ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: حائط البراق لا مبكاهم الجمعة 14 نوفمبر 2014, 5:45 am | |
| [rtl]حائط البراق لا مبكاهم[/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
وليد سليمان
تعددت الأساطير والخرافات والدعاوي التي اختلقها اليهود لاعتبار مدينة القدس بشكل عام والاقصى بشكل خاص مكانا دينياً مقدساً، الا انه رغم هذا الكم من الاكاذيب مازالت امانيهم سرابا. واوضح الدكتور بديع العابد في كتابه الذي صدر في عمان عام 2008 بعنوان ( المركز التقليدي لمدينة القدس بين التواصل والتقويض)، أمورا كثيرة منها تاريخ حائط البراق, فيقول: القدس مدينة ليست كغيرها من المدن العربية, فهي بالإضافة إلي كونها ذات وضع معماري وعمراني خاص, هي مدينة ذات خصوصية دينية للمسلمين والمسيحيين, كما يدعي اليهود قدسيتها في دينهم. والشواهد المعمارية والعمرانية تؤكد إن القدس ممثلة بمركزها التقليدي (القدس داخل السور) مدينة عربية إسلامية تحتضن الوجود المسيحي العربي منذ حررها المسلمون العرب سنة(15هـ-636م) وتتعايش معه كشريك وطن, له حضوره الديني الممثل معماريا بكنيسة القيامة وكنائس أخرى, وحضوره البشري الممثل بالمسيحيين العرب وغالبيتهم الساحقة من اتباع الكنيسة الأرثوذكسية. اما اليهود فلم يكن لهم أي حضور في المدينة لا بشريا ولا معماريا قبل الفتح الإسلامي وحتى بداية القرن الرابع عشر الميلادي. حيث اخذوا بالتسلل إلى المدينة إلى إن تمكنوا من احتلالها سنة (1387هـ-1967م).
إن من اسباب تفنيد دعاويهم حسب العابد ما يلي: 1. إن الحائط ليس مكانا مقدسا عند كل اليهود, فاليهود الأرثوذكس بصفة عامة وإتباع فرقة ناطوري كارتا Netorei Karta بصفة خاصة لا يرتادونه. اما اليهود الأكثر ارتيادا له هم اتباع فرقة القبالاه Kabbalah الذين يرتادونه لأنه مكان مقدس, بل لأنه قريب من هيكلهم المزعوم, ولأنهم يعتقدون ان الصلاة تصل إلى الله بسرعة أعلى كلما قرب مكان إقامتها من الهيكل المزعوم. 2. ان الحائط ليس من ضمن»المنطقة المقدسة» لهيكل سليمان المزعوم, لأنه من التوسعة المزعومة المنسوبة إلى هيرود الأدومي لم يعترف بها الكهنة اليهود. 3. ان الحائط ليس بناء حتى يكون مكانا للصلاة, ولا يمكن إدراجه ضمن أنماط مباني العبادة اليهودية الأربعة التي مورست فيها العبادة اليهودية على مدى تاريخها وهي: المذبح, وخيمة الاجتماع, والهيكل المزعوم, والكنيس. فالثلاثة الأول انتهى دورها منذ سنة 70م. وإما الرابع, الكنيس, فهو النمط المتبقي كبناء تمارس فيه طقوس العبادة اليهودية المستحدثة. وعليه فان الحائط لا يمكن تصنيفه كمكان عبادة. ناهيك عن انه جزء من بناء قائم لديانة أخرى هي الإسلام,حسمت ملكيته لصالح أتباعها بموجب قرار عصبة الأمم المتحدة الصادر سنة(1349هـ-1930م). فالحائط إذن من الناحية الدينية لا يمكن اعتباره أثرا يهوديا. إما من الناحية التاريخية فليس هناك سند تاريخي يستندون إليه في ادعائهم بقدسية هذا الحائط, فمجير الدين لم يأت على ذكره نهائياً. وكذلك وقفية الملك الأفضل بن صلاح الدين, الخاصة بحارة المغاربة, التي أعيد كتابتها سنة(1004هـ-1595م). حيث لم تشر في تحديدها لحارة المغاربة, من قريب أو بعيد, لوجود أي معلم معماري يهودي في حدوده الأربعة. كما أنها لم تشر إلى وجود بشري يهودي في منطقة الحارة. فلو كان هناك أي تجمع يهودي أمام حائط البراق في سنة كتابة الوقفية(582-593هـ-1186-1196م) أو في سنة إعادة كتابتها سنة (1004هـ-1595) لأشارت إليه. مما يعزز ما ذهبت إليه هو ان وقفية الأمير تنكز الذي – تولى نيابة الشام في الفترة من (712-740هـ/1312-1339م) – الخاصة بمجمع المدرسة التنكزية, لم تأتِ على ذكر اي وجود يهودي أمام حائط البراق, علما ان تقاطع الحائط الجنوبي للمدرسة التنكزية مع الحائط الغربي للحرم يشكل بداية حائط البراق( الذي هو جزء من الحائط الغربي للحرم) من الشمال, وفي نفس الوقت يشكل الحائط الجنوبي للمدرسة التنكزية بداية الزقاق الكائن امام حائط البراق, اي زقاق البراق المؤدي إلى البيوت الشرقية والشرقية الجنوبية لحارة المغاربة. ولما كان معلوما ان احد شروط كتابة الوقفيات, هو تحديد الحدود الجغرافية للعين الموقوفة ووصفها بدقة متناهية. فان خلو وقفية الأمير تنكز من اي ذكر لأي وجود يهودي أما حائط البراق يؤكد ان دعاوي اليهود بقدسية الحائط لم تكن قائمة في القرن 14م. والأمر لا يقتصر على ما وثقته مجير الدين, وما جاء بالوقفيتين, بل ان جميع الرحالة المسلمين الذين زاروا القدس- وكلهم من العلماء- قبل نهاية القرن 15م, اي قبل كتابة مجير الدين لتاريخ المدينة سنة(900ه-1494م), وكذلك الذين زاروها بعد هذا التاريخ وحتى بداية القرن التاسع عشر, لم يشيروا لأي وجود يهودي, ليس فقط امام حائط البراق بل في المركز التقليدي بكامله. أضف إلى ذلك, ان الحجاج والرحالة اليهود والمسيحيين الذين زارو القدس قبل نهاية القرن 15. لم يشيروا الى تواجد اي يهودي أمام حائط البراق, وكذلك الرحالة الذين زاروها بعد ذلك. فالحاج اليهودي الحاخام موشى اوف باسولا Rabi Moses of Basola زار القدس سنة(927-930هـــ/1520-1523م) لم يشر أيضا إلى وجود اي تجمع يهودي امام حائط البراق, أو ما يعرف عند اليهود بالحائط الغربي وعند الأوروبيين «بحائط المبكي» علماً انه أشار إلى وجود كنيس واحد في القدس. ومن خلال وصفه يتضح أنه نفس البيت المهدم والمهجور الذي استولى عليه اليهود وحولوه إلى كنيس, كما ذكر الرحالة اليهودي عوباديا, وكذلك مجير الدين. فلو كان هناك وجود لظاهرة ما يسمى بتجمع يهودي امام حائط البراق لذكره كما ذكر استمتاعه بصلاة الفجر وهو ينظر من نافذة الغرفة التي كان يقيم بها والمطلة على الحرم الشريف. أما الخرافة التي اطلقها اليهودي دافيد الروبيني David Reubeni الذي زار القدس سنة (930هــ-1523م), وادعى بأنه « أمير لمملكة يهودية بعيدة, وانه مكلف بإزالة حجر من الحائط الغربي للهيكل المزعوم, كشرط لمجيء المسيح المخلص, وانه ما لم يزل هذا الحجر من مكانه فانه لن يتم الخلاص لليهود». فقد كذبها الحاخام اليهودي نجيد Naged, الذي كان مقيماً في القدس, حيث طلب من اليهود عدم تصديق هذه الخرافة. كما شاعت في نفس الفترة خرافة أخرى تقول بان القبائل (الأسباط) اليهودية المفقودة ستعود بزعامة سبط روبين Reuben كما هو مدون في كتاب القبالاة Kabbalah اليهودي المعروف بالزوهارZohar . ويبدو ان المقصود من كل هذه الخرافات هو إعادة تذكير اليهود بمكانة القدس وتقوية حضورها كفكرة في ذاكرتهم. فالتقاليد الدينية اليهودية تنطلق من قناعة بأن حضور الله وسكينته لن تهجر القدس, وإنها موجودة في الحائط الغربي للهيكل المزعوم. وهذه القناعة تولدت عند حاخامات المدراش Midrash Rabbah منذ القرن الثامن الميلادي, مستندين في ذلك الى ما ورد في سفر نشيد الإنشاد: «...