ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75784 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الصالونات .. ملتقى النساء وسرد الحكايات الأربعاء 20 فبراير 2013, 3:20 am | |
| الصالونات .. ملتقى النساء وسرد الحكايات
لا تذهب النساء الى الصالونات فقط من اجل التجميل بل ان هناك حكايات تحدث في اروقة الصالونات، لا يعرفها غير النساء، الصالون بالاغلب يخدم فئة معينة من العائلات كونه في منطقة محددة، لذلك تصبح هنالك علاقات قوية بين زائرات الصالون، وتصبح الاستفادة من خدمات الصالون مربوطة بشكل اساسي بالزيارات الجماعية له من قبل النساء.
تروي سهى سليمان، وهي فتاة في العشرينات، ان ذهابها الى الصالون يكون منظماً، ولا تذهب وحدها، بل تذهب هي وصديقاتها، من اجل التجميل، وايضاً التحاور هي وصديقاتها في مواضيع مختلفة، تقول سليمان: «انني في البداية لم اكن في منطقة سكني هذه، وبعد ان انتقلت اليها، ذهبت مرة للصالون القريب مني، وبعدها بدأت اتعرف إلى صديقاتي، اي ان الصالون كان وسيلة تعرفت من خلالها إلى صديقاتي، الفتيات بطبعهن اجتماعيات، ويحببن ان يتعرفن إلى اي فتاة جديدة، وخاصة ان هذا الصالون لا يخدم الا منطقة السكن التي اسكنها، لذلك كان من الغريب ان اذهب للصالون ولا نتعارف، فكل فتاة تأتي الى الصالون نحن نعرفها، وان لم نعرفها فاننا نحاول التعرف إليها ومعرفة من تكون وصفاتها وكل الاسئلة المختلفة».
وتضيف سليمان: «الحوارات التي تحدث في صالون التجميل هي حوارات ممتعة، فقد اعتادت صاحبة الصالون ان تقدم لنا القهوة، وان تنضم الى احاديثنا، في طبيعة الحال نتحدث عن مواضيع مختلفة، نتحدث عن الحياة وتفاصيلها، وتجري استشارات كثيرة عن مشاكل نمر بها، فاصبحنا كالعائلة الواحدة «.
صندوق أسرار كبير
لا تعتبر كل الصالونات التجميلية مشابهة لبعضها البعض، وخاصة ان كان الصالون يخدم عددا كبيرا من السيدات، فالاغلب ان المعرفة بين النساء لا تكون ضرورية، تقول منى ابو ربيع: «الصالون الذي اذهب اليه بشكل شهري لا اعرف احدا به سوى العاملات المتخصصات في مجال التجميل، ولكن يحدث هنالك حوارات بيني وبين العاملات، وهي تسرح لي شعري او تضع لي الماكياج، و مهمتها الأساسية إلى جانب تصفيف الشعر، هي نسج علاقات وثيقة ومميزة بفضل مهاراتها في الحديث والتودد والكلام المعسول لإرضاء الزبونة وزيادة ثقتها بنفسها، فضلاً عن انها لا تتوانى في إسداء النصح بهدف تحسين حياتها العاطفية والعائلية وحتى المساهمة في حل أزمات اجتماعية ومهنية».
وتضيف ابو ربيع: «اسلوب التودد الاجتماعي من قبل العاملات في الصالونات هو اداة ايضاً من اجل جذب الزبونات للمحل، فالموظفات لا يقدمن خدمات التجميل فقط بل ايضاً يحاولن الدخول الى تفاصيل الحياة، وهناك من ترى ان الموظفة التي تنسق الشعر بانها صندوق أسرار كبير يتسع لكل الهموم النسائية والثرثرات وموضع ثقة لأسرارهن العاطفية. تجد بعضهن متنفسا في بعض صالونات التجميل التي تتجاوز هدفها التجميلي، لتصبح عيادة نفسية تتبادل فيها النسوة تجاربهن في الحياة ومشاكلهن الاجتماعية».
عقد حلقات للذكر والتسبيح
المواضيع التي يتم تناولها في الصالونات، هي مواضيع متنوعة، فهنالك صالونات للسيدات لا تقدم الا الخدمات التي تتفق مع رؤيتها، تقول ريم عبد الرحمن: «انني لا اذهب الى اي صالون يقدم خدمات تتنافى مع التعاليم الاسلامية، واذهب الى صالون محدد مديرته ملتزمة دينياً، ولا تقدم خدمات التجميل المحرمة شرعاً، فانني ملتزمة بهذا الشأن، وهذا الصالون لا يكتفي فقط بتسريح شعري بل نتفق كل اسبوع ان نحدد يوماً في الاسبوع من اجل عقد حلقات للذكر والتسبيح، لهذا فانني اشعر بالراحة عندما اتعامل مع مسؤولة ملتزمة دينياً».
وتقول عبد الرحمن: «الصالون لا يقف فقط عند تقديم الخدمات التجميلية، بل ايضا نحاول ان نثقف انفسنا بتناول قضايا متعددة، والكثير من المبادرات تم اطلاقها من خلال الصالونات، لانها توفر بيئة مناسبة لتلاقي النساء، وايضا من الممكن ان تنسق الكثير من الزواجات، فممكن ان يتم التعرف إلى الفتاة من خلال وجودها في الصالون، وان يتم التنسيق بين الامهات»
كرسي الاعتراف
المسؤولة عن احد الصالونات، عبير مهنا تقول: «الصالون مكان مناسب للتواصل الاجتماعي، والنساء بالغالب يتلاقين بنفس المواعيد، لذلك يصبح التعارف بشكل عفوي، والكثير من الصداقات تتكون من خلال الصالونات، والفترة الطويلة التي تحتاج لها لتقديم الخدمة التجميلية كفيلة بتعرف كل سيدة إلى الاخرى، والصالونات اصبحت تقدم القهوة والشاي وخدمات مختلفة، ومن هنا تبدأ الاحاديث في انطلاقها».
وتضيف مهنا: «فنجان القهوة تحلو أثناءه الأحاديث والثرثرة التي لا تخلو من النميمة ، فالنسوة الجالسات على كراسي ضخمة أمام مرآة كبيرة صفت على قاعدتها أعداد هائلة من المجلات الفنية، يتحولن إلى «قبيلة» تتجاذب أطراف الحديث النسائية، الجمالية، صرعات الموضة وحتى السياسة، النساء يدخلن صالون التزيين فرادى ويخرجن جزءاً من جماعة كل منهن على علم بأدق تفاصيل الأخرى، المناسبات التي ستحضرها، سبب عراكها مع زوجها، انفصالها عن الحبيب، وشجارها مع صديقتها. بمجرد دخول صالون التزيين، يخلعن خصوصيتهن على الباب ويستسلمن لكرسي تصفيف الشعر الذي استحق عن جدارة لقب كرسي البوح بالأسرار». |
|