرائيلي نحو دمشق، مما فتح باب التساؤلات حول تداعيات هذا السيناريو على الأوضاع الإقليمية.
وحذر أردوغان من أن أي سيطرة إسرائيلية على العاصمة السورية قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الخارطة الجيوسياسية للبلاد، مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يقتصر على دمشق بل قد يمتد إلى الشمال السوري، مما قد يشكّل تهديدا مباشرا للأمن التركي على حدوده الجنوبية.
وشدد على ضرورة تفعيل آلية تعاون ثلاثية بين روسيا وسوريا وإيران، لافتا إلى أهمية اتخاذ خطوات "أكثر حزما" في مواجهة ما وصفه بـ"التنظيمات الإرهابية" المدعومة من الولايات المتحدة، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تمثل القوة الأساسية في قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
تحول وجاءت هذه التصريحات بعد خطاب سابق لأردوغان قال فيه إن "الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك بوهم الأرض الموعودة، وضعت الأراضي التركية ضمن مخططاتها بعد فلسطين ولبنان". وأكد أن "العدوان الإسرائيلي لا يتوقف عند حدودهما، بل يشمل تركيا أيضا"، مشددا على أن بلاده ستتصدى لـ "إرهاب الدولة بكل الوسائل المتاحة، دفاعا عن الوطن والشعب والسيادة".
وعقد البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، جلسة مغلقة سيظل مضمونها سريا لـ10 سنوات، عرض فيها وزيرا الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، تطورات العدوان الإسرائيلي وتوسيع الهجمات من غزة إلى مناطق أخرى، والمخاطر المحتملة على تركيا.
يرى المحلل السياسي باقي لالي أوغلو أن تصريحات أردوغان حول التهديدات الإسرائيلية لسوريا تعكس تحولا في السياسة التركية، إذ لم تعد تركز فقط على القضايا الإقليمية والإنسانية، بل باتت ترى أن "السياسات العدوانية لإسرائيل" تؤثر مباشرة على تركيا.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح لالي أوغلو أن التحركات الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا وإيران تسببت في زعزعة الاستقرار الإقليمي مما انعكس سلبا على تركيا.
وأضاف أن الهجوم البري المحتمل على سوريا قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة نحو الشمال السوري، ما قد يضطر أنقرة لتوسيع مناطقها الآمنة هناك.
وأشار إلى أن احتلال إسرائيل الكامل لسوريا غير مرجح حاليا، لكن الاحتلال الجزئي في جنوبها ممكن. كما حذر من أنها قد تسعى لاستهداف بعض الأراضي التركية ضمن ما يُسمى بـ "أرض الميعاد"، خاصة مع دعم الموساد لحزب العمال الكردستاني، مما يعزز التهديد المستقبلي لتركيا.
مصافحة دولت بهتشلي (يمين) لقيادات حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية
مصدر قلق من جانبه، أوضح الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون التركية محمود علوش أن ما حذرت منه تركيا طوال العام الماضي أصبح واقعا ملموسا اليوم، إذ توسّع إسرائيل دائرة التصعيد في الشرق الأوسط دون رادع، مما يوضح أهدافها بجلاء، لا سيما ما وعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تغيير جذري في المنطقة.
وأشار علوش -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن التحركات الإسرائيلية لم تعد مقيدة بحدود واضحة، مما يرفع مستوى المخاطر على جميع دول المنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق واليمن وإيران، موضحا أن الموقف قد يتفاقم إذا وجدت إسرائيل أن تكلفة توسعها منخفضة.
وبرأيه، يشكّل هذا الوضع مصدر قلق خاصا لتركيا، إذ إن مزيدا من الاضطرابات الإقليمية سيكون له انعكاسات أمنية واقتصادية وسياسية مباشرة على أنقرة.
وأوضح علوش أن نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها سيؤسس لواقع جديد في الشرق الأوسط تكون فيه هي القوة المهيمنة، وهو ما سيلحق أضرارا جيوسياسية كبيرة بالقوى الإقليمية الأخرى، بما في ذلك تركيا.
ووفقا له، يُعد المشروع الانفصالي الكردي في شمال سوريا أحد أكبر المستفيدين من أي تحولات كبيرة في الصراع، مما يثير قلق أنقرة، إذ يرى أردوغان أن تصاعد التهديدات في سوريا يجب أن يكون دافعا قويا لدمشق وحلفائها الروس والإيرانيين لتعزيز عملية التطبيع مع تركيا.
