(2) مـجموعة البديرية (مكتبة الشيخ محمد حبـيش):
وهي بقايا مجموعة الشيخ محمد حبيش (ت 1220 هـ/1805م) وما أضيف اليها لاحقا من مخطوطات عبر ورثته، وتتشكل المكتبة من 230 مخطوطا، تضم 636 عنوانا نشرها أيضا الاستاذ خضر ابراهيم سلامة في مجلدين ([2])0 وهناك بالإضافة الى ذلك معلومات عن مجموعات متفرقة من الـمخطوطات، أغلبها اندثر أو نقل إلى أماكن أخرى خارج فلسطين، وذلك بسبب الأحداث الـمأساوية التر مرّت على فلسطين خلال العقود الخمسة الأخيرة ([3])0 ومن الملاحظ بأن ما تبقى من مخطوطات بيت الـمقدس تعود الى أفراد أو عائلات، في حين تلاشت الـمجموعات العامّة التي كانت تعود لدور العلم0 وأصبحت هذه المجموعات وقفا عائليا، اعتمد الحفاظ عليها على إمكانات العائلة، والظروف التي مرّت بها0 وبسبب تراجع عوائد الوقف الذري لم تعد العائلات الـمقدسية قادرة على تغطية تكاليف الحفاظ على المخطوطات وصيانتها0 وعليه لم يبق من المكتبات العائلية المتعددة في بيت المقدس سوى مكتبتين، الأولى هي المكتبة البديرية التي سبق الإشارة اليها، وهي تعانـي من سور الحفظ، مما أدى الى تردّي أوضاعها([4])0 والثانية فهي الخالدية، والتي نحن بصددها0 الـمكتبـة الخالديـة
أكبر مجموعات مدينة القدس، وأكبر مجموعة عائلية في العالم، وهي وقف ذري0 وقد افتتحت المكتبة الخالدية رسميا سنة 1900م، في نفس البناء الذي تقع فيه حتى اليوم0 ويبدو بأن هناك بعض الوقفيات على المكتبة قد سبقت افتتاحها بأكثر من خمسة عشر عاما، وهذا يقودنا الى الاعتقاد بأن فكرة تأسيس المكتبة قد بدأت في حقيقة الأمر حوالي عام 1883م، وذلك بناء على بعض نصوص الوقف الواردة على المخطوطات، ومما لا شك فيه فقد كان الشيخ راغب أفندي الخالدي (ت 1951م) صاحب فكرة إنشاء مكتبة عامة تضم كنوز عائلة الخالدي، وكان من أعيان القدس، ورئيسا لمحكمة الإستئناف الشرعية فيها، وكذلك رئيسا للمحكمة الشرعية في يافا، وذلك بناء على وصية والدته الحاجة خديجـة خانم الخالدي إبنة القاضي موسى أفندي الخالدي قاضي عسكر الأناضول (ت 1247هـ/ 1832م)، وهو جدّ العلامة الفلسطينـي يوسف ضياء الدين الخالدي لأمّه (ت1324 هـ/1906م)0 ويبدو بأن راغب الخالدي كان قد فطن الى أهمية إحياء التراث العلمي في بيت المقدس، وحفظ إرث أجداده، وصيانة المخطوطات التي أضحت بوضع صعب، فأقنع والدته بأهمية تأسيس هذه المكتبة، فقامت بإيقاف الأوقاف عليها0 ويظهر أنه قد كلّف السيد حسين حسني بن علي الخالدي القيام بعملية ترميم وتجليد لعدد كبير من المخطوطات، وصلنا منها حوالي سبعين مخطوطا، تم انجازها خلال شهر المحرم 1309هـ/1891م0 ويبدو بأن أعدادا كبيرة من مجموعات المخطوطات التي شكّلت لاحقا المكتبة الخالدية قد كانت دشتاً، مما دعى الى أعمال تحضيرية، ومنها نشاطات حسين الخالدي الذي اصرّ على وضع جملة واضحة في نهاية كل مخطوط تخلّد عمله ([5])0 استطاع الشيخ راغب الخالدي بمساعدة كل من موسى شفيق الخالدي، وياسين أفندي الخالدي، من تجميع جزء ليس باليسير من مخطوطات وكتب هذه العائلة العريقة في بيت المقدس، وضم اليها بالاضافة الى مجموعتهما، كلاً من مجموعة يوسف ضياء الدين الخالدي، نائب القدس في