منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته Empty
مُساهمةموضوع: علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته   علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته Emptyالأربعاء 27 نوفمبر 2013, 10:39 pm

علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته
أولا: تعريفه:
علم العروض هو أحد العلوم اللغوية والأدبية، يهدف إلى دراسة الشعر العربي من الناحية الموسيقية أو الوزنية لمعرفة أوزانه ونغماته وتمييز صحيحها من فاسدها.
ويذكر الباحثون والعروضيون أسبابا عديدة وراء تسميته بهذا الاسم، لغويا واصطلاحيا. ومن الواضح أن هذه الأسباب تتيح للدارس صياغة تعريف علم العروض من الوجهة اللغوية ومن الوجهة الاصطلاحية.
1- الوجهة اللغوية:
تطلق كلمة عروض (وهي اسم مؤنث) لغة على الظهور والبروز، ففي لسان العرب لابن منظور: عرض له أمر، أي ظهر وبدا له، وعرض الشيء عليه، أي أراه إياه وأظهره له، وتعني العروض أيضا: المكان الذي يعترض السائر، كما تعني الحاجز الذي يفصل بين النساء والرجال في الخيمة، وتدل أيضا على الناحية أو الجهة، فيقال: قصد فلان عروضا ما، أي ناحية معينة، وتطلق على البعير الذي إن فاته الكلأ أكل الشوك، كما تطلق على الطريق في عرض الجبل، أو على الإبل التي لم تروض، وتدل الكلمة كذلك على فحوى الكلام ومعناه، فيقال: عرفت تلك الفكرة من خلال عروض كلامه أو معرض كلامه، أي من خلال فحوى أو معنى كلامه. غير أن الكلمة تطلق على معاني أخرى منها: السحاب في السماء، وعرض الشعر، أي عرض الشعر على الميزان الذي يقوم بفحصه ليعرف صحيحه من فاسده ومختله من متزنه...الخ. . وأخيرا وليس آخرا، فالعروض تطلق على التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول من البيت.
ويروي ابن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" بأن الخليل أطلق على علمه اسم "العروض" بمكة المكرمة التي كان من أسمائها "العروض"، وذلك لأنه اكتشفه واستنبطه واستقرأه من الشعر العربي الجاهلي والإسلامي بمكة، فسماه باسمها تبركا وتيمنا بالبقاع المقدسة التي ألهمته وضع علم لموسيقى الشعر العربي يصونه من الخلل والفساد، ولم يسبقه إليه أحد. . في حين يذكر آخرون أن التسمية جاءت نسبة إلى المدينة التي ولد فيها، التي تسمى العروض.
ومن الواضح أن العديد من اللغويين والعروضيين قد أشاروا إلى هذه المعاني اللغوية المختلفة في كتبهم ومعاجمهم، مثل الجوهري في معجمه "الصحاح في اللغة والعلوم"، والزبيدي في "تاج العروس"، وابن خلكان في معجمه سالف الذكر "وفيات الأعيان"، وغيرهم كثيرون. ولكن الواقع أنه لا يمكن الجزم بالسبب الحقيقي الذي من أجله سمى الخليل علمه الذي اكتشفه باسم "العروض"، وما هذه التفسيرات سوى تخمينات أو افتراضات تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب. ومع ذلك فإن أشهر التفسيرات الواردة في الكتب والمعاجم هي تلك التي تجعل سبب التسمية كون الخليل اكتشف هذا العلم بمكة.
2- الوجهة الاصطلاحية:
يشير الخليل بن أحمد في كتابه العين إلى أن "عروض الشعر هي الميزان الذي يعرض عليه الشعر لقياسه وتقويمه. وتجمع الكلمة على أعاريض، وهي مؤنث، ويجوز تذكيرها".
فالعروض إذن، سواء أكانت مؤنثة أو مذكرة، هي عبارة عن اسم "لعلم" يعرض عليه الشعر لمعرفة صحيح وزنه من فاسده ومتزنه من مختله. وهذه الصياغة تعد واحدة من تعاريفه الاصطلاحية.
وأيا ما كانت التعليلات التي قيلت في شأن تسمية العلم الذي يختص بدراسة قواعد الوزن الشعري أو موسيقى الشعر، فإن من أوضح تعريفاته الواردة في العديد من المؤلفات هو أنه ميزان أو معيار يعرف به مكسور الشعر من موزونه، وكما أن للنحو معيارا يعرف به معرب الكلام من ملحونه، فكذلك للعروض معيار يعرف به صحيحه من فاسده. فالعروض بالنسبة للشعر كالنحو بالنسبة للغة؛ إذ أن هذا الميزان أو المعيار لا مناص منه ولا بد من معرفة قواعده وأصوله التي تيسر للشاعر الموهوب وللناقد المحلل للأثر الشعري وللقارئ المتذوق للشعر قراءته قراءة صحيحة.
