منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مستقبل الإسلام السياسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مستقبل الإسلام السياسي Empty
مُساهمةموضوع: مستقبل الإسلام السياسي   مستقبل الإسلام السياسي Emptyالجمعة 26 مايو 2017, 9:49 am

ناقش نخبة من الخبراء والباحثين في حقل الحركات الإسلامية أمس، مستقبل الإسلام السياسي في إقليم مضطرب، ضمن أعمال المؤتمر الذي نظمته مؤسسة فريدريش أيبرت في عمان، على صعيد الإسلام السياسي عموماً، والنماذج العربية خصوصاً، مثل التجارب المغربية والتونسية والمصرية، والعراقية والسورية، والجزائرية، وكذلك الحالة الأردنية بمشاركة أقطاب حاليين وسابقين في الحركة، مثل د. نبيل الكوفحي وزكي بني ارشيد، وغيث القضاة والدكتورة نيفين بندقجي المتخصصة بالحركة الإسلامية في الأردن.
ثمة نتائج ونقاشات وخلاصات على درجة كبيرة من الأهمية، لكن أبرز النقاط الرئيسة التي أشار إليها بوضوح كل من الباحث الفرنسي فرانسوا بورجا والمصري خليل العناني هو أنّ هنالك تنوعاً يصل إلى مرحلة التضارب والتناقض في أحيان بين ألوان الطيف الإسلامي عموماً، من زاوية، ومن زاوية ثانية أنّ هنالك خصوصية كبيرة لكل تجربة سياسية إسلامية عربية، مرتبطة بجملة من السياقات، الأول بنيوي على صعيد قيادة هذه الحركة، والثاني العلاقة مع النظام القائم ومؤسساته، والثالث السياسات الإقليمية مع بروز أدوار الدول الراعية لتلك الحركات في المنطقة وتلك المعادية لها، والاخير السياسات الدولية والغربية المتذبذبة منذ الربيع العربي تجاه تلك الحركات.
الملاحظة الثانية المهمة تتمثل في الفجوة الكبيرة بين التجربتين الإسلامية المشرقية والمغربية، في كل من تونس والمغرب، ففي الدول المغاربية امتلكت الحركات الإسلامية قدراً أكبر من البراغماتية السياسية من الحركات المشرقية التي بقيت تراوح في الصراع بين التيارين المحافظ والبراغماتي، كان هنالك تنظير متقدم للإسلاميين المغاربة، كما فعل راشد الغنوشي وسعد الدين العثماني والآخرون.
يبدو الفرق أيضاً واضحاً بين التجربتين المغربية والتونسية من جهة والتجربة المصرية من جهة أخرى تتمثل في اختلاف السياق السياسي في طبيعة الدولة العميقة ومؤسساتها وبين المؤسسات المغربية والتونسية، فبينما نشأ صدام وصراع وتنافس بين الإخوان والمؤسسات السيادية في مصر، حدث سيناريو آخر في تونس والمغرب أقرب إلى "الصفقة السياسية" قدم فيها الطرفان، المؤسسات العميقة والإسلاميين تنازلات متبادلة.
الملاحظة الأخرى تتمثل بوجود اتجاه متصاعد في الحركات الإسلامية في المشرق والمغرب، بالاستقلال عن الجماعة الأم للإخوان المسلمين، والتحول نحو أحزاب سياسية مدنية، بفصل الجانب الدعوي عن السياسي، وهو ما يبدو في مراجعات التيار الشبابي (الكمالي) في مصر، وإقرار النهضة التونسي الفصل بين الدعوي والسياسي، ووثيقة حركة حماس الجديدة، والتعديلات على النظام الأساسي لجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وكذلك الحال في التوجهات الجديدة للجماعة الإسلامية في لبنان.
يمكن في هذا السياق التمييز بين ثلاث حقب تاريخية- فكرية مرت فيها الحركات الإسلامية، التي تنتمي أو تدور في فلك جماعة الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي الذي يقبل باللعبة الديمقراطية. الحقبة الأولى هي حقبة التأسيس الذي اتسمت فيه الحركات الإسلامية بالطابع الإحيائي الهوياتي، فكانت أقرب إلى الخطاب الديني الأيديولوجي، الذي يتمركز حول الهوية والشعارات والتجنيد. ثم في مرحلة لاحقة، مع بداية التسعينيات ظهرت موجة التحولات الديمقراطية الجزئية في العالم العربي، فحدث تحول جزئي في مسار تلك الحركات، عبر المشاركة في الانتخابات النيابية والنقابات المهنية والبلديات، لكن بقيت تلك الحركات تراوح بين النزوعات الأيديولوجية والبراغماتية، وتدور حول نفسها والانقسام الداخلي في الموقف من الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة.
