منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Empty
مُساهمةموضوع: زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..   زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:04 am

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. الصهاينة اليهود والصهاينة المسيحيون وجهان لعملة واحدة
admin - 26 اكتوبر, 2015

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Zaloum-new-new5.jpg775
  د. عبد الحي زلوم

   بعد أن انهيت مشاهدة فيديو عن فتاه فلسطينية يتم إطلاق النار عليها بدم بارد وهي رافعة يديها وبعد أن شاهدت فيديو أخر لفتى فلسطيني يتم ملاحقته من الرعاع اليهود صائحين:  إرهابي … إرهابي مع أنه لم يكن يحمل حتى سكيناً فتقوم الشرطة عن بعد بإطلاق 7 رصاصات على جسده، اصبت بإشمئزاز وقرف شديدين لم يزد عنهما سوى سقوط النظام الرسمي العربي الذي إكتفى  بعقد جلسة على أدنى مستوى لجامعة الدول العربية التي لم تنعقد في تاريخها سوى لتحليل الحرام ضد أحدى الدول العربية كما كان في العراق وسوريا.  وما زادني قرفاً ما قاله وزير الخارجية  الأمريكي جون كيري : أن “على الارهاب الفلسطيني أن يتوقف فوراً “. اثار هذا القول اشمئزازي لكنني تذكرت انني كتبتُ كتاباً بعنوان “:  أمريكا: إسرائيل الكبرى .. إسرائيل أمريكا الصغرى التاريخ الحقيقي لأمريكا في الشرق الأوسط” من 408 صفحات بينتُ فيه أن الثورة البروتستانية قد اختطفت بعض المسيحيين وأن اليهود قد اختطفوا بدورهم العقيدة البروتستانية . ولكي لا يظن أحد أن في هذا الكلام مبالغة أقتبس أدناه أن الثقافة اليهومسيحية القائمة في العالم البروتستانتي هي فعلاً مسيحية مختطفة . . عن ذلك تقول الإنسايكلوبيديا ويكي بيديا Wikipedia :
“يرى المؤرخون أصل المصطلح (الثقافة اليهومسيحية Judeo-Christian Culture) يعود إلى الثورة البروتوستانتية … وفي السياق الأمريكي يرى المؤرخون بأن استعمال هذا المصطلح هو للدلالة على تأثير العهد القديم اليهودي (التوراة) والكتاب الجديد (الإنجيل) على الفكر البروتوستانتي ومفاهيمه بشكل خاص … لقد رأى المهاجرون الأوائل لأمريكا أنفسهم الوارثين للكتاب المقدس العبري وتعاليمه … والتي أصبحت بدورها أساساً لمفاهيم النظام الأمريكي … لتصبح تلك المفاهيم العبرية أساساً للثورة الأمريكية ، وميثاق الاستقلال ، ودستور الولايات المتحدة.”
كلام واضح لا لبس فيه ! الحضارة الأمريكية جذورها وروحها يهودية تلمودية.
علينا دائماً أن نتذكرأن امريكا واسرائيل وجهان لعملة واحدة .
كان المهاجرون الاوائل لامريكا من طائفة البيورتان ومعتقداتهم الدينية المختلفة عن التيار المسيحي التقليدي، ومن ذلك معارضة إقامة مراسم القداس ومراسم الزواج في الكنيسة، ونأوا بأنفسهم عن الكنائس التقليدية، مفضلين التعبد في أماكن أطلقوا عليها “بيوت اللقاء” الخالية من الصلبان. كان البيوريتان يعتبرون السبت عطلة دينية ويمتنعون عن الاحتفال بالأعياد الدينية المسيحية مثل أعياد الميلاد وعيد الفصح . وعندما احتفلوا بأول عيد شكر لهم في الأرض الجديدة بعد عام من رسو السفينة ماي فلاورز على الشواطئ الأمريكية عام 1621، اعتبر أول المهاجرين الجدد ذلك بمثابة عيد الكفارة أو يوم كيبور ( عيد الغفران لدى اليهود). كان أول ما  تفوه به وليام برادفورد أحد المهاجرين البيوريتان وهو يضع قدمه على الأرض الأمريكية عام 1620:”  وهو يغادر السفينة ماي فلاورز التي أقلته و101 من أتباعه إلى الأرض الجديدة القول: تعالوا لنعلي كلمة الرب في أرض صهيون”. لقد سبقت المسيحية الصهيونية البروتستانية صهيونية هيرتزل بمئات السنين. وللعلم إن كافة رؤساء الولايات المتحدة من البروتستانت فقط عدا الرئيس جون كنيدي الكاثوليكي والذي تم اغتياله قبل اكماله مدته الرئاسية.
ننوه هنا أن الرأسمالية والتي تعتمد على رأس المال والربا كأساس للنظام الاقتصادي يتم تطويع كافة عناصر الاقتصاد والمجتمع لخدمة اصحابه  وأن عداء اصحاب النظام الرأسمالي للاسلام والمسلمين يحركه اساساً الاختلاف الجذري بين المفهوم الاقتصادي الاسلامي والرأسمالي بحيث لا يسمح النظام الإسلامي بمبدأ الربا وهو أيضاً محرمٌ في المسيحية الى ان تحايلت عليه وحللته البروتستانتية. وأصحاب راس المال في النظام الرأسمالي الاههم هو المال ولكنهم بخلاف الشيوعية التي تعتبر الدين افيون الشعوب وقد حرمته ومنعته الا ان اصحاب النظام الرأسمالي اعجبهم هذا الافيون المجاني واستعملوه لتطويع الجماهير لخدمة مصالحهم . وكما سنبين أدناه فإن البعثات التبشيرية البروتستانية الى العالم الاسلامي قد استهدفت مسيحيي المشرق بإعتبارهم فئة ضالةً تتبع مسيحية مزيفة . من المهم التفريق بين المسيحيين الصهاينة البروتستانت ومسيحي المشرق الذين هم أصلاً  مستهدفون في دينهم ووطنهم كالمسلمين.
الغزو الثقافي  للشرق الأوسط:
في عام 1810 شكلت مجموعة من رجال الدين الأمريكيين ما أطلقت عليه: المجلس الأمريكي لمفوضي المهمات الخارجية بهدف دعم المراكز التبشيرية في العالم غير البروتستنتي . وبالنسبة للأميركيين البروتستنت فإن مسيحيي الشرق والروم الأرثوذكس وأتباع الكنيسة الأرمنية يعتبرون من المسيحيين الضالين، وإن كان من السهل إعادة تحولهم للدين كما تراه الكنيسة البروتستنتينية التي تطلق عليهم صفة : ” مسيحيون بالاسم”. أما المسلمون فلهم وضعهم المختلف تماماً باعتبارهم لا شيء من الناحية الروحية وفي وضع يائس بأنتظار الخلاص.
 في عام 1816 ورد في عدد من مجلة نايلز وييكلي ريجيستر القول:” عندما يتم إخراج العثمانيين الضعفاء البلهاء من فلسطين، سيعود اليهود وسيجعلون الصحراء “تتفتح سريعاً كما الزهور”. وعليه فقد كان للبروتستنت أجندتهم الخاصة المعدة سلفاً تجاه العمل على تفكيك الدولة العثمانية المسلمة وصولاً لتحقيق العودة لليهود والمسيح إلى فلسطين.
قبل مغادرتهما بوسطون إلى البلاد المقدسة ليكونا أول بعثة تبشيرية تتوجه للشرق الأوسط، شرح المبشران الشابان للجموع المؤمنة في كنيسة أولد ساوث ما عرف بعد ذلك بـ: البرنامج التبشيري الخاص بالعالم الإسلامي. كان القس ليفي بارسونز أول المتحدثين قائلاً:” اليهود هم من علمونا طريق الخلاص.. فقد حافظوا وبإخلاص ونوايا صافية على الإنجيل.. إلهنا هو إلاههم وجنتنا هي جنتهم” والأهم من ذلك أن بارسون استذكر ” الحقيقة الكبرى” وهي أن اليهود هم من زودوا الإنسانية بالمخلص الأعظم.. المسيح”. وفي ذلك قال القس البروتستنتي وهو يستعد للسفر إلى فلسطين:  نعم..  إخوتي، إن من سيشفع لكم أمام عرش الله..  هو يهودي”.أضاف القس بارسون بأن على المسيحيين، وعلى سبيل إظهار الامتنان وكنوع من رد الجميل، بذل كل ما يمكنهم من جهد لاستعادة السيادة لليهود في أرض أجدادهم وموطن الإنجيل. وأضاف بارسون:” ما إن يختفي الاحتلال العثماني لفلسطين فإن معجزة فقط هي التي ستحول دون عودة فورية لليهود إليها. ومن جانبه تحدث زميله المبشر الثاني بليني فيسك عن الخلاص وفلسطين، وعندما ختم حديثه بالقول:” كل الأعين مسلطة على القدس″، انخرط الحضور بالبكاء.
اتضحت أجندة الحملة التبشيرية للقساوسة البروتستنت في الشرق الأوسط قبل أن يغادر روادها السواحل الأمريكية، وتلخصت بوضوح في هدفين: عودة اليهود إلى فلسطين، وتدمير الدولة العثمانية المسلمة، والتي كانت تحتل فلسطين على حد تعبير القائمين على الحملات التبشيرية الأمريكية. وتحقيقاً لهذه الأجندة، مارست البعثات التبشيرية البروتستنتينية نشاطها بكثير من الصبر والجلد، وخططت ونفذت غزواً ثقافياً ساعد إلى جانب عوامل أخرى على تفكيك الإمبراطورية العثمانية. ومن ذلك حقيقة أن السفراء الأمريكيين المعينين في العاصمة العثمانية اسطنبول، كانوا جميعاً إما من الصهاينة المسيحيين أو من الصهاينة اليهود أمثال شتراوس، شقيق أصحاب  سلسلة متاجر Macy، الذي ساهم وبنشاط وبالتعاون مع الماسونيين اليهود في الإطاحة بالسلطان عبد الحميد طبقاً للسفير البريطاني في اسطنبول في ذلك الوقت. وبالطبع فقد كان موقف السلطان عبد الحميد الرافض لعرض هيرتزل تسديد ديون الإمبراطورية العثمانية مقابل السماح لليهود بالهجرة إلى  فلسطين، سبباً كافياً لاستهدافه من قبل اليهود والماسونية.
بداية محبطة
في عام1840 حط المبشر سايروس هاملين برحاله في اسطنبول، حيث حصل على ترخيص بفتح مدرسة في بيبيك غير بعيد عن العاصمة. وعندما التحق بعض الأطفال الأرمن بالمدرسة المذكورة علت أصوات بطريرك الأرمن بالاحتجاج. ومع ذلك فقد تعاظم نفوذ المبشرين الأمريكيين داخل القصر السلطاني ، الأمر الذي تجلى في إهداء هذه الجماعات للسلطان مدرسة خاصة بأبناء الضباط أقيمت على نمط المدارس الأمريكية.
عندما وصل إلى بيروت عام 1855 كان المبشر الأمريكي دانييل بليس لا يزال شاباً في منتصف الثلاثينات من العمر، ومع ذلك نجح بليس وبسرعة في وضع يده على نقطة الضعف في العملية التبشيرية، التي حالت حتى ذلك الحين دون تحقيق نتائج تذكر على صعيد تحويل الأهالي مسلمين ومسيحيين شرقيين إلى المذهب البروتنستنتي. فسرعان ما تخلى بليس عن مشروعه الذي جاء من أجله وهو إقامة مركز تبشيري في جبل لبنان خاصة مع الوضع المتفجر هناك بسبب المواجهة بين الدروز والموارنة. وفي بيروت وبعد مشاورات مع المبشرين من كبار السن استقر الرأي على الطلب من المجلس الأمريكي للمهمات الخارجية الذي يدير عملية التبشير من عن بعد، السماح له بإقامة كلية في بيروت بهدف شحذ المشاعر القومية لدى الشبان العرب مسلمين ومسيحيين. حملت الكلية الجديدة التي اعتمدت العربية لغة التدريس فيها اسم الكلية البروتستنتينية السورية. كان رأي بليس كما عرضه أمام المجلس الأمريكي يقوم على المنطق التالي: بما أن البعثات التبشيرية عاجزة عن نشر المذهب البروتستنتي في المنطقة فليس أقل من العمل على فرض العلمانية والقيم الأمريكية هناك. كان بليس يرى بأن العلمانية من خلال القومية كفيلة بإيقاظ العنصرية النائمة، بل وحتى التعصب القبلي بين الجماعات العرقية العديدة والمختلفة التي تعج بها الإمبراطورية العثمانية ، وبهذا يمكن تحقيق الهدف الثاني من الحملة الصليبية الجديدة أي: تفكيك الإمبراطورية العثمانية. أصبحت الكلية البروتستنتينية السورية التي غيرت اسمها عام 1920 إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، مهداً فعلياً للقومية العربية حيث كان معظم قادة هذه الحركة من خريجي هذه الجامعة في القرنين التاسع عشر والعشرين . اقام المبشرون بالتوازي في تركيا كلية روبرتس لبث روح القومية الطورانية . بعد النتائج الكبيرة التي تحققت من خطوة الجماعات التبشيرية في بيروت، جاء دور القاهرة لينال المصريون نصيبهم من الخير القادم من الغرب، فكان قرار الجماعات البروتستنتينية  إنشاء الجامعة الأمريكية في القاهرة التي ستسير على خطى زميلتها في بيروت في نشر العلمانية من خلال القومية. وبالرغم من ارتفاع ميزانية المؤسسات التبشيرية سبعة أضعاف على مدار عشر سنوات(1885-1895) وزيادة عدد المدارس التابعة للجماعات التبشيرية إلى 400 مدرسة يتربى فيها أكثر من20 ألف طالب على مبادئ العلمانية، فإن المد القومي المستهدف لم يحقق سوى تقدم بطئ خلال القرن التاسع عشر. وعن ذلك كتب مايكل أورين في كتابه المعنون : السلطة، العقيدة والخيال،  يقول:
” بعد الرفض القاطع الذي أظهره العرب المسلمون للطروحات الدينية للجماعات التبشيرية، تعاملوا مع الأفكار القومية الجديدة بفتور.. فقد كان لديهم  الأمة الإسلامية التي تمثلها الدولة العثمانية بالفعل ولم يكونوا بحاجة لجهة جديدة تلزمهم بالولاء.. وبدلاً من الانفصال عن الإمبراطورية ، وجد هؤلاء بأن من الأفضل لهم محاولة الحصول على حقوق إضافية ضمن الدولة وتحقيق الوحدة ليس من خلال فلسفة دخيلة بل بالعودة للإسلام”
بعد 97 سنة من أول بعثة تبشيرية إلى فلسطين،تم تفكيك الدولة الاسلامية العثمانية وحين دخل الجنرال الانجليزي البروتستانتي اللنبي إلى القدس  قال:” الأن انتهت الحروب الصليبية.” لكنها ما زالت مستعمرة ليومنا هذا تحت إسم محاربة الارهاب!!! وأي إرهاب هو، إنه الارهاب الذي صنعوه بانفسهم . محاربة الارهاب تبدأ بمحاربة الارهاب الصهيوني في فلسطين.
  مستشار ومؤلف وباحث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..   زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:07 am