ثانيا: نشأته:
لم يكن العرب في العصر الجاهلي في حاجة إلى علم يعلمهم فن النظم أو فن الشعر، فقد كانوا يقولون الشعر عن سليقة أو ملكة، وطبقا لأوزان أو بحور يعرفونها معرفة جيدة ويدركون ما تحمله من زحافات وعلل مختلفة إدراكا فطريا.
ولعل معرفتهم الفطرية بلغتهم وفنون الكلام الذي يتعاطونه هي التي جعلتهم يستغنون عن وضع القواعد والمصطلحات الملائمة للنحو والصرف والعروض والبلاغة وغير ذلك من علوم اللغة. .
ومعنى ذلك أن أول ما قاله العرب من الشعر لم يكن خاليا من عروض أو وزن بسبب عدم اهتمامهم بتقنينه في علم أو وضعه في كتاب يحفظه من عوادي الزمان، ويتوارثه الخلف عن السلف. فالشعر الجاهلي جميعه موزون ومقفى، لأن مبدعيه من الشعراء كانوا على دراية فطرية بأوزانه على تباينها واختلاف أشكالها، وظل الأمر كذلك حتى انتشرت اللغة العربية بعد الإسلام في الأقطار المفتوحة في مشارق الأرض ومغاربها، حيث دخلت أمم أجنبية عديدة في الدين الجديد واضطرت إلى استعمال اللغة العربية لتأدية الفرائض والشعائر والمناسك وقضاء الحاجات العامة، وكان من نتيجة ذلك أن أخذ اللحن يشيع فيها، بسبب ضعف معرفة المستعربين بالشعر العربي وأوزانه. وهنا ظهرت الحاجة الماسة إلى جمع وتصنيف اللغة العربية ووضع مختلف القواعد التي تحفظها من الزلل والانحراف وسوء الاستعمال. فانكب ثلة من العلماء الأفذاذ على وضع علوم النحو والصرف والبلاغة والعروض لصونها من شوائب التشويه ومساعدة الأعاجم على استعمالها على النحو الصحيح.
وهكذا نشأ علم العروض – مثل غيره من العلوم العربية - في القرن الثاني الهجري على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استنبط من الشعر الجاهلي، عن طريق الاستقراء، عددا من البحور، وحصر ما يعتور تفعيلاتها من تغييرات ومن زحافات وعلل، وأعطاها أسماء صارت مصطلحات محددة تعرف بها الآن، كما ضبط القوافي ووضع لها أسماء خاصة، فاستنبط بذلك علم موسيقى الشعر العربي بصفة كاملة ودفعة واحدة. .
وعلى الرغم من أن بعض الباحثين قد ادعوا بأن الخليل بن أحمد قد استقى علمه غير المسبوق من منابع ومصادر أجنبية، واستلهمه من العروض اليوناني أو الفارسي أو السنسكريتي، إلا أن المؤكد من الوجهة التاريخية أنه نشأ نشأة عربية محضة. وليس ثمة ما يؤيد قول القائلين بالتأثير الأجنبي، لأنه لم يثبت عن الخليل أنه كان على دراية ومعرفة بلغات تلك الأمم وثقافتها، ولأن العروض الغربي أو الأجنبي مبني على مقاطع صوتية صغيرة خاصة ومميزة، بينما العروض العربي قائم على تفعيلة مركبة من عدد من الحركات والسواكن.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن علم العروض أو البحور الشعرية، لا يمكن أن يكون هو نفسه عند سائر الأمم، لأن التذوق الموسيقي يختلف باختلاف أمزجة وطبائع الناس وبيئاتهم الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، ومن ثم فموسيقى الشعر الإغريقي أو الفارسي أو الهندي ليست بالتأكيد هي موسيقى الشعر العربي، وعروض أو قوانين هذه اللغات الأجنبية ليست عروض وقوانين اللغة العربية.
والواقع أن أصالة علم العروض العربي تظهر في خصائصه الكثيرة التي تميزه عن سواه، كتأليف البيت من شطرين متساويين – وهما مصراعاه – لاحتوائهما على مجموعة من التفعيلات أو الأجزاء المتساوية، بعضها تبدأ بوتد (التغعيلات الأصلية)، وبعضها تبدأ بسبب (التفعيلات الفرعية). وتسمى التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول عروضا والتفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني ضربا. وهذه المميزات كافية لإثبات أن عروض الشعر العربي كان يجري على موسيقى معينة لا يعرفها ويحسن تذوقها إلا العرب.
ثالثا: مؤسس علم العروض:
أجمع علماء الأدب والتراجم مثل حمزة الأصفهاني في كتابه "التنبيه على حدوث التصحيف" وياقوت الحموي في "معجم الأدباء" وعلي بن يوسف القفطي في كتابه "إنباء الرواة" وابن خلكان في "وفيات الأعيان" وغيرهم، على أن الخليل بن أحمد الفراهيدي (نسبة إلى قبيلته فرهود التي هي فرع من الأزد القبيلة الكبرى)، هو مؤسس علم العروض الذي اكتشفه واستخرجه إلى حيز الوجود كاملا ودفعة واحدة، وذلك بحصر التراث الشعري العربي حتى زمانه في 15 عشر بحرا أو وزنا، وزاد عليها تلميذه الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي (نسبة إلى قبيلة مجاشع) بحرا سماه "المتدارك"، لأنه تدارك به ما فات الخليل من بحور أو تفعيلات. وبهذا العمل الجليل الذي نهض به الخليل أصبح للشعر العربي ستة عشر بحرا أو وزنا ما تزال متداولة إلى اليوم.
وتؤكد المعطيات والمعلومات الترجمية أن الخليل قد وضع هذا العلم بشكل غير مسبوق، وأنه اكتشفه على غير مثال سابق. ولا غرو في ذلك، فالخليل كان رجل ابتكارات ومكتشفات عديدة: فهو أول من ابتكر فكرة المعاجم العربية بتأليف "كتاب العين"، وهو أول من اخترع علم الموسيقى العربية وجمع فيه أصناف النغم المعروفة، وكان السباق إلى تصحيح القياس اللغوي واستخراج مسائل النحو وعلله من المادة اللغوية الضخمة التي كانت متوافرة لديه والتي استفاد منها أيما استفادة تلميذه "سيبويه" الفارسي الأصل في مؤلفه المعروف "بالكتاب".
ولد أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد في نهاية القرن الأول الهجري (سنة 100هـ)، وتوفي في الربع الأخير من القرن الثاني الهجري، أي حوالي 170 أو 175 أو 180 هجرية.
وقد درس الخليل علوم الحديث واللغة على أبي عمرو بن العلاء وأيوب السختياني وعاصم الأحول وغيرهم. وعنه أخذ العديد من علماء اللغة منهم الأصمعي وسيبويه والأخفش والنظر بن شميل وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم كثيرون.
كان الخليل أحد أئمة اللغة والنحو والأدب في العصر العباسي الأول، قال عنه المؤرخون أنه كان غاية في الذكاء والفطنة وبحرا فياضا في العلوم. "جمع بين الورع والشجاعة، يحج سنة ويغزو أخرى، وكان زاهدا في مباهج الدنيا، معرضا عن مفاتنها وسلطانها، فقد كتب إليه والي الأهواز سليمان بن علي يستدعيه لتأديب ولده (لتعليمه العلم والأدب)، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزا يابسا، فقال له الرسول فما أبلغه عنك؟ (أي ما الذي أقوله له عنك)، فأنشأ يقول:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة *** وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحـا بنفسي أنـي لا أرى أحـدا *** يمـوت هـزلا ولا يـبـقـى علـى حال
فالرزق عن قدر لا العجز ينقصـه *** ولا يـزيـدك فـيـه حـول مـحـتــــــال
والفقر في النفس لا في الناس نعرفه
ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
فقطع سليمان عنه راتبه، فرد عليه الخليل قائلا:
إن الذي شق فمي ضامن *** للـرزق حـتـى يتـوفـاني
حـرمتني خـيـرا قليـلا فـمـا *** زادك في مالك حرماني
فبلغت سليمان هذه الأبيات، فأقامته وأقعدته، وكتب إلى الخليل يعتذر إليه. وهذا الموقف إن دل على شيء، فإنما يدل على شجاعة الخليل وعزة نفسه وقناعته الراسخة. .
وترك الخليل مصنفات عديـدة في اللغـة والنحو وموسقى الشعـر ذكرهـا ابـن النـديم فـي كتابـه
«الفهرست". ومن هذه المصنفات: "كتاب العين (وهو أول معجم في اللغة العربية) وكتاب النغم
وكتاب العروض وكتاب الشواهد وكتاب الجمل وكتاب في العوامل وغيرها من المصنفات". .
ويعتبر الخليل بن أحمد أول من جمع حروف اللغة العربية في بيت واحد فقال من (البسيط):
صف خلق خود كمثل الشمس إذ بزغت ** يحظى الضجيج بها نجلاء معطار .
ولعل معرفته الواسعة بالشعر الجاهلي والإسلامي وقرضه الشعر – إذ كان من الشعراء المقلين - هما اللذان ساعداه على إيجاد طريقة لوزن أشعار العرب وحصرها في 15 عشر بحرا. ولكن لا أحد من الباحثين وعلماء العروض اليوم يعرف بالضبط كيف اهتدى الخليل إلى ذلك، وعلى أي شيء اعتمد: أعلى التنغيم واستعماله كمعادل موضوعي، أم على وقع مطرقة على طست كما جاء في بعض الروايات؟. .
وبناء على ما تقدم يتجلى أن علم العروض هو علم تعرف به صحة أوزان الشعر العربي حين تعرض عليه الأشعار، فيكشف بذلك عن مواطن الخلل فيها، ويحدد صحيحها من فاسدها، ويبين موزون الشعر من مختله، فيأمن بذلك الشاعر أو الناظم من التباس أو اختلاط البحور بعضها ببعض.
وفي هذا المعنى يقول أحد الشعراء :
وللشعر ميزان يسمى عروضه *** بها النقص والرجحان يدريهما الفتى .
رابعا: أهمية علم العروض:
لعلم العروض، الذي يدرس موسيقى الشعر العربي، أهمية كبيرة في الثقافة الأدبية والشعرية يحتاج إليها الدارسون والقراء للشعر العربي عامة والشعراء والنقاد بصفة خاصة. صحيح أن معرفة علم العروض لا تخلق شاعرا ولا موهبة، ولكنها تساعد على كشف المواهب والقرائح وتنميتها، وعلى تذوق أرهف وأعمق للفن الشعري، وهي تشكل عدة لمحبي هذا الفن وفهمه وتذوقه وإبداعه.
ويمكن تلخيص الأهمية التي ينطوي عليها علم العروض في النقاط التالية:
1- التمييز بين الشعر والنثر الفني الذي يشترك مع الشعر في بعض الخصائص، مثل الفكرة والعاطفة والخيال والأسلوب، ولكنه يختلف عنه في خصائص أخرى منها الوزن والقافية..الخ.
2- التمييز بين الشعر العمودي الخليلي والشعر الحر الذي له خصائصه ومميزاته الموسيقية التي تختلف عن خصائص الشعر التقليدي.
3- حاجة الشعراء إلى معرفة علم العروض للإفادة منه في نظم القصائد واختيار البحور الملائمة لصياغة تجاربهم في قصائد شعرية أو عمل شعري مميز. وهذا لا يعني أن هناك علاقة ضرورية أو حتمية بين القصيدة التي يبدعها الشاعر والبحر الذي تبنى عليه، فالشاعر هو الذي يختار الوزن أو البحر الملائـم لصياغة تجربتـه في قصيدة معينـة، وهـو يختاره عفويا أو تلقائيا، وليس بشكل مقصود. فما الوزن بالنسبة للشاعر سوى الوعاء أو القالب الموسيقي الذي يصب فيه تجربته.
خامسا: المصطلحات العروضية:
لكل علم من العلوم مفرداته ومصطلحاته التي تضبط مسائله وموضوعاته وتحدد قواعده، ولا يمكن معرفة هذا العلم واستيعاب أسسه ومواضيعه إلا بمعرفة هذه المصطلحات.
لذلك ينبغي أن نقدم بعض المصطلحات الأساسية الضرورية لمعرفة هذا العلم وفهم قواعده وأصوله، على أن نعالج مصطلحات أخرى في حينها. وأهم هذه المصطلحات:
1- الشعر أو فن الشعر:
عرف الدارسون والنقاد القدماء فن الشعـر تعريـفـات مختلفة تبـرز عناصـره ومقوماتـه وخصائـصـه
الفنية. ومن بين هذه التعريفات قول قدامة بن جعفر الناقد العباسي في كتابه "نقد الشعر"، حيث يقول: "الشعر قول موزون مقفى يدل على معنى"، كما عرفه ابن خلدون بقوله "الشعر هو الكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به".
وإذا كان تعريف قدامة موجزا محصورا في المعنى والجانب الموسيقي، وهو ما يتطلبه التعريف العروضي، فإن تعريف ابن خلدون قد جمع بين التعريف العروضي والتعريف الفني حيث أضاف الاستعارة، وهي من الصور الخيالية والصفات الفنية الأخرى التي ينطوي عليها الشعر، مما يجعل تعريفه عروضيا وفنيا في آن واحد.
2- القصيدة:
يرى اللغويون أن الأصل اللغوي لمفردة قصيدة مأخوذ من "القصد". والقصد من الشعر هو ما تم شطر أبياته. وقيل سمي الشعر قصيدا، لأن قائله يهتم به وينقحه ويهذبه باللفظ الشيق والمعنى المختار.
ويرى ابن رشيق القيرواني في كتاب "العمدة" أن أصل التسمية يعود إلى الغرض الذي يقصده الشاعر من إنشاء القصيدة، كأن يكون غرضا ذاتيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو غير ذلك من الدوافع التي تدفعه إلى الإبداع.
أما من الناحية الاصطلاحية العروضية، فالقصيدة عبارة عن مجموعة من الأبيات الشعرية تتراوح بين سبعة أبيات فما فوق، وقد تبلغ مئات من الأبيات مثل المعلقات والنقائض والقصائد المدحية ويسميها بعض النقاد بالمطولات.
ويميز النقاد والعروضيون بين أنماط من القصائد طبقا للأغراض التي تتضمنها، ومنها:
أ- القصيدة المركبة:
وهي القصيدة التي تتركـب من أكثر مـن غـرض، خاصة إذا ترتبت الأغـراض في نـظـام متشاكـل
وتأليف ملائم، فذلك مما يحقق التجاوب والتأثير بكل ما هو منسجم العناصر أو متسق التأليف.
ومن أمثلة هذه القصائد ما ذكرناه آنفا من المعلقات والقصائد المدحية والمطولات بصفة عامة.
ب- القصيدة البسيطة:
وهي التي تكون مستقلة الموضوع، أي تعالج موضوعا واحدا أو غرضا واحدا، كأن يكون مدحا صرفا أو رثاء محضا أو غزلا أو غير ذلك من الموضوعات والأغراض، وهذا بغض النظر عن حجمها وطولها، فقد تطول أو تقصر طبقا للتجربة الشعرية والإمكانيات التعبيرية والفنية للشعراء.
3- القطعة أو المقطوعة:
هي عبارة عن جملة من الأبيات تتراوح بين أربعة وستة، وهذا الحجم يختلف باختلاف آراء النقاد والعروضيين، لكنهم يتفقون على الحد الأدنى والأقصى للمقطوعة وهو أربعة أبيات.
4- النتفة:
هي أقل من أربعة أبيات، وقد حددها العروضيون ببيتين أو ثلاثة أبيات، يتناول فيها الشاعر خاطرة راودته أو يعبر عن شعور حاد في لحظة من اللحظات أو معنى جال بخاطره فاقتنصه دون أن يتوسع فيه. ومن أمثلة ذلك قول العباس بن الأحنف في الغزل:
أتـأذنـون لـصـب فـي زيـارتـكـــــــم *** فعندكم شهوات السمع والبصر
لا يضمر السوء إن طال الجلوس به *** عف الضمير ولكن فاسق النظر
وقول بشار بن برد في الدعابة مع جاريته:
ربـابـة ربـة البـيـت *** تصب الخل في الزيت
لهـا عشر دجاجـات *** وديـك حـسن الصـوت
ويقول هارون الرشيد (وقيل من نظم العباس بن الأحنف على لسان الرشيد)
ملك الثلاث الآنسات عناني *** وحللن من قلبي بكـل مكان
ما لي تطاوعني البرية كلها *** وأطيعهن وهن في عصياني
مـا ذاك إلا أن سلطان الهوى *** وبه عززن أعز من سلطاني
5- البيت المفرد:
البيت هو الوحدة الأساسية التي تبنى عليها القصيدة العربية. والبيت المفرد المستقل نادر الوجود في دواوين الشعراء القدامى، وخاصة لدى الشعراء العباسيين. وهذا راجع إلى رغبة الشعراء في توسيع دائرة القول الشعري إلى مستوى القطعة أو القصيدة، حتى يتم توضيح المراد بالتأثير في القارئ أو المتلقي.
وسنتعرض لاحقا إلى الأشكال المختلفة للبيت المفرد من حيث تمامه أو تجزئته أوشطره الخ.
ويتألف البيت التام من قسمين أو شطرين متساويين يسمى الأول منهما صدرا، والثاني عجزا.
مثال ذلك قول أبي العلاء المعري :
غير مجد في ملتي واعتقادي *** نوح باك ولا ترنم شادي
صدر البيت عجزالبيت
6- العروض:
هي التفعيلة الأخيرة من صدر البيت.
7- الضرب:
هو التفعيلة الأخيرة من عجز البيت.
8- الحشو:
هو كل ما سوى العروض والضرب من صدر البيت وعجزه.
مثال ذلك قول أبي الطيب المتنبي معاتبا سيف الدولة:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي *** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
/°/°//° /°//° /°/°//° ///° ** /°/°//° ///° /°/°//° ///°
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن


حشو عروض حشو ضرب
9- الوزن:
هو النظام الموسيقي القائم على اختيار مقاطع صوتية معينة تدعى التفعيلات، فيحدث هذا الاختيار نغما خاصا نميز به بين شعر وآخر. والبيت الشعري أو القصيدة الشعرية تتكون من تفعيلات معينة تتكرر وفق نظام معين.
10- البحر:
ويسمى الوزن بحرا أيضا، تشبيها له بالبحر، لأن الشاعر يستطيع أن ينظم على الوزن الواحد بحرا من القصائد أو عددا لا يحصى منها.
11- القافية:
هي عبارة عن مقطع صوتي يلتزمه الشاعر في آخر كل بيت من القصيدة، فيكسبها نغمة جميلة لا نشعر بها لولا التزام ذلك المقطع. أو بتعبير آخر هي آخر مقطع صوتي في القصيدة يبنى على حرف هجائي معين يلتزمه الشاعر، فينشأ عن التزامه أو تكراره نغم موسيقي تطرب له الأذن، ويسمى هذا الحرف الأخير رويا.
ويمكن أن نعرف القافية تعريفا تقنيا فنقول: تتكون القافية من آخر ساكن في البيت، إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله.
وعلى هذا لا بد من الإشارة إلى أن القصيدة تتوحد في الوزن أو البحر وفي العروض والضرب والقافية والروي، أي أن القصيدة تبنى على وزن واحد وعروض واحدة وضرب واحد وقافية واحدة وروي واحد.
ويمكن أن نمثل على ذلك بالقصيدة الميمية لأبي الطيب المتنبي والتي مطلعها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في حين العظيم العظائم
فإذا قطعنا هذا البيت أو البيت الذي يليه تعرفنا على القافية:
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم
//0/ //0/0/0 //0/ //0//0 ** //0/ //0/0/0 //0/0 / /0//0 قافية
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن ** فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن قافية
حشو عروض حشو ضرب
12- التفعيلات:
هـي مقاطـع صوتية ينشأ عـن تكرارها وفق نظام معين ما يسمـى بالوزن أو البحر. وهـي عبـارة عـن
عشر تفعيلات، أربع منها أصلية وست فرعية مشتقة منها. والجدول التالي يبين نوعية هذه التفعيلات:
التفعيلات
التفعيلات الأصلية عملية اشتقاق التفعيلات الفرعية التفعيلات الفرعية
1- فعولن لن فعو /0//0 فاعلن


2- مفاعيلن لن مفاعي /0//0/0 ** عيلن مفا /0/0//0 فاعلاتن - مستفعلن


3- مفاعلتن علتن مفا ///0//0 متفاعلن


4- فاع لا تن تن فاغ لا /0/0/ /0 ** لاتن فاع /0/0/0/ مستفع لن - مفعولات


13- الأوتاد والأسباب:
نلاحظ أن التفعيلات تتكون من أوتاد وأسباب (الأصلية من أوتاد والفرعية من أسباب)، ومن ثم فالبحر يتكون من أوتاد وأسباب، وبما أن الأوتاد والأسباب هي مقاطع صوتية أدنى من التفعيلات، فلا بد أن نتطرق إليها لنتعرف على حقيقتها وتكويناتها، وهذا ما نفصله كالتالي:
أ- الأوتاد:
جمع تكسير لوتد، والوتد هو العمود المستعمل لإقامة الخيمة، أو هو ركيزة من ركائز الخيمة. هذا من الوجهة اللغوية، أما من الوجهة الاصطلاحية، فهو عبارة عن مقطع صوتي يتكون من ثلاثة أحرف، وهو على نوعين:
• وتد مجموع: ويتكون من ثلاثة أحرف آخرها ساكن ، مثل: إلى، دعا، رمى، سرى.. الخ.
• وتد مفروق: ويتكون من ثلاثة أحرف ثانيهما ساكن، مثل: قال، جاء، ساد، ليت، منذ ..
ب- الأسباب:
جمـع تكسير لسبب. ومن المعاني اللغوية للسبب الحبل الذي يستعمل في ربط أجزاء الخيمة
إلى أوتادها. وفي الاصطلاح هو عبارة عن مقطع صوتي يتكون من حرفين، وهو على نوعين:
• سبب خفيف، وهو عبارة عن حرفين ثانيهما ساكن، مثال ذلك المقاطع الثنائية التالية: من، لن، عن، في، كم ...الخ.
• سبب ثقيل، وهو عبارة عن حرفين متحركين، مثل: لك، هو، هي ...الخ.
14- الفواصل:
هي مقاطع صوتية تتكون من عدة أحرف متحركة آخرها حرف ساكن، وهي على نوعين:
أ- فاصلة صغرى:
وهي تتكون من ثلاثة أحرف متحركة بعدها حرف ساكن، مثل: فعلت، كتبت، رجل، ولد ... الخ.
ب- فاصلة كبرى:
وهي تتكون من أربعة أحرف متحركة، بعدها حرف ساكن، مثل سمكة، درجة ...الخ. ولما كانت هذه الفواصل تتكون من أسباب أو أوتاد، فيمكن حينئذ الاستغناء عنها.
15- الكتابة العروضية:
هي الكتابة المطابقة للأصوات المسموعة، لا للقواعد الإملائية: فالتنوين في هذه الكتابة يكتب نونا ساكنة، مثال ذلك: كتاب، كتابا، كتاب. فهي تكتب عروضيا هكذا: كتابن، كتابن، كتابن. وها هي أهم القواعد التي يجب مراعاتها في الكتابة العروصية:
- فك التنوين إلى متحرك وساكن، مثل درس، درسا، درس (درسن، درسن، درسن).
- فك إدغام الحرف المشدد، ويكتب حرفين: أولهما ساكن، وثانيهما متحرك، مثال ذلك: شد، عد. تكتب هكذا: شدد، عدد
- همزة المد وتكتب همزتين: الأولى متحركة والثانية ساكنة، مثل: آمن، تكتب هكذا: أأمن
- إشباع الضمة والكسرة في آخر العروض والضرب، فتتم كتابتها واوا، وياءا، مثال ذلك قول زهير بن أبي سلمى في معلقته:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه *** وإن يرق أسباب السماء بسلم
ينلنهو بسلمي
- حذف "ألـ" التعريف كلها في الكتابة العروضية مع الحروف الشمسية، فكلمة "والشمس" على سبيل المثال تكتب عروضيا هكذا (وششمس)، وحذف ألفها مع الحروف القمرية، فكلمة "والقمر" تكتب هكذا: (ولقمر)، وهكذا.
والقاعدة الأساسية التي ينبغي مراعاتها في الكتابة العروضية تتمثل في كتابة كل حرف يلفظ،
وإهمال كل حرف لا يلفظ. ونضرب مثلا على الكتابة العروضية بقول أبي تمام:
ولولا معان سنها الشعر ما درى *** بناة المعالي كيف تبنى المكارم
فالكتابة العروضية لهذا البيت تكون على النحو التالي:
ولولا معانن سن نهششعر مادرى *** بناتل معالي كيف تبنلمكارمو
ويستحسن في الكتابة العروضية أن يضبط كل حرف من حروف البيت بالشكل التام، ليسهل بعد ذلك مقابلتها بالرموز العروضية المناسبة لها.
16- الرموز العروضية:
هي عبارة عن حركات وسكنات تقابل حركات وسكنات حروف البيت. فالضمة والفتحة والكسرة يقابلها في الرموز العروضية خط قصير مائل هكذا ( / )، والسكون يقابله دائرة صغيرة هكذا (0). ونضرب لذلك مثلا ببيت لأبي الطيب المتنبي في الفخر، حيث يقول:
أطاعن خيلا من فوارسها الدهر *** وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبر
أطاعن خيلن من فوارسهددهرو *** وحيدن وما قولي كذا ومعصصبرو
//0/ //0/0/0 //0/ //0/0/0 *** //0/0 //0/0/0 //0/ //0/0/0
فعول مفاعيلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعيلن
17- التقطيع:
هو عرض البيت من الشعر على أحد أوزان الخليل أو بحوره لمعرفة البحر الذي يعود إليه ذلك البيت. ولكي يكون التقطيع صحيحا، وتفاديا لأي خطأ، وخاصة بالنسبة للطالب المبتدئ، ينبغي اتباع الخطوات التالية في عملية التقطيع:
أ- كتابة البيت المراد تقطيعه كتابة عروضية صحيحة.
ب- وضع الرموز العروضية المطابقة لحركات البيت وسكناته وضعا صحيحا.
ج- التغني بالبيت وتنغيمه، إذا أمكن، لمعرفة تفعيلاته.
د- وضع التفعيلات العروضية المطابقة لرموز البيت، وأخيرا تسمية البحر المعين. وبديهي أن هذا يقتضي من الطالب أو المتمدرس أن يكون ملما بالبحور الشعرية وتفعيلاتها. ولذلك ينبغي في تقطيع أي بيت الاستعانة بجدول البحور الشعرية التي سوف نتعرض لها في الدرس القادم.
ولو عدنا إلى بيت أبي تمام السابق، لوجدنا أن تفعيلاته بعد عملية التقطيع هي كالتالي:
//0/0 //0/0/0 //0/ //0//0 *** //0/0 //0/0/0 //0/0 //0//0
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن
وهذه التفعيلات هي تفعيلات بحر الطويل، ولذلك يكون البيت من بحر الطويل.
18- التصريع:
هو مماثلة العروض للضرب، ويكون أساسا في مطلع القصيدة، وقد يأتي في ثناياها نادرا، وخاصة في القصائد المطولة، وهناك من يسميه البعض بالبيت المقفى، وهي تسمية غير موفقة في نظرنا، لأن البيت المقفى يطلق على أي بيت في القصيدة، سواء أكان مصرعا أم غير مصرع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته   علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته Emptyالأربعاء 27 نوفمبر 2013, 10:39 pm

تقطيع الشعر هو وزن كلمات بيت الشعر بما يقابلها من تفعيلات؛ لمعرفة صحة الوزن أو انكساره، ويراعى في التقطيع اللفظ دون الخط؛ فالتقطيع تفكيك البيت من الشعر إلى أجزاء ووضع تحت كل جزء مايناسبه من التفعيلات العروضية. والتقطيع العروضي يرتكز على إتقان الإيقاع الصوتي للتفعيلات؛ إذ لكل تفعيلة إيقاعها الموسيقي الخاص؛ فللتفعيلة (فَعُوْلُنْ) إيقاعها، وللتفعيلة (فَاْعِلاتُنْ) إيقاعها، و... ومتى أتقن الدارس الإيقاع الموسيقي للتفعيلات سهل عليه التقطيع العروضي للبيت.
فائدته:
(1) إعانة الدارس على معرفة نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت.
(2) التعرف على وزن القصيدة ومدى مطابقة هذا الوزن للأوزان العربية.
طريقته:
إذا أردت تقطيع بيت من الشعر فعليك أن تتبع هذه الخطوات المتبعة في تقطيع البيت الآتي حتى تصل إلى الإجابة الصحيحة:
الخطوة الأولى:
نقل البيت إلى كراسة الإجابة، مع ملاحظة مافيه من ضبط للشكل، ثم قراءة البيت قراءة واعية متأنية؛ ليتضح من خلالها الحروف التي تنطق والتي لاتنطق، والحروف المشددة، والكلمات المنونة، وما يحذف أو يحرك لالتقاء الساكنين. ومحاولة التعرف أثناء هذه القراءة على بحر هذا البيت من خلال نغمة تفاعيله، ومما يساعد على اكتشاف البحر مساعدة واضحة حفظُ ضوابط البحور وترديدها فهي تعد المفتاح لكل بحر.
الخطوة الثانية:
كتابة البيت كتابة عروضية، وهذا يستلزم الإلمام بقواعد الكتابة العروضية ودراستها دراسة دقيقة؛لأن الخطأ في هذه الخطوة يتسبب عنه سريان الخطأ إلى الخطوات اللاحقة.
الخطوة الثالثة:
أخذ قطعة من البيت ثم ترديدها منغمة على موسيقا تفعيلة من التفعيلات الأولى التي تبتدئ بها البحور، ومطابقتها على نغمة هذه التفعيلة، فإذا تم التطابق في النغمة الموسيقية بين كلام الشاعر والتفعيلة الأولى لبحر من البحور كانت هذه الخطوة صحيحة، ثم اختيار قطعة أخرى والعمل معها مثلما عُملَ مع القطعة السابقة مع ملاحظة وضع فاصل بين تلك القطع حتى لاتتداخل. فإذا تم ذلك كان التقطيع صحيحا، وبذلك انكشف البحر الذي جاء البيت على وزنه. ثم إكمال البيت على هذه الطريقة.
الخطوة الرابعة:
وضع الرموز تحت كل قطعة، بحيث يُجعلُ تحت الحرف المتحرك (مضموما كان أومفتوحا أو مكسورا) هذا الرمز [ / ]، ويُجعل تحت الحرف الساكن الصحيح أو حرف المد أو أولِ حَرْفَيْ المشدد هذا الرمز [ 5 ]. مع ملاحظة أن البيت لا يُبتدأُ بساكن ولايوقف على متحرك، وملاحظة أنه لايتوالى في البيت خمسة متحركات هكذا [ ///// ]، ومع ملاحظة أنه لايلتقي ساكنان في حشو البيت، وإذا وقع ذلك فإنه لابد من التخلص من ذلك إما بالتحريك أو الحذف.
الخطوة الخامسة:
اختيار التفعيلة المناسبة لكل قطعة، المتمشية مع النغمة الموسيقية للبيت، مع ملاحظة أن التفعيلة المختارة قد لاتأتي سليمة، مثل التفعيلة (فَعُوْلُنْ) أو (مَفَاْعِيْلُنْ) بل قد يعتريها زحاف إن كانت حشوا أو يعيريها زحاف أوعلة إن كانت عروضا أوضربا. وهذا يوجب على الطالب الإحاطة بالزحافات والعلل وحفظها وضبطها حتى لايقع في حيرة من أمره.
الخطوة السادسة:
كتابة اسم البحر بعد أن تبين لك من خلال الخطوات السابقة، فإن كان البحر ليس له إلا استعمال واحد فقط كأن يستعمل تاما فقط أومجزوءا فقط فإنه يكفي أن يقال: هذا البيت من البحر الطويل، أو من البحر المديد. وإن كان له أكثر من استعمال وجب أن نبين نوع استعماله هنا، فيقال: هذا البيت من بحر الرجز المجزوء وهكذا.
الخطوة السابعة:
ذكر عروض البيت موضحا فيه استعمالها وذكر ما فيها من علة أو زحاف لازم إن وجدا، فإن لم يوجد شيء من ذلك أو وجد فيها زحاف غير لازم وصفت بالصحة مثال ذلك:
أ- إذا كان البيت من البحر الكامل وكان تاما ودخل العروض الْحَذَذُ قيل: عروضه تامة حذاء. ب- إذا لم يصب التفعيلة زحاف أوعلة قيل:تامة صحيحة.
ج- إذا أصاب التفعيلة زحاف غير جار مجرى العلة، أوعلة جارية مجرى الزحاف كالإضمار مثلا، قيل: تامة صحيحة دخلها الإضمار من غير لزوم.
د- إن كانت مضمرة مع الحذذ لم يشر إلى ذلك؛ لأنه زحاف غير لازم، ومثله العلةالجارية مجرى الزحاف في عدم اللزوم، بل يكفي أن يقال:دخلها الإضمار من غير لزوم.
الخطوة الثامنة:
ذكر ضرب البيت ويعمل معه مثلُ ماعُمل مع العروض إلا أنه لايذكر معه تمام أوجزء... مع ملاحظة أن الضرب مذكر، والعروض مؤنثة فلينتبه لذلك عند التعبير عنهما.
الخطوة التاسعة:
ذكر مادخل الحشو من تغيير، فيقال دخل التفعيلة الأولى الخبن مثلا، ودخل التفعيلة الخامسة العصب وهكذا، فإن لم يصب الحشو تغيير قيل: الحشو سليم. فتفاعيل الحشو توصف بالسلامة، والعروض والضرب يوصفان بالصحة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
علم العروض: نشأته، أهميته، مصطلحاته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم العروض
»  موسوعة – العروض والفلاشات الإسلامية
» التخطيط الاستراتيجي أهميته وأسسه
» التعليم الابتدائي بين أهميته ومكانته الدونية
» الطب الاجتماعي: نشأته وتطوره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: دواوين شعر-
انتقل الى: