حين «يهرب» الزوج من البيت .. من المسؤول؟
الزواج سنة الحياة ومكان الاستقرار. لكن بعض الأزواج ما إن يدخل البيت حتى يبدأ بالتذمر والشكوى وانه لا يجد الراحة والسعادة في منزله، وذلك كي يجد عذراً لخروجه من البيت مهدرا معظم وقته مع أصدقائه أو منشغلاً في هواياته تاركا وراءه زوجة تنتظره الساعات الطوال.
هناك الكثير من الأزواج الذين يحنون لأيام العزوبية، ويلجأون للسهر برفقة الأصدقاء حتى وقت متأخر من الليل، تاركين الزوجة تتحمل كل شيء، مما يجعل الزوجة تغار من أصدقاء الزوج، وتعتبرهم اعداء لها من نوع آخر، فهم يستحوذون على معظم وقت الزوج، ويجعلونه لا يقوم بواجبه تجاه زوجته وأبنائه، فتبدأ المشاكل التي لا تنتهي بين الزوج والزوجة حيث تشب نار الحرب بينهم.
تبين زينب ابراهيم انه يجب ان يكون هناك حرصا من الزوج باختيار الأصدقاء الصالحين الامر الذي يقلل من غيرة الزوجة من أصدقاء الزوج، بل قد يجعل الزوجة هي من تحثه على الخروج برفقتهم، حيث تكون مطمئنه إليهم، وتكون على يقين من أنهم سيراعون ربهم في أية نصيحة سيقدمونها له.
وتقول:» هناك ازواج يريدون الخروج للترفيه عن أنفسهم وذلك برفقة أصدقائهم بعد يوم طويل .الأمر الذي يجعل الزوجة تغار من الاصدقاء فهم يستحوذون على معظم وقت زوجها، ويجعلونه لا يقوم بمهامه .
وبينت أن هناك بعض الأسباب التي تدفع الرجل للخروج مع أصدقائه وترك المنزل على الزوجة البحث عنها ومعالجتها .
نشاطات مختلفة
وتذكر فادية ابو عويس انها عانت كثيرا من خروج زوجها الدائم والمستمر مع أصدقائه، وتركها لها وللاولاد بالساعات، وما إن يدخل البيت حتى يبدأ بالتذمر والشكوى، وأنه لا يجد الراحة في المنزل، حتى يجد مبررا لخروجه.
قائلة :»حاولت التحدث معه أكثر من مرة وإقناعه أن بيته في حاجه إليه، إلا أنه لا يقتنع، ودائما ما يتهمني بأنني أغار من أصدقائه، وأحاول التفرقة بينهم، وأنني نكدية.
واستطردت في كلامها: كنت أعلم أن له أصدقاء كثيرين، وأنه يجمعهم روابط قوية، ولكنني لم أشعر بتأثير ذلك إلا بعد زواجي، وحين وجدت نفسي اقضي معظم وقتي بين أربعة جدران.
مشيرة إلى أنها لم تجد أمامها غير الرضا بالواقع، فحاولت التفريج عن نفسها بزيارة صديقاتها، ومشاركتهن الأحاديث والنشاطات المختلفة .
واوضحت غنى انس ان هناك بعض النساء يعانين بشكل رئيسي من الخروج الدائم والمستمر لأزواجهن والغياب المتكرر، وحقا إن هذه إشكالية كبيرة تعيشها الزوجة خصوصا، ولكن هناك مشكلة أعمق وأكبر وهي أن بعض الأزواج مثلهم مثل الخيال، وهو متواجدون في البيت بالاسم . فالواحد منهم إما نائم، أو منشغل بالمحطات الفضائية أو يعبث بالانترنت، أو امور اخرى ، وهذا بالفعل أشد قسوة على الزوجة من أي أمر آخر.
مؤكدة ان الزوجة بحاجة لرجل تتشارك معه كل شيء إلى الأبد لا زوجا مؤقتا، وبكل صراحة أعلنها مهما كانت قاسية (بعض الرجال هم أزواج مؤقتون، ولا يدركون المعنى الحقيقي للأسرة.
الزواج كالقافلة
ويشير انس عواملة الى أن الزواج كالقافلة التي تسير ولا بد أن تعترضها بعض المصاعب، وبالنسبة لخروج الرجل من البيت فإنه يجب أن يكون مقننا ويجب أن يحترم الرجل تواجد زوجته في البيت وعنايتها بأطفاله، ولا يستطيع أحد أن يقول غير هذا، ولكن هناك مشاكل حقيقية يواجهها الرجل في بيته وتضطره للخروج إلى أصدقائه ولعل من أبرزها: حديث الزوجة المتواصل في الهاتف لساعات، بعض الزوجات يغرقن في نوم عميق أثناء تواجد الأزواج بالمنزل، حضور الصديقات الدائم إليها، كثرة التشكي والطلبات، وكل هذه الأمور تجعل الزوج يهرب من البيت ويتجه الى رفقته والاصدقاء والتجوال معهم . ويؤكد معاذ خلف تواصله بعدما يتزوج مع اصدقائه وانه صار يتاخر عن الخروج معهم مهما كانت الظروف مبينا ان الزواج هو استمرارية للحياة ولا يعني قطع العلاقات مع الجميع والعزلة مشيرا الى انه لا يعتقد بان زواجه سوف يجعله يتخلى عن اصدقائه .
ويخالفه الرأي مأمون حافظ ان زواجه هدد جميع علاقاته حيث اصبحت حياته مختلفة تمام ،ويروي قصته بعد زواجه والمشاكل التي شبت بينه وبين زوجته نتيجة خروجه مع اصدقائه مطالبة بقطع تلك العلاقات وتركها وعدم الخروج معهم موضحا انه في بداية الزواج ذهبت زوجته الى منزل اهلها نتيجة خروجه مع اصدقائه معتقدة بأنه يفضل اصدقائه عليها وعلى منزله .
رأي العلم النفسي
وأكد الدكتور اختصاص علم نفس « محمد الدباس « انه أحيانا لا تكون المسألة أن أحد الزوجين يفضل أصدقاءه على الطرف الآخر، ولكن تكون العملية هروبا أو لجوءا أو تأقلما مع وضع ما، وأقصد هنا أن الزوجة التي تذهب إلى صديقاتها في أغلب الأحيان تكون مدفوعة إلى ذلك نتيجة ابتعاد زوجها عن المنزل، الصديق أو الصديقة قد لا يكون مفضلا جدا ولكن يكون أفضل من الوضع الرتيب الموجود في المنزل الذي يحسه الزوج أو الزوجة، والقضية قد لا تتعلق بتحطم العلاقة الزوجية، وإن كان تحطمها سيكون نتيجة لما سيحدث.
مبينا الدكتور الدباس انه في البداية الرجل عندما يتزوج أو المرأة يسكن كل واحد منهما إلى الآخر، ولكن ماذا يريد الرجل عدا السكن واللجوء إلى زوجته، فالمسألة لها علاقة بأن الرجل يريد أن يشارك انسانة في الحياة، والمشاركة هذه عادة ما تحدث بين شخصين متكافئين من نواح علمية أو معرفية أو ثقافية أو حتى من التواصل على الأقل أو الحب، وإذا فقد التكافؤ والحب اصبحت الحياة الزوجية مهددة بالدمار حيث يصبح كل منهما يتحجج بأبسط الامور وان كان خروج الزوج.
الرئيسية 
البوابة 