وفي خطوة مفاجئة، قام زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي، الذي طالما عارض الحوار مع الأكراد، بمصافحة أعضاء حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب المتهم بصلته بحزب العمال الكردستاني، ما أثار تكهنات كثيرة حول احتمالية تغيير موقف التحالف الحاكم تجاه الأكراد.
وفي تعليقه على الحادثة، قال أردوغان "نرى أن مصافحة السيد بهتشلي مع قادة حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية، وتصريحاته التي أطلقها أمس، خطوات قيمة للغاية، نحن نرى ضرورة أن تقوم الأحزاب التي تدعي انتماءها لتركيا بمحاسبة نفسها على ما فعلته في الماضي".
وأفاد موقع "المونيتور" بأن محادثات استكشافية جارية حاليا بين الحكومة التركية وعبد الله أوجلان، زعيم الكردستاني المسجون، بهدف استئناف المفاوضات لعملية سلام جديدة بين الحكومة والأكراد.
وبحسب الموقع، فقد تمكن أوجلان مؤخرا من التواصل المباشر مع قيادة حزبه المتمركزة في جبال قنديل بشمال العراق. ووفق أحد المصادر، قال أوجلان للقيادة الكردية "لقد حان الوقت لمناقشة إلقاء السلاح".
محادثات بين الحكومة وأوجلان زعيم العمال الكردستاني المسجون لاستئناف مفاوضات عملية سلام جديدة
جهود تليين برأي المحلل السياسي محمود علوش، أن هذا التحول يعكس جزءا من جهود التليين التي بدأها الرئيس التركي مع المعارضة عقب الانتخابات المحلية. ويعتقد أن تهدئة الاستقطاب الداخلي باتت ضرورة ملحة لمساعدة تركيا على الحد من تداعيات الحرب الإقليمية وتأثيراتها على البلاد.
ويضيف أن انفتاح التحالف الحاكم على الحزب الكردي يأتي مدفوعا بشكل رئيسي بأهداف سياسية داخلية، أبرزها رغبة أردوغان في تعديل الدستور، خاصة بعد تراجع رهاناته على التطبيع مع حزب الشعب الجمهوري، كما أنه يحمل بُعدا آخر يتمثل في السعي لإيجاد أفق مستقبلي لمعالجة الصراع المستمر بين الدولة والحالة السياسية الكردية.
إلا أن الباحث الأكاديمي جنك سراج أوغلو يرى أن هذه التحولات في سياسة تحالف الشعب الحاكم، رغم مكاسبها الداخلية كتسريع عملية إعادة صياغة الدستور وضمان ترشح الرئيس أردوغان لولاية جديدة، تحمل أيضا فوائد إستراتيجية على المستوى الخارجي. وإحداها -برأيه- قد تتمثل في تسهيل التوسع التركي في الشمال السوري عبر تفاهم مع الأكراد مقابل تنازلات تقدمها الحكومة.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الباحث الأكاديمي إلى أن التحرك الإسرائيلي في سوريا تحت ذريعة مواجهة النفوذ الإيراني لا يضمن بشكل واضح نوايا تل أبيب الحقيقية.
وبيّن أن العمليات الإسرائيلية في سوريا إن حدثت ستفتح المجال لدور أميركي أكبر في المنطقة، ما قد يساهم في تقوية المشاريع الانفصالية التي تدعمها قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد).
القوات التركية في الشمال السوري
كما لا يستبعد سراج أوغلو احتمال قيام أنقرة بعملية عسكرية في مناطق شرق الفرات، مؤكدا أن الهدف الرئيسي منها سيكون حماية مصالح تركيا، ومنع قيام كيان انفصالي في سوريا يمثل تهديدا لأمنها القومي.
وأوضح أن التحركات العسكرية التركية الأخيرة، بما في ذلك التعزيزات الكبيرة التي دفعت بها إلى مواقعها في شمال غربي سوريا، خاصة في إدلب، تشير إلى أن أنقرة مستعدة لمواجهة أي تطورات ميدانية قد تفرضها الأوضاع على الأرض. وقال إن المحادثات بين الحكومة التركية وعبد الله أوجلان، إن صحت، ستفتح الباب أمام فصل جديد في العلاقات بين الطرفين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عندما يحذّر أردوغان من غزو إسرائيل دمشق الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 5:56 pm
إسرائيل تباشر أعمالا بسوريا ومصادر تكشف ردود فعل النظام والقوات الروسية نقلت رويترز عن مصادر أمنية أن القوات الإسرائيلية تباشر أعمالا جديدة في الجولان السوري المحتل وفي المنطقة العازلة. وكشفت هذه المصادر عن طبيعة ردود الفعل الميدانية التي اتخذها جيش النظام السوري والقوات الروسية المتمركزة في المنطقة.
وقال عسكريون من لبنان وسوريا إن قوات إسرائيلية تزيل ألغاما أرضية وتقيم حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا.
ووفق هؤلاء، فإن هذه التطورات تشير إلى أن إسرائيل ربما توسع عملياتها البرية ضد حزب الله.
وذكروا أن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة أبعد من ناحية الشرق على الحدود اللبنانية، بينما تنشئ منطقة آمنة تمكنها من القيام بحرية بعمليات استطلاع ومراقبة.
وكشفت مصادر أخرى أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين المنطقة المنزوعة السلاح نحو الجانب السوري، وتنفذ أعمال حفر لإقامة المزيد من التحصينات في المنطقة.
ومن بين هذه المصادر جندي سوري متمركز في جنوب سوريا ومسؤول أمني لبناني، ومسؤول بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
هجوم أوسع وقد يؤدي عمل عسكري من الجولان المحتل أو المنطقة المنزوعة السلاح إلى توسيع الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
ومن خلال توسيع جبهتها في الشرق، تستطيع إسرائيل أن تشدد قبضتها على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة والتي يمر بعضها عبر سوريا وإيران التي تدعمه.
وقال نوار شعبان، الباحث في مركز حرمون ومقره إسطنبول، إن العمليات في الجولان تبدو وكأنها محاولة للإعداد لهجوم أوسع في لبنان.
وقالت مصادر أمنية سورية ولبنانية إن إزالة الألغام وغيرها من الأعمال الهندسية التي تقوم بها إسرائيل تسارعت خلال الأسابيع الماضية.
وكانت المنطقة المنزوعة السلاح على مدى العقود الخمسة الماضية موقعا لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية بعد حرب عام 1973.
وقال مسؤول في قوات حفظ السلام الدولية في نيويورك إن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "لاحظت في الآونة الأخيرة بعض أنشطة البناء للقوات العسكرية الإسرائيلية في محيط منطقة الفصل"، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وحين سئل الجيش الإسرائيلي عن إزالة الألغام، قال إنه "لا يعلق على خطط العمليات"، وإنه يقاتل حاليا حزب الله من أجل السماح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان.
إخلاء وتفاهم وأفادت المصادر السورية واللبنانية أن القوات الروسية غادرت في هذه الأثناء موقع تل الحارة، وهو أعلى نقطة في محافظة درعا جنوبي سوريا ونقطة مراقبة إستراتيجية.
وقال ضابط عسكري سوري إن الروس غادروا بسبب تفاهمات مع الإسرائيليين لمنع الصدام.
وقال ضابط بالجيش السوري إن قادة الجيش أمروا صباح اليوم الثلاثاء المجموعات شبه العسكرية السورية بالانسحاب من منطقة القنيطرة الجنوبية في الجولان في غضون 24 ساعة.
وذكر مصدران من الفصائل العراقية المسلحة أن أوامر صدرت للمقاتلين التابعين للفصائل بالانسحاب من مناطق في ريف القنيطرة الجنوبي، بعد رصد دبابات إسرائيلية في المنطقة.
وقال المصدران إن المقاتلين العراقيين تلقوا تعليمات بعدم الاشتباك مع القوات الإسرائيلية بشكل مباشر.
تسويات في درعا وتوغل إسرائيلي بالقنيطرة جنوبي سوريا بدأت القوات السورية، مساء أمس الاثنين، بإجراء تسويات للعناصر المنشقين عن قواتها، في مدينة جاسم بريف محافظة درعا الشمالي جنوبي سوريا.
ويشرف اللواء الثامن التابع لشعبة المخابرات العسكرية، والذي تشكّل بدعم روسي بعد اتفاق التسوية عام 2018، على سير أمور التسوية.
وقال "ج – ق" وهو أحد المنشقين عن الجيش السوري الموجودين في مدينة جاسم للجزيرة نت، إن هذه التسوية لا تختلف كثيرا عن التي عرضت عليهم سابقا.
