مهن ومنتوجات «رزقتها» في الشتاء
يشهد فصل الشتاء نشاطا تجاريا ملحوظا في قطاعات دون غيرها، فبعض المنتجات يزداد الطلب عليها، وتنتعش بالتالي الحركة التجارية بين صفوف تجار الجملة والتجزئة. في جولة سريعة استطعنا الوقوف على «مهن» ومنتجات، تعتبر موسم المنخفضات الجوية والبرد والامطار، فرصتها في تحريك عجلة الاقتصاد، اذ ان
اختلاف الفصول وتعاقبها طوال السنة يصاحبه اختلاف في حركة البيع والشراء واقبال الناس على محال تجارية ومنتجات دون غيرها .
المدافئ والملابس الشتوية
معروف، ان التدفئة المنزلية تعتمد على القوة الشرائية للمواطن، وبدقة أكثر على المستوى المعيشي له، وطبيعة السكن ايضا، وفي الاردن، تشمل كلمة التدفئة، التدفئة المركزية بالسولار، والتدفئة المركزية بالغاز، والتدفئة المركزية باللواقط الشمسية بنوعيها المسطحة والمفرغة، والتدفئة بمدافئ الغاز التقليدية، والتدفئة بمدافئ الكاز، والتدفئة بوحدات التكييف، والتدفئة بمدافئ الكهرباء التقليدية.
محمد ابو لاوي تاجر تجزئة اكد ان محال بيع المدافىء باختلاف انواعها، تشهد اقبالا لافتا، ومحليا يعتمد المواطن الاردني على المدافىء التي تعتمد الغاز وقودا لها. وزاد أو لاوي، خيار المواطن الاوسع هو استخدام مدافئ الغاز التقليدية كونها رخيصة الثمن ويتماشى هذا الخيار مع المواطنين من ذوي الدخل المحدود.
واضاف» يتوجه البعض لاقتناء مدافىء الكهرباء، والكاز ايضا، الا ان التكلفة التشغيلية لهذين الخيارين ترهق كاهل المواطن كلما زاد الوقت التشغيلي لهذه المدافىء.
ونوه ابو لاوي عن اسعار المدافىء عموما انها تتباين بحسب نوع وحجم وجودة المدفأة. الا انها على العموم تلائم القدرة الشرائية للافراد»، بحسب تعبيره.
ويؤكد « بالطبع كل عام يشهد الموسم الشتوي، ظهور منتجات وبضائع جديدة في مجال المدافىء المنزلية، واغلب قرارات الشراء، تكون محكومة بالتجربة الشخصية او نقلا عن افراد». وبالطبع تدفع الاجواء الباردة الناس الى الاسواق حيث تعتبر الملابس الشتوية من الاولويات التي يُرصد لها مبلغ من ميزانية الاسرة الاردنية.
نعم، يؤكد تاجر الجملة عزام نمر، «نزيد كميات توريد المعاطف ، القبعات، الاوشحة، لمحال بيع التجزئة خلال هذا الموسم». ويضيف «الشتاء موسم يحتمل التجديد في مقتنيات الفرد الشخصية من الملابس والاحذية تماشيا مع الظروف الجوية من جهة، ومن جهة اخرى، تباعا لصيحات الموضة. فيما أكد صاحب محل تجاري لبيع الاحذية زيادة الطلب بالتزامن مع اعلان الجهات المختصة لمنحفضات قادمة وثلوج. وزاد المنافسة شديدة ويمكن الظفر ببيع اكبر بالتجديد والتميز والجودة، بالتماشي مع السعر المقبول والملائم للحالة الاقتصادية للمواطنين عموما».
أغطية الشتاء، وحملات الدفء
«الصوف، المهير والفرو»، هي مواد اولية لصناعة اغطية الشتاء، وكما جاء على لسان طارق جودة، صاحب محل تجاري لبيع الأغطية «الحرامات» الشتوية، والعديد من توابعها فان اقبال الناس يزداد مع اشتداد البرد. يقول «حركة نشطة، ويزيد منها تلك الحملات التي تقوم بها مؤسسات وجمعيات وحتى افراد لتأمين اغطية شتوية تكافح برد الشتاء.
ويبقى سوق «الحرامات» وحاجات المنزل من الاغطية، مفتوحا وفيه بالطبع ما يتيح للمواطنين باختيار الأصناف المعروضة حسب القدرة الشرائية لكل فرد.
يؤكد أن «أسعار المعروضات والمتوافر من المنتجات تختلف حسب مصدر إنتاجه، ومواده الاولية، ويبقى للزبون انتقاء ما يلائمه وما يتماشى مع دخله».
يؤكد التاجر جودة، أن المنتجات متوافرة وبكثرة وبشكل مستمر، فالحرص شديد على توفير ما يتلائم مع كل احتياجات السوق والناس خلال هذا الموسم».
الحمضيات، الكستناء، والبقوليات
مع حلول فصل الشتاء، تظهر في الأسواق، العديد من الاصناف الموسمية، ومنها بعض الفواكه والحمضيات. يقول «كامل عزمي»، صاحب محل تجاري،» البرتقال، البوملي، الكلمنتينا ، البطاطا الحلوة، الملفوف، هي ابرز الاصناف استهلاكا خلال فصل الشتاء».
ويضيف « هذه الاصناف وفيرة خلال موسم الشتاء؛ ما يجعل اسعارها في متناول الجميع، بل ان الدعوات من قبل الاطباء واختصاصيي التغذية تجعلها خيارات الناس في مكافحة البرد والامراض الناجمة عنه ايضا». واضاف «وتأتي في مراتب لاحقة» الكستناء، وثمرة جوز الهند، والفواكه المجففة، اذ تتميز هذه باسعارها المرتفعة مقارنة مع الدخل المحدود لفئة كبيرة من المواطنين». وبالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، يكثر الطلب على البقوليات بحسب صاحب محل لبيع البقالة ، منذر عساف.و يضيف: «البرغل، الترمس، الحمص وذرة البوشار، ابرز طلبات الناس، وتحل المكسرات في مرتبة لاحقة».
اختصاصية التغذية امل حداد وجهت الى ضرورة الوقاية من امراض الشتاء بالغذاء. توضح « فيتامين «ج» يجنب الاصابة بالزكام والانفلونزا، والصداع، ونحصل عليه من البرتقال والليمون، الفليفلة، لذا يجب تركيز الغذاء بهذا الاتجاه
مصائب قوم عند قوم(...).
تأثيرات الشتاء السلبية، رغم الخير في كل قطرة، انما توجه الحركة باتجاه محال تصليح المدافىء واجهزة البث التلفزيوني «اللواقط» التي يضطر بعض المواطنين الى استبدالها في حال عدم استجابتها للتصليح بفعل عوامل الرياح والصقيع وغيرها.
يقول المواطن ناصر غالب، «نعم تصبح الحاجة الملحة لفني إصلاح الصحون واجهزة الاستقبال وحتى أجهزة التلفزيون، التي قد تتعطل نتيجة الثلوج والصقيع وبفعل الرياح، والانقطاع المفاجىء للتيار الكهربائي».
ما أكده المواطن ناصر ، هو استغلال البعض لحاجة الناس، بحيث يرفع «التسعيرة» حينها، مقارنة مع الايام العادية الخالية من العواصف والمنخفضات»، بحسب كلامه.
رداءة أحوال الطقس، تتسبب في اصابة العديد من الناس بأمراض الشتاء، هؤلاء يتوجهون عادة الى الاطباء، المراكز الصحية والمستشفيات؛ ما يشكل ضغطا على هذه القطاعات. يبقى مبدأ الربح والخسارة، البيع والكساد رهنا بمشيئة الله، وبالاعتماد على مصداقية ومهارة الباعة والتجار، وتوافر المنتج مسؤولية وبالمقابل هي رهن بالقدرة الشرائية.