اسلحة الدمار الشامل اشارت الدراسة الى ان دولاً عدة في الشرق الاوسط تمتلك اسلحة الدمار الشامل بغية ردع خصومها في الدرجة الاولى. واعتبرت ان خطورة امتلاك بعض الدول لهذه الاسلحة الفتاكة تكمن في عدم ترددها في استخدامها كما حدث في الحرب العراقية ـ الايرانية استخدم خلالها الطرفان غازات سامة. ومن الاسباب الاخرى التي تحصيها الدراسة لانتشار اسلحة الدمار الشامل في المنطقة. * سباق التسلح. * المدلول على مكانة الدولة وتعزيز دورها السياسي. * التعويض عن النقص في الاسلحة التقليدية. * التصدي لمحاولات الولايات المتحدة او غيرها من الدول العظمى فرض ارادتها عبر قواتها العسكرية. لكن ما لم يذكره كوردسمان في دراسته هو ان القاسم المشترك بين الدول المالكة والمنتجة لاسلحة الدمار الشامل، باستثناء اسرائيل. انها تخضع لحظر دولي او غربي لبيع الاسلحة. ومثال ذلك سورية وايران. فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات. فقدت دمشق حليفها الاستراتيجي ومصدر اسلحتها ما اضطرها للبحث عن مصادر اخرى الا انها وجدت جميع الابواب في الغرب موصدة امامها نتيجة الضغوط الاميركية. ما دفعها نحو بناء ترسانة من الصواريخ الباليستية مدعومة بأسلحة كيمياوية وجرثومية لردع اسرائيل والتعويض عن النقص في اسلحتها التقليدية. والأمر نفسه ينطبق على ايران التي تخضع لحظر غربي منذ انتصار الثورة الاسلامية. ولا يمكن من جهة اخرى تجاهل امتلاك اسرائيل الاسلحة النووية منذ عام 1968 وسعي واشنطن الدائم للمحافظة على احتكار الدولة العبرية السلاح النووي في المنطقة اذ ان الدول العربية بدأت سعيها للحصول على اسلحة الدمار الشامل منذ ان بدأت اسرائيل برنامجها النووي في اواخر الخمسينات. لذا يأتي التهديد النووي الاسرائيلي وسباق التسلح مع الدولة العبرية في مقدم الاسباب التي ادت الى اقتناء بعض الدول العربية اسلحة دمار شامل. كما تجدر الاشارة الى ان اسرائيل لم توقع او تصادق على أي من معاهدات الحد من انتشار الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية. فيما وقعت غالبية الدول العربية على هذه المعاهدات باستثناء معاهدة مؤتمر الاسلحة الكيمياوية التي امتنعت كل من مصر وسورية والعراق ولبنان عن توقيعها مشتركة موافقة اسرائيل على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. واشار كوردسمان الى ان صناعة اسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية ستشهد تطوراً كبيراً خلال العقد المقبل، وان المنطقة ربما تشهد دخول عضو جديد الى النادي النووي يرجح ان يكون ايران. وتوقع ان تصل صناعة الاسلحة الجرثومية الى درجات متقدمة تصبح معها بعض القنابل الجرثومية بقوة رأس نووي صغير. وادرج كوردسمان كلاً من الجزائر والعراق وسورية وايران ومصر واسرائيل في قائمة الدول المنتجة لاسلحة الدمار الشامل مشيراً الى ان هذه الدول باستثناء الجزائر، تملك برامج لتصنيع صواريخ باليستية. ووضع السودان في ذيل القائمة. ونقل عن تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية ان الخرطوم ربما حصلت من بغداد على امكانات لتصنيع اسلحة كيمياوية وجرثومية. لكنه لم يؤكد ما اذا تم انتاج أي من هذه الاسلحة. تجدر الاشارة الى ان الامارات العربية المتحدة واليمن تملكنا صواريخ باليستية طراز (سكود ـ بي) وتملك السعودية صواريخ باليستية متوسطة المدى صينية الصنع طراز (سي اس اس 2) قال كوردسمان الى ان الرياض تدرس اليوم امكان استبدال