ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الحجاب الحرام الخميس 10 أبريل 2014, 12:55 am | |
| «الحجاب الحرام».. بين التحايل على القيم الدينية والاستجابة لمغريات الواقع؟!
«أفضل البقاء بلا حجاب خير لي من ذاك الحجاب».. عبارة أصبحت ترددها العديد من النساء والفتيات غير المتحجبات اللواتي أصبحن أكثر احتشاما في لباسهن وهيئتهن من بعض النساء المتحجبات على طريقة الموضة أو ما يسمى بـ»الحجاب الحرام»!. وموضة الحجاب «أبو نفخة» وما يرافقه من ملابس ضيقة ومثيرة، دون ستر للمفاتن عن أعين الغادين والرائحين. وبرزت موضة الحجاب المنفوخ خلال الفترة الأخيرة، كشكل من أشكال التجديد لدى بعض السيدات في ارتداء الحجاب، حيث يقمن بوضع حشوات أو «توك» ذات أحجام كبيرة تحت الحجاب وفي مرات اخرى يضعن «علبة لبن فارغة «في مؤخرة الرأس، مما يجعل حجم الشعر يتضاعف إلى أكثر من خمسة أضعاف، ويسمى هذا النوع بـ»الحجاب أبو نفخة»!. هذه الظاهرة الخطيرة والدخيلة على قيمنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، بدأ يتسع مداها بين يوم وآخر، وهي تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والاجتماعية.. ونقصد «حجاب الموضة» أو «الحجاب الحرام» حيث تعكس هذه الظاهرة التناقض بين القيم المتوارثة و»المفاهيم» العصرية المزعومة، بحيث يمثّل الحجاب في هذا الإطار عرفاً اجتماعياً بعيداً عن نظرة الدين إليه. واتفق العلماء على «تحريم» هذه الأنواع من الحجاب والتي تثير الغرائز ولا تستر على الاطلاق!. حجاب «أبو نفخة».. وناطحات السحاب ولم يتوقف الأمر عند تلك الحدود، بل امتد نحو ظواهر غريبة تمثلت في «الحجاب ستايل» وحجاب «أبو نفخة».. باعتباره موضة مستحدثة تثير التساؤلات، حيث لم تعد ثقافة الحجاب كما كانت في الماضي، تعتمد على البساطة والحشمة، فمع دخول الموضة عصر الحداثة واختراق عادات الغرب لقيمنا وثقافاتنا من خلال انتشار التكنولوجيا ووسائل الاتصال الالكتروني، أصبحت فئة من المحجبات تنساق الى مجاراة الموضة متناسين الأصول الشرعية للحجاب، مبتكرين لأنفسهن موضة خاصة كتلك التي تشبه «ناطحات السحاب» أو ما يطلق عليه «حجاب أبو نفخة»، أو «الحجاب «المودرن» الذي يعتمد الإكسسوارات الغريبة والزركشة الفائضة في الألوان، وبكل تأكيد فإن ذلك كله لا يتماشى مع الأحكام الشرعية بحيث يظهر المفاتن ويثير الغرائز بصورة صارخة ومحرمة شرعا. تسلل بخبث ومكر هذا الحجاب الذي تسلل بخبث ومكر إلى مجتمعنا يتمثل بقطعة قماش مزركشة تخفي الشعر وتلتف على الرقبة وقميص body ملتصق بالجسم تنفر منه المفاتن، ثم نزولاً، حزام جلدي مرصّع يلتف حول مناطق حساسة من الجسم وبنطال يكاد «يعصر» البدن، صعوداً من جديد نحو الوجه حيث يطفو المكياج بشكل واضح وصارخ، لدرجة أن الناظر قد يحتاج إلى وقت لتمييز معالم الوجه الحقيقية، تضاف إلى كلّ ما سبق، طريقة مشي البعض المفتعلة لجذب أعين من يخافون ومن لا يخافون الله تعالى!.. المشهد ليس صورة توصيفية في معرض صور ولا لفتاة تتمشى في حفلة تنكريّة، بل هو مجرد وصف لملابس ترتديها بعض الفتيات المسلمات في مجتمعنا، ويسمينه «الحجاب»... فهل هذا هو الحجاب الذي فرضه الإسلام فعلاً!.. وما هي وجهة نظر من يرتدينه فيه!. آراء حول «الحجاب الحرام» «الدستور» رصدت ردود الأفعال المتعلقة بهذا الشأن من خلال آراء متنوعة وقد لمست أن النقد يراوح بين عبارتين دارجتين.. الأولى انتقاد مهذب: «هذا تشويه للحجاب، الله يهديهن ويستر عليهن» والثانية شجاعة جريئة تلامس الفضية الشائكة: «فليخلعنه أشرف لهن»، فيما ترى فئة قليلة جدا أنه ما