حلت الذكرى الخامسة لغزوة 11 سبتمبر 2001، وهي التي كانت إشارة البدء للحرب العالمية التي أعلنها الإسلاميزم (=الجهاد الإسلامي، الجهاديزم، الفاشية الإسلامية، التطرف الإسلامي، الإسلام الراديكالي، الخ) ضد العالم، وخاصة الغرب الكافر.
ما أكثر الأسئلة التي تؤرق الأذهان حول ما جرى حتى الآن وما هو متوقع. فلنحاول التعرض لبعضها.
أولا: مسار الحرب حتى الآن
1ـ نجح العالم في منع حدوث كوارث إرهابية على مستوى ما جرى في 11 سبتمبر ـ أحيانا بمحض الصدفة، مثلما حدث في محاولة تفجير قطارين في ألمانيا باستخدام حقائب متفجرات، إذ لم يقع الانفجار بسبب "أخطاء فنية".
ولكن جرت العشرات من المجازر الإرهابية "متوسطة الحجم" في مختلف بقاع العالم؛ من مدريد إلى بيسلان، ومن لندن إلى مومباي، ومن شرم الشيخ إلى عمان ومن بالي إلى الدار البيضاء الخ.
وتدل الإحصائيات على أنه في 2005 مثلا وقعت أكثر من 540 عملية إرهابية أو اعتداء بدوافع دينية / سياسية بواسطة جماعات إسلامية إرهابية جهادية راح ضحيتها من المدنيين الأبرياء 1650 قتيلا و4900 جريحا، وذلك بدون أخذ في الاعتبار لما حدث في أفغانستان والعراق، لكونها مناطق حرب، أو الباكستان (275 قتيلا) حيث معظم الحوادث طائفية ضد الشيعة، أو السودان حيث يقوم المسلمون العرب بحرب تطهير عرقي ضد المسلمين السود في دارفور. وقد شملت تلك العمليات الهند (500 قتيلا) والأردن (56 قتيلا) ومصر (90 قتيلا) والجزائر (145 قتيلا) وإندونيسيا (78 قتيلا) وإسرائيل (22 قتيلا في هجمات انتحارية على مطاعم وتجمعات مدنية) وبريطانيا (52 قتيلا) وتايلاند (18 قتيلا) والفيلبين (55 قتيلا) ونيجيريا (60 قتيلا) وروسيا (152 قتيلا).
وفي العام الأسبق 2004 وقعت أكثر من 420 عملية (باستثناء أفغانستان والعراق والسودان وباكستان) راح ضحيتها 2570 قتيلا و7100 جريحا.
أما في النصف الأول من العام الحالي 2006 فقد وقعت أكثر من 380 عملية (باستثناء نفس الدول) راح ضحيتها 1310 قتيلا و2270 جريحا.
وفي خلال فترة متقاربة جدا في الأسابيع الماضية أُحبطت عمليات في بريطانيا وألمانيا والدانمارك.
2ـ ومن ناحية أخرى، فقد كان الثمن الذي دفعه العالم في سبيل توفير حد معقول من الأمان باهظا:
ـ البلايين التي تنفق على أنظمة الأمان وتعبئة أجهزة أمنية بالغة التعقيد وشديدة التكلفة تعمل على مدار الساعة لمنع هجوم إرهابي بينما أصبح الكل مقتنعا بحتمية وقوع مثل هذا الهجوم.
ـ الشعور المستمر بأن ما تقوم به تلك الأجهزة هو، في نفس الوقت، مجرد ردود أفعال: فبعد كل محاولة لسد الثغرات الأمنية، يقوم الإرهابيون بابتداع تكتيك جديد. ومن هنا استحالة الاطمئنان، وتنامي الشعور بالقلق.
ـ الحد من الحريات كنتيجة للاستغلال الهمجي لأسس المجتمع المفتوح المبني على الثقة. كما أن الأنظمة القانونية للمجتمعات المفتوحة المتحضرة محتارة بين حقوق "المتهم البريء حتى تثبت إدانته" وبين جهود الإرهابيين في إخفاء ما ينوون فعله.
ـ إثارة الشكوك والعداء بين فئات بل شعوب بأكملها. فنتيجة للثمن الذي يدفعه الأناس العاديون فإن نبرة التبرم من تضييع الوقت ومضايقات التفتيش الخ ترتفع ضد من قد يكونوا أبرياء، وبعدها تبدأ المباراة التصعيدية المعتادة للوم المتبادل التي تتوه فيها الحقائق.
[ومن أكثر الأمور إثارة للجدل التى طفت على السطح مؤخرا موضوع التصنيف الانتقائي (Profiling). فإذا كان بديهيا أنه ليس كل المسلمين ولا معظمهم ولا حتى أقلية كبيرة منهم إرهابيين، لكن الواضح أن كل الإرهابيين على المستوى العالمي هم مسلمون (سريلانكا وما تبقى من جماعات مختلفة، هم محليون وأصحاب مطالب محلية محددة). وقد حرصت الأجهزة الأمنية في الغرب، وخاصة عند القيام بعمليات التفتيش قبيل السفر أو عند مداخل المباني الخ، حرصا شديد على عدم اتباع أسلوب التصنيف الانتقائي. ولكن تبعات التعطيل وتضييع وقت مئات الألوف من الأفراد بحثا عن حفنة صغيرة ، فيما يشبه محاولة العثور معمليا على مواد لا يزيد تركيزها على بضعة أجزاء في المليون (ppm)، تجعل البعض يقولون بصراحة أنه لا مفر من اتباع التصنيف الانتقائي. فمثلا ـ هكذا يذهب دعاة هذا المنطق ـ ما الجدوى من تفتيش إمرأةٍ بيضاء تحمل طفلا رضيعا، أو رجلٍ مسن الخ، بينما الإرهابيون هم "عادة" من الشباب ذوي الملامح والأسماء "الشرقأوسطية". وهذا كلام يثير اتهامات وشكاوى تصدر عن أبرياء أو، غالبا، عن موالين للإرهاب يهمهم تصعيد درجة التوتر والحقد، والعثور على مبرر جديد للمزيد من الإرهاب].
ثانيا: اتساع نطاق المساهمين في الجهد الحربي
كانت "القاعدة" حتى وقت قريب تمثل الرائد الوحيد أو الفاعل الرئيسي في المعارك، مع ملاحظة أنها لم تعد مجرد منظمة مركزية ولا حتى شبكة، بل أصبحت إيديولوجية وأسلوب عمل: تعطي الإلهام وتترك التفكير والتنفيذ لأفراد وجماعات محلية (Home-grown) مما يوفر المرونة اللازمة تطبيقا لمبدأ "فكر عالميا واعمل محليا" (Think globally, act locally). وقد تكاثرت الجماعات الإرهابية "المحلية"، ومن أهمها: جماعة أبو سياف ـ الجماعة الإسلامية ـ حركة المقاومة الإسلامية ـ جيش محمد ـ العسكر الطيبة (جيش الأبرار) ـ عسكر الصحابة ∕ عسكر جهانجوي ـ الجماعة الإسلامية المسلحة ـ حزب التحرير الإسلامي ـ جماعة أنصار المهدي ـ حركة الجهاد الإسلامي ـ عصبة الأنصار ـ حركة المجاهدين / حركة الأنصار ـ الخ؛ ناهيك عن مئات الجمعيات والجماعات الداعمة للإرهاب.
لكن بالإضافة للقاعدة وأتباعها، التي تمثل معا مدرسة الإسلاميزم السني؛ من الواضح دخول الإسلاميزم الشيعي ساحة الحرب، والذي تمثل مدرسَتَهُ إيران والمليشيات، كحزب الله. وبالطبع كانت إيران منبعا لتصدير الثورة الإسلامية منذ استيلائها على السلطة، لكن الجديد هو أن عملية "حزبلة" (Hizbullaization) يبدو أنها قد بدأت تجري في الحرب. ولا بد من ملاحظة التالي:
1 ـ اتحادٌ في الهدف الأسمى: حتى أكثر الغزاة شراسة، من جنكيز خان إلى هتلر، كان لديهم أهداف ملموسة: الأرض، الثروة الخ. لكن جنود ومجاهدي الإسلاميزم لديهم هدف واحد أسمى يعلو ولا يعلى عليه؛ ألا وهو بسط سيطرة وسيادة الإسلام على العالم وإقامة دولته العالمية الشمولية (التوتاليتارية). وهو بطبيعته من الأهداف المطلقة التي لا ينفع معها التفاوض أو التفاهم (أو حتى الشراء!)، يقف وراءه هوس أخروي عدمي وغيبية غبية، ولا يمكن التعامل معه بالمنطق ـ أي منطق.
ولا يوجد خلاف حول هذا الهدف بين مدرستي الإسلاميزم. فمن ناحية، تسعى المدرسة السنية (طبقا لفكر القاعدة والجماعات المغذية مثل الإخوان وغيرهم) إلى "قيام دولة الخلافة" وتعتبر كل "من قعد عن استعادتها آثما" وترى أن "توحيد القوى الإسلامية الحية في كل دولة أو تجمع إسلامي واجب شرعي" (راجع: رفعت السعيد، "التنظيم الدولي للإخوان"، الأهالي 17 مايو 2006). وهذا لا يختلف كثيرا عما تقول به مدرسة الإسلاميزم الشيعية طبقا لكلام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يناير 2006: "لا يجب أن نخجل من إعلاننا أن الإسلام مستعد ليحكم العالم (...) يجب أن نعد أنفسنا لنحكم العالم".
ويجب ألا ننسى أن المصادر "الفكرية التي تؤسس للإسلاميزم، مثل كتاب "علامات على الطريق" للإخواني السني سيد قطب منتشرة جدا في إيران، كما أن مدرسة الحجتية (التي ينتمي إليها أحمدي نجاد) قد تمثلتها واحتضنتها وتستلهمها.
2 ـ تنوعٌ في الأهداف المرحلية: التي هي بالنسبة للإسلاميزم الشيعي إعداد الطريق لعودة الإمام الغائب (وتعجيلها) لكي يؤسس الحكم الإسلامي العالمي؛ أو السعي لإقامة تجمعات أو دويلات إسلامية تتسع رقعاتها لتتلاحم على طريق تكوين دولة الخلافة العالمية، بالنسبة للإسلاميزم السني.
3 ـ محورية استراتيجية "الذخيرة الحية": وهي جزء من استراتيجية بث الفوضى والتخريب والرعب، حيث السلاح الرئيسي هو الاستعداد للموت. فالإسلاميزم الشيعي لا يقل هوسا بسلاح العمليات الانتحارية عن الإسلاميزم السني. وينبه العالم السياسي الألماني ماثياس كونتزيل (في النيو ريبابليك الأمريكية) إلى تمجيد نجاد للاستشهاد إذ قال في لقاء بعد انتخابه للرئاسة: "هل هناك فن أجمل وأكثر سماوية وأبدية من فن موت الشهيد؟" وفي بداية 2006 تفاخر العميد محمد كوساري، الذي يرأس المخابرات العسكرية للجيش الإيراني قائلا: "لقد حددنا نقاط الضعف عند كل أعدائنا... ولدينا ما يكفي من الذخيرة (52 ألفا من الانتحاريين) المستعدين لضرب هذه المواقع الحساسة".
وكتطبيق لأساليب بث الرعب، لاحِظ ما جرى مع الصحفيين الأمريكي والنيوزيلاندي الذين أُطلِق سراحهما يوم 27 أغسطس بعد أسبوعين في أيدي إحدى الجماعات المسلحة بغزة، إذ حرصت الجماعة على إجبارهما (وفوهات البنادق موجهة لرأسيهما) على إشهار الإسلام قبل الإفراج عنهما. والأمر ليس مجرد هداية كافرَين ـ تراجعا عن التحول بمجرد الإفراج عنهما ـ بل بالأحرى توجيه رسالة واضحة ومحددة للعالم: أن شعار "أسلِم تِسلَم" الذي مورس في فجر الإسلام أصبح شعار قائما. ويردد ابراهيم عيسى (صوت الأمة 7 أغسطس) نفس الشعار بفخر وحماس في مقال بعنوان "خربت خيبر" يُذكر بما حدث ليهود خيبر في سابق العصر والأوان...
4 ـ انحصار التحارب بين "مدرستي" الإسلاميزم في العراق، مع تصاعد المعارضة له كما اتضح من رسائل الظواهري للزرقاوي (وإعلان الزعيم الجديد لجماعة الزرقاويين مؤخرا بضرورة التركيز على قتل الأمريكان هي دليل عل تغير في التوجه)، ومن تزايد الضغوط الشعبية في المنطقة، لأنه يضيع الجهود التي ينبغي تركيزها على محاربة العدو المشترك. كما أن هذه الضغوط واضحة أيضا من المساندة الشعبية السنية لحزب الله ولإيران ومشروع قنبلتها النووية الإسلامية (الشيعية) بسبب الشك في كون القنبلة الإسلامية الباكستانية (السنية) قد لا تكون حرة الإرادة في المعركة المصيرية. ومن المدهش ملاحظة كيف أصبح الرئيس الإيراني وزعيم حزب الله (الشيعيان) معبودي الجماهير الجدد بالنسبة لأعداد غفيرة من الشباب (السنيين) في مصر وغيرها.
وحتى لو بدا العراق على شفا حرب أهلية، فهي ليست حربا بين أشقاء الإسلاميزم بقدر كونها محاولة لإفشال مشروع إقامة دولة جديدة في العراق، ولتحويله إلى "دولة فاشلة" تنطلق منها الميليشيات في حربها الكونية.
ثالثا: تطور تكتيكات الحرب
في عمليات الإرهاب "التقليدي" يتم تفجيرٌ في وسط مدنيين، غالبا بواسطة انتحاريين. الجديد هو أن أسلوب "حرب العصابات" الذي تقف وراءه ميليشيات مسلحة بدأ في الدخول على المسرح على يد تظيمات مثل جيش المهدي أو حزب الله، الذي كان من اللافت للنظر أنه يمتلك قدرات عسكرية توازي، من ناحية التسليح والتدريب، بل تزيد عن، ما تتمتع به جيوش دول.
ومن الناحية العسكرية البحتة فإن اللجوء إلى مثل هذه التكتيكات التي يصعب مواجهتها، وخصوصا في المجتمعات الحديثة، يشكل تصعيدا نوعيا لا جدال حول خطورته. ولنا أن نتذكر ما حدث في "انتفاضة الضواحي" بفرنسا في نوفمبر 2005 إذ كانت أشد مخاوف رجال الأمن وقيادة الدولة هو تحول الأمر إلى حرب عصابات، يستحيل القضاء عليها بدون تصعيد درجة العنف وحدوث خسائر بشرية لا يستهان بها.
بمعنى آخر، فبينما لا يعرف أحد على وجه التحقيق كيف سيتطور شكل حرب الإسلاميزم ضد باقي العالم، إلا أنه من المؤكد أن هذا سيحدث؛ وأن الحرب هي، وستكون، مختلفة تماما عن الحروب العالمية السابقة. يمكن فقط ملاحظة أننا ربما كنا في انتقال بين مرحلتي الإرهاب وحروب العصابات. يدور كلاهما حول قيام انتحاريين بنشر الموت وإحداث دمار وخراب وبث الرعب. ينفذ "الإرهاب" كل هذا في أي (وكل) مكان، لكن بدون مواجهة مباشرة؛ بينما تعتمد "حرب العصابات" على الكر والفر في مناطق المواجهة.
ويقول بعض المحللين في الغرب أن مرحلة أخرى ستكون عندما تُدخِل دولة ما، محتمل تكون إيران، أسلحة الدمار الشامل للساحة. ومن الواضح أن تعبير "المراحل" غير دقيق، لأن كل مرحلة تضيف طبقة لما سبقها؛ أي أن الإرهاب سيستمر مع حرب العصابات ويضاف إليها أسلحة الدمار الشامل كمجرد أسلحة وتكتيكات في الحرب.
إذن قد تغيرت قواعد الحرب، ولم تعد الجيوش التقليدية تفي بالغرض ولا التفوق التكنولوجي ضمانا للنصر.
وهناك حاليا عدة دول تعمل فيها الميلشيات بحرية: العراق وفلسطين ولبنان (وكلها بدعم إيراني) والصومال؛ إضافة لأفغانستان، حيث عادت ميليشيات الطالبان لتسيطر على مناطق معينة، وشرق باكستان (وزيرستان) التي أصبحت موئلا للطالبان والقاعدة، بعلم وتأييد أجهزة مخابرات الجيش الباكستاني. كما أن إعلان مرشد الإخوان في مصر، في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، حول استعداد الجماعة لإرسال "عشرة آلاف مقاتل من شباب الجماعة فورا للقتال إلى جانب حزب الله في لبنان"، يعيد للأذهان التنظيم السري للجماعة ويثير التساؤلات حول استعداداتها العسكرية وهل لها ميليشيات مستكينة على طريقة الخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا، وكيف أن مزاعمها حول "المسالمة" ليست أكثر من تواؤم مؤقت مع مقتضيات الأمور، يمكن التراجع عنه في لمح البصر عند الضرورة.
وتتمتع الميليشيات والجماعات المشابهة بمميزات الجيش بدون مسئولياته والتزاماته، كما تلجأ إلى الغموض المتعمد حول الرصاصة وبطاقة الانتخاب (Bullet and ballot).
ويلاحظ مارك ستين (شيكاغو سن) أن ما حدث من إقدام حزب الله على إعلان الحرب ضد إسرائيل كان يستدعي منطقيا سقوط الحكومة اللبنانية وتولى حزب الله مسئولية الدولة بدلا منها. لكن "الفاعلين غير المنتمين لدولة" (Non-state actors) مثل حزب الله والقاعدة لم يعد لديهم ـ في الوقت الحالي ـ اهتمام بالانتقال إلى مرحلة الدولة، إذ لديهم سمك أكبر يستحق اصطياده: إقامة خلافة إسلامية كبرى، ولذلك فالحصول على مقعد في الأمم المتحدة وفريق أوليمبي هي معطلات وليست مزايا، والدولة "ذات السيادة" لها فائدة بالنسبة لهم فقط كقاعدة عمليات، كما كانت أفغانستان، وكما هي لبنان وباكستان والصومال (ومصر؟) الخ. ولا يهمهم إطلاقا مسألة الانتماء لدولة.
وقد كان مصطلح "الفاعلين غير المنتمين لدولة" يشير في التسعينيات إلى مجموعة مكونة من بضعة عشرات من النشطاء (أو الإرهابيين) وبضعة مئات أو آلاف من المساندين. لكن ماذا لو تحولت فئات بأكملها في المجتمع إلى "فاعلين لا ينتمون لدولة"؟ ربما لا يكونوا إرهابيين، لكن على الأقل غير مبالين تماما بالدولة، التي هم (بالإسم) مواطنين فيها؛ بل معادين لها ـ مثلما هو خطر ماثل في أوروبا.
ومن هنا أهمية مثل هذه الاستطلاعات التي تقول أن نسبة مسلمي أوروبا الذين يقولون أن "الإسلام" هو انتماؤهم الأول تتراوح بين 81% في بريطانيا و69% في أسبانيا و66% في ألمانيا و46% في فرنسا (لوموند 29 اغسطس). وفي أعقاب القبض على مجموعات جديدة من المشبوهين بالإرهاب، واكتشاف أن معهدا دينيا إسلاميا في جنوب انجلترا يُستخدم وكرا لتجنيد وتدريب المجاهدين، أعلن رئيس قسم مكافحة الإرهاب بسكوتلاند يارد في 1 سبتمبر أن هناك داخل بريطانيا الآلاف من المشكوك في ضلوعهم في الإرهاب ـ وكلهم "بريطانيون".
... بتبع