أما التغيرات الأخيرة فتشي بأنّ هنالك حقبة جديدة عنوانها التسييس، إذ أن التوجهات الأخيرة ضربت محرمات وخطوطا حمراء سابقة لدى الإسلاميين، وأصبحنا أمام تحول جديد أكثر عمقاً في مسارها ومفاهيمها الأيديولوجية وخطابها السياسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مستقبل الإسلام السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مستقبل الإسلام السياسي   مستقبل الإسلام السياسي Emptyالجمعة 26 مايو 2017, 9:50 am

الإسلام السياسي الجديد!


تحدثنا أمس عن التحولات الجوهرية (التي ناقشناها في مؤتمر مستقبل الإسلام السياسي في إقليم مضطرب، الذي عقدته مؤسسة فريدريش أيبرت في عمان أول من أمس) التي أفضت إلى الاتجاه نحو "مراجعات" متعددة المستويات، وصلت إلى مرحلة متقدمة في الحالتين؛ التونسية والمغربية، وأقل درجة في حالات أخرى؛ كحماس والأردن ولبنان.
الاتجاه العام للمراجعات يتمثل بسياق فصل الدعوي عن السياسي والتحول إلى أحزاب سياسية مدنية محترفة، والتحول عن شعار الإسلام هو الحل، والتسييس والبرامجية، وموجة الانفصالات عن جماعة الإخوان المسلمين الأم في الوثائق الجديدة للإسلاميين.
يبدو هذا التوجه مشجّعاً ومحفّزاً للتحولات الديمقراطية وتفكيك إشكاليات مرتبطة بالإسلام السياسي في العالم العربي، لكنّه في الوقت نفسه يطرح إشكاليات أكثر عمقاً متقدمة على ما سبق، ولعلّ أبرزها يتمثل في هوية الأحزاب الجديدة التي تخلت عن شعاراتها الإسلامية وجزء كبير من أيديولوجيتها الإسلامية، واستبدال الدولة الديمقراطية التعددية بحلم ويوتوبيا "الدولة الإسلامية"، الذي حكم الإسلاميين خلال العقود السابقة، فما هو الفرق، إذاً، بين الأحزاب الجديدة، التي أخذت تعيد تعريف نفسها من أحزاب إسلامية إلى وطنية ذات مرجعية إسلامية (أو حتى من دون الإشارة إلى المرجعية الإسلامية كما ذكر غيث القضاة متحدثاً عن حزب الشراكة والإنقاذ تحت التأسيس) وبين الأحزاب الأخرى، التي تصنّف نفسها بأنّها علمانية؟
هل سيكون الفرق بأنّ الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية ستكون محافظة دينياً، مثلاً، فتركز على موضوع الأخلاق العامة مثلاً وحمايتها، كأيّ حزب سياسي محافظ، وربما شبيه بالأحزاب الديمقراطية المسيحية في الغرب؟
وإذا فرضنا التحول الجوهري الكبير في هوية وشعارات تلك الأحزاب عبر إعادة هيكلة الخطاب الأيديولوجي، كما حدث سابقاً مع العدالة والتنمية في تركيا، فبماذا ستتميز تلك الأحزاب برامجياً، هل الرهان مثلاً على "الحكم النظيف" أي ممارسة سياسية أكثر نقاءً وحاكمية رشيدة مقارنة بالنخب الحاكمة الآن؟
بالعودة إلى التجارب التونسية والمغربية فإنّ السنين السابقة لم تحمل أي تغيير حقيقي في الواقع الاقتصادي الخدماتي مقارنةً بين الإسلاميين والآخرين، وقد تكون المشكلة مرتبطة بوصول الظروف الاقتصادية والمالية في تلك الدول والأزمات الداخلية إلى مرحلة صعبة وحرجة تجعل أي تغييرات ملموسة مستبعدة حالياً؟
وإذا فقد الإسلاميون الأدوات التقليدية في الخطاب، التي كانت تحشد الشارع خلفهم، في شعارات الإسلام هو الحل والهوية الإسلامية والطوباوية الإسلامية لحل المشكلات الراهنة، فبماذا سيكتسبون المؤيدين ويجمعون الأنصار ويخوضون الانتخابات في ظل التزامهم ببرامج اقتصادية شبيهة بما هو قائم، مرتبطة ببرامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي؟!