NOVEMBER 1, 2015
زوروا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ (2).. السفير البريطاني لحكومته: “اليهود سيطرو على حزب الاتحاد والترقي عبر شبكة ماسونية وبمساعدات السفير الأمريكي اليهودي أوسكار ستراوس″




[rtl]زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Zaloum-new-new.jpg77[/rtl]









[rtl]د. عبد الحي زلوم[/rtl]







[rtl]لعل أحد أنصع الأمثلة على تزوير التاريخ هي الصورة التي رسمها الاستعماريون للسلطان عبد الحميد في حين أن الرجل كان مصلحاً ووطنياً ومؤمناً من الدرجة الاولى دفع عرشه لقاء ذلك.[/rtl]







[rtl]كما يعترف لورد كنروس في كتابه المعنون: “القرون العثمانية.. ظهور وسقوط الإمبراطورية العثمانية”، بأن “عبد الحميد عزز النظام التعليمي بأنشاء 18 مدرسة ثانوية ومهنية متخصصة جديدة غطت العديد من المجالات، مثل الاقتصاد والفنون الجميلة والهندسة المدنية والشرطة والأزياء. كما أسس جامعة اسطنبول، وأوجد الأسس الاقتصادية والتعليمية والمهنية الكافية لخلق طبقة متعلمة ونخبة من موظفي الخدمات المدنية المدربين وإداريين أكفاء لتدبير شؤون “النظام الحميدي “..وطور الكلية الحربية وكليات البحرية والطب للأغراض المدنية والعسكرية. كما عمل السلطان عبد الحميد على توسيع قاعدة القراءة العامة من خلال تشجيع النشر وظهور المزيد من المطبوعات من صحف ومجلات وكتب. وتكتسب هذه الإنجازات أهمية خاصة وإضافية في ظل حقيقة أن خزينة الدولة كانت فارغة والإمبراطورية تعاني من عجز في القدرة على الوفاء بديونها الخارجية الخانقة لدى تسلم السلطان عبد الحميد الثاني مهام الحكم.[/rtl]







[rtl]شكل توحيد العالم الإسلامي تحت راية واحدة، حلم السلطان عبد الحميد الذي جهد في العمل على تحقيقه منذ اليوم الأول له في الحكم. وفي وضع إستراتيجيته موضع التنفيذ بكثير من الاجتهاد والهمة العالية، وذلك من خلال توسيع اتصالاته مع الطوائف الإسلامية المختلفة داخل الدولة وخارجها. وكانت قد اتضحت أكثر ما يكون ومن البداية بتعيينه الشركسي الجنرال خير الدين في منصب الوزير الأعظم (رئيس الوزراء هذه الأيام) كما أنه عين الكثير من العرب في مراكز حساسة. وذلك في خروج على التقليد المتبع وهو وضع شخصية تركية على رأس الحكومة. ولم يُخْفِ السلطان الأسباب التي دفعته لمثل هذا التصرف؛ إذ شرحها في الفرمان الخاص بتعيين رئيس الحكومة، والذي جاء فيه القول بأن… من حقه كخليفة الاستفادة من خبرات أكفأ العناصر المسلمة في أي مكان من أرض الإسلام. ما فعله السلطان كان إيصال رسالة واضحة للمسلمين في كل مكان من أن خليفتهم سيختار تعيين كبار المسؤولين من الأعراق كافة بدون إعطاء الأتراك آية أفضلية. غير أن السلطان بمثل هذه السياسة الإصلاحية والموحدة للمسلمين ما كان إلا وأن يثير المزيد من عداء أوروبا وأمريكا تجاه الدولة العثمانية وبشكل أكبر من أي وقت مضى”.[/rtl]







