ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: تاريخ مدهش للوطن في متحف الأردن الأربعاء 19 فبراير 2014, 10:37 am | |
| تاريخ مدهش للوطن في متحف الأردن
منظر لجبل الاشرفية حيث يبدو متحف الاردن
قبل الدخول الى متحف الاردن ونحن نعبر الحديقة الشاسعة استمتعنا بمشاهدة هذه القاطرة القديمة جدا من العهد العثماني المركونة على ارض الحديقة والتي يقدر عمرها بأكثر من مائة عام, وليس بعيدا عنها كانت تلك الأنصاب الحجرية (الدولمن) من العصر البرونزي المبكر والتي يقدر عمرها بأكثر (4) آلاف سنة وقد نُقلت من موقع دامية من غور الاردن الى هنا . ملك مؤاب « ... أنا «ميشع بن كموشيت « ملك مؤاب .. لقد عبدت الطريق الى وادي الموجب... وأنا الذي بني أم العمد لأنها كانت قد أُصيبت بسوء.. وكبار القوم في ذيبان كانوا خمسين بالعدد.. فذيبان كانت خاضعة لي.. وأنا ملكت على مئتي مدينة كنت قد أضفتها الى المملكة .. وبنيت مأدبا وخربة دليلة الشرقية وخربة معين ...الخ «. ما سبق ذكره هو بعض مما هو مكتوب ومحفور على مسلة مشيع التاريخية المشهورة عالمياً والتي شاهدناها داخل المتحف الضخم والحديث «متحف الاردن» بمنطقة رأس العين في عمان- ومسلة ميشع هذه والتي يقُدر عمرها بثلاثة آلاف سنة الا قليلا توجد نسختها الاصلية في متحف اللوفر في باريس.. بينما ما هو معروض في متحف الاردن هو نسخة مقلدة بشكل كبير جداً, وتوجد منها نسخ اخرى مقلدة في عدة متاحف اردنية اخرى.. كذلك سعدنا بمشاهدة مسلة البالوع وهي من نفس الفترة السابقة . وهذا الصرح التاريخي المذهل «متحف الاردن « والذي اقيم منذ عدة سنوات, تم انشاؤه على أحدث الطرق العلمية لفن المتاحف الضخمة كما في الدول الاجنبية.
فن معماري مهيب عن بُعد.. وعندما تنظر الى مبنى هذا المتحف وحدائقه الواسعة سوف يأسرك فن تصميمه الحديث والعصري والذي صممه المهندي الشهير جعفر طوقان.. فهناك من الخارج تلاحظ اجزاء من المبنى بحجارته الخشنة الجميلة دلالة على التاريخ القديم جدًا ، والحجارة الملساء دلالة على العصور الحضارية ، والأجزاء الزجاجية دلالة على المستقبل. والدخول الى متحف الاردن والتجوال في قاعاته العديدة والضخمة بمعروضاتها المدهشة تجعل الزائر لهذا المكان يشعر بالمتعة والعظمة والهيبة لهذه الارض الاردنية التاريخية التي حملت ثقافات وحضارات وحكايات وأزمان منذ العصور المتقدمة في التاريخ اي منذ ربما اكثر من – مليون سنة - أي منذ العصور الحجرية التي عاش خلالها الانسان مروراً بالعصور الاخرى عندما بدأ يبدع في أدوات عيشه وحياته وزراعته وبناء بيوته المتواضعة ... الخ. حضارات قديمة وفي المتحف الرائع هذا شاهدنا العديد من القاعات والاجنحة التي حملت عناوين رئيسية من مثل: العصر الحجري, التعدين والبستنة, حضارة عين غزال وتماثيلها الجصية الجميلة, ونماذج من مجتمعات الفلاحة الاولى, ودول وملوك, وآفاق المدينة, وبذور التحول, واكتشاف الكتابة «مادية التخاطب», وتزاوج الحضارات, وعبر انماط الحياة, والتخوم العربية اي الفترة الرومانية, والفترة العربية المسيحية,... الخ. ومتحف الاردن التعليمي مكان رائع لمتعة الفرجة والتثقيف والتجوال حيث القطع الاثرية العديدة والنادرة والصور الضخمة والمجسمات المعمارية الضخمة للأعمدة والسدود والمباني والاراضي والبيوت ، ومتعلقات حياة البدو وأدواتهم, هناك أيضا الشرح عبر شاشات ضخمة من أجهزة العرض للشرح والمعلومات الاخرى, كذلك هناك العديد من الخرائط التوضيحية الهامة للأردن الحضاري والآثاري . ويتجول العديد من الزوار الاردنيين مع أفراد أسرهم والزوار العرب والاجانب بكل انبهار وتقدير لهذا الوطن العريق بتاريخه وحضاراته وانسانه منذ القديم وحتى الآن. أساليب الحياة وتشغل قاعات العرض مساحة كبيرة من مساحة المبنى البالغة عشرة الآف متر مربع, وقد قسمت الى اجنحة رئيسية هي: الآثار والتاريخ, والحياة الشعبية, والاردن الحديث, ولتحقيق هذا الهدف تم ترتيب المعروضات الاثرية البالغة (2000) قطعة حسب التسلسل الزمني (من الاقدم فالأحدث) إضافة الى موضوعات مختارة أُستخدم في شرحها لوحات وصور. وبالمجمل فأن المعروضات تتناول (9) موضوعات حيوية هي: البيئة, الغذاء, الفنون, التفاعل الحضاري, السياسة, الصناعة, التواصل بين الشعوب, الديانات, والحياة اليومية عبر العصور. وتتوزع المواقع التفاعلية في متحف الاردن على عدة قاعات حيث تعرض موضوعات مكملة لقصص التسلسل التاريخي, وتعتمد هذه المواقع على اسلوب التفاعل مع الزوار بشكل أكبر مباشرة في موضوعات: علم الآثار, التعدين, الانسان المبدع والبداوة والترحال, الكتابة, الانارة, وأطفال الاردن. قاعات وساحات ولا تقتصر قاعات العرض في متحف الاردن على القاعات الدائمة والمؤقتة فقط!! بل تتعداها الى ساحات الخارجية للمبنى. كما سيتقدم المتحف لزواره فرصة لاستكشاف موضوعات متعددة من خلال إقامة المعارض المحلية والعالمية. وهناك مركز الصيانة والترميم في المتحف حيث أُسس لضمان استدامة المقتنيات من قطع أثرية, ولتحقيق هذا الهدف تم تزويده بالخبرات البشرية المؤهلة والاجهزة العلمية الضرورية, ومن المؤمل ان يقدم المركز خدماته للباحثين الاردنيين وغيرهم. أما مكتبة المتحف فتحوي عدة الآف من عناوين المطبوعات والمنشورات في حقول الآثار والتاريخ والتعليم, وعلم المتاحف وتفتح المكتبة أبوابها للجميع من المهتمين. وفي قسم «مكاني» ضمن قاعات العرض حيث مساحة خاصة للاطفال الهدف منها إطلاعهم وتفاعلهم مع قصة وتاريخ الاردن عبر العصور, حيث تتوفر لهم الوسائل والأدوات التعليمية الاساسية للقيام بالنشاطات الفنية والحرفية, كما يهدف « مكاني» الى تمكين الاطفال من التعبير عن إبداعاتهم المستوحاة من زيارتهم للمتحف. وعن خدمات الزوار فأن متحف الاردن يسعى لتقديم أفضل الخدمات لزواره من أجل ان يجعل زياراتهم أكثر متعة, ولهذا السبب جاء بناء الدكان والمقهى وتخصيص أماكن للاحتفالات وللمناسبات الثقافية, كما بنيت قاعة خاصة للمحاضرات وإقامة المؤتمرات والاجتماعات العلمية الاخرى. بداية الفكرة وبدأت سابقا فكرة إنشاء هكذا متحف ضخم وشامل منذ حوالي خمسين سنة.. لكن في العام (1980) عندما أوصى المؤتمر الدولي الاول لتاريخ آثار الاردن الذي عقد في جامعة اكسفورد في بريطانيا بإنشاء هذا المتحف, فقد تشكلت في العام 1989 «جمعية التراث الاردني» برئاسة سمو الامير الحسن بن طلال وعضوية عدد من المتخصصين والمهتمين ومن مؤسسات الدولة, حيث وضعت هذه الجمعية الأسس التي تطورت لاحقاً لتصبح المفاهيم العامة للمتحف. أما عن التمويل فقد أتى بناءً على توقيع اتفاقية قرض مع الحكومة اليابانية عام 1999 لتمويل مشروع تطوير القطاع السياحي ومن أهم مكوناته «المتحف الوطني», وقد صدرت الارادة الملكية السامية في العام 2002 بإنشاء هذا المتحف, كما وافق جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عام 2003 على نظام المتحف وتحقق البناء عندما وضعت جلالة الملكة رانيا العبدالله رئيسة مجلس أمناء المتحف في عام 2005 حجر الاساس لمبنى المتحف .. ومنذ حينها وسمو الاميرة سمية بنت الحسن/ نائب رئيسة مجلس الأمناء تتابع سير العمل. كما أقر مجلس الامناء في جلسته الاولى تغيير اسم المتحف من المتحف الوطني الى متحف الاردن, وقد أشرف على ادارة هذا المتحف سابقاً د. فارس النمري, أما الآن ومنذ العام 2013 فأن إدارة المتحف تتولاها الشريفة نوفة بنت ناصر كمدير عام لمتحف الاردن. آثار نادرة ومن الآثار والقطع التاريخية الهامة والنادرة المعروضة في متحف الاردن نذكر هنا بعض الامثلة منها فقط: بعض تماثيل عين غزال الطينية الجبسية العائدةالى عشرة الآف عام سابقة, وبعض مخطوطات البحر الميت التي يقدر عمرها بأكثر من ألفي عام, وتمثال لملك عموني عائد لثلاثة آلاف عام, وتمثال لآلهة نبطية, ولوحة جدارية من «تليلات الغسول» تعود لحوالي خمسة آلاف عام, وهي أقدم تصوير لمراسم عقائدية معروفة في الاردن. |
|