أزمة منتصف العمر عند الرجل
المهندس ..... رجل عصامي أسس مجموعة من الشركات الناجحة وهو متزوج ولديه ولدين وبنتا وقد بلغ من العمر 45 سنة . كان معروف عنه جديته وصرامته واهتمامه الشديد بعمله وأسرته ، ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة تغيرات طرأت عليه حيث أصبح يتردد على مسارح القاهرة ويسهر لوقت متأخر من الليل ، ويقضي بعض الليالي مع مجموعة من الأصدقاء الجدد يجلسون في شقة أحدهم أو على المقهى ،
وأصبح يدخن السجائر في بعض الأوقات ويتعاطي الخمور في بعض المناسبات وهو الذي كان لا يشرب في حياته غير الشاي والقهوة . الأغرب من ذلك أنه غير طاقم السكرتارية في مكتبه والذي كان يتكون من الأستاذ رياض واثنين من المعاونين الأكفاء . واستبدلهم بعدد من السكرتيرات اللائي اختارهن بنفسه بعناية شديدة ، ولم يستمع لنصائح واعتراضات المقربين منه بأن طاقم السكرتارية الأصلي كان يفهم ظروف كل الشركات بشكل ممتاز فقد بدأ معه من الصفر ، وكانت حجته في ذلك أن الزمن تغير وأن طاقم السكرتارية الجديد يتواكب مع الوضع الجديد للشركة ومع ظروف السوق التي تحتاج للمظهر الجذاب . ومرت عدة شهور ولاحظ العاملون بالشركة شيئاً ما بينه وبين السكرتيرة ، وتأكدت هذه الظنون لديهم حين وجدوه يصبغ شعره الأبيض ويذهب إلى مركز لزراعة الشعر كي يخفي صلعته الخلفية ، كما أن ألوان وموديلات ملابسه قد تغيرت بشكل رآه من حوله غير مناسب لشخصيته الجادة ولسنه ، وحين كان يلمح له أحد على استحياء كان يقول : " من حقي أعيش حياتي ، لقد حرمت أشياء كثيرة في شبابي ، وها قد حان الوقت للإستمتاع ، ويكفي ما ضاع من عمري " . وقد لاحظت زوجته هذه التغيرات مبكراً وأصبحت تشكو من إهماله لبيته وأولاده ، ثم ما لبثت أن سمعت عن علاقات متعددة لزوجها بفتيات في عمر ابنته ، وأنه يشتري لهن هدايا ثمينة رغم أنه لم يحضر لها هدايا منذ تزوجها وكان يتعلل بالانشغال بالعمل ، كما لاحظت استعماله ل "برفانات" من نوع خاص كان يأتي له بها أصدقائه من باريس . باختصار لقد حدث انقلاب في حياة المهندس .... ولا أحد يعرف كيف تغير هذا الرجل العصامي الجاد المحترم إلى ما هو عليه ، وكيف بدت عليه أعراض مراهقة متأخرة بهذا الشكل .