الثابت من الأعمال الإرهابية طيلة الأيام الماضية أن قطاع كبير من العمليات تم بشكل فردى أو جماعات صغيرة تكونت تلقائيا بعد أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بغرض الانتقام وتجسد ذلك فى عمليات الهجوم على عدد من أقسام الشرطة أبرزها قسم شرطة كرداسة، غير أنه تلك العمليات تضاءلت بعد الانتشار الأمنى واختفى منفذوها، بينما ظهر منفذون آخرون على الساحة بشكل منظم وبقدرة أعلى احترافية فى العمل وهما جماعتا أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان.أنصار بيت المقدسكتائب الفرقانحتى الآن ليس هناك أى دلائل أو معلومات حقيقية حول كون أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان جماعة واحدة أم جماعتين منفصلتين أم أن كتائب الفرقان هى أحد أفرع جماعة أنصار بيت المقدس، باعتبار أن بيت المقدس الجماعة الأم التى نفذت أول عملية إرهابية بحق الجيش والشرطة فى سيناء والجماعة الأولى التى أعلنت عن نفسها فى سيناء وكذلك الجماعة الأولى التى استطاعت اختراق الحاجز الأمنى لرأس الهرم الأمنى فى مصر وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. فيديو مجلس شورى المجاهدين يعلن بدء قيام جماعة أنصار بيت المقدس تنفيذ عملياتها على أرض سيناء
عدد كبير من الاختلافات والتشابهات تربط بين الجماعتين الإرهابيتين الأخطر فى مصر _ أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان _ تكشف طبيعية التنظيمين من الداخل وكواليس إدارتهما وعقلية قادتهما وطريقة تنفيذهما للأعمال الإرهابية.
التشابهات يمكن حصرها فى 5 نقاط أولها هو الاهتمام داخل الجماعتين بالشأن الإعلامى والتركيز على أبراز ضربات الجماعتين فى وسائل الإعلام عبر بيانات وفيديوهات، وهو الأمر الذى يعكس عقلية إدارة الجماعتين ورغبتهما فى توصيل فكرهما للإعلام مهما كان جيد أم حسن، وهذا ما تأكد فى البيان الأخير لكتائب الفرقان، ففى الفقرة قبل الأخيرة، وردت عبارة فى غاية الخطورة نصها "ليعلم إعلام الكفر أننا قادمون وعلى وشك القضاء عليه"، وهى العبارة القاطعة بأن أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان بقدر ما يستهدفان الشرطة والجيش بقدر ما يستهدفان أيضا التأثير فى الرأى العام عبر الإعلام.
بيان كتائب الفرقان الأخير بشأن عملية استهداف مقر القمر الصناعى بالآر بى جى
البيان وبه العبارة الموجهة للإعلام، ونصها: "ليعلم إعلام الكفر أننا قادمون وعلى وشك القضاء عليه".
الجديد فى التشابه بين أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان بالشأن الإعلامى أنهما ينشران صورا وفيديوهات قبل وبعد العمليات التى ينفذوها، وكان هذا واضحا بالنسبة لكتائب الفرقان فى عملية ضرب مقر القمر الصناعى بـ"اللآر بى جى"، حيث نشرت الجماعة فيديو يضم مشاهد لرصد القمر الصناعى قبل ضربه ومشاهد وقت الضرب، وبالنسبة لأنصار بيت المقدس، ففى عملية تفجير موكب وزير الداخلية نشرت أنصار بيت المقدس صورا للسيارة المفخخة قبل وبعد الانفجار، فى وقت لم تكن فيه أى وسيلة إعلامية تمتلك أى صورة عن الحادث.
فيديو مهاجمة كتائب الفرقان لمقر القمر الصناعى واستهدافه بالآر بى جى، ويظهر من الفيديو عمليات الرصد فى الصباح قبل تنفيذ العملية فى وقت متأخر من الليل
الأغرب أنه فى كل العمليات التى يتم تنفيذها يتولى أحد أعضاء الجماعتين دور التصوير خلال تنفيذ العملية مهما كانت شدتها ومهما كانت ظروفها، ولك أن تعلم أنه وقت تنفيذ كتائب الفرقان لعملية اغتيال الشهيد العقيد أركان حرب محمد الكومى فى 14 أغسطس الماضى عبر إطلاق الرصاص على سيارته من سيارة أخرى يستقلها أعضاء الجماعة، كان أحد أعضاء الجماعة يحمل هاتف محمول يصور به الواقعة وبجواره السائق وبجواره منفذ العملية الذى يطلق الرصاص على العقيد الكومى.
فيديو اغتيال الشهيد العقيد أركان حرب محمد الكومى على طريق الإسماعلية من قبل كتائب الفرقان ويظهر من الفديو إصرار شخص على عملية التصوير وقيام آخر باستقلال السيارة وشخص ثالث بتنفيذ العملية
وأيضا فى واقعة القمر الصناعى أثبتت الفيديوهات أن 2 من أعضاء الجماعة نفذا العملية وأطلقا قذائف "الآر بى جى" بينما كان شخص ثالث يصور تنفيذ العملية، حتى فى العملية الأكبر بالنسبة لهم وهى عملية تفجير موكب الوزير التى نفذتها جماعة أنصار بيت المقدس، فوسط القلق الأمنى والتوتر كان هناك شخص يتولى من بعيد التقاط صور هاتفية لتفجير الموكب وللسيارة قبل تفجيرها.
محاولة اغتيال موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم
وجه الشبه الثانى بين أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان هو وحدة اللغة المستخدمة فى البيانات الإعلامية والتدقيق على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، فى البيانين الأخيرين الصادرين من أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان يعكس تماما وحدة القاعدة الفكرية فى تكفير الجيش والشرطة واستحلال دمائهم ووحدة عقيدتهم بأن الحكم الحالى فى مصر هو حكم علمانى يعادى المشروع الإسلامى وأن الحكم الحالى هو من قتل الآلاف فى رابعة والنهضة ويستحق الرد عليه بكل الصور.
البيان الأخير لكتائب الفرقان بعد تنفيذ عملية القمر الصناعى ذكر عبارة فى غاية الخطوة تعكس العقيدة والفكر نصها: "أن المعركة الدائرة اليوم معركة مصير يخوضها المسلمون السنة على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم مع قوى الكفر التى عقدت النية على محاولة استئئصال الإسلام من على أرض مصر، والحكم العلمانى هو الحكم المعادى للإسلام، وأن الضباط والجنود الذين يقتلونكم هم جنود فرعون وهامان الكفرة".
بيان كتائب الفرقان
نفس مضمون العبارة ولكن بكلمات وصيغة مختلفة وردت فى بيان جماعة أنصار المقدس نصها: "أكثر من 60 عاماً عاشها الشعب المصرى تحت وطأة البطش وأجهزة القهر ومحاربة الله ورسوله والمؤمنين، هذا الجهاز قام على محاربة دين الله بفرض التحاكم لغير شرع الله بقوة السلاح، ويحل الحرام ويحميه بقوة السلاح، ويحرم الحلال ويمنعه بقوة السلاح، يحارب أولياء الله والداعين إليه، ويضيق عليهم وتسجنهم، ثم كانت الجريمة البشعة باستحلال دماء آلاف المسلمين العزل من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ فى رابعة والنهضة ورمسيس، وحرق المساجد واعتقال الأبرياء وتعذيبهم حتى الموت، ولأن فى مصر الآن رجال لا يقبلون الذل ولا يخضعون لكل كفار عتيد، لذلك انتفض إخوانكم فى أنصار بيت المقدس لنصرة المستضعفين وحرباً على الطاغين المستكبرين المحاربين لدين الله.
نص بيان جماعة أنصار بيت المقدس فى عملية تفجير سيارة مفخخة بمديرية أمن جنوب سيناء
الوجه الثالث للشبه بين الجماعتين هو عدم ضرب وقتل المدنيين ومحاولة الابتعاد عن الضرر بأى مدنى خلال تنفيذ العمليتين، وهو أمر مثير يحتاج للتفسير، ولك أن تعلم أنه فى البيان الأخير المتعلق بعملية تفجير مديرية أمن جنوب سيناء أن الجماعة بعدما زفت خبر نجاح العملية ونجاح أحد أعضائها فى اختراق الحاجز الأمنى قالت: "حاولنا تجنب المسلمين المدنيين فى العملية، قدر الإمكان فتم اختيار المكان المناسب والطريقة المناسبة للعملية، وقد وفقنا الله فى ذلك"، ونفس العقيدة بعدم ضرب المدنيين مترسخة لدى كتائب الفرقان، فهى ذكرت بشكل واضح استهدافها للشرطة والجيش وليس المواطنين بل دعوتها للمواطنين الانضمام إليها فى جهادها ضد الأنظمة المستبدة بحسب وصفها.
بيان جماعة أنصار بيت المقدس وبه العبارة المثيرة للجدل "حاولنا تجنب إصابه أى مسلم برئ فى العملية، قدر الإمكان"
الوجه الأخطر فى التشابه بين أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان هو القدرة العالية على اختراق الجهاز الأمنى وبطرق مختلفة وفى مواقع مختلفة، وهو الأمر الذى يعكس احترافية أعضاء الجماعة وخضوعهم للتدريب فترة طويلة قبل الشروع فى تنفيذ العمليات، فتفجير موكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية حقيقى، لم ينته بمقتل الوزير بحسب تخطيطهم ولكنهم اعتبروا اختراق الموكب نجاح فعلى لهم وبحسب بياناتهم بعد الواقعة " لقد نجحنا فى اختراق موكب أكبر رأس فى الجهاز الأمنى المصرى ".
فيديو محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأخطر أيضا أنه عملية جنوب سيناء نموذج صارخ فى الاختراق الأمنى، فحسب المعلومات أن السيارة المفخخة التى انفجرت وكان يستقلها أحد أعضاء الجماعة قبل أن تصل إلى مقر مديرية أمن جنوب سيناء اخترقت 3 حواجز أمنية وبداخلها المتفجرات، وهذا فى وجهة نظرهم أيضا نجاح غير مسبوق خاصة أن السيارة كانت تبعد 12 مترا فقط عن المبنى.السيارة المفخخة بعد تفجيريها أمام مديرية أمن جنوب سيناء الاختراق الأمنى لدى جماعة كتائب الفرقان أيضا فى غاية الخطورة وعملية قناة السويس نموذج على ذلك، لأن العملية وقعت فى وقت خرجت فيه تصريحات من كل القائمين على تأمين المجرى الملاحى للقناة بأن الأوضاع آمنة، إلا أن أعضاء كتائب الفرقان اخترقوا الكردون الأمنى حول مجرى القناة وتوصلوا إلى مكان حيوى مطل على القناة يسمح لهم بإطلاق قذائف "الآر بى جى"، ويسمح لهم بتصوير العملية كاملة، ويسمح لهم بالهروب دون أن يقبض عليهم أحد، وهذا كله جاء مع نجاحهم فى إحداث أضرار بالسفينة المستهدفة.
اختراق جماعة كتائب الفرقان للكردون الأمنى حول المجرى الملاحى لقناة السويس واستهدافهم سفينة صينية وإطلاق الآ بى جى عليها
نفس فكر التخطيط لعملية قناة السويس نفذته كتائب الفرقان لعملية القمر الصناعى بالمعادى، حيث استطاعت أيضا اختراق الحاجز الأمنى حول مقر القمر الصناعى وإطلاق قذيفتين "آر بى جى" وليس قذيفة واحدة تجاه القمر الصناعى وإحداث فتحة قطرها متر.القمر الصناعى بعد الاستهدافاللافت فى فلسفة العقليات المدبرة لجماعتى أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان هى أنه قبل كل عملية يخرج فريق للرصد، وظهر ذلك بشكل واضح فى عمليتى استهداف القمر الصناعى واستهداف موكب وزير الداخلية، وتحدث فى وقت سابق مع أحد القيادات الأمنية الهامة بوزارة الداخلية حول طبيعة محاولة تفجير موكب الوزير، وقال لى وقتها بالحرف الواحد: "منفذو العملية مذاكرين قوى وفاهمين بيعملوا إيه واختيارهم لمكان التفجير يعكس مدى دراستهم لخط سير الوزير لأن النقطة دى فى مصطفى النحاس بخط سير الوزير هى الأضعف على الإطلاق، ومعنى أنهم استطاعوا التوصل لأضعف نقطة وتنفيذ العملى يعنى أنهم رصدوا تحركات الموكب فترة طويلة واشتغل كتير حتى ينفذ العملية". موكب وزير الداخلية خلال عملية التفجير استكمالا فى نفس الفكرة هنا ولكن بإسقاطها على كتائب الفرقان فإن الفيديو الأخير لعملية القمر الصناعى يتضمن فى الجزء الأول منه رصد موقع العملية فى الصباح وأوقات مختلفة من اليوم وفى الجزء الثانى يتضمن تنفيذ العملية، بما يعنى أن الرصد لدى الجماعتين ثابت أساسى فى أى عملية وصولا إلى أسهل طريق لاختراق الجهاز الأمنى. صور التقطتها جماعة كتائب الفرقان للقمر الصناعى قبل إطلاق الآر بى جى فى إطار عمليات الرصد والمتابعة قبل العمليات الوجه الخامس والأخير فى التشابه بين الجماعتين أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان هو الدقة فى اختيار توقيت تنفيذ العمليات، ولعل أبرز دليل على ذلك هو عمليتى القمر الصناعى وجنوب سيناء، ففى الوقت الذى تكثف فيه قوات الأمن تواجدها فى منطقة وسط القاهرة بميدان رمسيس حيث الاشتباكات مع أنصار الإخوان وتنجذب فيه أنظار الجميع نجو استاد الدفاع الجوى، حيث أوبرت الاحتفال بنصر أكتوبر، كان أعضاء كتائب الفرقان يستعدان للتحرك نحو مقر القمر الصناعى بالمعادى وأعضاء أنصار بيت المقدس ينهيان اللمسات الأخيرة فى العبوة الناسفة بالسيارة التى ستنفجر فى مديرية أمن جنوب سيناء، ومع الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر بدأت الجماعتان فى التحرك، فنفذت كتائب الفرقان عمليتها فى الخامسة فجرا، بينما نفذت أنصار بيت المقدس عمليتها بجنوب سيناء فى السابعة صباحا. استهداف مديرية أمن جنوب سيناء بالطور ومقر القمر الصناعى بالمعادىالاختلافات بين الجماعتين يمكن حصرها فى 6 نقاط أساسية، أولها هو نوعية السلاح وطبيعة تنفيذ العمليات الإرهابية، فالعمليات التى نفذتها جماعة أنصار بيت المقدس فى الشهر الأخير، هى عمليات تفجيرية، استخدمت فيها بيت المقدس عبوات تفجيرية ناسفة تتفاوت قوتها، وتتم العملية عبر زرع العبوة فى سيارة وقيام أحد الأعضاء باستقلال السيارة والاتجاه نحو الهدف مثلما حدث مع موكب وزبر الداخلية وجنوب سيناء. السيارة المفخخه فى محاولة تفجير موكب وزير الداخلية السيارة المفخخة فى تفجير مديرية أمن جنوب سيناءأما كتائب الفرقان فلم تجر أى عملية عبر التفجيرات حتى الآن وإنما أجرت عملياتها بواسطة قذائف "الآ بى جى" والرشاشات، فكتائب الفرقان نفذت 3 عمليات اثنين منهما بقذائف الآ بى جى وهما عملية القمر الصناعى بالمعادى وعملية استهداف مركب صينى بالمجرى الملاحى لقناة السويس، والعملية الثالثة عندما اغتالت العقيد أركان حرب محمد الكومى بمفارق أبو صوير بطريق الإسماعيلية بعد إطلاق وابل من الرصاص على سيارته. أعضاء كتائب الفرقان يحملون سلاح الآ بى جى لبدء عملية الهجوم على مقر المعادى وصورة آخرين يحملون نفس السلاح للهجوم على سيارة صينية بالمجرى الملاحى لقناة السويس الاختلاف الثانى يتمثل فى الشعار الذى رفعته الجماعتين لتنفيذ عملياتها، فجماعة أنصار بيت المقدس رفعت شعار غزوة النصر لمسلمى مصر، ولم تغير الشعار حتى الآن، حيث عرفت الجماعة محاولة اغتيال موكب وزير الداخلية بأنه "غزوة النصر لمسلمى مصر الأولى"، وعرفت العملية التفجيرية بمديرية أمن جنوب سيناء بأنها "غزوة النصر لمسلمى مصر الثانية". شعار أنصار بيت المقدس
على الجانب الآخر وضعت كتائب الفرقان شعار تنفذ تحت مظلته العمليات الإرهابية وهو "سلسلة نصرة المستضعفين.. المنصة.. رابعة.. دلجا.. سيناء.. كل المستعفين على أرض مصر"، فكانت عملية اغتيال اللواء أركان حرب محمد الكومى هى الحلقة الأولى فى السلة، وكانت استهداف السفينة الصينية فى قناة السويس بمثابة الحلقة الثانية بينما عملية القمر الصناعى الحلقة الثالثة".
شعار كتائب الفرقان
الاختلاف الثانى بين أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان هو الصورة التى تضعها على بياناتهما الرسمية، فأنصار بيت المقدس تضع صورة سلاح أعلاه العلم الأسود المكتوب بداخله "لا إله إلا الله"، بينما تضع كتائب الفرقان العلم الأسود فقط بدون سلاح ومكتوب بداخله أيضا "لا اله إلا الله".
الاختلاف الرابع هو الأماكن المستهدفة لدى الطرفين، فأنصار بيت المقدس تستهدف بشكل أساسى ضرب الجهاز الأمنى فى عقر داره وإيصال رسالة للداخلية بأن يد الجماعة طائلة، وهو ما ظهر فى عمليتى موكب وزير الداخلية وتفجير مديرية أمن جنوب سيناء.
فيديو لعمليات مجمعة نفذتها جماعة أنصار بيت المقدس ضد الشرطة والجيش فى سيناء أما كتائب الفرقان فهى تركز على الأهداف النوعية، مثل قناة السويس والعملية الإرهابية التى نفذت فى حق السفينة الصينية، فتحقيق العملية الإرهابية فى القناة لها بمثابة نجاح نوعى لأن القناة هدف استراتيجى صعب المنال، والعملية فى حال نجاحها قد تؤثر على المجرى الملاحى وتنعكس بالسلب على الاقتصاد المصرى، وكذلك ضرب مقر القمر الصناعى بالمعادى، بمثابة هدف نوعى أيضا لأن الضرب فى حال نجاحه، قد يترتب عليه قطع كل الاتصالات الدولية ومن ثم انفصال مصر عن العالم لحين إصلاح العطل، وبالتالى يكون الإرهابى قد نجح فى تنفيذ مخططه. المجرى الملاحى لقناة السويس والقمر الصناعى بالمعادىالتدريبات تعد بمثابة الاختلاف الخامس بين أنصار بيت المقدس وكتائب الفرقان، لأنه الواضح من العمليات أن بيت المقدس تلقت تدريبات على العمليات التفجيرية، بينما تلقى أعضاء كتائب الفرقان تدريبات على كيفية إطلاق القذائف واستخدام السلاح فقط، فضلا عن أن جماعة بيت المقدس أكثر تطورا فى الفكر الأمنى عن كتائب الفرقان، والثابت هنا هو تطور نوع وطريقة التفجير من عملية موكب وزير الداخلية حتى عملية جنوب سيناء، فعملية جنوب سيناء استخدمت بيت المقدس فيها عبوة ناسفة 4 أضعاف عملية موكب الوزير رغم أن المسافة الزمنية بين العمليتين لا تزيد عن 6 أسابيع، بما يعكس تقدم الفكر الأمنى لديهم وأن من يقوم بتركيب العبوة ليس شخص عادى إنما خبير وتعلم لفترة طويلة، أما كتائب الفرقان، فظلت تستخدم نفس سلاحها المستخدم من قبل وهو سلاح "الآر بى جى" دون تطور، استخدمه فى قناة السويس واستخدمه بعدها بشهر فى المعادى. الاختلاف السادس والأخير أنه بحسب المعلومات المتاحة لى أن جماعة كتائب الفرقان ليست جماعة واحدة ولكنها لها خلايا تابعة لها وأعضاؤها يتحركون فى خلايا عنقودية، وأن أحد تلك الخلايا تدعى "كتيبة النصرة" وهى الكتيبة التى نفذت عملية اغتيال اللواء أركان حرب محمد الكومى، بينما جماعة أنصار بيت المقدس لم يتبين ما إذا كان لها خلايا نائمة أخرى تعمل تحت لوائها أم لا حتى الآن.
فيديو كتائب الفرقان تعلن فيها أن كتيبة النصرة أحد الكتائب التابعة لها استهدفت اغتيال الشهيد العقيد أركان حرب محمد الكومى.