وأضاف أنه أجرى تسوية هذه المرة برفقة ما يقارب من 50 منشقا آخرين من أبناء المدينة، وأنه يعلم ما هي الشروط، لكنه لن يطبقها حيث وصفها بـ"الانتحار".
بنود اتفاق التسوية عام 2018 في الجنوب السوري
شروط مستحيلة وأكد المنشق على أن أبرز شروط التسوية الجديدة بخصوص المنشقين تقضي بتسليمهم أنفسهم بعد شهر واحد من إجرائها، وهو الشرط الذي يستحيل تطبيقه ليس من قِبله فقط بل من قبل جميع من هم في حالته.
وعن شرط تسليم السلاح، قال إنه رُفض من قبل وجهاء المدينة، وأضاف أنهم لن يتخلوا أبدا عن السلاح الخفيف الذي كان من المقرر أن يبقى بحوزتهم بناء على اتفاق التسوية عام 2018.
وأكد أنه بتسليم المنشق نفسه للجيش السوري لن يلقى سوى مصير واحد "وهو السجن ومن ثم القتل، أو إرساله إلى أحد المقرات العسكرية وقتله هناك، لذلك فكرة تسليم أنفسنا غير واردة أبدا".
وقال "أ – ا"، وهو قائد إحدى المجموعات المحلية في مدينة جاسم للجزيرة نت، إن "التسوية في المدينة ليست سوى فرصة للنظام لإثبات وجوده أمام مناصريه"، في الوقت الذي لا يستطيع فيه دخول المدينة ليعتقل شخصا مطلوبا منها، على غرار الكثير من مناطق درعا.
وأضاف "النظام استغل الخلافات الشخصية التي حصلت في مدينة جاسم مؤخرا، واستُخدم فيها السلاح، كحجة للضغط وإجراء تسويات جديدة لتسليمه"، مؤكدا أنه سبق الاتفاق على أن تبقى 3 قطع كلاشنيكوف بيد المنشق، بعد أن كانت مطالب القوات السورية بقطع السلاح عن كل منشق يعمل تسوية.
وأشار إلى أن الجيش السوري اختار مدينة جاسم لإجراء التسوية لأنها أحد أكبر مدن الريف الشمالي لمحافظة درعا، حيث من المتوقع أن تمتد التسويات لاحقا إلى مدن وبلدات المحافظة الأخرى، على غرار ما حدث في عام 2021، حيث تم إجراء تسويات لجميع مناطق المحافظة بعد عملية عسكرية في درعا البلد، انتهت باتفاق بين قوات الحكومة واللجنة المركزية الممثلة عن الأهالي.
صورة أرشيفية لجنود إسرائيليين بالقرب من الحدود السورية في محافظة القنيطرة
توغل إسرائيلي وعلى صعيد آخر، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل داخل الأراضي السورية في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وعملت على حفر أنفاق ورفع سواتر ترابية فيها، وذلك بعد يومين من توغلها بالقرب من بلدة كودنة بريف القنيطرة، بعمق 500 متر داخل الأراضي السورية برفقة آليات عسكرية، وقطعها لمئات الأشجار وتسويتها بعض السواتر الترابية التابعة للجيش السوري في الأرض.
كما توغلت يوم الاثنين، مجموعة كبيرة من عناصر الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها عربات مصفحة ودبابات غربي بلدة الأصبح بريف القنيطرة، وعملت على تجريف الأرض ورفع سواتر لتتمركز بداخلها، كما شقت الآليات طرقا جديدة لتسهيل حركتها، وقدرت المسافة التي توغلت قوات الاحتلال بعمق الأراضي السورية بـ200 متر.
وتشهد الحدود السورية حالة من الاستنفار غير المسبوق، حيث لا تكاد تغادر طائرات الاستطلاع سماء المنطقة، في الوقت الذي تتخوف فيه قوات الاحتلال من أي عملية تسلل.
كما صادرت القوات الإسرائيلية قبل أيام 300 رأس من الماعز في وادي الرقاد غربي درعا، حيث كان أصحابها يرعون قرب الحدود، قبل أن تعيدها إلى أصحابها بعد يومين.
وبالرغم من كل هذه التحركات التي تشهدها المنطقة، يقول السكان إن الجيش السوري الموجود لا يصدر أي ردة فعل من مواقعه، بينما ذكرت مصادر محلية أنه انسحب من بعض المواقع.