مجلس المبعوثان العثماني سنة 1878م (ت1324 هـ/1906م)، وروحي بك الخالدي الرئيس الثاني لمجلس المبعوثان العثماني سنة 1908 (ت1332 هـ/1913م)، وأحمد بدوي الخالدي، ونظيف بك الخالدي أحد مهندسي السكة الحديد الحجازية (1335 هـ/1916م) ([6])0 وسارع أفراد آخرون من أفراد العائلة، ومن علماء المشرق والمغرب بالتبرع بالمخطوطات والكتب، لإغناء المكتبة، وإعانتها على المضي قدما في رسالتها النبيلة0 ولم تفتقد الـمكتبة الا الى مجموعة مهمة تعود الى أحد أفراد العائلة، وهو الشيخ خليل الخالدي (ت1360هـ/1941م)، والذي كان رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية في القدس0 ومن المثير أن الشيخ خليل قد عني بالمكتبة الخالدية خلال العقد الرابع من القرن الحالي، لكن ما سلم من مجموعته (360 مخطوطا)، استقر في مكتبة المسجد الأقصى المبارك عندما تبرع بها أحد ورثته الى الـمكتبة الـمذكورة عام 1979 0
ومن الـمفارقات أن الشيخ طاهر الجزائري، أحد أعلام العالم الاسلامي، ومن أكبر محبـي الكتب، قد حضر الى القدس منفيا من دمشق، وذلك بأمر من السلطة العثمانية، وكان على علاقة وطيدة بالحاج راغب الخالدي، فتكاتف معه، وبمساعدة الشيخ أبـي الخير محمد بن محمود الحبال الدمشقي، في ترتيب المكتبة، وتحضير فهرسها الأول0 ثم تولى الشيخ طاهر مهمة النهوض بالمكتبة، وقام بذلك على أفضل وجه، على الرغم مما كان يعصف بفلسطين بعامة، وبيت الـمقدس بخاصة من أحداث لم تترك متّسعا للعلم والثقافة، لكن المكتبة الخالدية أصرّت على الـمضي قدما في رسالتها0
وبعد ذلك تولى الشيخ أمين الدنف الأنصاري ادارة المكتبة، تاركاً بصماته عليها، خاصة نشاطه الـمتميز بنسخ المخطوطات بخطه الجميل، فنقل بذلك عددا ليس باليسير من المخطوطات، وبخطه، وضمّها الى مجموعة الخالدية، وبوفاته لم تعد عوائد الوقف قادرة على كفاية المكتبة، وبالرغم من ذلك حاول ابنه من بعده التصدي لهذه المهمة، الا أن حرب حزيران 1967 قد قضت على الأمل المتبقي لإعادة إحياء الـمكتبة0
تعرضّ مبنـى المكتبة ومحتوياتها للمحنة التي واجهها الشعب الفلسطيني عام 1967، فقد هدمت حارة المغاربة الملاصقة للمكتبة من الناحية الجنوبية، كما تمت مصادرة جزء من سطح مبنـى المكتبة، ليـبني عليه الرابي "غورين" رابي الجيش الاسرائيلي عام 1967 شقة له0 ولولا استبسال الاستاذ حيدر الخالدي ـ متولـي وقف عائلة الخالدي في حينه ـ لما كتب لهذه المكتبة ومبناها التاريخي البقاء، ولما استطعنا استقراء جزء مهم من التاريخ الثقافي الاسلامي لبيت المقدس، كما تعكسه مجموعة الخالدية0 فنحن مدينون للشجاعة الفائقة التي تحلّى بها هذا الرجل في ظل ظروف عصيبة عز فيها الرجال، مدافعا عن تراث عائلته، مسهما في تخليد الثقافة العربية الإسلامية في بيت المقدس0 رحم الله الاستاذ حيدر الخالدي الذي شكّل حلقة من سلسلة طويلة لهذه العائلة في بيت المقدس0
مبنى الـمكتبة الخالدية
