[rtl]"انتفاضة السيارات" .. الأقصى والسذاجة الصهيونية[/rtl] [rtl]11/6/2014 10:00:00 AM[/rtl] سيارات الموت ترفع خطورة شوارع فلسطين المحتلة إلى أقصاها.. ما بعد ذلك؟ هل سيستعين العدو بسلطة عباس الأمنية من أجل اطفاء نار الانتفاضة كما وعد عباس؟البوصلة – ربى كراسنة
آن الأوان أن نعترف أن الانتفاضة انطلقت بالفعل. بينما كنا ننتظر فلسطينيون يخرجون إلى الشوارع يقذفون قوات الاحتلال بالحجارة في الشكل المعهود للانتفاضة، وكما كان يصنع الآباء في الانتفاضة الأولى؛ كان للأبناء تصور آخر لشكل الانتفاضة.
ما بدأت تأخذ شكلها هي "انتفاضة السيارات" تلك التي حول فيها الفلسطيني مركبته إلى سلاح خطر.
هنا بدأ الفلسطينيون يتندرون على ما يجري. آخر الطرف أن قرارا سيصدر قريبا من رئيس وزراء العدو يقضي بمنع الدعس في القدس.
لا تدري إسرائيل حتى اللحظة ما تصنع بعجلات سيارة تسير في الشارع يقودها شاب مستعد للموت في سبيل الله دفاعا عن قبلته الأولى.
مكعبات إسمنتيةميدانيا، سيحاول العدو التعامل مع السلاح الجديد فورا، وهذا ما فعلته بالفعل بنشر مكعبات إسمنتية وضعتها شرطة العدو الليلة الماضية في القدس المحتلة في محاولة لمنع عمليات الدهس. هذا يتطلب أن يغير المشاة لدى العدو من عاداتهم، بأن ينشر كيانهم مكعبات إسمنتية على الأرصفة والأطاريف في كل شوارع القدس والضفة.. في كل شوارع الضفة.
أي كان اسمها فقد بدأت الانتفاضةأما أمنيا فقد كشفت صحافة العدو الحلول المتاحة. ألكس فيشمان الكاتب الصهيوني واحد منهم في يديعوت: "المعركة على القدس بدأت وكيفما تم تسميتها، انتفاضة، أو عنف، أو اشتباكات، فذلك لن يغير كل ذلك من الحقيقة التي تقول الطرفان يتصارعان على السيادة في القدس، ويجب على القيادة السياسية التحرك قبل تفاقم الأوضاع وتتخذ خطوة جريئة باتجاه، فتح مفاوضات مباشرة مع ابو مازن او استخدام القوة لمنع تطور الأحداث".
أما باقي الصحف العبرية فقد صدرت بما "يشفي الغل" فصحيفة معاريف كان منشيتها: "انتفاضة القدس". أما يديعوت أحرونوت فكان عنوانها الرئيس ""إرهاب" الدهس (الساعة 12:20 القدس "مخرب" يدهس ضابط من حرس الحدود حتى الموت وإصابة آخرين.. الساعة 22:00 غوش عتسيون "مخرب" يدهس 3 جنود حيث أصيب أحدهم بحالة خطيرة والآخرين بجراح متوسطة).
بينما كتب صحفيان بارزين في يديعوت أحرونوت مقالان الأول جاء بعنوان "هذه انتفاضة"، والآخر بعنوان "المعركة على القدس".
هآرتس: التعاون مع السلطة هو الحل؟في حين كتب عاموس هرائيل مقالا في هآرتس بعنوان (أسس الوضع الأمني في القدس تغيرت) مطالبا القيادة السياسية والأمنية في دولة الإجرام والإرهاب بتدارك الوضع والبدء بالاتفاق والتنسيق الأمني مع السلطة في رام الله لتهدئة الأوضاع حتى لا تتدهور إلى ما هو أكثر من ذلك.
هذا ما انتبه إليه خبير الشأن الفلسطيني والقانون الدولي الدكتور أنيس قاسم عندما قال لـ "البوصلة": السلطة الفلسطينية وضعت نفسها على شكل جدار عازل بين الشبان الفلسطينيين المنتفضين وسلطة الاحتلال.
من هنا يلاحظ د. قاسم أيضا أن هؤلاء الجنود يمارسون أقصى درجات البطش على شباب المقاومة، مشيرا إلى خطورة المرحلة المقبلة، حيث سيتعذر الجندي الصهيوني بأنه قتل فلانا الذي كان يقود سيارة ظنا منه انه يريد أن يقوم بعملية دهس، مشيرا إلى أن هذه الانتفاضة إذا ما نجحت يجب ان تبدأ بموازاة الاحتلال بالسلطة الفلسطينية.
الخليل السباقةهكذا إذاً .. الانتفاضة المنتظرة بدأت، وبدأت من حيث توقع الجميع، وهي اليوم تتدحرج نحو المدن الفلسطينية الأخرى. وكما العادة جاءت مدينة الخليل السباقة. ففي ساعة متأخرة من ليلة أمس أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين، بعملية دهس نفذها فلسطيني على شارع رقم "60" قرب مخيم العروب شمالي الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
مرشحة للتدحرج أكثرأما أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود، فيقرأ لـ "البوصلة" ما يجري" يقول: في ظل وصول الناس إلى درجة اليأس في تحصيل شيء لإيقاف استهداف الأقصى والزيارات الاستفزازية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا، لا سيما أمام تصريحات المسؤولين الصهاينة ببناء الهيكل المزعوم والتهديد المتواصل للسيادة الأردنية على المسجد الأقصى.
وأضاف، بدأ الناس يفكرون بوسائل أكثر للدفاع عن قبلتهم الأولى ومن هنا فإن الانتفاضة بدأت وهي مرشحة للتدحرج ربما والانتقام من الكيان الصهيوني ولجم هذا العدو.
أمس كاد أن يصبح الأقصى أثرا بعد عين، بعد أن تعرض لمحاولة اشعال النيران فيه، لكن قدر الله سبحانه حالت دون ذلك. وأمس أيضا كان فلسطينيا بامتياز. هل ننتظر مزيدا من تشغيل سيارات الموت هذا النهار؟ ربما غدا.. سننتظر إبداعات الفلسطينيين.