قراءة في لقاء القائد الوطني رمضان عبدالله على الميادين
2014 / 7 / 22
بقلم:- راسم عبيدات
في لقاء القائد الوطني الدكتور رمضان شلح"أبا عبد الله" امين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على فضائية الميادين أمس الاثنين،تجد انك امام قائد وطني فلسطيني بإمتياز يغلب مصالح الوطن على مصالح الفئة والحزب والتنظيم،صلب ثابت على مواقفه ومبادئه،يوجه سهام نقده دون تجريح او تخوين،وفي مقابلته كان واضحاً وصريحاً وحاداً في مواقفه تجاه السلطة،ولكن دون ان يطلق العنان لعواطفه ومشاعره مجرحاً وشاتماً وساباً ومكفراً او مخوناً،اوصل الفكرة والمطلوب بشكل يؤدي الغرض ويجعله مقبولاً على كل شعبنا الفلسطيني،حيث اكد بشكل واضح بانه على الرئيس عباس ان ياخذ موقفاً تاريخاً في اللحظة الهامة والمصيرية،فالذي يقتل هو شعبه وليس شعب بلد آخر،وكذلك أشار الى دور السلطة المعرقل والمعيق للعمل العسكري والمقاوم في الضفة الغربية،عندما سأل عن عدم تنفيذ سرايا القدس والمقاومة لعمليات عسكرية من الضفة الغربية،فقال إسالوا السلطة واللجنة التنفيذية للمنظمة،وهذه إشارة هامة إلى مخاطر التنسيق الأمني على المقاومة وفصائلها،وكذلك شدد على أن سوريا هي كانت وما زالت حاضنة للمقاومة،ولم يضيع اتجاه البوصلة او يتعامل مع الأمور بمنطق المصالح والفئوية او قصر النظر،عندما قال بأن سوريا بإحتضانها لحماس والجهاد الإسلامي ،إنما تحتضن فلسطين.
وأكد على ان المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية غير مسبوقة،وهي الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي لجهة إستهدافها لكل مدن الإحتلال الصهيوني،وان من يراهن على نضوب إمكانيات المقاومة فهو واهن والمقاومة لديها الكثير من الإمكانيات والقدرات والمفاجأت،وهي لن تستسلم ولن تركع،بل اذا ما فكر العدو في أن يغوص في مستنقع غزة،فهو سيدفع الثمن باهظاً،وحول التهدئة أشار الدكتور شلح بأنه حتى اللحظة لم تنضج الظروف لعقد تهدئة تلبي شروط المقاومة،والمقاومة والشعب الفلسطيني لن يقبلوا بالعودة الى اتفاق نوفمبر/2012،فالثمن الباهظ الذي تدفعه المقاومة شهداء وجرحى ودمار كبير،يفترض ان تكون شروط قبول التهدئة بحجم الدم والتضحيات والدمار،وهو يرى بأن هناك حالة من الضعف الكبير في الموقف العربي،وهذا بدوره عكس نفسه على تشريع البعض للعدوان على شعبنا،وأيضاً لم تبذل أية جهود جدية من اجل الوصول الى وقف للعدوان على شعبنا،وتهدئة تلبي شروط المقاومة،فهناك أطراف عربية وإقليمية معنية بان لا تنتصر المقاومة،فهذا من شأنه تغيير المعادلات والتوازنات والتحالفات في المنطقة لجهة تعزيز وترسيخ حلف المقاومة والممانعة في المنطقة،وفي ذلك تهديد للمشاريع والمصالح الصهيوامريكية والغربية الإستعمارية في المنطقة.
وفيما يتعلق بقبول المقاومة للتهدئة،قال بأن المقاومة لا تطلب القمر او المستحيل،فهي تريد رفع الحصار وفتح المعابر وحرية الحركة للأفراد والبضائع،وحول الإشراف على معبر رفح،قال بأن الخلافات والتجاذبات والمناكفات والصراعات ما بين مصر وحماس من جهة والسلطة الفلسطينية وحماس من جهة أخرى،هي التي تخلق الأزمة حول فتح معبر رفح والإشراف عليه،وبهذا الصدد يقول الدكتور شلح يجب ان توضع مصالح الشعب الفلسطيني كاولوية فوق أي صراعات او تجاذبات او محاور وإرتباطات عربية وإقليمية،في إشارة واضحة لحركة حماس والسلطة،وشدد كذلك بأنه بغض النظر عن الموقف من السيسي والنظام المصري وما يربط حماس من علاقة تنظيمية وأيديولوجية بحركة الإخوان المسلمين،فمصر لها دور محوري في أي تهدئة قادمة ليس فقط لجهة الجغرافيا والفضاء الخارجي لقطاع غزة،بل لثقلها السياسي والعربي.
وفي إطار علاقة المقاومة الفلسطينية وحركة الجهاد على وجه التحديد مع حزب الله،اكد على انها علاقة استراتيجية،ليست خاضعة للمزاجية والتبدلات والتغيرات المرتبطة بالمصالح لهذا الطرف أوذاك،وهو قال بأنه في عدوان تموز/2006،ذهب لسماحة الشيخ حسن نصر الله وتمنى عليه بأن لا تقوم المقاومة والحزب بقصف تل ابيب،حيث ان الظروف العربية والإقليمية الدولية يجب ان تاخذ بالحسبان،وما قد يكون لمثل هذا القصف من تداعيات،وليس لأن الحزب لا يمتلك أسلحة تطول مدينة تل ابيب وغيرها من المدن الصهيونية.
نعم قائد وطني بإمتياز،وفي لقاءه الكثير من المعاني والدروس والعبر،التي يجب تتوفر في كل قائد فلسطيني،فهو لم يكن لا مرتجفاً ولا متلعثماً ولا منهاراً ولا مشككاً بجدوى المقاومة،بل كان مؤمناً بحتمية إنتصار المقاومة،وما يهمه هو مصلحة شعبنا وقضيتنا الوطنيه،فهو يقول بإنتصار المقاومة وما بعد ذلك،لا نريد أية مكاسب او إستثمار سياسي خاص بحركة الجهاد الإسلامي،بل كل ما يهمه الشعب والوطن والقضية والمشروع الوطني،وفي هذا الإطار تمنى على الإخوة في حركة حماس،أن يراعوا في خطاباتهم الوضع الفلسطيني،وهذا مرتبط بالحملة التي تشنها حماس على النظام المصري،حيث ما زالت تغلب علاقتها التنظيمية والأيدولوجية بالإخوان المسلمين على القضية الوطنية.
نحن نريد لكل قادة شعبنا وفصائلنا ان يرتقوا الى مستوى تغليب مصالح الشعب الفلسطيني فوق مصالحهم الخاصة والفئوية،نريد لهم ان يحذو حذو القائد الوطني الدكتور شلح،في مواقفهم ورؤيتهم واستراتيجيتهم،وان تكون دائماً بوصلتهم هي فلسطين والقدس،وان يعلو فوق كل الجراح والخلافات،وان ينهوا الإنقسام فعلياً،وليس فقط على المستوى الخطابي والإعلامي والشعاري،فالعدو يستهدفنا كشعب ومجموع،وليس فصيل دون آخر.
القدس المحتلة – فلسطين