على أحد محاور القدس الرئيسة، الممتدة ما بين باب الخليل (الغرب) الى باب السلسلة (احد بوابات الحرم القدسي الشريف)، حيث تمتد على طرفيه المباني والمؤسسات المملوكية، من مدارس وزوايا وترب وأسبلة، وبالضبط على المفرق المؤدي الى عقبة أبو مدين (حارة المغاربة) وحائط البراق، ومقابل التربة الكيلانية، والتربة الطازية، تقع المكتبة الخالدية، وذلك في تربة الأمير بركة خان0 والأمير بركة خان، قائد الخوارزمية الذين استدعاهم الملك نجم الدين أيوب لاسترداد بيت المقدس من الصليبيين، وعلى الرغم من مقتل الأمير في حمص، وتحدث بعض المصادر عن دفنه في القاهرة، الا أن البعض يعتقد بأن جثمانه قد نقل الى بيت المقدس، وعلى ما يبدو بأن ولداه بدر الدين محمد بك، وحسام الدين كره بيك، قد دفنا في هذه التربة، وحتى اليوم تظهر فوق قبورهم في فناء المكتبة، الشواهد الثلاثة، والتي تحمل أسماء الأمراء الخوارزمية والتي نصّها:
الشاهد الأول:
" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام هذا قبر الفقير الى رحمة الله تعالى حسام الدين ملك الأمراء البركة خان توفي في سنة أربع وأربعين وستمائة غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين"0
الشاهد الثاني:
" بسم الله الرحمن الرحيم كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبا الدار هذا قبر العبد الفقير الراجي رحمة الله وغفرانه حسام الدين كره بك بن بركتخان نور الله ضريحه توفي في ثالث ذي الحجة سنة احدى وستين وستمائة هجرية غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين"0
الشاهد الثالث:
" بسم الله الرحمن الرحيم يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ان الله عنده اجر عظيم هذا قبر الفقير الى الله الراجي رحمته وغفرانه الأمير الكبير بدر الدين محمد بك بن بركتخان توفي مستهل ربيع الأول لثمان وسبعين وستماية" ([7])0 أما تاريخ البناء فعلى الأغلب يعود الى السنوات (663 ـ 679 هـ/ 1264 ـ 1280م 0 في حين وضع شاهد قبر الأمير بركة خان لتخليد ذكراه، ومجاورة للمسجد الأقصى المبارك0
ويتألف الـمبنى (وعلى الأصح ما تبقى منه، لأننا لا نستطيع اعادة تصور البناء الأصلي بسبب التغيرات التي طرأت على البناء خلال القرون الماضية) من صحن سماوي واسع، تحيط به باتجاه الشرق غرفة صغيرة بعقد متقاطع، وقاعة كبيرة متطاولة الى غرب الساحة، تحتوي على محراب لاستخدامها كمسجد([8])، وشكّلت هذه القاعة الرئيسة للمكتبة، وبفضل الجهود المخلصة لأبناء عائلة الخالدي، وعلى رأسهم الاستاذ وليد الخالدي تم إنجاز المبنى وترميمه وتجهيزه، حتى يتم ملاءمته ووظيفة المكتبة وحفظ المخطوطات0 مخطوطات الـمكتبة الخالديـة
يبلغ مجموع المخطوطات العربية 1209 مخطوطاط، تحتوي على عددكبير من المجاميع، بالاضافة الى 18 مخطوطا باللغة الفارسية، و 36 مخطوطا باللغة التركية0 أما حالة هذه المخطوطات فهي بشكل عام متوسطة، بالاضافة الى مجموعة بحالة جيدة، واخرى سيئة جدا0 وبفضل الجهود الأخيرة، تم ترميم حوالي مائة مخطوط، وأجريت عمليات التبخير والتنظيف للمخطوطات، وذلك لمنع تدهور وضعها0 كما تم حفظ كل مخطوط في صندوق مناسب خال من الأحماض، وتمت السيطرة على درجات الحرارة والرطوبة، وبذلك يمكن القول بأن المخطوطات محفوظة ضمن الشروط المتعارف عليها دوليا0 ويبقى من مهمات المكتبة مستقبليا الاستمرار بعملية الترميم والانتهاء من تصوير ما تبقى من المخطوطات على "المايكروفلم"، وتجميع الدشت المتبقي، ومحاولة التعرف عليه وتصنيف ونشر الأوراق الخاصة لعائلة الخالدي0
وقد بلغ مجموع العناوين الـمنشورة في هذا الفهرس حوالي 1970 عنوانا، منها 1448 عنوانا، يتوفر منها نسخة واحدة، والباقي عناوين مكرّرة، أو أجزاء عديدة لعنوان واحد0
وتعكس مجموعة الخالدية حرصا بالغا ووعيا فائقا لدى جامعيها باختيار أفضل أنواع المخطوطات من نواحي الندرة، وحسن الخط، والورق، والدقة، ولذلك فقد جمعت هذه المخطوطات من أماكن متفرقة، دلّت على الأماكن التي رحل اليها أعلام هذه العائلة0 ومن الملاحظ أن علماء آل الخالدي قد جاوروا الأزهر، واتصلوا بعملائه وطلبة العلم فيه، القادمين من كافة أنحاء العالم الاسلامي، بشرقه وغربه، حيث قاموا باقتناء المخطوطات من رحاب الأزهر، أو أمروا بإستنساخها، وجمعوها وعادوا بها الى بيت المقدس ([9])0 كما انتشر أبناء هذه العائلة موظفين حكوميين، ومدرسين، وقضاة شرعيين في أماكن مختلفة من الدولة العثمانية، حيث جمعوا المخطوطات وعادوا بها الى بيت المقدس ليثروا بها مكتباتهم الخاصة، والحركة العلمية في ظل المسجد الأقصى المبارك0 وعلى الرغم من أن عددا قليلا من المخطوطات يحمل أسماء الأماكن التي نسخت فيها، الإ أننا نلحظ تغطيتها معظم بلاد الشام، ومصر، وجزءاً من الجزيرة العربية، والجزيرة الفراتية، والعراق، وأماكن واسعة من تركيا وشرق اوروبا0 ولو رسمنا خارطة لمصادر المخطوطات لاتضحت الروابط الثقافية التي ربطت بيت المقدس، وعائلة الخالدي بأرجاء الدولة العثمانية([10])0 وتغطّي المجموعة غالبية العلوم الاسلامية والعربية، كما تغطي عدداً ليس يسراً من العلوم المختلفة، ويلاحظ ارتفاع نسبة الفقه الحنفي بالنسبة لباقي الموضوعات، حيث بلغت حوالي الربع، وذلك لارتفاع عدد القضاة والفقهاء من عائلة الخالدي، وإنتمائهم الى المذهب الحنفي0
أما تواريخ نسخ المخطوطات فقد قسّمناها على كشافين، يضم الأول المخطوطات التي تحمل تاريخ نسخ، أو استطعنا التوصل اليه بالمقارنة، والآخر يضم المخطوطات التي أرّخناها بالاعتماد على شكل الخط، ونوع الورق، وعلامات التملك والقراءات، أو من خلال تجربتنا المتواضعة0 وتعود أقدم المخطوطات المؤرخة الى سنة 418 هـ/1027م ([11])، وأحدثها الى سنة 1351 هـ/1932 ([12])0 إن مجموع المخطوطات المؤرخة تفتح المجال أمام الباحثين لدراسة تطور الخط العربي، والحبر والورق والتجليد، منذ القرن الخامس الميلادي حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، حيث إننا بالكاد لا نجد فترة غير ممثلة، وأحيانا نجدها ممثلة بكثافة، خلال القرون الهجرية التسعة الماضية0 أما أقدم المخطوطات التي لا تحمل تأريخا فيعود الى القرن الرابع الهجري([13])، كما يحتوي كشاف المخطوطات غير المؤرخة على مخطوطين يعودان الى القرن الخامس الهجري ([14])0 أما نوادر مخطوطات الخالدية فهي كثيرة، واعتمدنا في اعتبارها نادرة على ما تجمّع تحت تصرفنا من مصادر0 كما إعتمدنا على من سبقنا بالنظر الى هذه المخطوطات ([15])0 وأفردنا كشفاً خاصا بنوادر المخطوطات، وضم تلك المخطوطات التي تنفرد الخالدية بملكيتها لنسخة يتيمة، أو ثانية منها0 وأضفنا اليها تلك المنسوخة بخط المؤلف0 لقد بلغت هذه القائمة 288 عنواناً ([16]) مما يضفي على مجموعة الخالدية أهمية غير عادية0 أما المخطوطات التي كتبت بخط المؤلف، فقد بلغت 112 عنوانا، وهي قلّما تجتمع في مكتبة واحدة، وهذا يدل على الحرص الخاص الذي أولاه جامعوها في اختيارهم للمخطوطات0 ومن أشهر المخطوطات التي كتبت بخط المؤلف نذكر:
(1) مجموع لتقي الدين السبكي (كتبه سنة 741 ـ 749 هـ/1340 ـ 1348م)0
(2) قصص الأنبياء لإبن أبي عدسة القدسي (كتبه سنة 856 هـ/ 1452م)0
(3) جلاء الأفكار في سيرة المختار للبلبيسي (كتبه سنة 986 هـ/ 1520م)0
(4) الأشباه والنظائر لابن نجيم المصري (كتبه سنة 969 هـ/1562م)0
(5) بسط المقال للشرنبلالي (كتبه سنة 1029هـ/1620م)0
(6) فتاوى ابن قاضي عجلون000 الخ ([17])0 لقد استثنينا من النوادر تلك المصححة من قبل المؤلف، أو التي قوبلت بنسخة المؤلف، بالرغم من بلوغها أكثر من 250 عنواناً0
وتحتوي المجموعة على مؤلفات تعود لأكثر من 720 عالما تم تشخيصهم، منهم مؤلفون غير معروفين، وبالتالي ستضيف مجموعة الخالدية الى قائمة المؤلفين في العالم الاسلامي مجموعة جديدة0 وبالتأكيد ككل المجموعات، لم نستطع تشخيص عدد كبير من المخطوطات، وذلك بسبب عدم ورود ذلك على المخطوط، أو بسبب ضياع الأوراق الأولى، أو الأخيرة منه0
لقد بذلنا جهدا وافرا للتعرف على المخطوطات غير المعرفة، ونجحنا في عدد ليس قليلاً، لكن عددا كبيرا بقي بدون تعريف ينتظر الباحثين للتعرف عليه، وفي كشاف المؤلفين أوردنا الأسماء بشكل مختصر دون الإخلال بالأسماء الشائعة ([18])، في حين ترد بشكل أكثر تفصيلا في الـمتن0 أما الناسخون فقد أوردنا في كشافهم أسماء 536 ناسخا، ويشكّل الـمقادسة نسبة عالية منهم، وأشهر نساخ بيت الـمقدس شحاده محمود الشافعي، وعمر بن عثمان بالي الـمقدسي، ومحمد أمين الدنف الأنصاري0 كما احتوى الكشاف على عدد ليس قليلاً من عائلة الخالدي والداودي ([19])0 أما كشاف بند الملاحظات فقد أوردنا فيه أسماء الأعلام الواردين في بند الملاحظات([20])، وهو ما قمنا بجمعه من أسماء أصحاب المخطوطات، وتنقّل الملكيات، وكذلك القراءات والسماعات والملاحظات الشخصية، ويسهم هذا البند الى حدّ كبير في توضيح تواريخ وأماكن اقتناء المخطوطات، وكيفية وصولها الى عائلة الخالدي0 وقد حرصنا على ايراد كل اسم علم يرد على الورقة الأولى والأخيرة، وأحيانا في ثنايا المخطوط، كما يسهم هذا البند في تتبع ملكيات المخطوطات داخل عائلة الخالدي قبل تحويلها الى مكتبة مشتركة0 كما تحتوي المخطوطات على ملاحظات شخصية تتعلق بأبناء الخالدي مثل تواريخ وفاة، وولادة، وتركات، وبيع وشراء، ومجاورة بالأزهر000 ([21])0 لقد حرص بعض أفراد العائلة على كتابة نسبهم بشكله الكامل على المخطوطات، كما فعل موسى شفيق بن محمد طاهر الخالدي ([22])، كما حملت غالبية المخطوطات التي أوقفها أحد أجداد العائلة، وهو محمد صنع الله الخالدي على نصّ وقفية على أولاده الذكور ([23]) أو أشار الى وقفيته المسجلة في المحكمة الشرعية في بيت الـمقدس0 وتعود أقدم المخطوطات التي أوقفها محمد صنع الله الخالدي، وتحمل خطه الى سنة 1081 هـ/1670م، ([24]) لتتوالى بعدها الوقفيات منه ومن أولاده، خاصّة ولده محمد صنع الله بن محمد صنع الله الخالدي، الذي كتب وقفية موسّعة بذلك تعود على الأغلب الى سنة 1200 هـ ([25]) رفدها لاحقا بالمزيد من المخطوطات0 بقي أن نذكر بأن بند الملاحظات يساعدنا في رسم شجرة عائلة الخالدي في بيت المقدس منذ القرن السابع عشر الميلادي، وستعيننا المعلومات الواردة في كتابة تاريخ مدينة القدس في العهد العثماني0 ولم يتضمن البند أعلام المؤلفين المعروفين، لأنه لا فائدة ترجى من ذلك0
مـنـهـج الـفـهرسـة
واجهتنا صعاب جمّة في تحضير هذا الفهرس، وذلك لكبر المجموعة، وعدم وجود تصنيف أوّلـي لها يساعدنا على ترتيبها الأولي والبناء عليه0 وحملت المخطوطات أرقاما متسلسلة هي في الحقيقة رقمها على الرف، دون إعتبار للموضوع، لذلك لم يكن ممكنا نشر أي جزء من هذا الفهرس دون الانتهاء من العنوان الأخير، ومن جهة ثانية فإن عدد المخطوطات المجهولة كان كبيرا، مما استنفد جزءاً غير قليل من الجهد للتعرف عليها، وبالرغم من عدم نجاحنا في ذلك كلّيا، إلا أننا استطعنا التعرف على عدد كبير منها، على أن يقوم أصحاب الاختصاص في المستقبل بالتعرف على ما تبقى0
كما واجهتنا مشكلة التشخيص السابق غير الدقيق لبعض المخطوطات، فعملنا على تشخيصها بشكل صحيح، كما اعتمدنا في هذا الفهرس العناوين وليس المخطوطات، بحيث أفردنا لكل عنوان بغض النظر عن حجمه وأهميته نفس الجهد والمساحة، كما تعاملنا مع المخطوط المكون من عدة أجزاء على أنه عناوين عديدة0
يحتوي هذا الفهرس على 1970 عنوانا، موزعة على الموضوعات التالية:
الـموضوع | عدد العناوين |
(1) القرآن الكريم | 11 |
(2) التفسير | 61 |
(3) علوم القرآن | 40 |
(4) الحديث الشريف وعلومه | 152 |
(5) اصول الدين | 156 |
(6) أصول الفقه | 70 |
(7) الفقه | 533 |
( التصوف | 103 |
(9) الـمدائح النبوية | 46 |
(10) الآداب الشرعية | 164 |
(11) اللغة العربية | 167 |
(12) الأدب العربـي | 146 |
(13) السيرة النبوية | 22 |
(14) السير والتراجم | 25 |
(15) التاريخ | 12 |
(16) الفضائل | 6 |
(17) منطق | 97 |
(18) الفلك | 70 |
(19) الحساب | 12 |
(20) الـطـب | 9 |
(21) الـموسيقى | 3 |
(22) الحيوان | 6 |
(23) السياسة | 4 |
(24) الاجـازات | 7 |
(25) الـمتفرقات وشملت على موضوعات شتى | 40 |
وأما المعلومات الواردة في الفهرس فمقسّمة على الأجزاء التالية :
(1) رقم المخطوط المتسلسل على رفوف المكتبة، وهو على يسار الرقم الكلّي0
(2) الرقم المتسلسل في الفهرس، وهو على يمين الرقم، وهو المعتمد في الكشافات0
(3) وضع بين الرقمين الموضوع0
(4) عنوان المخطوط، وإن لم يرد وضعنا عنوانا من عندنا يتناسب والموضوع، واذا لم يرد وتعرفنا عليه من خلال القراءة في المخطوط وضعنا ذلك بين معقفتين [ ]، وتركنا الأخطاء النحوية في العناوين دون تصحيحها0
(5) اسم المؤلف: توخينا أكثر الأسماء شيوعا للمؤلف، وقارناها بالمصادر، واذا لم نتعرف على المؤلف فضّلنا استخدام "لم يرد" عوضا عن "مجهول" توخيا للدقة، وأنه قد يتم التعرف عليه في المستقبل، واتبعنا الاسم بتاريخ الوفاة بالهجرية والميلادية0 وان لم نتعرف على تاريخ الوفاة وضعنا القرن الذي عاش فيه ـ إن وجدنا لذلك سبيلا ـ والا تركناه دون تاريخ0
