منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الإسلام السياسي والكفر السياسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  الإسلام السياسي والكفر السياسي Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام السياسي والكفر السياسي     الإسلام السياسي والكفر السياسي Emptyالسبت 12 يونيو 2021, 7:12 pm

الإسلام السياسي والكفر السياسي

حلمي الأسمر

كلما نطّ أمامي مصطلح “الإسلام السياسي”، نطّ في مقابله مصطلح شبه غائب: “الكفر السياسي”. أما المصطلحان الغائبان تماماً، فهما “المسيحية السياسية” و”اليهودية السياسية”. لا أحد تقريباً يتحدّث عنهما، فهما في منأى عن أيّ ذكر. ويُفهم من هذا السياق أنّ من حق معتنقي الديانتين أن يمارسوا السياسة من دون أن يعترض عليهما أحد، وقل مثل هذا عن “الإرهاب الإسلامي” المصطلح الذي لا يتهم صاحبه باللاسامية، الذي يتهم به من يتفوّه بمصطلح “الإرهاب اليهودي” مثلاً!

في النقاشات الخلفية التي دارت بعد معركة “أسوار القدس”، كان مصطلح “الإسلام السياسي” حاضراً، وخصوصاً في ذروة شعور الجماهير العربية بالنشوة التي أثارتها صواريخ المقاومة التي هي من فعل لونٍ من طيف “الإسلام السياسي” الذي “تسلح” فيما بعد، فصار “إسلاماً مسلحاً”، وهو مرفوض أكثر من أخيه “الإسلام السياسي” المصنّف أصلاً نوعاً من الإرهاب، فكيف به حين “يتسلح” ويتجرّأ على جدع أنف “أزعر الحارة” و”مرمطته” كما قال قائلهم؟ حينها تصبح “جريمته” أكبر وأدعى أن يتداعى القوم إلى لجمه وحرمانه قطف ثمار “نصره”، لا بل محاولة قصقصة جناحيه وإدخاله “قنّ الدجاج” لـ”ينقنق” مع إخوته الذين دخلوا قبله كرهاً أو طوعاً.

في تلك النقاشات الخلفية، أخذت بعضهم الحماسة، فهتفوا باسم “حماس” وأصلها وفصلها، حتى إذا هدأت المعركة عادوا إلى “رشدهم” وبدأوا بالسخرية إياها، وحتى “الشيطنة” التي صارت نهجاً متبعاً في خطاب نزلاء “القنّ” إياه.

من المستحسن هنا أن نبحث قليلاً في كيفية ميلاد المصطلح الذي غدا “شتيمةً” لكلّ ظاهرةٍ ترتدي لبوس الإسلام، في محاولةٍ لبناء وعي جمعي شعبي مشوّه لكلّ مسلم مسيّس أو مقاوم، حتى إن أحد بلاد الجزيرة العربية اليوم يرفع لافتاتٍ ضخمة في الشوارع، تحذّر من جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وهما المقصودتان، على الأغلب، حين طرح مصطلح الإسلام السياسي، فضلاً عن تنظيم الجهاد الإسلامي (أو الفارسي كما يحلو لهم أن يسمّوه)، باعتبار كلّ هذه المكونات “مارقة” من الدين وخارجة عن “القانون” (أيّ قانون؟ لا أدري فهم من يضعون القوانين، ويفصّلونها على مقاس أحذيتهم!)…

حين نبحث في أصل مصطلح “الإسلامي” أي الإسلاموية (Islamism)، أو الإسلام السياسي، ومن أين جاء، وما أصله، ومدى أصالته في الثقافة العربية المعاصرة، نجد كتاباً مهماً بعنوان “إسلاميزم: وجهات نظر متنازع عليها حول مصطلح الإسلام السياسي” صدر عام 2010 عن مطبعة جامعة “ستانفورد” الأميركية، حرّره ريتشارد سي مارتن، وعباس بارزغار. يناقش إيجابيات مصطلح إسلاميزم (Islamism) أي الإسلاموية أو الإسلام السياسي، وسلبياته. السؤال الجوهري الذي يقوم عليه الكتاب: هل مصطلح إسلاميزم (Islamism)، أو (الإسلاموية أو الإسلام السياسي) مسيّس، إلى درجة أنّ العلماء والكتّاب الذين ينشدون الموضوعية يجب أن يتخلوا عنه؟

يفتتح الكتاب نقاشاً بفصلين يقدمان وجهتي نظر متعارضتين حول المنفعة والقيمة الحالية لمصطلح إسلاميزم (الإسلاموية أو الإسلام السياسي). فمن جهة، يدعو البروفيسور دانيال فاريسكو من جامعة “هوفسترا” الأميركية إلى التخلي عن هذا المصطلح. ويريد البروفيسور دونالد إيمرسون، من جامعة “ستانفورد” أن يبقيه. ثم يساهم 13 كاتباً في التعليق على المقالات الافتتاحية، وأخيراً، يجيب الخصمان الرئيسان على ما ورد من آراء. يرى فاريسكو أنّ على الأكاديميين التوقف عن استخدام مصطلح إسلاميزم (الإسلاموية/ الإسلام السياسي)، لأنّه يربط بصورة أكيدة بين الإسلام والعنف، ويعزز الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام) في الغرب. ويرى فاريسكو أنّ المصطلح اكتسب شعبية، لأنّه للأسف يجسّد التطرّف والإرهاب الذي يرغب معلقون غربيون كثيرون (والشرقيون اليوم) في نسبتهما إلى الإسلام. ويقول إنّه ليست هناك حاجة لمصطلح من هذا القبيل، لأنّ وضع نعتٍ بسيط يعتبر مناسباً وكافياً، تماماً كأن نقول: المسلمين المتشدّدين. وعلى أيّ حال، وتأكيداً لعدم حياد هذا المصطلح، يجب أن نعترف بأنّه لا يوجد مصطلح كهذا لظواهر مماثلة في اليهودية أو المسيحية أو حتى البوذية، كأن نقول: اليهودية السياسية أو المسيحية السياسية أو البوذية السياسية، على وزن الإسلام السياسي.

