فورين بوليسي: السعودية تقوم بـ«مغامرة كبرى».. وصغر سن محمد بن سلمان خطر على المملكة
السبت 28 مارس 2015 - 2:29 م |- مصر قد تستعيد قيادة العرب.. واعادة هادي لصنعاء لن يكون أكثر من مجرد طموح
- هدف "عاصفة الجزم" هو تقويض قدرة الحوثيين على تهديد مدن سعودية.. والرحلات الجوية بين طهران وصنعاء قد تحمل أسلحة
أبرزت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، العملية العسكرية المشتركة ضد اليمن، والمسماة بـ"عاصفة الحزم"؛ حيث أكدت أنها تمس موازين القوى في الوطن العربي، والخلافات بين السنة والشيعة، فضلًا عن السوق الدولي للنفط.
وأشارت المجلة، المتخصصة في شئون العلاقات الدولية، إلى أن السعودية تمارس "مغامرة كبرى" بقراراها التدخل العسكري في اليمن، موضحة أن السعودية "قد تفقد دورها كقائد للدول العربية جراء هذه الحرب".
كما أوضحت أن وزير الدفاع الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان(30 عاما)، والذي من المفترض أن يكون مؤثر في القرار السعودي، لم يُختَبر بعد، لافتة إلى صغر سنه وعدم امتلاكه للخبرة الحربية، بشكل يمثل خطرًا على السعودية في مثل هذه الظروف.
وأضافت أن "دور الملك، سلمان بن عبدالعزيز، في تطوير سياسة السعودية في ظل الموقف اليمني المتحول سريعًا، ليس واضحًا بعد"، مؤكدة على "ضرورة أن يظهر دوره القيادي في مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ"، اليوم.
وبيّنت "فورين بوليسي" أن الهدف الأساسي من القمة العربية ينبغي أن ينطوي على سبل إعادة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إلى رئاسة اليمن من صنعاء، إلا أنها رأت أن "تحقيق ذلك لن يكون أكثر من مجرد طموح".
ورأت المجلة أن الهدف من الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين هو "تقويض قدرة الحوثيين على تهديد مدن سعودية، وليس استعادة صنعاء"، منوهة إلى أن تخوفهم من إيران الشيعية وأتباعها، "يدفعهم(أي السعوديون) للظن بأنه يمكن قصف مكة صاروخيًا".
واهتمت المجلة، بتحليل تبعات وتداعيات الأزمة في اليمن، حيث رجحت أن "تثير هذه الضربات العداء الحوثي للسعوديين بدلاً من ردعه"، مشيرة إلى تصريحات عبدالملك الحوثي بأن السعودية "دمية" إسرائيل وأمريكا، وأن الحوثيين سيواجهون "القوى الإجرامية" وأدواتهم في اليمن.
كما توقعت المجلة أن تبين هذه الأزمة ما إذا كان فريق سلمان يختلف عمن قبله فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، مبرزة توجهات النظام السابق المتشددة تجاه سوريا وحزب الله، فضلًا عن وثيقة تم تسريبها عبر موقع "ويكيليكس"، تظهر إفصاح الملك عبدالله عن رغبته بقطع رأس الأفعى (إيران).
ووفقًا لتحليل "فورين بولسي"، فإن أهم اختلاف بين السلطة السعودية الحالية والسابقة، "يكمن في العلاقة مع أمير قطر، تميم بن حمد"، لافتة لما قالت إنه "تحسن" بالعلاقات بين الأخير والقيادة السعودية.
من جانب آخر، ألقت المجلة الضوء على سلطنة عمان، حيث ذكرت أن مجلس التعاون الخليجي يكاد يبدو مكونًا من خمس دول، مبررة ذلك بـ"شرود" عمان، وظهور سلطانها بمظهر "السعيد بالخلاف مع الجميع".
وبحسب ما أوردته المجلة، فإنه بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، أعلنوا عن إطلاق 28 رحلة جوية يوميًا بين العاصمة اليمنية وطهران، رغم عدم وجود رحلات بينهما على الإطلاق قبل ذلك، متوقعة أن تحمل هذه الرحلات بعض الأسلحة والمستشارين العسكريين إلى صنعاء.
وتابعت أن هذه الرحلات بالكامل تمر من المجال الجوي لسلطنة عمان، الأمر الذي قالت المجلة إنه "قد يُحدث توترًا داخل مجلس التعاون الخليجي".
وعن تداعيات "عاصفة الحزم" على الواقع العربي في المرحلة المقبلة، ذكرت "فورين بوليسي"، أن قمة شرم الشيخ قد تمثل عودة مصر كقائد إقليمي للمنطقة العربية بدلًا من السعودية، والتي استغلت في السنوات الماضية، شيخوخة دولة حسني مبارك لإضافة دور قائدة العرب، إلى دورها كقائدة للمسلمين في العالم".
وأضافت، أن تسلسسل الأحداث يخدم السيسي في استعادة دور مصر القيادي في الشرق الأوسط، إلا أنها استبعدت وجود منافسة دبلوماسية بين مصر والسعودية، موضحة أن لكل منهما مصالحه الاستراتيجية في خوض الحرب اليمن.
كما عبرت المجلة عن كبر حجم وعدد القوى المشاركة في "عاصفة الحزم"، واصفة ذلك بـ"الشيء المفاجئ"، ومؤكدة أن المساهمات العسكرية ضد "داعش" في سوريا تعد "تافهة" مقارنة بالمساهمات العسكرية الدولية لمستخدمة في "عاصفة الحزم".
فيما أظهرت أنه ليست هنالك خطة بديلة لدى الدول العربية في حالة عدم تمكن هادي من العودة لممارسة مهام حكمه كرئيس للجمهورية من صنعاء، مضيفة أن ذلك سيكون مربكًا للسعودية، خاصة وزير دفاعها.