إذا نظرنا إلى تجربة العدالة والتنمية في تركيا فقد نجحت في تقديم أنموذج أقرب إلى "العلمانية المحافظة"، بعد أن أعاد الحزب هيكلة شعاراته وأولوياته، وتحول بالفعل إلى حزب سياسي مدني بالكامل، لكنه نجح في تجربة الحكم بصورة استثنائية، ونقل تركيا من أوضاع خطيرة إلى دولة أفضل حالاً بكثير في الجوانب الاقتصادية والخدماتية ومكافحة الفساد، خلال فترة قصيرة من حكمه.
بمقارنة ذلك بالحالتين المغربية والتونسية، فإنّ الإسلاميين لم يحققوا أي إنجازات اقتصادية وخدماتية، بل يواجهون اليوم في تونس والمغرب تحديات عاصفة، وقد يعود ذلك – كما ذكرنا في مقالة أمس- إلى أنّهم عملياً لم يحكموا بصورة جدية، بقدر ما إنّهم كانوا شركاء في الحكم، وبقيت الدولة العميقة والمؤسسات السيادية فاعلة وقوية، بينما اكتفى الإسلاميون بمناورة تلك المؤسسات تجنباً للسيناريو المصري، أي الإطاحة بهم عبر الجيش.
إذا كان الإسلاميون في تونس والمغرب نجحوا في تجنب الصدام والمواجهة، وقدّموا تنازلات، إلاّ أنّ ذلك سلاح ذو حدين، كما سنذكر غداً..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مستقبل الإسلام السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مستقبل الإسلام السياسي   مستقبل الإسلام السياسي Emptyالجمعة 26 مايو 2017, 9:50 am

الإسلاميون بين حدّين!


ما نزال في هذا المقال في أجواء مؤتمر "مستقبل الإسلام السياسي في إقليم مضطرب" (الذي عقدته مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية يوم الثلاثاء الماضي)، وكنتُ قد انتهيت في مقالة أمس إلى الحديث عن الجوانب الأخرى من تجربة الإسلاميين المغاربة والتونسيين، التي اعتُبرت ناجحة في حسابات السياسيين والباحثين.
     القيمة الكبرى في التجربتين التونسية والمغربية (وفقاً لمشاركات د. إدريس الكنبوري من المغرب، ود. عبد اللطيف الحنبوشي من تونس) – كما ذكرنا سابقاً- أنّهما تجنبتا الصدام مع "الدولة العميقة"، في المغرب مع المخزن (العرش) وتونس مع النظام القديم، وذهبتا إلى أقصى البراغماتية السياسية تجنباً للسيناريو المصري (الانقلاب العسكري)، وشاركتا بالسلطة بعد تقديم تنازلات مع "الدولة العميقة"، لكنّهما لم تحدثا أثراً عميقاً واضحاً في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولم تغيّرا شيئاً، وذلك يعود لسببين رئيسين؛ الأول لأنّ الأوضاع وصلت إلى مرحلة صعبة جداً في المجالات الاقتصادية والمالية، وثانياً لأنّ أيدي الإسلاميين مقيدة في السلطة بتحالفاتهم مع هذه القوى، التي كانت – وما تزال- جزءاً من النظام القديم، الذي تسبب فيما وصلت إليه الحال!
     هنا، تحديداً، تبدو "معضلة" الإسلاميين المغاربة والتونسيين وعملية قراءة مستقبلهم السياسي، فهم نجحوا من جهة في تجنب الحالة المصرية، وجنبوا بلادهم سيناريو أمنيا مقلقا، كما يحدث في مصر ووقع في الجزائر (فيما يسمى بالعشرية السوداء)، لكن على الطرف الآخر هم لم يقدّموا شيئاً وأصبحوا جزءاً من ديناميكية السلطة، أي أنّ استدخالهم لم يحدث فرقاً جوهرياً في حياة تلك الشعوب، بقدر ما تحوّل الإسلاميون إلى جزء من المشهد، بلا قيمة إضافية مغايرة، على صعيد تحسين الحالة السياسية أو الاقتصادية- الاجتماعية.
