ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عمل المرأة بين الماضي والحاضر الثلاثاء 18 فبراير 2014, 12:43 am | |
| عمل المرأة بين الماضي والحاضر February 17, 2014 مما لا شك فيه أن عمل المرأة من أكثر الموضوعات جدلا قديما وحديثا، فهناك من يعارضه تماما وهناك من يوافق عليه تماما وهناك من يوافق ولكن بشروط. ولهذا يجب علينا مناقشة هذا الامر بطريقة عقلانية ولنبدأ منذ بداية الخلق. فعندما عصى آدم وحواء ربهما وأكلا من الشجرة وأخرجهما الله من الجنة وهبطا الى الارض، خاطب الله سبحانه وتعالى آدم قائلا له: ‘فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( طه :117 ) وهناك من فسرهذه الآية بأن الله سبحانه وتعالى خص آدم بالشقاء حيث ان الزوج هو المكلف بالكد والعمل والانفاق على زوجته. ولكن هناك من سيعارضني القول ويقول ان الكلمة يقصد بها آدم وحواء معا لانهما سيخرجان معا واذا شقي الزوج فبناء عليه ستشقى زوجته معه. ولهذا اذكر موقفا اخر لا خلاف على فهمه وهو موقف سيدنا موسى عندما ورد ماء مدين هربا من بطش فرعون يقول سبحانه وتعالى : ‘وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ’ فموسى عليه السلام وجد جماعة من الناس يسقيان من البئر ووجد امرأتان فاندهش من وجودهما وسألهما ‘ ما خطبكما’ حيث انه لم يكن من المعتاد رؤية النساء تسقي لان هذا عمل الرجال وخاصه ان البئر عليه حجر قوي لا تستطيع المرأة لضعف بنيانها ان تزيحه فردا عليه انهما لا تسقيان معهم خشية الازدحام( وهنا انهما تجنبا الاختلاط مع الرجال) وعرفنا سبب وجودهما من قولهما’ وابونا شيخ كبير’ اي ان سبب خروجهما هو ان عائل الاسرة وهو الاب لم يعد يقدر على هذا العمل لكبر سنه فاضطرت البنتان للخروج ولكن هذا لم يمنعهما من ان يكونا على حيائهما وألا يتزاحما مع الرجال والانتظار حتى يفرغوا. ولشدة فراسة البنت وانها ليست لها رغبة كل يوم في الخروج، أخبرت والدها عن هذا الشاب الذي يتسم بالقوة والامانة حيث انه ازاح حجر البئر وحده وسقي لهما وذهب دون ان يطلب منهما اي مقابل، وقالت لابيها ‘قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ’ حيث انها تعلم جيدا ان العمل عامة او هذا العمل خاصة لا يناسبها وان الله ربما قد ارسل لهما هذا الشاب ليكون عونا لابيها، وبالفعل تم هذا والجميع يعلم باقي القصة. و قد يذكر البعض ان السيدة خديجة رضي الله عنها كانت صاحبة مال وتجارة، اقول لهم بالفعل كانت كذلك لانها ورثت مالا كثيرا وتجارة وفيرة عن زوجيها وكان لابد لها من ان تراعي تجارتها من اجلها ومن اجل ابنائها، ولكن كان لها من يخرج بتجارتها ولم تكن تخرج هي بنفسها وعندما توسمت في رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الامانة وحسن الخلق استأمنته على مالها و تجارتها بل وعلى نفسها فيما بعد وتزوجت منه. الان وفي العصر الحالي، ومع زيادة متطلبات الحياة واعبائها التي لم يعد الزوج وحده، تقريبا’ قادرا على الوفاء بها، لا انكر اننا اصبحنا في حاجة ماسة الى عمل المرأة لاسباب عدة واهمها الاسباب المادية طبعا حيث ان هناك نساء هن العائل الوحيد لاسرهن، وهناك نساء اخريات يساعدن ازواجهن على المعيشة خاصة مع ارتفاع الاسعار وزيادة المتطلبات الاسرية. ولكن لا يجب ان تنسينا الحاجة الى عمل المرأة آداب الاسلام في خروج المرأة من بيتها بما ان الظروف فرضت عليها ذلك.وعليها ايضا ان تنتقي العمل الملائم لطبيعتها كأنثى وان تتجنب الاختلاط قدر الامكان وان تخرج بكل احترام من بيتها لانها اذا لم تستطع ان تبقى بالمنزل اعمالا بقوله تعالى ‘وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ’ فعليها ان تراعي ‘وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى’ اذ ان الاصل ان تبقى المرأة فى البيت ( ولا يجب على احد ان يقلل من دورها وهي أيضا يجب ان تعي انه في تربيتها لابنائها انها تبني الامة ولا يقل دورها عن دور الرجل) اما وان الخروج قد كُتب عليها فيجب ان تلتزم باداب الاسلام في الخروج وارتداء زي اسلامي مناسب والا تتزين خارج المنزل لان في ذلك عفة لها وصون لكرامتها. خلاصة الامر انني مع عمل المرأة اذ كان لابد من ذلك، أما أن تخرج للعمل فقط من اجل شعارات كثيرة نسمعها الان مثل ‘ أريد أن أشعر بقيمتي’ وما فائدة ما تعلمته هو أنا كنت بأتعلم علشان أقعد في البيت؟ ‘ او قولها ‘ أريد أن اتعرف على ناس جديدة لاني زهقت من قعدة البيت’ فهذا لا يليق بالمرأة المسلمة فهي تعلمت أولا لنفسها وثانيا من اجل أن تكون قادرة على تنشئة جيل مسلم قوي بدينه وعلمه. وعلى كل امرأة مسلمة اضطرتها ظروف الحياة للخروج من بيتها والعمل، ألا تغضب ربها بهذا العمل، فان كانت هي قد خرجت طلبا للرزق فعليها أولا أن تطيع من بيده مفاتيح الرزق.
|
|