[rtl]من الجدير بالذكر الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت يهوداً لشغل مناصب سفراء وقناصل لدى الدولة العثمانية على مدار معظم سنوات القرن التاسع عشر، بما فيها آخر سنوات الدولة العثمانية. كما أن السفراء الذين خلفوا السفير الأمريكي اليهودي أوسكار شتراوس في اسطنبول مع دخول القرن العشرين كانوا جميعاً من اليهود، ومنهم: هنري مورغنثا و وأبراهام إيلكوس وسولومون هيرش. وكان الرؤساء الأمريكيون قد شرعوا ومنذ 1881 في ممارسة الضغوط على السلطان عبد الحميد للسماح بهجرة المزيد من اليهود إلى فلسطين. غير أن الشخصيات الدينية البروتستنتينية المتحمسة لعودة اليهود وصولاً لعودة المسيح، ومعهم السفراء الأمريكيون اليهود في المنطقة لم تنجح في النيل من عزيمة السلطان العثماني وتصميمه على عدم التفريط بالقدس. كان موقف السلطان عبد الحميد، كما أبلغه للوسطاء الأمريكيين، بأن فلسطين ليست ملكاً للسلطان بل هي ملك للمسلمين جميعاً، وبالتالي لا يملك السماح بإحداث أي تغيير في واقعها أو المساس بوحدتها.[/rtl]







[rtl]كان السلطان عبد الحميد يقدم على عكس كل شيء يريده المبشرون منه، ويجسد كل ما هو مخيب للآمال بالنسبة لهؤلاء وللغرب وبخاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين . فقد رفض السلطان العرض المغري الذي تقدم به ثيودور هيرتزل لتسديد سائر ديون الإمبراطورية، مقابل صك يسمح لليهود باستيطان فلسطين. ومما جاء في رد السلطان عبد الحميد الثاني على عرض هيرتزل بهذا الشأن القول:” أن أسمح بتقطيع أجزاء من جسدي بمشرط، فهو أقل إيلاما لي من رؤية فلسطين وهي تقتطع من دولة الخلافة وهو ما لن يحدث.. ليحتفظ اليهود بملايينهم وعندما تتمزق الخلافة يوماً ما سيكون باستطاعتهم الحصول على فلسطين بدون مقابل”.[/rtl]







[rtl]بعد أن اصطدمت جهودهم في إقناع عبد الحميد الثاني بالسماح بهجرة اليهود إلى فلسطين برفض قاطع من السلطان، توصل الصهاينة إلى قناعة بأن “تغيير النظام” في اسطنبول هو وحده الكفيل بتحقيق حلمهم في فلسطين. وهكذا بدأ التخطيط للإطاحة بالسلطان، وكان أول اجتماع عقد في هذا الصدد مباشرة بتاريخ 4 فبراير 1902 في منزل المدعو جيرماين انطوان ليفيفر-بونتاليس في باريس.. كانت المعارضة تنشط بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية بعيداً عن الأعين. أما المؤتمر الثاني للمعارضة فعقد في باريس عام 1907 وبهدف توحيد الأحزاب كافة بما فيها حزب:” لجنة الاتحاد والترقي”، تمهيداً لإشعال الثورة ” .[/rtl]







[rtl]بعد مؤتمر المعارضة الثاني في باريس أنذرت قيادة حزب لجنة الاتحاد والترقي، السلطان بتاريخ 13 مايو 1908 بضرورة استعادة العمل بالدستور، علماً بأن هؤلاء أنفسهم بادروا لتعليق العمل به وفرضوا الحكم الدكتاتوري لدى تسلمهم مقاليد الأمور في البلاد لاحقا. وفي 12 يونيو بدأ الجيش الثالث المتمركز في ماسيدونيا زحفه على القصر واستعيد العمل بالدستور بتاريخ 24 يوليو 1908.[/rtl]







[rtl]انفجرت ثورة مضادة تلقائية ضد حزب الاتحاد والترقي عام 1909 انضم خلالها الجنود وصغار الضباط لصفوف جماهير المسلمين الغاضبة من جمعية محمد. نشبت على إثرها مواجهات مسلحة استخدم خلالها ضباط الحركة الانقلابية المدفعية الثقيلة ضد المعارضين. ومع أنه لم يكن للسلطان أي يد في العملية العسكرية التصحيحية إلا أن الانقلابيين وجدوها فرصة لتحميله المسؤولية والتحرك للإطاحة به واستبداله بشقيقه الذي سيخدم كرمز. أبقى الانقلابيون على حياة السلطان، وتم نقله إلى سالونيكا .. حيث أودع في فيلا إيمانويل كاراسو، وكان أحد اليهود مع وفد هرتزل لمقابلة السلطان.[/rtl]







[rtl]في كتابه المعنون” سلام ينهي كل سلام”، تحدث ديفيد فرومكين أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن، عن جذور حزب الاتحاد والترقي الذي نشط مع الأحزاب الصغيرة المتحالفة تحت اسم: حركة الشبيبة الأتراك. ومما قاله فرومكين بهذا الشأن:” كانوا ( حزب الاتحاد والتقدم) يحظون بتعاطف وزارة الخارجية في لندن، ومع ذلك فقد كان للقنصلية البريطانية في القسطنطينية رأي مختلف، حيث كان السفير سير جيرارد لاوثر ينظر لقادة المعارضة بكثير من الازدراء. ويبدو أن السفير كان إلى حد كبير تحت نفوذ وتأثير مستشاره الرسمي لشؤون الشرق جيرالد فيتزموريس .. جاء تفسير الأخير لأحداث 1908 مقروناً بحقيقة هامة وهي أنها حدثت في سالونيكا، البلدة التي كان نصف سكانها إما من اليهود أو من طائفة “الدونمه” ( أتباع مذهب يهودي تحولوا إلى الإسلام في القرن السابع عشر). كما عرفت سالونيك أيضا بأنها مركز نشط لمهاجع الماسونية . وكان إيمانويل كاراسو، المحامي اليهودي، قد أسس مهجعاً ماسونياً تحول إلى مركز للاجتماعات السرية لجمعية طلعت، عندما كان هذا الأخير مطارداً من قبل شرطة السلطان. توصل فيتزموريس لقناعة مؤداها أن حزب الاتحاد والترقي هو نتاج لمؤامرة لعب الماسونيون الدور الأكبر في حياكة خيوطها، وقد نقل السفير لوثر هذا الرأي لوزارة الخارجية في لندن. وقد أشار السفير في تقريره المذكور إلى حزب الاتحاد والترقي مستخدماً تعبير:” اللجنة اليهودية للاتحاد والترقي…”. ومن جانبه أجرى مستشاره فيتزموريس المزيد من التحري حول المعارضة التركية وتحديداً ما يتعلق بحزب الاتحاد والترقي، ولخص ما توصل إليه من نتائج في تقرير سري رفعه باسمه إلى سير شارلز هاردنغ بوزارة الخارجية بتاريخ 29 مايو 1910. أشار فيتزموريس في تقريره إلى أن الشعارات التي رفعها حزب الاتحاد والترقي، والتي تتلخص في: الحرية، المساواة والأخوة، والكلمات الثلاث مستمدة من الثورة الفرنسية تشكل في الوقت ذاته شعارات الماسونية الإيطالية، وأصبحت الآن،الشعار الذي ترفعه حركة تركيا الفتاة. ومما قاله فيتزموريس في تقريره إن الأحزاب التركية الجديدة تقلد في طروحاتها السياسية والاجتماعية الثورة الفرنسية وتنتهج الوسائل الدنيوية البعيدة ذاتها تماماً عن الدين… وفي تقريره المطول الذي تكون من أكثر من 5000 كلمة ادعى لاوثر بأن اليهود هيمنوا على شبكة ماسونية ومن خلالها على الإمبراطورية العثمانية.. ومما قاله السفير البريطاني بأن من أبرز المشاركين في المؤامرة الماسونية اليهودية على تركيا السفير الأمريكي في تركيا أوسكار شتراوس ( يهودي أيضاً) الذي يملك أشقاؤه في نيويورك سلسلة متاجر مايسيز الشهيرة” والذي تبرع أخوه ناثان بثمن الأرض التي بنيت عليها مستعمرة نتانيا لاحقاً في فلسطين .[/rtl]







[rtl]في ذلك الوقت كان المبشرون قد نجحوا في إقامة أكثر من مئة كنيسة في أنحاء سوريا الكبرى ويديرون أكثر من200 مؤسسة تبشيرية، ومع ذلك فإن النتائج ظلت مخيبة للآمال بدرجة كبيرة.. فالمبشرون كانوا غير قادرين على إنقاذ الأرواح البشرية ولا إقناع احد بالتحول للدين المسيحي من المسلمين أو اعتناق المذهب البروتستننتي من المسيحيين الشرقيين. بل إن المبشرين وجدوا أنفسهم أمام حالات معاكسة، كما حصل مع القنصل الأمريكي لدى الفلبين ألكسندر راسل، الذي تحول للإسلام عام 1888 بعد أن كان عضواً ملتزماً في الكنيسة المشيخية. عاد راسل إلى مسقط رأسه نيويورك ليبني أول مسجد على الأرض الأمريكية ويصدر أول جريدة إسلامية في تاريخ البلاد.[/rtl]