هو ذا واقف وراء حائطنا يتطلع من الكوى, يوصوص من الشبابيك...» (نشيد الإنشاد: 2-9). وفسر حاخامات المدراش الحائط المذكور في النص السابق, بالحائط الغربي, وتواصل هذا التفسير إلى درجة القناعة بأن من ينظر من الحائط هو الله, وان الحائط هو الحائط الغربي للهيكل المزعوم (الحرم الشريف), وان حضور الله لن يهجر هذا الحائط. كما أعلن الحاخام اها ِAha في القرن 10م بأن حضور الله موجود في الحائط الغربي ولن يهجره. وربما من هنا جاءت أهمية حائط البراق أو ما يسميه اليهود بالحائط الغربي. ولذلك خرجوا بأسطورة تزعم: «ان الإمبراطور الروماني فسبسيان Vespasian والد الإمبراطور تيطس Tituus دمر جميع حيطان الهيكل المزعوم وعجز عن تدمير الحائط الغربي.»؟ واللافت للنظر ان الذي احتل القدس ودمر الهيكل المزعوم هو الأمبراطور تيطس Tituus وليس والده الأمبراطور فسبسيان Vespasian !؟ ويبدو ان تطابق الأسطورة مع دعاوى حاخامات المدراش, مضافاً إليهم تقليد القبالاة بان الصلاة تصل بسرعة على الى الله كلما اقتربت من الهيكل المزعوم, هي التي خلفت فكرة قدسية حائط البراق(الحائط الغربي) عند اليهود. وهذه الخرافات والأسطورة لم تذكرها الموسوعة اليهودية في مدخلها للحائط الغربي (حائط البراق), لأنها تريد ان تخفي دعوى اليهود في هذا الحائط وراء ستار الموضوعية والعقلانية, حتى يكون طرحها مقبولاً, وهو الادعاء بان السلطان العثماني سليم اصدر فرماناً سنة(927هــ-1520م) يسمح فيه لليهود بالتجمع للصلاة امام حائط البراق. وهذا الادعاء يعوزه السند التاريخي, ولم يرد ذكره في اي مصدر تاريخي خاص بالقدس, ولا يوجد اي وثيقة عثمانية, حسب علمنا, تشير في هذا الفرمان. فلو كان هذا الادعاء صحيحاً لطبق منذ صدوره ولظهرت تجمعات يهودية امام حائط البراق(ساحة البراق), وهذا ما لم يذكره الحاج اليهودي الحاخام موشي اوف باسولا Rabi Moses of Basola الذي امتدت زيارته للقدس كان سنة(927-930ه/ 1520-1523م). كما ان مثل هذه التجمعات لم تظهر الا في بداية القرن19م, لان الحجاج والرحالة اليهود والمسيحيين الذين زاروا القدس قبل بداية القرن 19م لم يشيروا إلى وجود اي تجمعات يهودية في ساحة البراق كما سأعرض لاحقاً. أضف الى ما سبق ان اليهود لم يشيروا إلى هذا الفرمان مطلقاً امام اللجنة التي شكلتها عصبة الأمم سنة(1349هـــــ-1930م) لبحث الخلاف بين المسلمين واليهود على حائط البراق, فلو كان ادعاء الموسوعة صحيحاً لكان الفرمان من جملة البينات والمستندات التي عرضها اليهود امام اللجنة, الامر الذي لم يحدث, وبهذا يتضح عدم صحة مزاعم الموسوعة. أما ما ذكره «إسرائيل شاحاك» من تغير مكان صلاه اليهود من جبل الزيتون إلى حائط البراق, كأقرب مكان يمكن من خلاله رؤية»جبل الهيكل»(الحرم الشريف)أثناء الصلاة, وبسبب عدم استقرار الأحوال الأمنية خارج المدينة, فهذا الزعيم غير صحيح أيضا للأسباب التالية: 1. ان مجير الدين انهى كتابه سنة(900هــ-1494م) لم يشر في كتابه إلى وجود اي تجمع يهودي امام حائط البراق. علما ان سور المدينة لم يكن مبنياً, وهذا يعني ان الأحوال الأمنية داخل المدينة لا تختلف عن خارجها. 