لم يكد يستمع إلى رأي هذا الرجل أحد، فقد وجد المصطلح ليبقى، أحببنا ذلك أو لا. ولن يكون في وسع أحد أن يشطبه من القاموس المعاصر. لكنّ الأهم هنا، إطلاق الجدل بشأن هذا المصطلح، كي يكون من يستخدمه على بيّنة من خطورته، وكي يستخدمه بحذرٍ شديد، كي لا يقع في حبائل من أطلقه، خصوصاً أنّ ثمّة كثيرين غيري يعتقدون أنّه مصطلح لقيط، وُجد لتشويه صورة المسلمين، وتقسيمهم بين مسلمين وإسلاميين. ومن ثم، أخذ ضوء أخضر لهجاء الإسلام بشراً وديناً، خروجاً من تهمة العنصرية أو التعصب، أو التمييز الديني، والحضّ على كراهية دين معيَّن، فالإسلامي والمسلم واحد، كما هو الإسلام السياسي والإسلام. وأيّ هجاء أو إدانة لأيٍّ من هذه المصطلحات يقصد بهما هجاء الإسلام نفسه. ولعلّ الهجاء الأكثر إيلاماً هنا حينما تتبنّى دول تتباهى بأنّها مسلمة الرواية الصهيونية في الصراع، فـ”تنقنق” بالنغم المتماهي مع تلك السردية المنحرفة التي تجرّم الضحية وتبرّئ القاتل، حين تحوّل المقاومة إلى “تنظيم إسلاموي إرهابي”، وهي الظاهرة الأكثر طهراً ونظافة وقدسية في المشهد العربي الراهن.

“الإسلام السياسي” أنتج مقاومة استطاعت تحقيق منجزاتٍ غير مسبوقة على غير صعيد، عجزت عنها جماعة “الكفر السياسي” ممن أوصلوا الأمة إلى دركٍ غير مسبوق من المهانة والانكسار والاستلاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  الإسلام السياسي والكفر السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام السياسي والكفر السياسي     الإسلام السياسي والكفر السياسي Emptyالسبت 12 يونيو 2021, 7:12 pm

لماذا لا يوجد مسيحية أو يهودية سياسية؟
حلمي الأسمر

كنت أبحث في شبكة الإنترنت، عن أصل مصطلح «الإسلامي» إسلاميزم (Islamism) أي  الإسلاموية  أو  الإسلام السياسي  ومن اين جاء، وما اصله، ومدى أصالته في الثقافة العربية المعاصرة، ومن اخترعه، ولماذا، حينما عثرت على مقالة في غاية الأهمية، تستعرض كتابا خطيرا بعنوان  إسلاميزم: وجهات نظر متنازع عليها حول مصطلح الإسلام السياسي  الصادر عام 2010 في 200 صفحة عن مطبعة جامعة ستانفورد الأمريكية الذي حرره د. ريتشارد سي مارتن، ود. عباس بارزغار.
يناقش الكتاب إيجابيات وسلبيات مصطلح إسلاميزم (Islamism) أي  الإسلاموية  أو  الإسلام السياسي  الذي يسرف بعض الكتاب العرب في استخدامه كيدا في التيار الحركي الإسلامي. والعرض هو بقلم البروفيسور توماس هيغهامر. وترجمه - د. حمد العيسى.
السؤال الجوهري الذي قوم عليه الكتاب هو: هل مصطلح إسلاميزم (Islamism) أي  الإسلاموية  أو  الإسلام السياسي  مسيّس لدرجة أن العلماء والكتاب الذين ينشدون الموضوعية يجب أن يتخلوا عنه؟ وقد تم تأليف الكتاب كنقاش يفتتح بفصلين يقدمان وجهتي نظر متعارضتين حول المنفعة والقيمة الحالية لمصطلح إسلاميزم (الإسلاموية أو الإسلام السياسي). فمن جهة، يدعو البروفيسور دانيال فاريسكو من جامعة هوفسترا الأمريكية للتخلي عن هذا المصطلح. ومن جهة أخرى، هناك البروفيسور دونالد إيمرسون، من جامعة ستانفورد الأمريكية الذي يريد أن يبقيه. ثم يساهم 13 كاتباً في التعليق على المقالات الافتتاحية، وأخيراً، يجيب الخصمان الرئيسان على ما ورد من آراء.
مشروع الكتاب ولد من جلسة مناقشة في اجتماع عام 2004، لجمعية دراسات الشرق الأوسط (MESA) الذي عقد في سان فرانسيسكو. وكان البروفيسور فاريسكو هو الذي نظم جلسة المناقشة تلك، الذي يعتبر الفصل الذي كتبه هو أيضاً الأكثر استفزازاً. ويجادل فاريسكو في كلمته الافتتاحية، أن الأكاديميين ينبغي عليهم التوقف عن استخدام مصطلح إسلاميزم (الإسلاموية / الإسلام السياسي)، لأنه يربط بصورة أكيدة بين الإسلام والعنف ويعزز الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) في الغرب. ويشير فاريسكو إلى أن المصطلح اكتسب شعبية لأنه للأسف  يجسد التطرف والإرهاب الذي يرغب الكثير من المعلقين الغربيين في نسبهما إلى الإسلام . ويضيف مجادلاً بأنه ليست هناك حاجة لمصطلح من هذا القبيل، لأن وضع نعت بسيط يعتبر مناسباً وكافياً تماماً كأن نقول المسلمين المتشددين (أي نعت المتشددين هنا). وعلى أية حال وتأكيداً لعدم حياد هذا المصطلح، يجب أن نعترف أنه لا يوجد مصطلح كهذا لظواهر مماثلة في اليهودية أو المسيحية أو حتى البوذية كأن نقول  اليهودية السياسية  أو  المسيحية السياسية  أو   البوذية السياسية  على وزن  الإسلام السياسي .
إن مصطلح إسلاميزم وجد ليبقى سواء أحببنا ذلك أم لا. ولن يكون بوسع أحد ان يشطبه من القاموس المعاصر، ولكن الأهم هنا، إطلاق الجدل حول هذا المصطلح، كي يكون من يستخدمه على بينة من خطورته، وكي يستخدمه بحذر شديد، كي لا يقع في حبائل من أطلقه، خاصة وأن ثمة كثيرين غيري، يعتقدون أنه مصطلح لقيط، وجد لتشويه صورة المسلمين، وتقسيمهم بين مسلمين وإسلاميين، ومن ثم، أخذ ضوء أخضر لهجاء الإسلام كبشر ودين، خروجا من تهمة العنصرية أو التعصب، او التمييز الديني، والحض على كراهية دين معين، فالإسلامي، والمسلم، هو واحد، كما هو الإسلام السياسي والإسلام، واي هجاء أو إدانة لي من هذه المصطلحات، يقصد بها هجاء الإسلام نفسه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  الإسلام السياسي والكفر السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام السياسي والكفر السياسي     الإسلام السياسي والكفر السياسي Emptyالسبت 12 يونيو 2021, 7:17 pm

حلت الذكرى الخامسة لغزوة 11 سبتمبر 2001، وهي التي كانت إشارة البدء للحرب العالمية التي أعلنها الإسلاميزم (=الجهاد الإسلامي، الجهاديزم، الفاشية الإسلامية، التطرف الإسلامي، الإسلام الراديكالي، الخ) ضد العالم، وخاصة الغرب الكافر.
ما أكثر الأسئلة التي تؤرق الأذهان حول ما جرى حتى الآن وما هو متوقع. فلنحاول التعرض لبعضها.