[rtl]عن استخدام البريطانيين لعامل القومية والفرنسيين لعامل الدين في حملتهم الخاصة بتفكيك الإمبراطورية العثمانية ، كتب ديفيد فرومنكن في كتابه : “سلام ينهي كل سلام”، يقول: “كانت القوى الأوروبية في ذلك الوقت تعتقد بأنها قادرة على تغيير آسيا الإسلامية في عمق وجودها السياسي. كانت النتيجة أنهم، وبمحاولتهم فعل ذلك، أدخلوا نظام دولة مصطنعاً إلى الشرق الأوسط، الذي تحول بذلك إلى مجموعة من الكيانات التي لا تزال عاجزة وحتى يومنا هذا عن أن تصبح دولاً ذات هوية مميزة ومستقلة… طرح البريطانيون القومية أو العائلة الملكية بديلين للدين… ومع أن الحكومة الفرنسية سمحت ببقاء الدين أساساً للسياسة في الشرق الأوسط، إلا أنها عمدت إلى مناصرة مذهب ضد الآخر، الأمر الذي لا يزال ملموساً حتى يومنا هذا، خصوصاً في بلد مكتوٍ بصراع الطوائف مثل لبنان الذي عانى من حرب طائفية دموية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي”.[/rtl]







[rtl]ولعل سوألاً يطرح نفسه (والذي سأكرره في نهاية كل مقالة من هذه السلسلة ): أيهما أفضل، مشروع السلطان عبد الحميد الذي يبقي على وحده عربية وإسلامية والعمل على تطويرها وإصلاحها أم الكيانات التي يحكمها شيوخ قبائل أو كيانات تعاني من الصراعات العرقية والاثنية والمذهبية التي لم ترتقي بعد 100 عام لكي لا تصبح أكثر من دولة فاشلة؟[/rtl]







[rtl]مستشار ومؤلف وباحث[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..   زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:08 am

NOVEMBER 1, 2015
زوروا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ (2).. السفير البريطاني لحكومته: “اليهود سيطرو على حزب الاتحاد والترقي عبر شبكة ماسونية وبمساعدات السفير الأمريكي اليهودي أوسكار ستراوس″

[rtl]زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Zaloum-new-new.jpg77[/rtl]


[rtl]د. عبد الحي زلوم[/rtl]

[rtl]لعل أحد أنصع الأمثلة على تزوير التاريخ هي الصورة التي رسمها الاستعماريون للسلطان عبد الحميد في حين أن الرجل كان مصلحاً ووطنياً ومؤمناً من الدرجة الاولى دفع عرشه لقاء ذلك.[/rtl]

[rtl]كما يعترف لورد كنروس في كتابه المعنون: “القرون العثمانية.. ظهور وسقوط الإمبراطورية العثمانية”، بأن “عبد الحميد عزز النظام التعليمي بأنشاء 18 مدرسة ثانوية ومهنية متخصصة جديدة غطت العديد من المجالات، مثل الاقتصاد والفنون الجميلة والهندسة المدنية والشرطة والأزياء. كما أسس جامعة اسطنبول، وأوجد الأسس الاقتصادية والتعليمية والمهنية الكافية لخلق طبقة متعلمة ونخبة من موظفي الخدمات المدنية المدربين وإداريين أكفاء لتدبير شؤون “النظام الحميدي “..وطور الكلية الحربية وكليات البحرية والطب للأغراض المدنية والعسكرية. كما عمل السلطان عبد الحميد على توسيع قاعدة القراءة العامة من خلال تشجيع النشر وظهور المزيد من المطبوعات من صحف ومجلات وكتب. وتكتسب هذه الإنجازات أهمية خاصة وإضافية في ظل حقيقة أن خزينة الدولة كانت فارغة والإمبراطورية تعاني من عجز في القدرة على الوفاء بديونها الخارجية الخانقة لدى تسلم السلطان عبد الحميد الثاني مهام الحكم.[/rtl]

[rtl]شكل توحيد العالم الإسلامي تحت راية واحدة، حلم السلطان عبد الحميد الذي جهد في العمل على تحقيقه منذ اليوم الأول له في الحكم. وفي وضع إستراتيجيته موضع التنفيذ بكثير من الاجتهاد والهمة العالية، وذلك من خلال توسيع اتصالاته مع الطوائف الإسلامية المختلفة داخل الدولة وخارجها. وكانت قد اتضحت أكثر ما يكون ومن البداية بتعيينه الشركسي الجنرال خير الدين في منصب الوزير الأعظم (رئيس الوزراء هذه الأيام) كما أنه عين الكثير من العرب في مراكز حساسة. وذلك في خروج على التقليد المتبع وهو وضع شخصية تركية على رأس الحكومة. ولم يُخْفِ السلطان الأسباب التي دفعته لمثل هذا التصرف؛ إذ شرحها في الفرمان الخاص بتعيين رئيس الحكومة، والذي جاء فيه القول بأن… من حقه كخليفة الاستفادة من خبرات أكفأ العناصر المسلمة في أي مكان من أرض الإسلام. ما فعله السلطان كان إيصال رسالة واضحة للمسلمين في كل مكان من أن خليفتهم سيختار تعيين كبار المسؤولين من الأعراق كافة بدون إعطاء الأتراك آية أفضلية. غير أن السلطان بمثل هذه السياسة الإصلاحية والموحدة للمسلمين ما كان إلا وأن يثير المزيد من عداء أوروبا وأمريكا تجاه الدولة العثمانية وبشكل أكبر من أي وقت مضى”.[/rtl]

[rtl]من الجدير بالذكر الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت يهوداً لشغل مناصب سفراء وقناصل لدى الدولة العثمانية على مدار معظم سنوات القرن التاسع عشر، بما فيها آخر سنوات الدولة العثمانية. كما أن السفراء الذين خلفوا السفير الأمريكي اليهودي أوسكار شتراوس في اسطنبول مع دخول القرن العشرين كانوا جميعاً من اليهود، ومنهم: هنري مورغنثا و وأبراهام إيلكوس وسولومون هيرش. وكان الرؤساء الأمريكيون قد شرعوا ومنذ 1881 في ممارسة الضغوط على السلطان عبد الحميد للسماح بهجرة المزيد من اليهود إلى فلسطين. غير أن الشخصيات الدينية البروتستنتينية المتحمسة لعودة اليهود وصولاً لعودة المسيح، ومعهم السفراء الأمريكيون اليهود في المنطقة لم تنجح في النيل من عزيمة السلطان العثماني وتصميمه على عدم التفريط بالقدس. كان موقف السلطان عبد الحميد، كما أبلغه للوسطاء الأمريكيين، بأن فلسطين ليست ملكاً للسلطان بل هي ملك للمسلمين جميعاً، وبالتالي لا يملك السماح بإحداث أي تغيير في واقعها أو المساس بوحدتها.[/rtl]

[rtl]كان السلطان عبد الحميد يقدم على عكس كل شيء يريده المبشرون منه، ويجسد كل ما هو مخيب للآمال بالنسبة لهؤلاء وللغرب وبخاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين . فقد رفض السلطان العرض المغري الذي تقدم به ثيودور هيرتزل لتسديد سائر ديون الإمبراطورية، مقابل صك يسمح لليهود باستيطان فلسطين. ومما جاء في رد السلطان عبد الحميد الثاني على عرض هيرتزل بهذا الشأن القول:” أن أسمح بتقطيع أجزاء من جسدي بمشرط، فهو أقل إيلاما لي من رؤية فلسطين وهي تقتطع من دولة الخلافة وهو ما لن يحدث.. ليحتفظ اليهود بملايينهم وعندما تتمزق الخلافة يوماً ما سيكون باستطاعتهم الحصول على فلسطين بدون مقابل”.[/rtl]

[rtl]بعد أن اصطدمت جهودهم في إقناع عبد الحميد الثاني بالسماح بهجرة اليهود إلى فلسطين برفض قاطع من السلطان، توصل الصهاينة إلى قناعة بأن “تغيير النظام” في اسطنبول هو وحده الكفيل بتحقيق حلمهم في فلسطين. وهكذا بدأ التخطيط للإطاحة بالسلطان، وكان أول اجتماع عقد في هذا الصدد مباشرة بتاريخ 4 فبراير 1902 في منزل المدعو جيرماين انطوان ليفيفر-بونتاليس في باريس.. كانت المعارضة تنشط بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية بعيداً عن الأعين. أما المؤتمر الثاني للمعارضة فعقد في باريس عام 1907 وبهدف توحيد الأحزاب كافة بما فيها حزب:” لجنة الاتحاد والترقي”، تمهيداً لإشعال الثورة ” .[/rtl]

[rtl]بعد مؤتمر المعارضة الثاني في باريس أنذرت قيادة حزب لجنة الاتحاد والترقي، السلطان بتاريخ 13 مايو 1908 بضرورة استعادة العمل بالدستور، علماً بأن هؤلاء أنفسهم بادروا لتعليق العمل به وفرضوا الحكم الدكتاتوري لدى تسلمهم مقاليد الأمور في البلاد لاحقا. وفي 12 يونيو بدأ الجيش الثالث المتمركز في ماسيدونيا زحفه على القصر واستعيد العمل بالدستور بتاريخ 24 يوليو 1908.[/rtl]

[rtl]انفجرت ثورة مضادة تلقائية ضد حزب الاتحاد والترقي عام 1909 انضم خلالها الجنود وصغار الضباط لصفوف جماهير المسلمين الغاضبة من جمعية محمد. نشبت على إثرها مواجهات مسلحة استخدم خلالها ضباط الحركة الانقلابية المدفعية الثقيلة ضد المعارضين. ومع أنه لم يكن للسلطان أي يد في العملية العسكرية التصحيحية إلا أن الانقلابيين وجدوها فرصة لتحميله المسؤولية والتحرك للإطاحة به واستبداله بشقيقه الذي سيخدم كرمز. أبقى الانقلابيون على حياة السلطان، وتم نقله إلى سالونيكا .. حيث أودع في فيلا إيمانويل كاراسو، وكان أحد اليهود مع وفد هرتزل لمقابلة السلطان.[/rtl]

[rtl]في كتابه المعنون” سلام ينهي كل سلام”، تحدث ديفيد فرومكين أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن، عن جذور حزب الاتحاد والترقي الذي نشط مع الأحزاب الصغيرة المتحالفة تحت اسم: حركة الشبيبة الأتراك. ومما قاله فرومكين بهذا الشأن:” كانوا ( حزب الاتحاد والتقدم) يحظون بتعاطف وزارة الخارجية في لندن، ومع ذلك فقد كان للقنصلية البريطانية في القسطنطينية رأي مختلف، حيث كان السفير سير جيرارد لاوثر ينظر لقادة المعارضة بكثير من الازدراء. ويبدو أن السفير كان إلى حد كبير تحت نفوذ وتأثير مستشاره الرسمي لشؤون الشرق جيرالد فيتزموريس .. جاء تفسير الأخير لأحداث 1908 مقروناً بحقيقة هامة وهي أنها حدثت في سالونيكا، البلدة التي كان نصف سكانها إما من اليهود أو من طائفة “الدونمه” ( أتباع مذهب يهودي تحولوا إلى الإسلام في القرن السابع عشر). كما عرفت سالونيك أيضا بأنها مركز نشط لمهاجع الماسونية . وكان إيمانويل كاراسو، المحامي اليهودي، قد أسس مهجعاً ماسونياً تحول إلى مركز للاجتماعات السرية لجمعية طلعت، عندما كان هذا الأخير مطارداً من قبل شرطة السلطان. توصل فيتزموريس لقناعة مؤداها أن حزب الاتحاد والترقي هو نتاج لمؤامرة لعب الماسونيون الدور الأكبر في حياكة خيوطها، وقد نقل السفير لوثر هذا الرأي لوزارة الخارجية في لندن. وقد أشار السفير في تقريره المذكور إلى حزب الاتحاد والترقي مستخدماً تعبير:” اللجنة اليهودية للاتحاد والترقي…”. ومن جانبه أجرى مستشاره فيتزموريس المزيد من التحري حول المعارضة التركية وتحديداً ما يتعلق بحزب الاتحاد والترقي، ولخص ما توصل إليه من نتائج في تقرير سري رفعه باسمه إلى سير شارلز هاردنغ بوزارة الخارجية بتاريخ 29 مايو 1910. أشار فيتزموريس في تقريره إلى أن الشعارات التي رفعها حزب الاتحاد والترقي، والتي تتلخص في: الحرية، المساواة والأخوة، والكلمات الثلاث مستمدة من الثورة الفرنسية تشكل في الوقت ذاته شعارات الماسونية الإيطالية، وأصبحت الآن،الشعار الذي ترفعه حركة تركيا الفتاة. ومما قاله فيتزموريس في تقريره إن الأحزاب التركية الجديدة تقلد في طروحاتها السياسية والاجتماعية الثورة الفرنسية وتنتهج الوسائل الدنيوية البعيدة ذاتها تماماً عن الدين… وفي تقريره المطول الذي تكون من أكثر من 5000 كلمة ادعى لاوثر بأن اليهود هيمنوا على شبكة ماسونية ومن خلالها على الإمبراطورية العثمانية.. ومما قاله السفير البريطاني بأن من أبرز المشاركين في المؤامرة الماسونية اليهودية على تركيا السفير الأمريكي في تركيا أوسكار شتراوس ( يهودي أيضاً) الذي يملك أشقاؤه في نيويورك سلسلة متاجر مايسيز الشهيرة” والذي تبرع أخوه ناثان بثمن الأرض التي بنيت عليها مستعمرة نتانيا لاحقاً في فلسطين .[/rtl]

[rtl]في ذلك الوقت كان المبشرون قد نجحوا في إقامة أكثر من مئة كنيسة في أنحاء سوريا الكبرى ويديرون أكثر من200 مؤسسة تبشيرية، ومع ذلك فإن النتائج ظلت مخيبة للآمال بدرجة كبيرة.. فالمبشرون كانوا غير قادرين على إنقاذ الأرواح البشرية ولا إقناع احد بالتحول للدين المسيحي من المسلمين أو اعتناق المذهب البروتستننتي من المسيحيين الشرقيين. بل إن المبشرين وجدوا أنفسهم أمام حالات معاكسة، كما حصل مع القنصل الأمريكي لدى الفلبين ألكسندر راسل، الذي تحول للإسلام عام 1888 بعد أن كان عضواً ملتزماً في الكنيسة المشيخية. عاد راسل إلى مسقط رأسه نيويورك ليبني أول مسجد على الأرض الأمريكية ويصدر أول جريدة إسلامية في تاريخ البلاد.[/rtl]

[rtl]عن استخدام البريطانيين لعامل القومية والفرنسيين لعامل الدين في حملتهم الخاصة بتفكيك الإمبراطورية العثمانية ، كتب ديفيد فرومنكن في كتابه : “سلام ينهي كل سلام”، يقول: “كانت القوى الأوروبية في ذلك الوقت تعتقد بأنها قادرة على تغيير آسيا الإسلامية في عمق وجودها السياسي. كانت النتيجة أنهم، وبمحاولتهم فعل ذلك، أدخلوا نظام دولة مصطنعاً إلى الشرق الأوسط، الذي تحول بذلك إلى مجموعة من الكيانات التي لا تزال عاجزة وحتى يومنا هذا عن أن تصبح دولاً ذات هوية مميزة ومستقلة… طرح البريطانيون القومية أو العائلة الملكية بديلين للدين… ومع أن الحكومة الفرنسية سمحت ببقاء الدين أساساً للسياسة في الشرق الأوسط، إلا أنها عمدت إلى مناصرة مذهب ضد الآخر، الأمر الذي لا يزال ملموساً حتى يومنا هذا، خصوصاً في بلد مكتوٍ بصراع الطوائف مثل لبنان الذي عانى من حرب طائفية دموية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي”.[/rtl]

[rtl]ولعل سوألاً يطرح نفسه (والذي سأكرره في نهاية كل مقالة من هذه السلسلة ): أيهما أفضل، مشروع السلطان عبد الحميد الذي يبقي على وحده عربية وإسلامية والعمل على تطويرها وإصلاحها أم الكيانات التي يحكمها شيوخ قبائل أو كيانات تعاني من الصراعات العرقية والاثنية والمذهبية التي لم ترتقي بعد 100 عام لكي لا تصبح أكثر من دولة فاشلة؟[/rtl]

[rtl]مستشار ومؤلف وباحث[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..   زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:13 am

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ (4) 
جاء الجنرال اللنبي إلى فلسطين ومعه جيش يهودي وحكومة ظل يهودية بدأت عملها من أول يوم للاحتلال
د. عبد الحي زلوم

في يناير1915 ، وبعد دخول الإمبراطورية العثمانية الحرب، رفع صامويل هيربرت-وزير دولة يهودي في حكومة آسكويث- إلى رئيس الوزراء بمذكرة في محاولة لترويج فكرة تحويل فلسطين إلى محمية بريطانية لتسهيل هجرة أعداد كبيرة من اليهود إليها تمهيداً لتحويلها إلى وطن قومي لليهود. ادّعى هيربرت في مذكرته بأن في مثل هذه الخطوة خدمة للمصالح البريطانية في المقام الأول. وقتها لم ترق الفكرة لرئيس الحكومة ولدى توزيع نسخة منقحة من مذكرة هيربرت على الوزراء في مارس 1915، لم يجد اقتراحه دعماً يذكر سوى من وزير واحد هو لويد جورج. كان وزير الحرب كيتشنر من أشد المعارضين للفكرة، مشدداً على أن فلسطين لا تمثل أهمية إستراتيجية لبريطانيا.
محض مصادفة!.. أم ماذا ؟
لم يكن للمشروع الصهيوني في فلسطين أن يتحرك قدماً قبل التخلص من المعارضين الرئيسيين له: رئيس الوزراء البريطاني آسكويث ووزير حربيته كيتشنر… وهو ما حصل بالفعل. فقد تمت إزاحتهما من الطريق وإن بطريقين مختلفين. تم استبدال آسكويث بالشخص الوحيد داخل الحكومة الذي أبدى تحمسه للمشروع منذ اليوم الأول لعرضه على الحكومة في مارس 1915. وفي الوقت نفسه فقد تم ترتيب رحلة بحرية لوزير الحرب كيتشنر وعدد من مساعديه إلى منطقة تعج بسفن العدو، كانت رحلة ذهاب دون إياب للوزير. يروي ديفيد فرومكين } وهو يهودي{ ما حدث للوزير كيتشنر بالقول:” في سكابا فلو، الواقعة على الحافة الشمالية للساحل الأسكتلندي، حيث مركز قيادة الأسطول الكبير،استقل الوزير كيتشنر ومساعده المقرب فيتزجيرالد السفينة الحربية هامبشاير ، وكان ذلك عصر الخامس من يونيو1916، وأبحرت بهم باتجاه ميناء آرشجانجل الروسي. ومع ورود أنباء عن تحركات للغواصات الألمانية قريباً من الخط البحري الذي ستسلكه السفينة هامبشاير ، فقد كان ينبغي تغيير خط سيرها كإجراء طبيعي وحتمي، وهو أمر لم يحصل. وكانت استخبارات الأسطول قد اعترضت رسالة لاسلكية ألمانية للغواصة الألمانية يو-75 المتخصصة في زرع الألغام البحرية تفيد : أن الغواصة كانت في مهمة لتلغيم مسار السفينة البريطانية التي تقل الوزير كيتشنر ومساعديه. كما تأكد لاستخبارات الأسطول الخطر المحيط بالوزير من رسالتين أخريين تم التقاطهما بهذا الشأن، بالإضافة إلى أنه تم رصد وجود الغواصة الألمانية في المكان نفسه”.
كتب المؤرخ فرومكين يقول بأن الاستخبارات البريطانية اختارت التكتم على معرفتها بتلغيم خط إبحار سفينة الوزير كيتشنر، وبقي الأمر سراً حتى نشر الوثائق السرية عام 1985 أي بعد مرور حوالي سبعين عاماً على الحادثة.
مع وجود لويد جورج على رأس الحكومة وبلفور وزيراً للخارجية تكون الظروف السياسية في بريطانيا، قد أصبحت مواتية لاتخاذ خطوة حاسمة باتجاه وضع اقتراح هيربرت صامويل موضع التنفيذ. فبعد تمرير الاقتراح داخل الحكومة صدر عن وزير الخارجية بلفور وعده الشهير، وتم تعيين هيربرت صامويل نفسه ليكون أول مفوض عال بريطاني في فلسطين تحت الانتداب.
عن التحرك البريطاني للاستيلاء على فلسطين تقول إليزابيث مونرو في كتابها المعنون: لحظة بريطانيا في الشرق الأوسط، بأن” فكرة استيلاء بريطانيا على فلسطين وجدت هوى كبيراً لدن لويد جورج لأسباب تتعلق بنشأته الدينية.. وخلال أيام من توليه رئاسة الحكومة سارع إلى بث حياة جديدة في الخطط الخاصة بالتحرك باتجاه فلسطين انطلاقاً من مصر، وفي5 من أبريل 1917، اجتمع لويد جورج بمارك سايكس عشية توجهه للمنطقة، وزوده بتعليمات بضرورة بذل كل جهد ممكن لتحويل فلسطين إلى مستعمرة بريطانية، وعدم قطع أي تعهدات للعرب، وفي الوقت نفسه عدم الإقدام على أي تصرف قد يثير حفيظة الحركة الصهيونية”.
تم إرسال أورمسبي غوور للشرق الأوسط لإدارة المكتب العربي في القاهرة. وهناك وجد نفسه مسؤولا وبصورة مباشرة عن شبكة تجسس يهودية تنشط في فلسطين برئاسة آرون آرونسوهن، وكان البريطانيون يعتمدون على الشبكة المذكورة في رصد تحركات القوات التركية. ما إن تولى لويد جورج رئاسة الحكومة البريطانية حتى بادر أميري إلى تفعيل خطة وضع فلسطين تحت الاحتلال. وكان لويد جورج قد روّج مشروع تحويل فلسطين إلى دولة يهودية، وعليه فقد بدأت عملية وضع الخطط اللازمة ولتتحول هذه الفكرة إلى هدف منشود للإمبراطورية البريطانية. وفي هذا الصدد تم تشكيل الفيلق اليهودي، وليدخل فلسطين مع الجيش البريطاني الزاحف.
الاحتلال البريطاني لفلسطين
في حملته لاحتلال فلسطين بدأ الجنرال اللنبي تحركه بنشر 56 ألف عامل و3500 جمل لمد خطوط سكة الحديد وخطوط التزود بالمياه خلف قواته. ومع اكتمال احتلال فلسطين، كان الجنرال اللنبي قد نشر 350 ألف جندي، منهم 100 ألف مصري وعشرات الآلاف من الهنود، بالإضافة إلى آلاف من الاستراليين والنيوزيلنديين، إلى جانب 160 ألف حصان وجمل. كما انضمت قوات فيصل لحملة الجنرال لتجد نفسها تشارك في الحملة البريطانية إلى جانب فيلق جابوتنسكي اليهودي، الذي لم يقم بمهمات قتالية باعتباره سيكون نواة الجيش اليهودي في فلسطين. تم تشكيل الفيلق اليهودي كوحدة من الجيش البريطاني، في معظمه من متطوعين يهود يعيشون على الأرض الأمريكية برضا وربما بمباركة إدارة ويلسون التي لم تظهر أي اعتراض عندما بدأ جابوتنسكي تجنيد اليهود الأمريكيين.
أمر لويد جورج الجيش البريطاني في مصر بغزو فلسطين. فكان أن زحفت القوات البريطانية بقيادة الجنرال سير ارشيبالد موراي باتجاه فلسطين ولكي تمنى بهزيمة في أول معركة في غزة، المدينة الرئيسية على الطريق الساحلي إلى فلسطين. كانت الخسائر في صفوف الجيش البريطاني ضعف ما كانت عليه في صفوف المدافعين. وبعد إعادة تجميع للقوات وورود المزيد من التعزيزات، شن موراي هجوماً جديداً بتاريخ26 أبريل 1917 ليحصد الفشل مجدداً، غير أن خسائر القوات البريطانية هذه المرة بلغت ثلاثة أضعاف ما أصاب المدافعين عن غزة، الأمر الذي أجبر القائد الإنجليزي على الانكفاء بقواته عائداً إلى مصر، حيث تم استبداله بالجنرال إيدموند اللنبي في يوليو 1917، الذي وجد نفسه أمام مهمة محددة من حيث المكان والزمان: فقد كانت الأوامر الصادرة تقضي باحتلال فلسطين ودخول القدس قبل الكريسماس المقبل. تم تعيين ريتشارد ميمرتزباجن على رأس وحدة الاستخبارات العسكرية، يساعده في ذلك ويندهام ديدس كضابط سياسي وخبير في الشؤون العثمانية، وتدعمهما خلايا تجسس يهودية بقيادة ليفين وآرون آرونسهون.
كان الجنرال اللنبي ومعظم جنرالاته من المسيحيين الصهاينة، ممن أداروا حملة فلسطين بأندفاع ديني محموم وروح صليبية وقادة. فقد لجأ اللنبي إلى القساوسة المبشرين لإذكاء روح القتال لدى الجنود حتى وهم على أرض مصر الإسلامية، استعداداً للزحف على فلسطين. ومن بين المبشرين هؤلاء القس البروتستنتي أوزوالد تشامبرز صاحب كتاب: “أقصى ما أملك.. للرب الأسمى”، الذي اعتاد جورج دبليو بوش قراءته وهو يستعد لشن حملته “الصليبية” المعاصرة على العراق. وعندما قابل موشيه سميلانسكي أحد جنود اللنبي بالقرب من يافا ويدعى سيد شيرسون القادم من أستراليا، قال عنه سميلنسكي:” ترك هذا الراعي الشاب قطعان غنمه وراءه ليتطوع في الجيش الذي سيغزو فلسطين، متأثراً بقراءة الإنجيل الذي اعتاد عليه منذ الصغر، والذي علمه بأن أرض الإنجيل اغتصبت من شعب الإنجيل”.
حمل جيش اللنبي معه إلى فلسطين جيشاً يهودياً بقيادة جابوتنسكي، وحكومة ظل يهودية تحت مسمى المفوضية اليهودية برئاسة حاييم وايزمان. نزل وايزمان بإعتباره رئيساّ للمفوضية اليهودية في معسكر اللنبي في الرملة. وعندما دعاه اللنبي إلى دخول القدس معاً، رفض وايزمان العرض على أساس أن الوقت ليس مناسباً ، وبأن من شأن ذلك إثارة الحساسيات وقتها، ولخص موقفه من القائد البريطاني وقتها بالقول: ” اللنبي منا وإلينا”. استمر الحكم العسكري البريطاني لفلسطين عامين ونصف كان الجنيه المصري خلالهما هو عملة التداول القانونية.. في معركة القدس نشر البريطانيون 26 ألف جندى، منهم 8 الاف من سلاح الفرسان، سقط منهم خلال المواجهة الشرسة مع العثمانيين 1667 جندياً وأكثر من 5 آلاف حصان.
كان للحلف الماسوني اليهودي دوره الكبير في حرب فلسطين، بما في ذلك قيام الخلايا الماسونية هناك بتزويد اللنبي بالمعلومات الاستخباراتية الحيوية. ومن أبرز هذه الخلايا تلك التي قادها ألتر ليفين، الذي كان ينشط تحت غطاء العمل في تسويق بوالص التأمين. وعندما انكشف أمره للاستخبارات التركية التي حاولت اعتقاله لجأ إلى حماية خليل السكاكيني- المدرس الفلسطيني – الذي آواه في بيته. وطبقاً لما ورد في كتاب: فلسطين واحدة كاملة، للمؤرخ الإسرائيلي توم سيجيف، فإن السكاكيني “كان انضم للمحفل الماسوني في القدس وكان ليفين أحد أعضاء المحفل المذكور”.
عن هذا الأمر كتب ضابط الاستخبارات التركي زكي بيك في مذكراته يقول بأن ليفين كان يدير شبكة للتجسس عبر سوريا الكبرى بما فيها فلسطين. ومن خلال مجموعة دور بغاء، استطاع الجاسوس اليهودي جمع معلومات قيمة، مستخدماً أسلوب الابتزاز في جمع المعلومات من الضحايا، وكثير منهم شخصيات سياسية وعسكرية.
وبعد احتلال القدس استقر المقام باللواء اليهودي في فلسطين ليشكل نواة القوات المسلحة الإسرائيلية في المستقبل، بينما واصلت قوات فيصل تقدمها شمالاً لمقاتلة القوات التركية المتراجعة. سقطت القدس بتاريخ 11 ديسمبر 1917 ودخلها الجنرال اللنبي مع ضباطه من باب يافا، حيث أعلن منها وأنه ألان فقط انتهت الحروب الصليبية وأعلن الأحكام العرفية والحكم العسكري على فلسطين. “. وفي لندن دقت أجراس كاتدرلئية ويستمينستر لأول مرة منذ ثلاث سنوات ابتهاجاً بعودة القدس إلى حظيرة الكنيسة.
نحن لا نكتب هذا التاريخ لا لنعيش في الماضي ولكن لكي نتعلم للحاضر والمستقبل. فما هي الدروس من سرد هذه الوقائع:
ü أن الاستعمار الغربي أياً كانت القوة المهيمنة فيه في هذا الوقت أو ذاك هو سبب المشكلة ولا يمكن أن يكون أبداً جزاء من الحل.
إن التغييرات الكبرى لزرع كيان غريب في فلسطين قد إستغرق عشرات السنين. وبوجود قيادة حكيمة، قوية الشكيمة، وبخلق الأدوات التنظيمية المناسبة، وبوضوح الهدف والأساليب لتحقيقه فهذا الكيان الغريب زائل لا محالة.
لا يهبط الاستعمار ولا الهزيمة من السماء ولكن دوماً بوجود عناصر من الداخل هي دائماً خط الدفاع الأول عن العدو.
ودائماً يسبق الغزو العسكري غزو ثقافي لإستعباد العقول. عن ذلك قال إبن خلدون أن أسوأ أنواع العبودية هو عبودية العقل.
ويبقى السوأل: هل كان تغير النظام العثماني على مساوئه ، وكانت كثيرة، والتي كان المشرق العربي فيه كتلة واحدة، هو أفضل الحلول أم أن العمل على إصلاحه من الداخل كان أفضل من خلق الكيانات الهزيلة التي جاءت بعده والتي فشلت أن تكون أكثر من دول فاشلة حتى بعد أكر من 100 سنة؟
مستشار ومؤلف وباحث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..   زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Emptyالخميس 19 نوفمبر 2015, 8:16 am

NOVEMBER 18, 2015
زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ(5).. شرق أوسط جديد في مؤتمر القاهرة عقد بتاريخ 12 مارس 1921 في فندق سمير أميس
 
[rtl]زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ.. Zaloum-new-new4.jpg774[/rtl]

[rtl] د. عبد الحي زلوم[/rtl]



[rtl]لاحظ الجنرال كونغرييف بأن المفوضية اليهودية كانت تملك الهيكل الفعلي لحكومة موازية للإدارة العسكرية البريطانية في فلسطين، وفي ذلك كتب يقول:” إن وجود المفوضية اليهودية بشكلها الحالي إنما يمثل إهانة للإدارة البريطانية”. الواقع أنه كان للمفوضية اليد الطولى في فلسطين. وفيما يتعلق بتعارض المصالح مع الإدارة العسكرية البريطانية اعتادت المفوضية تمرير مواقفها باللجوء إلى لندن مباشرة،. وهنا يصف كبير ضباط الإدارة العسكرية البريطانية الجنرال لويس جون بولس، المفوضية الصهيونية بأنها إدارة ضمن الإدارة. عندما تولى منصبه كان الجنرال بولس من أشد المؤيدين للصهيونية إلا أنه، وبعد مرور خمسة أشهر، بدأ يطالب بحل المفوضية. كان الجنرال يشعر بإهانة كبيرة وهو يجد نفسه يتلقى الأوامر من المفوضية بدلاً من أن يكون الأمر عكس ذلك.[/rtl]


[rtl] كان وايزمان يخطط للقاء الأمير فيصل في معسكره القريب من العقبة في يونيو 1918 بهدف إقناعه بالتعاون المشترك.. وللعمل على إعداد فيصل للقاء الزعيم الصهيوني، كتب مارك سايكس إلى فيصل يقول:” أدرك أن العرب يكرهون ويحتقرون ويدينون اليهود.. ولكن صدقني.. فأنا أتحدث عن الحقيقة عندما أقول بأن هذا العرق، الضعيف المكروه، عالمي ومتنفذ ولا يمكن القضاء عليه …” اضاف سايكس في رسالته بأن اليهود:” موجودون في كل دولة، وفي كل بنك، وفي كل قطاع تجاري بل وفي كل مشروع″.[/rtl]




[rtl]في اجتماعهما بالقرب من العقبة وفي الموعد الذي حدده الزعيم الصهيوني، أبلغ وايزمان الأمير فيصل بأن اليهود لا يعتزمون طرد العرب، وطلب منه اعتباره حليفاً كما فعل رئيس الحكومة البريطانية لويد جورج. ومع أن فيصل استقبل “ضيفه” بود إلا أنه لم يلزم نفسه بوعود أو اتفاقيات. غير أن وايزمان خرج من لقائه المذكور وهو على قناعة بأن الأمور ستكون على ما يرام بوجود فيصل على رأس حركة القومية العربية.[/rtl]


[rtl]في شتاء 1918 عاد وايزمان إلى لندن حيث دعاه رئيس الحكومة لويد جورج للقاء على الغداء بتاريخ 11 نوفمبر، وهو اليوم الذي شهد نهاية الحرب العالمية الأولى. كان وايزمان وقتها قد قطع شوطاً في الإعداد لوضع الحركة الصهيونية في مؤتمر السلام القادم الذي سيعقد في يناير 1919. وصلت إنجازات وايزمان السياسية ذروتها في المؤتمر المذكور .. فهو لم ينجح في ضمان التأييد العالمي لإعلان بلفور بل نجح في الحصول على تصديق دولي على الإعلان. فقد جاء منح بريطانيا صك الانتداب على فلسطين حصيلة لهذه الجهود  في المقام الأول، وهو الصك الذي حمل في طياته تفويض القوة الاستعمارية في فلسطين مسؤولية العمل على مساعدة اليهود في إقامة دولتهم القومية هناك. وهكذا يكون وعد بلفور الذي قطعه لورد بريطاني للورد بريطاني آخر قد اكتسب الشرعية الدولية. وبذلك يكون وايزمان  قد حصل على كل ما أراده، في تطور لا يجب أن يثير دهشة أحد خاصة وأن:” رئيس الوزراء لويد جورج ووزير الخارجية بلفور استمرا في النظر إلى وايزمان كزعيم يتمتع بقوة غامضة عالمية قادرة على التحكم بخيوط التاريخ.[/rtl]




[rtl]بالرغم من كل ما حققوه من نجاح تاريخي، فإن الصهاينة لم يخفوا خيبة الأمل وهم يرون بأن الحدود الإقليمية لدولتهم الموعودة جاءت دون الحد الأدنى المقبول من جانبهم. فقد كانت الخارطة الصهيونية المقدمة للمؤتمر تضم جنوب لبنان ومرتفعات الجولان، وجزءاً كبيراً من الأرض الواقعة شرق نهر الأردن، علماً بأن المساحة التي غطاها الانتداب البريطاني لم تتجاوز نصف المساحة التي وردت في الخارطة الصهيونية. كان من بين المقترحات التي بحثت في مؤتمر السلام تشكيل لجنة تكلف باستمزاج رأي الفلسطينيين في سلطة الانتداب التي يريدون أن تحكم بلادهم. تم تشكيل اللجنة المذكورة التي عرفت باسم لجنة كينغ -كريين برئاسة هنري تشيرتشيل كينغ ، رئيس كلية أوبيربين في أوهيو، الذي عرف بنشاطه الديني والتبشيري والتجاري، ومعه شالرز كريين رجل الأعمال والصناعي من شيكاغو والصديق المقرب من الرئيس ويلسون. خرجت اللجنة بنتيجة مؤداها أن الأغلبية العظمى من الفلسطينيين يفضلون الحكم الأمريكي وبالتالي فقد جاءت توصيتهم على هذا الأساس. لم يتح للرئيس ويلسون الاطلاع على تقرير اللجنة، حيث كان يعاني وقتها من المرض واختفى التقرير في أحد الملفات، ولم يسمع أحد به إلا بعد أن عثر عليه أحد الصحفيين الأمريكيين لاحقا ونشره كسبق صحفي.[/rtl]


[rtl] فيصل بعد الحرب العالمية الأولى[/rtl]


[rtl]اجتمع الأمير فيصل مع وايزمان مجدداً ولكن في أوروبا هذه المرة، حيث ادعى الصهاينة بأنه وقع وثيقة قبل فيها إيجاد أغلبية يهودية في فلسطين بشرط منحه مملكة عربية مستقلة واسعة. بعد الحرب سافر فيصل إلى أوروبا لحضور مؤتمر السلام في وقت كانت فيه كامل المنطقة( الشرق الاوسط) تصنف كمنطقة عدو محتلة وتخضع للحكم العسكري. وصل فيصل إلى لندن، حيث حظي باستقبال حار يشتم منه رائحة التملق، لم ينجح في تخفيف وطأة الأنباء السيئة التي أخذت تتوالى عليه بعدها تباعاً. سرعان ما اكتشف فيصل بأن اتفاقية سايكس بيكو كانت حقيقة واقعة وليست شائعات مغرضة مصدرها البلاشفة كما أفهموه سابقاً.. طلب منه المؤتمرون المصادقة على المشروع الصهيوني في فلسطين بموجب اتفاق بينه وبين وايزمان.  وجد فيصل نفسه في موقف حرج لا يستطيع معه التصرف. فقد كان شاب في الثلاثينات من العمر لا يجيد الإنجليزية ولا الفرنسية، ولا يملك خبرة أو حتى معرفة دبلوماسية تذكر. كان البريطانيون متمسكين بموقفهم من القضية الفلسطينية، ويريدون من الأمير فيصل الخضوع لمشيئتهم وللضغوط الصهيونية للتوقيع على اتفاقية رسمية. لم يكن فيصل قادراً على التصرف، فقد كانت الاتفاقية المطلوب منه توقيعها خارج أجندة رحلته الأوروبية، ومن شأن توقيعه عليها إشعال غضب عرب الشمال. وفي الوقت ذاته لم يكن فيصل  قادراً على رفض طلب رعاته وأولياء نعمته: البريطانيين، خاصة بعد الطريقة التي عامله بها الفرنسيون. وعليه فإن فيصل لم يجد بداً من الرجوع لوالده طلباً للمشورة. جاء رد الشريف حسين واضحاً ومختصراً: عليه عدم القبول بأقل من وفاء البريطانيين بتعهداتهم، بما فيها تلك الخاصة بفلسطين كما سمعها من البريطانيين. كانت تعليمات الشريف حسين واضحة ولم تعط فيصل أي مجال لحرية التصرف بأي شيء. كلفت وزارة الخارجية البريطانية لورنس التفرغ لإقناع فيصل بالتعاون، وكان فيصل حريصاً تماماً على عدم استعداء البريطانيين بأي حال.. فقد كان يرى فيهم أمله الوحيد. وعليه وعلى عكس تعليمات والده، وافق فيصل على التوقيع على الاتفاقية، الأمر الذي كان يريد الصهاينة تحقيقه قبل انعقاد مؤتمر السلام. غير أن فيصل طلب إقران الاتفاقية بملحق يشير إلى أن موافقته عليها مرهونة بوفاء البريطانيين بتعهداتهم بشأن استقلال العرب. ومع أن فيصل اعتبر فكرة الشرط الذي وضعه التزاماً بتعليمات والده باعتبار موافقته على الاتفاقية سيعتبر لاغياً في حالة نكوص البريطانيين عن تعهداتهم لأبيه، إلا أن الدعاية الصهيونية قللت الاوسط من أهمية تحفظات فيصل، وادعت بأنه وافق على المشروع الصهيوني.[/rtl]




[rtl]شرق أوسط جديد في مؤتمر القاهرة[/rtl]


[rtl] بتاريخ 12 مارس 1921 عقد في فندق سمير أميس في العاصمة المصرية ما عرف لاحقاً بـ: مؤتمر القاهرة، شارك فيه ما بين 40 إلى 50 خبيراً  في شؤون الدبلوماسية البريطانية في الشرق الأوسط. ناقش المؤتمرون وعلى رأسهم وينستون تشيرتشل عددا من القضايا. غير أن قضيتي:  أرض الرافدين والمسألة الفلسطينية كانتا أكثر ما يهم تشيرشل الذي غادر القاهرة إلى القدس في اليوم التالي لانتهاء أعمال المؤتمر التي امتدت حتى 22 مارس .[/rtl]


[rtl] ناقش مؤتمر القاهرة القضية الأكثر إلحاحا والأشد إزعاجاً بالنسبة للبريطانيين، وهي تصاعد المقاومة الوطنية في أرض الرافدين وفلسطين، فقد كانت كلفة مواجهة المتمردين هناك تستنزف موارد الإمبراطورية. وفيما يتعلق بقضية أرض الرافدين توصل المؤتمرون إلى أن أفضل سياسة يمكن انتهاجها هناك هي العمل على خفض كلفة الاحتلال ما أمكن، وتقوم الإستراتيجية التي اقترحها تشيرتشل على: التركيز على القوة الجوية البريطانية في توجيه ضربات للمقاومة، مع تكليف حكومة عربية محلية خوض حرب وحكم البلاد بالنيابة. كان هناك إجماع على اختيار الأمير فيصل باعتباره أفضل من ينوب عن البريطانيين في القيام بهذه المهمة. كما اتفق الجميع على ضرورة توخي الحذر تماماً في عملية تنصيب فيصل ملكاً على العراق، بحيث تبدو العملية كما لو كانت تتويجاً لإرادة وطنية محلية وخياراً لا دخل لبريطانيا فيه. تم استدعاء فيصل من لندن وإبلاغه بالقرار.[/rtl]


[rtl] أصرّ الجنرال اللنبي، الذي أصبح المفوض السامي البريطاني في مصر، على ضرورة منح مصر قدراً من الاستقلال كوسيلة لتخفيف حدة الثورة وأعمال العنف ضد الاحتلال حيث اعتمدت الفكرة وتم إعلان استقلال مصر عام 1922 ولكن من جانب واحد حيث، لم يجد البريطانيون طرفاً مصرياً يقبل بالشروط الملحقة بوثيقة إعلان الاستقلال.[/rtl]


[rtl]  في هذه الأثناء كان شرق نهر الأردن_ الذي كان يطلق الصهاينة عليه شرق فلسطين- يعاني من الاضطراب. ولتهدئة الوضع، كان البريطانيون بحاجة إلى نشر كتيبتين هناك طبقاً لتقديرات رئيس الأركان العامة الإمبراطورية الذي أضاف قائلاً ” الأمر الذي نفتقر له بالطبع″. جاء اقتراح تشيرتشل بتكرار السيناريو نفسه الذي طبقه البريطانيون في العراق من خلال وضع الأمير عبد الله، شقيق الملك فيصل، حاكماً مؤقتاً على شرق الأردن لفترة ستة أشهر، الأمر الذي اعترض عليه هيربرت صامويل بشدة قائلاً بأن المنطقة المذكورة تقع ضمن أرض فلسطين كما حددها صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم. غير أن تشيرتشل رد بأن فلسطين الجغرافية لم تحدد في وعد بلفور، وبأن اقتراحه يحترم التعهدات البريطانية. ويبدو أن صامويل رفع الأمر إلى الدوائر الصهيونية في لندن حيث إن تشيرتشل تلقى على إثرها برقية من رئيس الوزراء لويد جورج جاء فيها القول:”  ناقش مجلس الوزراء مقترحاتكم بشأن شرق الأردن والتي أثارت الكثير من الهواجس لدى الأعضاء”. غير أن تشيرتشل ومؤيديه استطاعوا فرض رؤيتهم في مؤتمر القاهرة. وفي القدس اجتمع تشرتشيل بالأمير عبد الله أربع مرات، وتوصل معه لاتفاق قبل أن يرفع تقريراً للحكومة في لندن بهذا الشأن جاء فيه القول بأن موقف عبد الله اتسم بـ:” الاعتدال والود والتحلي بمسؤولية رجل الدولة”. أما فيما يتعلق بالمتظاهرين العرب ضد الصهيونية فقد أظهر عبد الله ” الموقف اللائق، حيث أدان المتظاهرين وقال بأن البريطانيين أصدقاء، وأعرب عن ثقته بوفاء الحكومة البريطانية بتعهداتها تجاه اليهود وتجاه العرب على حد سواء”. وافق عبد الله على تولي الحكم لستة أشهر كفترة تجريبية، يساعده خلالها عميل سياسي بريطاني،  ويحظى خلالها بدعم مالي ولكن بدون دور عسكري ظاهر لبريطانيا في الإمارة الجديدة. شكل ذلك الخطوة الأولى على طريق إعلان قيام إمارة شرق الأردن التي أصبحت المملكة الأردنية الهاشمية بعد ذلك بربع قرن.[/rtl]




[rtl]    مستشار ومؤلف وباحث[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
زَوَرّوا لنا التاريخ لنبقى خارج التاريخ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجال خارج التاريخ!
» خطابات حفظها التاريخ وخطابات صنعت التاريخ
» الحمل خارج الرحم
»  قراءات خارج الصندوق
» الصرع خارج أسوار الأدوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ-
انتقل الى: