منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 من تراثنا: مفارقات ما زالت حاضرة تخزنا وخزاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

من تراثنا: مفارقات ما زالت حاضرة تخزنا وخزاً Empty
مُساهمةموضوع: من تراثنا: مفارقات ما زالت حاضرة تخزنا وخزاً   من تراثنا: مفارقات ما زالت حاضرة تخزنا وخزاً Emptyالسبت 06 سبتمبر 2014, 1:38 am

[rtl]من تراثنا: مفارقات ما زالت حاضرة تخزنا وخزاً[/rtl]
وكان بنو عمي يقولون لي مرحباً
[rtl]    فلما صرت مُعسراً راحت مرحبُ
لو كان هناك عدالة إنسانية في العالم لما شكا فقير أو جائع. لو وُزّع مردود موارد وخيرات الأرض التي حباها الله -سبحانه- للبشر لعاش البشر في دعة وسلام. لو انتفى «الطمع» لما كان هناك استغلال!
الفقر الشديد يذل الإنسان وبخاصة في مجتمعاتنا المعاصرة. أما صاحب المال فالناس تُسبغ عليه من الفضائل ما قد يستحق وما لا يستحق، فهو المحسن دوماً، وهو اللبيب اذا تكلم، وهو التقي الورع، وإن كان سلوكه غير ذلك، مفارقات ضحيتها الفقراء!
وفي تراثنا حكايات وأمثال وحكم مأثورة علينا ان نستمد منها الدروس والعبر. كلها تنقد اوضاعاً اجتماعية شاذة تحطّ من قدر الفقراء بينما تعلي من قدر الأغنياء. كلها قالها حكماء خبروا الحياة وخبرتهم الحياة.
سأسوق بعض ما اورده «الأبشيهي» في مؤلفه الشهير «المستطرف في كل فن مستظرف». تقرأ فيها خبرات رجل صالح من المسلمين الزاهدين، ومن الفقهاء الذين حرصوا على ان يجمعوا نوادر وحكايات وحكماً تستحق أن نتعلم منها أشياء وأشياء.
شهاب الدين الأبشيهي توفي سنة 850هـ، سأورد بعض ما ذكره هذا الفقيه في «هموم الحياة»، علّنا نتعض ونعتبر.
يروي عن العباس رضي الله عنه انه قال: «الناس لصاحب المال ألزم من الشعاع للشمس. خَطؤه صواب، وسيئاته حسنات، وقوله مقبول، يرفع مجلسه، ولا يملّ حديثه. والمفلِس عند الناس أكذب من لمعان السراب!
أما الشاعر ابن الأحنف فيقول في الفقير:
يمشي الفقير وكلُّ شيء ضده
     والناس تغلق دونه ابوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنب
     ويرى العداوة لا يرى أسبابها!
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة
     خضعت لديه وحركت أذنابها!
وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً
     نبحت عليه وكشرت أنيابها!
ويوصي بعض الحكماء ولده قائلاً: يا بني عليك بطلب العلم وجمع المال. فإن الناس طائفتان: خاصة وعامة. فالخاصة تكرمك للعلم، والعامة تكرمك للمال، وما من خَلّة هي للغني مدح، إلا وهي للفقير عيب. فإن كان شجاعاً سُمي أهوج، وإن كان مؤثراً سُمي مُفسداً وإن كان حليماً سُمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سُمي بليداً، وإن كان صموتاً سُمي عَيِيّاً».
أتساءل هنا: هل كان هؤلاء الأقدمون يبالغون؟ ربما، هل هناك استثناءات لا تنطبق عليها هذه الحكايات والأشعار. بالطبع هناك استثناءات، لكن الاستثناء لا يقاس عليه؟ لقد غلب على حياتنا الإنسانية الكثير من العور.
كم من فقير أو معدم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية كان مغموراً وفجأة جاءته الثروة من حيث يعلم أو لا يعلم، ربما بكده وبالحلال، وربما بغير الحلال! سطع نجمه إثر ذلك، وصار يُقرّب في المجالس ويوسع له فيها. إذا تكلم صمت الجميع وأصغوا إليه.
وإذا أبدى رأياً تسابق الحضور فايدوه دون تحفظ!
أما الفقير، فغالباً إذا جالس أغنياء المال، يصمت. وإذا تكلم لا يلتفت إلى كلامه. كأن «الفقير» وصمة عارّ كأن الفقر سُبّة تُتقّى!
هذه المفارقات موجوده في مجتمعاتنا. لا يجوز أنكارها، صاحب المالي يُقرّب دوماً. أما الفقير فقلما يؤبه لكلامه إلاّ من بعض «الخاصة»!
الفقير يُستصغر شأنه في أحيان كثيرة! مفارقات تسيء إلى إنسانيتنا، تسلبنا الكثير من الطهر والنقاء. ما أسوأ أن يفقد الإنسان طُهره ونقاءه!
والرسول صل الله عليه وسلم ذمّ المتكبرين بمالهم. كما أنه سبحانه يقول في محكم كتابه: «كلاّ إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى» إذا كان الغنى سبباً للطغيان!
أما الشافعي رضي الله عنه فيقول:
غنى بلا مالٍ عن الناس كلهم
     وليس الغنى إلاّ عن الشيء لا به
وروي عنه صل الله عليه وسلم أنه قال: «هل تُنصرون إلاّ بفقرائكم وضعافائكم، والذي نفس بيده، ليدخلّن فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائها بخمسمائة عام والأغنياء يحاسبون على زكاتهم». ويقول أيضاً: «رُبّ أشعث أغبر ذي طِمْرين لا يؤبه به، لو اقسم على الله تعال لأبَرّه».
وقد صدق من قال من السلف: «اللهم إني أعوذ بك من ذلّ الفقر وبطر الغنى».
كل ما ذُكر لا يعني أن مجتمعاتنا تخلو من الرحماء الأغنياء الذين يُزكون عن أموالهم ويساعدون؟.
ما ذُكر لا يجوز أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ونحاول إنكاره، إنها بعض أمراضنا وعيوبنا الاجتماعية.
نُهلل للغني، ولا نأبه للفقير وإن كان عالماًّ الذين يابهون له هم الصفوة التي تقدر العلم وتحترم إنسانية الإنسان.
ترى متى تصلح مجتمعاتنا! متى تكون ثرواتنا للجميع لا للقلة! متى نتقي الله فعلاً لا مجرد قول! متى لا ينجو من المحاسبة فاسدٌ لأنه كبير الشأن أو لأنه صاحب جاه!
قديماً جأر بالشكوى لص فاتك يُدعى أكتل السلمي فأنشد هذين البيتين المعبرين عن واقع اجتماعي بائس:
وإني لأستحيي من الله أن أُرى
     أُجرجر حبلي ليس فيه بعيرُ
وأن أسأل المرء الدني بعيرهُ
     وأجمالُ ربي في البلاد كثيرُ!
بيتنان يحملان بوحاً إنسانياً قد تدفعُ ضرورة البقاء حياً الإنسان أن يغدو «لصاً»!
«أُجرجر حبلي ليس فيه بعيرُ»! «وأجمالُ ربي في البلاد كثيرُ»!
هذا الذي سماه الأبشيهي «لصاً فاتكاً» دفعته ضرورات الحياة أن يسلك هذا المسلك. هو ناقم -كما يُشتم من شكواه على «طبقية» في مجتمعه لم تقم وزناً للعدالة!
والله من وراء القصد.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
من تراثنا: مفارقات ما زالت حاضرة تخزنا وخزاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يسرقون تراثنا وحكاياتنا
» من مفارقات  أهل هذا الزّمان
» التفرقة بين الأبناء والبنات حاضرة بقوة في بعض البيوت
» نبأ ابني آدم: مفارقات ومقارنات
»  ما زالت ألبانيا تبحث عن أصولها!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: