ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: يوسف محمود - حين تفرض الدُّوَلُ «الاغتراب» على مواطنيها السبت 17 يناير 2015, 2:40 am | |
| [rtl]حين تفرض الدُّوَلُ «الاغتراب» على مواطنيها[/rtl] يوسف محمود [rtl]
«الاغتراب» ظاهرة قاسية جداً، «الدولة» ليست بعيدة عنها، فهي التي تشيعها حين تقمع حرية الفكر، وتوجب على «المثقف» أن يطيعها في كل شيء، والا اعتُبر خارجاً على الشرعية، يستحق العزل أو النفي، مما يدفعه غالباً –وكما يقول د. حليم بركات في كتابه «الاغتراب في الثقافة العربية»- «إلى الانسحاب أو الهرب من الواقع» (ص 62)، يفعل المثقف العربي في بلادنا ذلك بعد ان يشعر ان حياته باتت في خطر. يلوذ بالعزلة مضطراً، والألم يُمضّه لأنه لم يعد قادراً ان يعبّر عن اشواقه وطوحاته بحرية. قلتُ ان «الدولة» بِنُظمها والمعايير التي تتبعها هي التي تفرز ظاهرة «الاغتراب» بشتى انواعه «الثقافي» و«الاجتماعي» و«السياسي». و«الاغتراب» ليس ظاهرة حديثة في مجتعاتنا العربية، فهو قد نشأ في ظل «الاستبداد»، والاستبداد - كما نعلم - قديم قديم في تراثنا العربي. فقد مورِسَ بقسوة على الكتّاب وبعض الفقهاء المتحررين مما جعلهم يجأرون بالشكوى المرة على نحو ما فعل ابو حيان التوحيدي في القرن العاشر الميلادي حين اظلمت الحياة في وجهه، فألفى نفسه مُهملاً، جائعاً، مضطهداً من سلطة عصره لانه أبى ان يخوض فيما خاض فيه متزلفو هذه السلطة في عصره. اسمعه يقول شاكياً غُربته الوحشة «... الغريب من ليس له في الحق نصيب، الغريب الذي لا اسم له فيُذكر، ولا رسم له فيُشهد ولا طيّ له فينثر، ولا عُذر له فيُعذر، ولا ذنب له فيُغفر، ولا عيب له فيُستر؛ هذا غريب لم يتزحزح عن مسقط رأسه؛ واغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه. يا هذا! الغريب من اذا ذكر الحق هُجر، واذا دعا الى الحق زُجر.. طالب سفره من غير قدوم، وطال بلاؤه من غير ذنب». (من كتابه «الاشارات الالهية، واورد هذه العبارات د. زكي نجيب محمود في كتابه «تجديد الفكر العربي» ص 101-102). سألت مرة المفكر العربي المعروف د. فؤاد زكريا في حوار أجريته معه عام 1982 عن ظاهرة «الاغتراب» التي يعيشها كثير من المثقفين المعاصرين فأشار إلى ما اعتبره أسوأ أنواع «الاغتراب» واعني «الاغتراب السياسي». قال: «الاغتراب السياسي هو نوع من الاغتراب يعانيه المثقف العربي قبل غيره، ذلك لأن الوطن العربي قبل غيره يخضع لأنظمة حكم لا تعترف أصلاً بقيمة الفكر ولا تتوخى في تصرفاتها مجرد الاتّساق المنطقي البسيط». أليس هذا ما يعيشه المثقف العربي في عصرنا هذا؟ من المثقفين الذين يضنّون برسالتهم الانسانية ان تُضار مَن ينزوي ويعتكف بعيداً عن حياة مجتمعه او يكتفي بالكتابة لنفسه دون ان يجرؤ على نشر ما كتب، ومنهم من يُضطر للهجرة الى الخارج حيث ينعم بفضاء من الحرية رحيب، يحرره من «الخوف»، ويتيح له ان يفكر كما يشاء. واذا كنا قد ركزنا على «قمع» السلطة كسبب رئيس من أسباب «اغتراب» المثقف العربي فإن ثمة اغتراباً قد يشعر به المثقف من داخله. ومن قيمه التقليدية. فهو حين تغزوه القيم الحضارية الجديدة الوافدة من الغرب ربما وجد في هذه الأخيرة خطراً على قيمه التراثية، فأحس «بالاغتراب، مما يدفعه الى التصدي المندفع لهذه القيم الجديدة معتبراً إياها قيما مستوردة ستلحق الضرر بقيمه التراثية. وغالباً ما يكون مثل هذا «الاغتراب» غير مُبرر، لأن الانفتاح على المفردات الحضارية العالمية لا يعني ان تراثنا صار في خطر!. تلك نظرة –مع الأسف- قد أساءت وتسيء الى «اصالتنا» التي ينبغي ان تتفاعل مع كل القيم المستنيرة بغض النظر عن مصدرها. هذا ما ينبغي ان تشجع عليه «الدولة» في مجتمعاتنا العربية. عليها ان توسع من حيز «الديمقراطية»، وعلى المثقفين العرب –وكما يشير د. حليم بركات في كتابه السابق الذكر «الاهتمام المنهجي بظاهرة الاغتراب». ص 62.[/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: يوسف محمود - حين تفرض الدُّوَلُ «الاغتراب» على مواطنيها السبت 17 يناير 2015, 2:41 am | |
| [rtl]العلامة حسن الكرمي و«العلل العربية الثلاث»[/rtl] يوسف محمود [rtl]
«عليك ألاّ تحكم على عصر ما وفق رؤيته عن نفسه» كارل ماركس العلامة الراحل الاستاذ حسن الكرمي في كتابه «قضايا في الفكر والتفكير عند العرب» والصادر عن «منتدى الفكر العربي» بعمان العام 2012. يقرأ ويستعرض قضايا فكرية تتعلق بالمجتمعات العربية والاسلامية، قراءته تغوص في العمق. سأكتفي هنا بتناول ما له صلة بالأوضاع في العالم العربي. الى ماذا يرجع ما تعانيه من سوء وانحدار؟ يردّ الاستاذ حسن الكرمي «سوء الاوضاع في العالم العربي إلى «علل ثلاث: «الاستهلاكية» و«التواكل» و«التجافي». وبرؤية موضوعية ناقدة يحدثنا عن خطورة هذه العلل والتي تدل - كما أرى - على تخلّف عربي مريع. «فالاستهلاكية» - كما يراها الكاتب - والتي «تجعل الانسان يتلقى ما يحتاج إليه من الخارج» تفقده حسه الوطني، فتنقطع صلته بواقعه ويغدو عازفاً عن عواطفه القومية. وهنا يُذكرّنا بوطنية مُحرر الهند من الاستعمار البريطاني «غاندي» حين جعل الصناعة الوطنية هي عماد القومية، مشيراً الى ان هذا النموذج هو الذي ينبغي أن يحتذيه زعماء العالم الثالث تجنباً للتبعية الاستهلاكية التي هي «نوع من العبودية». أما العلة الثانية، وهي «التواكل» فآتية –كما يراها الراحل حسن الكرمي- من «التبعية الاستهلاكية» التي تُروِّض اصحابها على القبول بالعبودية والخنوع والتخوف –وهنا اعني تخوف السلطات العربية الحاكمة- من مقاربة أية مشروعات صناعية لتنمية قدرة البلاد الانشائية والاستقلالية. «... ويقال ان سبب فشل هذه المشروعات هو ان هناك من نصحوا البلاد العربية بان المشروعات لو نُفّذت من شأنها خلق طبقة من العمال، وان هذه الطبقة ستكون مهداً لحركة تناهض الحكم القائم في البلاد وتهدد منصب الحكام»! (المرجع السابق ص 96). إنها نصيحة وراءها ما وراءها! وفي تصوري ان مثل هذا القول فيه الكثير من الحقيقة. فالاستعمار والامبريالية العالمية على مدى التاريخ، تستخدم اسلوب «التخويف» دوماً للابقاء على «التخلف العربي». «التخويف» اسلوب استعماري وامبريالي بامتياز. هو الذي صادر «التنمية المنتجة» في عالمنا العربي، هو الذي باعد ما بين «الانظمة الحاكمة والشعوب»! «التخويف» ستجتاحه الشعوب، فالعصر هو عصرنا! العصر هو عصر حركات التحرر الوطني. أخيراً، تلقانا العلة الثالثة وهي «التجافي» «–وكان اول من اشار اليها ماركس- حين عدّ النظام الصناعي في أوروبا بانه قائم في الأصل على جمع المال، وكان نتيجة ذلك ان اصبح المال كل شيء، وكل شيء واسطة لهذه الغاية، واصبح العامل جزءاً من آلة صناعية ضخمة، فلا يدري ماذا يحدث للمصنوعات التي يصنعها، ولا يعرف من الذي يبيعها او يشتريها...»!. (المرجع السابق ص 96). ما أسوأ أن يغدو العامل جزءاً من آلة صماء! أما المفارقة التي يشير اليها هنا الكاتب فهي «ان الفرق بين «التجافي» في حالة العالم الصناعي والتجافي في حالة العالم الثالث هو ان بلاد العالم الثالث هي جزء من نظام اقتصادي خارج عن سلطتها، فهي تنتج وتشتري وتبيع لا بإرادتها ولكن بإرداة غيرها؟» (ص 96). هذا «التجافي» أدى ويؤدي الى «الانجذاب الى خارج الاوطان، الى حد الانقطاع عن الماضي والحرص على تقليد الغير، والاستخفاف بِ»الهوية». «التجافي» –كما يراه الكاتب- يتمثل «في نزوح الناس من العالم الثالث عامة ومن العالم العربي خاصة الى البلاد الغربية وسكناهم واستقرارهم فيها لا لشيء إلاّ لأن في قرارة نفوسهم شعوراً ان هذه البلاد التي نزحوا اليها هي الاصل وان بلادهم لم يبق فيها ما يشدهم إليها من تاريخ ودين وتقاليد ولغة وصلات اجتماعية»! تُرى اين «عروبة» هؤلاء! (ص 97). هذه العلل التي اشار اليها المؤلف انعكست تداعياتها السلبية على الفكر والثقافة واللغة. فقد بات الكثيرون من المثقفين العرب القاطنين في الغرب يستخفون بتراثهم ولغتهم القومية، بل ان منهم من عَدّ الانشداد الى التراث واللغة العربية نوعاً من «الهوس» والتخلف! انه بحق انسلاخ مُزر عن الذات العربية. ومع ذلك فالراحل حسن الكرمي متفائل بأن المستقبل العربي سيقضي على هذه العلل مستشهداً هنا بمقولة للفيلسوف الألماني هيغل والقائلة بان لا بد ان يأتي «التحرر» ولو لم يسع اليه الانسان من نفسه، لان في التاريخ روحاً توجهه الى التحرر لا محالة». (ص 98). ويؤكد هنا «ان الرجال العظام الذين يقال عنهم بأنهم يغيّرون مجرى التاريخ إنما هم يسيرون بمجرى التاريخ وهم لا يعلمون» (ص 98). يتطرق المؤلف بعد ذلك الى «الهجمة الطاغية من العادات الشعبية الغريبة التي يتعرض لها العالم العربي، فهو لا بد له ان يرفضها او يقبلها ولو مع التعديل» ولكن انى له ذلك، وإنسانه «يعاني النقص الفكري في معالجة المشكلات فثمة «محافظون» يناصبون المجددين العداء. وكلاهما ليست لديه رؤية واستراتيجية واضحة تحتكم للعقل والمعرفة والاعتدال يختتم الكاتب بالقول: «ان «الحاجة» في العالم عموماً وفي العالم العربي خصوصاً هي أداة في يد الأقوياء وخناقاً في اعناق المحتاجين؛ ما جعل الناس اما أسياداً أو عبيداً» (ص 108) أقول هنا تباً لِ «الحاجة» ما أقساها على انسانية الانسان! أليس هذا ما يشهده واقعنا العربي اليوم؟ اليست «الحاجة» هي التي تدفع الكثيرين من أبناء شعوبنا الى القبول بسطوة القهر والمذلة، الى «الانبطاح» للحصول على «البُلغة» من الطعام! ألم تعد الشعوب تُعامل «كالحيوانات»! ألا نشعر ان الاستعمار قد عاد بوجه جديد، «وعادت الشعوب للتفكير بمفهومات التبعية بدلاً من المفهومات الحرة المستقلة»! إن «مفهومات التبعية» هي التي اوجدت مثفقين عرباً ذوي وجهين، يرقصون على كل دف! هي التي اصابت الانسان العربي العادي بِ»القرف» وهو يشعر ان كلمة «المواطنية» باتت مجرد كلمة تقال في المناسبات لا قيمة وطنية وانسانية! والمؤسف ان الاعلام العربي قد ساعد في هذا الانهيار الاخلاقي. كم نحن بحاجة الى تغيير في ذهنيتنا لنرتقي الى مستوى انساني لائق بكرامتنا العربية التي لحقها من الضير الشيء الكثير. دون هذا التغيير في الذهنية، سنظل «مهمشين»، و»مُستصغرين» بلا انتماء للجذور، سنظل «عبيداً» أو ك»العبيد».[/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: يوسف محمود - حين تفرض الدُّوَلُ «الاغتراب» على مواطنيها السبت 17 يناير 2015, 2:42 am | |
| [rtl]النمر العربي لن يعود إلى محبسه![/rtl] يوسف محمود
نعم «النمر العربي الذي انطلق من محبسه لن يعود إليه مرة أخرى، لن يسمح للآخرين بامتطائه لتحقيق أهدافهم الخاصة، ولن يقبل أن يتغذى مرة أخرى على الأكاذيب». (مجلة السياسة الدولية: ترجمة كازن أبو الخير، مدير مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام). العبارة السابقة وردت على لسان الكاتب والمحلل السياسي العالمي توماس فريدمان في احد مقالاته. ثمة تحول في مجرى العالم. ثمة عالم قد تغير. ينبغي التعامل معه على هذا الأساس. العودة إلى زمن الإمبريالية القامعة قد ولّى. على الإمبرياليين في العالم أن يعوا هذه الحقيقة. الشعوب بدأت انتقاضاتها وثوراتها. لم تعد تقبل الخنوع والاستسلام كالسابق. في السابق كان هناك استسلام وخضوع. الوعي الجماهيري لم يكن قد بلغ مرحلة الرشد –إذا جاز التعبير- اليوم كل شيء تغير، المستبدون رحلوا ويرحلون، «قبل قرن من الزمان كانت غالبية الشعوب المستعمرة تستسلم غالباً لمن يخضعها، ومنذ ذلك الحين انتبه الناس لمعارك النضال من أجل التحرر الوطني التي ميزت حقبة التحرر من الاستعمار. إضافة إلى أن مستويات التعليم وبالتالي الوعي الوطني، اصبحت الآن على درجة نوعية أعلى». «جيلبرت اشكار Gilbert Achcar». وردت عبارته في كتاب «الامبرياليون الجدد»، كولن مويرز ص192، نقله إلى العربية: معين الإمام. ما ورد على لسان هذا المحلل السياسي اشكار ينطبق تماماً على ما شهده العالم العربي من تغيرات سياسية أزالت نظماً استبدادية قامعة لتحل محلها نظم أخرى آخذة في التشكل. لا عودة إلى الوراء. النمر العربي الذي انطلق من محبسه إن في تونس أو في ميدان التحرير بمصر أو في ليبيا لن يعود إليه ثانية. على الدول الاستبدادية في العالم شرق أوسطية أن تأخذ ما حدث في عين الحسبان. لم تعد «الديمقراطية» مجرد «قناع» للاستبداد. لم يعد الاصلاح الجزئي أو الصوري يخدع الجماهير. الجماهير آلت على نفسها ألاّ تستسلم بعد اليوم لدكتاتور أو مستبد. الشعوب أخذت زمام المبادرة. ما قاله ذات مرة المؤرخ البريطاني المعروف بحماسته للامبريالية العالمية نيال فيرغسون حول «نهوض وسقوط الإمبراطورية الأمريكية» في معرض إشادته بالعهد الاستعماري البريطاني، لن يتكرر. بات نكتة سمجة، «أنا مؤيد أساساً للإمبراطورية وفي الحقيقة أؤمن بأن الإمبراطورية ضرورة في القرن الحادي والعشرين مقارنة بأي وقت مضى». (الإمبرياليون الجدد، المرجع السابق ص 167). يتباكى هذا المؤرخ الامبريالي على عهد الامبراطوريات وبخاصة الامبراطورية البريطانية يوم احتلت الهند ومصر وغيرها من البلدان وأقامت فيها عقوداً طويلة من الزمن، تقمع شعوبها بالحديد والنار مستولية على مواردها الاقتصادية. تفعل ذلك بدعوى أن هدفها نشر الحضارة الغربية وانقاذ هذه الشعوب من الجهل والتخلف!. إنها الكذبة الاستعمارية الكبرى التي ما زالت تتردد، ومن مُردديها –مع الأسف- مثقفون عرب!. ومع كل ذلك، ينبغي التحذير من المستقبل. لا بد من استكمال مسيرة التغيير في كل بلد أطاحت بأنظمة الاستبداد، ثمة قوى ثورية في هذه البلدان، ما زال «البديل المطلوب» غائباً عن رؤيتها. ما زالت هناك خلافات في الإيديولوجيات. هذه الخلاقات ينبغي أن تُحسم من أجل أن يكون استتباب الديمقراطية حقيقياً. الانقسامات بين «النخب الحاكمة» –كما يشير إلى ذلك مدير تحرير «السياسة الدولية» عدد182/يوليو 2012- ينبغي أن تنتهي منعاً لأية أزمات قد يستفيد منها الامبريالي. ومرة أخرى أقول: لا عودة للوراء، العالم يغذّ خطاه نحو «التغيّر»، نوع ديمقراطية حقيقية لا صورية. أساليب الخداع والتمويه التي اعتادتها الأنظمة الاستبدادية والتي أطيح بها لم تعد تنطلي على الشعوب. للصبر حدود كما يقال، لم يبق للصبر أي منزع!. النمر العربي انطلق، ولن يسمح لأحد أن يمتطيه لقضاء مصالحه. انتهى عهد «الخداع». لن يسمح لأحد ان يكذب عليه بعد الآن. انتهى عهد الأكاذيب الامبريالية. احتقار الشعوب الذي طالما مارسه الامبرياليون ولىّ زمانه. الزج بِ»الإسلام» عند الحديث عن «التخلف» الذي يسود العالم العربي والإسلامي كذبة كبرى. فالإسلام دين حضارة إنسانية. «التخلف» سببه الحكم الإمبريالي البغيض الذي حكم شعوب الأرض العربية عقوداً من الزمان. سببه الاستبداد المحلي. في مقالته السابقة في «السياسة الدولية» يشير الكاتب كازن أبو الخير إلى عبارة المؤرخ والمحلل الغربي روبرت كوكس حين قال «الحضارة الإسلامية نجحت في اثبات تأثيرها في تشكيل مستقبل أي نظام عالمي»، ما قاله هذا المؤرخ وغيره من المؤرخين الغربيين المنصفين ينبغي أن يتم التعامل معه بشفافية إذا ما كنا نريد تأصيل «حداثة» حقيقية لا تميّز بين البشر على «أساس» «العرق» أو «الدين»!. عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء!
|
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: يوسف محمود - حين تفرض الدُّوَلُ «الاغتراب» على مواطنيها السبت 17 يناير 2015, 2:43 am | |
| [rtl]فلنخرج هذا الفكر من عنق الزجاجة![/rtl] يوسف محمود [rtl]
الفكر الإسلامي فكر إنساني لا يجوز حصره في نطاق ضيق تحتكره «تأويلات» معينة، تطرد أية تأويلات أو اجتهادات اخرى. لقد عانى «الفكر الإسلامي» منذ القدم وحتى اليوم من حصار فرضه عليه سلفيون وتقليديون من بعض الفقهاء والعلماء الذين استبعدوا «المنهج العلمي» في تناول هذا الفكر والكشف عن أبعاده الإنسانية والأخلاقية. ما نلحظه أن كثيراً من الدارسين وفق المنهج السلفي أو التقليدي قديماً وحديثاً، قد صاغوا اتجاهات هذا الفكر وموضوعاته ومناهج تناوله – وفق ما يشير د. محمود إسماعيل في كتابه «الفكر الإسلامي الحديث - بين السلفيين والمجدّدين. وفق المقاصد والغايات التي كانت سياسية أكثر منها معرفية». في هذا السياق يميز الكاتب بين نمطين من الفكر السلفي الحديث: نمط فكر «السلطة» ونمط فكر «المعارضة». هناك –كما يرى- فكر يبرر «الأمر الواقع» ويعد من شق عصا الطاعة عليه «ملحداً» أو من أهل البدع والضلالة. وهناك فكر سلفي «معارض» يطالب بالتغيير عن طريق «الإصلاح»، غير أن نوعية هذه المعارضة السلفية التي مثلها «ابن تيمية» وهو يُنافح «الفكر السلطوي النصّي الغيبي والخرافي» ليعود بالفكر الإسلامي إلى نقائه الأول، ما لبثت أن فشلت. «نظراً لطابعها الإحيائي السلفي من ناحية، فلم تحظ بمباركة الاتجاه العقلاني الليبرالي، كما لانطلاقها في مناخ غلب عليه النمط الاقطاعي العسكري من ناحية أخرى». هذه «الاحيائية» – وكما يرى الباحث - لم تقارب «الاستنارة العقلية» على النحو المطلوب، فطلت آراء أصحابها تُغلِّب «النقل» على «العقل» و»الاتباع» على «الابداع». وعليه، فقد حاصروا باب «الاجتهاد». وفي كتابه أشار د. محمود إسماعيل إلى أن هذا «التعصب» الذي نادى وينادي به هؤلاء «كان يدور في إطار ديني بحت». ص 36. ويستنتج الباحث أن منهج وغاية هؤلاء السلفيين – ولا أقول كلهم- راحت تؤدلج الموروث الديني التراثي عن طريق «التأويل» الأمر الذي يفتّ في مصداقيته، يضاف إلى ذلك أنهم يسعون لقيام «دولة ثيوقراطية» ذات توجه سياسي توسعي، ومناوىء للفكر الغربي، وهم بهذا يعدّون العلوم العقلية والفلسفية الغربية متعارضة مع فكرهم الديني. وطبيعي أن يوصم الفكر الإسلامي كله بأوصاف فيها من الغلو والبعد عن الحقيقة الشيء الكثير. حتى لقد غدت الفاظ «كالديموقراطية» أو «حرية العقل» مُدانة، يُحمل على من يرددونها بشدة! إن مثل هذا الفكر السلفي والتقليدي فيه – مع احترامي لأصحابه- تسطيح «للوعي» بل أنه في كثير من الأحيان قد يبرر المظالم الاجتماعية! وكما لاحظ الباحث أيضاً، فإن «القمع» الذي ووجهت به النُّظم الوطنية في بعض بلداننا العربية والإسلامية قد ساعد في ترويج هذا «الفكر» في الأوساط الشعبية، إضافة إلى «تفريخ» «التطرف» والسلوكيات المرفوضة إنسانياً وأخلاقياً. بالطبع، وفي عصرنا اليوم ثمة إسلاميون مجدّدون حاولوا التوفيق بين «الموروث» و»الوافد» على نحو «انتقائي». ومع الأسف – وكما لاحظ الباحث نفسه - فإن مشروعات هؤلاء العلماء الإسلاميين المجدّدين قد «خُنقت» فلا «السلطة» قبلت بها، ولا القوى الأخرى السلفية أو العلمانية وافقت عليها. أكثر من هذا، فقد تعرض بعض هؤلاء المجددين أمثال جمال الدين الأفغاني للاضطهاد. ألم يضطهده حاكم مصر آنذاك الخديوي توفيق؟ ألم يؤلّب عليه مشايخ الأزهر الذين رأوا في أفكاره الدينية والسياسية والاجتماعية تعريضاً بسياساتهم المهادنة آنذاك للاحتلال الانجليزي؟ ألم يتم نفي هذا العالم والمفكر المجدّد عن أرض مصر. وهنا ينبغي أن ننتبه، فثمة من المجدّدين من هادنوا السلطة اتقاءً لشرها وحرصاً على مشروعاتهم، أمثال محمد عبده الذي – وكما وصفه الباحث محمود إسماعيل- «لم يُسفر عن عدائه للسلطة القائمة في بلاده، على نحو ما فعله «الأفغاني». وبعد، فإن «الفكر الإسلامي» في عصرنا هذا ما زال بحاجة إلى «رؤية علمية» تُحسن «التساؤل» و»الحوار» و»الجدلية»، لا إلى «رؤية» تنتمي إلى «أيديولوجية» سياسية ذات غايات وتوجهات معينة. علينا كعلماء ومفكرين أن نغوص في أعماق فكرنا الإسلامي التراثي فلا نغلق الباب في وجه أي استنارة أو اجتهاد. [/rtl] |
|