أولا: مسار الحرب حتى الآن

1ـ نجح العالم في منع حدوث كوارث إرهابية على مستوى ما جرى في 11 سبتمبر ـ أحيانا بمحض الصدفة، مثلما حدث في محاولة تفجير قطارين في ألمانيا باستخدام حقائب متفجرات، إذ لم يقع الانفجار بسبب "أخطاء فنية".
ولكن جرت العشرات من المجازر الإرهابية "متوسطة الحجم" في مختلف بقاع العالم؛ من مدريد إلى بيسلان، ومن لندن إلى مومباي، ومن شرم الشيخ إلى عمان ومن بالي إلى الدار البيضاء الخ.
وتدل الإحصائيات على أنه في 2005 مثلا وقعت أكثر من 540 عملية إرهابية أو اعتداء بدوافع دينية / سياسية بواسطة جماعات إسلامية إرهابية جهادية راح ضحيتها من المدنيين الأبرياء 1650 قتيلا و4900 جريحا، وذلك بدون أخذ في الاعتبار لما حدث في أفغانستان والعراق، لكونها مناطق حرب، أو الباكستان (275 قتيلا) حيث معظم الحوادث طائفية ضد الشيعة، أو السودان حيث يقوم المسلمون العرب بحرب تطهير عرقي ضد المسلمين السود في دارفور. وقد شملت تلك العمليات الهند (500 قتيلا) والأردن (56 قتيلا) ومصر (90 قتيلا) والجزائر (145 قتيلا) وإندونيسيا (78 قتيلا) وإسرائيل (22 قتيلا في هجمات انتحارية على مطاعم وتجمعات مدنية) وبريطانيا (52 قتيلا) وتايلاند (18 قتيلا) والفيلبين (55 قتيلا) ونيجيريا (60 قتيلا) وروسيا (152 قتيلا).
وفي العام الأسبق 2004 وقعت أكثر من 420 عملية (باستثناء أفغانستان والعراق والسودان وباكستان) راح ضحيتها 2570 قتيلا و7100 جريحا.
أما في النصف الأول من العام الحالي 2006 فقد وقعت أكثر من 380 عملية (باستثناء نفس الدول) راح ضحيتها 1310 قتيلا و2270 جريحا.
وفي خلال فترة متقاربة جدا في الأسابيع الماضية أُحبطت عمليات في بريطانيا وألمانيا والدانمارك.

2ـ ومن ناحية أخرى، فقد كان الثمن الذي دفعه العالم في سبيل توفير حد معقول من الأمان باهظا:
ـ البلايين التي تنفق على أنظمة الأمان وتعبئة أجهزة أمنية بالغة التعقيد وشديدة التكلفة تعمل على مدار الساعة لمنع هجوم إرهابي بينما أصبح الكل مقتنعا بحتمية وقوع مثل هذا الهجوم.
ـ الشعور المستمر بأن ما تقوم به تلك الأجهزة هو، في نفس الوقت، مجرد ردود أفعال: فبعد كل محاولة لسد الثغرات الأمنية، يقوم الإرهابيون بابتداع تكتيك جديد. ومن هنا استحالة الاطمئنان، وتنامي الشعور بالقلق.
ـ الحد من الحريات كنتيجة للاستغلال الهمجي لأسس المجتمع المفتوح المبني على الثقة. كما أن الأنظمة القانونية للمجتمعات المفتوحة المتحضرة محتارة بين حقوق "المتهم البريء حتى تثبت إدانته" وبين جهود الإرهابيين في إخفاء ما ينوون فعله.
ـ إثارة الشكوك والعداء بين فئات بل شعوب بأكملها. فنتيجة للثمن الذي يدفعه الأناس العاديون فإن نبرة التبرم من تضييع الوقت ومضايقات التفتيش الخ ترتفع ضد من قد يكونوا أبرياء، وبعدها تبدأ المباراة التصعيدية المعتادة للوم المتبادل التي تتوه فيها الحقائق.
[ومن أكثر الأمور إثارة للجدل التى طفت على السطح مؤخرا موضوع التصنيف الانتقائي (Profiling). فإذا كان بديهيا أنه ليس كل المسلمين ولا معظمهم ولا حتى أقلية كبيرة منهم إرهابيين، لكن الواضح أن كل الإرهابيين على المستوى العالمي هم مسلمون (سريلانكا وما تبقى من جماعات مختلفة، هم محليون وأصحاب مطالب محلية محددة). وقد حرصت الأجهزة الأمنية في الغرب، وخاصة عند القيام بعمليات التفتيش قبيل السفر أو عند مداخل المباني الخ، حرصا شديد على عدم اتباع أسلوب التصنيف الانتقائي. ولكن تبعات التعطيل وتضييع وقت مئات الألوف من الأفراد بحثا عن حفنة صغيرة ، فيما يشبه محاولة العثور معمليا على مواد لا يزيد تركيزها على بضعة أجزاء في المليون (ppm)، تجعل البعض يقولون بصراحة أنه لا مفر من اتباع التصنيف الانتقائي. فمثلا ـ هكذا يذهب دعاة هذا المنطق ـ ما الجدوى من تفتيش إمرأةٍ بيضاء تحمل طفلا رضيعا، أو رجلٍ مسن الخ، بينما الإرهابيون هم "عادة" من الشباب ذوي الملامح والأسماء "الشرقأوسطية". وهذا كلام يثير اتهامات وشكاوى تصدر عن أبرياء أو، غالبا، عن موالين للإرهاب يهمهم تصعيد درجة التوتر والحقد، والعثور على مبرر جديد للمزيد من الإرهاب].