     عند هذه النقطة، تكمن أهمية السيناريو الجزائري (الذي أشارت إليه الباحثة د. دالية غانم)، ففي الوقت الذي عقدت حركة مجتمع السلم (الإخوانية) مصالحة ووصلت إلى تفاهمات مع السلطة الجزائرية، وساهمت في الحدّ من العنف الداخلي، فإنّ هذه الحركة تحولت إلى "أداة" من أدوات السلطة السياسية، وجزء من ديناميكيات "الديمقراطية الشكلية" المقيدة، من دون أن تساهم في تغيير أفضل نحو الديمقراطية أو الحدّ من الفساد السياسي.
    بل أشارت غانم إلى آفات وقع فيها الإسلاميون مثل "البرجزة" لدى الصف القيادي، وتراجع حادّ في الشارع نتيجة الصفقة مع السلطة، فضلاً عن الانشطارات والانقسامات الداخلية المتتالية.
       لذلك يبدو السؤال المهم في هذه "المعضلة" فيما إذا كان الخيار الأفضل للإسلاميين هو ما ذهب إليه الإخوان الجزائريون سابقاً، وحالياً التونسيون والمغاربة من سيناريو "الصفقة" مع النظام القائم، لتجنيب البلاد مآلات الحالات المصرية والسورية والحروب الأهلية والفوضى الداخلية، اي تفضيل الوحدة والاستقرار أم التفكير في خيارات أخرى من الضغوط على السلطات من أجل دفع عجلة التغيير الديمقراطية إلى الأمام، وخشية من أن يتحولوا إلى جزء من ديناميكيات جديدة للتحايل على الثورات العربية الديمقراطية وطموح الشعوب بالتحرر؟!
     سؤال صعب ومعقد، في الحقيقة، لكنه يقودنا إلى الحالة المصرية اليوم والنقاشات العاصفة في أوساط النخب والانقسام في داخل جماعة الإخوان المسلمين الأم (وفق ما أشار الباحث د.خليل العناني من مصر) بين تيار يفكّر في المصالحة في نهاية اليوم (وهي القيادة التاريخية)، عبر وساطات إقليمية، لإنهاء التراجيديا الحالية، وتيار شبابي يقوم بالمراجعة، لكنّه يدفع إلى تغيير وسائل مقاومة السلطوية والثورة على المنهج الإخواني الكلاسيكي، عبر تبني رؤية ثورية توظف الشغب والعنف (لكن ما دون الرصاص) من أجل هزيمة السلطة، من دون الوصول إلى "الطرح الداعشي"!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مستقبل الإسلام السياسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مستقبل الإسلام السياسي   مستقبل الإسلام السياسي Emptyالجمعة 26 مايو 2017, 11:03 pm

الجزء الأول
مؤتمرون يناقشون مستقبل حركات الإسلام السياسي في المنطقة (صور)

مستقبل الإسلام السياسي IMG_9221


البوصلة – ليث النمرات
نظمت مؤسسة فريدريش إيبرت، اليوم الثلاثاء في العاصمة عمّان، مؤتمراً إقليميا، حول مستبقل حركات الإسلام السياسي، في ظل ما يعانيه الإقليم من اضطرابات، لا سيما عقب أحداث الربيع العربي، التي قلبت المشهد السياسي رأسا على عقب، وما تبعها من إسقاط أنظمة وضرب السلم والاستقرار الأهلي في أنظمة أخرى.
وناقش المشاركون في المؤتمر، الذي حضرت "البوصلة"، جانباً منه، آثار الربيع العربي على واقع ومستقبل الحركات الإسلامية السياسية في الدول العربية التي شهدت ثورات واحتجاجات، لا سيما بعد الثورات المضادة والحروب الأهلية التي شهدتها بعض الدول كمصر وسوريا.
واستعرض الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمان، في ورقته المرجعية أبرز المحاور والقضايا التي أثّرت على عمل الحركات الإسلامية السياسية عقب وأثناء الربيع العربي، لافتا إلى أن الحسابات والمعادلات والشروط المحددة والمؤطرة لعمل الإسلاميين، انقلبت رأساً على عقب بين الأطرف الثلاثة: (الإسلاميين، الأنظمة، العمل المسلح العنيف).
وبين أبو رمان، في ورقته المرجعية التي حصلت "البوصلة" على نسخة منها أن "موقف الإسلاميين أنفسهم من الثورات الشعبية العربية، لم يكن أقل ارتباكاً، من موقف الأنظمة، إذ بدت تلك الثورات لو أنّها داهمت الإسلاميين بالرغم من مشاركة شبابهم بصورة فاعلة في الاحتجاجات في مصر وتونس ودول أخرى، لكن التقليدية التي تكيفت مع عقود التعامل مع الأنظمة، كانت تخشى من انفضاض سامر الاحتجاجات من دون تغييرات عميقة".
وأشار الباحث إلى أن الثورات العربية وما أعقبها كشف عن تحولات عميقة وتغييرات لم تكن في سقف توقعات الإسلاميين أنفسهم، إذ سقطت الأنظمة في كل من مصر وتونس، وتبدّلت الظروف وأصبحت القناعة لدى الغربيين والإسلاميين أن سقوط الانظمة العربية أصبحت مسألة وقت ليس إلا، لكن تلك المقولات لم تكن تقف على أرضية صلبة من قراءة تاريخية وأخرى سياسية.
الإخوان وقراءة المستقبل
بدوره قدّم القيادي في الحركة الإسلامية زكي بني ارشيد، ورقة نقاشية بعنوان "جماعة الاخوان المسلمين تقدير الموقف وقراءة المستقبل"، قال فيها إن "الجماعة تأسست بعد سلسلة من النكبات التي لحقت بالأمة الإسلامية، ونتج عنها خضوع الوطن العربي لهيمنة الاستعمار الأجنبي وللتجزئة والتقسيم، فكان رد الفعل الطبيعي أن تلتهب الحماسة الدينية والدعوة إلى الجامعة الإسلامية ووحدة العالم الإسلامي، ومواجهة الحملات غير المسبوقة ضد هوية الأمة ودينها من جانب المستشرقين وغيرهم".
وأشار بني ارشيد، إلى أنه وفي تلك الظروف نشأت الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية وإقامة المشروع الإسلامي، حيث انطلقت الجماعة لتحقيق أهدافها وخاضت مجموعة من التجارب المختلفة سياسية وتنظيمية ودعوية واجتماعية فحققت نجاحات احيانا واخفقت احياناً أخرى، وصولا إلى اللحظة الراهنة التي نشهدها، والتي يرى فيها البعض أن حركة التاريخ الحتمية في طريقها الى طي صفحة الاخوان المسلمين من التاثير في المشهد السياسي والواقع الاجتماعي".
وأضاف القول في الورقة النقاشية التي حصلت "البوصلة" على نسخة منها: "إنه يحلو للبعض أيضا أن يرى الجماعة في طريقها الى الانكماش والتراجع، ويستند اصحاب هذه القراءة إلى النتيجة التى انتهت اليها الحركات القومية واليسارية، وذهب بعضهم للبحث عن البدائل المتوقعة لملء الفراغ الناشئ عن غياب ليس جماعة الاخوان المسلمين فقط، وانما ايضا للبحث عما بعد (الاسلام السياسي)، متسائلا: "فهل هذه القراءة واقعية ولها ما يبررها؟ أم انها قراءة رغائبية لا تستند إلى قواعد الاجتماع وعلم السياسة؟.
وحول الإجابة على تلك الأسئلة، أشار بني ارشيد، إلى عدة جوانب تسهم في بلورة إجابة واضحة على تلك التساؤلات، أبرزها أن "حركة الربيع العربي كانت نتيجة طبيعة لانسداد الافق السياسي العربي وتفشي حالة الفساد واحتكار السلطة وقمع الراي المخالف وامتهان كرامة المواطنين وانتهاك حقوق الانسان وما رافق هذه الحالة من فشل مشروع النهضة والتنمية الاقتصادية وتوسع حالة الفقر والحرمان وغياب العدالة الاجتماعية".
وأوضح أنه "إذا كانت البداية التي أطلقت مفاعيل الربيع العربي - اذا كانت البداية مفاجئة - توقيتاً ومكاناً، فان استمرار تجاهل حالة الاحباط المتراكمة تعبر عن عدم قدرة أصحاب القرار على فهم حركة التاريخ، وهي العبارة التي ذكرها اكثر من رئيس عربي قبل ان يواجه مصيره، وقولهم العبارة المشهورة : (الآن فهمتكم)".
والجانب الثاني الذي تحدث عنه بني ارشيد، هو "نجاح الثورات المضادة مرحلياً والعودة الى مرحلة الفساد والاستبداد لا تعني انتهاء الارادة الشعبية لإحداث التغيير أو توقف مسار التحول الديمقراطي، وبخاصة مع الفشل الذريع في ادارة الدول التي انقلبت على خيارات شعوبها، وغياب الامن والاستقرار وبروز الازمات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية، وازدياد الأسباب الموجبة لموجة أخرى من محاولات النهوض والاصلاح".








الجزء الثاني
مؤتمرون يناقشون مستقبل حركات الإسلام السياسي في اقليم مضطرب

مستقبل الإسلام السياسي 18581853_642762815920381_2919861780829664188_n


نظمت مؤسسة فريدريش إيبرت، أمس الثلاثاء في العاصمة عمّان، مؤتمراً إقليميا، حول مستبقل حركات الإسلام السياسي، في ظل ما يعانيه الإقليم من اضطرابات، لا سيما عقب أحداث الربيع العربي، التي قلبت المشهد السياسي رأسا على عقب، وما تبعها من إسقاط أنظمة وضرب السلم والاستقرار الأهلي في أنظمة أخرى.
وشارك عدد من المفكرين العرب والمسلمين، الذين تحدثوا عن تأثيرات الربيع العربي على واقع ومستقبل حركات الإسلام السياسي في بلدانهم، معرجين إلى مواطن الأخطاء التي وقعت فيها تلك الحركات في علاقتها مع الأنظمة، إضافة للحديث عن المشاركة في الحياة السياسية أو مقاطعتها.
وتعرض "البوصلة" جانباً من الأوراق النقاشية التي قدمت خلال المؤتمر، حيث نعرض ورقة بعنوان، الديناميكيات المحلية للإسلام السياسي، الأردن كدراسة حالة، للباحث غيث القضاة، يستعرض فيها محاولة لفهم وتشخيص واقع الحركة في لحظة الربيع العربي.
وأشار الباحث إلى أنَّ معظمَ المراجعاتِ التي قامتْ بها الحركةُ الإسلاميةُ وإعادةَ التموضعِ التي تمتْ ممارستُها بعدَ الربيعِ العربيِّ "لم تكن ناجمةً عن مراجعاتٍ حقيقيةٍ أو منهجيةٍ واضحةٍ، وإنما كانت استجابةً لضغوطٍ سياسيةٍ محليةٍ وإقليميةٍ مختلفةٍ ومعقدةٍ، دفعت بالجماعةِ إلى إعادةِ التموضعِ القسريِّ لا الاختياريِّ".
وبيّن القضاة أن "خيار المشاركةِ في الانتخاباتِ النيابيةِ الأخيرةِ وعدم استخدامِ شعار (الإسلام هو الحل) خيار لحماية التنظيمِ بالدرجةِ الأولى والحفاظ عليه من التشتت، وهذا لن يؤدي إلى أيِّ تغييرٍ حقيقيٍّ في منهجية ونمطِ التفكيرِ لدى الجماعةِ الأمِّ، وستبقى الجماعةُ أسيرةَ الماضي وأسيرةَ خطابٍ قديمٍ لم يتعرضْ للنقدِ والتطويرِ الحقيقيين، وأسيرةَ الأساليبِ والوسائلِ القديمةِ".
ورأى القضاة أن هنالكَ مستقبلا للأحزابِ التي خرجت من عباءةِ الإخوانِ أو التي ستخرجُ لاحقًا، "حيث استطاعت هذه الأحزابُ التحللَ من كافةِ العقدِ والضغوطِ النفسيةِ المقيدةِ للفكرِ والرأيِ والعملِ، وقامتْ بصياغةِ الرؤى السياسيةِ التي كانت تطالبُ بها أثناءَ وجودِها داخلَ الحركةِ سابقًا، وأجابت بوضوحٍ على جميعٍ الأسئلةِ المصيريةِ والهامةِ المتعلقةِ بالدولةِ الأردنيةِ وكينونتِها".
وأشار الى "أن تلكَ الأحزابِ – حزبا زمزم والشراكةِ والإنقاذِ – قد سمَّت نفسَها بأنَّها أحزابٌ وطنيةٌ أردنيةٌ مدنيةٌ لا أحزابًا إسلاميةً إطلاقًا، متحررة من صيغة (الإسلامية) التي كان يحب الإسلاميون اطلاقها على أي مشروع لإنجاحه".
وأوضح أن "المستقبل سيكشفُ صعودا لتيارات وطنية لا ترفع شعار الإسلام في انتخاباتها أو أدبياتها، غير متناسين أن النتائج التي يحصدُها الإسلاميون في الانتخاباتِ المختلفة هذه الأوقات، ما هي إلَّا حصادُ زرعٍ  قديمٍ تمت زراعتُه في سنواتٍ قديمةٍ سابقةٍ ويتم قطف ثماره الآن، وهنالك تياراتٌ وطنية جديدةٌ وصاعدة بدأتْ بالغرسِ هذه الأوقات، وحتما سنرى ثمارَها على الساحةِ قريبًا".
ولفت القضاة إلى أن يشهد الجميعُ "تراجعَ تيارِ الإسلامِ السياسيِّ في العالمِ العربيِّ وفي الأردنِ لصالحِ التياراتِ الوطنيةِ، التي لديها إجابات واضحة حولَ أسئلةِ الهويةِ والدولةِ والمواطنةِ والانتماءِ ومحاربةِ الفسادِ والنهوضِ بالوطنِ، ولديها أيضا خبرات سابقة طويلة حزبية وسياسية وطلابية وشبابية تم اكتسابها في مواقعهم المختلفة".
إلى ذلك، قال مؤسس مبادرة "زمزم" نبيل الكوفحي ان المبادرة التي انطلقت العام 2012 من بعض قيادات التجديد داخل الحركة الاسلامية كانت "محاولة لتجاوز آليات العمل والاصطفافات السابقة، مقدمة رؤية مختلفة في كثير من الأسس عما هو متداول لدى الحركة".
وبين الكوفحي أن زمزم "تبنت الفصل بين السياسي والدعوي، باعتبارهما انشطة بشرية تخضع للصواب والخطأ ليس من المصلحة الدمج بينهما، الى تبني مفهوم الدولة المدنية كشعار وممارسة في شكل الدولة التي نريد، بحيث ضمت المبادرة مواطنين من خلفيات فكرية وسياسية مختلفة بل وحتى من المواطنين المسيحيين".
وأشار إلى أن المبادرة "دعت الى التجمع والعمل على اساس البرامج وليس الخلفيات، ورسمت مقاربة متوازنة بين الموالاة والمعارضة، اذ لم تحسب نفسها في اي من الخندقين، وسعت لخروج العمل السياسي من دائرة التجاذبات الخارجية العربية والدولية".
وتتوقع  أن "تتطور الاطر الجديدة كحزب زمزم وحزب الشراكة والانقاذ في احداث حالات تقدم ضمن معادلات التوازنات المحلية القائمة، لا سيما في سياقات عملية لمفاهيم الدولة المدنية والشراكات البرامجية والتعاون على تحقيق المصالح الوطنية العليا، حيث يلاحظ ان حجم النمو الكمي والنوعي متزايد بشمل نسبي لما عليه في الحركة الاسلامية عموما والتيارات السياسية بشكل خاص".
هذا وتنوه "البوصلة" إلى أنها كانت نشرت جانبا من الأوراق النقاشية يوم أمس، فيما تستكمل نشر بقية الأوراق التي تحصل عليها أولا بأول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مستقبل الإسلام السياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسلام السياسي .. والحاجة إلى مراجعة ناقدة للأفكار!
» الإسلام السياسي بين مرجعية النص وفقه الاجتهاد
» لماذا يُهزم الإسلام السياسي؟!
» أخلاقيات الحرب في الإسلام.. (الإسلام والقانون الدولي الإنساني)
»  ماليزيا: تجربة الإسلام السياسي في الحكم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: