منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Empty
مُساهمةموضوع: فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل!   فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Emptyالأحد 05 أكتوبر 2014, 6:15 am

فلسطين

فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Ee3da1ef32


الاحمر: دماء شهدائنا

الابيض: بياض قلب اهلنا

الاسود: سواد وجوه اعدائنا

الاخضر: خضرة و خصوبة ارضنا

الموقع: آسيــا
العاصمة: القدس
المساحة كم مربع : 27000 
عدد السكان: 6,278,000
العملة: تاريخياً الجنيه الفلسطيني

ويتداول حالياً الدينار الأردني والشيكل الاسرائيلي
تبلغ مساحة فلسطين حوالي 27,000 كم مربع، وتبلغ مساحة الضفة الغربية حوالي 5,900 كم مربع، ومساحة قطاع غزة 365 كم. 

يبلغ عدد الفلسطينيين في العالم 8 ملايين نسمة يوجد منهم حوالي 4 مليون نسمة على الأرض الفلسطينية موزعين الى 3 ملايين في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية (الضفة الغربية) ومليون داخل الخط الأخضر من فلسطين (لارض التي احتلت عام 1948). 

اللغة العربية هي الرسمية، ويتحدث العديد من السكان العبرية(لغة أعدائنا) والانجليزية 
-------------------

الموقع

بلد عربي على الساحل الجنوبي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط. من اشهر مدنها غزة على شاطئ البحر الأبيض بقرب العريش وعسقلان على شاطئ البحر أيضاً وبها آثار قديمة ويافا على ساحل البحر أيضاً وفيها آبار وبساتين كثيرة ولها تجارة واسعة في البطيخ والجليل وهي جنوب القدس وكانت محل إقامة إبراهيم وإسحق ويعقوب وبها دفنوا مع بعض نسائهم. ولهذا يعظمها اليهود جداً وفيها خلق كثير. استوطنها الكنعانيون ابتداء من عام 3000 ق.م. تقريبا، واحتلها المصريون حوالي عام 1468ق.م. بعد ذلك نزل الفلسطينيون سواحلها (القرن الثاني عشر قبل الميلاد) فدعيت البلاد كلها باسمهم. ثم قدم إليها العبرانيون وأنشأوا في جزء منها (حوالي عام 1040ق.م) مملكة ما لبثت أن انقسمت (حوالي عام 932ق.م) إلى مملكة إسرائيل (في الشمال) ومملكة يهوذا (في الجنوب). وقد سقطت الأولى (عام 721ق.م) في أيدي الآشوريين. وسقطت الثانية (عام 586 ق.م.) في أيدي البابليين. واحتل الفرس فلسطين عام 539 ق.م. ثم احتلها الإسكندر المقدوني عام 333ق.م. وبعد ذلك احتلها الرومان والبيزنطيون. ثم فتحها العرب عام 636 للميلاد فأصبحت منذ ذلك الحين جزءا لا يتجزأ من الوطن العربي. غزاها الصليبيون (1096 - 1291م.). فتحها العثمانيون عام 1516 للميلاد. وفي عام 1917صدر وعد بلفور المشئوم، وأخضعت فلسطين للانتداب البريطاني عام 1920 وبدأ الصهاينة يتدفقون على البلاد، فثار العرب في وجههم ، وفي وجه السلطة البريطانية المنتدبة، مرات عديدة. وفي عام 1947 أوصت (الأمم المتحدة) بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود فرفض العرب ذلك، فما كان من بريطانيا إلا أن أعلنت انتهاء الانتداب في 14 مايو 1948. وفي الوقت نفسه أعلن الصهاينة قيام (دولة إسرائيل) غير الشرعية، فنشبت الحرب بين جيوش الدول العربية المجاورة والقوات الصهيونية. ولكن تفرق كلمة العرب آنذاك أدى إلى ضياع جزء كبير من البلاد وإلى تشريد مئات الألوف من العرب أصحاب البلاد الشرعيين. وفي حرب حزيران 1967 احتل الصهاينة ما تبقى من فلسطين.

التاريخ

العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون. 

بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.

مملكة إسرائيل

بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد. 

التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داهود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد إبن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب. 

عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.

الحكم الفارسي


اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية.

الحكم الروماني


الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود. 

خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا. 

لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين. 

قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.

الخلافة الإسلامية


الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين ( الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك. 

أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين. 

أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.

الحكم العثماني

الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة. 

ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة. 

تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى "أرض الميعاد" في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.

الإنتداب البريطاني

بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين. 

هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921. 

في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة. 

في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين. 

الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.

فترة مابعد الحرب العالمية الثانية

الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني. 

الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني. 

مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون. 

قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم.

*النشرة الاعلامية للدائرة السياسية -م.ت.ف-عمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل!   فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Emptyالأحد 05 أكتوبر 2014, 6:16 am

موجز تاريخ فلسطين عبر جدول زمني حتى النكبة عام 1948 

السنة 


200.000 (ق.م)
سكن البشر فلسطين وكانوا صيادين - أقدم بقايا إنسان في المنطقة وجدت جنوب بحيرة طبريا (جمجمة طبريا أو جمجمة الجليل ويعود تاريخها إلى 200.000 سنة قبل الميلاد).

150.000(ق.م)
معرفة الفلسطينيين للنار (اكتشاف قطع من الفحم).

12.000- 6000(ق.م)

إنشاء التجمعات الزراعية المستقرة, والفلسطينيون هم أول من دجن الحيوانات كالبقر والماعز والغنم والكلب..

اعتمدوا في المعيشة على الصيد والرعي. وفي أواخر هذه الفترة زرعوا القمح فهم أول من مارس الزراعة في العالم.. 

واكتشف جنوب الخليل في مغارة (ام زويتينة) تمثال غزال منحوت على قطعة من الحجر الكلسي, مما يدل على معرفة الفلسطيني للفن منذ تلك الحقبة..

ونحو 7.000 ق.م بدؤوا يبنون المدن، فأريحا تعود إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وهي أقدم مدينة في العالم..

نزل بعض سكان الجزيرة العربية فلسطين واستقروا فيها..

5.000(ق.م)
اخترع الفلسطينيون الخزف.. وجود آثار بالقرب من أريحا وبئر السبع والبحر الميت تعود إلى تلك الحقبة.

3.400(ق.م)
استعمل الفلسطينيون النحاس (عثر على فأس مصنوعة من النحاس)..

بعد التاريخ المدون وحتى الميلاد

3.000 - 2.500(ق.م)
استقرار القبائل الآمورية/ الكنعانية العربية في فلسطين.

1675 - 1580(ق.م)
حكم الهكسوس لفلسطين..

1570(ق.م)
سقوط المدينة الفلسطينية (شاروحين) بيد القوات المصرية..

1500(ق.م)
استقرار القبائل الآرامية في شمالي الشام وجنوبه الشرقي...

1479(ق.م)
سقوط المدينة الفلسطينية (مجدو) بيد القوات المصرية.. وخضوع فلسطين للحكم المصري..

1150(ق.م)
تقلص النفوذ المصري في فلسطين..

853(ق.م)
معركة (قرقر) بين الآشوريين ودول الشام..

732(ق.م)
فلسطين تحت الحكم الآشوري.

608(ق.م)
عودة الحكم المصري إلى فلسطين..

538(ق.م)
الفرس يحتلون فلسطين..

332(ق.م)
الإسكندر المقدوني يهزم الفرس - فلسطين تحت الحكم اليوناني.

323(ق.م)
موت الإسكندر وانقسام الحكم إلى البطالسة في مصر, والسلوقيين في سورية.

301(ق.م)
حكم البطالسة.

198(ق.م)
حكم السلوقيين..

63(ق.م)
استيلاء الرومان على فلسطين.

ملاحظة: أطلق الرومان تسمية فلسطين على ثلاث مناطق في فلسطين (فلسطين الأولى: الضفة الغربية والقسم الجنوبي الشرقي لوادي الأردن, فلسطين الثانية: وادي الأردن والقسم الشمالي الشرقي للوادي إضافة للجليل الشرقي والوسط, فلسطين الثالثة: القسم الجنوبي ويشمل سيناء والنقب.

40(ق.م)
استيلاء الفرس على فلسطين.

38(ق.م)
عودة الحكم الروماني لفلسطين.

بعد الميلاد وحتى الفتح العربي الإسلامي

267
زنوبيا ملكة تدمر تحرر فلسطين من الروم..

272
انتهاء مملكة تدمر وعودة الرومان لاحتلال فلسطين..

395
انقسام الإمبراطورية الرومانية – ودخول فلسطين تحت حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية..

614
الفرس يحتلون فلسطين..

627
عودة الرومان إلى احتلال فلسطين..

من الفتح العربي الإسلامي وحتى النكبة 1948

636
العرب المسلمون يفتحون فلسطين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وقد حافظوا على التقسيمات الإدارية الرومانية لفلسطين وقد عرفت فلسطين الأولى بجند فلسطين وحتى زمن الغزو المغولي إلا أنه امتد جغرافياً باتجاه الجنوب وحتى العقبة.

661 - 750
فلسطين ضمن الدولة الأموية وعاصمتها دمشق - بناء قبة الصخرة في القدس في عهد الخليفة عبد الملك ( 605 - 705 ). وبناء المسجد الأقصى في القدس في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك (705 - 715 ).

750 - 1258
فلسطين ضمن الدولة العباسية.

929
الدولة الفاطمية تحكم فلسطين من مصر.

1071
السلاجقة (من أصفهان) يستولون على القدس وأجزاء من فلسطين مع بقائها رسمياً ضمن الدولة العباسية.

1096 - 1187

الصليبيون يقيمون المملكة اللاتينية في القدس – الحملات الصليبية الاستعمارية استمرت من 1096 – 1291.. وعددها تسع أهمها: [ الحملة الأولى 1099 بقيادة جوفردي أوف بويلون وقد ذبح 70.000 من فلسطينيي القدس!

الحملة الثانية 1147 وانتهت في عام 1187 على يد البطل صلاح الدين الأيوبي الذي هزم الصليبيين في حطين شمالي فلسطين (معركة حطين), واستعاد بيت المقدس وألوية الأيوبية - حكم فلسطين من القاهرة.

الحملة الثالثة 1189 وقد انتهت إلى عقد صلح مع صلاح الدين عام 1192...].

ونذكر هنا أن الاضطهاد الأوروبي لليهود الأوروبيين، أدى إلى هرب الكثير من اليهود إلى فلسطين منذ أواخر القرن الثاني عشر 1200وما بعد..

ومن المثير للسخرية تحالف بعض فئات المسلمين مع الصليبيين, وكذلك تحالف الصليبيين مع المغول عندما وصلوا إلى الشام عام 1260!!

1220
المماليك يخلفون الأيوبيين (ويحكمون فلسطين من القاهرة).

الظاهر بيبرس ينجح في إيقاف الزحف المغولي وهزيمتهم في معركته الفاصلة في عين جالوت بالقرب من الناصرة. كما خاض معركته ضد الصليبيين وكاد أن ينهي وجودهم إلا أن موته عام 1277 حال دون ذلك. 

1291
الملك الأشرف خليل بن قلاوون يتابع إنهاء الوجود الصليبي بعد طردهم من عكا آخر القلاع الصليبية.

1516 
خضوع فلسطين وبلاد الشام للاحتلال العثماني وحتى عام 1917.

1799 
نابليون بونابرت يجتاح ساحل فلسطين قادماً من مصر, وهو أول من دعا إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين.

والي عكا أحمد باشا الجزار وبمساعدة الأسطول البريطاني يصمد في وجه نابليون الذي اضطر للانسحاب والعودة خائباً إلى مصر بعد محاصرة عكا 63 يوماً.

1831 
إبراهيم بن محمد علي باشا يستولي على فلسطين.

1840
العثمانيون يستعيدون السيطرة على فلسطين، بمؤازرة الأساطيل الغربية التي خشيت من طموحات محمد علي باشا.

1876 - 1877
المندوبون الفلسطينيون من القدس يحضرون أول برلمان عثماني في إستانبول.

المشروع الاستعماري الصهيوني

1878
إنشاء أول مستعمرة زراعية صهيونية "بتاح تكفا".

1882
الثري الصهيوني "أدموند روتشيلد" يمول بناء المستعمرات الصهيونية في فلسطين.

1882- 1903: بدء الهجرات الصهيونية الجماعية إلى فلسطين, وأول موجة كانت من 25.000 مهاجر صهيوني، وغالبيتهم من شرق أوروبا.

1887 
كانت فلسطين وحتى نهاية الحرب الأوروبية الأولى (1914 – 1918) تعرف باسم سورية الجنوبية (جزء من بلاد الشام) وقد قسمت منذ أيام المماليك إلى ثلاثة سناجق (السنجق = متصرفية): القدس - نابلس - عكا.. ولكن في العهد العثماني صار سنجق القدس تابعاً مباشرة للباب العالي منذ عام 1887. أما سنجقا نابلس وعكا فقد كانا تابعين لولاية الشام حتى عام 1883, ثم ألحقا بولاية بيروت.. 

1891
أرسل فريق من وجهاء القدس عريضة إلى الباب العالي يطلبون فيها وقف الهجرة اليهودية ومنعهم من امتلاك الأراضي.

1896
الصهيوني "ثيودور هيرتزل" الكاتب والصحفي اليهودي النمساوي, يدعو لإنشاء دولة يهودية في فلسطين أو في أي مكان آخر.

اتحاد المستعمرات اليهودية في لندن، يقرر دعم الاستعمار الصهيوني في فلسطين.

فشل هيرتزل في شراء فلسطين من السلطان عبد الحميد الثاني بمبلغ عشرين مليون ليرة!!

1897
المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بال بسويسرا, يصدر "برنامج بال" وفيه يدعو إلى إقامة وطن "للشعب اليهودي" في فلسطين، كما يقرر إنشاء "المنظمة الصهيونية العالمية" للعمل من أجل تحقيق ذلك الهدف الاستعماري.

1900
منع السلطان عبد الحميد اليهود الزائرين لفلسطين من الإقامة الدائمة. لكن متصرف القدس أحمد رشيد لم يعبأ بالقرار وكان يسهل إقامة اليهود الدائمة مقابل المال مما أدى إلى عزله.

1901
المؤتمر الصهيوني الخامس في بال ينشئ الصندوق القومي اليهودي بهدف حيازة الأراضي في فلسطين, على أن تكون الأرض مخصصة لليهود فقط ولا يعمل فيها إلا اليهود.

1904 
1904 - 1913: الموجة الثانية من المهاجرين الصهاينة تبلغ 40.000 مهاجر، مما يزيد نسبة اليهود الصهاينة في فلسطين إلى حوالي 6 % من مجموع السكان.

1905
المفكر نجيب العازوري في كتابه "يقظة الأمة العربية" يفضح الجهد اليهودي الخفي لإنشاء الدولة اليهودية على أرض فلسطين.

ومن الأوائل أيضاً في فضح المشروع الصهيوني: روحي الخالدي, نجيب نصار..

1909
إنشاء أول كيبوتز على قاعدة العمل الصهيوني - إنشاء مستعمرة تل أبيب في ضاحية يافا.

1914
عدد سكان فلسطين بحسب التقديرات العثمانية 689.275 نسمة, 8 % منهم أجانب يهود!

بداية الحرب الأوروبية الأولى.

1915
أغسطس: من الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم جمال باشا السفاح: سليم الأحمد, عبد الهادي..

وفي السادس من أيار/ مايو 1916: علي عمر النشاشيبي, محمد الشنطي, الشيخ أحمد عارف الحسيني وابنه الضابط مصطفى الحسيني…


1916

مراسلات حسين مكماهون من 14 يوليو 1915 وحتى مارس 1916: وقوع الشريف حسين الذي قاد الثورة العربية ضد العثمانيين, في مصيدة الخداع البريطاني (لغبائه وطمعه بالسلطة, والمثير للانتباه أن المراسلات لم تتعرض لفلسطين مطلقاً), عبر المراسلات بينه وبين السير هنري مكماهون (نائب ملك بريطانيا ) صدق فيها وعود بريطانيا له باستقلال ووحدة البلاد العربية تحت حكمه بعد انتهاء الحرب.

وكذلك سكت عن رفض مكماهون اعتبار ولايتي إسكندرونة ومرسين عربيتين!!

مايو: اتفاقية سايكس/ بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا, ومحتواها تقسيم البلاد العربية الآسيوية التي كانت تحت الحكم العثماني بين بريطانيا وفرنسا. وقد كشفت الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي النقاب عنها في ديسمبر 1917، ونبهت الشريف حسين للمؤامرة.

يونيو: الشريف حسين يعلن استقلال العرب عن الحكم العثماني وبداية الثورة العربية.

آلاف المتطوعين الفلسطينيين يلتحقون بالثورة, والحاج أمين الحسيني ينظم المتطوعين. ومن الوجوه الملتحقة البارزة نذكر: خليل السكاكيني, عادل زعيتر, حمدي الحسيني..

1917

2 نوفمبر: صدور "تصريح بلفور" - وزير الخارجية البريطاني بلفور يتعهد بالدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، عبر رسالة موجهة إلى روتشيلد.

9 ديسمبر: انسحاب الجيش التركي نهائياً من القدس, ودخول الجيش البريطاني. وبعد يومين دخلها المارشال اللنبي.

1918
سبتمبر: جلاء آخر جندي تركي من شمالي فلسطين. وقوات الحلفاء بقيادة اللنبي تحتل فلسطين كلها.

أول جمعية مناهضة للاستعمار البريطاني ووعد بلفور, ظهرت في يافا برئاسة الحاج راغب أبو السعود الدجاني "الجمعية الإسلامية المسيحية الفلسطينية".

1919
27 يناير - 9 فبراير: المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس, يرسل مذكرة إلى مؤتمر السلم بباريس يرفض فيها تصريح بلفور والهجرة اليهودية ويطالب بأن تبقى فلسطين جزءاً من سورية الجنوبية كما كانت في الماضي.

وقد منع أعضاء المؤتمر المنتخبون من حضور مؤتمر السلم بباريس في الوقت الذي حضره وايزمان على رأس وفد صهيوني كبير. ومن الجانب العربي الأمير فيصل بن الحسين الذي تنازل أمام وايزمان عن فلسطين، حيث وقع معه اتفاقاً في 3 يناير 1919، يخرج فلسطين من دائرة البلاد العربية مقابل السماح له بالحضور وكممثل لأبيه فقط!!!

10 يونيو: وصول لجنة تقصي الحقائق إلى فلسطين برئاسة الأمريكيين هنري كنج وتشارلز كرين والتي أفرزها مؤتمر السلم بباريس بضغط أمريكي, وبمقاطعة بريطانيا وفرنسا المشاركة فيها.

1919 - 1923: موجة ثالثة من المهاجرين الصهاينة تتجاوز الـ 35.000 مهاجر تؤدي إلى زيادة نسبة عدد اليهود الصهاينة في فلسطين إلى 12% من عدد السكان - وازدياد ملكية الأراضي لتصل إلى 3% من مساحة أراضي البلاد.

1920

مظاهرات يشارك فيها الفلسطينيون المسلمون والمسيحيون في القدس وبيت جالا وحيفا, ضد إقامة وطن لليهود في فلسطين..

إبريل: الاضطرابات تعم فلسطين..

25 إبريل: مؤتمر السلم (سان ريمو) يعطي بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، والمضي في تنفيذ مشروع الدولة الصهيونية.

15 مايو: بريطانيا تمنع المؤتمر العربي الفلسطيني الثاني من الانعقاد. لذلك عدّ الفلسطينيون المؤتمر السوري العام في دمشق بمثابة المؤتمر الثاني.

30 يونيو: السير هربرت صموئيل وهو يهودي صهيوني يصل فلسطين ليكون المندوب السامي الإنجليزي الأول للإدارة المدنية البريطانية.

ديسمبر: المؤتمر الوطني الفلسطيني الثالث المنعقد في حيفا ينتخب لجنة تنفيذية، ويكرر مواقفه السابقة، ويطالب بريطانيا بتشكيل حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي..

1921

1 مايو: اضطرابات في يافا احتجاجا على الهجرة الصهيونية الواسعة - لجنة التحقيق التي شكلها صموئيل خرجت بتقريرها المعروف بـ (تقرير هيكرافت)، الذي يذكر أن أسباب الاضطرابات الخوف من الهجرة الصهيونية المتزايدة وإقامة الدولة اليهودية..

مايو - يونيو: المؤتمر الوطني الفلسطيني الرابع ينعقد في القدس لانتخاب وفده إلى لندن لشرح القضية الفلسطينية. كما أكد على رفض مشروع الدولة اليهودية وطالب بإقامة حكومة وطنية. ولكن الوفد أصيب بخيبة أمل نتيجة موقف تشرشل المتبني للصهيونية ولإقامة الدولة استناداً إلى وعد بلفور!!

20 أغسطس: المؤتمر الوطني الفلسطيني الخامس المنعقد في نابلس يؤكد على رفض الهجرة اليهودية وإقامة الوطن لليهود, ومقاطعة اليهود اقتصادياً.

أكتوبر: الإحصاء البريطاني الأول في فلسطين, العدد 757.182 نسمة: نسبة العرب المسلمين 78 %، العرب المسيحيين 9.6 %، اليهود 11%.

1922
24 يوليو: مجلس عصبة الأمم يقرر انتداب بريطانيا على فلسطين، ومن ضمن صك الانتداب أن تعمل بريطانيا على تنفيذ إقامة الوطن القومي لليهود!!

1923
يونيو: المؤتمر العربي الفلسطيني السادس ينعقد في يافا. وبقيت عقلية اتخاذ القرارات الرنانة دون وضع آلية التنفيذ, ودون العمل على الثورة!!

1924 
1924 - 1928: الموجة الرابعة من المهاجرين الصهاينة 67.000 مهاجر, أكثر من نصفهم من بولندا, مما يزيد عدد اليهود إلى 16 %, وملكيتهم للأراضي (عام 1928) إلى 4.2 % من مساحة البلاد.

1928
يونيو: المؤتمر الوطني الفلسطيني السابع ينعقد في القدس, ويؤكد على القرارات السابقة. والملفت للنظر أن المؤتمر لم يطالب بتحرير فلسطين!!

1929


أغسطس - ثورة البراق: نتيجة الإحباط الذي سيطر على الشارع الفلسطيني (المشروع الصهيوني, موقف بريطانيا المنحاز كلياً لليهود, إفقار الفلاح الفلسطيني بالضرائب والديون, شراء الأراضي بأساليب القهر والقمع، الامتيازات التي تعطى للصهاينة ويمنع منها العرب الفلسطينيون، العنجهية والعجرفة البريطانية والصهيونية... ) انفجرت الاضطرابات بين الفلسطينيين والصهاينة حول حائط البراق عند المسلمين والمسمى كذباً عند الصهاينة "حائط المبكى" – وكانت نتيجة المصادمات استشهاد 116 فلسطينياً وجرح 232, أما من الجانب الصهيوني فقد قتل 133 صهيونياً وجرح 339. وكانت أكثر إصابات العرب بيد الشرطة البريطانية.

لقد أخمدت الهبة ولكنها كانت بداية للنهوض الثوري الذي تجلى في الثلاثينات.

أكتوبر: اجتماع وطني عام في القدس لاتخاذ موقف تجاه لجنة شو للتحقيق التي أرسلتها الحكومة البريطانية.

1929 - 1939: 
الموجة الخامسة من المهاجرين الصهاينة: أكثر من 250.000 مهاجر, مما رفع نسبة الصهاينة اليهود في فلسطين إلى 30 % من المجموع. وملكية الأراضي المسجلة (1939) إلى 5.7 % من مساحة البلاد.

وقد دخل 180.000 مهاجر صهيوني ما بين 1930– 1935.


1930

14 يناير: عصبة الأمم تعين لجنة دولية للتحقيق في الوضع القانوني للعرب و"اليهود" بالنسبة لحائط البراق.

مارس: لجنة شو البريطانية لتقصي الحقائق تعزو اضطرابات 1929 للمخاوف الفلسطينية من الهجرة اليهودية "ليس فقط من خطرها على حياتهم ولكن من خطرها على مستقبلهم".

يونيو: إعدام الأبطال: محمد جمجوم, فؤاد حجازي, عطا الزير. الذين صاروا رمزاً للكفاح الوطني عقب ثورة البراق.

أكتوبر: صدور الكتاب الأبيض والذي ما لبثت بريطانيا أن تراجعت عنه!


1931

ديسمبر: الحاج أمين الحسيني يقود المؤتمر الإسلامي العام في القدس. وفي الوقت نفسه تقوم المعارضة وعلى رأسها راغب النشاشيبي بعقد "مؤتمر الأمة الإسلامية الفلسطينية" في فندق الملك داود!

14 فبراير: رامزي ماكدونالد رئيس الوزراء البريطاني في رسالة للزعيم الصهيوني حاييم وايزمان يتراجع عما ورد في الكتاب الأبيض (باسفليد).

18 نوفمبر: الإحصاء البريطاني السكاني في فلسطين 1.035.154 نسمة. نسبة العرب المسلمين 73 %, والعرب المسيحيين 8.6 %, والصهاينة 16.9 %.


1932

4 يناير: المؤتمر الأول للشباب برئاسة عيسى البندك، انبثقت عنه لجنة تنفيذية رئسها راسم الخالدي.

2 أغسطس: الإعلان عن قيام حزب الاستقلال. من الوجوه البارزة: عوني عبد الهادي, عزة دروزة, أكرم زعيتر, عجاج نويهض, صبحي الخضرا, رشيد الحاج إبراهيم..

1933 

أكتوبر: انتفاضة القدس, وامتدادها إلى بقية المدن. وقد شاركت المرأة الفلسطينية في المظاهرات. وشاركت وفود عربية في مظاهرة يافا.

1935

20 نوفمبر: استشهاد المناضل عز الدين القسام ومن معه في أول معركة علنية ضد الإنكليز في يعبد. وقد سبقتها عمليات ولكنها كانت سرية. ويعد تنظيم القسام "عصبة المجاهدين" أو "عصبة القسام" أدق التنظيمات التي ظهرت، وقد تبنت النضال المسلح والعمل في صفوف الفقراء من الفلاحين وغيرهم...

واستمرت عصبة القسام بالعمل السري..


1936

20 إبريل: بدء الإضراب الشامل في يافا, والتظاهرات والاشتباكات.. وقد امتدت إلى نابلس فالقدس ثم انتشرت في أنحاء البلاد.. وتشكلت لجان قومية لتسيير الأمور ولقيادة الإضرابات في كل مكان.. ودعم الثوار في عملياتهم.. (استمر الإضراب ستة أشهر).

25 إبريل: قادة الأحزاب السياسية الفلسطينية يشكلون اللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني. وتدعو إلى الاستمرار في الإضراب.

15 مايو: مؤتمر اللجان الوطنية الفلسطينية يعلن العصيان المدني عن دفع الضرائب.

انتشار عمليات الثوار المتحصنين في الجبال, ضد الإنكليز والصهاينة في أنحاء البلاد (نسف جسور, قلب القطارات, قطع خطوط البرق والهاتف، قطع طرق المواصلات.. نسف أنابيب البترول القادمة من العراق عبر الأردن إلى فلسطين.. ). وبريطانيا تتصدى للثورة بكل عنف وهمجية من قصف ونسف للبيوت في المدن والقرى, والقتل والاعتقالات..

18 يونيو: نسف أحياء يافا القديمة!

يونيو: قدوم مئات المتطوعين العرب للمشاركة في الثورة ( منهم القائدان الشيخ محمد الأشمر, وسعيد العاص من أبطال الثورة السورية.. ).

سبتمبر: رئيس اللجنة الحسيني يستدعي فوزي القاوقجي ومعه حملة عسكرية منظمة من العراق تتألف من متطوعين تجاوزوا الثمانين متطوعاً.. وقد لقب بـ "قائد الثورة العام".

وساطات زعماء العرب المرتبطين بالإنكليز لإنهاء الثورة!!

8 أكتوبر: صدر أول نداء لإنهاء الثورة من الملك عبد العزيز آل سعود لحقه نداء الملك غازي من بغداد ثم الأمير عبد الله من عمان، ثم من اللجنة العربية العليا!!

11 نوفمبر: وصول اللجنة الملكية لتقصي الحقائق برئاسة لورد بيل الذي أجرى طوال شهرين اتصالات واجتماعات سرية مع كبار الزعماء الصهاينة كوايزمان وجابوتنسكي.. قبل مجيئه إلى فلسطين.

1937

7 يوليو: لجنة بيل تصدر قرارها بتقسيم فلسطين, والفلسطينيون يرفضون التقسيم. واستنكار ورفض يعم الشارع العربي بل والإسلامي!

سبتمبر: مؤتمر بلودان الذي دعا له القوميون العرب "لجنة الدفاع عن فلسطين"، يرفض التقسيم ويؤكد على أن فلسطين جزء من الوطن العربي. وطالب المؤتمر أيضاً بإلغاء الانتداب ووعد بلفور ووقف الهجرة اليهودية.

30 سبتمبر: اعتبر الانتداب أن اللجنة العربية العليا واللجان القومية غير مشروعة وعزلت الحاج أمين الحسيني من رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى, وأخذت باعتقال أعضاء اللجنة العربية العليا الموجودين ونفيهم خارج البلاد. وكان المفتي قبل ذلك ومنذ يوليو محاصراً في الحرم القدسي وبقي لمدة ثلاثة أشهر استطاع بعدها الهرب إلى لبنان حيث بقي لمدة سنتين. ورغم تعطيل بريطانيا للحياة السياسية إلا أن الثورة استمرت وتصاعدت وازدادت عملياتها المسلحة وكانت عصبة القسام السرية في طليعة المناضلين.

22 نوفمبر: إعدام البطل القسامي الشيخ فرحان السعدي وقد تجاوز عمره الثمانين. وهو خليفة عز الدين القسام وأول من أطلق الرصاصة الأولى في ثورة الـ 36. ولكن الثورة استمرت واتسعت لتشمل عملياتها المسلحة والفدائية: الدوريات العسكرية والقوافل والمخافر والمعسكرات والمطارات والمحطات وأنابيب النفط والجسور والسكك الحديدية والمستعمرات الصهيونية..

وما يميز الثورة قيادة وعناصر, بأنهم من الفلاحين والفقراء ومن الشباب المثقفين! 

وصارت الكوفية رمزاً للثوار وبالتالي صارت غطاء الرأس الشعبي.


1939

7 فبراير: مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا لحل القضية. وفشله في الوصول إلى اتفاق.

مارس: استشهاد البطل عبد الرحيم الحاج محمد الذي كان يدعى القائد العام للثوار.

مايو: صدور ما سمي بالكتاب الأبيض المخادع والذي أرادت منه بريطانيا تعليق القضية لتتفرغ للحرب حيث أعلنت الحرب على ألمانيا في سبتمبر. وقد رفض الكتاب فلسطينياً وعربياً بشكل علني إلا من الأردن التي جهرت بقبوله في الوقت الذي قبل به بعض الفلسطينيين والحكام العرب في السر دون أن يجرؤوا على التصريح الرسمي!! 


1940

1940 - 1945: وصول 60.000 مهاجر صهيوني جديد مما أدى إلى رفع نسبة عدد اليهود في فلسطين إلى 31 % من السكان, ومساحة الأرض إلى 6% من مساحة البلاد.

1942
مايو: المؤتمر الصهيوني (مؤتمر بلتمور) في فندق بلتمور في نيويورك، والتحول إلى الساحة الأمريكية وتبني الرؤساء الأمريكيين والكونغرس الفكر الصهيوني!

ومن مقررات بلتمور السرية وثيقة توضح بالتفصيل خط حدود الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات!

1943

سبتمبر: تأليف عصبة التحرر الوطني بقيادة رضوان الحلو (موسى)، والعصبة هي التنظيم الشيوعي للعرب الفلسطينيين.. ومن الأعضاء البارزين: جبرا نقولا, فخري مرقه, إميل توما، إميل حبيبي, توفيق طوبي، فؤاد نصار... وأصدرت جريدة الاتحاد.

ومع قرار التقسيم عام 1947 انقسمت العصبة على نفسها بين مؤيد ورافض للتقسيم.

1944

سبتمبر: أصدرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام "بروتوكول الإسكندرية" وفيه تعلن تأليف الجامعة العربية. وكانت بريطانيا وراء ذلك بهدف مصادرة استقلالية القرار الفلسطيني, وحعله بيد الأنظمة العربية والتي تأتمر بما تمليه عليها بريطانيا. ولم تدع فلسطين لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام بناء على توجيهات بريطانيا, ولكن نتيجة الخلافات والإشكاليات استطاع موسى العلمي الحضور بصفة غير رسمية لجلسة غير رسمية بعد أن قابل سراً الجنرال كلايتون رئيس الاستخبارات العام البريطاني ونال بركاته لحضور تلك الجلسة، وقد عرض القضية الفلسطينية بشكل مقبول مما أغضب بريطانيا, وأدى الموقف فيما بعد إلى استقالة العلمي!

ومن جانب آخر هدفت بريطانيا من وراء إنشاء الجامعة تكريس تجزيء الوطن العربي استناداً إلى سايكس - بيكو, ولا سيما وقد تصاعدت أصوات المطالبين بوحدة العرب! فقد أكدت الجامعة في ميثاقها استقلالية كل دولة عربية كما أرادت وخططت له بريطانيا!

وعبد الله أمير الأردن صار يحمل صفة الملك، وخابت آماله بأن يكون زعيم سورية الكبرى, فقنع بسيطرته على الأردن وعلى الضفة الغربية من فلسطين مقابل موافقته على إقامة الدولة الصهيونية!

وقد قابل في نوفمبر 1947 مندوبة الوكالة اليهودية غولدا مايرسن (غولدا مائير) وأعلمها بأنه سيضم القسم العربي من فلسطين (الضفة الغربية) بعد إفامة الدولة الصهيونية ولن يسمح بإقامة دولة مستقلة فيه للفلسطينيين!

1945

مارس: صدور ميثاق الجامعة العربية وفيه موقف يطالب بريطانيا بتنفيذ تعهداتها تجاه هجرة الصهاينة بحسب الكتاب الأبيض، مما أغضب بريطانيا وبالتالي لم تعد فيما بعد قرارات الجامعة تذكر قضية فلسطين رسمياً!

وصادرت الجامعة حق الفلسطينيين في اختيار مندوبيهم إلى الجامعة. فالجامعة وبناء على أوامر بريطانيا تقرر من هم مندوبو فلسطين!!

إن صك الانتداب تجاهل حق الفلسطينيين, وتأتي الجامعة العربية لتكرس ذلك!!


1946

مارس: أصدر مجلس الجامعة العربية قراراً ينص على أن للمجلس وحده حق اختيار مندوبين عن فلسطين!! (مصادرة حق تمثيل الشعب الفلسطيني بناء على توجيهات من بريطانيا!!).

إبريل: لجنة التحقيق الأنكلو - أمريكية تصدر تقريرها حول فلسطين تتبنى فيه المشروع الصهيوني كاملاً بدءاً من فتح أبواب الهجرة!!

مايو: افتتاح الفرع الأول للإخوان المسلمين في القدس, وقد سبق بإنشاء جمعية المكارم. ثم توالى افتتاح الفروع في المدن الفلسطينية.

يونيو: الجامعة العربية تصدر قرار إنشاء الهيئة العربية العليا ومن الأعضاء: أحمد حلمي عبد الباقي, الدكتور حسين الخالدي، جمال الحسيني, إميل الغوري. وتسلم المفتي رئاستها بعد عودته من أوروبا. وألغيت اللجنة العربية العليا والجبهة العربية العليا وحلت الأحزاب باستثناء قيادة الحزب العربي.

ولم يكن للهيئة أي وزن في الجامعة, لأن الهدف كان احتواء القادة السياسيين لفلسطين!

سبتمبر: فشل مؤتمر لندن لبحث قضية فلسطين (مشروع موريسون يفتح باب الهجرة الصهيونية على مصراعيه، ويمهد للتقسيم).

أكتوبر: عقد الإخوان مؤتمراً عاماً في حيفا.

كان الإخوان يؤمنون بالخط الوطني وبتحرير فلسطين كلها والاعتماد على العمل العسكري في ذلك.


1947

إبريل: نقل قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة.

مايو: طرح مشروع تقسيم فلسطين!

أغسطس: لجنة التحقيق (الأنسكوب) التي شكلتها الأمم المتحدة، توصي بتقسيم فلسطين. والجامعة العربية تمثل دورها العلني الرافض في الوقت الذي كانت فيه سراً مع كل خطوة تخطوها بريطانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية!!

أكتوبر: عقدت الجامعة العربية جلسة لبحث القضية الفلسطينية بعد التطورات الأخيرة، والمثير للسخرية أن الجامعة لم تدع رئيس الهيئة العربية العليا المفتي الحسيني, ولكنه حضر نتيجة الإحراجات, وطلب إعلان تشكيل حكومة عربية في فلسطين, فرفضت الجامعة، فالملك عبد الله كان يحلم بمشروع الأردن الكبير ومعه الأنظمة العربية وبريطانيا والحركة الصهيونية!

29 نوفمبر: الجمعية العامة توافق على قرار التقسيم!!

المظاهرات الصاخبة تعم فلسطين والشارع العربي.

افتتاح مكاتب للتطوع في البلاد العربية لمؤازرة شعب فلسطين.

الجامعة العربية لم تتخذ أية خطوة عملية لنصرة فلسطين!!

لقد ظهرت الجامعة على حقيقتها أمام الشارع العربي والفلسطيني، وانكشفت خيانة الأنظمة العربية وارتباطاتها بالقرار الغربي الاستعماري!!!

أزمة تعصف بالحركة الوطنية الفلسطينية سواء على صعيد القيادة أو على صعيد البرامج والتخطيط والتنظيم.. في الوقت الذي اندفع فيه الشارع الفلسطيني والمناضلون من الشارع العربي لنصرة فلسطين بالنضال المسلح!!

وتشكلت في فلسطين اللجان القومية لمواجهة المؤامرة، واستطاع الفلسطينيون حماية معظم المدن الفلسطينية, فبدأت المرحلة الثانية من المؤامرة بإدخال الجيوش العربية بهدف القضاء على المقاومة الشعبية الفلسطينية والثوار والمتطوعين من البلاد العربية!

1948

19 يناير: مجزرة صفد.

9 إبريل: مجزرة دير ياسين وسقوطها - سقوط القسطل.

19 إبريل: سقوط طبريا.

22 إبريل: سقوط حيفا.

29 إبريل: سقوط يافا.

11 مايو: سقوط صفد.

12 مايو: سقوط بيسان.

14 مايو: الاستعمار الصهيوني يعلن قيام كيانه في الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين في 15 مايو وانسحابها منها بعد أن اطمأنت إلى وضع الصهاينة, تاركة لهم كل ما يحتاجونه!! وكانت قد ابتدأت منذ شهور مضت بتسليم الصهاينة زمام الأمور في كل مكان يستطيعون وبناء على التنسيق التام معهم! 

16 مايو: سقوط عكا.

16يوليو: سقوط الناصرة.

1949 
توقيع اتفاقيات الهدنة بين الأردن ومصر ولبنان وسورية, مع ما يسمى"إسرائيل"!

إن الانتصارات الرائعة التي حققتها المقاومة الفلسطينية والمتطوعون العرب (جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي - قوات الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني....) رغم كل الظروف الصعبة وقلة السلاح وعدم تكافؤ القوى, والمنافسات وحب السلطة والعقبات... دفعت بالأنظمة العربية إلى مسرحية دخول الجيوش العربية.. فما كان من الجيش المصري والأردني من دور إلا مصادرة سلاح المقاومة بل ورمي المناضلين في السجون, وتسليم الأراضي الفلسطينية للصهاينة بحسب الخطة الاستعمارية. 

كانت الكفة لصالح الفلسطينيين, لكن مؤامرة فرض الهدنة في إبريل، ثم يونيو ويوليو 1948، جعلت القيادة السياسية الفلسطينية تدور في فلك الهدنة وتثبيتها مع الحكام العرب, الذين كانوا يخدعونهم.. في الوقت الذي كانت فيه العصابات الصهيونية تعيد ترتيب الأمور واحتلال المدن والقرى واحدة تلو الأخرى!! 


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل!   فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Emptyالأحد 05 أكتوبر 2014, 6:20 am

عـلاقـات الكـنـعانـيـين مع مـصر *

إن العلاقات بين مصر وفلسطين قديمة جداً تعود الى عصور ما قبل التاريخ. وذلك ان صحراء سيناء لم تكن في يوم من الأيام عقبة أو حائلاً يمنع السفر والانتقال، وخصوصاً ان سكانها البدو كانوا دائماً وما زالوا حتى اليوم، فروعاً من القبائل التي تعيش وتتجول في المنطقة التي نسميها اليوم شمال الجزيرة العربية والأردن وجنوبي فلسطين.

وأقدم ما عثرنا عليه من العلاقات بين القطرين كان بسبب استخراج النحاس من سيناء. فقد استخرج المصريون النحاس وغيره منذ عهد الأسرة الأولى[256]. وكان سكان جنوبي فلسطين ومن جاورهم من بدو سيناء يهاجمون المناجم المذكورة وينهبون ما فيها من معادن وأحجار ثمينة.

وقد ورد في الآثار ان الملك (سِمِرْخِت) الذي يرجع تاريخه (غالباً) الى الأسرة الأولى أوفد بعثة لاستخراج النحاس من مناجمه في سيناء، رغماً عن أخطار البدو المتوحشين التي اعترضت تلك المشاريع. وقد أخبرنا الملك المذكور انه عاقب هؤلاء البدو، وأثبت ذلك على صخور (وادي مغارة) حيث كان يستخرج النحاس. وقد تكررت هذه الغارات في عهد خلفاء (سِمرِخْت) الإّ انّ المصريين كانوا ينتصرون على البدو انتصارات باهرة[257]. 

وقد استمر المصريون في استخراج معادن سيناء في عهد الأسرة الثانية وغيرها من الأسر التي تلتها، كما ثابر البدو في نهب ما يمكنهم من الحصول عليه من خيرات تلك المناجم مما اضطر معظم أولئك الملوك لإرسال الجيوش لتأديبهم. ومن أهم الحملات التي وصلت الينا الحملة التي أرسلها (بيبي الأول) من الدولة السادسة (2625- 2475 ق. م.) بقيادة (أوني- Uni) والمؤلفة من عشرة آلاف جندي، كتأديب للقاطنين بين التيه والبحر الميت. فقتل منهم خلقاً كثيراً وعاث في أشجارهم وكرومهم ـ من تين وعنب ـ وعاد الى مصر بالغنائم والأسرى، بعد أن أقام الحصون ووضع فيها الحاميات. ويصف (أوني) جيوشه الغازية باسلوب شعري فيقول:

لقد عاد هذا الجيش سالماً بعد أن خرب بلاد البدو.

" " " " " " " نهب سكان بلاد الرمال.

" " " " " " " أزال قلاعهم.

" " " " " " " قطع أشجار تينهم وكرومهم.

" " " " " " " حمل الحديد والنار بين كل سكانهم.

" " " " " " " ذبح كل جنودهم بعشرات الألوف العدة.

" " " " " " " جاء معه بجنود عدة اسرى.

ولقد أثنى علي جلالته لهذا أكثر من أي شيء.

ولقد أرسلني جلالته خمس مرات لقيادة هذا الجيش لسلب بلاد البدو في كل مرة يثورون! ومعي فصائل من الجنود، وقد عملت بطريقة امتدحني جلالته من أجلها[258]].



وحدث بعد ذلك أن نشبت ثورة في جهة الكرمل اضطرت فرعون[259]مصر أن يرسل (أوني) بأسطول بحري[260] يحمل الجنود لمعاقبة الثوار. ونزلت فصائل الجيش خلف مرتفعات الكرمل وقبضت على الثوار بأكملها وقضت على جميع العصاة.

ويعلق المرحوم الاستاذ سليم حسن، مؤلف مصر القديمة، على الحملة بقوله: [ان الحملة التي قام بها (أوني) الى فلسطين تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر، بل وفي تاريخ العالم على ما نعلم. إذا الواقع أنها تعتبر أول حملة اشترك فيها الجيش والأسطول دونّها لنا التاريخ. وقد برهن المصريون في هذه الحملة على انهم بحارة حقيقيون، لا كما يدعيه البعض بأنهم غير أكفاء في جوف اليم. ولقد فطنوا بسرعة بل وقدروا الميزة التي يجنيها الجيش من نقله بواسطة البحر الى نقطة الهدف التي يريدها. فتجنبوا الطرق الصحراوية الطويلة الخطرة التي ربما أفنت الجيش وجعلت عودته مغامرة عظيمة. لذلك يمكننا القول بأن مصر كانت أول دولة في العالم قامت بحملة حارب فيها الجيش يحميه أسطوله.

والظاهر أن سبب قيام الفرعون بهذه الحملة إلى فلطسين ما يقال عن هجرة جم غفير من الشمال الشرقي من بلاد ما بين النهرين (مسوبوتاميا-Mesopotamia) وتقدمهم في هجرتهم الى أن وصلوا الى فلسطين والحدود المصرية، فاضطر فرعون مصر إذ ذاك الى منع هؤلاء المهاجرين الآسيويين من دخول مصر[261]].

* * * 

لقد كانت فلسطين ملجأ للمضطهدين السياسيين من مصر، وكان أهل البلاد - الكنعانييون العرب - يستقبلون هؤلاء الملتجئين اليهم بكل حفاوة وتكريم. وقد وصلتنا (قصة سنوحي - Sinuhi) أحد كبراء المصريين الذين أتوا الى الشام حرصاً على حياتهم. وتتلخص هذه القصة بما يأتي:

كان (سنوحي) أحد رجال البلاط في عهد الملك (أَمِنْمِحِت الأول- Amenemhet) ومن المرجح انه لم يكن من الحزب الذين كان يؤيى ولي العهد وشريك الملك في الحكم (سنوسرت الأول-Senwosret [262]).

ولما توفي (أمنمحت) إرتاع سنوحي ورأى أن يهرب خلسة. وفي الحال غادر مصر ونزل فلسطين بعيداً عن سلطة الملك الجديد. وفي فلسطين أجاره شيخ بدوي وخلصه من الموت جوعاً وزوّده بالماء والحليب المغلي، وسمح له بالإقامة بين قبيلته. ثم أخذ (سنوحي) يتنقل في البلاد حتى بلغ (جُبَيْل) ومنها صعد الى جبال لبنان العاليه. ثم انحدر الى فلسطين، أقرب بلاد الشام الى مصر، مرة أخرى واستقر بها. وكان يصادف في كل مكان ينزله حفاوة وجوداً وإلحاحاً من كل أمير للنزول عنده وصادف أن شاهد قبيلتين تقتتلان فانتصر للقبيلة الضعيفة وانضم اليها ولم يمض وقت حتى ولَّت القبيلة المعتدية هاربة وكان ذلك بفضل الزعيم المصري. فأقبل رئيس القبيلة المنتصر على (سنوحي) يقدم له شكره ويظهر له إعجابه وتقديره. ثم زوّجه كبرى بناته وأقطعه أراضي واسعة، فيها الحدائق ذات الأشجار المثمرة كالتين والعنب والزيتون وفيها الأراضي لزراعة الحبوب، كما أعطاه كثيراً من المواشي. ورئيس هذه القبيلة هو (أموبن شي) أمير (رتنو العليا) وهي فلسطين.

أقام (سينوحي) مدة طويلة عند نسيبه حتى كبر أولاده، ولما تقدم في السن استأذن فرعون مصر بالعودة الى بلاده فأذن له. ويصف (سنوحي) حنينه الى وطنه بقوله: [إلهي اسمح لي بأن أرى المكان الذي لا يزال قلبي يتعلق به. وهل أشتهي شيئاً آخر غير أن أموت وأُدفن في بلدي الذي وُلدت فيه؟ أني أتضرع إليك، فهل تساعدني يا ألهي؟ أبعث اليّ بالحظ الحسن. إمنحني سلامك، إشفق عليّ أنا الغريب. أرض عني واسمع صلاتي من بعيد. ارفع غضبك عمن جال في الأرض طريداً شريداً وأرجعه الى وطنه].

ولما تهيأ (سنوحي) للسفر ودّعه أصدقاؤه متألمين لفراقه. وشيعوه لمسافة بعيدة، ودعوا له بالسفر السعيد. ولما وصل إلى مصر، بعد غياب 25 سنة، استقبل فيها استقبالاً حافلاً.

وقد وصف (سنوحي) المنطقة التي عاش فيها بقوله: [كان الإقليم الطيب الذي نزلته (يا)[263]. كان لي فيه الأراضي الكثيرة حيث التين والعنب والعسل والزيتون وسائر الأثمار والحنطة والشعير والمواشي التي لا تحصى! أما الخمر فكانت أكثر شيوعاً من الماء، وأما غذائي فكان من الخبز واللحم والطيور المحمّرة، كما كنت أُزوّد بكميات كثيرة متنوعة من الزبدة والحليب].

وقد ذاع صيت هذه القصة في مصر وظلت تنسخ وتقرأ نحو 500 سنة. وتعتبر هذه القصة من أوائل القصص في تاريخ العالم، وأقدم قصة شهيرة من نوعها خطها الإنسان[264].



السيادة المصرية:

كانت التجارة من العلاقات الوثيقة التي ربطت بين فلسطين ومصر كما بينا ذلك في فصل سابق، ولكن هذه العلاقات ما عتمت أن أصبحت صلات سياسية. فقد تمكن رُسُل (سيزوستريس الأول.1970- 1935ق. م.) ابن أمنمحت الأول المار ذكره أن تجوب البلاد الفلسطينية الجنوبية بانتظام حتى (جازر). وانتشر المصريون في تلك الأنحاء، وانتشرت تبعاً لذلك اللغة المصرية فصار اسم فرعون هناك مقروناً بالخوف والوجل[265]. 

ويرجع تاريخ أقدم رواية وصلت إلينا عن غزو المصريين لبلاد الشام الى عهد الملك (سيزوستريس الثالث[266] 1887- 1849ق. م.). وتذكر الآثار ان هدا فرعون قام بحملت ومعه قائده (سبك ـ خو Sebek Khu) أدت إلى توسيع سيادته حتى نابلس. وقد افتخر هذا القائد بالنصر قائلاً [: لقد أهدى إليّ جلالة الملك عصا ذهبية وفضية ومدية من مخلوط الذهب والفضة. وكذا أسلحة الأسير الذي استوليت عليه. كل هذه الهدايا قدَّمها إِليّ جلالة ملكي بيده[267]].

ويظهر من أسماء المدن التي عثر عليها في النقوش المصرية ان البلاد الشامية الواقعة جنوبي (النهر الكبير)[268]، ودمشق استمرت حتى أواخر عهد الأسرة الثانية عشرة، الذي امتد حكمها من نحو 2000ـ 1788 ق. م.) تابعة لمصر. ثم انقطعت هذه الصلة بظهور الهكسوس.

الهكسوس[269] في مصر 



إنّ شعب الهكسوس، كما روى البعض عرب[270]يشمل الكنعانيين[271] والآموريين وغيرهم من الساميين سكان سورية وفلسطين. ولايبعد أن تكون القبائل الكنعانية القريبة من مصر أصابت أكبر قسط من حملة الهكسوس على مصر. غير أن هذا المزيج كان يضم حشداً من الحوريين والميتانيين والحثيين وغيرهم من غير الساميين فضلاً عن قبائل (الخابيرو ـ khabiru) السامية[272].

وذكرهم المؤرخ يوسيفوس اليهوديقال بعضهم إنهم عرب) و (انهم رعاة اخوة فنيقيون)[273].

قال جورج سارتون: (ويجوز أن يكون الهكسوس، بما في أمرهم من غموض، وهم الذين غزوا مصر في القرن السابع عشر قبل الميلاد، وهم عين الفنيقيين أو العرب أو ينتسبون اليهم)[274].

وقال جواد علي: (والمعروف انّ الهكسوس الذين حكموا مصر كانوا من العرب في رأي كثير من العلماء، بل في نظر قدماء المصريين، كما حكى ذلك الراهب المصري المؤرخ (مانيتو ـ (Manetho[275] في كتابه المؤلف باليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد[276]).

فهذه الجماعة العربية بمجموعها _الهكسوس_ حكموا سوريا وفلسطين ثم غزوا مصر في نحو عام 1675ق.م. فدخلوها ونشروا لغتهم فيها وأصبحت تابعة لهم. وأسسوا فيها بلدة دعوها باسم (آفاريس_Avaris)، وكانت قرب بحيرة المنزلة، في شمال شرقي الدلتا، لتكون وسطاً بين مصر وسوريا. ويعرف مكانها اليوم باسم (صان الحجر) أو (صالحجر). وكانت اسماء ملوك الهكسوس كنعانية أو آرامية. والغالب ان حكمهم لمصر لم تزد مدته على مائة سنة. وقد كانت امبراطوريتهم ضخمة مترامية الاطراق ممتدة الجوانب من الفرات الى الشلال الأول في مصر، ولذلك لايبعد أن تكون مصر وسورية اتحدتا تحت ادارتهم وكوَّنا مملكة واحدة[277]، فكان ذلك أول وحدة للقطرين عرفها التاريخ.

قال المرحوم الدكتور سليم حسن مؤلف مصر القديمة: (وكان الهكسوس مثقفين ذوي حضارة وعرفان، فنهلت مصر من موردهم، واستنارت بمدنيتهم التي انتظمت فنون الحرب، ونواحي الصناعة، وأخذت عنهم كثيراً من المخترعات التي لم تعرف قبل في وادي النيل[278]).

خريطة امبراطورية الهكسوس

وقال: (ويتضح من الآثار التي عثروا عليها ان الهكسوس كانوا على جانب عظيم من المدينة، بل كانوا أكثر تقدماً، في بعض النواحي من جيرانهم في وادي النيل، الذين كانوا يعتبرون أقدم منهم[279]).

وقال أيضاًوقد استمرت ثقافة الهكسوس تطبع الحياة المصرية بطابعها الخاص الى المدة لايستهان بها في عهد الأسرة الثامنة عشرة التي طردتهم من البلاد[280]).

والهكسوس هم الذين أدخلوا الخيل الى القطر المصري[281] للمرة الأولى؛ ودرّبوا المصريين على استعمال الحربية[282] التي لم تكن معروفة لديهم، كما علموهم غيرها من الاسلحة الحربية كالدروع التي تلبس فوق الجسم والسيف الحديدي المنحني والقوس المركب[283] الذي كان قد عرفه الأكاديون في العراق في القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد. وذهب البعض الى ان الهكسوس هم الذين أدخلوا زراعة الرمان والتمر حناء وكثير من الزهور وغيرها الى مصر.

(وبلغت صناعة المعادن في عهدهم ذرى جديدة في سورية ومصر. وتقدمت صناعة الحلي والخزف والعاج والنقش تقدماً بارزاً. وكان الحفر في العظم معروفاً في سورية منذ الحجري ولكن صناعة التنزيل أدخلت غالباً في هذا العصر،وكانت الأشياء المنزلة في أول الأمر ذات رسوم بسيطة من خطوط ودوائر. ولا تزال صناعة التنزيل التي تقوم على أدخال قطع من العظم أو العاج بقصد الزخرفة في الصناديق الخشبية أو قطع الأثاث صناعة مزدهرة في دمشق. وتظهر أفكار جديدة في صنع الخزف في عهد الهكسوس. وبلغت صناعة الخزف، وهي من أكثر الصناعات نجاحاً في فلسطين ذروتها في نهاية هذه الفترة[284]).

وقد عثروا على فخار ملون في (بيت مِرْسم) و (تل كيسان) في سهل عكا وغيرها يعود الى عهد الهكسوس، كما وجد اسم ملوكهم (خيان) منقوشاً في (جازر_أبو شوشة).

وقال سليم حسن: (كان الهكسوس يعيشون عيشة منظمة بالمعنى الأجتماعي الصحيح، فقد خططوا البلدان المنظمة التي راجت فيها التجارة، فكان الساحل الشامي يزخر بالموانئ الصالحة للتجارة، وقد كان صانع الفخار عضواً هاماً في الجماعة. فقد كانت أوانيه الجملية الصنع يوضع فيها محاصيل الحقول الخصبة، وكان الحداد وصائغ المجوهرات كل ينتج في صناعته بمهارة فائقة، ولم تشهد من قبل السواحل الجنوبية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط إتقاناً في ميدان صناعة المعادن، والواقع ان هذا الأتقان لم يكن ميسوراً قبل تقدم عمل السبائك والتفنن فيها، وهو ما ظهر على يد الهكسوس في صناعتها[285]).

وبنى الهكسوس مدناً ذات حجم لابأس به في جبال القدس وأوسط فلسطين، كما أخذت مدينة (تل العجول) في جنوبي غزة تزداد أهميتها[286]).

وكان الهكسوس يحصنون مدنهم بسياح مستطيل أو مربع طوله نحو نصف ميل، تحيط به أسوار مرتفعة وكثيفة ومنحدرة، من الطين المرصوص القاسي. وزيادة في التحصين كانوا، في غالب الأحيان، يحفرون خندقاً حوله، وتظهر هذه الحصون في (شكيم_نابلس) و (حاصور) و (أريحا) و (تل العجول) و (تل كيسان) وغيرها.

(وفرض الهكسوس في سورية وفلسطين طبقة اقطاعية حاكمة على السكان المحليين. وكان مجتمعهم منظماً تنظيماً ضعيفاً في دولة إقطاعية نوعاً، تتمركز فيها الثروة في أرستقراطية مؤلفة من محاربي المركبات بصورة خاصة. وكان النظام تسيطر عليه الصفة العسكرية. وحضارتهم في سورية تشمل القرن الثامن عشر والسابع عشر[287]).

هذا وقد امتزجت دماء الهكسوس وطرق حياتهم وعاداتهم في نفوس الكنعانيين من أهل البلاد[288]. ولما أغار اليهود على فلسطين كان الكنعانيون يرتكزون الى حد بعيد شعب أساسه من الهكسوس[289].

ويرجح ان نزوح يعقوب وعائلته الى مصر وتسنم ولده (يوسف) أسمى الوظائف كان أثناء حكم الهكسوس على مصر[290].

وقد تمكن (أحمس ـ Ahmose) 1580 ـ 1557ق. م.) مؤسس الاسرة الثامنة عشرة 1580 ـ1350ق.م[291] في مصر من اخراج الهكسوس من بلاده فنزحوا الى فلسطين وسورية حيث كانوا على رأس اتحاد من امرائها.

تعقب (أحمس) الهكسوس في فلسطين فحاصرهم في (شاروحَيْن) الحصينة، المار ذكرها، عام 1573 ق. م. مدة ثلاث سنوات ـ وقبل ست سنوات ـ. ولما استسلمت المدينة كان أحمِس حاضراً، واشترك في الغنائم. ويعتبر هذا أول حصار من نوعه في التاريخ وبرهاناً قوياً على شدة مقاومة الهكسوس، وطول صبراً أحمس الأول في ذلك الحصار الخطير على حدود القطر المصري[292]. ولم يكتف أحمس باخراج الهكسوس من (شاروحين) بل واصل طردهم وتبعهم الى فنيقية وسوريا.

وفي غزوات احمس القوية أصاب التخريب مدن (تل العجول) و (بيت شمش) و (شيلوه) و (بيت الزور) وغيرها.

وبعد وفاة (أحمس الأول) تولى العرش ابنه (أَمِنحتِب الأول_Amenhotep) ثم(تحتمس الأول_Thutmose) وقد تمكنا من غزو بلاد الشام مرات كثيرة، مطاردين فيها الهكسوس، وكلاهما مد فتوحاته حتى نهر الفرات. وفي أيام هذين الفرعونين أخذ أمراء سورية والعرب يقدرون قدر مصر ويعجبون بقوتها ومكانتها فأرسلوا اليها مع البدو وسائر الفلسطينيين الجزية وهدايا ثمينة فتضخمت المالية المصرية، وساعد هذا تحتمس الأول على إصلاح ما تلف من المعابد والهياكل التي أُهملت زمن الهكسوس[293].

ويظهر ان الجيوش المصرية كانت تتبع في زحفها على فلسطين طريقاً واحداً وهي انهم كانوا يقطعون ساحل سيناء، ثم ساحل فلسطين حتى مضايق (وادي عارة) التي تنتهي عند (مجدو). ومن هناك يعبرون سهل مرج بني عامر فالوهاد الموجودة بين بحيرتي طبرية والحولة ثم ينزلون المضايق الواقعة بالقرب من السفح الغربي لجبل الشيخ وجبال لبنان الشرقية ومنها يسيرون الى وادي الليطاني فبعلبك ثم وادي نهر العاصي فالى سورية الشمالية والفرات.

وفي عهد (تحتمس الثالث (طثميس) 1501_1447 ق. م) شقت معظم البلاد السورية عصا الطاعة على مصر وقد كان ملك (قادش[294]) الهكسوس صاحب السلطة والنفوذ على كثير من إمارات سورية وفلسطين. ولم يجرؤ أهل جنوبي فلسطين على عصيان مصر لأنهم اعتبروا بما حصل لمدينة (شاروحين) التي ذاقت الأمرين وقت حصار أحمس الأول في حروبه مع الهكسوس. ولذلك جبن سكان جنوبي فلسطين الا قليلاً منهم عن مشاكسة المصريين. ثم استعمل الأهالي في شمالي سورية وفلسطين نفوذهم مؤثرين على أهالي جنوبي فلسطين ليتحدوا معاً في مقاومة المصريين طالبين منهم أن يتركوا لهم بعض القوات والامدادات الحربية في مقابل اشراكهم معهم في ذلك الكفاح. فنجم عن ذلك أن انحاز بعض أهالي جنوبي فلسطين الى الثوار وقامت حرب أهلية مركزها (شاروحين) وامتد العصيان بعد ذلك الى غربي سوريا ثم الى شرقي نهر الفرات[295].

زحف تحتمس بجيوشه لإخضاع الثائرين مبتدئاً من مدينة (ثارو_Tharu) قرب القنطرة_وكان ذلك في نحو 19 نيسان 1479 ق. م. فوصل الى غزة الواقعة على مسافة مائة وستين ميلاً من مدينة (ثارو) في 28 نيسان أي بعد مسيرة تسعة أيام. والمرجح ان عدد جيوشه كانت تتراوح بين عشرين وثلاثين ألفاً [296].

اخترقت الجيوش المصرية السهل الساحلي وأرسل تحتمس قائده (جهوتي ـ Dgehuti) ليستولي على يافا فحاصرها ولما امتنعت عليه وعجز عن اقتحامها لجاء الى الحيلة وهي تشبه في بعض نقاطها (قصة علي بابا والأربعين لصاً). وذلك انّ (جهوتي) دعا أمير يافا، الى وليمة أقيمت خارج المدينة، وفي أثناء هذه الوليمة قتل المصريون الأمير اليافي وأرسلوا من يخبر زوجته بأن زوجها الأمير قتل القائد المصري. وأنه سيعود الى يافا ومعه (500) كيس مملوءة بالغنائم الكثيرة. وعلى أثر ذلك فتحت يافا أبوابها لأميرها. وأدخلت حينئذ الأكياس الخمس مئة محمولة على حمير، وكان في كل كيس منها جندي يحمل أدواته الحربية. ولما فتحت هذه الأكياس خرج منها المسلحون واستولوا على يافا. وبعد ذلك أرسل الفاتح أهل يافا على معابد مصر للعمل فيها حتى الوفاة عبيداً أو إماء[297].

وأخبر (جهوتي) الملك عن سقوط يافا بما يلي: (إفرح: إن أباك الصالح أمون قد سلمك العدو في يافا، وكل شعبه ومدينته. أرسل من يأخذهم كأسرى حتى تملأ بيت أبيك أمون راع ملك الآلهة بالعبيد الذكور والاناث الذين سيركعون تحت قدميك الى أبد الآبدين)[298].

استمر المصريون في زحفهم فوصلوا بلدة (يحم) أو (يحما) المار ذكرها، بالقرب من قرية عارة، والواقعة على مسافة 80ميلاً من غزة[299]. والظاهر أن الجيش قد ضرب خيامه فيها بضعة أيام، استطاع في خلالها (تحتمس) أن يطلق عيونه على مواقع العدو ومكامنه. ثم عقد الفرعون مجلسه الحربي ليتشاور مع ضابطه في أحسن الطرق التي يقتحمها الجيش الى (مجدو)[300].

وأخيراً استقر الرأي على الوصول الى (مجدو) عن طريق المرور بممرات (عرونة_تل عارة).

وفي ذلك الوقت كانت القوات السورية الثائرة قد اجتمعت بقيادة ملك قادش وسارت جنوباً حتى آخر حدود حلفائها البالغ عددهم 330 أميراً. جاء كل منهم ومعه رجاله وتحصنت في مدينة مجدو المشهورة (التي تساوي ألف مدينة). 

ولما وصلت الجيوش الغازية الى (مجدو) بدأت بحصارها التي امتد سبعة شهور: من أيار الى كانون الأول. وبعد أن فتك الجوع بالمحصورين اضطروا للتسليم وغنم تحتمس غنائم فاخرة الا ان ملك قادش تمكن من الفرار.

استولى المصريون وقتئذ على تسعمائة وأربع وعشرين عجلة حربية وفي ضمنها عجلتا ملك قادش ومجدو (وهما مصنوعتان من الذهب والفضة)، وعلى ألفين ومائتين وثمانية وثلاثين حصاناً، وعلى مائتي زرد الملكين المذكورين، وقباب ملك قادش المزركش الغالي، وعلى ألفين من البهائم الكبيرة واثنين وعشرين ألفاً وخمسمائة رأس من الغنم وأثاث ملك قادش البديع وصولجانه الفضي وتمثال فضي يحتمل انه تمثال معبوده وتمثال لشخصه مصنوع من الآبنوس الملبس بالذهب واللازورد وكميات كبيرة من الذهب والفضة. ولايخفى ان الأغنام المذكورة سبيت في الأراضي حول مجدو لأننا ذكرنا ان المدينة سلمت لأن ضغط القحط كان عليها شديداً. وجمع ما يقرب من مائة وثلاثين ألفاً من مكاييل الحبوب من السهول المجاورة علاوة على ما استنفده الجيش المصري في أثناء حصاره لمجدو[301].

وهكذا بلغت جيوش تحتمس الثالث مرج بني عامر، وهذا أقدم جيش معروف للآن دخل هذا السهل التاريخي الذي أصبح منذ ذلك الوقت معتركاً حربياً حتى الحرب العالمية الأولى حيث اقتحمه المارشال اللنبي الإنكليزي، بعد أن ألحق هزيمة ساحقة بجيوش العثمانيين.

جد تحتمس، بعد استيلائه على مجدو، في اللحاق بأعدائه فوصل الى منحدرات لبنان الجنوبية فقدم له أمراء البلاد خضوعهم وطاعتهم. ثم عاد الى مصر فكان لعودته أكبر سرور. وأُقيمت الحفلات العظيمة ابتهاجاً بالنصر. وقد تلا ذلك غزوات عدة فاستولى على كثير من المدن السورية حتى وصل الى (كركميش) على الفرات. ولكن سورية لم تصبح ولاية مصرية بكل معنى الكلمة، إلا بعد أن تمكن تحتمس الثالث من اخضاع قادش نهائياً. وبإخضاعها انهار آخر صرح لمملكة الهكسوس التي حكمت مصر سابقاً. وصارت كنعان _فلسطين_ ولاية مصرية نحو أربعة قرون.

قال برستيد: (ان حملات تحتمس الثالث الحربية[302] كانت مرتبة منظمة كأعماله الإدارية، فبمجرد انتهاء فصل المطر في سوريا وفلسطين، كان يرافق جيشه في أسطوله الضخم ويبحر الى الموانئ السورية أو الفلسطينية حيث يقدم له الولاة ما يلزمه من الأغذية والمعدات الحربية يجلبونها من البلاد المجاورة. وجرت العادة أن يرافق الملك في حركاته كلها رئيس حجابه المدعو (إنتف) العريق الأصيل، وكلما زحف تحتمس الثالث في داخلية البلاد كان (إنتف) هذا في المقدمة يستطلع مقاومة الأعداد. وكلما حل بمدينة وأراد المبيت يجهز (إنتف) قصر حاكمها لمليكه. وقد قال إنتف: (إذا وصل سيدي مصحوباً بالسلامة الى المكان الذي أنا فيه كان يجدني قد نظمته وجهزته بكل ما يحتاج اليه في البلاد الأجنبية. وربما فاقت وسائل راحته ونعيمه ما هو بالقطر المصري. كيف لا وقد كنت أُنظف الحجرات وأُعدها وأرتب أثاث كل حجرة على حسب ما يليق بها. وكنت أرى السرور على وجهه).

وكان إنتف هذا يشرف أيضاً على ترتيب مقابلات الملك وادارة شؤونه وقت حروبه الكثيرة، وإذا ما حضر رؤساء سوريا ليقدموا له الجزية ويعلنوا له الولاء والخضوع كان إنتف يقدمهم لجلالته. وكان هذا الأمير يخبر الولاة بالمبالغ والأشياء التي يتحتم عليهم تقديمها للملك، وهو الذي كان يتسلم الجزية وهدايا الذهب والفضة والخيرات الطبيعية)[303].

ويعتبر تحتمس الثالث الذي يلقبه مؤرخو الغرب بنابوليون الشرق، أول رجل في التاريخ أسس امبراطورية حقيقية فهو لذلك أقدم بطل معروف على الأرض[304]. ولاغرو خضعت لإمبراطورية سورية وأعالي الفرات[305] وجزر البحر الأبيض المتوسط وشواطئ ليبيا وهضاب الصومال وشالات النيل العليا.

ويبدو أن من أهم الأسباب التي دعت تحتمس لإقامة هذه الإمبراطورية، أن يبعد عن مصر خطر هجوم آخر كهجوم الهكسوس.

ويعتبر عهد تحتمس عهداً ممتازاً في القطر المصري وبلاد الشرق عامة. ولم يظهر في التاريخ ذلك العهد ملك جمع إيراد مملكته الشاسعة وأقام عليها ادارة حكومية مركزية ثابتة كما فعل.

ونظراً لما خلفه هذا الفرعون من الذعر والهلع اللذين غرسهما بطشه وجبروته في غزواته المتعددة لسوريا وفلسطين، فقد ظل اسمه يقذف الرعب في السوريين والفلسطينيين حتى بعد موته بعدة أجيال.


***************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل!   فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل! Emptyالأحد 05 أكتوبر 2014, 6:26 am

فلسطين من منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد

إِلى أوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد



بعد وفاة تحتمس الثالث ثارت البلاد على الحكم المصري، إِلا ان المصريين تمكنوا من إخماده تلك الثورات.

وفي أواخر عهد (أمنحتب الثالث_Amenhotep 1411_1375 ق. م)، الذي رمى بنفسه بين أحضان النساء[1]، تطلع الحثيون، وكانوا يحكمون بعض أجزاء آسيا الصغرى،للاستيلاء على شمالي سورية. وكذلك تعرضت فلسطين لغارات البدو الخابيري_Khabiri المار ذكرهم. وبذلك أخذ سلطان مصر يتدهور في بلادنا.

وفي عهد خليفته (أمنحتب الرابع) أو (اخنانون 1375_1358 ق. م) تمكن الحثيون من إخضاع معظم شمالي سورية وفينيقية، وكما تمكن الخابيرو، بمساعدة ولاة البلاد كجازر وعسقلان، من بسط نفوذهم على معظم فلسطين. فاضطر (عبدي خيبا_Abdi-Khepa)، الوالي المصري في بيت المقدس أن يبعث بالرسائل الكثيرة السريعة الى اخناتون مبيناً الخطر على النفوذ المصري في فلسطين راجياً مساعدته على صد بدو الصحراء. وبلغت الثورة وسوء النظام وقتئذٍ درجةُ سُرقت فيها قوافل الملك علناً تحت جُدرُ مدينة يالو. ثم خرب الثوار أريحا وبيت مرسم ونهبوا المعبد المصري في (لخيش)، والأهم من ذلك تدميرهم لمركز الإدارة الرئيسي الحصين لمصر في غزة.

وإليك ترجمة خطاب والي بيت المقدس الى اخنانون[2]: 

(ستضيع جميع أرض جلالتك التي ثارت عليّ. أما إقليم (شيري_Seir) الواصل الى (جنتي كرمل_Genti-Kirmil) فقد شق عصا الطاعة عليّ وكذلك أمراؤه. لقد كانت سفن جلالتك المساعد القوي في بسط سلطتك على بلاد النهرين وقادِش، أما الآن فقد احتل بدو الخابيري بلاد فرعون. ولم يبق لسيدي والى مطيع فالكل عصاه… ليحترس الملك على قطائعه وبلاده… وليرسل المدد… لأنه إذا لم تصل جنود هذه السنة ذهبت ممتلكات جلالة فرعون سدى… وإذا تعسر إرسال جنود هذه السنة فليرسل جلالة فرعون ضابطاً يلازمني للحضور أنا واخواني كي نموت مع سيدنا الملك).



وذكر (عبدي خيبا) في آخر خطابه حاشية لكاتب أخنانون هذه ترجمتها: (اطلع جلالة سيدي فرعون على هذه الكلمات: إن جميع اراضي سيدي فرعون سائرة نحو الضياع. أخذ الفلسطينيون يهاجرون رعباً من فظائع بدو الخابيري. فتركوا بلادهم واعتصموا بالجبال… والتجأ بعضهم الى مصر. حيث وصفهم الضابط المصري المنوط بهم بقوله: (لقد أتلفت أمتعتهم وحطمت مدنهم وأحرقت حاصلاتهم… وضرب الجوع أطنابه في بلادهم وهم فوق الجبال كالأغنام[3]).

أرسل فرعون مصر، أخنانون، حملة بقيادة (بيخورو_Bikhuru [4] أحد قواده، الا انه لم يتمكن من إخضاع الثائرين. وبذلك خرجت معظم سوريا وفلسطين من أيدي المصريين. وقد يئس ولاة مصر في جنوبي فلسطين من اصلاح الحالة والاحتفاظ بنفوذ فرعون فقتل بعضهم وانضم الباقون الى الخابيرو وبذلك تقلص ظل المصريين عن هذه البلاد.

وقد عثر الباحثون في (تل العمارنة)[5] بمصر عام 1887م على نحو ثلاثمائة لوحة خزفية مكتوبة بالخط المسماري، عرف أنها المراسلات الدبلوماسية التي وجهها ملوك المدن الكنعانية وولاتها الى الملكين (أمنحتب الثالث) و(أمنحتب الرابع) المار ذكرهما. واكثر هذه المراسلات استغاثة أولئك الملوك والولاة لكي يبعث ملك بنجدته لصد غارات الحثيين والبدو _الخابيرو_. وكانت هذه المكاتبات باللسان البابلي، اللسان الشائع في جميع المنطقة في تلك الحِقْبَة.

(ويجب أن نذكر أن كنعان في هذه الفترة كانت مجزأة بين مصر المملكة الحثية. ويبدو من هذه الرسائل أن أمراء المدن الكنعانية المستقلة كانوا يحاولون بث الدسائس قصد الوقيعة بين الدولتين المصرية والحثية. هذا على الصعيد الدولي، أما على الصعيد الوطني فقد كان الأمراء يحيكون المؤمرات ويدبرون المكايد بعضهم ضد البعض الآخر. ومما زاد في شدة الفوضى عصابات متجولة تعرف بقبائل الخابيرو (والتي لايجب ان يخلط بينها وبين العبران) التي كانت تغير على المدن والقرى عابثة في الأرض فساداً)[6].

ظلت فلسطين حرة خارجة عن حكم مصر حتى السنة الأولى من عهد (ستي الأول_Seti 1317_1301ق. م.) الذي زحفت جيوشه فاحتلت بلاد بئر السبع، فقابله هناك بدو تلك الجهات المعروفة باسم (الشامو) أو (الشوس) فشتت شملهم، واستمر في زحفه الى مرج بني عامر ومنه عبر الغور فاحتل حَوران حتى بلغ جنوبي لبنان. وقد تعددت غزوات سيتي لفلسطين وسورية. ويمكن القول ان كل ما أحدثه هذا الفرعون هو أن املاك مصر وصلت وقتئذٍ، بوجه التقريب، الى جنوب نهر الليطاني أي الى ما يقرب من ثلث ممتلكاتها السابقة في بلاد الشام. ولذلك كان طبيعياً أن يستمر (سيتي) في فتوحاته، فالتقى بالجيوش الحثية، ويظهر انه رأى عدم الفائدة من نضالهم لرسوخ قدمهم في سورية.

والحثيون، وقد مرَّ ذكرهم، اشتهروا ببسالتهم وعنادهم في الحروب، وكانت مشاتهم مسلحين بالقوس والنشاب والسيف والرمح، وفي وأغلب الأحيان بالبلط أيضاً. وأهم فرقهم العجلات، وقد كانت العجلة الواحدة لثلاثة رجال. ولما طمعوا في السيطرة على سورية اصطدموا فيها مع المصريين. فكانت بينم حروب امتدت سنين طويلة.

ولما توفي سيتي الأول خلفه ابنه (رعمسيس الثاني_Ramses 1301_1224ق. م.) على العرش. عادت الحرب بين المصريين والحثيين. فجهز رعمسيس الجيوش الجرارة وزحف بها في السنة الخامسة من حكمه[7]. وكان لايزال في ريعان الشباب ممتلئاً حماسة وقوة. فاجتاز فلسطين ثم وصل الى نهر العاصي فمدينة قادش، حيث معسكره وبقي هناك أياماً يُرسل طلائع جيشه ليستلطع آثار العدو، ثم جاء الى معسكر اثنان من البدو، زعما أنهما هربا من الجيوش الحثية، وان ملك الحثيين تقهقر شمالاً الى حلب. فصدق رعمسيس الخبر، وذهب بقسم من جيشه نحو (قادش) بعد أن أمر باقي الجيش باللحاق به. وكانت حيلة من ملك قادش أراد بها أن يغدر برعمسيس. فلما رأى ان حيلته قد نجحت فاجأ فرعون مصر على غير استعداد ففصل بينه وبين معظم جيشه. ولم يبق معه إلا حاشية وقليل من جنوده المخلصين. فلولا شجاعة رعمسيس وقوته الذاتية التي أدهش بها الأعداء لقضت عليه فرق العجلات الحثية قضاءً عاجلاً. ولكنه تمكن بشجاعته النادرة من مقاومة الأعداء نحو ثلاث ساعات حتى أدركته بقية جيوشه، فنجا من الخطر المحدق به. وتعد هذه المعركة من أعظم المعارك المعروفة في التاريخ القديم. وبعدها جمع فرعون مصر ما بقي من جيشه وعاد الى مصر. فكان نجاحه الوحيد في هذه المعارك، التي غلب فيها، هو نجاته من القتل أو الأسر.

فهذه الهزيمة أثرت في ولاة فلسطين فنزعوا من قلوبهم خشية مصر، وخرجوا عليها. ولما علم بذلك رعمسيس عاد الى فلسطين وقضى ثلاث سنوات يحارب لإخضاعها فتمكن من استرداد عسقلان والقدس والكرمل. ثم عادت الحرب بينه وبين الحثيين سجالاً مدة ست عشرة سنة حتى ملَّ الفريقان فأبرما الصلح في نحو عام 1269ق. م. وانقضى النزاع ولم تتم الغلبة لأحد. وبموجب الصلح المعقود بينهما كان على الطرفين ان يمسكا عن الحرب، وأن يكونا صديقين الى الأبد. وأن يساعد كل فريق الآخر في حالة هجوم دولة أُخرى عليه.

ولما أتى ملك الحثيين في عام 1256ق. م. لزيارة مصر ومعه ابنته ليزفها زوجة لرعمسيس أقام له هذا مهرجاناً عظيماً، واستقبله بحفارة نادرة. فعد الشعب المصري مجيء ملك الحثيين الى ديارهم خضوعاً لفرعونهم.

فمعاهدة الصلح بين المصريين والحثيين هي أقدم معاهدة دولية معروفة عُثر عليها بنصها. ويظهر ان هذا الاتفاق كان يجعل (قادش) و (جُبَيْل) حداً. فجنوبهما للمصريين وشمالها للحثيين. فساد السلام بعدها بين البلدين، فأمنت السبل وراجت التجارة براً وبحراً.

وقد حافظ الفريقان على العمل بمقتضى هذه المعاهدة. ولم يرو لنا التاريخ حدوث حرب أو نزاع بين الأمتين خلال تلك المدة الطويلة. ويبدو أن هذه الحروب المشؤومة أضعفت البلاد فسهلت للفلسطينيين غزوها من البحر، ولليهود غزوها من الشرق كما سيأتي بيانه. 

وقد ثار أهل فلسطين حوالي عام 1223ق. م. في أيام (مرنفتاح بن رعمسيس Merenptah 1224_1215ق. م.) واشترك في هذه الثورة أهالي غربي سورية. والظاهر أن (مرنفتاح) توجه بنفسه لإخضاع الثائرين. فأخذ عسقلان ثم توجه لجازر التي دافعت عن نفسها دفاعاً مجيداً. حتى اضطر مرنفتاح أن يحاصرها فسلمت له أخيراً، فنحل لنفسه بعدئذ لقب (محاصر جازر) وكان له في اخضاعها الشرف[8].

لقد كانت الصدمة التي وجهها هذا الفرعون للعصاة شديدة للغاية تمكن بها من اخضاعها فلسطين اخضاع فلسطين اخضاعاً تاماً[9]. توفي (مرنفتاح) أو (مرنبتاح) على رأي آخر، عام 1215ق. م. ودفن بطيبة بالوادي الذي دفن فيه اجداده. وقيل إن الضغط على اليهود في مصر كان في عهد أبيه عمسيس، وأن خروجهم، بقيادة موسى، وكان في ايام حكم (مرنفتاح).

* * *

ولقد عثر على وثيقة أدبية يعود تاريخها الى النصف الأول من حكم الأسرة التاسعة عشرة 1350_1205ق. م. جاء فيها ذكر لبعض البلدان الشامية بقلم رحالة مصري رحل اليها وصوّر الرحالة سياحته بأنها ملآى بمخاطر قاسية. ولما ذكر بعض المواقع في جبال لبنان قال إنه يكثر فيها العليَّق والبلوط وأشجار الأرز الباسقة. وان أُسودها أكثر من الفهود والضباع، وان البدو يحيطون بها من كل جانب، وان الخيل والعربة كانت تتسلق مرتفعاتها بصعوبة كبيرة. والأماكن التي زارها الرحالة هي شمال سورية وقادش وجُبيل وصَرْبا وبيروت وصيدا ونهر فازانا_ الليطاني اليوم_ وصور التي يؤخذ اليها الماء في القوارب[10]. وكانت غنية بالسمك حتى أنه كان فيها أكثر من الرمال. و (باككنا_عكا) و (مجدُّو) ونهر الأردن وغزة ورفح ويافا_ذات المراعي الخضراء والجنائن الجميلة والثمار الناضجة من كل نوع. اما الفتاة التي تقوم بحراسة الكرم فهي جميلة للغاية وتسحر بنظراتها الألباب_واكشاف وغيرها[11].

* * *

سمح رعمسيس الثالث 1198_1167ق. م. مؤسس الأسرة العشرين 1200_1090ق. م. لبعض القبائل الايجية أن يستقروا في سواحل فلسطين الجنوبية كما سيأتي ذكره. وبعد وفاة رعمسيس الثالث كان خلفاؤه ضعافاً فانعدم نفوذ مصر بسوريا تماماً. اما نفوذها على فلسطين فلم يكن الا اسمياً حتى انه في السنة الخامسة من أيام رعمسيس الثاني عشر 1118_1090ق. م. مَرّ رسول مصري يدعى (وينامون_Wenamon) بمدينة (دور_الطنطورا) في طريقه الى (جُبَيْل) لإحصار الخشب اللازم لمعابد مصر. ولما وصل (وينامون)، الطنطورا سرقت أمواله. وتتألف من أواني الذهب وزنها خمس دبنات[12]، وأواني فضية يبلغ مقدارها عشرين دبناً، وفضة في كيس يبلغ مقدارها 11 دبناً. فعمد (وينامون) الى حاكم المدينة، وكان من (الثكل) الآتي ذكرهم، وقص عليه ما حصل له فرفض مساعدته واضطر وينامون أن يمكث بدوره تسعة بلاجدوى[13].



الحكم المصري في فلسطين

(من أوائل القرن السادس عشر الى خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد).

قال جون ولسون: (… أقام تحتمس في آسيا حكماً عسكرياً وسياسياً، وعين مندوباً سامياً للمنطقة كلها، ومفتشين مقيمين في المدن الهامة للإشراف على الأمراء المحليين، وجعل من غزة في فلسطين المركز الرئيسي للإدارة: فإن هذه المدينة لم تثر على تحتمس الثالث في أيام موقعة مجدو، ولم تذكر بين مدن التي أخضعها. وكان في غزة القديمة حصن من النوع الذي يطلق عليه الآسيويون اسم (مجدل، واستخدمه المصريون ليكون مركز السيطرة على أول الطريق الرئيسي الذي يسير الى فلسطين_سوريا. وعلى هذا الطريق كان يسافر (مبعوثو الملك الى جميع البلاد الاجنبية). فقد كان هؤلاء المبعوثون لفيفاً من الرجال المخاطرين الأشداء، الذين كانوا يركبون عرباتهم ويسيرون بها في بلاد وعرة غير آمنة، ليقوموا بواجبهم كرسل فرعون وسفرائه. وكانوا يحملون رُقُماً من الطين محررة باللغة الدبلوماسية في تلك الأيام، وهي المسمارية الأكدية، يحملونها من طيبة ليوصلوها الى بوغاز كوي، في الأناضول، أو يسيرون بها من تل العمارنة الى جبيل، يؤدون بذلك عملاً جليلاً لربط اطراف امبراطورية كانت طرق المواصلات فيها على أبسط حالة بدائية. وأحسن تحتمس الثالث تنظيم تلك الأمبراطورية الى الحد الذي مكن هؤلاء الناقلين للبريد من السفر مئات الأميال بعيداً عن مصر وهم آمنون على أنفسهم[14]).

قال برستيد: (إن الفراعنة لم يسبق لهم أن خبروا تنظيم الممالك لأن هذه كانت أول مملكة عندهم من هذا النوع. ولعدم الخبرة الكافية في تولي الأحكام عجزوا عن ضبط الحكم في سورية، فكان حكمهم فيها مختلاً معتلاً، وكانت مصر مقام حاكم للبلدان الشرقية، فكان على عمال مصر فيها ان يرسلوا اليها تقاريرهم كل عن القسم الذي يتولى إرادته من البلاد المقهورة. وكانت تحت إمرة كل من أولئك العمال قوة عسكرية_في الغالب سودانية لحفظ النظام واستتباب الأمن والراحة في البلاد، وجباية الجزية من الأمراء الوطنين[15] الذين أقرّهم المصريون، يوم فتحوا بلادهم، في مراكزهم، ولم يطلبوا منهم سوى الاعتراف بالسيادة العليا لمصر وتأدية الجزية[16] المضروبة عليهم. وجاء المصريون بأبناء هؤلاء الامراء ليكونوا رهائن عندهم ولاء والديهم وليربوهم كمصريين. وكان فرعون عند وفاة أمير منهم يأمر بأرسال ابنه الذي يكون قد تخلق بأخلاق المصريين ليحكم مكان أبيه. وهاكم ما كتبه أحد أولئك الأمراء السوريين. قال: (لما كنت صغيراً أحضرني مندوب مصر السامي[17] الى مصر حيث قمت على خدمة مولاي بأن كنت حاجباً لدى بابه). وكتب عبدي خيبا، أمير القدس: (لا أبي ولا أمي بل يد الملك القوية أجلستني في بيت آبائي). ولم يكن اهتمام مصر بسوريا منصرفاً الى تأييد السلام وحفظ النظام في بلاد اختل أمنها وتشوش نظامها، بل كان جل ما طمح المصريون اليه، وأجمع رأيهم عليه هو استنضاب معين ثروتها وموارد رزقها إشباعاً لمطامعهم. وكانت مصر ترسل سفنها كل سنة لتحمل اليها مقادير كبيرة من محاصيل البلاد من غنم ومعزى وخشب وحنطة وخمر وزيت وأشياء أخرى من السلع النفيسة، بعضها من صنع سورية، والبعض الآخر من صنع بلدان أخرى شتى تصل اليها بطريق التبادل التجاري بينها وبين البلدان الواقعة الى الشرق منها. وكان يرمز الى حكم مصر لسورية وفلسطين بتشييد هياكل في مراكز الحكومة، كانوا ينصبون فيها تماثيل آلهة مصر وفراعنتها.

فعلى هذا النمط كان حكم مصر لسورية:كان موصوفاً بالرخاوة والفساد، واهي الأركان متداعي الجدران فينهار سريعاً إذا لها الفراعنة عن الأمور الحربية وراء حدود بلادهم[18]).

وقال حتي: (ولم تكن القرون الأربعة للحكم المصري كافية لجعل سورية مصرية، كما ان أربعة قرون من الحكم التركي لم تكن كافية لجعل سورية تركية. ولم يتأثر السكان الوطنيون الا قليلاً بالفكرة واللغة المصريتين. وبقيت بضع كلمات مصرية في العربية الحديثة، ولكن معظمها انتقلت بطريق اليونانية والقبطية. وفي العصور الفنيقية، وكما في العصر الحديث، هاجر كثير من السوريين الى وادي النيل ولكن قليلين جداً من المصريين هاجروا الى سورية. وكان معظم العلاقات التجارية بيد الفنيقيين. ويبدو أن إقليم مصر كان لايسمح لسكانها بالعيش في بلاد أخرى خاصة حيث الأمطار وموجات البرد في الشتاء تتطلب مقدرة على المقاومة. وقد قال المثل الشائع ان من اعتاد على شرب ماء النيل يجب أن يشرب منه دائماً[19]).

وقال مثل ذلك المرحوم سليم حسن في مصر القديمة: 5/187.

* * *

كانت اللغة المصرية القديمة منتشرة في جميع المدن الفلسطينية المشهورة، وخاصة في بَيْسان، كما كانت اللغة الكنعانية منتشرة في كثير من مدن مصر الشمالية. واللغة المصرية القديمة، التي كان يتكلم بها المصريون القدماء قريبة جداً في أصولها مفرداتها من لغات البربر وإفريقية الشرقية، كما تشبه اللغات السامية في كثير من قواعدها. وهذه اللغة تقلبت في أطوار عدة انتهت باللغة القبطية الأخيرة التي استمرت حتى احتل العرب المسلمون مصر في القرن السابع للميلاد (20ه‍: 640م.) وفي عهد الوليد بن عبد الملك الأموي رؤي استبدالها باللغة العربية عام 714م. وفي عام 997م أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي بإبطالها ومعاقبة المتكلمين بها. إلا أنها بقيت في مصر وعلى وجه محدود جداً الى القرن الرابع عشر الميلادي.

وكلمة Gopt الأوروبية مأخوذة من كلمة (قبط) العربية وهذه محرفة عن (ايجبتوس_Aigyptos) اليونانية ومعناها مصري.

ومن الكلمات القطية التي تسربت إلى العربية:

(1) مدمَّس: وهو الفول المطبوخ بالطريقة المعروفة. واسمه القديم (متمس) أي الفول المطمور.

(2) بيصارة: وهي الفول المسلوق بالطريقة المعروفة. واسمها القديم (بيصورو) ومعناها: الفول المطبوخ.

(3) مِش؛ بكسر أوله. وهو صلصة الجبنة القديمة.

(4) حَلُّوم؛ واسمها القديم (حالوم). وهي الجبنة. وتطلق اليوم على بعض الأنواع الجيدة منها.

(5) ياما؛ بمعنى كثير. وهي الكلمة القبطية (آما).

(6) شوب: بمعنى حار.

(7) اْمبُو: بمعنى شرب أو ماء. وأصلها مأخوذ عن كلمة (امبمو) القبطية بمعنى إشرب.

(Cool مَمْ: بفتح أوله. بمعنى أكل. مأخوذة عن القبطية (موم) بمعنى: كُلْ.

(9) البرسيم: النبات المعروف بهذا الإسم.

(10) فوطة: وهي المنشفة.

(11) واوا: بمعنى ألم أو وجع أو ورم.

(12) ست؛ بمعنى السيدة و(سي) بمعنى الرجل.

(13) طوب؛ بمعناها المعروف. ويراد بها كلمة (اللبِن)_ بكسر الباء. و(دُبُش) ومنعاها الطوب الصغير أو الحجر الصغير غير المنحوت.

(14) الشونة؛ أصلها (شوني) وتستعمل بمعناها المعروف اليوم: مخزن غلال.

(15) الفاس؛ أصلها (فوسي) و (الطورية) وأصلها (طوري).

(16) واحة؛ كلمة مصرية قديمة تطلق، كما نعلم، على البقعة الخضراء في وسط الصحراء، وتنبجس فيها المياه.

(17) بُعْبُع؛ بمعنى (عفريت) وتستعمل لتخويف الأطفال وأصلها (بوبو) وهو اسم عفريت مصري، يصوَّر بهيئة بشعة ومخيفة جداً.

(18) كُخ: كلمة قديمة بمعنى قذارة.

وللتفصيل راجع كتاب (آثار حضارة الفراعنة في حياتنا الحالية) لمحرم كمال، القاهرة 1956.

* * *

ومن الآثار المصرية التي عثروا عليها في فلسطين: جعران أثري منقوش عليه اسم الفرعون (أمنحتب الثالث)، في لخيش، وبقايا قلعة مصرية في بيسان وُجد عليها لوحات تعود بتاريخها الى عهد (سيتي الأول) و (رعمسيس الثاني) كما عثر فيها أيضاً على تمثال لرعمسيس الثالث. وفي (مجدو) على قاعدة تمثال لرعمسيس السادس، وعلى نقش عليه اسم (شيشنق) الفرعون المصري. وفي (سبسطية) وجدوا إناءً فاخراً من المرمر عليه اسم (اوسركون الثاني 870_847ق. م.) من ملوك الأسرة الثانية والعشرين. وغيرها.

* * *

وأخيراً نازع الكنعانيين، سكان البلاد، قومان مختلفان عن بعضهما البعض، أغازا على البلاد، في عصر واحد وهما (الفلسطينيون) و (اليهود).

قال حتي: (وقد كانت بلاد كنعان قبل هذا الغزو الفلسطيني قد أُصيبت بالفقر والخراب، وكان أهلوها قد ذلت نفوسهم وفقدوا كل بأس ونشاط، وذلك من جراء الحملات العسكرية التأديبية العديدة التي قام بها فراعنة مصر ضد بلاد كنعان، ومن جراء فداحة الجزية والغرامات التي كان المصريون يفرضونها على السكان. فلم يستطيع أهل كنعان أن يصمدوا في وجه الغازي من جهة الصحراء. (أي جموع العبرانيين) ولا أن يقاوموا هذه الشعوب القادمة من وراء البحار (الفلسطينيين)[20].

ولاشك أيضاً أن ما كان بين ملوك الكنعانيين من الإنشقاق والحروب، وضعف الدولة المصرية التي لم تكن قادرة على السيطرة التامة على البلاد (في نحو 1100ق. م)، وآشور التي لم تكن قد نشطت بعد لاكتساح سورية؛ كانت من الأسباب التي مهدت لليهود الإستيلاء على بلادنا. ولولا ذلك جميعه لتعذر على القائد يوشع_يشوع اليهودي وجنده افتتاح هذه البلاد، ولتغير مجرى تاريخها وتاريخ اليهود.

وفي النهاية كان مقدراً أن ينتصر اليهود، بعد معارك دامية بينهم وبين الكنعانيين الذين كانت مقاومتهم باسلة وعنيفة، كما ذكرنا ذلك في محله. قهر اليهود الكنعانيين فقتلوا ملوكهم وتملكوا أرضهم، ودمروا مدنهم فالتجأ قسم عظيم منهم إلى ديار أبناء عمهم الفنيقيين، ومن بقي منهم امتزج بغيرهم من الأمم الأخرى.


*مقالة مميزة  عن تاريخ العلاقة بين الكنعانيين وأهل مصر وجدتها متساوقة مع الخط العام للموضوع ..





اصل الفليسطينين في التاريخ 





يؤرخ جـ. ل. مايزر لأصول الفلسطينيين قائلاً : "إن الزائرين المينيين معروفون زهاء قرن من الزمان في البلاط المصري ، و قد كان المصريون يدعونهم كيفتو حتى عهد أمنحوتب الثالث ، و كانوا يقدمون مصر زائرين و تجاراً و على رؤوسهم تلك الجدائل من الشعر التي كانت إحدى مميزاتهم ، كما كانوا يلبسون جلابيبهم ذوات الألوان الزاهية ، كما كانوا يجلبون معهم أنماطاً من مصوغاتهم الفنية من الذهب و الفضة . 



و لكن قدوم الكيفتو Kiftiu انقطع منذ تربع أمنحوتب الثالث على عرش مصر و حلّ محلهم الشاردانا Shardana و الدانونا Danauna و هؤلاء هم رجال حرب سواء كانوا مخاصمين أم مأجورين ، و بعض هؤلاء ألحقوا بالجيش المصري و عهد إليهم أن يمنعوا أبناء جلدتهم من دخول البلاد ، و إذا ما اعتمدنا على رواية مانتيون أحد المؤرخين الوطنيين - فإن أحد هؤلاء الحراس أنفسهم جعل نفسه ملكاً بعض الوقت إبان الفوضى التي كانت سائدة في البلاد عقب وفاة إخناتون حوالي سنة 1365 ، و لم تنقطع شاردانا Shardana عن شن الغارات ، حيث ظلت تقوم بغارات متوالية بين الفينة و الفينة إلى سنة 1200 . 



و لم يكونوا منفردين بالإغارة بعد سنة 1300 ، بل أسهم فيها معهم عدد من الشعوب الأخرى ، أخذ في الزيادة فضلاً عن أن غاراتهم كانت أوسع مدى و أبلغ ضرراً ، و أكبر اعتداءين وقعا في عامي 1230 و 1200 ، و كان الاعتداء الأول في عصر مرنفتاح و كان يصحبه غزو من طريق الساحل قام به الليبيون على غرب الدلتا ، و لم ينفرد الليبيون و الشاردانا بالغزو ، بل قام بالغزو كذلك الإخيفاشا Akhaivasha و الشاكلشا Shakalsha و التورشا Tursha و اسم الأول من هؤلاء أصبح منطبقاً في العصر الحاضر على الآخينين Acheans و أواخر هذه الأسماء تشبه النهاية التي في آخر كنوس Cnossus و سجالاسوس Sigalassus و بعض أسماء بلاء أخرى إيجيه ، و الاسمان الأخيران و هما لا يزالان موضع تحقيق و بحث قد زاد الاعتقاد الآن بأنهما مشتقان من أصل إيجي . 



و ليس من شك أن هناك اتجاهاً قوياً إلى اعتبار التورشا Tursha هم التورسيني Turseni الذين استوطن بعضهم اترويا Etruria و أن الشاكلشا و الشاردانا أطلقوا أسماءهم على أوطانهم الحديثة كذلك في صقلية و كردينيا . 



و وقع اعتداء ثانٍ في السنة الثامنة من حكم رمسيس الثالث اشترك في القيام به قوة برية و قوة بحرية ، و كان مصدرها هذه المرة الجانب السوري ، و كان من بين المعتدين الدانيونا Danauna و الشاكلشا و قد اعتدوا على مصر من قبل و شاركهم التكراي Tikkarai و قبائل أخرى حديثة بعضهم فيما يبدو من الإيجيين و بعضهم من شمال سورية، و من آسيا الصغرى ، و كان منهم قوة من الحيثين ، و لعل الباعث هذه المرة أكثر وضوحاً منه في المرة السابقة . 



فإن القوة البرية قدمت تصحبهم أسرهم و متاعهم على مركبات كبيرة ذوات عجل ، و القوة البحرية في سفن شراعية كبيرة ، و في أعلى صواريها علامة الحرب ، و كانت أسطح السفن ملأى بأبطال في عدة طيبة من الأسلحة على حد تعبير أعدائهم الشجعان ، فمن الواضح إذاً أنهم قدموا للاستقرار ، و مع أن ملك مصر حال دون دخولهم على إثر معركة حامية وقعت في جنوب سورية و معركة أخرى بحرية ، فقد كان عليه أن يتصرّف في أمر من لم يقتل من المحاربين ، و في أمر من لم يشترك في القتال كذلك ، و كان يقيم بالسهول الساحلية في فلسطين خليط من الوطنيين و الأجانب ، فامتداد هؤلاء بالفئة الحديثة القادمة يجعل من هؤلاء الأهالي المحبين للحروب المدينين بالولاء لمصر حائلاً دون أي اعتداء على مصر مستقبلاً ، و هذه هي عين السياسة التي جعلت مصر تتخذ من الشاردانا حراساً لها من قرن من الزمان . 



و كان اسم أشهر هؤلاء النزلاء البلشتا Pulishta لا يبعد أن يكون هذا اللفظ من الأصل اللغوي للاسم الغامض البلاسجيين Pelasgi و هو اسم نقله الكتاب الإغريق من شعبٍ قديم من القراصنة في المنطقة الإيجية ، و لا ريب في أنه اسم ينطبق على اسم الفلسطينيين و على لفظ فلسطين الذي انتقل من الساحل حتى أطلق على سورية الجنوبية كلها (4) . 



و يفترض "جي - إي - رايت" افتراضاً على منوال تاريخ "مايزر" لأصول الفلسطينيين ، فيذكر أن "شعوب البحر المهاجرين قد وطدوا أنفسهم على الساحل الفلسطيني كمستعمرات مرتزقة ، حيث أصبحوا وكلاء ثم خلفاء للسلطة المصرية في فلسطين" (5) . 



و قد وصلت إلى أيدي علماء الآثار معلومات وافية عن الفلسطينيين في الكتابات و النقوش التي سجّلها "رمسيس الثالث" علىِ جدران معبد "آمون" في مدينة "هابو" غربي مدينة طيبة ، و قد ملأت هذه الكتابات و النقوش آلافاً من الأقدام المربعة كلها منحوتة على الحجر ، و قد احتوت على سجلٍ كاملٍٍ لحملات الفراعنة و حروبهم . 



و قد شغلت تسجيلات رمسيس الثالث حيّزاً كبيراً من هذه الكتابات و النقوش عن انتصاراته في البر و البحر على حشود الفلسطينيين الذين غزوا مصر في عهده . 



و يستبان من هذه السجلات أن الفلسطينيين قد أثاروا الرعب و الفزع في صفوف المصريين لقدرتهم و تمرّنهم على القتال في البحر و البر ، فيصفهم رمسيس الثالث بقوله : "لم يستطع أي قطر من الأقطار أن يصمد أمام قوتهم القاهرة ، فقد دمّروا أرض الحيثين و كود و كركميش و قبرص كلها دمّرت بضربة واحدة ، سحقوا شعوبها و دمّروا أراضيها و لم يتركوا لها أثراً حتى أصبحت و كأنها لم تكن ، و حملوا على مصر و بسطوا أيديهم على جميع البلاد إلى أبعد أطراف العالم و قلوبهم عالية عامرة بالثقة بأنفسهم ، و لكن تخطيطنا سينجح" . 



و يصف رمسيس الثالث بعد ذلك المعركتين اللتين خاضهما معهم إحداهما برية و الثانية بحرية ، و انتصاراته عليهم مع تصاوير توضيحية لهذه المعارك ، و يستبان من هذه التصاوير - بحسب رأي الدكتور "أحمد سوسة" - أن الفلسطينيين يتميّزون بلباس الرأس المليء بالريش ، و سحنتهم هي أقرب إلى الأوروبيين و بوجه خاصٍ إلى اليونانيين و سلاحهم السيف العريض ، و كانوا يحملون دروعاً مدوّرة و رماحاً مسننة و معهم عربات ذات عجلات مدوّرة من قطعة واحدة تجرّها الثيران المحدبة الضخمة (6) . 



أما العالم الأثري الأمريكي "جيمس هنري برستد" فالرأي عنده أن أهالي بلست و هم الفلسطينيون - إنما أصلهم من جزيرة كريت (7) . و يشير (هول) إلى أن الفلسطينيين قد أتوا مع الشاردانا و جموع من شعوب البحر من زاوية جنوب غرب آسيا ، و هناك ما يدعو إلى الاحتمال بأن القبائل الكارية و من بينهم الفلسطينيون قد احتلوا نهاية شرق كريت ، و ذلك عند سقوط قوة كنسوس و انهيار الحضارة المينوية . 



ثم يقرّر هول بعد ذلك أن موطن الفلسطينيين إنما كان في حقيقته في ليسيا و كاريا ، و يقرّر بونفايت بعد دراسة لغوية لتغيير اسم الفلسطينيين أن الفلسطينيين شعب "هندو أوروبي" أتى من كريت ، و لكنه لم ينشأ بها أصلاً . 



و يذهب ويترايت إلى أن الفلسطينيين من كفتور ، و لكنه يرى أن كفتور ليست كريت ، ذلك لأن فكرة أن كفتور هي كريت لا تعتمد على شيء أكثر من ترجمات التوراة التي تتحدث عنها على أنها "جزر كفتور" ثم وجد بعد ذلك أن جزيرة كريت هي جزيرة مناسبة و كبيرة تصلح للغرض ، و رغم ذلك فإن الكلمة العبرية التي ترجمت "جزر" إنما تعني أصلاً الأرض الساحلية ، و تستعمل مثلاً لشاطئ فلسطين ، و هناك أدلة أثرية تجعل الإصرار على الاعتقاد بأن كفتور هي كريت ، يجرّنا إلى اضطراب لا نهاية له . 



و يرى ويترايت بعد ذلك أن الفلسطينيين قد أتوا من كفتور ، و أن كفتور هذه إنما كانت بلداً عند نهر كاليكادنوس ، كما يظهر ذلك من ترجمة كفتور بقبادوقيا في الترجمة التوراتية سبتواجنيتا مرتين ، ذلك لأن المترجمين ربما كانوا في عمل بمملكة قبادوقيا العظيمة ، كما أن كابديروس إنما كان لقباً لملك كفتور ، و التي تعادل هنا "سليسيا" و من ثم فمن الواضح أن الفلسطينيين كانوا قد احتلوا "سليسيا" الغربية ، و الأكثر احتمالاً المنطقة أعلى و أسفل نهر كاليكادنوس إنما كانت من سليسيا - ترشيا و سواحلها . 



و ينتهي "وينرايت" إلى أن مجموعة قبائل الفلسطينيين ثيكر و دنين إنما يكوّنون مجموعة من القبائل في سليسيا ، الفلسطينيون و الثيكر في الجزء الغربي من البلاد ، بينما دنين في الجزء الشرقي منها ( . 



و يذكر المؤرخ الدكتور "فيليب حتى" أنه مما يساعد في الدلالة على أن الفلسطينيين كانوا أوروبيين - الرسوم التي وجدت على البناء التذكاري الذي أقامه "رمسيس الثالث" ، كما يدل على قدومهم من جزر اليونان و خاصة كريت نموذج الخزف الذي أدخلوه ، و بما أنهم أتوا معهم بنسائهم ، فإنهم ظلّوا مترفعين في أول الأمر يشكّلون طبقة عسكرية أجنبية تقيم في الحاميات ، و تمثل حضارة أجنبية ، و قد نظّمت مدنهم الخمس بشكل ممالك مدن كل منها تحت حكم سيد ، و لكنها جميعاً كانت تشكل اتحاداً ، و يبدو أن السيادة كانت لمدينة أشدود (9) . 



و يرى العالم الأثري التوراتي "وليم أولبرايت" أن الفلسطينيين قد جلبوا حضارتهم الخاصة معهم ، و لكنهم سرعان ما اندمجوا و امتزجوا مع الكنعانيين الذين هزموا على أيديهم (10) . 



و هذا ما يؤكّده "لودس" في كتابه "إسرائيل" من أن الفلسطينيين قد "تكنعنوا" على حدّ قوله بسرعة في حوالي القرن الحادي عشر قبل الميلاد في خلال فترة تقل عن 150 عاماً بعد استقرارهم على أرض فلسطين ، و أن الإله الرئيسي الذي كانوا يعبدونه هو "داجون" و قد ورد ذكره في التوراة و هو بلا شك نفس الإله "داجان" إله الغلة الذي يعبده الكنعانيون 



يذكر الأستاذ "روبرتسن سميث" أن الفلسطينيين يوصفوا أحياناً بأنهم شعب غير سامٍ ، و من الجدير بالذكر أن بعض الباحثين يخطئون تسميته السامية ، يطلقون عليها اسم الجزرية أو الهجرات الجزرية على اعتبار أن موطنها الأول هو الجزيرة العربية ، إلا أنه ثبت عدم كفاية الأسانيد التي تؤيد هذا الرأي ، و رغم دخولهم إلى فلسطين عبر البحر ربما من كريت ، إلا أنهم كانوا إما من أصل سامي –جزري - أو كانوا على الأقل يصطبغون بالصبغة السامية - الجزرية بالفعل سواء في اللغة أو في الديانة لدى هجرتهم (12) . 



فآخر الدراسات التاريخية تشير إلى أنه يبدو أن سكان كريت الأول ، و الذين أقاموا الحضارة المينوية الزاهرة فيها ، وصلوا إليها ما بين الألف الرابع و الثالث قبل الميلاد من آسيا الصغرى ، و أغلب الظن أن حضارتهم تأثّرت بالحضارة السومرية ، و لقد أصبح الآن معروفاً أن أهل كريت كانوا يتحدّثون لغة سامية - جزرية إلى جانب اللغة اليونانية في صورتها البدائية ، بالرغم من أن الوثائق سجّلت اللغتين مكتوبتين بطريقة مقطعية واحدة . 



أما من ناحية الجنس ، فقد قام بعض العلماء بفحص جماجم الكريتيين ، و تبين أنها مستطيلة الشكل ، و أنها تدل على جنس البحر الأبيض المتوسط ، و لكن بعضها كان مستديراً ، و يبدو أن الجنس الألباني اعتاد التردد على الجزيرة (13) . 



و يشير "توماس طمومسون" إلى أن كلمة فلسطين لا تستعمل لوصف مهاجرين من بحر إيجه و كليكا ، كما أنها لا تستعمل لوصف العناصر المشاغبة في الإمبراطورية المصرية الأخيرة ، فقد استعملت في وقت متأخّر جداً كاسم لشعب السهل الساحلي الجنوبي و جماعة تنتسب إلى سكان الدول المدنية في فاستيا ، سكان السهول الساحلية الفلسطينية كانوا من أصول مختلفة و معظمها من الساميين الغربيين الجزريين الأهليين في فلسطين ، من حيث ثقافتهم المادية و لغتهم و ديانتهم ، تعبير "فلسطين" يشير مبدئياً إلى حقيقة جغرافية ، و في القصص التوراتية يكتسب سمة إثنية محدودة خيالية كمناهض رئيس لظهور شعب "إسرائيل" ، كما في قصص القضاة و صموئيل 1 - 2 ، "الفلسطينيون لم يوجدوا كشعب إلا في المنظور العرقي التوراتي اللاحق ، إشارات النصوص الآشورية إلى "بي - ليس - تي" مثل الإشارات إلى "آ - يو - دي" جغرافية تناقض الإشارات الإثنية" (14) . و الكلام ما زال لنفس الباحث "و القول إن الفلسطينيين يمثلون شعباً غريباً متطفلاً على فلسطين يجب إنكاره" . 



التأثير الوارد من بحر إيجه جزئي ، و على أساس البينات المعروفة كان هامشياً و سطحياً في اللغة و الديانة و الأشياء المادية حتى أقدم أشكال الفخاريات المدعوة فلسطينية - كانت ثقافة المنطقة الساحلية وطنية تماماً ، يمكن القول إنها متأثّرة بحضارة بحر إيجة و لكنها سامية - جزرية تماماً و ذات طابع حضاري فلسطيني (15) . 



و الحقيقة أن المخلّفات الحضارية الفلسطينية في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد - بما في ذلك الساحل الفلسطيني - تعتبر استمراراً لحضارة العصر البرونزي الأخير ، و من أهم المكتشفات التي تنسب عادة للفلسطينيين فخّار ملون بأشكال هندسية و طيور ، و تظهر أيضاً أشكال حلزونية و مجموعات من أنصاف دوائر متشابكة ، إنما أشكال الأواني نفسها فمشابهة للأواني التي عثِر عليها في جزيرتي رودس و قبرص ، و لكنها غير مطابقة لها ، و من الصعب اعتبارها مستوردة ، بل على العكس فإن طينة الفخار محلية و صانعوها محليون أيضاً رغم تأثّرهم بصناعة الفخار المعروفة في الجزر الإيجية . 



و ظهرت التأثيرات الكنعانية المحلية على مخلفات الفلسطينيين من خلال أسماء آلهتهم أمثال داجون و عشترون ، كما أن العمارة من مباني عامة و منازل مستمدة من التقليد المعماري للعصرين البرونزي الوسيط و الأخير ، و الحياة الدينية عند سكان الساحل الفلسطيني كنعانية الأصل ، و كذلك المباني الدينية و أهمها : سلسلة المعابد المتعاقبة في تل القصيلة التي أنشئت على غرار المعابد الكنعانية مع ما يظهر عليها من تأثيرات مصرية و إيجية . 



و بذلك يصعب على الباحث التفريق بين ما يمكن نسبته إلى المجموعات البشرية التي سكنت فلسطين في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد ، فوجود هذا الصنف من الفخار أو ذاك في منطقة معينة لا يدلّ بالضرورة على سكنى هذه المنطقة من مجموعة إثنية مختلفة ، و لكنها غالباً ما تعني أن هذه المنطقة وقعت تحت تأثيرات خارجية (16) . 



و يؤكّد الأستاذ الدكتور نجيب ميخائيل إبراهيم بدوره "أن كفتور هذه يظن أنها كريت ، و قد يكون هذا الرأي صواباً ، ما دام بعض بلاد الفلسطينيين يطلق عليها اسم جنوبي الكريتيين" تميّزاً لهم عن يهوذا و كالب ، و لئن صح ذلك – و هذا ما نرجّحه و نميل إلى الأخذ به - فإننا أمام هجرة سامية جزرية مرتدة من كريت ، ربما نتيجة ضغط من ناحية الهلينيين، هذا إلى أن أسماء الفلسطينيين و أسماء مدنهم تشير إلى أنهم ساميون – جزريون – و لكن (الإسرائيليين) يشيرون إلى أنهم قوم لا يختنون ، و هو اصطلاح ينأى بهم عن الساميين - الجزريين و المصريين معاً ، و رغم ذلك فإننا نراهم يمارسون عادات الكنعانيين و يتحدثون لغتهم ، كما أن معبوداتهم تغلب عليهم النزعة السامية – الجزرية ، فمن بينها"داجون" إله الحبوب ، و "آثار حاتس" العسقلوني و "بلعزبون" العقروني (17) ."انطلاقاً من كل هذا ، و تخريجاً عليه ، يتضح أن كريت لا بد أنها استعمرت يوماً بواسطة الكنعانيين و المحتمل جداً أن بعضهم بعد أن اتصلوا طويلاً بالقبائل اليونانية رجعوا ثانية شرقاً إلى موطنهم الأصلي فلسطين ، فبغضّ النظر عن أسماء بلدانهم ، فإنّا نرى كذلك عدداً من أسماء أشخاصهم سامية و جزرية ، و منهم أبيمالك ، دليلة ، عبيد أيدوم – و ربما أيضاً أشبى ، صاف ، جوليات ، رفح . 



و يظهر أن ديانتهم تطبّق نفس الأساليب السامية - الجزرية في تقديس معبودين اثنين ذكر و أنثى ، فلداجون آلهة من الأسماك بجانبيه ، و الأسماء داجون و بلعزبون آلهة أصلاً ، و لا ينفي هذا كون الفلسطينيين لا يمارسون عمليات الختان ، فربما أبطلوا إجراءها عندما هاجروا إلى كريت ، لذلك و لكل ما مرّ بنا ، فإني مضطر للاستنتاج بأن "الأصول الأجنبية لفلسطينيي الحقبة الآشورية و أصولهم المزعومة من كفتور مجرّد خيال خلفته الروايات التوراتية كقرين لأصول يهودا أنفسها ، فيهودا و الفلسطينيون كلاهما كيانات ثقافية أهلية في فلسطين ، و ناتجة عن حضارة و سكان العصر البرونزي ، الذين كانوا خلال العصر الحديدي الثاني ، متمايزين في مجموعات شبه إثنية ، على شكل دويلات تحت حكم إمبراطورية خارجية" (1 . 



وفي نهاية المطاف ، أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن السؤال المطروح في بداية دراستنا ، و لكن يبقى شيء و هو "أن العرب الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في فلسطين هم الأبناء الحقيقيون للسكّان الساميين - الجزريين الأساسيين ، و جذورهم ليست قائمة في سوريا ، أو لبنان ، أو الأردن أو مصر بل إن البلاد التي عرفوها و لم يعرفوا سواها قط هي بلاد فلسطين" (19) . 



إذاً فالفلسطينيون مزيج عرقي له نواة قوية عريقة في القدم ، و قد كان أجداد اللاجئين العرب الفلسطينيين الذين يحيون اليوم في الغربة حياة بائسة ، يحرثون الحقول في فلسطين قبل ثلاثة آلاف عام ، و يبدو أنه مما يتّصل بذلك أن اللاجئين الفلسطينيين يكنّون لوطنهم حباً لا يمكن تصوّره أبداً ، إنهم يثيرون انطباعاً مؤدّاه أنهم شعب يضرب بجذوره في الأرض متعلّقاً بكلّ بيتٍ ريفي صغير ، و بكل شجرة برتقال ، و بكل حجر ، فليس الفلسطينيون رعاة لا يعنيهم كثيراً أن يستقرّوا هنا تارة ، و هناك تارة أخرى ، و مع ذلك فأكثر العرب يكتفون في النزاع الفلسطيني ، بالإشارة إلى التراث التاريخي العربي - الإسلامي الذي دام ألفاً و ثلاثمائة عام ، و على أية حال فقد تم تعريب فلسطين في وقت كانت فيه هجرات الشعوب تجري على قدم و ساق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
فـلـسطـيـن ., تاريخ للدراسة ... والتأمل!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليما علي عبد التنويم والتأمل
» مدن لها تاريخ
»  تاريخ مصر
»  تاريخ فلسطين
»  تاريخ العبودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: تاريخ وحضارة-
انتقل الى: