يبدو أنّ المقدسات الإسلامية في فلسطين، فقدت قدسيتها في ظل هجمات سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليها بالطقوس اليهودية التي باتت تثقل كاهلها، وتجعلها تفقد كل معالمها ومكانتها الدينية والتاريخية المهددة بالضياع وبقوة السلاح.
وفي الوقت الذي يستعد فيه أهالي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، لاستقبال يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، شهدت المدينة سابقة خطيرة، حيث أحيا آلاف المستوطنين حفلاً غنائياً راقصاً استفزازياً في باحات وساحات الحرم الإبراهيمي وسط المدينة.
وقال مدير الحرم الإبراهيمي، منذر أبو الفيلات لـ"العربي الجديد": إن المستوطنين، الحاصلين على حماية من قبل قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، تجاوزوا حرمة الحرم الإبراهيمي، ودنسوا ساحاته الخارجية بحفل راقص يستفز مشاعر المسلمين في العالم، في خطوة اعتبرها خطيرة تسبق مخططات احتلالية في الحرم الإبراهيمي.
موسيقى صاخبة ورقص وغناء وصراخ واستفزاز، تلك هي الأجواء التي سادت الحرم الإبراهيمي في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، فيما أغلقت الطرقات المؤدية إليه.
وانتشرت قوات كبيرة من عناصر جيش وشرطة الاحتلال لتأمين الحفل، الذي أحيته مغنية يهودية علمانية.
وبحسب ما قاله أبو الفيلات، فإن الغرض من هذه الخطوة استفزاز مشاعر الفلسطينيين ومسلمي العالم، وكذلك تحويل الأنظار إلى الحرم الإبراهيمي، بدلاً من المسجد الأقصى الذي يتعرض لمحاولات تقسيم زماني ومكاني من قبل الاحتلال.
وحذر أبو الفيلات من مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لتحويل الحرم الإبراهيمي إلى كنيس يهودي، بعد أن قام المستوطنون بتحويل إحدى الغرف القريبة من الحرم إلى مغطس طهارة للنساء، وهذا لا يقام إلا عند كنيس يهودي.
مشيراً إلى أن الحفل الصاخب الذي أقيم أمس، ما هو إلا مقدمة لمحاولة تحويل الحرم إلى كنيس وإبعاد المسلمين عنه وحرمانهم منه.
وطالب أبو الفيلات الجهات الرسمية الفلسطينية والعالم بالتدخل لوقف اختراق المستوطنين وقوات الاحتلال لحرمات المقدسات الإسلامية الفلسطينية، والضغط عليه لاحترامها واحترام مكانتها عند المسلمين، وإلغاء كافة القرارات والقوانين والإجراءات العسكرية، التي تقيد وتحد من حرية المسلمين في أداء طقوس العبادة المكفولة بكافة الشرائع والقوانين الدولية.