الليبرالية الغربية خلقت تعصبا..
بوتين يرسم ملامح النظام العالمي الجديد: تهديدات الهيمنة الغربية ستنتهي وهذا ليس وهما
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، خلال فعاليات منتدى فالداي بنسخته الحادية والعشرين، حول عدد من المواضيع الإقليمية والعالمية وأهم المستجدات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
وأضاف بوتين خلال كلمة ألقاها في منتدى فالداي بنسخته الحادية والعشرين، أن "النظام العالمي الجديد يتشكل أمام أعيننا والسنوات العشرين المقبلة قد تكون أصعب".
وأكد بوتين أن "لحظة الحقيقة قادمة، وأن النظام العالمي القديم ذهب بلا عودة، وأن الليبرالية الغربية أدت إلى التعصب والعدوان الشديد".
ووفقا لبوتين، فإن "الصراع من أجل تشكيل عالم جديد بدأ وهذا ليس صراعا على السلطة بل صراع مبادئ، وأن الدعوات لهزيمة روسيا تكشف النزعة المغامرة والمتطرفة لبعض السياسيين".
ونوه بوتين، قائلا: "وصلنا إلى نقطة خطرة والديمقراطية بات يجري تفسيرها باستمرار على أنها حكم الأقلية وليس حكم الأغلبية".
وأكد بوتين أنه "إذا نظرت إلى الوراء 20 عامًا، وقمت بتقييم حجم التغييرات، ثم توقعت التغييرات في السنوات المقبلة، فيمكنك الافتراض أن العشرين عامًا المقبلة لن تكون أقل صعوبة، إن لم تكن أكثر صعوبة".
وأشار بوتين إلى أنه "لا أحد يضمن عدم استخدام الغرب للأسلحة النووية، والغرب لديه إيمان أعمى بإفلاته من العقاب وهذا ينذر بمأساة".
كما شدد بوتين على أن "الغرب الجماعي حاول فصل روسيا عن النظامين العالميين الاقتصادي والسياسي والعقوبات الغربية ضد بلادنا لم يكن لها أي تأثير لأن العالم بحاجة روسيا".
وأضاف أيضا: "روسيا لا ترى في الحضارة الغربية عدوا لها ولا تطرح مسألة نحن أو هم، والصراعات الحادة تؤدي إلى تعقيد التنمية العالمية لكنها لا تمزقها والعالم يتغير بشكل كبير لا رجعة فيه".
وأشار إلى أن "روسيا لا تريد تعليم أحد أو فرض وجهة نظرها على العالم ولا يمكن الحديث عن أي هيمنة في البيئة الدولية الجديدة".
ووفقا له، فإن "تيار السياسة العالمية يعاكس تطلعات الغرب وأذكّرهم بأن محاولة إعادة بناء العالم في القرن الماضي نظروا إليها على أنها انتصار لهم واستسلام لروسيا".
ونوه بأن "المصادر الحقيقية للصراعات الحديثة سلوك مخز وجشع جيوسياسي غير مسبوق للغرب بعد الحرب الباردة".
وشدد بوتين على أن "العالم اليوم لا يشهد صراعا بين كل أطرافه بل يشهد صراع الأقلية العالمية للحفاظ على الهيمنة".
وأضاف بوتين أن "محاولات إقامة حواجز مصطنعة تعيق التنمية الاقتصادية التي تعود بالنفع على الجميع وقطع العلاقات، أمر خطير".
وأشار إلى أنه "في العالم الناشئ المتعدد الأقطاب لا ينبغي أن تكون هناك دول وشعوب خاسرة ولا ينبغي لأحد أن يشعر بالحرمان والإذلال".
ووفقا له فإنه "لا يمكن الحديث عن أي هيمنة في البيئة الدولية الجديدة. وعندما تفهم واشنطن والعواصم الغربية الأخرى هذه الحقيقة التي لا يمكن دحضها والتي لا مفر منها، على سبيل المثال، فإن عملية بناء نظام عالمي يستجيب لتحديات المستقبل ستدخل أخيرا مرحلة من الإبداع الحقيق ونتمنى ذلك قريبًا".
وقال بوتين في كلمة أمام اجتماع نادي "فالداي" الدولي للحوار: "إن الصراعات الحادة القائمة على المبادئ والمشحونة عاطفيا، بالطبع، تعقّد بشكل كبير التنمية العالمية لكنها لا تعطلها، فهناك سلاسل تفاعل أخرى تظهر بدلاً من السلاسل التي دمرتها القرارات السياسية وحتى الوسائل العسكرية، نعم، الأمر أكثر تعقيدا، ومربكا في بعض الأحيان، لكنه يحافظ على الروابط الاقتصادية والاجتماعية. لقد رأينا هذا في تجارب السنوات الأخيرة".
وأكد بوتين خلال كلمته: "لقد بدأ يتكشف صراع جدي وغير قابل للتوافق من أجل تشكيل (نظام عالمي) جديد. وهو غير قابل للتوافق وقبل كل شيء، لكونه ليس صراعًا على السلطة أو النفوذ الجيوسياسي، إنه صراع المبادئ في حد ذاتها، والتي ستبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب في المرحلة التاريخية المقبلة".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن "القادة الأوروبيين قالوا لي بوجهي إنهم لا يفهمون سبب خوفهم مني، وروسيا لم تكن أبدا البادئ باستخدام القوة لكن عند الضرورة سنتخذ جميع التدابير لحماية البلاد".
ووفقا للرئيس الروسي، فإن هناك من يظهرون اهتمامًا بالعمل وبشكل وثيق مع مجموعة "بريكس" حتى بين دول الناتو".
وأضاف الرئيس الروسي أن "روسيا أوقفت مرارا من كانوا يسعون إلى الهيمنة على العالم وستتبقى كذلك وستحقق كل أهدافها".
وقال بوتين: "إن تهديدات الهيمنة الغربية التي اكتسبتها بعض الدول خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في نهاية القرن العشرين، عاجلًا أم آجلًا ستنتهي وهذا ليس وهمًا".
وأضاف بوتين أن "سياسة نخب الغرب الجماعي لها تأثير محدود من حيث عدد الموالين لها، فهي لا تهدف إلى التقدم والإبداع بل للتخلف والسيطرة".
وأكد الرئيس الروسي أن "توسع الناتو شرقاً بات يبدو وكأنه تدخل زاحف يهدف إلى تدمير روسيا ونحن اليوم نناضل من أجل حرية بلادنا وحقوقها وسيادتها".
وقال بوتين في اجتماع لنادي "فالداي" للحوار: "يبدو هذا أكثر وضوحًا في سياق توسع الناتو شرقًا. لقد قطعوا عهدًا على أنفسهم بأنهم لن يفعلوا ذلك، ولكنهم يفعلوها، ويفعلون كل شيء. وهذا، كما تعلمون، في النهاية ... أرادوا ببساطة ألا يديرون بالاً لرأينا. في النهاية، بدأ كل شيء يظهر وكأنه زحف تدخل، وبدون مبالغة موجه بوهم نحو نوع من إذلالنا، أو في أحسن الأحوال، تدمير البلاد سواء من الداخل أو من الخارج".
وأشار بوتين إلى أن "الضغط على بلادنا غير مجدٍ لكننا مستعدون دائمًا للتفاوض وروسيا لا تقاتل من أجل سيادتها فحسب بل وأيضاً من أجل حرية معظم الدول".
وهنأ الرئيس الروسي دونالد ترامب بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة، مؤكدًا أن "روسيا ستعمل مع أي رئيس أمريكي يختاره الشعب الأمريكي".
ووفقا له، فإن "ترامب كان مطاردا من كل حدب وصوب خلال الفترة الأولى من رئاسته للولايات المتحدة وقد أظهر الحزم والثبات في الظروف الاستثنائية".
وأشار، إلى أن روسيا ستحمي نفسها ومواطنيها ولن يكون لدى أحد أي أوهام في هذا الشأن.
وقال بوتين: "عند الضرورة، سنتخذ بالطبع جميع التدابير لحماية روسيا وكل مواطن منها وسنحقق دائمًا أهدافنا... سنحمي أنفسنا وشعبنا، ولا تساورن أحدا أي أوهام بشأن هذا الأمر".
ويعد نادي فالداي الدولي للحوار تجمعًا يضم كبار الخبراء الأجانب والروس في مجال العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والعلاقات الدولية.