ثانيا: اتساع نطاق المساهمين في الجهد الحربي
كانت "القاعدة" حتى وقت قريب تمثل الرائد الوحيد أو الفاعل الرئيسي في المعارك، مع ملاحظة أنها لم تعد مجرد منظمة مركزية ولا حتى شبكة، بل أصبحت إيديولوجية وأسلوب عمل: تعطي الإلهام وتترك التفكير والتنفيذ لأفراد وجماعات محلية (Home-grown) مما يوفر المرونة اللازمة تطبيقا لمبدأ "فكر عالميا واعمل محليا" (Think globally, act locally). وقد تكاثرت الجماعات الإرهابية "المحلية"، ومن أهمها: جماعة أبو سياف ـ الجماعة الإسلامية ـ حركة المقاومة الإسلامية ـ جيش محمد ـ العسكر الطيبة (جيش الأبرار) ـ عسكر الصحابة ∕ عسكر جهانجوي ـ الجماعة الإسلامية المسلحة ـ حزب التحرير الإسلامي ـ جماعة أنصار المهدي ـ حركة الجهاد الإسلامي ـ عصبة الأنصار ـ حركة المجاهدين / حركة الأنصار ـ الخ؛ ناهيك عن مئات الجمعيات والجماعات الداعمة للإرهاب.
لكن بالإضافة للقاعدة وأتباعها، التي تمثل معا مدرسة الإسلاميزم السني؛ من الواضح دخول الإسلاميزم الشيعي ساحة الحرب، والذي تمثل مدرسَتَهُ إيران والمليشيات، كحزب الله. وبالطبع كانت إيران منبعا لتصدير الثورة الإسلامية منذ استيلائها على السلطة، لكن الجديد هو أن عملية "حزبلة" (Hizbullaization) يبدو أنها قد بدأت تجري في الحرب. ولا بد من ملاحظة التالي:
1 ـ اتحادٌ في الهدف الأسمى: حتى أكثر الغزاة شراسة، من جنكيز خان إلى هتلر، كان لديهم أهداف ملموسة: الأرض، الثروة الخ. لكن جنود ومجاهدي الإسلاميزم لديهم هدف واحد أسمى يعلو ولا يعلى عليه؛ ألا وهو بسط سيطرة وسيادة الإسلام على العالم وإقامة دولته العالمية الشمولية (التوتاليتارية). وهو بطبيعته من الأهداف المطلقة التي لا ينفع معها التفاوض أو التفاهم (أو حتى الشراء!)، يقف وراءه هوس أخروي عدمي وغيبية غبية، ولا يمكن التعامل معه بالمنطق ـ أي منطق.
ولا يوجد خلاف حول هذا الهدف بين مدرستي الإسلاميزم. فمن ناحية، تسعى المدرسة السنية (طبقا لفكر القاعدة والجماعات المغذية مثل الإخوان وغيرهم) إلى "قيام دولة الخلافة" وتعتبر كل "من قعد عن استعادتها آثما" وترى أن "توحيد القوى الإسلامية الحية في كل دولة أو تجمع إسلامي واجب شرعي" (راجع: رفعت السعيد، "التنظيم الدولي للإخوان"، الأهالي 17 مايو 2006). وهذا لا يختلف كثيرا عما تقول به مدرسة الإسلاميزم الشيعية طبقا لكلام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يناير 2006: "لا يجب أن نخجل من إعلاننا أن الإسلام مستعد ليحكم العالم (...) يجب أن نعد أنفسنا لنحكم العالم".
ويجب ألا ننسى أن المصادر "الفكرية التي تؤسس للإسلاميزم، مثل كتاب "علامات على الطريق" للإخواني السني سيد قطب منتشرة جدا في إيران، كما أن مدرسة الحجتية (التي ينتمي إليها أحمدي نجاد) قد تمثلتها واحتضنتها وتستلهمها.
2 ـ تنوعٌ في الأهداف المرحلية: التي هي بالنسبة للإسلاميزم الشيعي إعداد الطريق لعودة الإمام الغائب (وتعجيلها) لكي يؤسس الحكم الإسلامي العالمي؛ أو السعي لإقامة تجمعات أو دويلات إسلامية تتسع رقعاتها لتتلاحم على طريق تكوين دولة الخلافة العالمية، بالنسبة للإسلاميزم السني.
3 ـ محورية استراتيجية "الذخيرة الحية": وهي جزء من استراتيجية بث الفوضى والتخريب والرعب، حيث السلاح الرئيسي هو الاستعداد للموت. فالإسلاميزم الشيعي لا يقل هوسا بسلاح العمليات الانتحارية عن الإسلاميزم السني. وينبه العالم السياسي الألماني ماثياس كونتزيل (في النيو ريبابليك الأمريكية) إلى تمجيد نجاد للاستشهاد إذ قال في لقاء بعد انتخابه للرئاسة: "هل هناك فن أجمل وأكثر سماوية وأبدية من فن موت الشهيد؟" وفي بداية 2006 تفاخر العميد محمد كوساري، الذي يرأس المخابرات العسكرية للجيش الإيراني قائلا: "لقد حددنا نقاط الضعف عند كل أعدائنا... ولدينا ما يكفي من الذخيرة (52 ألفا من الانتحاريين) المستعدين لضرب هذه المواقع الحساسة".
وكتطبيق لأساليب بث الرعب، لاحِظ ما جرى مع الصحفيين الأمريكي والنيوزيلاندي الذين أُطلِق سراحهما يوم 27 أغسطس بعد أسبوعين في أيدي إحدى الجماعات المسلحة بغزة، إذ حرصت الجماعة على إجبارهما (وفوهات البنادق موجهة لرأسيهما) على إشهار الإسلام قبل الإفراج عنهما. والأمر ليس مجرد هداية كافرَين ـ تراجعا عن التحول بمجرد الإفراج عنهما ـ بل بالأحرى توجيه رسالة واضحة ومحددة للعالم: أن شعار "أسلِم تِسلَم" الذي مورس في فجر الإسلام أصبح شعار قائما. ويردد ابراهيم عيسى (صوت الأمة 7 أغسطس) نفس الشعار بفخر وحماس في مقال بعنوان "خربت خيبر" يُذكر بما حدث ليهود خيبر في سابق العصر والأوان...
4 ـ انحصار التحارب بين "مدرستي" الإسلاميزم في العراق، مع تصاعد المعارضة له كما اتضح من رسائل الظواهري للزرقاوي (وإعلان الزعيم الجديد لجماعة الزرقاويين مؤخرا بضرورة التركيز على قتل الأمريكان هي دليل عل تغير في التوجه)، ومن تزايد الضغوط الشعبية في المنطقة، لأنه يضيع الجهود التي ينبغي تركيزها على محاربة العدو المشترك. كما أن هذه الضغوط واضحة أيضا من المساندة الشعبية السنية لحزب الله ولإيران ومشروع قنبلتها النووية الإسلامية (الشيعية) بسبب الشك في كون القنبلة الإسلامية الباكستانية (السنية) قد لا تكون حرة الإرادة في المعركة المصيرية. ومن المدهش ملاحظة كيف أصبح الرئيس الإيراني وزعيم حزب الله (الشيعيان) معبودي الجماهير الجدد بالنسبة لأعداد غفيرة من الشباب (السنيين) في مصر وغيرها.
وحتى لو بدا العراق على شفا حرب أهلية، فهي ليست حربا بين أشقاء الإسلاميزم بقدر كونها محاولة لإفشال مشروع إقامة دولة جديدة في العراق، ولتحويله إلى "دولة فاشلة" تنطلق منها الميليشيات في حربها الكونية.