دام الشعر والجسد مستور فلن يضر ذلك شيئا بحسب اراء البعض الذين يمنحون العذر على خجل للفتيات.. تقول «ام ناصر» ان «الحجاب ستايل» فكرة تافهة ودخيلة على قيمنا ومجتمعنا، لأن ارتداء الحجاب أساسه تعزيز فكرة الحشمة والحياء وليس لفت الانظار وإظهار المفاتن وإثارة الغرائز وعندما تبدأ المرأة بتزيين نفسها بهذه الطريقة فما تسعى اليه هو لفت الانتباه لا شيء آخر. وترى فاطمة «موظفة» أن «الحجاب ستايل» «جميل لكنه يبرز بشكل ملفت ما يتعارض مع الاصول الشرعية والحقيقية للحجاب بالحشمة والتستر فعندما ترتدي المرأة الحجاب المنتفخ والبراق فهي تجذب الانظار مما ينقض فكرة الحجاب من الأساس والادهى من ذلك عندما ترتدي الحجاب وتكون ملابسها الاخرى فاضحة مثل الجينز ، والفيزون ، والبدي ما يدعو إلى التناقض المنفر بصورة صارخة. وتقول «مها» وهي طالبة جامعية لا تعتمد حجاب الموضة أو «ابو نفخة» ان هذه الأمور شخصية ولكل شخص الحرية الكاملة في اختيار ملبسه، أما هذه التفاصيل فتدخل في إطار الحرية الشخصية وحرية الاختيار، قد لا يعجبني هذا الملبس لكني لن أصدر الأحكام على من يرتديه فجميعنا عاقلون يمكننا تمييز الصواب من الخطأ فلماذا نحشر كل شيء في إطار الدين والحلال والحرام بحسب رأيها!.. وحملت «رنا» بعض محال النوفيتيه المختصة ببيع الألبسة والتجار دورًا أساسيا في عملية ترويج هذه الأزياء خصوصًا محلات الألبسة الشرعية التي باتت تبيع ملابس ضيقة للمحجبات، مشيرة الى ان «حجاب الموضة» المنتشر حاليا من طرح شفافة وصغيرة أحيانًا، وعباءات مزركشة أو ضيقة، تنافي الوقارَ، وتلفت الأنظارَ إلى المرأة، وهذا يخلُّ بشروط الزي الشرعي بصورة صريحة. من جانبه، قال محمد حميدان «معلم مدرسة» أن يكون هناك حجاب شرعي وحجاب آخر للموضة، مشيراً إلى أن الحجاب معروف منذ قديم الأزل وِفقاً لنصوص القرآن الكريم، مؤكداً أن بعض الشركات باتت تتخذ الإسلام والحجاب وسيلة للتجارة والتربح، وتقوم بتصميم أزياء وملابس ضيقة وبألوان فاقعة للمحجبات، وهو للأسف لا يناسب الفتاة المحجبة. من جهته، قال التربوي بكر خليل ابو بكر مسؤول التعليم الاسبق في وكالة الغوث انه قد ظهر خلل في تفسير كلمة الحجاب لدى البعض وللأسف فهم كثير ظنوا ان كلمة الحجاب تعني فقط غطاء الرأس فكل من تغطي شعرها فقط تسمى محجبة، وربما تلبس بنطلونا ضيقا، وربما تلبس ملابس ضيقة، تبرز بدقة معالم جسدها، وربما تضع العطور والمكياجات، وهي تظن انها قد تحجبت وتعتقد ان هذه الاشياء لا تنتقص من حجابها!.. وأضاف: لا يسعنا السكوت فنحن غدا بين يدي ربنا واقفون ومسؤولون، يجب علينا كمسلمين توعية وتصحيح معاني الحجاب السامية، لأن الهدف توعية لاخواتنا المحجبات بشروط الحجاب الشرعي الصحيح، وينبغي أن يعلم الجميع ان الله عز وجل لن يحاسبنا على النتائج ولكن سيحاسبنا على العمل ولعل الله يطلع على قلب واحد منا فيرى فيه اخلاصا له فيفتح به القلوب، لأن الفتاة المسلمة تحتاج الى النصائح. الشرع: حجاب الموضة.. حرام وينقل الشيخ أحمد عبدالرحمن «استاذ شريعة» الحكم الشرعي المتعلق بحجاب الموضة مؤكدا أن لا علاقة لهذا الحجاب بالدين وأنه حرام بإجماع المسلمين، وذلك لمخالفته القواعد الصحيحة، من حيث الحكم الشرعي والنص القرآني «ولا يبدين زينتهن إلّا ما ظهر منها»، والجائز إظهاره فقط هو الوجه والكفان. ويعرّف عبدالرحمن الحجاب الشرعي على أنّه كل لباس يكون ساتراً للرأس وفضفاضاً على الجسد بحيث لا يظهر ولا يفسّر أيّا من أعضاء البدن التي حرّم الشرع إظهارها»، مشيرا الى انه وفي المحصلة النهائية «الإسلام يدين ويرفض هذا النوع من