خطة كيري ومصالح الأردن العليا
1/16/2014
أسئلة كثيرة ومهمة ويجب على من يملك الاجابة عليها ان يتقدم بهذه الاجابة للشعب الاردني والفلسطيني ولكل من يهمه امر الاردن وفلسطين والمنطقة , ممن هم مستعدون للتصدي للأزمات والتعامل معها بجدية , ولا يستسلمون لضعف اللحظة الراهنة , والفرصة المتاحة للعدو الصهيوني ليحقق انجازات جديدة وخطيرة في مسار القضية الفلسطينية بسبب الوضع العربي المتهالك , والانقسام الفلسطيني الحاد , وظروف المنطقة التي تنذر بالمزيد من عدم الاستقرار في السنوات القادمة والتي لن تقل عن عقد من الزمان حتى يتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض من فجر الحرية والاستقلال والديمقراطية التي منينا بها انفسنا , وخرقنا لها اذآننا بانتظار ان يطوق حلقها طلعتنا للقرن القادم .
ماذا يجري وراء الكواليس ؟ ما هي خطة كيري التي وافق عليها الصهاينة ويقوم كيري بتسويقها فلسطينيا واردنيا وسعوديا ؟
ما هي مصالح الاردن العليا ؟ واين تتقاطع مع مصالح الفلسطينيين العليا ؟ من يحدد هذه المصالح؟ واذا كان الشعب هو الذي يقرر اين تكون مصلحته , فاين هو مما يجري ؟ ماذا عن الحق التاريخي والقانوني والشرعي المقدس للشعب الفلسطيني في ارضه التي أخرج منها قسرا و لا يملك أحد أن يتصرف فيه ؟ هل سيستفتى على هذا الحق ؟ أم أن هناك من يرى لنفسه الحق ان يتحدث باسمه ويتنازل عن حقه ؟
هل هناك خطط للتوطين وحل مشكلة اللاجئين على حساب حق العودة ؟ واين ؟ وكيف؟ ومن سيقبض الثمن ؟ وأين ستذهب الاموال ؟ الى أي حسابات ؟ وهل سيتكرر مشهد البيع والسرقة الى ما لا نهاية ؟
ما مصير حق تقرير المصير؟ هل المفاوضات هي المرجعية الوحيدة للحل النهائي لقضية فلسطين ؟وماذا عن الحقوق المدنية والسياسية ؟
ما هي انعكاسات هذه الحلول على الاردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ؟ وهل ستفضي الى الأمن والاستقرار , أم الى الفوضى والاحتراب والمزيد من التفكك والتشرذم وذهاب الريح ؟
وأخيرا وهو الأهم , هل بدأت خطة كيري تنفذ على الارض من خلال المشاريع المشتركة من ناقل البحرين الى استيراد الغاز , الى مخططات مشاريع مشتركة كسكة للحديد ومطارات ومناطق اقتصادية مشتركة حدودية , وهل مقترحات الاشراف المشترك على الحدود والمقدسات والجنسية المشتركة لفلسطينيين ويهود تأتي في سياق هذا المخطط ؟
هل هناك من يستطيع أن يجيب , أو يجرؤ على الإجابة بوضوح وصراحة , أم سيستمر اسلوب المخادعة والتزوير واللف والدوران حتى يقع الفأس في الرأس , ولات حين مندم ؟
لا يزال المصدر الوحيد لمعرفة ما يجري هو الحوار الصريح الذي يجري في ساحة الاعداء , والخلافات التي تقع بينهم حول قضايا تعتبر عندنا سرية ولا يتحدث أحد من المسؤولين عنها للشعب ولا لممثليه الذين لا يحضرون مناقشة الموازنة , ولا الذين يحضرونها , اليس هذا مؤشرا على الفشل والهزيمة والسقوط , واننا لا يجوز ان نثق بشيء مما هو قائم فعلا , واننا بحاجة الى اصلاحات عميقة وجادة في بنيتنا السياسية والاجتماعية لكي نكون مؤهلين للعمل على حفظ مصالحنا العليا , عوضا ان نكون مؤهلين للحيث عنها ابتداءا ؟
يا سادة إن أي حل أو إتفاق مع الكيان الصهيوني في ظل المعادلة المختلة لموازين القوى لصالح هذا الكيان ستكون على حسابنا ومضرة بنا على المدى القريب والبعيد والمتوسط , وستجعلنا اسرى ورهائن للعلو الصهيوني , وسنتحول الى عبيد وخدم لمخططاته التي تستهدفنا حضاريا ومصلحيا ووجوديا , وستلعن الاجيال القادمة كل من كان له دور في هذه الخطط والمؤامرات ان تم تنفيذها والتساوق معها , ونرجو ان لا تتم , وان تأخذ الشعوب والقوى الحية دورها في التصدي لها وايقافها , فالثمن الذي ندفعه اليوم في التصدي لها سيكون أقل بكثير من الثمن الذي سندفعه غدا.