عن «الأرجيلة».. المتعة الزائفة!
الصيدلي ابراهيم علي ابورمان
تدخين الارجيلة اصبح في هذه الايام موضة يتبناها الرجال والنساء على حد سواء، وتنتشر المقاهي التي تقدم لمرتاديها الارجيلة مع اختلاف درجاتها السياحية والعادية وتوجد في البيوت ايضا حيث لا يمانع الاب من ان تشاركه زوجته وابناؤه في تدخين الارجيلة .
الارجيلة مثلها مثل الدخان اضرارها متعددة بل تفوق الارجيلة اضرار السجائر العادية وذلك مثبت بالدراسات العلمية الموثقة وهي مختلفة نذكر منها ما له علاقة بالشخص نفسه والاخرين الذين قد يتشاركون في استعمال الارجيلة. هذا وقد كشفت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين من مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان، ارتفاع في ظهور أعراض متصلة بأمراض الجهاز التنفسي لدى فئة الشباب، ممن يواظبون على استخدام الأرجيلة.
نتائج الدراسة صادمة وتشير إلى زيادة في ظهور أعراض الأمراض التنفسية المزمنة لدى فئة الشباب ممن يدخنون تبغ الأرجيلة بشكل منتظم. حيث قام مكتب مكافحة السرطان بفحص أثر تدخين الأرجيلة على المدى الطويل على وظائف الرئة، وقياس الجهد الرياضي للقلب والرئة عند مجموعة من الشباب الذكور، الذين يتراوح معدل أعمارهم ما بين 18-24 سنة، حيث قام فريق الدراسة بمقارنة الحالة الصحية لـ69 مدخناً شاباً للأرجيلة مع 69 شاباً من غير المدخنين. واستغرقت الدراسة سنتين.
وتشمل هذه الأعراض السعال، ضيق النفس، وزيادة افراز البلغم، والتي قد تبدو للبعض بأنها أعراض غير خطرة، ولكنها تعد أدلة واضحة على وجود مشاكل صحية في الجهاز التنفسي. وبينت الدراسة أن قراءات وظائف الرئة أضعف لدى الشباب الذين يستخدمون تبغ الأرجيلة، مقارنة مع غير المدخنين ووجدنا أيضاً أن هناك انخفاض في قدرتهم على ممارسة النشاط البدني. وبحسب الدراسة يمكن أن يتسبب استخدام الأرجيلة بإرهاق مبكر للعضلات.
وكشفت الدراسة أن مدخني الأرجيلة يتمتعون بوزن زائد، بما يقارب الـ6 كغ، مقارنة بغير المدخنين. وهذا معاكس لما هو متعارف عليه لدى مدخني السجائر. لكن زيادة الوزن أمر متوقع نظراً إلى آلية تدخين الأرجيلة لفترة طويلة، وعادة ما يتخللها تناول وجبات ومشروبات.
منظمة الصحة العالمية
استخدام الأرجيلة خطراً يهدد الشباب حيث تصل مدة الجلسة الواحدة ( 45 دقيقة)، أي ما يعادل 60 سيجارة. وبحسب منظمة الصحة العالمية قد تصل إلى أكثر من 200 سيجارة. وهذا يعني استنشاق كميات كبيرة من المواد السامة التي تتواجد في تبغ المعسل والتي تصل إلى أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة، منها 70 مادة مسرطنة.
ترى منظمة الصحة العالمية أن نفَس الأرجيلة الواحد يساوي تدخين مائة سيجارة أو أكثر، ولذلك فإن الاعتقاد بأن الأرجيلة خيار أقل ضررا من السجائر هو اعتقاد خاطئ تماما، فالأرجيلة لها مخاطر صحية متعددة تشمل ما يلي :
• الفحم المستخدم في الأرجيلة ينتج مستويات مرتفعة من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد المسببة للسرطان، وحتى بعد مرور الدخان في الماء فإنه يبقى محتويا على تركيز مرتفع من هذه المواد.
• تبغ الأرجيلة ودخانها يحتوي على مواد تؤدي إلى سرطان الرئة والمثانة والفم.
• الأرجيلة تؤدي إلى أمراض القلب والشرايين.
• يؤدي استخدام نفْس الأرجيلة من قبل أكثر من شخص إلى انتقال عدوى الأمراض بينهم.
• بسبب الطريقة التي يتم فيها استخدام الأرجيلة، فإن مدخنها قد يستنشق مواد مضرة أكثر مما يستنشقها مدخن السجائر.
• الأطفال الذين يولدون لأمهات يستعملن الأرجيلة يكونون أقل وزنا عند الولادة.
• الأطفال الذين يولدون لأهل يدخنون الأرجيلة أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي.
• تؤدي الأرجيلة إلى زيادة مخاطر سرطان المريء وتراجع الخصوبة.
الارجيلة ناقلة للامراض المعدية
من الملاحظ ان الجو العام الذي يرافق تدخين الارجيلة واستخدامها من اكثر من شخص في نفس الوقت كما ان بربيش الارجيلة ينتقل من فم شخص الى اخر دون مراعاة ان ذلك قد يشكل خطرا على صحته وصحة الاخرين، حتى ان المقاهي التي تقدم الارجيلة نادرا ما تقوم بتبديل بربيش الارجيلة ويبقى يستخدم لفترة قد تزيد عن اسبوع، بالاضافة الى البرابيش لا تعقم ولا تنظف مما يجعلها بيئة مثالية لنمو العفن والبكتيريا.
وقد يلاحظ ذلك من يستخدمها لاول مرة الا ان مدخن الارجيلة لا ينتبهون لان رائحة المعسل تطغى عليها فلا يوليها اي اهتمام مع انها قد تكون مصدرا لكثير من الامراض المعدية، ما يعني ان هناك مجال لانتقال الأمراض المعدية عن طريق اللعاب، بداية من الرشح والانفلونزا والامراض التنفسية الفيروسية الاخرى كانفلونزا الطيور والخنازير، ومروراً بمرض القوباء الجنسي.
السل ينتشر عن طريق الارجيلة
في الوقت الذي يؤكد فيه أطباء ومسؤولون أن تدخين الأرجيلة المشترك ينقل أمراض السل والكبد الوبائي فإن رواد المقاهي لتدخين الارجيلة يجهلون حجم المخاطر التي قد تسببها الأرجيلة.
إحصائيات وزارة الصحة الأردنية تؤكد ارتفاع نسبة تدخين الأرجيلة من 6% - 22% في غضون أربعة أعوام،
شملت الفئة العمرية من 13 الى 15 سنة من طلبة المدارس البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون طالب، ويشكلون ما نسبته خمس سكان المملكة.
ووجدت الدراسة ارتفاعا في نسبة مدخني الأرجيلة لدى هذه الفئة التي توزعت بنسبة 27.3% على الذكور و16.7% على الإناث.
تدخين الأرجيلة باتت عادة مقبولة اجتماعيا من الرجال والنساء، كما ان توفرها في أماكن عديدة سياحية يسهم في زيادة اعداد المدخنين كنوع من الرفاهية كما ان الأرجيلة موجودة بنسبة عالية في البيوت، حتى انها من العادات المقبولة اجتماعيا وتدخينها اصبح له الفة اجتماعية وتجد العائلة بأكملها تدخن من نفس الارجيلة.
أن «جرثومة السل تعيش في بربيش الأرجيلة»، ويلفت إلى أن مادة القطران والأوساخ التي تترسخ في «البربيش» تنمو وتعيش داخله لتنقل العدوى بين الناس.
كما أن الجراثيم تنتقل من خلال الاستخدام المتكرر للبربيش من أشخاص عديدين، وهي وسيلة جيدة لانتقال المرض بكل سهولة، عدا عن الأمراض المعدية الأخرى التي تنتقل بالطريقة نفسهاومنها مرض السل الذي عاد إلى الانتشار مجددا عن طريق الأرجيلة بعدما كان قد بدأ بالاندثار، بالاضافة أن الأرجيلة نفسها تحمل العديد من الأوساخ بالاضافة الى وجود أضرارا عديدة أخرى مثل الانتفاخ الرئوي، وسرطان الفم والشفة.
وبحسب دراسة أجريت في الجامعة الأردنية فإن «الرأس الواحد من الأرجيلة يعادل ما بين 40-60 سيجارة»، إضافة إلى أن المعسل المستخدم عبارة عن «فواكه متعفنة» تؤخذ زيوتها، وعند حرقها تسبب أضرارا كبيرة بالاضافة الى ان البرابيش لا يتم تنظيفها على الوجه المطلوب ناهيك عن التعقيم فمقاه تدخين الارجيلة تعمل من الناحية النظريةعلى تنظيفها بشكل اسبوعي وهذا لا يكفي للقضاء على الجراثيم وفي حالة وجود طلب على الارجيلة تقدم بدون تنظيف ويمكن بسهولة ملاحظة هذا الامر بمراقبة السلوك المتبع في تقديم الارجيلة.
الجرثومة تدخل إلى الجهاز التنفسي أو المعدة والأمعاء وكما ان أجواء الضباب من دخان الأراجيل في المقاهي والاكتظاظ الكبير، والرذاذ الذي يخرج من الفم، كلها عوامل محفزة وبيئة مناسبة لتواجد جرثومة مرض السل ، بالاضافة الى أن تدخين الأرجيلة يعمل على اضعاف جهاز المناعة والخلايا في الجهاز التنفسي، ويقلل من مناعة الغشاء المخاطي لهذا يكون هذا عاملا مساعدا في دخول الجرثومة إلى الجسم.
وما يعتقده البعض بان المبسم الذي يوضع البربيش يمنع انتقال الأمراض هو ظن خاطئ لان المشكلة تكمن في الأرجيلة وجميع مكوناتها وليس في البربيش فقط ، وكما أن الأرجيلة باتت تسبب أمراضا خطيرة ومعدية، من خلال التبغ المستخدم والمواد الملونة والنكهات المختلفة ومادة الجليسرين المسرطنة، وبربيش الأرجيلة الناقل للأمراض المعدية، بحسب دراسات عالمية وبناء على دراسات حديثة أجريت في مصر أثبتت أن جرثومة السل تعيش داخل الأرجيلة.
بعض المطاعم والمقاهي في سبيل حل المشكلة تستخدم أنواعا معينة من البرابيش تستخدم لمرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها بعد انتهاء الزبون من تدخين الأرجيلة.
الارجيلة تفوق السجائر في اضراها
الارجيلة تضر بالصحة مثل دخان التبغ، الدراسات تخلص إلى أن دخان النارجيلة يسبب سرطان الرئة مثله مثل دخان السجائر كل دورة للنارجيلة (بالعامية نفس) يدوم عادة أكثر من 40 دقيقة، ويتكون من 50 - 200 استنشاق وكل استنشاق هو( 0،15 - 0،50 ) ليتر من الدخان.
في جلسة التدخين التي تستمر لمدة ساعة من الشيشة إن التدخين في جلسة من 45 دقيقة تؤدي لأن يستنشق المدخن 1،7 مرة من النيكوتين من سيجارة واحدة.
كما أن استخدام الماء لتصفية الدخان لا يزيل جميع المواد الكيميائية الضارة ، كما ان تدخينها لفترة تتراوح بين 30 و60 دقيقة يعادل علبة من السجائر، وذلك بسبب هذه الكمية الكبيرة من التبغ النقي وهذا مخالف لما يعتقد به البعض من ان الماء يمتص السموم وهذا صحيح الى حد ما اذا كانت السموم تذوب في الماء ، لكن النيكوتين لا يذوب في الماء كما انه يحتوي على مواد مسببة للسرطان.
و من خلال مقارنة مدخن السيجارة بالمدخن الارجيلة مدخني الارجيلة يتعرضون لكميات اكبر من النيكوتين واول اكسيد الكربون بالاضافة الى سموم اخرى تكون موجودة في السجائر. وفي دراسة أجريت في كلية الطب في الجامعة الأردنية في عمان، تبين بأن نسبة تركيز النيكوتين والكوتينين أحد المواد التي ينتجها النيكوتين في الجسم تصل إلى مستويات عالية بعد تدخين النرجيلة، مما يؤكد على أن النرجيلة تتسبب في أضرار جسيمة .
الارجيلة والسرطان
نشرت دراسة عن الارجيلة والسرطان في باكستان في 2008 وكان هدفها «العثور على مستويات المستضدات السرطانية بالدم لدى المدخنين النارجيلة فقط دون سواها، أي أولئك الذين يدخنون الارجيلة فقط كانت المستويات لدى هذه المجموعة أقل بالمقارنة مع مدخني السجائر, على الرغم من أن الفارق لم يكن ذو دلالة إحصائية بين مدخن الارجيلة وغير المدخن.
واستنتجت الدراسة أيضاً أن من يكثر من تدخين الارجيلة يرفع بشكل كبير من مستويات المستضدات السرطانية وهذا يعني ان الارجيلة تسبب سرطان الرئة بنسبة اكبر من السجائر العادية.