الأزياء. وحذر عبدالرحمن من تجاوز المفهوم الديني للحجاب والحكمة منه، وقال إنه لا يجوز شرعا أن يكون هذا الحجاب ملفتا للاهتمام، لأنه يلفت النظر للذين في قلوبهم مرض من الرجال. وعن حكم وضع شرائط في الشعر أو بكلات تزيد من حجم الرأس وتكبره وتزيد في طول الشعر، قال الشيخ احمد عبدالرحمن ان تكبير حجم الرأس بجمع الشعر بشرائط أو بكلات «لا يجوز» سواء جمع الشعر أعلى الرأس أو بجانبه بحيث يصبح كأنه رأسان، وقد جاء الوعيد الشديد في حق من يفعلن ذلك حتى تصبح رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة والبخت نوع من الإبل له سنامان، أما الشرائط التي لا تكبر حجم الرأس ويحتاج إليها لإصلاح الشعر فلا بأس بها كما اتفق بعض العلماء. حجاب مرفوض واعتبر عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة الدكتور بسام محمد أن المرأة المسلمة عندما أُمرت بالحجاب فهي أمرت به لعدم جذب انتباه الرجال، فالشريعة أمرت المرأة باللباس الشرعي، وحددت لها مواصفات وهي ألاّ يكون شفافاً، وأن يكون ساتراً للجسم باستثناء الوجه والكفين. وتابع: «الحجاب المنتشر هذه الأيام هو ما يُسمّى بـ»حجاب الموضة»، وأنا شخصياً لا أحب إطلاق لفظ الموضة على الحجاب، لأن الحجاب ليس موضة ظهرت هذه الأيام وسوف تنتهي، فأصبحنا الآن نرى الحجاب -كغطاء للرأس- يأخذ عدةَ أوضاع مختلفة الشكل حتى أضحت معظم المحجبات يرتدينه على اعتبار أنه موضة تتغيَّر بين الحين والآخر كلما تغيَّرت خطوط الموضة العالمية، وهو ما أدّى إلى ظهور الربطات المختلفة للحجاب، فنجد ربطةً تظهر الأذن وأخرى تظهر الرقبة، ناهيك عن شكل الملابس التي يتم ارتداؤها أسفل الحجاب، والتي تحدد الجسم وتظهره بصورة فاضحة أكثر ما تخفيه. شكل بلا جوهر ويؤكد استاذ علم الاجتماع نبيل صالح، في إطار تحليله لهذه الظاهرة، ان هذا اللباس التزام بالشكل الاجتماعي فقط، بعيداً عن روحية الحجاب الهادفة إلى إسكات نزوات الجسد، كما أنه يعكس صراعاً بين القيم الدينية التي تفرض الحجاب ومغريات الواقع، ما يدفع الفتيات إلى التحايل على وظيفة الحجاب الدينية، مبينا ان «حجاب الموضة» مصدر إغراء وفتنة ينافي أصول الحجاب الحقيقية في العفة والاحتشام. وبين صالح انه والى جانب الحجاب الذي يغطي «على استحياء» رأس الفتاة، يكون هناك وجه ملطخ بكل أنواع «الماكياج» والمساحيق ومن الواضح أننا أمام نمط اجتماعي جديد، نتمنى أن ينتهي من مجتمعنا، لانه لا يمكن أن نقبل حجاب امرأة إن لم يكن الحياء مكوناً تربوياً في ذاتها، بعيداً عن التكلف والتصنع، كاملاً من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، شاملاً للجسد والروح. واضاف: اننا لا نتصدى لهذه القضية بهدف الإساءة للمحجبات، ولا شك أن أكثر المحجبات ملتزمات، وتحدي هذه المشكلة يظهر بالمحافظة على هذا الالتزام، سؤال يطرح نفسه، في عصر كانت فيه فريضة الحجاب متبعة شكلاً ومضموناَ، أشرفنا على وقت أصبح فيه شكلا بلا جوهر. خلفيّة نفسيّة وذهنيّة فيما قال الدكتور في علم النفس عايد محمد إنَّ هذا الاتّجاه قد يقود الأخوات إلى أن يتحوّل الحجاب عندهنّ إلى مجرّد زيّ للإثارة، بدلاً من أن يكون زيّاً للاحتشام، لأنّ الانفتاح على هذه الأجواء المعاصرة في شكل الأزياء، يوحي بأنّ هناك خلفيّةً نفسيَّةً لدى هذه المرأة أو تلك، في اجتذاب الأنظار إليها، من خلال الخروج بالشّكل السافر الّذي يجعلها محلّ نظرات الشّباب، مبينا إنّ هذه الخلفيّة النّفسيّة والذّهنيّة، لا بدّ من أن تتطوّر إلى المستوى الّذي يتحوّل فيه الحجاب إلى ما يناقض فكرته، بدلاً من أن يتحرّك ليؤكّدها.
|
|