الأطلس السياسي..

يلجأ "المؤلفون" في كل مرة يقومون فيها بطباعة نسخ جديدة من مؤلفاتهم الى تغيير الغلاف وتحسين الخط والحذف او الزيادة في المحتوى حسب الحاجة والملاحظات..لتظهر بصورة مختلفة وجذابة للقارىء وبالتالي زيادة المبيعات وتشجيع الترويج للمنتج القديم الجديد..

الطبعة الأولى للأطلس الجديد الخاص بالمنطقة ..كانت في الــ2010 ...ثورات عمّت الشوارع العربية ، أنظمة تتساقط كما تتساقط "مكعبات الليجو" بيد طفل ، وقبل ان تصحو الشعوب "المصدومة بالحرية..والتي عميت فجأة من نور التحرر"وتختار طريقها الصحيح ، تدخّلت "يد المؤلّف" الخفية من جديد لتصدر الطبعة الثانية من أطلس السياسة...حيث أبقت على المحتوى وغيرت أغلفة الأنظمة بأغلفة جديدة لزعماء كرتونيين ضعفاء مهلهلين قابلين للمسح حتى بممحاة رصاص...لا بثورة من الرصاص ..الأمر الذي عجّل بأجل الوطن العربي الممد كحصان مريض من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي .. اقتصاديات مفلسة ، المصالحات الداخلية تكتب بأصابع من ديناميت، واجهات سياسية بسكوتية، حتى أصبحت كل الحكومات العربية عبارة عن حكومات تصريف أعمال أو أموال لا فرق....

نحن الان بصدد طبعة جديدة:سيما بعد سقوط اليمن بأيدي الحوثيين ، واشتعال النار بالـ"جلاّبية" المصرية ، وتوهان ليبيا ، ونكوص تونس ، وانهاء سوريا على طريقة "الزرب" وتمدد داعش على دولتين"حتى اللحظة" وسيطرة إيران على أربع دول عربية : العراق،اليمن، سوريا،لبنان والتحرش بأربع دول خليجية أخرى، الإمارات البحرين الكويت السعودية..نكون أمام مقدمة الطبعة الثالثة من الأطلس السياسي العربي... فثمة تغييرات ستطال ملامح المنطقة ككل وقد بدأت باليمن ومصر مقدمتا التغيير كما كانت في الطبعة الأولى ...

ايران تتوسع، داعش تنتشر..و"إسرائيل" تشكر الحليفين على جهودهما ...ثم تعمل بصمت وتكبر بخفاء خلف برواز الاحداث..ما سنشهده هذه المرة مختلف تماماً عمّا سبق ، فـ"المؤلف" أصبح أكثر نضجاً ولن يختار غلافاً باهتاً لوجه المنطقة الجديد، ومن حيّد نفسه او تم تحييده في الطبعتين السابقتين سيكون في قلب الصراع هذه المرة ... نحن أمام حرب إسلامية إسلامية..مهمتها أن تحيل الحصان العجوز الى جثة للغربان المعمّمة...

(سواليف)