(6) الموضوع: أعطينا فكرة مختصرة عن موضوع المخطوط، وأقسامه ان وجدت، وتطرقنا لأهمية المخطوط وندرته، بالاضافة الى معلومات اخرى اقتضاها السياق أو موضوع المخطوط، كما حرصنا على أن نذكر إن كان موضوعاً أم شرحاً، أم حاشية أم نظماً أم تخميساً 000 الخ، وتعرفنا على اصوله ومؤلفي الأصول، وأتبعناه بتاريخ وفاتهم حيث أمكن ذلك0
(7) تاريخ النسخ : أوردناه بالهجرة فقط، وربطناه باليوم والشهر، إن وجد واذا لم يرد التاريخ ذكرنا ذلك، وأتبعناه بتاريخ تقديري إعتمادا على الخط والورق، وعلامات التملك، أو أية إشارة تفيد في ذلك0
(
مكان النسخ : اذا ورد ذلك0
(9) الناسخ : اذا ورد ذلك، وذكرناه أحيانا بين معقفتين [ ] اذا توصلنا له بمقارنة الخط، أو لذكره مرة واحدة في مجموع مكوّن من عدة رسائل وبنفس خط الناسخ0
(10) عدد الأوراق وقياساتها: نورد عدد الأوراق، وان كان رسالة في مجموع فقد ذكرنا أين تبدأ وأين تنتهي، ثم عدد الأسطر، وقياسات الورقة طولا وعرضا، وقياسات المتن، ثم عرض الهامش0
(11) أول المخطوط: لقد بدأنا دائما بـ " أما بعد" ان وجدت، وإن كان المخطوط ناقصا، فقد بدأنا بأول كلمة بالنص، كما تجاهلنا على الأغلب البسملة والأدعية في بداية المخطوط لننتقل الى الموضوع، وحرصنا على ايراد عنوان المخطوط، ان ورد ذلك في مقدمة المؤلف، وايراد ان كان شرحاً أو حاشية000 الخ، وأحيانا كان من غير الممكن اختصار أول المخطوط ان كان لذلك فائدة تجنى، أو لوجود نص طريف أو معلومة إعتقدنا أنها على درجة من الأهمية، وأحيانا استسلمنا أمام عجزنا عن حل الخط، أو بسبب تلف شديد وقع على المخطوط، فذكرنا بأنه " غير مقروء" أو "شديد التلف"0
(12) آخر المخطوط: يرد جملة أو أكثر من خاتمة المخطوط، وقد اختصرنا الدعاء بقدر الإمكان، خاصة دعاء الناسخ0
(13) الملاحظات: وتتضمن نوع الخط، حالة المخطوط، لون الحبر أو الأحبار، الجلد، الزخارف ان وجدت، كما يرد اسم الناسخ وتاريخ ومكان النسخ، وعلامات التملك والقراءات والسماعات، أو أية ملاحظات اخرى ترد على المخطوط بشكل اقتباسات0
(14) المصادر والمراجع: تم التدقيق أولا لدى بروكلمان، في كتابه تاريخ الأدب العربي، حيث كان معينا في تشخيص الكثير من المخطوطات، وحرصنا على ايراد عدم ذكر بروكلمان للمخطوطات، كما تم دعم ذلك بعدد من المصادر العربية0 وعندما لم نجد للمخطوط ذكرا، عرفنا بمؤلفه، وأحلنا القارىء الى بعض المصادر التي ذكرها المؤلف0
وقد أتبعنا النصوص بكشافات العناوين، والمؤلفين، والناسخين، وأماكن نسخ المخطوطات، وتاريخ نسخ المخطوطات غير المؤرخة، ونوادر المخطوطات، وكذلك بكشاف بالمخطوطات التي كتبت بخط المؤلف، والأعلام الواردين في بند الملاحظات0
وفي الختام، لا يسعني إلاّ أن أعترف بأن هذا العمل كان بمبادرة من الاستاذ العلامة وليد الخالدي، الذي حرص على اصدار هذا الفهرس، وتابع عملي منذ البداية حنى النهاية، بالرغم من انشغاله الكبير، فلولا جهده المتواصل لما كتب لهذا الفهرس أن يرى النور0 أما الاستاذ كامل الخالدي "متولي وقف عائلة الخالدي" فلم يبخل علي في تذليل العقبات والمتابعة المستمرة، والانسة هيفاء حيدر الخالدي فقد تحملت الكثير من المشاق لتسهيل مهمتي، وأظهرت حرصا شديدا على الانتهاء منه، ودعمه بكل السبل، والدكتور رشيد الخالدي الذي أظهر إهتماما عاليا بالفهرس، وهناك آخرون ممن قاموا بدعم هذا العمل، بهذا الشكل أو ذاك، لهم مني جميعا جزيل الشكر والامتنان0
أما زوجتي السيدة هيفاء الجعبة فقد رافقت هذا العمل منذ يومه الأول حتى نهايته، وعملت الى جانبي لتذليل العقبات الفنية، من ترقيم أوراق المخطوطات غير المرقمة، وقياس الأوراق والمتن والهامش، والبحث عن النصوص داخل المخطوط، التي قد تساعد على تشخيصه، مما وفر علي جهدا كبيرا، ووقتا غير يسير، فلها مني وافر الشكر وجزيله0 أما السيد اسامه الترهي فقد قام بطباعة هذا الفهرس، وتحمل مشاق كثيرة في إتمامه، كما قام الاستاذ عمر مسلم، استاذ النحو العربي في جامعة بير زيت بالمراجعة اللغوية، وقضى الليالي مدققا لنصوصه دون كلل0
كما لا يسعني هنا الا أن أتوجه بالشكر لمؤسسة الفرقان، ممثلة برئيسها معالي الشيخ أحمد زكي يماني، وأمينها العام الدكتور هادي شريفي، الذي قام بمتابعة هذا العمل بشوق، وحرص شديد، وقلق دائم، والى كل طاقم المؤسسة الذين عملوا بجد ونشاط على إخراج هذا العمل وتقديمه الى الباحثين، وذلك خدمة لبيت الـمقدس وقضيته، وتثبيتا لعروبة الـمدينة وإسلاميتها0
أما الأخطاء الواردة في هذا الفهرس فهي مسؤوليتـي وحدي، والله الهادي الى سواء السبيل0
الدكتور نظمي أمين الجعبة
بيت الـمقدس في 23 ذي الحجة 1418
وفـق 20/4/1998
(1) سلامة، فهرس مخطوطات المسجد الأقصى، ج1(1980)، ج2 (1983)، ج3 (1996)0
(2) نفسه، فهرس مخطوطات المكتبة البديرية (1987)0
(3) حول ذلك انظر: عارف العارف، الـمفصل في تاريخ القدس، ص 449 وما بعدها0
(4) انظر سلامة، فهرس مخطوطات المكتبة البديرية0
(5) مناع، أعلام، ص 135 وما بعدها0
(6) انظر على سبيل المثال المخطوطات : 61، 139، 342، 1870 0
(7) العسلي، أجدانا في ثرى بيت المقدس، ص 73 وما بعدها0
[ltr]( Walls , “ The Turbat Baraka Khan or Khalidiya Library , Levant , 1974 , 25 ff.: Burgoyne , Mamluk Jerusalam , 109 ff.[/ltr]
(9) انظر على سبيل الـمثال بند الملاحظات في المخطوطات : 567، 1353، 1768
(10) انظر كشاف أماكن نسخ المخطوطات0
(11) انظر المخطوط رقم 206 0
(12) انظر المخطوط رقم 1675 0
(13) انظر المخطوط رقم 1647 0
(14) انظر المخطوطان رقم 242، 1487 0
(15) مخلص، نفائس الخزانة الخالدية ؛ طلس، دور كتب فلسطين؛ المنجد، المخطوطات العربية في فلسطين؛ الموسوعة الفلسطينية0
[ltr]World Survey of Islamic Manuscrips pp. 585 ff; Conrad . and Kellner - Heinkele , pp. 280 ff. [/ltr]
[size]
(16) انظر كشاف نوادر المخطوطات0(17) انظر كشاف المخطوطات التي كتبت بخط المؤلف0(18) انظر كشاف المؤلفين0(19) انظر كشاف الناسخين0(20) انظر كشاف الأعلام الواردين في بند الملاحظات0(21) انظر على سبيل المثال المخطوطات : 663، 711، 1312 0(22) انظر المخطوط رقم 1414 0(23) انظر على سبيل المثال المخطوطات رقم 752، 516 0(24) انظر المخطوط رقم 516 0(25) انظر على سبيل المثال المخطوط رقم 567 0[/size]