2. ان السور بني بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني سنة(945-949هــ/1538-1542م). ولم يشر اي من الحجاج والرحالة الذين زاروا القدس قبل هذا التاريخ إلى وجود اي تجمع يهودي امام حائط البراق. وكذلك الرحالة الذين زاروا القدس بعد هذا التاريخ وحتى نهاية القرن 18م, لم يشيروا إلى وجود اي تجمع يهودي امام حائط البراق. فالأحوال غير المستقرة اذن تكون داخل المدينة وخارجها بنفس المستوى. أضف إلى ذلك ان عدم الاستقرار ليس سبباً كافياً لتغير مكان الرؤية إثناء الصلاة من جبل الزيتون, الذي يشرف على كامل الحرم الشريف أسفل حائط البراق حيث يستحيل رؤية هيكلهم المزعوم, الذي هو حسب ادعائهم الحرم الشريف, لأن ارتفاع الحائط الغربي (البراق) الذي يقفون امامه17م. 3. أما ذهب إليه شاحاك من ان فرقة القبالاة Kabbalah هي التي أشاعت فكرة «الحائط الغربي, أو الحائط المبكى» فربما يكون هذا صحيحاً, على الرغم من ان الحاخامات المدراش تبنوها منذ القرن الثامن الميلادي, وربطوها بالأسطورة كما قالت. وربما يكون شيوع الفكرة عند القبالاة Kabbalah وهي الأكثر انتشاراً من المدراش, هو الذي دفع المؤرخ الأمريكي ارنست مارتن Ernest Martin الى ان ينسب فكرة « حائط المبكي» الى رئيس فرقة القبالاة Kabbalah اسحق لوريا (942-980هــ/1534-1572م) الذي روج لفكرة حضور الله (السكينة) أيضاً في الحائط الغربي. وقد أشار الحاج المسيحي جون سندرسون John Sanderson الذي زار القدس عام(1010هـ/1601م) إلى الخرافات السابقة والى موضوع خرافي يتعلق بوجود «حجر أساس في أساس قبة الصخرة مكتوب عليه اسم الله وان من تمكن من الحصول عليه نال ما تمنى»!؟ لكنه لم يشر إلى وجود اي تجمع يهودي امام حائط البراق. وهذا بدوره يوضح ما أشارت إليه سابقاً. كما ان الرحالة اليهودي بيرليوس تيمز Perilous Times الذي زار القدس سنة(1058-1060هــ/1648-1650م), لم يشر إلى وجود اي تجمع يهودي امام حائط البراق. وهذا يؤكد عدم صحة ما ورد في الموسوعة اليهودية, وعدم صحة ما ذهب إليه إسرائيل شاحاك وارنست مارتن. مما سبق يتضح انه ليس هناك من تحديد زمني دقيق للتجمعات اليهودية في زقاق حائط البراق. ولكن يمكن القول إنها بدأت بصورة فردية في بداية القرن 19م, وبقيت كذلك حتى سنة (1256هــــ/1840م), حيث بدأت تظهر التجمعات بصورة شبه منتظمة أيام الجمع, ثم أيام الأعياد, ثم أيام الأسبوع, وعندها أخذت هذه العادات طابعاً اجتماعياً واكتسبت شكلاً أو تقليداً دينياً. حيث أصبح الحائط في وجدان اليهود المتدينين مكاناً مقدساً, استناداً إلى الأسطورة تفسير المدراش ودعاوى القبالاة. أما في تفكير السياسيين فأصبح سنداً لدعاوى سياسية ووسيلة ابتزاز دينية لتحقيق أطماع استيطانية. وأما عمرانياً فقد أحدثت خللاً في تخطيط المركز التقليدي للقدس, وخللاً في نسيجه المعماري, وتشويها لشخصيته البصرية, وتهديدا كامنا للحرم القدسي الشريف, لكنه لم يغير هوية المركز التقليدي المعمارية العربية الإسلامية, لان الحرم الشريف وقبة الصخرة تحديداً ما زالت تفرض شخصيتها البصرية الطاغية والمسيطرة على النسيج المعماري والفضاء البصري للمركز التقليدي. ومما يؤكد ان تواجد اليهود أمام حائط البراق جاء متأخراً وربما بداية القرن19م, هو الالتماس الذي قدمه اليهود بواسطة القنصل الانكليزي في القدس الى محمد علي - في الفترة التي وحد فيها فلسطين والشام مع مصر من سنة (1247-1256هـــ/1831-1840) – لتبليط زقاق حائط البراق. وكذلك الشكوى التي قدمها شيخ حارة المغاربة في القدس الى محمد علي وطلب فيها عدم الاستجابة لمطلب اليهود, والتي قضي فيها حكمدار حلب بعدم تبليط زقاق حائط البراق وابقاء القديم على قدمه, وأمر متصرف القدس بمنع اليهود من تبليط الزقاق. وهذا بدوره يؤكد فشل محاولات اليهود في استصدار موافقة حكومية حصرية يعطي تواجدهم امام حائط البراق صفة قانونية أو رسميه. والجدير بالذكر ان الزقاق بقي غير مبلط الى ان قامت بلدية القدس بتبليطه في العقد الأول من القرن العشرين. ومما يؤكد فشلهم في الحصول على مثل هذه الموافقة من العثمانيين قبل حكم محمد علي لفلسطين والشام, واي في الفترة من (923-1247هـــ/1517-1831م). كما كذب أيضا زعم الموسوعة اليهودية, وكذلك فأنهم لم يستطيعوا الحصول من العثمانيين على اي موافقة تعطي تجمعهم إمام حائط البراق اي صفة قانونية أو رسمية في الفترة التي عاد فيها العثمانيون لحكم فلسطين سنة(1256-1333هـــ/1840-1917م). وتواصل حضور اليهود بصورة غير رسمية امام حائط البراق أثناء حكم الانتداب البريطاني وحتى سنة(1349هــ-1930م), عندما رفع الأمر إلى عصبة الأمم المتحدة, التي صدر قرارها حاسماً ملكية حائط البراق للمسلمين. ولكنه اعطى اليهود حرية الوصول إلى الحائط والصلاة أمامه على ان لايحدثوا اي جلبة أو ضوضاء. واستمر الحضور اليهودي امام حائط البراق إلى حين اندلاع الحرب العربية مع العصابات الصهيونية سنة(1368هــ-1948م), حيث انحسر الحضور اليهودي امام حائط البراق لأن المركز التقليدي (القدس داخل السور) كان تحت سيطرة الجيش الأردني. وبقي الأمر على هذا الوضع حتى انعقاد اتفاقية الهدنة بين الأردن والكيان الصهيوني اليهودي سنة(1369هـــ-1948م), حيث ينص احد بنود هذه الاتفاقية على ان يلتزم الكيان الصهيوني اليهودي بالسماح بعودة سكان القدس الغربية إلى الأحياء التي نزحوا منها كالقطمون والطالبية والبقعة الفوقا والتحتا, والمصرارة والشيخ بدر, مقابل سماح الأردن لليهود بالصلاة امام حائط البراق. الا ان الكيان الصهيوني لم يلتزم بتطبيق هذا البند وبالمقابل منع الأردن اليهود دخول المركز التقليدي وبقي الأمر كذلك حتى احتلال الكيان الصهيوني للمركز التقليدي وباقي القدس العربية سنة (1387هــــ-1967م). هنا يقتضي التنويه ان تفضيل الكيان الصهيوني اليهودي الاحتفاظ بالأحياء العربية في القدس الغربية(اي بالأرض) على ممارسة عبادتهم وطقوسهم الدينية امام حائط البراق ما هي الا قدسية مزعومة ووظيفة غرضها وغايتها تحقيق موطىء قدم لهم في مدينة القدس تمهيداً للاستيلاء عليها وتهويدها. [/rtl] |
|