صواريخ حديثة بها. الصواريخ الباليستية ولعل اكثر الصواريخ انتشاراً في المنطقة هو صاروخ سكود الذي ذاع صيته في حربي الخليج الاولى والثانية وجاء في الدراسة ان سورية وايران تصنعان صواريخ (سكود) داخل منشآت تم بناؤها بمساعدة من الصين وكوريا الشمالية، وتنتجان صواريخ (سكود ـ بي) التي يبلغ مداها 280 كلم و(سكود ـ سي) التي يبلغ مداها نحو 500 كلم. ونقلت عن تقارير ان سورية اجرت العام الماضي تجربة على صاروخ (سكود ـ دي) الذي يبلغ مداه 600 كلم، وتملك صواريخ ، أس أس ـ 21، التي يبلغ مداها 100 كلم وصواريخ فروغ ـ 7 التي يبلغ مداها 70 كلم. اما ايران فتتابع برامج طموحة لتطوير صواريخ متوسطة وبعيدة المدى بالتعاون مع كوريا الشمالية وروسيا. وبعد نجاح صاروخ شهاب ـ 3. تعمل على تطوير صاروخ (شهاب ـ 4) والذي افاد كوردسمان انه قد يكون نسخة محسنة عن الصاروخ الروسي القديم المتوسط المدى (اس اس ـ 4 ساندال) الذي يعود الى حقبة الستينات ويصل مداه الى 2000 كلم. وترصد الاستخبارات الغربية خصوصاً الجهود الايرانية لتصنيع صاروخ يمكنه حمل قمر اصطناعي الى الفضاء الخارجي، اذ ان تحقيق ذلك يعطي طهران القدرة على انتاج صواريخ عابرة للقارات ونقل كوردسمان عن وكالة الاستخبارات المركزية توقعها ان تكون ايران اول دولة في المنطقة تصنع صواريخ عابرة للقارات خلال السنوات الـ 15 المقبلة. وذكر كوردسمان ان مصر تملك برنامجاً لتطوير صواريخ باليستية بالتعاون مع كوريا الشمالية. ونقل التقرير عن وكالة الاستخبارات المركزية ان القاهرة استوردت قطعاً وتكنولوجيا لتصنيع صواريخ سكود. كما انها لم تتخل عن برنامجها القديم لانتاج صاورخ باليستي متوسط المدى يسمى (فيكتور) يصل مداه الى 1200 كلم. وكانت مصر تحاول تصنيع هذا الصاروخ بالتعاون مع الارجنتين في الثمانينات عندما تم اكتشافه ووقفه بضغوط اميركية. ولا تزال ليبيا تعمل على تطوير صاروخ (الفاتح) الذي يتوقع ان يصل مداه الى 450 كلم. كما انها تسعى للحصول على صاروخ متوسط المدى لا يقل مداه عن 100 كلم وتملك صواريخ سكود ـ بي. وفروغ ـ 7. وتصنع اسرائيل صواريخ جيريكو 1، وجيركو 2. وتم انتاج اول صاروخ، جيريكو، (اريحا) في الستينات وهو نسخة من الصاروخ الفرنسي أم دي ـ 620. ويبلغ مدى الجيل الاول من هذا الصاروخ حوالي 640 كلم. وبدأ في السبعينات تطوير جيريكو 2 الذي دخل الخدمة نهاية الثمانينات ويبلغ مداه 1500 كلم ونقل كوردسمان عن تقارير ان اسرائيل تطور صاروخ جيريكو ـ 3. وتملك اسرائيل من الناحية النظرية صواريخ عابرة للقارات اذ يمكنها تحويل صاروخ (شافيت) الذي حمل اقماراً اصطناعية اسرائيلية الى الفضاء الخارجي الى صاروخ عابر للقارات يتعدى مداه 5000 كلم. وذكر كوردسمان ان صواريخ جيريكو اسرائيلية منشورة على منصات محمولة في منطقتي الجولان وصحراء النقب. واشار الى هناك تقارير حول صواريخ جيريكو محملة برؤوس نووية داخل مخابئ محصنة تحت الارض في منطقة قرب تل ابيب ومنطقة اخرى تدعى كفر زهريا. واسرائيل هي الوحيدة في المنطقة التي تملك شبكة متقدمة للتصدي للصواريخ الباليستية تتألف من صواريخ (حيتس ـ 2) الاسرائيلية الصنع وصواريخ (باتريوت باك ـ 3) الاميركية. البرامج النووية تملك اسرائيل اكثر البرامج النووية تطوراً في المنطقة بدأ مع بداية بناء مفاعل ديمونا عام 1958. ونقل كوردسمان عن تقارير استخباراتية ان عدد الرؤوس النووية في الترسنانة الاسرائيلية ربما وصل الى 400. وتجدر الاشارة الى ان تقارير اخرى افادت بأن اسرائيل صنعت قنابل (نيوترون) وقنابل نووية تكتيكية لاستخدامها ضد اهداف صغيرة. ويصف كوردسمان البرنامج النووي الايراني بأنه الاكثر تقدما في المنطقة بعد البرنامج الاسرائيلي. وعرض لتقارير استخباراتية غربية حول الجهد الدؤوب الذي تقوم به ايران للحصول على مواد ومعدات تدخل في صناعة الاسلحة النووي وحسب هذه التقارير فان المساعي الايرانية تركزت داخل جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وخصوصاً كازاخستان. وتتعاون ايران بشكل وثيق مع روسيا لبناء محطة نووية بقوة 1000 ميغاواط لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة بوشهر. كما تبني الصين منشآت للأبحاث النووية في ايران. ولفت كوردسمان الى ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لا تعلم الكثير عما يجري بالفعل داخل المنشآت الايرانية وان تقاريرها مبنية على تخمينات وتقديرات ومعلومات غير موثوق بها. الا انه خلص الى ان تقديرات الخبراء تشير الى ان ايران اذا لم تكن تمكنت فعلاً من تصنيع قنبلة نووية، فانها ستتمكن من ذلك خلال السنوات الخمس المقبلة. وفيما يتعلق بالعراق اشارت الدراسة الى ان شكوكاً لا تزال تحوم حول ما اذا كان سلم لجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل كافة اوراقه ومعداته. واعتبر كوردسمان العراق قادراً على تصنيع اسلحة نووية فور رفع الحظر الدولي عنه، خصوصاً ان برنامجه قبل حرب الخليج الثانية وصل الى مرحلة متقدمة جداً. كما اعتبر برنامج الجزائر النووي مصدر قلق للغرب خصوصاً بعد التقرير الأخير للاستخبارات الاسبانية عام 1998 الذي تحدث عن جهود السلطات الجزائرية للمضي قدماً في برنامج نووي لاغراض عسكرية بالتعاون مع الارجنتين والصين في مجمع بيرين جنوب العاصمة وذكر ان الجزائر تملك مفاعلاً نووياً للأبحاث بقوة 15 ميغا واط في منطقة عين قصيرا. أما في مصر وسورية، فهناك مفاعلات صغيرة للابحاث النووي بنيت في الستينات. ولا تزال برامجهما النووية بدائية. الاسلحة الكيمياوية والجرثومية سمى كوردسمان كلاً من ايران وسورية ومصر واسرائيل وليبيا دولاً منتجة للغازات السامة، مع الاحتفاظ باسم العراق على القائمة كدولة قادرة الى انتاج هذه الاسلحة بسهولة فور رفع الحظر الدولي وحدد غازات الاعصاب مثل (سارين) و(نايوان) بأنها الاكثر رواجاً في المنطقة الى جانب غاز الخردل التقليدي. وتمكنت هذه الدول من صنع قذائف مدفعية ورؤوس حربية للصواريخ محملة بالغازات السامة وتحدثت الدراسة عن تمكن سورية وايران من تصنيع وتذخير غاز ـ في أكس ـ وهو اقوى الغازات السامة. وكشفت عن برامج لتصنيع اسلحة جرثومية في كل من ايران وسورية واسرائيل. وجاء في الدراسة ان الاستخبارات الغربية تعتقد ان سورية وايران انتجتا غازي (رايسين) و(بوتولين). وتعملان على انتاج (انتراكس) وهي من الاسلحة الجرثومية الفتاكة. وافاد كوردسمان ان القنبلة الجرثومية اكثر فتكاً من الكيمياوية اذ ان قنبلة محملة 300 كلغ من غاز (السابرين) يمكنها قتل بين 60 و200 شخص في مساحة 220 متراً مربعاً في منطقة تبلغ نسبة كثافة السكان فيها بين 3 و10 آلاف شخص في الكيلومتر المربع الواحد، في حين ان قنبلة محملة 30 كلغ من غاز (انتراكس) تستطيع قتل بين ثلاثة الاف و10 الاف شخص في المساحة ذاتها. واشار كوردسمان الى ان رأساً نووياً صغيراً بقوة 12.5 كيلو طن يمكنه قتل بين 23 الف شخص وثمانين الفاً في المساحة ذاتها وبالكثافة السكانية نفسها.