ثالثا: تطور تكتيكات الحرب
في عمليات الإرهاب "التقليدي" يتم تفجيرٌ في وسط مدنيين، غالبا بواسطة انتحاريين. الجديد هو أن أسلوب "حرب العصابات" الذي تقف وراءه ميليشيات مسلحة بدأ في الدخول على المسرح على يد تظيمات مثل جيش المهدي أو حزب الله، الذي كان من اللافت للنظر أنه يمتلك قدرات عسكرية توازي، من ناحية التسليح والتدريب، بل تزيد عن، ما تتمتع به جيوش دول.
ومن الناحية العسكرية البحتة فإن اللجوء إلى مثل هذه التكتيكات التي يصعب مواجهتها، وخصوصا في المجتمعات الحديثة، يشكل تصعيدا نوعيا لا جدال حول خطورته. ولنا أن نتذكر ما حدث في "انتفاضة الضواحي" بفرنسا في نوفمبر 2005 إذ كانت أشد مخاوف رجال الأمن وقيادة الدولة هو تحول الأمر إلى حرب عصابات، يستحيل القضاء عليها بدون تصعيد درجة العنف وحدوث خسائر بشرية لا يستهان بها.
بمعنى آخر، فبينما لا يعرف أحد على وجه التحقيق كيف سيتطور شكل حرب الإسلاميزم ضد باقي العالم، إلا أنه من المؤكد أن هذا سيحدث؛ وأن الحرب هي، وستكون، مختلفة تماما عن الحروب العالمية السابقة. يمكن فقط ملاحظة أننا ربما كنا في انتقال بين مرحلتي الإرهاب وحروب العصابات. يدور كلاهما حول قيام انتحاريين بنشر الموت وإحداث دمار وخراب وبث الرعب. ينفذ "الإرهاب" كل هذا في أي (وكل) مكان، لكن بدون مواجهة مباشرة؛ بينما تعتمد "حرب العصابات" على الكر والفر في مناطق المواجهة.
ويقول بعض المحللين في الغرب أن مرحلة أخرى ستكون عندما تُدخِل دولة ما، محتمل تكون إيران، أسلحة الدمار الشامل للساحة. ومن الواضح أن تعبير "المراحل" غير دقيق، لأن كل مرحلة تضيف طبقة لما سبقها؛ أي أن الإرهاب سيستمر مع حرب العصابات ويضاف إليها أسلحة الدمار الشامل كمجرد أسلحة وتكتيكات في الحرب.
إذن قد تغيرت قواعد الحرب، ولم تعد الجيوش التقليدية تفي بالغرض ولا التفوق التكنولوجي ضمانا للنصر.
وهناك حاليا عدة دول تعمل فيها الميلشيات بحرية: العراق وفلسطين ولبنان (وكلها بدعم إيراني) والصومال؛ إضافة لأفغانستان، حيث عادت ميليشيات الطالبان لتسيطر على مناطق معينة، وشرق باكستان (وزيرستان) التي أصبحت موئلا للطالبان والقاعدة، بعلم وتأييد أجهزة مخابرات الجيش الباكستاني. كما أن إعلان مرشد الإخوان في مصر، في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، حول استعداد الجماعة لإرسال "عشرة آلاف مقاتل من شباب الجماعة فورا للقتال إلى جانب حزب الله في لبنان"، يعيد للأذهان التنظيم السري للجماعة ويثير التساؤلات حول استعداداتها العسكرية وهل لها ميليشيات مستكينة على طريقة الخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا، وكيف أن مزاعمها حول "المسالمة" ليست أكثر من تواؤم مؤقت مع مقتضيات الأمور، يمكن التراجع عنه في لمح البصر عند الضرورة.
وتتمتع الميليشيات والجماعات المشابهة بمميزات الجيش بدون مسئولياته والتزاماته، كما تلجأ إلى الغموض المتعمد حول الرصاصة وبطاقة الانتخاب (Bullet and ballot).
ويلاحظ مارك ستين (شيكاغو سن) أن ما حدث من إقدام حزب الله على إعلان الحرب ضد إسرائيل كان يستدعي منطقيا سقوط الحكومة اللبنانية وتولى حزب الله مسئولية الدولة بدلا منها. لكن "الفاعلين غير المنتمين لدولة" (Non-state actors) مثل حزب الله والقاعدة لم يعد لديهم ـ في الوقت الحالي ـ اهتمام بالانتقال إلى مرحلة الدولة، إذ لديهم سمك أكبر يستحق اصطياده: إقامة خلافة إسلامية كبرى، ولذلك فالحصول على مقعد في الأمم المتحدة وفريق أوليمبي هي معطلات وليست مزايا، والدولة "ذات السيادة" لها فائدة بالنسبة لهم فقط كقاعدة عمليات، كما كانت أفغانستان، وكما هي لبنان وباكستان والصومال (ومصر؟) الخ. ولا يهمهم إطلاقا مسألة الانتماء لدولة.
وقد كان مصطلح "الفاعلين غير المنتمين لدولة" يشير في التسعينيات إلى مجموعة مكونة من بضعة عشرات من النشطاء (أو الإرهابيين) وبضعة مئات أو آلاف من المساندين. لكن ماذا لو تحولت فئات بأكملها في المجتمع إلى "فاعلين لا ينتمون لدولة"؟ ربما لا يكونوا إرهابيين، لكن على الأقل غير مبالين تماما بالدولة، التي هم (بالإسم) مواطنين فيها؛ بل معادين لها ـ مثلما هو خطر ماثل في أوروبا.
ومن هنا أهمية مثل هذه الاستطلاعات التي تقول أن نسبة مسلمي أوروبا الذين يقولون أن "الإسلام" هو انتماؤهم الأول تتراوح بين 81% في بريطانيا و69% في أسبانيا و66% في ألمانيا و46% في فرنسا (لوموند 29 اغسطس). وفي أعقاب القبض على مجموعات جديدة من المشبوهين بالإرهاب، واكتشاف أن معهدا دينيا إسلاميا في جنوب انجلترا يُستخدم وكرا لتجنيد وتدريب المجاهدين، أعلن رئيس قسم مكافحة الإرهاب بسكوتلاند يارد في 1 سبتمبر أن هناك داخل بريطانيا الآلاف من المشكوك في ضلوعهم في الإرهاب ـ وكلهم "بريطانيون".


...  بتبع


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 12 يونيو 2021, 7:39 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  الإسلام السياسي والكفر السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام السياسي والكفر السياسي     الإسلام السياسي والكفر السياسي Emptyالسبت 12 يونيو 2021, 7:20 pm

.....  تابع

الإسلاميزم بيـن القعـدنة والحزبلة




لكن ماذا عن القواعد الجديدة للحرب وكذلك، وهو الأهم: هل هناك أمل في انحسار وخمود الحرب في المستقبل القريب؟




رابعا: قواعد الحرب: كل الأسلحة مباحة
1 ـ عدم الإلتزام بقواعد وقوانين الحرب المتعارف عليها: فليس هناك مانع عند جنود الإسلاميزم في خطف الرهائن أو استخدام الدروع البشرية أو وضع الأسلحة في وسط مناطق آهلة بالسكان أو استهداف المدنيين في جانب العدو أو الاستهانة بوقوع إصابات صديقة (فالإله يعرف أتباعه وسيتولى إدخالهم الجنة حتفا). بل كل هذه الأمور أصبحت جزءا لا يتجزأ من قوانين الحرب الجديدة عند الإسلاميزم.


2ـ العقول الابتكارية للإرهابيين: (من كان يتوقع في أكثر خيالاته جموحا تحويل الطائرات إلى قذائف كما حدث في 11 سبتمبر؟)، وهي تلتف حول احتياطات الأمن بكافة أنواعها؛ بل تجعل إمكانية quot;التصنيف الانتقائيquot;، التي أشرنا إليها، قليلة الفائدة: فمثلا في محاولة تفجير عشر طائرات مدنية عبر الأطلنطي التي أحبطت يوم 10 أغسطس قبيل اندلاعها، كان هناك من بين 23 شخصا قبضت عليهم السلطات البريطانية ثلاثة من المتحولين للإسلام الذين لا تدعو أسماؤهم ولا ملامحهم بالطبع إلى الشك...


3- الإعجاز العلمي للإرهاب: إضافة للابتكارية، وبرغم اتساع الهوة العلمية والثقافية والتكنولوجية مع الغرب، إلا أنه مع العولمة وتنوع المصادر أصبح من السهل شراء التكنولوجيا وتطويعها واستخدامها في الحرب ضد من اشتريت منهم. فلتنفيذ عملية تفجير برجي التجارة العالمية في مانهاتان، نيويورك، في 1993 استُخدمت شاحنةٌ معبأة بأطنان من المتفجرات؛ لكن عملية تفجير الطائرات المدنية التي أحبطت في 10 أغسطس كانت تقوم على استخدام كميات صغيرة (Miniature) من متفجرات سائلة شديدة الفعالية، مخبأة في تعليب مواد تستخدم كل يوم، ذلك لأن أجهزة الكشف المستخدمة في المطارات في الوقت الحالي لا يمكنها اكتشاف مثل هذه المتفجرات.


4 ـ الابتزاز والتخويف من حدوث عمليات إرهابية كنتيجة quot;لسياسات معينةquot;، في محاولات للتأثير على سياسات الدول، ثم استغلال عدم امتثالها للابتزاز كمبرر لمزيد من الإرهاب. وأحدث مثال كان في بريطانيا: فبعد اكتشاف مخطط 10 أغسطس (والذي كان يجري الإعداد له منذ أكثر من سنة)، رُفعت رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني، وقعها ثلاثة من أعضاء البرلمان البريطاني المسلمين وثلاثة شخصيات بارزة، بالإضافة إلى 38 جمعية إسلامية، بما فيها مجلس مسلمي بريطانيا، مدعين أن سبب انخراط الشباب المسلمين البريطانيين في الإرهاب هو سياسة الحكومة البريطانية اتجاه أفغانستان والعراق، وأخيراً لبنان (!!) من ناحية أخرى، إذا كان هؤلاء يلقون باللائمة على سياسات بريطانيا وأمريكا quot;ضد الدول الإسلاميةquot; فما هو الدافع وراء عملية القطارات التي فشلت بمحض الصدفة في ألمانيا (حقائب كبيرة معبأة بالمتفجرات) ، والعملية الأخرى التي اكتشفت في الدانمارك ـ إلا إذا كان من باب التخويف والتحذير.


5 ـ السعي المحموم لامتلاك أجهزة الدمار الشامل: وكمثال، فإن إصرار إيران على امتلاك القنبلة النووية بكل وسيلة، وتحديها للمجموعة الدولية التي تدرك الخطر القادم لكن تُحجم عن استخدام القوة لإجهاضه، سيجعل استخدام هذه التكنولوجيا على يد دولة أو جماعة مسألة وقت، تمهيدا لتفعيل الرغبة السادية في إخضاع العالم وإذلاله، قبل تحطيمه.


6 ـ تداخل حدود المعسكرات المتحاربة: في الحروب القديمة كانت الجيوش تقف وجها لوجه وكان تحديد العدو من الصديق، أو تمييز المحارب من غير المحارب، أمورا سهلة. حتى ما أطلق عليهم quot;الطابور الخامسquot; كانت هناك وسائل للتعامل معهم. وفي الحرب الباردة، أقام الاتحاد السوفييتي ستارا حديديا حول نفسه، كان سببا في حمايته (وأيضا في عزلته)، وكانت الأمور واضحة إلى حد كبير. أما في هذه الحرب، التي جاءت في عصر العولمة فإن سهولة التنقل وهجرة (غزو؟) الملايين لأرض quot;العدوquot; تلعب أدوارا هائلة. وقد كان من المتوقع أن يؤدي التلامس والتعايش الإنساني إلى تقارب بين البشر بغض النظر عن خلفياتهم، لكن انخراط أعداد من مهاجري الجيل الثاني والثالث، الذين قد لا يعرفون أوطانهم الأصلية، في أعمال إرهاب يدحض مثل هذه التوقعات الساذجة التي لا تأخذ في الاعتبار تأثير quot;الثقافةquot;.


7 ـ الانفجار المعلوماتي والاتصالاتي الذي كان من المتوقع أن يؤدي إلى تدعيم الحرية وسيادة ثقافة العقل والعقلانية، لكن اتضح أن الخوف من الانفتاح يؤدي بالعكس إلى سرعة الهروب إلى الماضي والاحتماء به. وكذلك فقد ساعدت تقنيات الاتصالات على سهولة تواصل المخربين وحصولهم على المعلومات التي يستفيدون منها في خططهم.


خامسا: هل هناك إشارات حول قرب خمود الحرب؟
وإن كنا نتمنى ذلك لكن الإجابة، للأسف، هي بالنفي؛ على الأقل في المستقبل القريب. بل العكس صحيح: فكل الدلائل تشير بوضوح إلى استعارها واشتعالها:
1 ـ النجاح في معركة ينعش النفوس ويحفز جنود الإسلاميزم على زيادة الجهود للوصول إلى الهدف الأسمى. فالعدو هو quot;نمر ورقيquot; لا يمكن أن يقف أمام جند الله المسلحين بالإيمان والرغبة الشبقية في الانتحار (الاستشهاد).


2 ـ حتى الفشل في إحدى معارك الحرب، أو مجرد وجود رد فعل قوي من الجانب الآخر، يثير quot;المشاعرquot; ويبعث على الرغبة في quot;المقاومةquot; والتصعيد والانتقام، أيا كانت التضحيات ومهما كانت العقبات التي يجب البحث عن أساليب جديدة لتخطيها؛ فالأهداف المطلقة لا تقف في طريقها عقبات أو انتكاسات.


3 ـ القنبلة الديموغرافية التي يكاد ينفرد بها العالم الإسلامي تعطيه مددا لا ينضب من quot;الذخيرة الحيةquot;، وتجعل الأمل في انطفاء الحرب مرتبطا بالوصول إلى استقرار سكاني، وهو ما نجحت الصين والهند في تحقيقه من قبل، لكن هذا يصطدم بثوابت عقائدية في عالم الإسلام.


4 ـ شعور عارم وراء الحرب، يجعلها حربا ثورية شعبية بالأساس. وطبقا لأمير طاهري ففي تقدير الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، فإن القوة الإسلامية العظمى (Islamic Superpower) الصاعدة لديها مزايا حاسمة ضد الكفار. فالإسلام لديه من الشباب في سن الحرب أربعة أضعاف ما لدى الغرب ذي الشعوب التي تتقدم في العمر. وهناك مئات الملايين من quot;الغزاةquot; المتشوقين للاستشهاد بينما يكره شباب الكفار الحرب لأنهم يخافون الموت ويحبون الحياة. والإسلام لديه أيضا أربعة أخماس احتياطيات النفط، وبهذا يتحكم في شريان حياة الكفار. وأكثر من ذلك، فإن الولايات المتحدة، التي هي القوة الكافرة الوحيدة القادرة على الحرب، مكروهة من باقي العالم.
5 ـ تغلغل فكر الإرهاب ليصبح quot;التيار العام الوسطيquot; (Main stream). في الماضي كان هناك حرج وخجل، حتى وإن كان متداريا، من فكر الإرهاب؛ لكن الآن أصبح تعضيده وتأصيله نصوصيا شائعا بدرجة متزايدة.


خذ مثلا ما نشرته صفحة الفكر الديني بالأهرام (21 يوليو) تحت عنوان quot;الشهادة طريق الجنةquot; حيث تنقل عن الدكتور خيرت يوسف نور الدين بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: [بلوغ الأهداف الكبرى في الحياة يستلزم جهدا وتضحيات كبرى، ولما كان من أشرف التضحيات وأسماها ما كان ابتغاء رضوان الله تعالى، فتطلب ذلك أن تكون التضحية بكل ما هو غال ونفيس وليس هناك أغلى على الإنسان من نفسه وروحه ليقدمها في سبيل الله ويدحر أعداء دين الله ويرد أصحاب الظلم والعدوان، وذلك هو المراد لمصطلح الشهادة والاستشهاد]. [إن الناس تختلف مقاصدهم في صفقاتهم التي يعقدونها كلٌ بحسب الهدف الذي ينشده (..) ومنهم من يشترى نفسه ابتغاء مرضاة الله، وهذا النوع يبتغي من وراء صفقته الآخرة وسلعة الله الغالية ألا وهي الجنة، وهؤلاء الصنف من الناس هم الشهداء (..)]. [ولقد بذل رسول الله (ص) كل جهد حتى يرسخ هذا المعنى العظيم في نفوس أصحابه الكرام، وكان صلى الله عليه وسلم يفصح عن حب عميق للشهادة حمله على التمني أن يرزق بها مرات عديدة فقال: quot;والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتَل، ثم أغزو فأُقتَل، ثم أغزو فأُقتَلquot;. أخرجه البخاري ومسلم]. [فللشهداء حياة أبدية في جنات النعيم في ضيافة ربهم عز وجل، وقد بين ذلك رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم فقال: quot;للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة في دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من حور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربهquot;. أخرجه ابن ماجه والترمذي وقال quot;حسن صحيحquot;].
وتحت عنوان quot;..وللعمليات الاستشهادية شروطquot; حول الفرق بين العمليات الانتحارية والاستشهادية يقول الدكتور عبد الله ربيع أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: [(..) يقول الحق جل وعلا: quot;إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلونquot; (التوبة: 111) فلا فرق عند من باع نفسه لربه، بين رصاصة يستقبلها في صدر مقبل غير مدبر أو حزام ينسف به الأعداء (..) ويشترط لمن يقوم بهذا العمل أن يضمن التنكيل بالعدو وأن يؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة في صفوف الأعداء(..)].


ما الفرق يا ترى بين ما يقوله بن لادن أو الظاهري أو الزرقاويون أو حسن نصر الله وبين هذا الكلام الذي لم يصدر عمن يطلق عليهم quot;فقهاء الموتquot;، بل عن quot;أساتذة جامعيينquot;؛ وهو منشور في صحيفة رسمية واسعة الانتشار، وقطعا لا يختلف عما يبشر به الوعاظ العاديون؟ لقد أصبح فقه الموت جزءا من الفكر العام quot;الوسطيquot;.


6 ـ انقسام المجموعة الدولية، وخاصة الغرب، والعجز عن الاتفاق على الخطر ومصادره وكيفية مجابهته. كما تحول مبدأ القطبية المتعددة إلى أن تعمل كل دولة قطب لمصلحتها المؤقتة والنتيجة هي محصلة صفرية بالنسبة للجميع، بما في ذلك العالم الإسلامي الذي سيعاني بقدر معاناة باقي العالم كله من جراء استيلاء الإسلاميزم على مقاديره. أضف لذلك الخوف من الاتهام بالإسلاموفوبيا، أو (كما صرح شيراك أمام سفراء فرنسا في 28 أغسطس) quot;ضرورة عمل كل شيء للحيلولة دون quot;وقوع طلاقquot; بين العالم الإسلامي والغربquot; ـ وهي فلسفة طيبة بالقطع، بشرط ألا تؤدي للتخاذل أمام الخطر الداهم.


7 ـ الردع لم يعد ينفع. وقد كان هناك بين الاتحاد السوفييتي والغرب خطوط حمراء وردع متبادل لكن كيف يمكن ردع من لا تهمهم الحياة؟ وكان هناك منطق، لكن لا يمكن الاتكال على منطق مع هوسيين يعتقدون أنهم ينفذون إرادة الآلهة. (ألم يعلن أحمدي نجاد في 6 سبتمبر أن quot;بوش لن يستطيع تحدي إرادة اللهquot; (الذي يعمل، بالطبع، لصالح إيران).


8 ـ الدور السلبي الهائل للبترول. فمن ناحية، أصبحت دول الخليج، بما فيها إيران، تحقق حوالي 350 مليار دولار سنويا كفائض (نؤكد: فائض) دخل مع تضاعف سعر البرميل من 25 إلى 75 دولار. وشئنا أم أبينا، فإن جزءا كبيرا يذهب لتمويل الإسلاميزم. وبالإضافة، يمثل الدخل البترولي الهائل عائقا أمام كل حركات الإصلاح والدمقرطة (كما يكرر توماس فريدمان) إذ ترشو نظم الحكم الاستبدادية الفاسدة شعوبها لتلهيها عن مطالب التقدم. ومن ناحية أخرى فإن ضيق المسافة بين المعروض والمطلوب من البترول يجعل العالم تحت رحمة الدول الإسلامية التي في خطر الوقوع بإيدي جنود الإسلاميزم، كما أن سعي دول كالصين لتأمين مصادر الطاقة عن طريق اتفاقات مع دول كإيران يشل يدها عن اتخاذ مواقف قوية أمام أمور مثل الطموحات النووية لإيران التي تهدد العالم كله.


9 ـ الدور السلبي الهائل للإعلام المساند للإسلاميزم نتيجة استخدامه بكفاءة مثيرة للدهشة لتقنيات متقدمة (أنتجها الغرب..). ويقوم هذا الإعلام بدوره كذراع في الحرب بدون مواربة عن طريق التعبئة التهييجية للجماهير، مع عدم الالتزام بأي قواعد مهنية في سبيل النصر. فاللغة quot;مشفرةquot; (راجع ما تفعله quot;الجزيرةquot; والصحافة المصرية وغيرها)، والمعايير مزدوجة بل متعددة (لا يهم أحدا أن يموت عشرات أو مئات الألوف من المسلمين على يد مسلمين ـ كما يحدث مثلا في السودان ـ لكن القيامة تقوم عند مقتل مسلم واحد، حتى على سبيل الخطأ أو الردع، على يد الغرب أو إسرائيل). أضف لذلك أن كاميرات تصوير الإعلام العالمي مسموح لها بالتواجد فقط في المناطق التي تخدم الهدف التعبوي، كما أن التزييف الفاضح مستباح: وكمثال، فقد اضطرت وكالة رويتر لسحب 900 صورة التقطها مصورها الخاص أثناء الحرب الأخيرة في لبنان، بعد اكتشاف قيامه بتزييف صورٍ باستخدام برنامج quot;فوتوشوبquot;.
كل هذا يطلق العنان للغرائز الدينية الهوسية المجنونة جاعلا للحرب شعبية هائلة، ويساعد على تجنيد المزيد من المجاهدين، ويحول الأمر إلى كرة ثلج يستحيل الوقوف أمامها حتى إن توفرت النيات.


10 ـ الفجوة الحضارية بين عالم quot;الإسلامquot; والغرب يصعب عبورها؛ وحتى لو توقف الغرب عن التقدم، فعالم الإسلام يحتاج لمئات السنين للحاق. هناك دول مثل الهند والصين تتحرك بسرعة هائلة على طريق التقدم والتحديث: خذ مثلا حديثا من الصين، وكأن ما يحدث بها لا يكفي؛ فقد تخلت مقررات المرحلة الثانوية ابتداء من هذا العام عن كل انواع التلقين الإيديولوجي وأصبحت تركز على أفكار quot;الابتكار، والنمو الاقتصادي، والتجارة الخارجية، واحترام التعدد الثقافي، والتناغم الاجتماعيquot;. قارن هذا بما يجري تلقينه في مدارس العالم الإسلامي من أفكار الاستعلاء الأجوف وكراهية الآخر.


***
عالم "الإسلام"  يبدو غير راغب (فقه مخالفة الكفار) في، أو غير قادر على، التقدم.
 الحل الوحيد الذي يقدمه الإسلاميزم هو الإصرار العصابي على تحطيم الغرب والعالم؛ 
وبهذا يتحقق النصر المبين!
 الكارثة الحقيقية هي أن أتباع الإسلاميزم هم جادون تماما وليس عندهم أي نوع من الهزار!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإسلام السياسي والكفر السياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مستقبل الإسلام السياسي
» مصطلح الإسلام السياسي:
» لماذا يُهزم الإسلام السياسي؟!
»  ماليزيا: تجربة الإسلام السياسي في الحكم
» الإسلام السياسي .. والحاجة إلى مراجعة ناقدة للأفكار!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: