التاريخ يعيد نفسه مع العرب
1/17/2014
سيدرك الأردنيون بعد سنوات قليلة جسامة المرحلة التي يمر بها بلدنا والمنطقة حيث يعاد رسمها الان.
نعم سيدرك الناس انها مرحلة شبيهة بتقسيم فلسطين، سيدرك الأردنيون أن العمل الذي بدء به عام 1948 يتم إكماله
اليوم بالإجهاز على الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه وتوطينه في الأردن والشتات.
سيدرك الفلسطينيين في الدنمارك وكندا والأرغواي وفنزويلا والبرازيل والنمسا وفرنسا أن لا وطن لهم إلا حيث هم؟
سيدرك الفلسطينيون في مخيم الجلزون أن ذاك هو منتهاهم وعليهم الكف عن أحلامهم وخيالاتهم بالعودة الى قراهم التي
هجروا منها.
أما فلسطينيو لبنان في مخيمات عين الحلوة وصبر وشاتيلا فسيكون عليهم التأقلم ليعيشوا دون وثائق سفر ودون حقوق
عمل كما ان عليهم أن يوطنوا أنفسهم على أن يعيشوا في أحياء الغيتو(Ghetto) المعزولة غير مرحب فيهم
من جميع الأطراف مسلمين ومسيحين سنة وشيعة ودروز.
سيدرك الأردنيون من أصل فلسطيني الذين يعيشون في البقعة والوحدات ومخيم جرش ومخيم الشهيد عزمي المفتي
واربد أن مفاتيح بيوتهم التي يحملونها لن تنفعهم كثيرا لأن البيوت قد ذهبت.
يدرك الفلسطينيون في الضفة أن قياداتهم لم تكن أفضل حالا من قياداتنا العربية من أقصى المشرق الى أقصى المغرب
فكلهم كانوا يبحثون عن مصالحهم وسلطتهم ومستقبلهم هم وعوائلهم وليس مستقبل شعوبهم وأمتهم.
سيدرك الأردنيون أيضا أن مواطنيهم من أصل فلسطيني في هذا البلد لم يعودا ضيوفا ولكنهم أصحاب محل، عندها
سندرك جميعا أننا من "مختلف الأصول والمنابت" قد تقاعسنا عن الذود عن حياض الأمة ويبدو أن التاريخ في حالتنا
هذه سيعيد نفسه مع العرب والعرب فقط لأن القاعدة العامة تقول أن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن العرب يبدو انهم
الاستثناء وليسوا القاعدة ولا حول ولا قوة الا بالله.