عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:28 pm
نفثة في ذكرى النكبة الثاني والستين
لمثل هذا يذوب القلب من كمد = إن كان في القلب إسلام وإيمان
قبل ستين عاما طلب عبد القادر الحسيني النجدة من العرب فخذلوه وضاعت فلسطين ما يطلق عليها بفلسطين الـ (48) وبعد ستين عاما يطلب قطاع غزة من العرب رغيف الخبز فيمعنون في محاصرته وتجويعه لتركيعه والانتقام منه لا لشيء إلا أن يقول ربي الله ليس إسرائيل ولا أمريكا.
بعد عشرين عاما من نكبة الخزي على الأمة كلها وقد شُرِّد شعب كامل من أرضه وفُتحت المخيمات وبدأت المعاناة، بعد هذه العشرين خرجت علينا "أم كلثوم كوكب الشرق" لتعلن:
أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم، إلى ربىً حزينة، كوجه المجدلية، إلى القباب الخضر،والحجارة النبيَّة، عشرين عاماً وأنا أبحث عن أرضٍ وعن وهوية، أبحث عن بيتي الذي هناك، عن وطني المحاط بالأسلاك، أبحث عن طفولتي، وعن رفاق حارتي، عن كتبي، عن صوري،عن كل ركن دافئٍ، وكل مزهرية، إلى فلسطين خذوني معكم يا أيها الرجال، أريد أن أعيش أو أموت كالرجال، أصبح عندي الآن بندقية، قولوا لمن يسأل عن قضيتي، بارودتي، صارت هي القضية، أصبح عندي الآن بندقية، أصبحت في قائمة الثوار، أفترس الأشواك والغبار، وألبس المنيّة، أنا مع الثوار، أنا من الثوار، من يوم أن حملت بندقيتي، صارت فلسطين على أمتار، يا أيها الثوار، في القدس، في الخليل، في بيسان، في الأغوار، في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار، تقدموا … تقدموا ..، إلى فلسطين طريق واحد، يمر من فوهة بندقية. فكانت النكبة الثانية عام 67 ليخرج علينا "أحمد سعيد" بطل صوت العرب يصرخ (أم كلثوم معكم في المعركة) ألم تملك بندقية وأصبحت في قائمة الثوار وصارت فلسطين منها على بعد أمتار؟ .. ضاع ما تبقى من فلسطين والقدس والأقصى والجولان وسيناء إلى قناة السويس وتُغلق القناة.. ونسميها – نكسة - ونعمل - لإزالة آثار العدوان – وتُفتح الحدود مرة ثانية للتفريغ ولتكون هجرة جديدة وتشريد جديد ومعاناة جديدة …
وبعد عشرين عاما أخرى تُرفرف نجمة داود بين أزرقين – هل تعرفون لماذا النجمة بين أزرقين؟ - فوق عواصم الدول العربية وأكبرها قاهرة المعزّ
ويعلن السادة في مؤتمر القمة الإسلامي "لا للجهاد" ويعلن السادة أن خيار السلام مع "إسرائيل" هو الخيار الاستراتيجي والوحيد، ويخرج السادة بمبادرة سلام عربية يرد عليها شارون في حينها وفورا "إنها لا تساوي الورق الذي كتبت عليه"
وتكون أوسلو وما أدراك ما هي.. إنها والله نار حامية اصطلى بها الشعب الفلسطيني ولا يزال، حتى قسّمت الشعب الفلسطيني ومزّقته – لا أريد الحديث في هذا الموضوع المؤلم –.
الغريب العجيب أن العرب يلهثون وراء رضا "إسرائيل" وأمريكا "إسرائيل": دير ياسين، كفر قاسم، صبرا وشاتيلا، مدرسة بحر البقر، أبو زعبل، الطائرة الليبية المدنية، إعدام الأسرى من الجيش المصري، تدمير جنوب لبنان، حرق المسجد الأقصى، اعتقال نسائنا وتعذيبهن ومنهُن من يضعن أولادهن في السجون .. قتل المصلين في صلاة الفجر، والقاتل يتحوّل إلى قديس يُعبّأ تراب قبره ويُباع في أمريكا وأوروبا؛ لأنه قام بعمل مقدّس… القتل اليومي لأطفال ونساء غـزة وهدم البيوت على رؤوس أصحابها.. تشريد خمسة ملايين فلسطيني في أصقاع الأرض وووووووو…. ليس من دولة ولا أمة في الأرض وعبر التاريخ فعلت وتفعل فعل العرب اليوم مع عدوها..
إن أخشى ما أخشاه أن تصدق نبوءة الجواهري:
فاضت جروح فلسطين مذكرة = جرحا بأندلس للآن ما التأما سيلحقون فلسطيناً بأندلـسٍ = ويعطفون عليها البيت والحرم ويسلبونك بغـدادا وجلقــة = ويتركونك لا لحماً ولا وضما
ويحق لنا أن نخشى ونرتعب ونحن نرى الوضع العربي والإسلامي المزري وقد ذهبت الأندلس وبعدها فلسطين وبعدها بغداد وبعدها (….)..
15 أيار (مايو) من كل عام
حصاد الهشيم في ذكرى النكبة
السفير د. عبد الله الأشعل
تحل ذكرى النكبة في 15 أيار (مايو) من كل عام، وهو اليوم الذي صدر فيه إعلان قيام إسرائيل عام 1948. هذا اليوم يتذكره العرب والإسرائيليون لكي يقدم حسابا عن الكسب والخسارة كل في معسكره، فالعرب قد بدأوا مرحلة جديدة تتسم بوجود إسرائيل التي تلتهم جسد فلسطين كل يوم، وتلقي بظلال قاتمة من التحدي على العالم العربي، بحيث ظل العرب في دوامة منذ ذلك التاريخ، فلا هم قادرون على إيقاف التمدد السرطاني، ولا هم قادرون على هضم هذه الحقائق المؤلمة الجديدة. ويجب أن تظل الذكرى وما يرتبط بها حية في ذاكرة الأمة، لأن الصراع بين هذا السرطان وجسد الأمة سيمضي لفترة قد تطول، ولكن الأمل في النجاة لا بد أن يرافق إحياء هذه الذكرى. على الجانب العربي، تراجع الدعم العربي الشامل والاحتضان الكامل للطرف الفلسطيني لأسباب كثيرة لكن أخطرها هو دخول إسرائيل لشق الصف العربي والفلسطيني، ثم بين الفلسطينيين أنفسهم. ولذلك لابد من إعادة ترتيب الأولويات بحيث تتصدر قضية الوفاق الفلسطيني على قواسم مشتركة استراتيجية وأن يرفع الحصار عن غزة وأن يقف الجميع صفاً واحداً لإنقاذ ما تبقى، ثم يأتي الإطار العربي داعماً للإطار الفلسطيني الذي كان خط الدفاع الأخير، في مواجهة تحدى التصفية الذي تمارسه إسرائيل منذ قيامها. فليس جديداً أن نقول أن إسرائيل رفضت منذ البداية أن تجمع فلسطين بينها وبين الفلسطينيين فإما هي وإما هم، ولذلك لا تبدو مسألة الحل على أساس الدولتين ممكنة، بسبب عزم إسرائيل علي الانفراد دون أصحابها بكل فلسطين رغم قبول العرب بها بل والمطالبة بتنفيذها، ورغم قبول إسرائيل لها، لكنها تعمل على إفراغها من مضمونها وذلك بقضم الأرض وطرد السكان أو إبادتهم. ويبدو أن إسرائيل أسرفت في تحقيق أملها وأغرتها كل أوراق القوة التي تؤمِّن لها ما تريد، ولكن العقل يقضى بأن محو الفلسطينيين والعيش بهذه الروح في منطقة عربية إسلامية متواصلة جغرافياً وحضارياً وثقافياً تعنى فرض جسم غريب معاد لجسد الأمة، ولذلك فإن سلوك إسرائيل هو العنصر الحاسم في تقرير مصير وجودها في هذه المنطقة، وذلك بحكم التاريخ والجغرافيا وحقائق علم الاجتماع. في هذه الذكرى نجدد التذكير بهذه الحقائق، وخاصة أن شعوب المنطقة قد فاض بها الكيل واستعدت إسرائيل الجميع عليها. في هذه الذكرى اقتربت إسرائيل من مرحلة الدولة اليهودية الكاملة، ولعلها تتصور أن يتم ذلك عام 2020 إذا سارت الأمور بهذه السرعة المنتظمة. نحن نراهن على وعى الأمة وذاكرة أجيالها وحقائق التاريخ التي لا تستقيم مع منطق الغضب والاجتثاث لشعب من أرض، وعضو في أسرتيه العربية والإسلامية. وللقوة حدود وللمبالغة في الآمال غير المشروعة مخاطر. لا يضيرنا أن تأتى الذكرى والعرب عاجزون ويلتمسون السلام بكل طريق، ولكن يضيرنا أن تغر أعداءنا الأماني، فنحن هنا وهم العابرون. سيظل 15 من أيار (مايو) هو يوم نكبة الأمة كلها، كما سيظل أملنا في أن تقرأ الأجيال المقبلة، هذه الذكرى في نطاق المحن التي تعرضت لها الأمة في تاريخها الطويل، فالأيام دول، من سره زمن ساءته أزمان. سيظل السلام الحقيقي بعيداً ما دامت إسرائيل تتصرف بمنطق العصابات الغازية.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 14 مايو 2017, 10:57 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:29 pm
هَـرِمَ الناسُ .. وكانـوا يرضعـونْ عندما قال المُغنّي : عائـدون . يا فلسطينُ ومازالَ المُغنّي يتغنّى وملايينُ اللحـونْ في فضـاءِ الجُـرحِ تفنى واليتامـى .. مِن يتامى يولـدونْ . يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنـونْ سـاءَهمْ ما يشهـدونْ فَمَضـوا يستنكِرونْ ويخوضـونَ النّضالاتِ على هَـزِّ القناني وعلى هَـزِّ البطـونْ ! عائـدونْ ولقـدْ عادَ الأسـى للمـرّةِ الألفِ فلا عُـدنا .. ولا هُـم يحزنـونْ !
_______________ هذه التدوينة تدل على اليأس وعلى المرارة ، على الحقد والكراهية ولكني للأسف لا أملك بعد 60 عاماً على بيعنا لفلسطين بأبخس الأثمان سوى أن أقول “عائدون” قصيدة لأحمد مطر تضامناً مع يوم التدوين عن فلسطين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:31 pm
القضية الفلسطينية في قرنين (1798 - 2000) 1-مرحلة التأسيس للوجود الصهيوني في فلسطين
نابليون يدعو اليهود إلى "العودة" إلى فلسطين باعتبارها وطنهم القومي 1798 : نابليون يدعو اليهود إلى العودة إلى فلسطين باعتبارها وطنهم القومي. 1838 : لورد شافتسبري السابع مؤسس الفكر الصهيوني يطالب بتوطين اليهود في فلسطين. - فتح قنصلية بريطانية في القدس - تأسيس صندوق اكتشاف فلسطين. 1868 : جماعة فرسان الهيكل الصهيونية المسيحية تؤسس سبع مستعمرات في فلسطين. 1870 : تأسيس مدرسة ميكفه إسرائيل الزراعية في فلسطين بجهود جماعة الإليانس الفرنسية. 1875 : بريطانيا تشتري نصيب مصر من أسهم قناة السويس بمعونة مالية من آل روتشيلد. 1877 : إقامة مستعمرة بتاح تيكفا في فلسطين وإرهاصات التسلل الصهيوني. 1882 : - تدفق يهود شرق أوربا إلى مختلف أنحاء العالم واستقرار غالبيتهم في الولايات المتحدة. - تأسيس جماعات أحباء صهيون في روسيا. - بدء الاستعمار الإحلالي في فلسطين على يد جماعة بيلو. 1884 : إقامة مستعمرتي ريشون لتسيون وجديراه في فلسطين. 1885 : - مؤتمر كاتوفيتز أول مؤتمر لجماعات أحباء صهيون. 1890 : - مؤتمر أوديسا لجماعات أحباء صهيون. 1896 : - نشر كتاب دولة اليهود لهرتسل. 1897 : تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر بازل وقرار بتشجيع الاستيطان الصهيوني في فلسطين. - تأسيس اتحاد الصهاينة الأمريكيين. 1898 : المؤتمر الصهيوني الثاني يوصي بإنشاء الوكالة اليهودية لتمويل الاستيطان الصهيوني في فلسطين. 1901 : - هرتسل يحاول كسب موافقة السلطان العثماني على توطين اليهود في فلسطين ، والسلطان العثماني يرفض. - بدأ المؤتمر الصهيوني الخامس يجمع التبرعات للصندوق القومي اليهودي من أجل شراء أراضٍ في فلسطين. 1902 : هرتسل يتفق مع قيادات دينية يهودية على إقامة حزب صهيوني ديني لجذب اليهود المتدينين للحركة الصهيونية. 1903 : المؤتمر الصهيوني السادس يوافق على مشروع توطين اليهود في شرق إفريقيا. - المصرف الاستعماري اليهودي يفتح فرعا له في يافا باسم الشركة البريطانية الفلسطينية. 1904 : المؤتمر الصهيوني السابع يرفض مشروع شرق إفريقيا. 1906 : تأسيس المدرسة اليهودية العليا في يافا. 1907 : تأسيس المنظمة العسكرية الصهيونية بار جيورا في فلسطين. 1908 : تأسيس وكالة مركزية للاستيطان اليهودي في يافا باسم مكتب فلسطين. 1909 : المؤتمر الصهيوني التاسع يقرر إنشاء المستوطنات التعاونية في فلسطين. - تأسيس تل أبيب وكيبوتس ديجانيا ومنظمة الحارس العسكرية لحراسة المستوطنات. 1912 : - تأسيس حزب أجودات إسرائيل الذي دعا إلى حل مشكلات اليهود على أساس تعاليم التوراة. - تأسيس منظمة هداسا النسائية الصهيونية في الولايات المتحدة. 1915 : فلاديمير جابوتنسكي يؤسس فرقة البغالة لمساعدة البريطانيين في غزو فلسطين وتكوين نواة قوة عسكرية صهيونية. - تأسيس منظمة نيللي السرية العسكرية في فلسطين للتجسس على القوات العثمانية لصالح بريطانيا. 1916 : وقعت فرنسا وبريطانيا اتفاقية سايكس – بيكو السرية لاقتسام ممتلكات الإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ بريطاني وفرنسي. 1917 : وزير الخارجية البريطاني الجديد بلفور يعد اليهود بوطن قومي في فلسطين. - القوات البريطانية بقيادة إلنبي تستولي على القدس وتبسط سيطرتها على سائر فلسطين. 1918 : موافقة ألمانيا وإيطاليا رسميًّا على فحوى وعد بلفور. - الرئيس الأمريكي وورد ولسون يبعث برسالة إلى الحاخام ستيفن وايز يعبر فيها عن موافقته على وعد بلفور. 1919 : المنظمة الصهيونية تطالب ببسط الانتداب البريطاني على فلسطين. - المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس يرفض وعد بلفور. - لجنة كينج كرين تبدأ عملها لتقصي الوضع في فلسطين بناء على توصية الرئيس ولسون وتقر حق العرب فيها وتدعو إلى التخلي عن فكرة الدولة اليهودية. 1920 : إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين، وتزايد الاعتداءات الصهيونية، وبريطانيا تقمع المقاومة العربية. - تأسيس المنظمة العسكرية الصهيونية في القدس لتأمين الاستيطان. 1921 : بدء سلسلة من القوانين للحد من الهجرة اليهودية إلى الولايات المتحدة. - بريطانيا تواصل قمع المقاومة العربية للاعتداءات الصهيونية المتزايدة. 1922 : صادق الكونجرس الأمريكي على وعد بلفور. 1923 : اندلاع الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والمستوطنين الصهاينة. 1925 : افتتاح الجامعة العبرية في القدس. 1927 : تصاعد النزوح اليهودي من فلسطين بسبب تفشي البطالة. 1929 : انتفاضة عرب فلسطين احتجاجا على محاولات المستوطنين الصهاينة السيطرة على حائط البراق. 1930 : وزير المستعمرات البريطاني ينفي مسؤولية بريطانيا عن إنشاء وطن قومي يهودي لاحتواء الغضب العربي. 1931 : رئيس وزراء بريطانيا يؤكد التحالف البريطاني الصهيوني. - اشتباكات واسعة بين الفلسطينيين والقوات البريطانية. 1933 : النازيون يعتبرون أن اليهود فائض بشري غير منتج وغير نافع، والمؤتمر الصهيوني الثامن عشر يبحث تهجير اليهود الألمان إلى فلسطين. - مظاهرات عربية في فلسطين واستشهاد الزعيم موسى كاظم الحسيني. 1935 : استشهاد المجاهد عز الدين القسام في معركة القسطل ضد القوات البريطانية. 1936 : الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني. 1937 : لجنة بيل للتحقيق في الانتفاضة الفلسطينية توصي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، والعرب والصهاينة يرفضون الخطة. - الصهاينة يتفقون مع النازية على تهجير اليهود الألمان إلى فلسطين. 1938 : لجنة وودهيد البريطانية تعتبر خطة تقسيم فلسطين غير عملية. 1939 : اجتماع ممثلين عرب وصهاينة بدعوة من بريطانيا ، وفشل المؤتمر بسبب الرفض البريطاني والصهيوني لمطالبة العرب باستقلال فلسطين. - تأسيس منظمة الليحي الإرهابية وممارسة اعتداءات على المنشآت البريطانية في فلسطين. - تأسيس كتائب الجدناع لحراسة المستوطنات وتدريب الشباب الصهيوني عسكريا. 1941 : تأسيس القوات الضاربة البالماخ في صفوف الهاجانا. 1942 : المؤتمر اليهودي الأمريكي يطرح برنامج بلتيمور الذي يدعو إلى فتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية وإلغاء القيود البريطانية وتأسيس دولة يهودية. 1944 : تشكيل اللواء اليهودي لمساندة القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية. - اغتيال المفوض البريطاني في القاهرة على يد منظمة ليحي الصهيونية. 1945 : دعا الرئيس الأمريكي هاري ترومان إلى توطين اليهود في فلسطين. 1946 : نسف فندق الملك داود في القدس من قبل عصابة مناحيم بيغن مما أدى إلى مقتل 95 شخصًا بريطانيًا وعربيًا. 1947 : الأمم المتحدة تقرر تقسيم فلسطين وإنهاء الانتداب البريطاني. - جامعة الدول العربية تعلن الحرب ضد عصابات اليهود في فلسطين
النكبة: إعلان الدولة الإسرائيلية في فلسطين
المشروع الصهيوني: تفريغ فلسطينمن سكانها وملؤها بالمستوطنين
امرأة فلسطينية تنظر إلى بيتهاوقد حيل بينها وبينه بأسـلاك شائكــة 1948 : - أعلنت الجامعة العربية عن قيام دولة عموم فلسطين. - مذبحة دير ياسين. - إقامة الدولة الصهيونية على 78% من مساحة فلسطين واعتراف أمريكي وسوفيتي فوري بإسرائيل. - الأمم المتحدة تصدر القرار 194 بعودة اللاجئين الفلسطينيين. - دمج المنظمات العسكرية في الجيش الإسرائيلي. 1949 : - اتفاقية الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل. - قبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. - رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول بن جوريون يعلن عن أن القدس ستصبح مدينة إسرائيلية ابتداء من عام 1950. 1950 : مذبحة وادي عربة. 1951 : العملاء الصهاينة يزرعون المتفجرات في بغداد لإرهاب اليهود العراقيين ودفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل. - إسرائيل تصدر قانونا باسم قانون العودة يتيح لأي يهودي في العالم اكتساب الجنسية الإسرائيلية فور وصوله إليها. 1952 :مذبحة قبية. 1954 : بداية العمليات الفدائية التسللية من مصر. - ألمانيا تدفع ملايين الدولارات للدولة الصهيونية تعويضًا عن جرائم النازي. - بدأت "إسرائيل" بتحويل مجرى نهر الأردن 1955 : شبكة تخريبية صهيونية تحاول نسف مصالح مصرية وأمريكية وبريطانية في القاهرة. 1956 : - مذبحة كفر قاسم. - العدوان الثلاثي على مصر واحتلال إسرائيل لسيناء. - تأسيس الحزب الديني القومي في إسرائيل. 1957 :انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. 1958 :تأسيس حركة فتح وإعلان الكفاح المسلح لتحرير الأراضي الفلسطينية. 1964 : تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بقرار من القمة العربية. 1966 : هاجمت القوات الصهيونية قرية السموع في جنوب الخليل وقتلت 18 شخصًا وجرحت 54، وهدمت 125 منزلاً
- التوسع الإسرائيلي في 1967: وإجبار العرب على الاعتراف بإسرائيل
نزوح فلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن عبر جسر المبي 1967 : - احتلال إسرائيل كامل للضفة الغربية والجولان وسيناء. - مجلس الأمن يصدر القرار 242 القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في 1967 (تحول الصراع العربي - الإسرائيلي منذئذ إلى صراع على الأراضي المحتلة في . 1967 واعتبار هدف تحرير فلسطين هدفا غير عملي). 1968 : اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة لأول مرة. 1969 : بدء حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية. 1970 : فتنة أيلول الأسود بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية.
4- حرب 1973 وبداية الانحسار الصهيوني
الجيش المصري يعبر قناة السويس ويقتحم خط برليف 1973 : القوات العربية تشن هجوما على إسرائيل، وتنجح في عبور قناة السويس وتحرير القطاع الغربي من سيناء. 1974 : اتفاقا فك الاشتباك بين الجيشين المصري والسوري والجيش الإسرائيلي. 1975 : تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3379 الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية.
5- معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وفصل جديد في الصراع ضد إسرائيل
توقيع معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل" 1977 : زيارة الرئيس السادات للقدس وإعلان استعداد مصر لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل. 1978 : توقيع اتفاقية كامب ديفيد. 1978 : تأسيس حركة السلام الآن. 1979 : توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. 1980 : الكنيست الإسرائيلي أكد وحدة القدس بشطريها الشرقي والغربي تحت السيادة الإسرائيلية. 1982 : القوات الإسرائيلية تغزو لبنان وتضرب البنية التحتية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتجبرها على الانسحاب من لبنان. - دخلت القوات الصهيونية إلى غرب بيروت. - قمة فاس العربية في المغرب والإعلان عن خطة سلام تتضمن انسحاب "إسرائيل" من أراضي ما قبل سنة 1967م، وقيام دولة فلسطينية، وضمان أمن وسلام جميع الأطراف في المنطقة. - القوات الإسرائيلية والكتائب المارونية ترتكبان مذبحة كبيرة في مخيمي صبرا وشاتيلا ومجلس الأمن الدولي يدين المذبحة بالقرار 125. 1985 : القوات الإسرائيلية تنسحب من شرق ووسط لبنان.
6- المقاومة الفلسطينية: عجز القوة الإسرائيلية ومعضلة شرعية الوجود
المقاومة الفلسطينية 1987 : اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. : تهجير يهود الفلاشاه. 1988 : - تأسيس جماعة المستعرفيم (المستعربين) لاغتيال القيادات الفلسطينية برئاسة إيهود باراك. - استشهاد أبو جهاد. - تأسيس منظمة حماس. - بدأت القوات الصهيونية تنفيذ سياسة الإبعاد خارج فلسطين لقيادات الانتفاضة الكبرى. - قامت قوات الاحتلال الصهيوني بدفن 4 فلسطينيين وهم أحياء بالجرافات وتم انتشالهم فيما بعد وإنقاذهم. - بداية استقالات العاملين الفلسطينيين في الشرطة لدى الحكم العسكري في الضفة والقطاع. - أعلن الملك حسين عن فك الارتباط القانوني والإداري بين الأردن والضفة الغربية. - أعلن المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر عن قيام دولة فلسطينية مستقلة في غزة والضفة الغربية معترفًا ضمنيًّا بإسرائيل.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:32 pm
- "عملية سلام الشرق الأوسط": انحسار إسرائيل جغرافيا مقابل اكتساب الشرعية والاندماج الإقليمي
الاحتفال بتوقيع معاهدة أوسلو 1991 : - الأمم المتحدة تلغي قرارها السابق اعتبار الصهيونية حركة عنصرية. - إعلان الولايات المتحدة لمبادرة عقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط لحل الصراع العربي الإسرائيلي بعد 3 أيام من انتهاء العدوان على العراق. - افتتاح مؤتمر سلام الشرق الأوسط في مدريد برعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بحضور أطراف الصراع المعنية. - تهجير البقية الباقية من الفلاشاه. - بدء موجة الهجرة السوفيتية إلى إسرائيل. 1993: - وقعت "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو. 1994 : - مذبحة الحرم الإبراهيمي على يد مستوطن يهودي واشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مختلف الأراضي الفلسطينية. - معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل، وسلسلة من اتفاقات التعاون. والأردن تتخلى عن ارتباطاتها الدينية مع الضفة الغربية. - وقعت إسرائيل" ومنظمة التحرير في القاهرة اتفاقًا حول تنفيذ الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا. ودخول ياسر عرفات إلى غزة وتسلم منصب رئيس السلطة الفلسطينية. وبدء مسلسل من الاتفاقات حول تنفيذ إعلان المبادئ (اتفاق المعابر). - اتفاقكل من مصر والأردن وإسرائيل على إنشاء بنك التنمية للشرق الأوسط. - دول مجلس التعاون الخليجي تقرر رفع المقاطعة للشركات المتعاملة مع إسرائيل. - اتفاقية للتبادل الدبلوماسي بين إسرائيل وجمهورية جزر القمر. - جيبوتي تقرر تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. - إسرائيل عضو مراقب في برلمان حلف الأطلنطي. - الخارجية الإسرائيلية تقرر تعليم اللغة العربية لدبلوماسييها. 1995: - اتفاق أوسلو 2 (طابا) حول تفاصيل تنفيذ الحكم الذاتي في معظم الأراضي المأهولة بالفلسطينيين في الضفة الغربية المدن الرئيسية. ورابين يرفض تحديد جدول زمني لإعادة الانتشار، وتتوسع في بناء المستوطنات. والقوات الإسرائيلية تهاجم مركز شرطة فلسطينيا. - إسرائيل تعلن الحرب على حماس والجهاد وتعتقل عشرات من أنصارهما بعد سلسلة عمليات فدائية في تل أبيب والقدس والمدن الإسرائيلية ومناطق الحكم الذاتي. - إسرائيل تبدأ بتفكيك الإدارة المدنية بالضفة الغربية. وتبدأ إعادة الانتشار في جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية. وتوافق على إعادة الانتشار في مدينة الخليل. وتفتح الحدود بين الأردن ومنطقة الحكم الذاتي في أريحا. وتخلي 3 مستوطنات بعد مواجهات بين المقاومة الفلسطينية والمستوطنين وإصابة 19 مستوطنا. - إسرائيل وتنزانيا تستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية. - إسرائيل تنشر صواريخ تحوي رؤوسًا نووية غربي القدس. - سورية وإسرائيل تتفقان على إقامة محطات إنذار مبكر وإقامة منطقة منزوعة السلاح في الجولان. - اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين على يد يميني متدين والحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وشيمون بيريز يتولى لأول مرة رئاسة الوزراء. - تشغيل الخط التجاري بين مصر وقطاع غزة. - الملك حسين يفتتح مؤتمر عمان الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. - واشنطن تجمد أرصدة حماس وعشر منظمات أخرى منها منظمتان يهوديتان معارضتان للتسوية. وتستخدم الفيتو لمنع صدور قرار بإلغاء مصادرة الأراضي في القدس. - اليونسكو تحتج على استمرار إسرائيل في حفر نفق تحت المسجد الأقصى. 1996: - الجبهة الشعبية تقطع الحوار مع السلطة الفلسطينية. - محكمة فلسطينية تصدر حكما بإعدام اثنين من أنصار حماس قتلا شرطيًّا فلسطينيًّا. - مجلس الوزراء الفلسطيني يدعو عرفات لإطلاق سراح أعضاء حماس من السجون الفلسطينية. - مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري يحرم على الفلسطينيين الحصول على الجنسية الإسرائيلية. - إسرائيل تقرر إبعاد عائلات مجاهدي حماس إلى الدول الإفريقية وتغلق عشرات المؤسسات الخيرية. - إسرائيل تستقدم فريقا أمريكيا لمكافحة الإرهاب لمعاونتها في القضاء على حماس والجهاد الإسلامي، وأمريكا تمنحها 50 مليون دولار للقضاء على الإرهاب. -رئيس الأركان الإسرائيلي إيهود باراك يهدد باقتحام مناطق الحكم الذاتي. - إسرائيل تنشر مدرعاتها على حدود الضفة الغربية لأول مرة منذ 1967. - مذبحة قانا: قصف مخيمات الفلسطينيين في لبنان ومواقع المقاومة بالطائرات والصواريخ. ومصرع 156 وجرح 304 في اليوم الأول للمجزرة معظمهم من المدنيين، وتدمير البنية التحتية اللبنانية، وقصف موقع الأمم المتحدة في جنوب لبنان. وتقرير للجيش الإسرائيلي يصف ضحايا العدوان الإسرائيلي بأنهم نفايات بشرية. بيريز يعرض مساعدات على لبنان لإعادة تعمير ما دمره القصف الإسرائيلي. - حزب العمل الإسرائيلي يسحب معارضته لإقامة دولة فلسطينية ويرفض تقسيم القدس. - سقوط حكومة حزب العمل وصعود حكومة نتانياهو. والقوات الإسرائيلية تقتحم مناطق الحكم الذاتي بعد اشتباكات بالأسلحة مع الشرطة الفلسطينية. - فتح نفق تحت المسجد الأقصى وانتفاضة جديدة وإضراب عام في الأراضي المحتلة، والشرطة الإسرائيلية تقتحم المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، وتقتل وتصيب عشرات المصلين. وإسرائيل تشق نفقا جديدا تحت الحرم الإبراهيمي في الخليل. - إغلاق مكاتب السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية. - نتانياهو يقترح على الفلسطينيين حكما ذاتيا أشبه ببورتريكو التابعة للولايات المتحدة. - إسرائيل تعلن مضاعفة الميزانية المخصصة للاستيطان. إ-سرائيل تعزز قواتها على الحدود السورية وتجري مناورات عسكرية في الجولان، ووزير الدفاع الإسرائيلي يطالب بزيادة ميزانية الجيش استعدادا للحرب ضد سوريا، ونتانياهو يوافق. - محاكمة 400 جندي إسرائيلي رفضوا الخدمة في مدينة الخليل. -الكنيست تسمح للنواب العرب باستخدام اللغة العربية في الجلسات. - آلاف من عرب 1948 يتظاهرون في القدس احتجاجا على سياسة التمييز العنصري في إسرائيل. - عضو الكنيست العربي عزمي بشارة يعلن ترشيحه لانتخابات رئاسة الوزراء في إسرائيل. - تسرب نووي من مفاعل ديمونة. - الأردن يرفض اقتراحا إسرائيليا بنشر قوات أردنية مصرية في جنوب لبنان. - قطر وإسرائيل تقرران فتح مكتبين للتمثيل التجاري. - سلطنة عمان تفتح مكتبا لرعاية المصالح التجارية مع إسرائيل. - القذافي يعلن وقف دعمه للفصائل الفلسطينية المعارضة لعملية التسوية. - اتفاقية جديدة بين تركيا وإسرائيل للتعاون الاقتصادي العسكري. - الولايات المتحدة تفتتح مكتبا لمكافحة الإرهاب في إسرائيل. 1997: - الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي يوقعان على اتفاق الخليل. ومنظمة دينية يهودية تهدد نتانياهو بالقتل احتجاجا على الاتفاق. وتشكيل ثمان لجان لبحث مشكلات تطبيق الاتفاق. - السلطة الفلسطينية تعتقل ستة فلسطينيين بتهمة بيع أراضٍ لليهود، وعرفات يؤيد تطبيق حكم الإعدام على من يبيع أرضا لليهود، والشيخ طنطاوي شيخ الأزهر يؤيد ذلك. والشيخ عكرمة صبري مفتي القدس يفتي بعدم دفن سماسرة الأراضي في مقابر المسلمين. وإسرائيل تحتج والولايات المتحدة تنتقد. - في استطلاع للرأي 53% من الفلسطينيين يدعون لحجب الثقة عن مجلس وزراء السلطة الفلسطينية لاتهامات الفساد المنسوبة إليه. - حماس والجهاد توافقان على الانتخابات البلدية في الضفة وغزة. حماس تدعو عرفات لإعادة الانتفاضة. وعرفات يناشد الفصائل الفلسطينية مساندة السلطة الفلسطينية لمواجهة المخططات الاستيطانية. والسلطة الفلسطينية تعلن استعدادها للتنسيق الأمني مع إسرائيل بمشاركة أمريكية. - حماس تؤكد استمرار العمليات الفدائية، والسلطة الفلسطينية تعتقل 30 من أنصار حماس والجهاد. - حزبا الليكود والعمل يوقعان على تفاهم بشأن التسوية النهائية. وإسرائيل ترفض قرار الجمعية العامة بإدانة الاستيطان وتعتبره إفلاسا أخلاقيا والكنيست توافق على مشروع قانون بعدم الانسحاب من الجولان. والسلطات الإسرائيلية تغلق عددا من المكاتب الفلسطينية في شرقي القدس. - بدء العمل في مستوطنة جبل أبو غنيم ونتانياهو يتحدى المظاهرات الفلسطينية ويأمر بمواصلة البناء في المستوطنة 24 ساعة يوميا. - مستوطنة يهودية توزع منشورات تسيء للإسلام. ونتانياهو ووايزمان يعتذران عنها. والادعاء الإسرائيلي يوجه تهمة العنصرية للمستوطنة. وآلاف المتظاهرين من فلسطينيي 48 يحتجون. وإيران تطالب بإعدام المتهمين. جماعة يهودية تضع رأس خنزير في قبر عز الدين القسام. والقوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين. وتمنع أذان الفجر في الحرم الإبراهيمي لمنع إزعاج المستوطنين. - انفجارات في تل أبيب والمدن الإسرائيلية الكبرى. واستمرار المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية. - الأردن وإسرائيل توقعان اتفاقا لإقامة مطار العقبة. وزيادة التبادل السياحي بين البلدين. وتعاون لتطوير طائرات ف16 الأردنية. ومناورات بحرية مشتركة. والحكومة الإسرائيلية توافق على تقديم مساعدة اقتصادية للأردن. - جندي أردني يطلق النار على أتوبيس بمنطقة الباقورة الحدودية ويقتل 7 تلميذات إسرائيليات. والملك حسين يعزي أسر القتيلات بنفسه. والقذافي يدين الحادث. - الأردن يرفض تشكيل لجنة مهنية لمقاومة التطبيع مع إسرائيل. ونقابة المهندسين توجه إنذارا للمكاتب الهندسية بوقف التعامل مع إسرائيل. و13 هيئة ثقافية ترفض الحوار مع إسرائيل، وأحزاب وشخصيات أردنية تطالب بإلغاء معاهدة وادي عربة.والملك حسين يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل كان الحل الوحيد لأزمة المياه في الأردن. - جامعة الدول العربية ومصر والإمارات والبحرين تقرر مقاطعة مؤتمر الدوحة الإقتصادى. - إسرائيل تتلقى دعوة رسمية لحضور المؤتمر الاقتصادي في الدوحة. - إسرائيل تتلقى دعوة بالانضمام إلى منظمة الكومنولث البريطانية التي تضم 53 دولة. 1998: - توقيع اتفاق واي ريفر وإعادة الانتشار في 13% على أن تكون 3% منها محميات طبيعية. ومشاركة المخابرات المركزية الأمريكية في التعاون الأمنيالفلسطيني الإسرائيلي. - ست منظمات فلسطينية تطالب عرفات بوقف المفاوضات مع إسرائيل. وعرفات يجدد تعهده بإعلان الدولة الفلسطينية عام 1999. ويعلن تورط حماس في مقتل عنصري حماس وتبرئة إسرائيل. ويقبل المبادرة الأمريكية بإعادة انتشار إسرائيل في 13% من الأراضي المحتلة كحل وسط بين الطرح الإسرائيلي 8% والطرح الفلسطيني 40%. - إسرائيل تعرض أكثر من مرة الانسحاب من لبنان مقابل اتفاق أمني. - إسرائيل تنشر بطاريات صواريخ باتريوت بصحراء النقب. ونتانياهو يؤكد أن إسرائيل تعتمد على قواتها الرادعة وليس معاهدات السلام. وبيريز يعترف بامتلاك إسرائيل قدرات نووية. والقوات الإسرائيلية تطلق النار على قوات الطوارئ الدولية في لبنان. - الأردن يدفع تعويضات لأسر قتيلات حادث الباقورة. ويرفض استخدام مجاله الجوي من قبل العراق وإسرائيل.ويشارك كمراقب في مناورات عسكرية تركية إسرائيلية أمريكية في شرق البحر المتوسط. ويتعاون مع إسرائيل في مكافحة التلوث في خليج العقبة. - نقابة الفنانين الأردنية ترفض التطبيع مع إسرائيل بكل أشكاله. - وزير البنية التحتية شارون يعتذر للأردن عن محاولة اغتيال خالد مشعل، ويجدد في مناسبة أخرى نية إسرائيل اغتياله. - سكان الجولان يرفضون الجنسية الإسرائيلية ويواصلون الاحتجاج على تطبيق القانون الإسرائيلي عليهم. - قطر تعلن وقف جميع اتصالاتها مع إسرائيل احتجاجا على التعنت الإسرائيلي قي عملية التسوية. - المغرب تؤكد تجميد علاقاتها مع إسرائيل وترفض استقبال نتانياهو. - مواجهة بين حركة السلام الآن والمستوطنين في شرقي القدس. - الكنيست ترفض مشروع قانون لتجنيد المتدينين. 1999: - سقوط نتانياهو وتولي باراكالحكم. باراك يستهل حكمه بالتصريح بألا عودة إلى حدود 1967 ولا دولة فلسطينية ولا تنازل عن القدس. - باراك يتملص من إعادة الانتشار وفقا لاتفاق واي ريفر. - اتفاق شرم الشيخ من أجل تطبيق اتفاق واي ريفر. وشارون يطالب العرب بدفع تعويضات لإسرائيل في مفاوضات الوضع الدائم. - الموافقة على إنشاء 1145 وحدة استيطانية جديدة وعدد المستوطنين يبلغ 180 ألفا. وإسرائيل تدفن نفايات نووية في أراضي مصادرة بالضفة الغربية. - حظر نشاط منظمة حماس في الأردن وإبعاد قادتها إلى قطر. -حجم الاستثمارات الإسرائيلية في الأردن يبلغ 1.3 مليون دولار. - نائبان عربيان في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. 2000 : - إسرائيل تقرر خفض عدد جنودها في مستوطنات الضفة الغربية وغزة. - الشيخ أحمد ياسين يؤكد أن إسرائيل لن تنعم بالسلام دون تسوية القضية الفلسطينية. - إعادة الانتشار الإسرائيلي من5% من أراضي الضفة. - باراك يؤكد قرار انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان حتى يوليو 2000. - مصر تعلن استضافة مؤتمر اقتصادي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. - تضاعف أعداد المهاجرين من روسيا إلى إسرائيل. وتزايد نسبة غير اليهود منهم. - إسرائيل ترفض استقبال المزيد من الفلاشاه بحجة أنهم ليسوا يهودا. - اقتراحات بحجب الثقة عن حكومة باراك. - علاقات دبلوماسية كاملة بين موريتانيا وإسرائيل. - بابا الفاتيكان يزور إسرائيل ويقوم بجولة في الدول العربية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:35 pm
التحول الديمغرافي القسري في فلسطين إعداد: جمال عزت (باحث فلسطيني) في عام 1882 بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقد جاءت موجاتها الأولى من روسيا نتيجة للمذابح التي واجهها اليهود هناك بسبب اشتراك فتاة يهودية في حادثة اغتيال قيصر روسيا إسكندر الثاني، وتم تشكيل جمعية "أحباء صهيون" لتشجيع الهجرة، ثم انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897 والذي انبثق عنه ما يُعرف ببرنامج بال لتشجيع عمليات الهجرة إلى فلسطين لإيجاد واقع ديمغرافي يجعل دولة الكيان الصهيوني عند إقامتها واقعًا عمليًّا مُسلّمًا به. وبالفعل كان للهجرة اليهودية الصهيونية إلى فلسطين وإجبار أهلها على هجرة مضادة؛ الأثر الأكبر في اختلال التوازن الديمغرافي لصالح اليهود على الرغم من زيادة نسبة النمو السكاني الطبيعي لمن تبقى من الفلسطينيين عن نسبة النمو عند اليهود. - في عام 1917: بلغت نسبة اليهود إلى الفلسطينيين 8% مقابل 92%، ويلاحظ ضآلة التواجد اليهودي إذا ما قيس بعدد الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، وقد سبق هذه السنة توقيع اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا، وتم بموجبها وضع فلسطين تحت الإدارة الدولية تمهيدًا لإقامة الوطن القومي لليهود عليها، كما أعطى بلفور وعده المشؤوم في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام، واستمرت سياسة الاحتلال البريطاني فيما بعد في تشجيع عمليات الهجرة اليهودية، وشكلت منظمات صهيونية متطرفة مثل "بيتار" و "الهاجاناه" والتي كان لها دور هام في طرد المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم. - في أيار/ مايو 1948: وعشية إقامة الكيان الصهيوني، بلغ تعداد سكان فلسطين 2.065 مليون ، منهم 1.415 مليون فلسطيني مقابل 650 ألف يهودي، أي بنسبة 68.5% إلى 31.5% وقد حدث هذا التغير الملحوظ في الميزان الديمغرافي نتيجة للهجرة اليهودية الكبيرة من ألمانيا ودول الحكم النازي بعد وصول هتلر لدفة الحكم في ألمانيا سنة 1933، كما استمرت بريطانيا في تشجيع الهجرة خلال هذه المرحلة، وأخذ التشجيع طابعًا رسميًّا. وبلغ مجموع الذين هاجروا إلى فلسطين خلال فترة الاحتلال البريطاني 483 ألف يهودي، أي حوالي ثمانية أضعاف عدد اليهود الموجودين في فلسطين قبل بدء الاحتلال البريطاني عام 1917. - في عام 1949: اختل الميزان الديمغرافي لصالح اليهود اختلالاً كبيرًا، فبعد الإعلان عن إقامة دولة الكيان الصهيوني وانسحاب القوات البريطانية من فلسطين، حدثت أكبر وأهم هجرة يهودية، حيث بلغ عدد المهاجرين 686748 مهاجرًا توافدوا من أكثر من 40 دولة في الفترة ما بين عام 1948 إلى عام 1951، ورافق ذلك طرد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، وأصبحت كثير من المدن والقرى العربية خالية من سكانها مما أفسح المجال لاستيعاب أعداد كبيرة من اليهود، وازداد عدد اليهود إلى الضعف في حين بقي ما يقارب 160ألف فلسطيني فقط في الأراضي المحتلة من قبل الصهاينة. - في عام 1988: كانت نسبة الفلسطينيين 38.7% من مجموع السكان، في حين مثّل اليهود ما نسبته 61.3% وهو تراجع فلسطيني واضح في الميزان الديمغرافي ، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى انخفاض عدد المهاجرين اليهود انخفاضًا كبيرًا بسبب حالة الركود الاقتصادي والبطالة المرتفعة التي عانى منها الكيان الصهيوني بعد موجات الهجرة المتلاحقة التي أنهكت الاقتصاد وجعلت من الصعب عليه استيعاب جميع المهاجرين، وأدى هذا إلى زيادة الهجرة المعاكسة لليهود من فلسطين إلى أماكن أخرى من العالم، كما ساهم في هذا استمرار نسبة النمو السكاني الطبيعي المرتفعة بين الفلسطينيين والتي تعتبر من أعلى المعدلات في العالم، واستمرار مستوى النمو المنخفض لدى اليهود. - في عام 1990: ازدادت نسبة السكان اليهود مقابل الفلسطينيين بسبب بدء هجرة اليهود السوفيت إلى فلسطين في منتصف عام 1989 بفعل التغيرات الكبيرة التي حدثت في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، وتنفيذًا متأخرًا للاتفاق الموقع في مؤتمر القمة الأمريكية- السوفيتية في هلسنكي عام 1975، فقد توافدت موجات ضخمة من المهاجرين اليهود في الفترة ما بين 1989 و1994 والتي تعتبر ثاني أكبر عملية تهجير جماعي لليهود بعد عملية التهجير التي أعقبت إنشاء الكيان الصهيوني. - في مطلع عام 1994: بلغ عدد اليهود في فلسطين 4455300 يهودي مقابل 2789000 فلسطيني بنسبة 61.5% مقابل 38.5% وبالطبع يضاف إلى النمو الطبيعي – كسبب من أسباب زيادة اليهود – الزيادة بفعل الهجرة في مختلف الفترات، حيث بلغ عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى الآن 2.273 مليون مهاجر. الصراع السكاني في فلسطين بين المحتلين وأصحاب الأرض السنة اليهود في فلسطين الفلسطينيون داخل فلسطين المجموع العدد النسبة% العدد النسبة% 1917 56000 8.0 644000 92 700000 1932 112000 11.3 881690 88.7 993690 1948 650000 31.5 1415000 68.5 2065000 1961 1981700 58.2 1421779 41.8 3403479 1969 2490000 64.2 1387700 35.8 3877700 1980 3283000 64.3 1819000 35.7 5102000 1985 3517000 62.7 2091000 37.3 5608000 1988 3659000 61.3 2301000 38.7 5960000 1990 3926000 60.2 2597000 39.8 6523000 1994 4455300 61.5 2789000 38.5 724430 2000 4300000 53.75 3700000 46.25 8000000 - في عام 2000:
تقدر دراسة إسرائيلية أعدها مركز أبحاث معهد "فابل لير" في القدس بعنوان معطيات أساسية وتقديرات الجغرافيا والديمغرافيا في إسرائيل عام 200؛ أن عدد سكان فلسطين سيصل إلى 8 ملايين نسمة بينهم 4.3 ملايين يهودي و3.7 ملايين فلسطيني، وذلك بسبب انخفاض الهجرة لدى اليهود بعد موجات الهجرة الضخمة التي حدثت في الفترات السابقة، وشملت غالبية أماكن التواجد اليهودي في العالم، وكذلك بسبب استمرار المعدل المرتفع للنمو الطبيعي بين الفلسطينيين حيث يمثل الأطفال والشباب 60% من السكان العرب الأمر الذي يضمن تزايدًا ملحوظًا في السكان الفلسطينيين، بالإضافة لتراكم الصعوبات أمام حركة الاستيطان اليهودي في المناطق ذات الكثافة الفلسطينية خصوصًا في الجبال والتلال والهضاب، وهناك أيضا زيادة سكانية كبيرة بين الفلسطينيين في القدس مقارنة باليهود.
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:37 pm
البيت المفقود ذكريات ومفتاح إلى مخيمات اللجوء
2010/05/15 زياد جيوسي
الفلسطيني الذي طرد من أرضه ووطنه لم يتمكن منه النسيان, هي ذاكرة المواطن في الشتات وفي المنافي والمخيمات, حافظ عليها وورثّها لأبنائه كما ورّثهم مفتاح الدار الذي يحنّ إلى فتح الباب الذي افتقده, والفلسطيني يعلم أن بيته قد تهدم وقامت مكانه المستوطنات التي ضمت شذّاذ الآفاق الذين انسلّوا من كل حدب وصوب, فاستولوا على الأرض المقدسة واحتلوها, والبيوت التي لم تهدم وغالبيتها في المدن سكنها الغرباء. لكن الذاكرة الفلسطينية لم ولن تنسى, وفيلم (البيت المفقود) أنموذج إنساني يروي القصة; قصة الطفلة التي لم تعرف مدينتها عكا, هذه المدينة التي صمدت أمام حصار نابليون بونابرت, وحين عجز عنها قذف قبعته من فوق الأسوار, قائلاً عبارته المشهورة: إن لم يدخل نابليون عكا, فقبعته قد دخلتها , فعكا التي تميزت بأسوارها والبحر الذي تقف شامخة على شاطئه, وكأنها أسد غابةٍ يحمي غابته, كان لها في الموروث الشعبي الشيء الكثير, فدخلت الذاكرة الفلسطينية عبر الأجيال, كما دخلت الأمثال الشعبية, فما زال المثل الشعبي متداولاً: لو خافت عكا من هدير البحر ما سكنته. البيت المفقود يروي قصة بيت غادره الأب والأم, حاملين معهم الذكريات والمفتاح إلى مخيمات اللجوء في قطاع غزة, فحملت الابنة وفاء جميل العهد وحافظت عليه, فكان هذا الفيلم الذي يروي قصة وفاء جميل وهي تبحث عن بيتهم المفقود. يجب أن أجد البيت الذي في عكا, هكذا أوصاني أبي. هكذا يبدأ الفيلم الذي أخرجته لوفاء جميل وهي تقف على مشارف عكا, إذاً هي وصية الآباء للأبناء, والأبناء لأبنائهم, إنها قصة التشبث بالحق المغتصب مهما طال الزمان, إنه الإيمان بالحق وعدالة القضية, إنه الذاكرة التي لا تنسى وتطبق المثل القائل: ما بموت حق وراه مطالب. كيف يمكن العثور على البيت المفقود, وهذه الشابة الصغيرة في العمر لم تعرف البيت ولم تكن مولودة لا في نكبة (1948) ولا في هزيمة (1967), إنها الذاكرة التي سمعتها من أهلها الذين لم ينسوا بيتهم, وهي وصية الوالد الذي انتقل إلى العالم الآخر وهو يحلم بالعودة إلى بيته, أو عودة أبنائه إليه المخرجة التي أصرت أن تكون هي نفسها التي تقوم بالدَّور, فهي تشعر أن لا أحد من حقه أن يقوم بالبحث عن بيتها غيرها, إنها وصية الأب الحنون في البحث عن البيت والعودة, فهي مخرجة, لكنها في عملية البحث لا تقوم بالتمثيل, إنها تقوم بالمهمة المقدسة, ومن هنا لم تكن هناك مشاهد تمثيل بمقدار ما هي أحاسيس ومشاعر حقيقية. تعتمد وفاء على ذاكرة الأهل أن البيت قرب مسجد الجزار ومكون من طابقين وساحة كبيرة, إضافة إلى ذاكرة الحاجة التي استشهد أخوها في حيفا, وكيف تمت مغادرة البيوت تحت وطأة النيران وعمليات القتل التي مارسها الاحتلال. في مشاهد تعتمد على نقل صور لعكا, واسترجاع للذاكرة في أحاديث كثيرة في مخيم اللجوء, حيث وضع اللاجئون في تجمعات سكانية تفتقد أدنى متطلبات الحياة والكرامة, حتى أن دورات المياه مشتركة لكل السكان, مع شحّ بل وانعدام المياه للشرب, فما البال في المسائل الحياتية الأخرى, وما بين مشاهد لعجائز بقين في عكا وتسألهن وفاء عن البيت, لكن بلا جدوى, فالذاكرة تعبت والسن له أحكامه, إلى مشاهد الأهل وهم يتحدثون عن عكا والبيت المفقود, تشعر وفاء بالقهر, فتنفلت في البكاء المرير, فتضمها العجوز وتحتضنها معتذرة لها عن فقدانها قسماً من ذاكرتها بمرور الزمان, فيكون احتضان الذاكرة المنسية للذاكرة الشابة التي تبحث عن ذاكرة الوطن, في مشهد منبثق عن مشاعر حقيقية من دون تزويق ولا تمثيل. تعود فينا المشاهد إلى صورة الأخ وذاكرته عند تعرض والده للضرب بأنبوب معدني من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي, فيترك حادث الاضطهاد في روحه جرحاً كبيرًا, فيسمّي ابنته التي تولد بعد الحادث كفاح, إنه الإصرار والكفاح حتى بأسماء الأبناء. الأطفال ببراءتهم المعهودة يرون وفاء تبكي, وهو ليس تمثيلاً بمقدار ما هو قهر ينتابها أنها لا تجد ضالتها, خصوصاً حين تواجه بالصد من البعض, فأحد الأشخاص الذي تدق بيته لتسأله, وحين يرى الكاميرا يخاف ويصرخ بعصبية: لا تصوروا بكسر الكاميرا هلا, ما يزيد توترها, فنرى طفلاً يهمس للآخر: عم بتبكي لأنه ستها وسيدها - جدها وجدتها - ضايعين وعم بتفتش عليهم. إن معظم السكان الموجودين في عكا ليسوا هم من أهل عكا الأصليين, وهم ممن تم تهجيرهم من مناطق أخرى وسكنوا عكا, فالاحتلال قام بتهجير معظم من تبقوا في قراهم إلى المدن التي هجرها أهلها, فقط من أجل أن يفقد المواطنون الذاكرة والارتباط بالأرض, ويحيلهم إلى عمال سخرة في خدمة مجتمع الاحتلال, وليس بالإمكان لوم سلوك المواطنين الذين صدّوا محاولات التصوير والحديث مع المخرجة, فالخوف يعتمل في النفوس تحت احتلال لا يرحم, وتحت ظل حكم بوليسي لأهلنا في الداخل يجعلهم يتشككون بكل شيء, ورغم هذا السلوك الذي وجهت به من قبل البعض, إلا أنها تعذرهم وتقول: لو لم يهاجر أهلي لربما كنا جيرانا. تتواصل رحلة البحث المضنية بلا نتيجة, فمن تلتقيهم إما غرباء عن المدينة, أو كباراً في العمر لعب الزمان دوره بتضييع الذاكرة, فتبدأ تستعيد ما قاله الأهل والأقارب عن موقع البيت وعن ذكريات عكا, تبحث في منطقة المسجد وفي الحواري القديمة, الكثير تغير ونهضت مبان جديدة, فمن يضمن أن البيت لم يهدم وقام مكانه بناء آخر? تفتش وتفتش, لكن.أين البيت? هكذا تصرخ ألماً. ينتهي الفيلم وهي تقف على شاطئ عكا تصرخ.. البيت هو ارتباط الجذور بالنسبة لي, وحين تقف على الشاطئ يعتصرها الألم للفشل في تحقيق وصية الأب الذي رحل وتلته الأم بفارق ستة شهور, نجدها تقول: الحمد لله, رغم أن أهلي هاجروا من عكا, إلا أن البحر لم يهاجر. البحر يا وفاء يا ابنتي لن يرحل, فهو سيحمل قوارب الطيور المهاجرة عائدة إلى أعشاشها, كما حمل الذين هُجّروا قهراً وغصباً, فهو بحرنا الذي يحنّ إلى المراكب والصيادين والأهل الذين سيعودون يوماً, مهما طال الزمان, فالحق لا بد أن يعود. تنتقل بنا الكاميرا بلقطة رمزية رائعة; الطيور التي تحلق قادمة نحو الشاطئ والمدينة, فهل تتنبأ وفاء جميل بعودة الطيور المهاجرة يوماً من المنافي والشتات? ولسان حالها يقول: لِو خافت عكا من هدير البحر لما سكنت الشاطئ. الفيلم, رغم مدته القصيرة والبالغة عشرين دقيقة, ورغم أنه التجربة الأولى في الإخراج لها, ورغم بعض المسائل الفنية في الصوت, إلا أنها تمكنت من إخراج فيلم مميز بالمعنى الذي يحمله, وفي التلقائية التي سادته, فلم تكن هناك مشاهد مصطنعة, فالأهل والجيران يتكلمون أمام الكاميرا بتلقائية وبساطة, وكذلك الذين تلتقيهم في عكا من رجال وشباب وعجائز, ما أعطى للفيلم مصداقية مميزة مقارنة بأفلام وثائقية أخرى شاهدتها, كانت تفتقد هذه الميزة, إضافة إلى البعد الإنساني الذي تجلّى في العديد من المشاهد, كبكاء وفاء واحتضانها من قبل العجوز. جدير بالذكر أن وفاء جميل حين بدأت في الفيلم توفي والدها, وبعده بستة شهور توفيت والدتها, وبذلك كانت مشاهد الأهل التي تضمنها الفيلم وكأنها لقطات الوداع, ومن المهم الإشارة إلى أن العرض الأول للفيلم كان في مركز خليل السكاكيني الذي كنت أتشرف بعضوية هيئته الإدارية بتلك الفترة, وقد لقي استحساناً كبيراً من الجمهور, ما أدى لاختيارها أنموذجا للمرأة الفلسطينية المبدعة ضمن مجموعة متميزة بالعطاء من النساء, وصدر عنهن كتاب من إدارة المركز اعتزازاً وتكريماً لهن ولعطائهن, ثم عرض في مسرح وسينماتيك القصبة وفي مدارس وكالة الغوث التي تضم في صفوفها أبناء اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات.
الاستيطان في الفكر الصهيوني: أسس مماثلة لأي حركة كولونيالية أنطـوان شلحـت
5/15/2010
كان الاستيطان أحد أركان الحركة الصهيونية، إن لم يكن الركن الأساس لها، وذلك على غرار أي حركة كولونيالية غربية. ولذا فإنها أيضًا تسلحت، منذ تأسيسها، بنفس الحجج والأكاذيب والمواقف العنصرية إزاء السكان الأصليين في البلد، الذي خططت لاستعماره- فلسطين. وفحوى هذه الحجج هو أن هؤلاء السكان الأصليين متخلفون، جهلة... وما إلى ذلك. لكن الأهم من هذا كله هو أنهم في حاجة ماسّة إلى من يأخذ بيدهـم كي يلحقوا بركب التطوّر والحضارة. ولعل الكثير يذكرون كيفية انعكاس هذه الحجج في كتاب مؤسس الحركة الصهيونية، ثيودور هرتسل، 'دولة اليهود'، الذي تضمن برنامج الحركة الصهيونية لاستعمار فلسطين، وكذلك في روايته اليوتوبية 'ألطنويلاند' (الأرض القديمة- الجديدة). ومما كتبه في الكتاب الأول 'سنكون هناك جزءًا من القلعة الأوروبية ضد آسيا، وسورًا حضاريًا في مقابل البربرية'. ومثل هذه المقولات ترد في كتابات جميع الذين ساهموا في تأسيس الحركة الصهيونية وفي صوغ أهدافها وبرامجها. فمثلاً تكلم ماكس نورداو، في خطابه أمام المؤتمر الصهيوني الأول، عن الآسيويين والأفارقة باعتبارهم 'بشرًا منحطين'!. ولم تكن مثل هذه النظرة العنصرية- الاستعلائية منحصرة في الشخصيات المناصرة، قلبًا وقالبًا، لمشروع استعمار فلسطين بالقوة وحسب، وإنما تعدتهم أيضًا إلى شخصيات صهيونية أخرى كانت تتبنى، في الظاهر على الأقل، أفكارًا اشتراكية أو هيومانية. ومن هذه الشخصيات يمكن أن نذكر، على سبيل المثال لا الحصر، دوف بوروخوف، وهو أحد مؤسسي حزب 'بوعالي تسيون' (عمال صهيون) ولاحقًا من مؤسسي الاتحاد العالمي لبوعالي تسيون، والذي كان أحد منظري حركة العمل الصهيونية ودعا إلى الدمج ما بين مبادئ الصهيونية ومبادئ الاشتراكية الماركسية، وعلى الرغم من هذا فقد تحدث عن الآسيويين والأفارقة على أنهم 'جيران أشبه بالبرابرة'. ولا بُدّ أيضًا من ذكر أرثور روبين، الذي اعتبر المنظر الرئيسي لجماعة أو رابطة 'بريت شالوم' - تحالف السلام- التي تأسست في العام 1925- 1926، وكانت تؤمن بما يسمى 'الحل الثنائي القومية' للنزاع العربي- اليهودي. وكان روبين شخصية مركزية في القيادة الصهيونية في ذلك الوقت، إذ إنه أشغل منصبي عضو الإدارة الصهيونية العامة ومدير قسم الاستيطان، لكنه اعتقد أنه لن يكون في وسع الحركة الصهيونية أن تصمد في فلسطين إذا لم تعمل في تجنيد أصدقاء متفهمين لها في العالم العربي. وقد عُدّ الزعيم الصهيوني الوحيد، في ذلك الوقت، الذي انتابته الخشية من أن يعكر قرار الانتداب البريطاني على فلسطين، في العام 1922، صفو العلاقات مع العرب. كما أنه اتهم هرتسل بإتباع 'مقاربة ساذجة' إزاء العرب. وبحسب رأيه يتعيّن على الحركة الصهيونية أن تندمج بشعوب الشرق، وأن تعقد 'صلات عضويـة' مع الشعوب المحيطة بفلسطين. مع ذلك فإن روبين لم يكن متحررًا من آفة الوصاية والاستعلاء الغربية الاستعمارية، فقد أعرب عن اعتقاده بأنه يجب على اليهود 'أن يرفعوا المستوى الثقافي للشرق الأدنى كله، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى قيام نظام اجتماعي جديد وأكثر عدلاً في فلسطين'!. وبذا فقد تبنى، في العمق، نظرية روديار كيبلينغ العنصرية بشأن 'عبء الرجل الأبيض' (1). بيد أن الحركة الصهيونية كانت مختلفة عن سائر الحركات الكولونيالية في القرن التاسع عشر في حقيقة مهمة، هي أنها بدأت عملية استعمار فلسطين ولم تكن تقف وراءها دولة (قومية) قوية تملك موارد مالية وفيرة، بحيث تمدّها بالدعم المالي. ولا شكّ في أن قراءة دراسات 'المؤرخين الإسرائيليين الجدد'، وخاصة قراءة كتاب المؤرخ الإسرائيلي آفي شلايم 'الجدار الحديدي- إسرائيل والعالم العربي' (2)، تتيح المجال أمام تتبع جذور فكرتين اعتبرهما هذا المؤرخ بحق 'معياريتين' في الرؤية الصهيونية العامة: (*) الأولى- فكرة التجاهل أو التغييب أو الإقصاء للسكان الأصليين (العرب الفلسطينيين) في التفكير الصهيوني، وذلك منذ أن هجس هرتسل بمشروع 'دولة اليهود'. وأكد شلايم، ضمن أشياء أخرى في هذا الصدد، ما سبق أن أشار إليه غيره من الباحثين، وهو أن آباء الصهيونية، وبالبساطة كلها!، لم يروا السكان الأصليين بصورة عامدة وعن وعي كامل. وربما يرجع هذا إلى منطلق الإدراك (الاستشرافي؟) لما سيترتب على تنفيذ مشروع إنشاء الدولة المذكورة من جرائم مريعة بحقّ هؤلاء السكان، لعلّ أشدّها وأدهاها جريمة التطهير العرقي. وما يثبت أن عدم الرؤية السالفة كانت عن طريق العمد، من جملة إثباتات كثيرة، أنه بعد المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في العام 1897 في بازل في سويسرا، قرر حاخام العاصمة النمساوية فيينا أن يستقصي أفكار هرتسل المبثوثة في كتابه 'دولة اليهود'، فأرسل مندوبين عنه إلى فلسطين في مهمة وصفت بأنها لـ 'تقصّي الحقائق'. وقد وجّه هذان المندوبان برقية من فلسطين يقولان فيها: 'العروس (أي فلسطين) جميلة، لكنها متزوجة من رجل آخر'. عن هذه البرقية قال شلايم إنها تضمنت 'المشكلة' التي ستتعارك معها الحركة الصهيونية منذ البدء (وحتى إشعار آخر). هذه المشكلة هي، بطبيعة الحال 'السكان العرب الذين يعيشون على الأرض التي أرادها اليهود' لإنشاء دولتهم، والتي اصطلح على تسميتها 'المشكلة العربية'. ويضيف: كان 'الرأي الناتج عن ذلك أن الحركة الصهيونية، باستثناء مجموعات صغيرة هامشية، فضلّت أن تتجاهل العرب الموجودين في فلسطين الذين شكلوا ما سُمِّي لاحقًا بِـ: المسألة العربية'. (*) الثانية- فكرة 'التحالف الإستراتيجي' مع قوة عظمى خارجية. وهي الفكرة، التي أظهرت قراءة شلايم لها أن هرتسل كان أول من أرساها، وأن حاييم وايزمان (الرئيس الأول لدولة إسرائيل) اقتفى أثر هرتسل في تطبيقها العملي بالنسبة لبريطانيا، التي كانت عظمى، ما أسفر في هذه الحالة عن صدور 'وعد بلفور' في العام 1917. في حقيقة الأمر قامت هذه الفكرة، طبقًا لما يؤكده المؤلف، على قاعدة 'تحديد الخدمات' التي في وسع 'الدولة اليهودية' أن تمنحها، عند قيامها، على 'طبق من ذهب' لتلك القوة العظمى، بما يتسّق مع المصالح الخارجية، الاستعمارية، لهذه الأخيرة. من جميع ما تقدّم يتوصل شلايم إلى الاستنتاج الصحيح ومفاده أن الحركة الصهيونية، منذ بداية تشكلها تحت قيادة هرتسل، اتسمت بميزتين بارزتين أصبحت لهما أهمية أساسية ومستديمة في التاريخ اللاحق لها. هاتان الميزتان هما: أولاً- عدم الاعتراف بكيان وطني فلسطيني؛ ثانيًا- البحث عن تحالف مع قوة عظمى خارج منطقة الشرق الأوسط (3). وقد كان الالتفاف على الشعب الفلسطيني هو نهج السياسة الصهيونية منذ المؤتمر الصهيوني الأول فصاعدًا. وكان الافتراض غير المعلن لهرتسل وكل من تبعه هو أن الحركة الصهيونية سوف تحقق هدفها لا من خلال التفاهم مع الفلسطينيين المحليين، وإنما من خلال تحالف مع القوة العظمى المسيطرة في تلك الساحة (وهو نهج عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت إليه، اقتداء بنهج سلفه أريئيل شارون، كما أنه ميّز إيهود باراك في محادثات كامب ديفيد). وقد أدى ضعف 'الييشوف' وأوضاع المجتمع اليهودي في فلسطين قبل 'الاستقلال' وتصاعد مقاومة الفلسطينيين، إلى جعل الاعتماد على قوة عظمى عنصرًا مركزيًا في الإستراتيجيا الصهيونية. ولقد تغيرّت القوة العظمى المسيطرة في الشرق الأوسط مرّات عدّة خلال القرن العشرين: في البداية كانت الإمبراطورية العثمانية، وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت بريطانيا العظمى، وبعد الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة تلك القوة العظمى. لكن ما بقي ثابتًا هو ذلك التشبث الصهيوني بالاستحواذ على دعم القوى العظمى في المعركة من أجل الحصول على دولة وتثبيتها. ويذكر الكثير من المؤرخين أيضًا أن أحد أصدقاء هرتسل طلب النصيحة من سيسيل رودس، الإمبريالي البريطاني الكبير. وكان جواب رودس: 'قل للدكتور هرتسل أن يضع الكثير من المال في جيبه!'. ولم يكن لدى هرتسل إلا القليل من المال. وذات مرة كتب يقول: 'إن السر الذي أخفيته عن الجميع هو أنني أتزعم حركة من المتسولين والحمقى'. بناء على ذلك يجب استعراض الظروف والشروط، التي كانت سائدة في فلسطين بالمقارنة مع تلك التي كانت سائدة في مناطق استيطان مجتمعات كولونيالية أخرى، وكذلك الفوارق التي نجمت عن ذلك في طابع الحركات الكولونيالية. وكما يبيّن عالم الاجتماع الإسرائيلي النقدي غرشون شافيـر فإن فلسطين لم تعرض، بشكل عام، ظروف استيطان مريحة، ولذا فإن البدائل التي مثلت أمام المستوطنين اليهود كانت محدودة للغاية، وقوة جذب الحركة الصهيونية للجماهير اليهودية بقيت بدورها محدودة (4). وتظهر مثل هذه المقارنة ما يلي: أولاً- المناطق الجغرافية المعدة للاستيطان الأوروبي اختيرت بموجب اعتبارات اقتصادية أو إستراتيجية. في مقابل هذا فإن المنطقة الجغرافية المعدة للاستيطان الصهيوني اختيرت بموجب اعتبارات عقائدية أو دينية. ثانيًا- السكان المحليون الذين تواجه معهم المستوطنون الأوروبيون كانوا، في معظم الحالات، من الرحل أو الصيادين، أو من تشكيلات لم تكن تملك القوة للحد من تقدم المستوطنين. في مقابل هذا فإن قسماً ضئيلاً فقط من السكان المحليين في فلسطين كانوا من الرحل (قبائل البدو) بينما كان معظمهم من المزارعين الذين كان تشبثهم بالأرض أكثر قوة ورسوخاً، وكانت حياتهم أكثر استقراراً. وبدءاً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر أخذت مناطق الاستيطان الزراعية العربية تمتد وتتسع من الجبل نحو السهل الساحلي والأغوار، عبر تنافس قوي مع الاستيطان اليهودي. ثالثًا- المستوطنون في المجتمعات الكولونيالية نشطوا، بصورة عامة، في ظل رعاية وحماية القوة العسكرية لشركات استيطانية ولدول كولونيالية عظمى، أما المستوطنون في فلسطين فإنهم، مقابل هذا، نشطوا في البداية من دون مثل هذه الرعاية والحماية. وفقط مع بدء الانتداب البريطاني نشأت ظروف مساعدة للاستيطان اليهودي، لكن هذه الفترة المريحة لم تدم طويلاً، كما يدعي البعض. رابعًا- في معظم المستعمرات الأوروبية كانت الأرض موجودة بوفرة لكل طالب وبسعر رمزي- وهو ما يعنيه التعبير الأميركي(free land) - أما في فلسطين فإن وضع ملكية الأرض كان مختلفاً تماماً. والإمكانيات التي كانت متيسرة أمام المستوطنين اليهود وصفها في العام 1903مناحيم أوسيشكين، أحد قادة حركة 'حوففي تسيون' (محبو أو هواة صهيون)، على النحو التالي: 'في سبيل تأسيس حياة- جالية أوتونومية يهودية- أو على وجه الدقة دولة يهودية في أرض إسرائيل- هناك ضرورة بادئ ذي بدء لأن تكون مناطق أرض إسرائيل كلها، أو معظمها على الأقل، ملكاً لشعب إسرائيل... لكن بحسب المتبع في العالم، كيف يحققون امتلاك الأرض؟ فقط بواسطة واحدة من الطرق الثلاث التالية: بالقوة- عبر احتلالها في حرب، وبكلمات أخرى نهب الأرض من أيدي أصحابها، أو بالامتلاك عبر الإجراءات القسرية أو الإكراهية، أي: مصادرة الأملاك بقوة الحكومة، أو بالامتلاك عبر رغبة أصحاب الأرض'. غير أن أوسيشكين أسقط الطريقة الأولى، لأنها 'ليست من الرب (الإله) بتاتاً'، وربما لاعتبار أكثر واقعية مؤداه كون اليهود في هذا الشأن 'ضعفاء أكثر من اللازم'. وبخصوص الطريقة الثانية فإنه أثار قدراً كبيراً من الشك في إمكان الحصول على امتياز (Charter) يتيح للمهاجرين - المستوطنين اليهود- مصادرة أراض من أصحابها الأصليين. وهكذا لم يتبق أمامه إلا الاستخلاص بأن الطريقة الوحيدة لتكديس الأراضي في أيدي المستوطنين اليهود هي طريقة امتلاكها بواسطة الأموال. وبحسب عالم اجتماع إسرائيلي نقدي آخر، هو باروخ كيمرلينغ، فإن هذه الحالة القهرية- حالة الاضطرار إلى دفع الأموال في مقابل الأرض- قيدت القدرة التوسعية للمستوطنين، وحدّت من مستوى عنف عملية الاستيطان في المرحلة الأولية. خامسًا- في معظم المستعمرات الأوروبية استطاع المستوطنون تشغيل عمال مستعبدين موقتين أو حتى عبيد كانت تكلفة عملهم منخفضة للغاية. وفي غياب حماية قوة خارجية لم تكن في حوزة المستوطنين اليهود في فلسطين إمكانية كهذه، واضطروا إلى الاعتماد على قوة عمل بأجرة. سادسًا - قوة الجذب المحدودة لفلسطين أدت إلى إحجام يهود كثيرين عن القدوم إليها. وحتى في حالة هجرتهم من أماكن سكنهم فإنهم فضلوا التوجه إلى مستعمرات أوروبية أكثر جاذبية، مثل الولايات المتحدة. ولهذا السبب فإنه على الرغم من الزيادة العددية الواضحة لم ينجح المستوطنون اليهود، في أي مرحلة من المراحل التي استمرت حتى حرب العام 1948، في أن يصبحوا مجموعة الأكثرية في البلد. إن هذه الظروف، في اجتماعها معاً، كوّمت أمام المستوطنين اليهود في فلسطين العثمانية والانتدابية مصاعب خاصة، إما أنها لم تكن قائمة على الإطلاق، وإمّا أنها لم تكن في مثل هذا المستوى، في مستعمرات الاستيطان الأخرى. ويميل باحثون إسرائيليون كثيرون إلى أن يروا في هذه الفوارق قرائن على أنه لا ينبغي دراسة الاستيطان الصهيوني باعتباره استيطاناً كولونيالياً. لكن هذا، برأي شافير، يعتبر خطأ فادحًا، ذلك أن التحدي البحثي يبقى برأيه على خلاف ذلك، وهو أن نفهم كيف عملت الحركة الصهيونية في هذه الظروف الخاصة وكيف أثّرت هذه الظروف على صبغتها الخاصة كحركة كولونيالية؟ وبصورة أكثر تفصيلية، فإن السؤال هو: كيف نجحت الحركة الصهيونية في بناء مجتمع ومن ثم دولة، على الرغم من أنه لم تكن في حيازتها تلك الوسائل الرأسمالية والعسكرية التي كانت في حيازة الدول الكولونيالية الأوروبية العظمى؟. إن الجواب عن هذا السؤال ينبغي البحث عنه في اتجاهين: بداية، فإنه على الرغم من النظرة التي رأت ضعف 'السند' أو 'المعين' الخارجي، فمن الواضح أن الحركة الصهيونية استعانت هي أيضاً، وبصورة مكثفة، بموارد خارجية. إن هذه الموارد الخارجية شملت في الوقت نفسه دعماً سياسياً من طرف دول عظمى مختلفة، بالأساس بريطانيا، وكذلك شملت دعماً مالياً كبيراً من مصادر مختلفة، بالأساس مصادر يهودية. ثانياً، احتاجت الحركة الصهيونية- وربما أكثر من الحركات الاستيطانية المماثلة الأخرى- إلى ما يسميه الكثير من الباحثين بـ 'الحصافة والليونة' أو 'البراغماتيـة'. وقد تمثلت براغماتيتها، من ضمن أشياء أخرى، في جانبين كان لهما أثر كبير على شخصيتها: الجانب الأول هو تطوير أسلوب استيطان خاص بها- هو الاستيطان الكوموني والتعاوني (الموشافاه والموشاف والكيبوتس)- الذي استند إلى التعاون بين الحركة الصهيونية وبين حركة العمل. هذا الأسلوب وفر تعويضاً عن ظروف البدء غير المريحة، سواء في سوق الأرض أو في سوق العمل. وأسلوب الاستيطان هذا كانت غايته، عملياً، هي إنشاء مستعمرة استيطان طاهرة تكون مستندة إلى السيطرة على سوق الأرض وسوق العمل، وإلى الهجرة المتعددة الأبعاد إلى المستعمرة. أمّا الجانب الثاني فقد تمثل في جاهزية التيار المركزي في حركة العمل لتقييد طموحات الصهيونية الإقليمية (الجغرافية)، بقصد ملاءمتها مع القدرة الاحتمالية الديموغرافية والإمكانات الاقتصادية الضيقة لليهود، ودراسة التأييد والدعم اللذين يمكن تجنيدهما من طرف الدول العظمى في كل مرحلة من مراحل الاستيطان. لكن، وحسبما تشهد على ذلك المواجهة العسكرية المستمرة مع السكان الفلسطينيين، والتبعية التي لم تتوقف نتيجة الاعتماد على المساعدات الاقتصادية من الخارج، فإن إنجازات الاستيطان الصهيوني ظلت جزئية وضيقة. يعني هذا أن المستوطنين الصهيونيين لم ينجحوا، في نهاية الأمر، في التغلب كلياً على المشكلات الخاصة التي وضعها الاستيطان في فلسطين أمامهم. ويرى باحث إسرائيلي آخر، هو عاموس إيلـون، أن هذه البراغماتية ظلت تميّز دافيد بن غوريون حتى بعد حرب العام 1948. فقد قاوم بشدة، في إبان تلك الحرب، دعوات الجنرالات للاستيلاء على باقي فلسطين، أي الضفة الغربية، والتي تشكل 22 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، بما في ذلك مدينة القدس القديمة، بكل ما في هذه الأخيرة من أماكن عبادة (5). وكان بن غوريون يفضل اكتساب 'الشرعية' على اكتساب المزيد من الأرض، حتى لو كانت هذه الأرض تتضمن 'حائط البراق' (حائط المبكى) وغيره من الأماكن المقدسة. لكن مع ذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن أوروبا بعد تلك الحرب كانت رازحة تحت وطأة عقدة الذنب جراء المحرقة النازية (الهولوكوست). وطوال عقدين من الزمان، عقب تلك الحرب، كان دعم إسرائيل في أوروبا بمثابة التبرع لأعمال خيرية عملياً. وكانت خطوط الهدنة، من العام 1949، تعتبر في معظم أوروبا وفي أميركا شيئاً مقدساً يشبه التقسيم في أوروبا إلى شرق وغرب بعد الحرب العالمية الثانية، بين القوى الغربية وبين الاتحاد السوفييتي. وحتى جوزيف ستالين، خلال سنواته الأخيرة، التي اعتبرها الصهيونيون ملأى بـ 'العداء للسامية'، لم يقترح انسحاب إسرائيل من خطوط هدنة 1949 إلى ما أعطته خطة التقسيم الدولية الأصلية (من العام 1947) إلى اليهود. كما أن خلفاء ستالين في الكرملين لم يطلبوا ذلك، مع أن الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كانتا عصر تفكك الاستعمار، وستالين والذين أتوا بعده امتدحوا كل حركة مضادة للاستعمار تقريباً. غير أن هؤلاء انتقدوا إسرائيل باعتبارها صنيعة الرأسمالية الأميركية، لا لكونها قوة استعمارية. والعديد من الدول المستقلة حديثاً والشعوب الاستعمارية سابقاً فضلت إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل، على الرغم من إدانتها للحكومات الاستعمارية الأخرى، مثل تلك الموجودة في كينيا أو جنوب أفريقيا أو الجزائر. وحتى اليسار الفرنسي والايطالي كان يفتقد أي خطاب معاد لإسرائيل من مثل الذي أصبح رائجًا بعد العام 1967، في إثر حرب الخامس من حزيران. وفي المحصلة العامة كانت إقامة إسرائيل فكرة ينظر إليها عموماً، في ذلك الوقت، على أنها نتيجة حتمية لحرب خاضها اليهود، كما كان ينظر إليها قبل أي شيء آخر على أنها ملاذ للناجين من المحرقة ولأسرى معسكرات الاعتقال النازية، الذين رفضوا، في معظمهم، العودة إلى بولندا أو ألمانيا. فالعديد منهم بعد أن رفضتهم أوطانهم أرادوا الذهاب إلى إسرائيل وإليها حصراً. أما إعادة توطين 600 ألف لاجئ فلسطيني فقد نظر إليها أساساً باعتبارها مهمة إنسانية، وليس إستراتيجيا سياسية. وكان من المفترض، بموجب تلك النظرة، أن تتحمل إسرائيل المسؤولية عن مستقبلهم مادياً ومالياً في حال إحلال السلام فقط. كما كان الغرب يتوقع من الدول العربية المجاورة أن تساند أعمال استيعاب اللاجئين الفلسطينيين داخلها، فالكثيرون في الغرب اعتبروا هذه الدول مسؤولة جزئياً عن نتائج حرب شنتها العام 1948 لإفشال قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم البلد. وقد حثّ الأمريكيون والأوروبيون، وحتى السوفييت، العرب على التوصل إلى سلام مع إسرائيل على أساس الواقع الراهن على الأرض بعد حرب 1948، وفي مجلس الأمن الدولي، ضرب مندوب الولايات المتحدة الطاولة بيده قائلاً إن الحكومة الأميركية ترى أن الوقت ملائم جداً لليهود والعرب من أجل الجلوس معاً وحل خلافاتهم بـ 'روح مسيحية حقيقية'. في واقع الأمر فإن تلك البراغماتية أدّت، من ناحية أخرى، إلى 'تقليد صهيوني عريق' في سيرورة النزاع العربي- اليهودي. هذا التقليد تمثل في ما أطلق عليه اسم 'حوسلة الجغرافيا' (أي تحويل الجغرافيا إلى وسيلة) لخدمة غايات الديموغرافيا. ومن الوقائع الدالة على هذا التقليد، مثلاً، أن الجدل في قرار التقسيم من العام 1947، من طرف زعماء الحركة الصهيونية، جرى على ركام جبل شاهق من النقاشات حول فكرة التقسيم ذاتها دجّجت، في نوع من الصيرورة، موقفًا يقبل بالتقسيم كمرحلة وقتية، لازمة، اضطرارية، في سبيل تكريس ما يتضاد معه، جملة وتفصيلاً. ويجدر هنا أن نستعيد حقيقة تاريخية مؤداها أن التفكير الصهيوني إزاء الشعب الفلسطيني في تلك الفترة كان قد تبلور تمامًا من حول غاية العلاقة العسكرية العدائية، من جهة، ومن حول غاية بسط السيطرة الصهيونية على 'فلسطين الكاملة'، من جهة أخرى. وهو ما عبر عنه القائد الصهيوني الأعلى سلطة وقتذاك، دافيد بن غوريون. أكثر من هذا فإن بن غوريون نفسه جيَّش قبوله لاقتراح 'لجنة بيل' (من العام 1937) بشأن تقسيم البلد، الذي سبق القرار الدولي في العام 1947، لصالح هذه السيطرة، عندما كتب يقول إن دولة يهودية في 'جزء من فلسطين' (بموجب اقتراح 'لجنة بيل') هي مرحلة في سياق أطول يفضي إلى 'دولة يهودية في فلسطين كلها'. وفي أكثر من مناسبة ثار السؤال حول ما إذا كان قبول بن غوريون وتياره (تيار حركة العمل) لقرار التقسيم من العام 1947 صادقًا؟. في إحدى هذه المناسبات سجَّل الباحث الفلسطيني الدكتور وليد الخالدي (6)، في معرض جوابه عن هذا السؤال، حقيقتين أساسيتين مهمتين للغاية هما: (*) الأولى- أن التقسيم أصبح الهدف التكتيكي لقيادة التيار الرئيسي في الحركة الصهيونية (تيار العمل)، منذ 'لجنة بيل'. إلا إن الأعوام التي أعقبت ذلك شهدت انزياحًا عن هذا الهدف التكتيكي لصالح تأييد هدف 'المعسكر التنقيحي' بزعامة زئيف جابوتنسكي، وهو إقامة دولة يهودية على ضفتي نهر الأردن بقوّة السلاح. وهذا ما جرى التعبير عنه في 'برنامج بلتيمور'، الذي صاغه بن غوريون في العام 1942. إلا إنه عاد، في العام 1946، وتبنى التقسيم بشكل تكتيكي. (*) الثانية- حذّر بن غوريون زملاءه- كما أورد ذلك واضعو سيرته الذاتية- من أن قبوله التقسيم لا يندرج ضمن التنازل عن الدولة اليهودية في 'فلسطين الكاملة'، وإنما يشكل انتقالاً إلى ما أسماه بـ 'الصهيونية العميقة'، وقوامها مذهب التطبيق المتدرّج للأيديولوجيا الصهيونية الكلاسيكية. وإذا ما أضيفت إلى هاتين الحقيقتين الخطط العسكرية المختلفة لإقامة 'الدولة اليهودية' وطرد الفلسطينيين من وطنهم الأصلي فإن النتيجة الأولية، البسيطة، التي لا بدّ من استخلاصها هي أن قبول بن غوريون بقرار التقسيم من العام 1947 لم يكن قبولا صادقًا. وبالإمكان القول إن الحركة الصهيونية اعتمدت الفكرة القائلة إنه يمكن تحقيق سيطرة اليهود على فلسطين بواسطة تواصل استيطاني يتم إنشاؤه بصورة تدرّجية، منذ مطلع القرن العشرين الفائت. وقد صاغ مناحيم أوسيشكين هذه الفكرة في مقالته 'برنامجنا'، في العام 1904، ودعا فيها إلى الربط بين القرى الزراعية اليهودية وتحويلها إلى كتل متصلة. ويؤكد عدد من الباحثين أن 'هذه الفكرة لا تزال في صلب النهج الاستيطاني الصهيوني في البلاد منذئذ وحتى أيامنا الراهنة'.
(*) باحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار. هذا المقال هو نص منقح ومزيد لمداخلـة خلال ندوة حول الاستيطان الصهيوني عقدت في جامعة فيلادلفيا، الأردن، في كانون الأول 2009. الهوامش: 1- أنطوان شلحت: 'الدولة الثنائية القومية' كحل 'ينقذ اليهود من نفسهم'!، مجلة 'قضايا إسرائيلية'، العدد 34، صيف 2009، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، رام الله. 2- آفي شلايم: الجدار الحديدي- إسرائيل والعالم العربي، إصدار: يديعوت أحرونوت، 2005 (بالعبرية). 3- المصدر السابق. 4- غرشون شافير: الأرض، العمل والسكان في الاستيطان الصهيوني- جوانب عامة وخاصة. نشرت الترجمة العربية لها في كتاب 'ذاكرة، دولة وهوية- دراسات نقدية حول الصهيونية وإسرائيل'، إعداد وترجمة: أنطوان شلحت، إصدار: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، رام الله 2002. 5- عاموس إيلون: المشروع الاستيطاني- خطأ الصهيونيين الأكبر، صحيفة هآرتس، 15/9/2003. 6- وليد الخالدي: عودة إلى قرار التقسيم- 1947، مجلة الدراسات الفلسطينية، مجلد 9، عدد 33، شتاء 1998.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة السبت 04 مايو 2013, 11:39 pm
يكفينا شرفاً أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال فينا وفي أهلينا: ( لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ...هُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)
شعب طفا فوق النهر
شعب طفا فوق النهر وألف اهٍ بعد السهر
من معي ومن علي ماذا حدث أين الخبر
أين سمائي وأين أرضي ومن أين هـؤلاء البشر
أين سقف بيتي أين الحجر وكيف أصبح قدري ظل شجر
أين النجوم التي معي أنسي رسمها ضوء القمر
أين أمي من سلب أمي من داس أرضي من الغجر
أهذه قيامتنا الموعودة وهـؤلاء جاؤونا من صقر
وهـؤلاء كلهم شعبي هنا وكلهم من النار قد هجر
أكان هروبنا كمن كفر أم أن جهلنا جريمة ٌ لا تختفر
سأقسم بربي رب الشجر بمن من الطين أنطقنا وأصمت الحجر
سيذوقوا عذاباتنا ناراً كما ذقنا الموت في ليلة قدر
فبالأمس كان جدي يبكي هنا من ليلةٍ طفا فيها ضوء القمر
نعم من رحم معاناتنا خُلقنا عظاماً والعالم منا انبهر
فسيبقى اطفالنا دوما ً يواجهونهم بمقلاع ٍ وحجر
وسيبقى هنا مفتاح بيتي ولن يباع بملايين الدرر
صمت البشر .. مازلت صامتاً حائراً واقفاً أنحني لمثل هذه الصورة
خريطة فلسطين بعد 62 عاما على النكبة نواف الزرو
1 - جدلية العلاقة بين وعد بلفور وقرار التقسيم 2 - تواطؤ الأمم المتحدة في إنتاج قرار التقسيم 3 - تغير وجه خريطة فلسطين 4 - جدلية الدولة الفلسطينية على أجندة النكبة والتقسيم
يستحضر الفلسطينيون ومعهم العروبيون كلما حلت الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية واغتصاب فلسطين وإقامة تلك الدولة الصهيونية على خرابها، في مقدمة ما يستحضرونه ما سمي بـ"وعد بلفور" وبعده بثلاثين عاما "قرار التقسيم"، وكلاهما نتاج بريطاني كامل الدسم لصالح المشروع الصهيوني، فالعلاقة الجدلية ما بين الوعد والقرار قوية عميقة إستراتيجية، فلولا الوعد لما جاء التقسيم، ولولاهما معا لما أنجبت دولة "إسرائيل"، ولولا الاحتضان البريطاني الاستعماري الكامل الشامل للمشروع الصهيوني لما ضاعت فلسطين.
1 - جدلية العلاقة بين وعد بلفور وقرار التقسيم وتبدأ حكاية الغرام والعشق البريطاني بالمشروع الصهيوني و"الوطن القومي لليهود" وبـ"إسرائيل" على نحو حميمي وعلى وجه الحصر في 1917، حينما اصدر وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 تصريحا مكتوبا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (1868-1937)، يتعهد فيه بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
" وعد بلفور هو الإنجاز التاريخي الأهم الذي أحرزته الحركة الصهيونية في عملها من أجل إقامة الدولة، وهذا الوعد حرف وزور التاريخ والجغرافيا في الشرق الأوسط وطرح الفكرة الصهيونية الهامشية كخيار واقعي في السياسة العالمية " لذلك يمكن أن نوثق بداية "أن دولة اليهود أسست في لندن"، فبيان وزير الخارجية البريطاني بلفور الصادر في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 في ذروة الحرب العالمية الأولى، منح اليهود -رغم أنهم شكلوا أقلية صغيرة في فلسطين في ذلك الحين- "وطنا قوميا ودولة مصطنعة مخترعة على حساب فلسطين"، وفي نظرة إلى الوراء كان هذا البيان البلفوري هو الإنجاز التاريخي الأهم الذي أحرزته الحركة الصهيونية في عملها من أجل إقامة الدولة، والوعد حرف وزور التاريخ والجغرافيا في الشرق الأوسط وطرح الفكرة الصهيونية الهامشية كخيار واقعي في السياسة العالمية، واستمرارية ذلك تجسدت في الإنجاز الصهيوني الثاني حيث قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد ذلك بثلاثين عاما في أكتوبر/تشرين الأول 1947 بتأييد قرار التقسيم وإقامة دولة يهودية".
و"كان الوعد حاضرا بعد ذلك في مختلف المؤتمرات والتحالفات الاستعمارية من مؤتمر سان ريمو 1920 الذي منح فيه الحلفاء بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، إلى عصبة الأمم التي صادقت في يوليو/تموز 1922 على صك إقرار الانتداب البريطاني، فالصك كان يتضمن في مقدمته نص تصريح وعد بلفور مع تخويل لبريطانيا بتنفيذ الوعد، كما كان الوعد حاضرا في دستور فلسطين الذي أصدرته بريطانيا بعد أسبوعين من إقرار انتدابها أمميا، حيث ضمنت مقدمته نص تصريح وعد بلفور أيضا".
ليصل إلى ذروته التطبيقية بتمرير قرار التقسيم في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1947.
2 - تواطؤ الأمم المتحدة في إنتاج قرار التقسيم وتفيد الوثائق المتسربة من أرشيف الأمم المتحدة، بأن تلك المنظمة الأممية وقفت سرا إلى جانب قرار التقسيم البريطاني وإلى جانب تلك الدولة الصهيونية المصطنعة بالقوة، بل إن المؤرخ الإسرائيلي الدكتور إلعاد بن درور كان كشف النقاب في ذكرى صدور "قرار التقسيم" في 29 نوفمبر/تشرين الثاني العام 1947، عن "أن الأمم المتحدة أعدت مخططا لتشكيل مليشيا يهودية مسلحة ومزودة بطائرات حربية بهدف تنفيذ القرار بتقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية فقط"، وكشف المؤرخ الإسرائيلي عن ذلك بعد اطّلاعه على وثائق سرية في الأمم المتحدة، على مدى العام 2007، وكانت مصنفة على أنها سرية لكن الأمم المتحدة أزالت مؤخرا صفة السرية عنها وفتحتها أمام الجمهور.
وأكد بن درور على أن "الأمم المتحدة أهملت نصف قرار التقسيم أي أنها أهملت فكرة إقامة الدولة العربية، وقد كانت الفكرة تنفيذ إقامة الدولة اليهودية فقط وأن تعمل الأمم المتحدة في وقت لاحق على إقامة الدولة العربية"، وقال بن درور "إنه بموجب مخطط اللجنة التنفيذية فإن المهمة الأساس للمليشيا اليهودية كان فرض سيطرة الدولة اليهودية على العرب الذين بقوا فيها والذين كان عددهم في الدولة اليهودية، وفقا لخارطة التقسيم، مطابقا تقريبا لعدد اليهود".
تصوروا....!
هذه الحقيقة الكبيرة الضائعة...!
يضاف إلى ذلك ما كان أكده بحثان تاريخيان إسرائيليان كانا صدرا بمناسبة الذكرى الستين لقرار التقسيم من "أنه لولا النشاط البريطاني في فلسطين والمنطقة وضغوط يهود الولايات المتحدة لما قامت إسرائيل، ولتغيّر وجه التاريخ في المنطقة"، إذ أكد المؤرخ موطي جولاني من جامعة حيفا "أن البريطانيين حين امتنعوا عن التصويت على قرار التقسيم في 29/11/1947 بدعوى أن المشروع غير مقبول من الطرفين، تبنوا خطة تقسيم بديلة"، وفي بحث آخر قال المؤرخ زوهر سيغف من جامعة حيفا "إنه لولا تدخل اليهود في الولايات المتحدة قبيل التصويت على قرار التقسيم لكان من المرجح أن إسرائيل ما كانت ستقوم".
" قامت التنظيمات والدولة الصهيونية على خراب وتدمير فلسطين وتهجير أهلها، ولا تزال تواصل تدمير وشطب عروبة فلسطين تاريخا وحضارة وتراثا، كما قامت ولا تزال تواصل تحويل فلسطين إلى "وطن يهودي" وإلى "دولة يهودية نقية" " وعن إستراتيجية القرار الأممي قال شلومو نكديمون في يديعوت أحرونوت: "اعتقد وزير الخارجية الإسرائيلي الأول موشيه شريت: "أنه لولا قرار الأمم المتحدة في العام 1947 لما قامت الدولة في العام 1948".
وفي أعقاب القرار كما هو معروف، انقضت التنظيمات الإرهابية الصهيونية تحت مظلة القرار الأممي وبحماية ودعم البريطانيين على كامل فلسطين، فسطت سطوا مسلحا إجراميا مجازريا في وضح النهار على الوطن العربي الفلسطيني.
فقامت التنظيمات والدولة الصهيونية على خراب وتدمير فلسطين وتهجير أهلها، ولا تزال تواصل تدمير وشطب عروبة فلسطين تاريخا وحضارة وتراثا، كما قامت ولا تزال تواصل تهجير الشعب الفلسطيني وتهويد أرضه ووطنه وتحويله إلى "وطن يهودي" وإلى "دولة يهودية نقية" يسعون في هذه الأيام باستماتة من أجل ابتزاز الشرعيات الفلسطينية والعربية لها.
بل إنهم يشنون هجوما إستراتيجيا شاملا بهدف شطب فلسطين بكل ملفاتها وعناوينها إلى الأبد.
3 - تغير وجه خريطة فلسطين الحقيقة الكبيرة الساطعة التي نوثقها ونحن اليوم أمام ذكرى النكبة، أن ذلك القرار الصادر عن الأمم المتحدة الذي استند بالأصل إلى "إعلان- وعد بلفور" أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق"، وأنه كان قرارا ظالما مجحفا وقف وراءه الانتداب الاستعماري البريطاني بكل ثقله، وأسفر عن قضية نكبة القرن المتواصلة والمفتوحة والمركبة أضعافا مع الزمن، وما بين الوعد والتقسيم تراكمت عوامل تغيير وجه فلسطين وقلب الموازين الجغرافية والسكانية عبر سياسات الاقتلاع والترحيل والإحلال المستندة إلى سياسات التطهير العرقي.
فبعد أن كانت فلسطين بكاملها من بحرها إلى نهرها عربية الجذور والتاريخ والحضارة والتراث والثقافة والمعالم على كل المستويات، أخذت تتحول منذ الوعد تدريجيا لتنتقل خريطتها الجغرافية والسكانية من عربية إلى صهيونية، لتغدو اليوم ونحن في فضاء الذكرى الثانية والستين للنكبة، تحت السيطرة الصهيونية الإستراتيجية الكاملة من البحر إلى النهر.
ففي فلسطين المحتلة 1948 على سبيل المثال وهي عنوان النكبة والتهجير وتهويد المكان الفلسطيني تؤكد كل التقارير والدراسات العربية والعبرية على "أن الحركة الصهيونية مجسدة بدولة إسرائيل تواصل "عبرنة" و"تهويد" أكثر من 8400 اسم عربي لمواقع جغرافية وتاريخية".
وحسب كتاب "المواقع الجغرافية في فلسطين - الأسماء العربية والتسميات العبرية" وهو من تأليف الدكتور شكري عراف وصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، فلم يكن في فلسطين حتى غزو الصهيونية لها سوى خمسين اسما عبريا فقط، وأن التوراة اليهودية لا تشمل بالأصل سوى 550 اسما لأمكنة مختلفة في فلسطين وهي في الأصل أسماء كنعانية وبادر الصهاينة إلى تحوير الأسماء الأصلية أو وضع أسماء عبرية على المواقع الفلسطينية، وهكذا تحولت "بئر السبع" مثلا إلى "بئير شيبع" وطبريا إلى "طبيريا" والخضيرة إلى "حديرة" والمطلة إلى "مطولة" وصفورية إلى "تسيبوري" وعكا إلى "عكو" وهكذا.
ويتحدث الكتاب عن أن "الصهيونية غيرت وهودت 90% من أسماء المواقع في فلسطين".
" لا تكتفي دولة الاحتلال بتهويد الجغرافيا والتاريخ وإنما تخطط وتبيت وتسعى لاقتلاع وترحيل من تبقى من أهل فلسطين بوسائل مختلفة، أو تسعى لإلغاء وجودهم تاريخيا ووطنيا وسياسيا وحقوقيا " وليس ذلك فحسب، فدولة الاحتلال تواصل من جهة أولى مخططات تهويد ما تبقى من المواقع والأراضي الفلسطينية في فلسطين 1948 سواء في النقب أو الجليل المحتلين، بينما تشن من جهة ثانية هجوما تهويديا إستراتيجيا أيضا على المواقع والأراضي العربية في الضفة الغربية ويتركز هذا الهجوم إلى حد كبير على مدينتي القدس والخليل وقد امتد في الآونة الأخيرة إلى منطقة الأغوار الإستراتيجية.
ولكن دولة الاحتلال لا تكتفي بتهويد الجغرافيا والتاريخ وإنما تخطط وتبيت وتسعى لاقتلاع وترحيل من تبقى من أهل فلسطين بوسائل مختلفة، أو تسعى لإلغاء وجودهم تاريخيا ووطنيا وسياسيا وحقوقيا وحشرهم في إطار كانتونات ومعازل عنصرية هي في الصميم معسكرات اعتقال ضخمة قد يطلق عليها اسم "دولة أو دويلة فلسطين" أو "كيان فلسطيني" أو ربما تبقى بسقف "الحكم الذاتي الموسع".
4 - جدلية الدولة الفلسطينية على أجندة النكبة والتقسيم وانتقالا من هذا المشهد الفلسطيني المنتج جراء الوعد والتقسيم، إلى مسألة الدولة العربية في فلسطين، فكلما يثار استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كما يجري في الآونة الأخيرة، تتجدد الأسئلة والتساؤلات الكبيرة الجذرية على أجندة قرار التقسيم ومسؤولية الفلسطينيين والعرب التاريخية في عدم إحباط المشروع الصهيوني أولا، وفي عدم إقامة الدولة العربية آنذاك ثانيا.
فقد كان من المفترض وفق قرار التقسيم على ما فيه من ظلم وسطو على معظم الوطن الفلسطيني، أن يعطى الشعب الفلسطيني نحو 44% من فلسطين، لتقام الدولة الفلسطينية عليها:
فما الذي حدث إذاً؟
رفض الفلسطينيون والعرب مشروع التقسيم وإقامة الدولة الصهيونية وكانوا على حق، ولكنهم لم يعملوا على إقامة الدولة العربية، بل استسلموا للأمر الواقع وتأقلموا مع سطوة المشروع والدولة الصهيونية.
فضاعت فلسطين وتشرد أهلها وضاعت الحقوق والدولة العربية في فلسطين معها.
ولذلك نتساءل اليوم بعد اثنين وستين عاما على القرار:
- هل تضيع الحقوق والأوطان هكذا مع التقادم؟
- أم أنها يجب أن تعود مركبة؟
- ألم تنضج القناعات الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية؟
- ألم تنضج الظروف المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق هذا الاستحقاق المتأخر اثنين وستين عاما؟
- الظروف الإسرائيلية الرسمية والشعبية غير ناضجة كما هو واضح للقبول بالدولة الفلسطينية المستقلة، فلماذا يا ترى الرفض الإسرائيلي المطلق للدولة المستقلة؟
- ولماذا تجمع الخريطة السياسية الإسرائيلية على عدم السماح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟
-ثم لماذا تصطف الإدارة الأميركية ومن ورائها الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وراء الرفض الإسرائيلي المدجج بالتهديد والوعيد والتدمير ضد الدولة؟
في صدد استحقاق الدولة الفلسطينية -تصوروا- رئيس الدورة الـ63 للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة المنظمة العالمية ميغيل ديسكوتو بروكمان طالب في العام 2008 وبعد واحد وستين عاما على التقسيم، بالعمل على تطبيق قرار تقسيم فلسطين (181) الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1947، إلى دولتين، والعمل بدون تأخير على "تنفيذ الالتزام القديم للأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة"، وقال في كلمته التي ألقاها بعد انتخابه لمنصب رئيس الجمعية العامة، "إن الفشل الأكبر للأمم المتحدة هو عدم إقامة دولة فلسطينية".
" كبرى الكبائر العربية أن الدول والسياسات العربية الرسمية تأقلمت مع الأمر الواقع البريطاني أولا، ثم الأميركي الصهيوني ثانيا، لتنتقل في السنوات الأخيرة ثالثا من موقع اللاءات إلى موقع النعمات في التعاطي مع المشروع الصهيوني ونتاجه على الأرض "إسرائيل" واليوم حينما تعلن السلطة الفلسطينية –وهي الشريك في عملية المفاوضات التي من المفترض أن تقود إلى مصالحة تاريخية مزعزمة- عن اعتزامها التوجه إلى مجلس الأمن لاستحصال اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، تقوم الدنيا الإسرائيلية والأميركية والأوروبية ولا تقعد اعتراضا على هذه النية الفلسطينية.
فيكشفون عن النوايا والأنياب الحقيقية لديهم تجاه استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية.
يزعمون من جهة أولى أن مثل هذه الدولة لن يحصل عليها الفلسطينيون إلا عبر المفاوضات والتسوية، بينما تراوح المفاوضات مكانها منذ نحو تسعة عشر عاما، ويزعمون من جهة ثانية أن الشعب الفلسطيني ليس مؤهلا لإقامة الدولة، وكأنهم قيمون على مقدرات هذا الشعب، ويزعمون من جهة ثالثة أن الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس لا يسمح بإقامة الدولة, وهكذا.
لا شك أن كبرى الكبائر العربية هنا أن الدول والسياسات العربية الرسمية تأقلمت مع الأمر الواقع البريطاني أولا، ثم الأميركي الصهيوني ثانيا، لتنتقل في السنوات الأخيرة ثالثا من موقع اللاءات إلى موقع النعمات في التعاطي مع المشروع الصهيوني ونتاجه على الأرض "إسرائيل".
لم يكن "الوعد البلفوري" ليرى النور. ولم تكن فلسطين لتقسم وتضيع وتغتصب وتهوّد، لو تصدى العرب للوعد ولمشروع التقسيم البريطاني الصهيوني كما يجب.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:28 am
خريطة فلسطين بعد 62 عاما على النكبة
نواف الزرو
1 - جدلية العلاقة بين وعد بلفور وقرار التقسيم 2 - تواطؤ الأمم المتحدة في إنتاج قرار التقسيم 3 - تغير وجه خريطة فلسطين 4 - جدلية الدولة الفلسطينية على أجندة النكبة والتقسيم
يستحضر الفلسطينيون ومعهم العروبيون كلما حلت الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية واغتصاب فلسطين وإقامة تلك الدولة الصهيونية على خرابها، في مقدمة ما يستحضرونه ما سمي بـ"وعد بلفور" وبعده بثلاثين عاما "قرار التقسيم"، وكلاهما نتاج بريطاني كامل الدسم لصالح المشروع الصهيوني، فالعلاقة الجدلية ما بين الوعد والقرار قوية عميقة إستراتيجية، فلولا الوعد لما جاء التقسيم، ولولاهما معا لما أنجبت دولة "إسرائيل"، ولولا الاحتضان البريطاني الاستعماري الكامل الشامل للمشروع الصهيوني لما ضاعت فلسطين.
1 - جدلية العلاقة بين وعد بلفور وقرار التقسيم وتبدأ حكاية الغرام والعشق البريطاني بالمشروع الصهيوني و"الوطن القومي لليهود" وبـ"إسرائيل" على نحو حميمي وعلى وجه الحصر في 1917، حينما اصدر وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 تصريحا مكتوبا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (1868-1937)، يتعهد فيه بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
" وعد بلفور هو الإنجاز التاريخي الأهم الذي أحرزته الحركة الصهيونية في عملها من أجل إقامة الدولة، وهذا الوعد حرف وزور التاريخ والجغرافيا في الشرق الأوسط وطرح الفكرة الصهيونية الهامشية كخيار واقعي في السياسة العالمية " لذلك يمكن أن نوثق بداية "أن دولة اليهود أسست في لندن"، فبيان وزير الخارجية البريطاني بلفور الصادر في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 في ذروة الحرب العالمية الأولى، منح اليهود -رغم أنهم شكلوا أقلية صغيرة في فلسطين في ذلك الحين- "وطنا قوميا ودولة مصطنعة مخترعة على حساب فلسطين"، وفي نظرة إلى الوراء كان هذا البيان البلفوري هو الإنجاز التاريخي الأهم الذي أحرزته الحركة الصهيونية في عملها من أجل إقامة الدولة، والوعد حرف وزور التاريخ والجغرافيا في الشرق الأوسط وطرح الفكرة الصهيونية الهامشية كخيار واقعي في السياسة العالمية، واستمرارية ذلك تجسدت في الإنجاز الصهيوني الثاني حيث قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد ذلك بثلاثين عاما في أكتوبر/تشرين الأول 1947 بتأييد قرار التقسيم وإقامة دولة يهودية".
و"كان الوعد حاضرا بعد ذلك في مختلف المؤتمرات والتحالفات الاستعمارية من مؤتمر سان ريمو 1920 الذي منح فيه الحلفاء بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، إلى عصبة الأمم التي صادقت في يوليو/تموز 1922 على صك إقرار الانتداب البريطاني، فالصك كان يتضمن في مقدمته نص تصريح وعد بلفور مع تخويل لبريطانيا بتنفيذ الوعد، كما كان الوعد حاضرا في دستور فلسطين الذي أصدرته بريطانيا بعد أسبوعين من إقرار انتدابها أمميا، حيث ضمنت مقدمته نص تصريح وعد بلفور أيضا".
ليصل إلى ذروته التطبيقية بتمرير قرار التقسيم في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1947.
2 - تواطؤ الأمم المتحدة في إنتاج قرار التقسيم وتفيد الوثائق المتسربة من أرشيف الأمم المتحدة، بأن تلك المنظمة الأممية وقفت سرا إلى جانب قرار التقسيم البريطاني وإلى جانب تلك الدولة الصهيونية المصطنعة بالقوة، بل إن المؤرخ الإسرائيلي الدكتور إلعاد بن درور كان كشف النقاب في ذكرى صدور "قرار التقسيم" في 29 نوفمبر/تشرين الثاني العام 1947، عن "أن الأمم المتحدة أعدت مخططا لتشكيل مليشيا يهودية مسلحة ومزودة بطائرات حربية بهدف تنفيذ القرار بتقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية فقط"، وكشف المؤرخ الإسرائيلي عن ذلك بعد اطّلاعه على وثائق سرية في الأمم المتحدة، على مدى العام 2007، وكانت مصنفة على أنها سرية لكن الأمم المتحدة أزالت مؤخرا صفة السرية عنها وفتحتها أمام الجمهور.
وأكد بن درور على أن "الأمم المتحدة أهملت نصف قرار التقسيم أي أنها أهملت فكرة إقامة الدولة العربية، وقد كانت الفكرة تنفيذ إقامة الدولة اليهودية فقط وأن تعمل الأمم المتحدة في وقت لاحق على إقامة الدولة العربية"، وقال بن درور "إنه بموجب مخطط اللجنة التنفيذية فإن المهمة الأساس للمليشيا اليهودية كان فرض سيطرة الدولة اليهودية على العرب الذين بقوا فيها والذين كان عددهم في الدولة اليهودية، وفقا لخارطة التقسيم، مطابقا تقريبا لعدد اليهود".
تصوروا....!
هذه الحقيقة الكبيرة الضائعة...!
يضاف إلى ذلك ما كان أكده بحثان تاريخيان إسرائيليان كانا صدرا بمناسبة الذكرى الستين لقرار التقسيم من "أنه لولا النشاط البريطاني في فلسطين والمنطقة وضغوط يهود الولايات المتحدة لما قامت إسرائيل، ولتغيّر وجه التاريخ في المنطقة"، إذ أكد المؤرخ موطي جولاني من جامعة حيفا "أن البريطانيين حين امتنعوا عن التصويت على قرار التقسيم في 29/11/1947 بدعوى أن المشروع غير مقبول من الطرفين، تبنوا خطة تقسيم بديلة"، وفي بحث آخر قال المؤرخ زوهر سيغف من جامعة حيفا "إنه لولا تدخل اليهود في الولايات المتحدة قبيل التصويت على قرار التقسيم لكان من المرجح أن إسرائيل ما كانت ستقوم".
" قامت التنظيمات والدولة الصهيونية على خراب وتدمير فلسطين وتهجير أهلها، ولا تزال تواصل تدمير وشطب عروبة فلسطين تاريخا وحضارة وتراثا، كما قامت ولا تزال تواصل تحويل فلسطين إلى "وطن يهودي" وإلى "دولة يهودية نقية" " وعن إستراتيجية القرار الأممي قال شلومو نكديمون في يديعوت أحرونوت: "اعتقد وزير الخارجية الإسرائيلي الأول موشيه شريت: "أنه لولا قرار الأمم المتحدة في العام 1947 لما قامت الدولة في العام 1948".
وفي أعقاب القرار كما هو معروف، انقضت التنظيمات الإرهابية الصهيونية تحت مظلة القرار الأممي وبحماية ودعم البريطانيين على كامل فلسطين، فسطت سطوا مسلحا إجراميا مجازريا في وضح النهار على الوطن العربي الفلسطيني.
فقامت التنظيمات والدولة الصهيونية على خراب وتدمير فلسطين وتهجير أهلها، ولا تزال تواصل تدمير وشطب عروبة فلسطين تاريخا وحضارة وتراثا، كما قامت ولا تزال تواصل تهجير الشعب الفلسطيني وتهويد أرضه ووطنه وتحويله إلى "وطن يهودي" وإلى "دولة يهودية نقية" يسعون في هذه الأيام باستماتة من أجل ابتزاز الشرعيات الفلسطينية والعربية لها.
بل إنهم يشنون هجوما إستراتيجيا شاملا بهدف شطب فلسطين بكل ملفاتها وعناوينها إلى الأبد.
3 - تغير وجه خريطة فلسطين الحقيقة الكبيرة الساطعة التي نوثقها ونحن اليوم أمام ذكرى النكبة، أن ذلك القرار الصادر عن الأمم المتحدة الذي استند بالأصل إلى "إعلان- وعد بلفور" أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق"، وأنه كان قرارا ظالما مجحفا وقف وراءه الانتداب الاستعماري البريطاني بكل ثقله، وأسفر عن قضية نكبة القرن المتواصلة والمفتوحة والمركبة أضعافا مع الزمن، وما بين الوعد والتقسيم تراكمت عوامل تغيير وجه فلسطين وقلب الموازين الجغرافية والسكانية عبر سياسات الاقتلاع والترحيل والإحلال المستندة إلى سياسات التطهير العرقي.
فبعد أن كانت فلسطين بكاملها من بحرها إلى نهرها عربية الجذور والتاريخ والحضارة والتراث والثقافة والمعالم على كل المستويات، أخذت تتحول منذ الوعد تدريجيا لتنتقل خريطتها الجغرافية والسكانية من عربية إلى صهيونية، لتغدو اليوم ونحن في فضاء الذكرى الثانية والستين للنكبة، تحت السيطرة الصهيونية الإستراتيجية الكاملة من البحر إلى النهر.
ففي فلسطين المحتلة 1948 على سبيل المثال وهي عنوان النكبة والتهجير وتهويد المكان الفلسطيني تؤكد كل التقارير والدراسات العربية والعبرية على "أن الحركة الصهيونية مجسدة بدولة إسرائيل تواصل "عبرنة" و"تهويد" أكثر من 8400 اسم عربي لمواقع جغرافية وتاريخية".
وحسب كتاب "المواقع الجغرافية في فلسطين - الأسماء العربية والتسميات العبرية" وهو من تأليف الدكتور شكري عراف وصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، فلم يكن في فلسطين حتى غزو الصهيونية لها سوى خمسين اسما عبريا فقط، وأن التوراة اليهودية لا تشمل بالأصل سوى 550 اسما لأمكنة مختلفة في فلسطين وهي في الأصل أسماء كنعانية وبادر الصهاينة إلى تحوير الأسماء الأصلية أو وضع أسماء عبرية على المواقع الفلسطينية، وهكذا تحولت "بئر السبع" مثلا إلى "بئير شيبع" وطبريا إلى "طبيريا" والخضيرة إلى "حديرة" والمطلة إلى "مطولة" وصفورية إلى "تسيبوري" وعكا إلى "عكو" وهكذا.
ويتحدث الكتاب عن أن "الصهيونية غيرت وهودت 90% من أسماء المواقع في فلسطين".
" لا تكتفي دولة الاحتلال بتهويد الجغرافيا والتاريخ وإنما تخطط وتبيت وتسعى لاقتلاع وترحيل من تبقى من أهل فلسطين بوسائل مختلفة، أو تسعى لإلغاء وجودهم تاريخيا ووطنيا وسياسيا وحقوقيا " وليس ذلك فحسب، فدولة الاحتلال تواصل من جهة أولى مخططات تهويد ما تبقى من المواقع والأراضي الفلسطينية في فلسطين 1948 سواء في النقب أو الجليل المحتلين، بينما تشن من جهة ثانية هجوما تهويديا إستراتيجيا أيضا على المواقع والأراضي العربية في الضفة الغربية ويتركز هذا الهجوم إلى حد كبير على مدينتي القدس والخليل وقد امتد في الآونة الأخيرة إلى منطقة الأغوار الإستراتيجية.
ولكن دولة الاحتلال لا تكتفي بتهويد الجغرافيا والتاريخ وإنما تخطط وتبيت وتسعى لاقتلاع وترحيل من تبقى من أهل فلسطين بوسائل مختلفة، أو تسعى لإلغاء وجودهم تاريخيا ووطنيا وسياسيا وحقوقيا وحشرهم في إطار كانتونات ومعازل عنصرية هي في الصميم معسكرات اعتقال ضخمة قد يطلق عليها اسم "دولة أو دويلة فلسطين" أو "كيان فلسطيني" أو ربما تبقى بسقف "الحكم الذاتي الموسع".
4 - جدلية الدولة الفلسطينية على أجندة النكبة والتقسيم وانتقالا من هذا المشهد الفلسطيني المنتج جراء الوعد والتقسيم، إلى مسألة الدولة العربية في فلسطين، فكلما يثار استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كما يجري في الآونة الأخيرة، تتجدد الأسئلة والتساؤلات الكبيرة الجذرية على أجندة قرار التقسيم ومسؤولية الفلسطينيين والعرب التاريخية في عدم إحباط المشروع الصهيوني أولا، وفي عدم إقامة الدولة العربية آنذاك ثانيا.
فقد كان من المفترض وفق قرار التقسيم على ما فيه من ظلم وسطو على معظم الوطن الفلسطيني، أن يعطى الشعب الفلسطيني نحو 44% من فلسطين، لتقام الدولة الفلسطينية عليها:
فما الذي حدث إذاً؟
رفض الفلسطينيون والعرب مشروع التقسيم وإقامة الدولة الصهيونية وكانوا على حق، ولكنهم لم يعملوا على إقامة الدولة العربية، بل استسلموا للأمر الواقع وتأقلموا مع سطوة المشروع والدولة الصهيونية.
فضاعت فلسطين وتشرد أهلها وضاعت الحقوق والدولة العربية في فلسطين معها.
ولذلك نتساءل اليوم بعد اثنين وستين عاما على القرار:
- هل تضيع الحقوق والأوطان هكذا مع التقادم؟
- أم أنها يجب أن تعود مركبة؟
- ألم تنضج القناعات الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية؟
- ألم تنضج الظروف المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق هذا الاستحقاق المتأخر اثنين وستين عاما؟
- الظروف الإسرائيلية الرسمية والشعبية غير ناضجة كما هو واضح للقبول بالدولة الفلسطينية المستقلة، فلماذا يا ترى الرفض الإسرائيلي المطلق للدولة المستقلة؟
- ولماذا تجمع الخريطة السياسية الإسرائيلية على عدم السماح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟
-ثم لماذا تصطف الإدارة الأميركية ومن ورائها الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وراء الرفض الإسرائيلي المدجج بالتهديد والوعيد والتدمير ضد الدولة؟
في صدد استحقاق الدولة الفلسطينية -تصوروا- رئيس الدورة الـ63 للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة المنظمة العالمية ميغيل ديسكوتو بروكمان طالب في العام 2008 وبعد واحد وستين عاما على التقسيم، بالعمل على تطبيق قرار تقسيم فلسطين (181) الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1947، إلى دولتين، والعمل بدون تأخير على "تنفيذ الالتزام القديم للأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة"، وقال في كلمته التي ألقاها بعد انتخابه لمنصب رئيس الجمعية العامة، "إن الفشل الأكبر للأمم المتحدة هو عدم إقامة دولة فلسطينية".
" كبرى الكبائر العربية أن الدول والسياسات العربية الرسمية تأقلمت مع الأمر الواقع البريطاني أولا، ثم الأميركي الصهيوني ثانيا، لتنتقل في السنوات الأخيرة ثالثا من موقع اللاءات إلى موقع النعمات في التعاطي مع المشروع الصهيوني ونتاجه على الأرض "إسرائيل" واليوم حينما تعلن السلطة الفلسطينية –وهي الشريك في عملية المفاوضات التي من المفترض أن تقود إلى مصالحة تاريخية مزعزمة- عن اعتزامها التوجه إلى مجلس الأمن لاستحصال اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، تقوم الدنيا الإسرائيلية والأميركية والأوروبية ولا تقعد اعتراضا على هذه النية الفلسطينية.
فيكشفون عن النوايا والأنياب الحقيقية لديهم تجاه استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية.
يزعمون من جهة أولى أن مثل هذه الدولة لن يحصل عليها الفلسطينيون إلا عبر المفاوضات والتسوية، بينما تراوح المفاوضات مكانها منذ نحو تسعة عشر عاما، ويزعمون من جهة ثانية أن الشعب الفلسطيني ليس مؤهلا لإقامة الدولة، وكأنهم قيمون على مقدرات هذا الشعب، ويزعمون من جهة ثالثة أن الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس لا يسمح بإقامة الدولة, وهكذا.
لا شك أن كبرى الكبائر العربية هنا أن الدول والسياسات العربية الرسمية تأقلمت مع الأمر الواقع البريطاني أولا، ثم الأميركي الصهيوني ثانيا، لتنتقل في السنوات الأخيرة ثالثا من موقع اللاءات إلى موقع النعمات في التعاطي مع المشروع الصهيوني ونتاجه على الأرض "إسرائيل".
لم يكن "الوعد البلفوري" ليرى النور. ولم تكن فلسطين لتقسم وتضيع وتغتصب وتهوّد، لو تصدى العرب للوعد ولمشروع التقسيم البريطاني الصهيوني كما يجب.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:28 am
نكبتي فــي حاكمي أو عِلّتي؟!--------في ضيــاع القدس تبكي مُقلتي يا فلسطيـــن الحبيبــة ليتنـــي--------ما رَجوت النصر منهم إخوتـي أمهَلـونـــا ضيّعونــــا بينهـــم--------مكّنوا صُهيـون مِنهـــا دولتـــي في خِلافٍ في نِكافٍ ما انتهى--------ملّــكـــوا مُحتـلّنــــا بيّـــارتـــي ما تُراهم قد يقولـوا للوطـــن؟--------لو سألهم كيف ضاعت ثورتي؟ ما تُراهـــم قــد يقولـــوا للنبي--------لو سألهــم عن قـُبـــول مسبّتي؟ ما تُراهم قد يقولــوا للشـــرف--------للحجاب السائــلٍ عن نُصرتي؟ قد غفوا في خمرهم في ظلمهم-------صاحبوا الشيطان قولي وانعتي يا بلادي هُـــم سرابـــاً زائــلاً--------يذهبوا مع ضربــةٍ من موجتي هُم عِجاب القوم مع أسيادهــم--------مِــن يهـــودٍ مِن صليبٍ بَلْوَتــي لا تخـــافي يــا بــلادي إنّنـي---------لا أبيعُ الأرض أرضي جنّتــي ما تركتُ الديـن ديني مُنقِـذي---------مِن رسـولي أستقيهــا عِزّتـــي عائدٌ مِـن غُربتي مِـن غيبتي---------أحرسُ الأقصى اُقـَبـّـلُ قـُبّـتــي
سامي عفانة --- أبو شريف
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:29 am
د. رجى محمد سمرين من قالونيا - القدس - فلسطين المحتلة
تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1955 , وحصل من الكلية نفسها على درجة الماجستير 1967 , والدكتوراه 1972 .
عمل في سلك التربية والتعليم في كل من الأردن والسعودية والكويت.
عضو رابطة الأدب الحديث بالقاهرة, والكتاب الأردنيين, واتحاد الكتاب العرب, واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين, ورابطة الأدب الحديث.
نشر عشرات المقالات في الصحف والمجلات العربية.
دواوينه الشعرية: الضائعون 1960 ـ ديوان الدكتور رجا سمرين 1985 - الطريق إلى أرض ليلى 1990 - خميلة الروح 1995.
مؤلفاته: عصور الأدب العربي (بالاشتراك) ـ الشعر الفلسطيني في معركة بيروت ـ الأسرة في الشعر العربي المعاصر ـ الأدب العربي ومصادره عبر العصور (بالاشتراك) - الاتجاه الإنساني في الشعر العربي المعاصر 2000.
كتب عنه في مؤلفاتهم: ناصر الدين الأسد, وكامل السوافيري, وعبدالرحمن الكيالي, وجميل سعيد, ومحمد شحادة عليان, وواصف أبو الشباب. ونشر عن شعره وأمسياته الشعرية عشرات المقالات الصحفية في الأنباء, والسياسة, والقبس, والرأي العام, والوطن, ومرآة الأمة (الكويتية), والأديب (اللبنانية), والدستور (الأردنية), وأجري معه العديد من اللقاءات الصحفية والإذاعية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:31 am
النكبة في محطات وتواريخ
1878 أول مستعمرة زراعية صهيونية في فلسطين ( بيتح تكفا). 1882 25 ألف مهاجر يهودي يبدؤون الاستيطان في فلسطين، معظمهم من أوروبا الشرقية. 1891 البارون موريس دي هيرش -وهو يهودي- يؤسس جمعية الاستثمار اليهودي بلندن للإسهام في مساعدة المستوطنين بفلسطين. 1896 “در جودنشتات” كتاب يدعو إلى إقامة دولة يهودية، نشره الكاتب اليهودي النمساوي-الهنغاري تيودور هرتسل. 1897 المؤتمر الصهيوني يدعو إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين. كراس ألفه مؤسس الاشتراكية الصهيونية نحمان سيركن يذكر أن فلسطين “يجب أن يتم إخلاؤها لليهود”. المؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا ينشئ المنظمة الصهيونية العالمية، ويطالب بإنشاء “وطن للشعب اليهودي في فلسطين”. 1901 إنشاء الصندوق القومي اليهودي من أجل شراء أراض في فلسطين لحساب المنظمة الصهيونية العالمية. الأراضي يجب أن يستخدمها اليهود حصرا ويعملون فيها. 1904 توترات بين اليهود والمزارعين العرب في طبريا. 1904-1914 وصول أربعين ألف مهاجر صهيوني إلى فلسطين، عدد اليهود يبلغ 6% من إجمالي السكان. 1905 إسرائيل زنغويل يصرح بأن اليهود يجب أن يطردوا العرب إلى الخارج أو “يضطرون إلى التخبط في مشكلة عدد كبير من السكان الغرباء”. 1907 إنشاء أول كيبوتس. 1909 إنشاء تل أبيب شمال يافا 1911 مذكرة إلى اللجنة التنفيذية الصهيونية تتحدث عن “نقل محدود للسكان”. 1914 بدء الحرب العالمية الأولى. 1917 إعلان بلفور، وزير الدولة البريطاني يتعهد بدعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. 1918 الحلفاء بقيادة الجنرال ألنبي يحتلون فلسطين. انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتهاء الحكم العثماني في فلسطين. 1919 المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس يرفض إعلان بلفور ويطالب بالاستقلال. حاييم وايزمان عضو اللجنة الصهيونية يطالب في مؤتمر السلام في باريس بفلسطين “يهودية مثلما إنجلترا إنجليزية”. أعضاء آخرون في اللجنة يقولون: “يجب إقناع أكثر ما يمكن من العرب بالهجرة”. ونستون تشرشل يكتب “هنالك يهود تعهدنا بأن ندخلهم إلى فلسطين، ويفرضون كأمر مسلّم به لتحقيق غاياتهم. إن السكان المحليين يجب أن يرحلوا” 1919- 1933 35 ألف يهودي يهاجرون إلى فلسطين، نسبة اليهود إلى مجموع السكان بلغت الآن 12% وهم يملكون 3% من الأراضي. 1920 إنشاء الهاغاناة, المنظمة العسكرية السرية الصهيونية. المجلس الأعلى لمؤتمر سان ريمو للسلام يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين. 1921 احتجاجات في حيفا ضد الهجرة اليهودية الواسعة. 1922 عصبة الأمم تقر الانتداب البريطاني على فلسطين. 1924-1928 67 ألف مهاجر صهيوني يأتون إلى فلسطين، نصفهم من بولندا، فيرفعون نسبة اليهود إلى 16% من مجموع السكان، يملك اليهود ما نسبته 4% من الأرض. 1925 تأسيس الحزب التصحيحي في باريس، وهو يصر على إقامة دولة يهودية في فلسطين وشرق الأردن. 1929 اضطرابات في فلسطين بسب ادعاءات تتعلق بحائط المبكى، قتل فيها 133 يهوديا و116 عربيا وأساسا على يد البريطانيين. عصبة الأمم تنشئ لجنة دولية لتحديد الوضع القانوني بالنسبة لليهود والعرب في ما يتعلق بحائق البراق أو ما يسمى بـ”حائط المبكى”. 1931 إنشاء منظمة الأرغون (الإيتسل) لمواجهة العرب بعنف أشد. 1932 تأسيس أول حزب سياسي فلسطيني منظم؛ حزب الاستقلال. 1935 اكتشاف أسلحة صهيونية مهربة من ميناء يافا. 1936 مؤتمر اللجان القومية الفلسطينية يرفع شعار “لا ضرائب بلا تمثيل”. 1936 لجنة بيل توصي بتقسيم فلسطين، بحيث يصبح 33% من البلد دولة يهودية, ويرحل جزء من السكان العرب عن هذه الدولة. البريطانيون يحلون جميع المنظمات السياسية الفلسطينية، ويرحلون خمسة من الزعماء، ويشكلون محاكم عسكرية، وكل ذلك إجراءات ضد الثورة الفلسطينية. 1938 متفجرات الأرغون تقتل 119 فلسطينيا. وقنابل وألغام الفلسطينيين تقتل ثمانية يهود. البريطانيون يجلبون تعزيزات للمشاركة في قمع الثورة. 1939 الزعيم الصهيوني جابوتينسكي يكتب “يجب أن يخلي العرب المكان لليهود في أرض إسرائيل، وما دام أمكن نقل شعوب البلطيق يمكن أيضا نقل العرب”. مجلس العموم البريطاني يصوت في مصلحة الكتاب الأبيض الذي يقضي بمنح فلسطين استقلالا مشروطا بعد عشرة أعوام ويسمح بهجرة 15 ألف يهودي سنويا إلى فلسطين خلال الأعوام الخمسة التالية. بدء الحرب العالمية الثانية. 1940 بدء سريان مفعول أنظمة ملكية الأراضي التي تحمي الأرض الفلسطينية من الاكتسابات الصهيونية. 1943 تمديد الأعوام الخمسة المنصوص عليها في الكتاب الأبيض لسنة 1939. 1945 انتهاء الحرب العالمية الثانية. 1947 بريطانيا تعلم الأمم المتحدة المشكلة حديثا بأنها ستنسحب من فلسطين. الأمم المتحدة تنشئ اللجنة الخاصة بفلسطين. لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين توصي بالتقسيم. 29 نوفمبر/تشرين الثاني الأمم المتحدة تتبنى القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين. اليهود يشرعون في طرد جماعي على نطاق واسع للسكان الفلسطينيين. 1948 يناير/كانون الثاني: عبد القادر الحسيني يعود إلى فلسطين بعد عشرة أعوام من النفي كي يشكل مجموعة لمقاومة التقسيم. 20 يناير: بريطانيا تخطط لتسليم المناطق الأكثر عددا في كل منطقة. فبراير/شباط: الحرب تنشب بين اليهود والعرب. 18 شباط: الهاغاناة تعلن تطبيق الخدمة العسكرية، وتستدعي الشبان والشابات ما بين 25 و35 عاما. 24 شباط: مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة يعلن أن دور مجلس الأمن هو حفظ السلام لا فرض التقسيم. مارس/ آذار 6 الهاغاناة تعلن التعبئة العامة. 10 وضع اللمسات الأخيرة على مخطط تطهير فلسطين عرقيا المعروف باسم “الخطة دالت”. 18 الرئيس الأميركي ترومان يتعهد بدعم القضية الصهيونية. 10-20 القادة العرب يقررون قبول هدنة ووصاية محدودة, وليس التقسيم كما اقترح مجلس الأمن. اليهود يرفضون الهدنة. 30 مارس/آذار – 15 مايو/أيار عملية احتلال الساحل التي قامت بها الهاغاناة تؤدي إلى طرد الفلسطينيين من المنطقة الساحلية بين حيفا ويافا. أبريل/نيسان: 1 وصول أول شحنة من الأسلحة التشيكية إلى الهاغاناة، وهي تشمل 450 بندقية ومائتي مدفع رشاش خفيف وخمسة ملايين طلقة. 4 الهاغاناة تشرع في تطبيق الخطة دالت، وهي احتلال القرى الواقعة على طريق تل أبيب-القدس وطرد سكانها. 9 وقوع مجزرة دير ياسين. 17 قرار لمجلس الأمن يطلب هدنة 20 الولايات المتحدة تقدم للأمم المتحدة اقتراحا بوصاية على فلسطين 22 طرد سكان حيفا الفلسطينيين. 26-30 الهاغاناة تهاجم منطقة في القدس الشرقية وترغم على تسليمها للبريطانيين. الهاغاناة تحتل منطقة في القدس الغربية. القوات اليهودية تطرد جميع الفلسطينيين المقيمين في القدس الغربية. مايو/ أيار : تقرير يقول إن ما بين 175 و250 ألف فلسطيني طردوا من بيوتهم. 12-14 وصول أسلحة تشيكية إلى الهاغاناة. 13 الفيلق العربي يهاجم مستعمرات يهودية ردا على هجمات عسكرية يهودية. يافا تستسلم للهاغاناة. 14 إسرائيل تعلن الاستقلال والانتداب البريطاني ينتهي. 20 الكونت برنادوت يعين وسيطا للأمم المتحدة في فلسطين. 22 قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار. 11 يونيو/حزيران – 8 يوليو/تموز الهدنة الأولى تصبح سارية المفعول تموز-يوليو 8- 18 القتال ينشب من جديد والجيش الإسرائيلي يحتل القدس والرملة 17 الجيش الإسرائيلي يشن هجوما جديدا لكنه يفشل في احتلال البلدة القديمة في القدس. 18 يوليو/تموز-15 أكتوبر/تشرين الأول الهدنة الثانية تصبح سارية المفعول، لكن الجيش الإسرائيلي يخرقها باحتلال عدة قرى. سبتمبر/أيلول 17 اغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت على يد إرهابيين يهود من القدس. الوسيط الجديد هو رالف بانش. أكتوبر/تشرين الأول 19- 31 طرد آلاف الفلسطينيين خلال عملية حيرام. نوفمبر/تشرين الثاني 4 مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة فورية وانسحاب القوات المتحاربة. الأمم المتحدة تتبنى القرار 194 بشأن حق اللاجئين في العودة. إسرائيل تمنع العودة. نوفمبر/تشرين الأول الجيش الإسرائيلي يشرع في طرد قرويين من مواطنهم داخل الحدود اللبنانية. 1949 24 فبراير/شباط الهدنة الإسرائيلية-المصرية. نهاية فبراير/شباط الجيش الإسرائيلي يطرد ما بين مائتي وثلاثمائة قروي من جيب الفلوجة. 23 مارس/آذار الهدنة الإسرائيلية-اللبنانية. 3 أبريل/نيسان الهدنة الإسرائيلية-الأردنية. 20 يوليو/تموز الهدنة الإسرائيلية-السورية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:31 am
النكبة في أرقام
75% من إجمالي عدد السكان.
كان مجموع ما يملكه اليهود من أرض فلسطين في سنة 1918 لا يزيد عن 240 ألف دونم أي ما نسبته 1.56 % من إجمالي أرض فلسطين، وارتفع مجموع مساحة الأراضي التي سيطر عليها المستوطنون الصهاينة بمختلف أساليب الخداع والرشوة والدعم البريطاني حوالي 1.8 مليون دونم في سنة 1948.
كان عدد اليهود في فلسطين عام 1800 نحو خمسة آلاف، وفي عام 1876 كان عددهم لا يزيد عن 14 ألفاً, وفي عام 1918 لم يتجاوز عددهم 55 ألفاً أي نحو 8% فقط من السكان, وبدعم الاحتلال والقهر البريطاني تمكن اليهود من زيادة عددهم إلى 650 ألفاً سنة 1948 أي نحو 31.7 % من إجمالي السكان.
بتاريخ 29/11/1947، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية صدر القرار الدولي رقم 181، الذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى يهودية تقوم على 54.7 % من الأراضي الفلسطينية ويسكن فيها 498 ألف مستوطن يهودي و497 ألف عربي فلسطيني, والثانية عربية تقوم على نحو 44.8 % من الأراضي يسكن فيها 725 ألف فلسطيني و 10 آلاف مستوطن يهودي.
1.4 مليون فلسطيني أقاموا في فلسطين التاريخية قبل نكبة فلسطين في العام 1948.
عدد الفلسطينيين الذين بقوا ضمن الأراضي الفلسطينية التي احتلت سنة 1948، لم يتجاوز 156 ألف نسمة.
605,000 يهودي أقاموا في نفس الفترة وشكلوا 30% من مجمل سكان فلسطين.
93% من مساحة فلسطين التاريخية تبعت للفلسطينيين مع بداية حقبة الانتداب البريطاني على فلسطين.
531 قرية ومدينة فلسطينية طهرت عرقياً ودمرت بالكامل خلال نكبة فلسطين, وبلغ عدد سكانها المهجرين منها عام 1948 حوالي 805,067 لاجئ, فيما بلغ عددهم عام 2009 حوالي 6,837000 لاجئ.
30 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء عكا عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 47,038 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 399,618 نسمة.
64 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء الرملة عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 97,405 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 827,518 نسمة.
31 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء بيسان عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 19,602 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 166,531 نسمة.
88 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء بئر السبع عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 90,507 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 768,915 نسمة.
46 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء غزة عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 79,947 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 679,201 نسمة.
59 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء حيفا عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 121,196 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 1,029,637 نسمة.
16 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء الخليل عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 22,991 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 195,323 نسمة.
25 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء يافا عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 123,227 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 1,046,892 نسمة.
39 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء القدس عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 97,950 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 832,147 نسمة.
6 قرى عدد القرى المهجرة في قضاء جنين عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 4,005 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 34,025 نسمة.
5 قرى عدد القرى المهجرة في قضاء الناصرة عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 8,746 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 74,303 نسمة.
78 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء صفد عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 52,248 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 443,880 نسمة.
26 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء طبريا عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 28,872 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 245,286 نسمة.
18 قرية عدد القرى المهجرة في قضاء طولكرم عام 1948, وبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 11,333 نسمة, ويقدر عددهم عام 2009 بحوالي 93,724 نسمة.
يقدر عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن بحوالي 3.24 مليون لاجئ فلسطيني يشكلون ما نسبته 29.8% من مجموع الفلسطينيين في العالم. (حسب إحصاءات عام 2008)
يقدر عدد الفلسطينيين المقيمين في الدول العربية حوالي 1.78 مليون لاجئ فلسطيني ويشكلون ما نسبته 16.3% من مجموع الفلسطينيين في العالم يتركز معظمهم في لبنان, وسوريا, ومصر, ودول الخليج العربي. (حسب إحصاءات عام 2008)
يقدر عدد الفلسطينيين المقيمين في الدول الأجنبية حوالي 618 ألف لاجئ فلسطيني ويشكلون ما نسبته 5.7% من إجمالي مجموع الفلسطينيين في العالم ويتركز معظمهم في الولايات المتحدة الأمريكية, وأمريكا اللاتينية, وكندا, ودول الاتحاد الأوروبي. (حسب إحصاءات عام 2008)
يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية مع نهاية عام 2009 بحوالي 749 ألف لاجئ فلسطيني أي ما نسبته 30.2% من إجمالي عدد سكان الضفة الغربية المقدر عددهم بـ 2.48 مليون نسمة.
يوجد في الضفة الغربية 19 مخيماً وهي مخيم بلاطة, مخيم طولكرم, مخيم جنين, مخيم عسكر, مخيم الدهيشة, مخيم شعفاط, مخيم الجلزون, مخيم قلنديا, مخيم العروب, مخيم نور شمس, مخيم الفوار, مخيم الفارعة, مخيم رقم واحد, مخيم عقبة جبر, مخيم عايدة, مخيم دير عمار, مخيم عين السلطان, مخيم بيت جبرين ومخيم الأمعري.
بلغ عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى قطاع غزة عام 1948 حوالي 200 ألف لاجئ, ويقدر عددهم مع نهاية عام 2009 بحوالي 1.11 مليون لاجئ ويشكلون ما نسبته 69.5% من إجمالي سكان القطاع المقدر عددهم بحوالي 1.51 مليون نسمة.
يبلغ عدد المخيمات في قطاع غزة ثمانية مخيمات وهي: مخيم جباليا, مخيم خانيونس, مخيم رفح, مخيم البريج, مخيم الشاطئ, مخيم المغازي, مخيم النصيرات ومخيم دير البلح, يعيش فيها أكثر من نصف عدد اللاجئين في قطاع غزة.
يعتبر قطاع غزة أكثر مناطق العالم كثافة سكانية وترتفع هذه الكثافة في مخيمات اللاجئين فمثلاً يعيش أكثر من 82 ألف لاجئ في مخيم الشاطئ الذي تقل مساحته عن كيلو متر مربع.
يوجد في الأردن عشرة مخيمات وهي: مخيم البقعة, مخيم الوحدات, مخيم ماركا, مخيم جبل الحسين, مخيم اربد, مخيم الحصن, مخيم الزرقاء, مخيم سوف, مخيم جرش ومخيم الطالبية يعيش فيها العدد الأكبر من الفلسطينيين خارج الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يقدر عددهم حتى نهاية عام 2009 حوالي 3.24 مليون نسمة.
يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا حسب تقديرات عام 2009 حوالي 472,109 نسمة, يعيش حوالي 27.1% منهم في المخيمات, حيث يتواجد في سوريا عشرة مخيمات وهي: مخيم النيرب, مخيم خان دانون, مخيم سبينه, مخيم حماة, مخيم خان الشيخ, مخيم درعا, مخيم حمص, مخيم جرمانا ومخيم قبر الست, وتستأثر دمشق بحوالي 67% من مجموع اللاجئين في سوريا.
يتراوح عدد الفلسطينيين الذين هاجروا إلى لبنان بعد نكبة فلسطين ما بين 100 – 130 ألف مهاجر تم توزيعهم على أكثر من 45 مخيماً وتجمعاً سكنياً, بقي منها اليوم 12 مخيماً رسميا تديرها الأونروا وهي: مخيم عين الحلوة, مخيم المية مية, مخيم شاتيلا, مخيم برج البراجنة, مخيم نهر البارد, مخيم البداوي, مخيم البص, مخيم الرشيدية, مخيم برج الشمالي, مخيم ويفل, مخيم ضبية ومخيم مار إلياس, ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان حسب تقديرات 2009 حوالي 425,640 نسمة, يعيش 53.2% منهم في المخيمات, ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من أكثر اللاجئين معاناة على كافة الصعد القانونية والمعيشية والصحية والاجتماعية والاقتصادية.
بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا إلى العراق جراء النكبة حوالي 4000 فلسطيني وعند تأسيس الأونروا سمح لها بالعمل في العراق ولكنها منعت بعد عدة أشهر بطلب من الحكومة العراقية وبالتالي سقطت أسماء اللاجئين في العراق وأعدادهم من سجلات الوكالة, وقد أسس العراق مديرية لشؤون اللاجئين, وحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد بلغ عدد اللاجئين في العراق سنة 2003 بعد الإحتلال الأمريكي ما بين 35 – 40 الف نسمة, كما ويقيم الاف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق على الحدود العراقية السورية والعراقية الأردنية في مخيمات تفتقر إلى أدني المتطلبات الحياة الإنسانية الكريمة أبرزها مخيم الوليد الذي يقيم فيه حوالي 1700 لاجئ, ومخيم التنف الذي يقيم فيه 880 لاجئ.
85% من سكان المناطق الفلسطينية التي قامت عليها (إسرائيل) أكثر من 840,000 نسمة هجروا خلال النكبة.
93% من مجمل مساحة (إسرائيل) تعود إلى اللاجئين الفلسطينيين.
78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، قامت عليها (إسرائيل) في العام 1948.
17,178,000 دونم صادرتها (إسرائيل) من الفلسطينيين في العام 1948.
150,000 فلسطيني فقط بقوا في المناطق التي قامت عليها (إسرائيل).
30,000-40,000 فلسطيني طهروا عرقياً داخليا خلال نكبة فلسطين.
400,000 فلسطيني أو ثلث تعداد الشعب الفلسطيني طهروا عرقياً من دياره حتى ربيع 1948.
199 قرية فلسطينية ممتدة على 3363,964 دونم هجرت حتى ربيع 1948.
15,000 فلسطيني قتل خلال النكبة.
أكثر من 50 مذبحة “موثقة” وقعت بحق الفلسطينيين في العام 1948.
700,000 دونم صادرتها العصابات الصهيونية من الفلسطينيين بين أعوام 1948-1967.
70% من الأراضي التابعة للسكان الفلسطينيين تحولت للأيدي الصهيونية بين 1948 وأوائل الخمسينيات.
50% من الأراضي التابعة للفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم داخل (إسرائيل) تحولت للأيدي الصهيونية بين الأعوام 1948 – 2000.
75% تقريباً من مجمل الفلسطينيين اليوم هم لاجئون ومطهرون عرقياً.
50% تقريباً من مجمل تعداد الفلسطينيين يقيمون قسرا خارج حدود فلسطين التاريخية.
10% تقريباً من مجمل أراضي فلسطين التاريخية تتبع اليوم للفلسطينيين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:31 am
مجرمي النكبة
يعتبر تيودور هرتزل هو الأب الروحي والمؤسس الأول للصهيونية العالمية كحركة سياسية استعمارية أسبغت على اليهود صفة القومية والانتماء العرقي، ونادت بحل ما أسمته المشكلة اليهودية، وعارضت اندماج اليهود في أوطانهم الأصلية، ودفعتهم للهجرة إلي فلسطين زاعمة أن لهم فيها حقوقاً تاريخية ودينية, وتلاقت مطامع الصهيونية من خلال هرتزل بأهداف الاستعمار في إقامة دولة يهودية في فلسطين. فقد بلور زعيم الصهيونية الأول حركته الشيطانية في دعوة تبناها اليهود في الشتات مفادها أنه يتعين على اليهود أن يشكلوا دولة يهودية خاصة بهم، وأن يهودية هذه الدولة يجب ألا تعتمد على الجوانب الدينية أو الاخلاص لليهودية وفضائلها، وإنما يجب أن تعتمد على الشكل القومي اليهودي. هيرتزل هو أول من تبنى فكرة تأسيس كيان يهودي في فلسطين وقد كان مثل هذا التبني من قبل هيرتزل نقطة التحول في أهداف الحركة الصهيونية، من مجرد بعث بسيط للثقافة اليهودية إلي إنشاء كيان قومي يضمن لليهود بعضاً من السيطرة السياسية في شؤون حياتهم, وإذا كانت الحركة الصهيونية قد بدأت كعقيدة سياسية إلا انها تطورت من خلال هرتزل إلي تبني تشكيل كيان سياسي، يرقى فيما بعد إلي دولة، في أرض لم يكن غالبية السكان فيها من اليهود. وقد لقيت هذه الفكرة التفافا رهيباً حولها من قبل الجماعات اليهودية بعد بروز القيادة السياسية الكبرى للصهيونية ممثلة في تيودور هيرتزل. وكان هيرتزل قد حدد أهداف الحركة الصهيونية آنذاك بأنها “تحقيق ارتباط اليهود في أنحاء العالم وحيثما وجوا بأواصر قومية والتأكيد على أن تصبح فلسطين التاريخية وطنا قوميا لليهود أينما كانوا”. وفي عام 1895 كتب هيرتزل المؤسس الحقيقي للصهيونية الحديثة والذي تحت قيادته تم عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة 1897 كتابه الشهير الدولة اليهودية. وفي هذا الكتاب رفض هيرتزل فكرة ذوبان اليهود في ثقافات الدول التي يعيشون فيها، ودعا اليهود إلي ان يوحدوا جهودهم ويبنوا دولة خاصة بهم وقد رأى أن المكان الامثل لتحقيق هذا المشروع هو أرض فلسطين نظرا للروابط الرئيسية لليهود بتلك الارض حسب زعمه. ومن أجل تحقيق الاستيلاء على فلسطين اقترح هيرتزل تشكيل شركة يهودية تكون مسؤوليتها انتزاع ارض فلسطين وان هدف تشكيل هذه الشركة هو أن تمول شراء الاراضي الفلسطينية وتشرف على زراعة وتنمية تلك الاراضي على ان تقوم الشركة ايضا بإيضاح مزايا الاستراتيجية الصهيونية لقادة الدول الاوروبية للحصول على مباركتهم وتأييدهم لها أما المبالغ اللازمة لدعم المشروع الصهيوني فسوف تأتي من اليهود الأثرياء المندمجين في مجتمعات اخرى والذين لا يرغبون في الهجرة إلي فلسطين. واقترح هيرتزل أن يكون المهاجرون إلي فلسطين هم من اليهود الفقراء الذين لا شيء لديهم يهابون خسارته من جراء هجرتهم, وان دور هؤلاء المستوطنين الاوائل هو زراعة الارض وخلق مناخ يغري الاخرين من الطبقات الاخرى للاستبطان في فلسطين. وقد تشكل البرنامج الصهيوني في المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل في عام 1897، وجاء في البرنامج ما نصه: “ان غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام, أما وسائل تحقيق هذا الهدف فكانت العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والحرفيين والتجار اليهود وفق اسس مناسبة وتنظيم اليهودية العالمية وربطها بواسطة منظمات محلية ودولية تتلاءم مع القوانين المتبعة في كل بلد وتقوية وتغذية الشعور والوعي القومي اليهودي واتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الحكومية لتحقيق الاستراتيجية الصهيونية. ويمكن القول إن الفكرة الصهيونية السياسية المعاصرة التي ظهرت في القرن التاسع عشر قد تبلورت في كتاب هرتزل “الدولة اليهودية” الذي ظهر عام 1896 صحيح أن منظمات “أحباء صهيون” نشأت أساسا في روسيا القيصرية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ودعت إلي الهجرة الي فلسطين الا انها لم تترك أثراً عميقا في حياة جماهير الطوائف اليهودية وكان من الممكن ان يعد الذين لبوا هذه الدعوة بالعشرات فجماهير هذه الطوائف في روسيا القيصرية كان قد انصبت في مواجهة الحركة الثورية الناهضة. كذلك عالج القضية اليهودية من منطلقات مماثلة لمنطلقات هرتزل اليهودي الروسي مواطن أودويسا لي وبنسكر ووضع استنتاجاته في كتابة “التحرر الذاتي” الا ان دعواته لإقامة دولة يهودية لا في فلسطين بالضرورة إذ استبعدها واعيا – لم تجد إطارا تنظيميا وكان يجهلها هرتزل واولئك الذين أقاموا المنظمة الصهيونية فيما بعد. ولهذا اقترنت الحركة الصهيونية بهرتزل لأنه قرن أيديولوجيته بالمنظمة الصهيونية التي نشأت بعد المؤتمر الصهيوني العالمي الذي عقد في بازل من أعمال سويسرا في عام 1897. وقد عقد هرتزل هذا المؤتمر في الفترة ما بين 29-31 اغسطس عام 1897 في مدينة بازل السويسرية تحت إشرافه وبتنظيمه مكتسبا زخما من جماهيريته في أوساط اليهود كمنظر ومفكر وكاتب يرفع شعار “العودة إلي صهيون” وصهيون كما هو معروف جبل في مدينة القدس الفلسطينية. وقد حضر المؤتمر 204 مندوب يهودي 117 منهم مثلوا جمعيات صهيونية مختلفة وسبعون جاؤوا من روسيا وحدها كما حضره مندوبون من الأمريكيتين الشمالية والجنوبية والدول الاسكندنافية وبعض الاقطار العربية وبالأخص الجزائر كان مقررا عقد المؤتمر في مدينة ميونخ الالمانية الا ان الجالية اليهودية هناك عارضت ذلك لأسباب خاصة بها الامر الذي استوجب نقله الي مدينة بازل السويسرية. افتتح هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول بخطاب مقتضب أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو “وضع الحجر الأساسي للبيت الذي سيسكنه الشعب اليهودي في المستقبل”, وأعلن فيه “أن الصهيونية هي عودة إلي اليهودية قبل العودة إلي بالد اليهود”, وحدد هرتزل في خطابه مضمون المؤتمر على أنه “الجمعية القومية اليهودية”. وبعد إلقاء هرتزل خطابه وكذلك استعراض ما قدمه هو مساعدوه من أوراق عمل أقر المؤتمر أهداف الصهيونية المعروفة منذ ذلك الوقت باسم “برنامج بازل” الذي حسم موقف الصهاينة من موقع دولتهم المزمع انشاؤها. وبرغم اقتصار أبحاث المؤتمر على المناقشات والمداولات وعدم قطع التزام واضح من قبل هيرتزل بقيام هذه الدولة “الوطن” في فلسطين بالتحديد، إلا أن المؤتمر مثل بداية حقيقية لمشروع الدولة الصهيونية في ظل توفر العديد من الخيارات والأوطان بينها الأرجنتين وأوغندا ومع ذللك فقد شكل المؤتمر الانطلاقة الاولى باتجاه فلسطين، خاصة وأن هرتزل كان قد فكر في مثل هذا قبل عام من انعقاد المؤتمر كما ظهر جليا في كتابه “الدولة اليهودية”. المهتمون بالشأنين اليهودي والصهيوني اعتبروا في حينه أن المؤتمر الصهيوني الأول شكل نقطة تحول مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية بعدما استطاع مؤسسوها جمع معظم صهاينة العالم تحت سقف واحد ضمن إطار المنظمة الصهيونية العالمية التي تولت فيما بعد الإشراف على الأجهزة الصهيونية في العالم. وكانت إقامة المنظمة الصهيونية العالمية فاتحة عهد جديد من النشاط الصهيوني استهدف تحقيق متطلبات الحركة وفق ما ورد في “الموسوعة الفلسطينية”، وقد تفرغ عن المؤتمر لجنة تنفيذية تكونت من 15 عضواً كانت بمثابة مجلس شورى وأخرى صغرى تكونت من خمسة أعضاء بمثابة حكومة. وتم تأسيس مكتبة مالية لجمع الاشتراكات الصهيونية الاستعمارية برأسمال بلغ مليوني جنيه إسترليني ووضع المؤتمر برنامجاً سارت عليه جميع المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك، كما ناقش تقارير مفصلة حول أوضاع الجاليات اليهودية في العالم ومحاضر أخرى مفصلة عن فلسطين والنشاط الاستيطاني فيها ونصب المؤتمر تيودور هيرتزل رئيساً له ورئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية. بعد المؤتمر اندفع الصهاينة يتقدمهم هيرتزل لتنفيذ برنامجهم أو مخططهم المجرم, وكان هيرتزل منذ بداية نشاطه قد اكتشف حقيقة أنه لا بد لتنفيذ المخططات الصهيونية من الاعتماد على دولة إمبريالية كبيرة، تقوم بتوفير الأرض للمستوطنين وحمايتهم من السكان الأصليين والدفاع عنهم في المحافل الدولية لذا توجه هيرتزل إلي جميع الدول الكبرى ذات المصالح الإمبريالية في الشرق الأوسط، ابتداءً بالدولة العثمانية ومرورا بفرنسا وألمانيا وانتهاء بإنجلترا. وأرسل هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلي فلسطين، ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكماً ذاتياً وفيما يلي نص الرسالة: “ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنوياً. ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية. مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية: الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم (دولة شبه مستقلة في فلسطين). ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم. قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي: يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقاً. وقد رفض السلطان عبد الحميد مطالب هرتزل ومما ورد عنه في ذلك قوله: “إذ أن الإمبراطورية التركية ليست ملكا لي وإنما هي ملك للشعب التركي فليس لي أن أهب أي جزء فيها فليحتفظ اليهود بملايينهم في جيوبهم فإذا قسمت الإمبراطورية يوما ما فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا”. وفي ذلك العام أيضاً حض تيودور هيرتزل الحكومة البريطانية وبشكل خاص وزير المستعمرات جوزيف تشمبرلين على تأييد الاستيطان اليهودي في فلسطين وخلال عامي 1915 و 1916 ضغط القادة الصهاينة وبخاصة حاييم وايزمان على الحكومة البريطانية للتصديق على فكرة قيام وطن يهودي في فلسطين. وعلى الرغم من أن هيرتزل قد رأى أن فلسطين هي المكان المثالي لإنشاء الدولة اليهودية بالنسبة للصهاينة، إلا أنه في البرنامج الصهيوني لم يستثني إمكانية قيام الكيان اليهودي في الأرجنتين أو أوغندا أو قبرص أو سيناء وبصفها أماكن محتملة لتحقيق هذا المشروع والحقيقة أن هذه السألة لم تحسم من قبل الصهيونية إلا بعد وفاة هيرتزل، حيث اعتبر الصهاينة فلسطين المكان الوحيد المناسب لقيام الدولة اليهودية وقد بين ناحوم جولدمان الهدف الحقيقي لاختيار فلسطين بقوله: “لان فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وإفريقيا، ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، ولأنها المركز الاستراتيجي للسيطرة على العالم”. وحين تبنت الصهيونية ادعاءاتها في فلسطين، كانت تحكم من قبل الدولة العثمانية التي كانت ترفض بشكل قطعي قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، ولذلك لم يكن ممكنًا أن يوضع المشروع الصهيوني موضع التنفيذ قبل عام 1917، في نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما هزمت بريطانيا وحلفاؤها الدولة العثمانية وهيمنت على فلسطين، عندها فقط تمكنت الحركة الصهيونية بعد ذلك من أن تندفع بفعالية باتجاه ادعاءاتها في الأرض المقدسة، وتنال دعم القوى الكبرى في محاولاتها لاغتصاب أرض فلسطين. ولد تيودور هرتزل عام 1860 لأب تاجر ثري, وكان يحمل ثلاثة أسماء، أهمها اسمه الألماني “تيودور”، وثانيها اسمه العبري “بنيامين زئيف”، وثالثها اسمه المجري “تيفا دارا”. التحق تيودور الصغير بمدرسة يهودية وعمره ست سنوات لمدة أربعة أعوام، انقطعت بعـدها علاقته بالتعليم اليهودي ولذا، لم يُقدَّر له أن يَدرُس العبرية، بل لم يكن يعرف الأبجدية نفسها. التحق تيودور بعد ذلك بمدرسة ثانوية فنية، ومنها التحق بالكلية الإنجيلية 1876 وعمره 15 سنة أي أنه التحق بمدرسة مسيحية بروتستانتية، ولعله تَلقَّى تعليماً دينياً مسيحياً هناك وأنهى دراسته عام 1878. وكانت أسرة هرتزل مجرية النسب إلا أنها، ضمن مجموعة من اليهود، قاومت عملية صبغها بالصبغة المجرية، واحتفظت بولائها لألمانيا مثل كثير من يهود المجر: ماكس نوردو وجورج لوكاش وغيرهما ولذلك، نزحت الأسرة إلى فيينا عام 1878 وكان عدد اليهود في فيينا آنذاك لا يزيد على عشرة آلاف يهودي، ولكن تَعثُّر التحديث في شرق أوروبا أدَّى إلى دَفْع جحافل اليهود إلى وسط وغرب أوروبا بحيث بلغ عددهم عام 1899 ما يزيد على 100 ألف، أي أنهم زادوا عشرة أضعاف خلال أقل من عشرة أعوام. التحق هرتزل بجامعة فيينا وحصل على دكتوراه في القانون الروماني عام 1884 وقد زاول هرتزل مهنة المحاماة وعمل بالمحاماة، وكانت في عصره من أرقى الوظائف والمهن، ولكن هرتزل الطموح ظل يسعى للوصول إلى منصب قاض، ولكنه فشل في ذلك ! وترك هرتزل عمل المحاماة، وتوجه للبحث عن ذاته ومواهبه، التي كان يجدها في مجال الفن والكتابة المسرحية، فعمل صحفياً ومراسلاً للصفحة الأدبية في صحيفة “فيينا نيو فري بريسيه” في باريس بين عامي 1891 حتى 1895. وقد نشر مقاله الأول في هذه الصحيفة بتاريخ 27 مايو 1891 وظل يعمل مراسلاً لهذه الجريدة حتى عام 1895، والتي كتب ونشر خلالها مئات المقالات والقصص القصيرة وعشرات المسرحيات. ولما كانت هذه الجريدة النمساوية الأولى في صحافة العصر والصادرة باللغة الألمانية فقد اكتسب هرتزل شهرة خاصة عن طريقها، كما ازدادت شهرته بانتقاله إلى باريس العاصمة الفرنسية، وعاصمة الثقافة الأوروبية والعالم الغربي، ومركز التيارات الحضارية والتطورات السياسية المستجدة. وهناك تكون الوعي السياسي لهرتزل، وتنوعت معارفه وعلاقاته في أوساط المشاهير والسياسيين، وخلال هذه الفترة وبتاريخ 8 نوفمبر 1895 ألف هرتزل العاشق للمسرح مسرحية “الجيتو الجديدة”، والتي كانت تتحدث عن الأوضاع الاجتماعية للطبقة اليهودية العليا في فيينا بصفة خاصة، وعن حالة الجماعات اليهودية التي تعيش بمعزل عن المجتمعات التي يعيشون فيها بشكل عام، وذلك لما ينفرد به اليهود دون عن سائر الأمم الأخرى من عقيدة متوارثة تفرض عليهم حالة الانغلاق، والعيش بمعزل عن باقي البشر كما في “الجيتو”، الذي يصفه العديد من المفكرين بمثابة أحد مظاهر عنصرية اليهود واحتقارهم للشعوب والأقوام الأخرى، وليس كما يحاول اليهود والصهاينة أن يجعلوه مظهراً من مظاهر الظلم والقهر الواقع عليهم من الآخرين فليس لأي شعب أو جماعة أي ذنب تجاه اعتبار اليهود أنفسهم شعب الله المختار والتي انعكست واقعاً تجده واضحاً في شخصية اليهودي وبالتالي في شخصية تيودور هرتزل. وتعتبر شخصية هرتزل مثيرة للجدل فهو الشخص الذي تربى تربية خاصة وشكل تعليمه العلماني ركناً أساسياً في ثـقافته وتوجهاته الفلسفية، حتى على مستوى فهمه للمسألة اليهودية التي اعتقد في وقت من الأوقات أن حلها يجب أن يأتي من خلال اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون بها بل وعليهم أيضاً التخلي عن يهوديتهم، بعد التحرر الكبير الذي شهدته في الولايات الألمانية، شهد نظام الجيتو في أوروبا بدايات انفتاح اليهود، والتخلي عن الانغلاق في الـ “جيتو” تلك البدايات التي شجعها هرتزل ورأى فيها حلاً حقيقياً للمسألة اليهودية، ولكنه سرعان ما تراجع عنها وتحول للنقيض تماماً. فقد راح يشجع اليهود على عدم الاندماج وأنه لابد لهم من البحث عن مكان يجتمع فيه اليهود كبقية شعوب العالم فيكون لهم الحق في إقامة دولتهم الخاصة بهم أسوةً ببقية شعوب العالم المسألة التي اعتبرت حجر الأساس للفكر الصهيوني الذي ابتدعه هرتزل الذي يقول إن تحوله هذا كان لأسباب عديدة لعل أبرزها قضية درايفوس التي تابعها هرتزل شخصياً، بصفته صحفياً، كان يغطي جلسات المحكمة، وقام بنشر هذه القصة بعد عامين من وقوعها عام 1894. وملخص هذه القصة أن عاملة نظافة تعمل في السفارة الألمانية في باريس قامت بتسليم محتويات سلة مهملات إلى نائب مدير المكتب الفرنسي لمكافحة التجسس واكتشف الأخير أنها احتوت على خمس وثائق كان رجل مجهول يرغب في بيعها للسفارة الألمانية، وعند مقارنة الخطوط ثارت الشكوك بين أربعة أو خمسة ضباط، ثم تمت المقارنة بين الخطوط فوجد أن خط أحدهم وهو الكابتن اليهودي “ألفريد دريفوس” يماثل خط الوثيقة، وبناء عليه تم القبض على دريفوس، وتجريده من رتبته العسكرية وسجنه مدى الحياة. ثم في عام 1896 سلمت سلة أخرى للمخابرات الفرنسية تحتوي وثائق مماثلة لتلك التي ادُين بسببها درايفوس تدين متهماً آخر غيره، فسلمت الدولة الفرنسية التحقيق إلى نفس الضابط (نائب مدير المكتب الفرنسي الميجور هنري) الذي بدأ يدافع عن خطته ويزيف الأدلة ضد درايفوس فانتقلت القضية للصحف وانقسم المجتمع الفرنسي الذي لم يكن مهتماً بالموضوع في البداية إلى تيارين. وفي عام 1898 ثبتت براءة درايفوس من التهمة لكن الجيش رفض الاعتراف بالحكم فأصدرت محكمة عسكرية ثانية حكماً على درايفوس بالسجن لعشرة أعوام ثم صدر بحقه عفو فأفرج عنه. كان أهم ما أثر في نفس هرتزل في هذه القضية هو ما حدث أثناء انعقاد الجلسات العلنية لمحاكمة درايفوس، والتي استحوذت كما قلنا على الرأي العام الفرنسي حيث كان جمهور كبير يتابع هذه الجلسات بالحضور ومن خلال الصحف وكان هرتزل مهتماً بهذه القضية بصفته مراسلاً صحفياً مكلفاً بنقل ما يحصل فيها إلا أنه فوجئ بالكراهية والحقد الذي كان يعبر عنه الجمهور ضد درايفوس ومنه لكافة اليهود. حيث كان هرتزل يستمع في هذه الجلسات للشتائم القاسية والهتافات الصاخبة التي كان يرددها الجمهور في كافة الجلسات، والمحاكم ضد اليهود عموماً ومنها (الموت لليهود, يهود جبناء, يهودي قذر, يهودي خائن). المسألة التي أزعجت هرتزل بشكل كبيراً جداً وفي الخامس من كانون الثاني 1895 وحينما أصدرت المحكمة قرارها بالسجن المؤبد ضد درايفوس الذي خرج من المحكمة في الطريق إلى السجن وبينما كان يمر من أمام الصحفيين كان بينهم هرتزل صرخ بأعلى صوته قائلاً عليكم أن تقولوا لفرنسا كلها أنني برئ ومظلوم, وفي الوقت نفسه كانت هتافات السخرية تتصاعد بين الجماهير وشتائمهم تقال لدرايفوس واليهود عموماً. جدير بالذكر بأن محاكمة درايفوس قد أعُيدت مرتين حتى صدرت براءته نهائياً في العام 1906 وأعيد بعدها للخدمة في الجيش الفرنسي وتمت ترقيته إلى رتبة رائد ثم تدرج فأصبح من كبار الضباط الفرنسين وشارك في الحرب العالمية الأولى وقد التقى مع هرتزل الذي يَعتبر قضية درايفوس أهم منعطف تاريخي في حياته إذ أنها فتحت عيون هرتزل على حقائق لم يكن يدركها من قبل. إذ أنه كان مؤمناً بالاندماج وأن حل المسألة اليهودية لن تأتي إلا عن طريق اعتناق اليهود للمسيحية وقد صاغ فكرته هذه بطريقة أقرب للفن والمسرح منها إلى أي مجال آخر إذ تصور هرتزل أن يتم ذلك من خلال مسير جماعي لليهود في ساحة الفاتيكان وأمام البابا وقد خطط هرتزل لهذه المسألة حتى أدق تفاصيلها حتى بانت وكأنها مسرحية متكاملة لدرجة أن حاييم وايزمن أحد زعماء الصهيونية قد إعتبر هرتزل صاحب ميول كنسية. المهم أن هرتزل الذي يعتبر حادثة درايفوس كانت بمثابة نقطة التحول إذ شعر من خلالها بالعداء للسامية الذي لن يسمح لليهود بالاندماج في المجتمعات الأوروبية وبالتالي لا بد من البحث عن حل للمسألة اليهودية. وقد وجد هرتزل أن هذا الحل يتمثل في إقامة دولة خاصة باليهود عبر عنها في كتيب (الدولة اليهودية) الذي أصدره في العام 1895 أي قبل المؤتمر الصهيوني الأول بعامين والذي أصبح فيما بعد بمثابة الدليل للحركة الصهيونية أو كما يصفه البعض بالتوراة الثانية، وأن هرتزل بمثابة النبي بالنسبة لليهود.
ويصف هرتزل في مذكراته اليومية التي كتبها عن حياته الشخصية أنه حينما كتب كتاب الدولة اليهودية كان يكتب بشكل دائم وبدون توقف فيصف نفسه قائلا كنت أكتب يومياً وأنا واقف وأنا نائم وأنا جالس وأنا أسير في الطريق والقطار أينما ذهبت أو توقفت كنت أكتب حتى انتهت من كتابته ثم عرضه على أحد أصدقائه الذي عرضه على صديق آخر وهو الدكتور(نورداو) ليسمع رأيه وكان يعتقد بأنه سيتهمه بالجنون إلا أن صديقه نورداو آمن بما كتب هرتزل وشجعه على ذلك وقال له اعتبرني من الآن حليفك وداعما لك في هذا المشروع وفي مطلع العام 1896 نشر هرتزل كتابه هذا والذي كانت فكرته الاساسية قائمة على أساس منح اليهود قطعة من الأرض تكفي ليقيم عليها اليهود دولتهم ويتكلف اليهود بالباقي وتكمن أهمية الكتاب فيما يلي: إن الكتاب حول المسألة اليهودية من مسألة خاصة إلي قضية سياسية اهتمت بها دول العالم. حول الكتاب قضية اليهود من جماعات منعزلة ومنطوية إلي قضية شعب كامل. اعتبر الكتاب بمثابة دليل عملي للحركة الصهيونية التي تمكنت من تنفيذ المشروع بعد موت هرتزل بسنوات. سخر هرتزل المرحلة الأخيرة من حياته في خدمة اليهود وفرض نفسه زعيما لهم، وقد حقق لذاته شهرة كبيرة استمرت حتى بعد موته، ولكن هرتزل نفسه يعتقد أنه قد فشل في تحقيق طموحه فكتب عن نفسه في مذكراته يقول “يحدث أحياناً للرجل الفذ أن يوزع نشاطه على عدة حقول، وإذ به لا يجد نفسه مشهوراً إلا في الحقل الذي لا يتلاءم مع أعماق شخصيته, على سبيل المثال فأنا أجد نفسي في الحقل الذي لم أنجز فيه شيئاً على الصعيد الفكري فما قمت به كان مجرد مهارة سياسية عادية وقد دانت لي الشهرة العالمية في المسألة اليهودية وكأنني مروج دعائي, وأنا ككاتب وتحديداً ككاتب مسرحي لا شيء وأقل من لا شيء، فالناس يقولون عني فقط إنني صحفي جيد ومع ذلك فأنا أشعر وأعرف أنني كنت كاتباً ذا قدرة كبيرة إلا أن هذا الكاتب لم يستنفذ قدراته، لأنه لم يلق تشجيعاً ولأنه شعر بالاشمئزاز. إلا أن قول هرتزل هذا يجافي الحقيقة حسب آراء النقاد الذين يصنفون آثاره الأدبية في خانة الأدب العادي، كما ويعتقدون أن التواضع الذي يظهره هرتزل لما قام به وأنجزه في مجال السياسة هي مسألة مفاجئة وتتعارض كذلك مع ما يقوله هرتزل نفسه في مذكراته عن قدراته وملكاته الخاصة التي تضج بالغرور والأنا والمبالغ به بالذات ولعل كتابه “الدولة اليهودية” يشهد على ذلك. وفي عام 1889، تزوج هرتزل من جولي نتشاور وكانت من أسرة ثرية، وكان هرتزل يأمل أن يحل من خلالها بعض مشاكله المالية ولكن الزواج لم يكن موفقاً بسبب ارتباط هرتزل الشديد بأمه التي غذت أحلامه، فقد قامت نشأته على تصوُّر من ينتدب نفسه لتحقيق عظائم الأمور، ويحلم بأنه صاحب رسالة في الحياة. ومما عقد الأمور عدم حماس الزوجة للتطلعات الصهيونية لدى زوجها ولعل مشاكل هرتزل الجنسية لعبت دوراً في ذلك، إذ يبدو أنه أصيب بمرض سري فتنقل في عدة مصحات للاستشفاء من هذا المرض. لم يتعلم تيودور هرتزل العبرية في حياته ولم يزر فلسطين، ولكنه مع ذلك المؤسس الحقيقي لدولة اليهود في فلسطين . ويشبه موقعه في الفكر الصهيوني والعمل السياسي والعسكري لإقامة دولة إسرائيل موقع ماركس في الشيوعية ، فهو الذي نظم المؤتمر الصهيوني الشهير في بازل بسويسرا عام 1897، ورأس المنظمة الصهيونية العالمية التي انبثقت عن المؤتمر حتى وفاته عام 1904. عمل هرتزل مراسلا لصحيفة “فيينا ني وفري بريسيه” في باريس بين عامي 1891 و 1895 حيث كتب عن ضرورة وجود دولة عصرية يهودية كحل لمشكلة اليهود في العالم، وأصدر في ذلك كتابه الشهير “دولة اليهود محاولة لحل عصري للمسألة اليهودي” وخلاصة الكتاب أنه طالما بقي اليهود في أوروبا الرأسمالية فإنهم سيتعرضون للاضطهاد المستمر بسبب منافستهم الاقتصادية لأوروبا، والحل الأمثل كما يتصور هرتزل هو إقامة دولة لهم في فلسطين. ومات هيرتزل سنة 1904 في بلدة أولاخ بالمجر، ونقلت رفاته إلى فلسطين سنة 1949 وكانت العقبة الأولي أمام اليهود بعد وفاة “هرتزل” تدور حول اختيار خليفة له وكان هناك الصهاينة الروس (العمليون) بزعامة “مناحيم أوسشكين” أقوى المعارضين لدبلوماسية هيرتزل العلنية والسرية، وكانوا يرون أفضلية التوجه نحو السياسة العملية وعدم إضاعة الوقت في مفاوضات قبل الأوان. وكان في المقابل الصهاينة الغربيون ويرون أن القيادة يجب أن تكون في يدهم لقدرتهم في إنضاج العلاقة مع الغرب وكان من الطبيعي أن يرث في المؤتمر السابع الزعامة “ماكس نوردو” وهو الوارث الطبيعي لهرتزل، غير أن نوردو هو الذي تخلى عن الرئاسة. وتمت التسوية بين أنصار الصهيونية السياسية وأنصار الصهيونية العملية بأن جاءت القيادة من ستة أعضاء نصفهما من “السياسيين” ونصفهما من “العمليين” برئاسة “وولفسون”، وكان “وولفسون” من أنصار هرتزل وكان يعمل جاهداً لتقليده وكان هرتزل مثله الأعلى، إلا أنه كان يفتقر إلى شخصية هرتزل وإلي قدراته التنظيمية. ولم يترك هيرتزل، بعد وفاته، الكثيرين من المعجبين به، أو حزباً ملتزماً بخطه السياسي ومتأثراً بآرائه، ولم تحرز الصهيونية خلال عهده أي إنجاز سياسي عملي، غير أن المؤسسات الصهيونية، التي كان ظهوره العامل الأول في إقامتها من جهة، ثم تبلورت نظريات وسياسات صهيونية أخرى، سرعان ما أفرزت تنظيمات مستقلة تلتف حولها من جهة أخرى، خلقت أوضاعاً جديدة، وفجرت طاقات صهيونية، لاشك أنها لم تخطر على بال هيرتزل عندما أعلن عن افتتاح مشروعه الصهيوني، وقد نمت تلك المؤسسات، وتطورت وتشعبت ولعبت أدواراً مهمة، بشكل يصعب معه تصور قيام أي نشاط صهيوني بعد وفاة هيرتزل، أو استمراره دون وجود تلك المؤسسات، بصيغتها المختلفة. وقد اختفى أيضاً نسل هرتزل نهائياً، فكبرى بناته بولين (1890 ـ 1930) كانت مختلة عقلياً وطُلِّقت من زوجها وأصبحت صائدة للرجال ومدمنة للمخدرات أما أخوها هانز (1891 -1930) الذي لم يختن طيلة حياته، مخالفة للتعاليم اليهودية، فقد أصيب بخلل نفسي واكتئاب شديد ثم تَحوَّل إلى المسيحية وانتحر يوم وفاة أخته, أما الابنة الصغرى فقد ترددت على كثير من المصحات حتى ماتت عام 1936. وقد نشأ ابنها ـ وحفيد هرتزل الوحيد ـ في إنجلترا حيث غيَّر اسمه من نيومان (اسم ذو نكهة يهودية) إلى نورمان (اسم ذو نكهة أنجلو ساكسـونية)، وكان يعـمل ضابطاً في الجيش الإنجليزي وبعد أن ترك الخدمة عُيِّن مستشاراً اقتصادياً للبعثة البريطانية في واشنطن حيث انتحر بأن ألقى بنفسه من أعلى كوبري في النهر. وأخيراً يمكن القول إنه على الرغم من أن هرتزل قد أسس وتزعم الحركة الصهيونية صاحبة مشروع ومؤسسة دولة إسرائيل، التي تعتبر أهم ما حققته الصهيونية منذ تأسيسها، رغم ذلك إلا أن هذا الأمر ما كان له ليحدث لولا توفر عوامل خارجية ليس لليهود أو لهرتزل علاقة مباشرة بها وهي الظروف الدولية التي استغلها اليهود وفي مقدمتهم هرتزل نفسه، الذي لولاه فعلاً لما كانت الصهيونية. ولكن في المقابل لولا توفر الظروف الدولية التي عاصرها هرتزل لم تكن حقيقية لا من إنشاء الحركة الصهيونية ولا من إقامة دولة إسرائيل التي دعا لقيامها في كتابه “الدولة اليهودية”. ولكن هذا لا يسقط بالمطلق صفة الزعامة عن هرتزل، الذي لا زال أتباعه وغالبية اليهود ينظرون له باحترام شديد، ويرجعون له الفضل في قيام دولة اليهود على أرض فلسطين. ولعل قيام النمسا باحتفال سنوي في ذكرى يوم وفاة هرتزل وقيامها مؤخراً بتسمية ميدان آخر بإسمه هو إقرار آخر من غير اليهود بعبقرية وزعامة هذا الرجل الذي ترك بصمة في التاريخ ستخلده وبدون شك ما دام هذا التاريخ يكتب بأقلام صهيونية. ولكن ما إن يتحرر التاريخ والفكر الإنساني من سطوة الصهيونية سيجد هرتزل وأتباعه مكانهم الطبيعي بين هؤلاء الذين ارتكبوا الجرائم بحق البشرية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:32 am
إن مجلس الأمن، إذ يذكر قراري الجمعية العامة رقم 2253 ( الدورة الاستثنائية الطارئة -5) الصادر في 4 تموز يوليو 1967، والقرار رقم 2254 (الدورة الاستثنائية الطائرة -5) الصادر في 14 تموز (يوليو) 1967، وقد نظر في كتاب ممثل الأردن الدائم رقم (s/8560)، بشأن الوضع في القدس، وتقرير الأمين العام رقم(s/8146) وقد استمع إلى البيانات التي ألقيت في المجلس، وإذ يلاحظ أن “إسرائيل” اتخذت، منذ تبني القرارات المذكورة أعلاه، المزيد من الإجراءات والأعمال التي تتنافى مع هذه القرارات، وإذ يذكر الحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل وإذ يؤكد من جديد رفضه الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري،
[list=decimal] [*]يشجب فشل “إسرائيل” في الامتثال لقرارات الجمعية العامة المذكورة أعلاه. [*]يعتبر أن جميع الإجراءات الإدارية والتشريعية وجميع الأعمال التي قامت بها “إسرائيل” بما في ذلك مصادرة الأراضي والأملاك التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في الوضع القانوني للقدس، هي إجراءات باطلة، ولا يمكن أن تغير في وضع القدس. [*]يدعو “إسرائيل” بإلحاح، إلى أن تبطل هذه الإجراءات، وأن تمتنع فوراً من القيام بأي عمل آخر من شأنه أن يغير في وضع القدس. [*]يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً إلى مجلس ألأمن بشأن تنفيذ هذا القرار. [/list] تبنى المجلس هذا القرار، في جلسته رقم 1426، بـ 13صوتاً مقابل لا شيء وامتناع 2 كالآتي : مع القرار:
الجزائر، البرازيل، الصين، الدانمارك، الحبشة، فرنسا، هنغاريا، الهند، باكستان، بارغواي، سنغال، المملكة المتحدة، الاتحاد السوفيتي. ضد القرار:
امتناع: كندا، الولايات المتحدة الأمريكية.
قرار رقم 271 (1969) بتاريخ 15 أيلول (سبتمبر) 1969
إدانة “إسرائيل” لتدنيس المسجد الأقصى ودعوتها إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس.
إن مجلس الأمن، إذ يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى المقدس في القدس يوم 21 آب (أغسطس) 1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي،وإذ يدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية، وقد استمع إلى البيانات التي ألقيت في المجلس والتي تعكس الغضب العالمي الذي سببه عمل التدنيس في احد أكثر معابد الإنسانية قداسة، وإذ يذكر قراريه رقم 252 (1968) الصادر في 21 أيار (مايو) 1968، ورقم 267 (1969) الصادر في 3 تموز (يوليو) 1969، والقرارين السابقين للجمعية العامة رقم 2253 ( الدورة الاستثنائية الطارئة -5) الصادر في 4 تموز (يوليو) 1967، ورقم 2245 (الدورة الاستثنائية الطارئة -5) الصادر في 14 تموز (يوليو) 1967 وجميعها تتعلق بإجراءات اتخذتها “إسرائيل” تؤثر في وضع مدينة القدس. وإذ يؤكد مبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري،
[list=decimal] [*]يؤكد القرار رقم 252 (1968) والقرار 267 (1969). [*]ويعترف بأن أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس وأن أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا يمكن أن بهدد بحدة الأمن والسلام الدوليين. [*]يقرر أن العمل المقيت لتدنيس المسجد الأقصى يؤكد الحاجة الملحة إلى أن تمتنع “إسرائيل” من خرق القرارات المذكورة أعلاه، وأن تبطل جميع الإجراءات والأعمال التي اتخذتها لتغيير وضع القدس. [*]يدعو “إسرائيل” التقيد بدقة بنصوص اتفاقية جنيف، وبالقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري، كما يدعوها إلى الامتناع من إعاقة المجلس الإسلامي الأعلى في القدس عن القيام بمهمات، بما في ذلك أي تعاون يطلبه ذلك المجلس من دول أكثرية شعوبها من المسلمين أو مجتمعات إسلامية بما يتعلق بخططها من أجل صيانة وإصلاح والأماكن الإسلامية المقدسة في القدس. [*]يدين فشل “إسرائيل” في الالتزام بالقرارات المذكورة أعلاه، ويدعوها إلى تنفيذ نصوص هذه القرارات . [*]يكرر تأكيد الفقرة التنفيذية السابعة من القرار رقم 267 (1969)، القائلة إنه في حال إجابة “إسرائيل” سلباً أو في حال عدم إجابتها على الإطلاق، سيعود مجلس الأمن إلى الاجتماع دون عائق لينظر في الخطوات التي يمكن أن تتخذها في هذا الشأن. [*]يطلب من الأمين العام أن يتابع عن كثب تنفيذ هذا القرار، وأن يقدم تقريراً إلى مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن. [/list] تبنى المجلس هذا القرار، في جلسته رقم 1512، ب 11 صوتاً مقابل لا شيء وامتناع 4 كالآتي: مع القرار:
الجزائر، الصين ، فرنسا، هنغاريا، نيبال، باكستان، سنغال، اسبانيا، المملكة المتحدة، الاتحاد السوفيتي، زامبيا. ضد القرار:
امتناع: كولومبيا، فنلندا، بارغواي، الولايات المتحدة الأميركية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:32 am
"التصعيد" ردا على يهودية إسرائيل
يرى مثقفون من فلسطينيي الداخل أن ذكرى النكبة هي الوجه الآخر لاستقلال إسرائيل، وإحياؤها المتصاعد هو رد على مشاريع "يهودية الدولة". كما يرون إحياء الذكرى المتزايد في الداخل تعبيرا عن رغبة في العودة لعام 1948 بصفته المربع الأول كشرط ضروري للحصول على الحقوق وتقاسم الموارد المادية والروحية بشكل عادل.
عزيز حيدر: إحياء النكبة رد على أوسلو (الجزيرة)
وبلغت فعاليات إحياء ذكرى النكبة هذا العام ذروتها بمسيرة عودة حاشدة لقرية لوبية المهجرة بقضاء طبريا قبل أيام. يشار إلى أن لجنة الدفاع عن المهجرين في إسرائيل (لاجئون داخل الوطن ويعدون نحو ربع مليون نسمة) ترعى هذه المسيرة التقليدية منذ 1996 تحت شعار "يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا". لذا يوضح أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية البروفيسور عزيز حيدر أن إحياء ذكرى النكبة وفتح ملفات 1948 جاء ردا على اتفاقية أوسلو عام 1993 التي أهملت فلسطينيي الداخل وأقصتهم من الحل الوطني. ويعتبر أن تصعيد فلسطينيي الداخل فعاليات ذكرى النكبة بالداخل هو احتجاج على التطرف اليميني في إسرائيل، والإصرار على جعل إسرائيل دولة يهودية بل دولة لليهود وعلى عرقلة المفاوضات وتضييق الخناق عليهم. وردا على سؤال بشأن إصرار اليمين الإسرائيلي على تثبيت شرعية مفهوم يهودية إسرائيل عبر التشريعات في هذه الظروف وبعد 66 عاما من إقامتها، يرى حيدر بذلك تعبيرا عن خوف وقلة ثقة في الذات.
علاء حليحل يلفت إلى الزخم الشبابي في اراضي 48 (الجزيرة)
ويتابع "ترى إسرائيل في التطور الاقتصادي لفلسطينيي الداخل لجانب نشاطهم السياسي وارتباطاتهم العربية خطراً على صبغتها إضافة إلى الخطر الديمغرافي". [b][b]عدم ثقة ويتفق مع حيدر الكاتب الصحفي غازي أبو ريا الذي يفسر الإصرار الإسرائيلي على يهودية الدولة باهتزاز شرعية المشروع الصهيوني الذي أنتج النكبة الفلسطينية.[/b] [b]ويقول إن اليمين يريد شرعية من العالم والعرب تبرئه من أية مسؤولية أخلاقية عن ضحاياه.[/b] [b]كما يربط بين هذا الإصرار وبين تهيئة مناخ شرعي وأخلاقي بغطاء عربي ودولي لحل مستقبلي لـ"المشكلة الديمغرافية" المتعلقة بالعرب مواطني إسرائيل.[/b] [b]ويتابع "هذه التوجهات المتشددة دفعت فلسطينيي الداخل للعودة للمربع الأول وللنكبة للانطلاق منها بحثا عن حل للتمييز العنصري ضدهم ومن خلال تقاسم عادل للموارد المادية والروحية في البلاد".[/b] [b][b]سيطرة اليمين ويلاحظ الكاتب علاء حليحل أنّ إحياء ذكرى النكبة، سنة بعد أخرى، يأخذ زخما شبابيًا بفعل تأثير الحركات الشبابية في كل أرجاء فلسطين التاريخية، وبالذات في مناطق الـ48.[/b][/b] [/b]
نادرة كفيوركيان: الفصل العنصري يحث علىالعودة للنكبة(الجزيرة)
[b][b]ويوضح حليحل أن ذكرى النكبة تزداد "شبابًا" مع الوقت، وهذا ما يخيف السلطات الإسرائيلية ويفسّر زيادة في حملة ملاحقاتها للناشطين.[/b] [b]بالمقابل يشير حليحل أيضا إلى دور تحركات يمينية محمومة بشأن يهودية الدولة. ويعتبر أن يهودية الدولة تستخدم كورقة مفاوضات سطحية ليس إلا، لكنها في الوقت نفسه هي انعكاس لسيطرة نهج يميني ديني استيطاني على إسرائيل.[/b] [b][b]جوهر الصهيونية بيد أن أستاذة علم الإجرام نادرة كفيوركيان ترى في مشاريع يهودية الدولة استمرارا لنهج الحركة الصهيونية في سلبها المتراكم للأرض والحياة وإمعانها في تجزئة العائلات الفلسطينية.[/b][/b] [b]وتقول إن إحياء ذكرى النكبة بزخم متزايد يعكس قناعة تتبلور لدى الفلسطينيين بالداخل بأنه لا مفر من العودة للنكبة والتشخيص السليم للصراع. وتتابع "لا شك أن حالة الفصل العنصري الإسرائيلي ومخططات التهويد تشجع على العودة للنكبة".
[/b] بيت نتيف قاومت ثم سقطت
[b][/b] عبد المجيد أبو سرور ما زال يحتفظ بمفتاح منزل أسرته ببيت نتيف( الجزيرة)
ميرفت صادق- بيت لحم
على باب دكان قديم في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية يجلس عبد المجيد أبو سرور منذ عقود. وفي كل عام يروي لزوار المخيم قصة تهجير عائلته من قرية بيت نتيف في نكبة عام 1948، ويشير إلى عائلات أخرى رافقتهم في المأساة ذاتها من قرى القبو وعلار ورأس عمار وغيرها. ولد أبو سرور عام (1933) لعائلة تعمل في الزراعة -كما أغلب أهالي بيت نتيف- شمال غرب الخليل، ولم يكن غادر طفولته عندما بدأت هجمات العصابات الصهيونية على أطراف قريته والمنطقة المعروفة بقرى العرقوب جنوب بيت لحم. ويتذكر أبو سرور حينها كيف حمل شقيقه الأكبر "محمد" مع نحو خمسين شابا من القرية السلاح البسيط وخرجوا للقتال على مدار شهور حتى هُجرت القرية في نوفمبر/ تشرين الأول عام 1948، واستشهد عدد من مقاتليها بينهم شقيقه. [/b] "يقول أبو سرور إن البلاد لم تسقط بسبب تقاعس أبنائها، بل بسبب المؤامرة الكبيرة على أرضها وإضعاف الانتداب البريطاني سكانها بفعل الضرائب وما سميت "بالجردة" حتى أعدموا الناس فقرا" يقول أبو سرور إن البلاد لم تسقط بسبب تقاعس أبنائها، بل بسبب المؤامرة الكبيرة على أرضها وإضعاف الانتداب البريطاني سكانها بفعل الضرائب وما سميت "بالجردة" حتى أعدموا الناس فقرا. ويضيف إلى ذلك ضعف الإسناد العربي، إذ يقول "فرق عسكرية عربية كبيرة وصلت منطقتنا حينها ولكنها لم تفعل شيئا". ليلة التهجير يذكر أبو سرور ليلة التهجير "حوالي الساعة الثانية ليلا وبعد مقاومة طويلة احتل اليهود القرى القريبة منا، فهربنا أطفالا ونساء باتجاه منطقة واد فوكين غربي البلدة، وهناك مكثنا أسبوعا، ثم عدنا متسللين لتفقد المسنين الذين خلفناهم وراءنا، وعندها اجتاحت العصابات الصهيونية قريتنا وهدمت كافة بيوتها". ويضيف "كنا نسمع أصوات الانفجارات، ونرى بيوتنا تهدم ونحن هاربين من الموت على مشارفها". وبعد النكبة، أقام الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض القرية -التي كانت تشتهر بزراعة الفواكه وأشجار الزيتون- مستعمرة "نتيف هالامده"، وفي عام 1950 أقاموا مستعمرة "زانوح" على موقع خربة زانوح بأطراف القرية، وعام 1958 أقاموا على أراضيها أيضا مستعمرة "إفيعيز". في هذه الأثناء، لجأت عائلة أبو سرور وأهالي بيت نتيف إلى مناطق بيت لحم، لكن كما قال الرجل "وجدنا الناس الذين لجأنا إليهم فقراء معدمين مثلنا، كنا قد خرجنا جميعا من عهد الانتداب البريطاني في حالة فقر وإنهاك شديدة".
"تزوج أبو سرور عام 1957 من ابنة عمه وأنجب منها 11 ابنا، وعاد أهالي المخيم اللاجئون ليعيشوا النكبة مرة أخرى عند احتلال الضفة الغربية عام 1967" وأضاف "كنا سبعة أخوة وفرقتنا النكبة، أكبرنا استشهد في بيت نتيف قبل خروجنا مع عشرة رجال من عائلة أبو سرور وحدها، والثاني "عبد الحميد" استشهد لاحقا في غارة إسرائيلية استهدفت مقرا للجبهة الشعبية في بيروت عام 1982 ودفن بمخيم اليرموك في سوريا". يقول أبو سرور إن أكثر صورة يتذكرها من النكبة، مشهد خيام الصليب الأحمر المتطايرة في مطر الشتاء وخروج الناس في العراء والبرد، إلى أن قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بناء غرفة لكل عائلة، ورحلنا إلى مخيم عايدة. تزوج أبو سرور عام 1957 من ابنة عمه وأنجب منها 11 ابنا، وعاد أهالي المخيم اللاجئون ليعيشوا النكبة مرة أخرى عند احتلال الضفة الغربية عام 1967. توزع السكان ويروي أبو سرور كيف توزع أهالي قريته الذين تجاوزوا وقت النكبة ثلاثة آلاف نسمة على مناطق بيت لحم والخليل، بينما هرب الباقون وأكثر من نصف مخيم عايدة إلى الأردن وسوريا خوفا من الحرب. يصمت أبو سرور رغم ابتسامته الدائمة، وينظر إلى مفتاح قديم علقه على حائط بقالته، ويضيف "كان أبي يملك أكثر من خمسين دونما في قريتنا، اليوم نعيش في أمتار قليلة مستأجرة لوكالة الغوث ولا نملك شيئا". ورغم واقع اللجوء المرير، يقول "عمري جاوز الثمانين عاما، وحتى الآن أعيش وأبنائي وأحفادي على قناعة بالعودة الحتمية إلى بيت نتيف. كل إنسان لاجئ يعيش حالة اشتياق لدياره، لأنه يولد ويكبر ويموت وهو يعرف أن تلك هي بلده، وأن اللجوء في المخيم حالة مؤقتة".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:33 am
أرضه أمامه .. ولا يستطيع لمسها
أبو سعادة بكى على أرض يفلحها الإسرائيليون أمام ناظريه( الجزيرة) أحمد فياض-غزة
لم تفارق موجات البكاء والنحيب وجنتي المسن سالم أبو سعادة وهو يقص حكاية تهجيره عن أرضه، التي لا يفصله عنها سوى بضع مئات المترات وشريط حدودي شائك مزود بأحداث تقنيات المراقبة، ومن خلفه قباب عسكرية تطلق النار أوتوماتيكيا على كل فلسطيني يحاول الاقتراب من ذلك الشريط. وبكلمات نابعة من قلب مسن متألم ومتحسر على أرضه التي يفلحها الإسرائيليون أمام ناظره، أخذ الثمانيني أبو سعادة القاطن في بلدة بني سهيلا جنوب شرق قطاع غزة يروي تفاصيل تهجيره عن أرضه ومحاولاته عودته المتكررة إليها خلسة ليلا ونهله من خيراتها إلى أن أطبق الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على حدود قطاع غزة خلال سنوات الستينات. ولم تغب عن ذاكرة أبو سعادة الحية والقوية النابضة بأدق التفاصيل المتعلقة بأرضه وحدودها ومن جاورها في منطقة (سروال) حكايات التضحية والفداء ومحاولات الذود عنها، والكثير من التفاصيل العاقلة في ذهن رجل متفتق حسرة على أرضه الواقعة على مرمى حجر منه، ولا يستطيع الاقتراب منها. قسوة ومضاضة ولعل مشاهد فلاحة أرض أبو سعادة من قبل الإسرائيليين أمام ناظره من أكثر المشاهد قسوة ومضاضة على نفسه، فلا يجد سبيلا للتخفيف عن حاله سوى البكاء وحرمان نفسه من النوم، متذكرا غيابه الطويل عن أرضه بعد أن بلغ من العمر عتيا، وكل ما يتمانه تقبيل ترابها قبل أن توافيه المنية.
محمد أبو شمالة بكى على أطلال بلدته(الجزيرة)
قصة تعلق المسن أبو سعادة بأرضه التي سردت الجزيرة نت جانبا منها، هي حكاية كل فلسطيني هُجر من بلدته في داخل فلسطين وعاصر تفاصيل نكبتها، تكويه نار شوقه إليها، رغم قربه منها وعجزه عن الذود عنها وهو يرى غاصبها يفلح فيها ويغير معالهما ويلحق الأذى بمقابرها ومساجدها. وكما كان للمسن أبو سعادة حكايته مع أرضه المسلوبة، فإن للمسن محمد أبو شمالة البالغ من العمر 88 عاما حكاية أخرى مع تجدد الألم والحصرة عندما تمكن من زيارة بلدته (بيت دراس) القريبة من قطاع غزة قبل عشرة أعوام. فالرجل الذي حمل السلاح للدفاع عن بلدته عندما هاجمتها العصابات الصهيونية مرتين قبل أن يجبر على الرحيل عنها صوب مخيم جباليا للاجئين لا تزال مشاهد التشريد والقتل والمطارة حية في تفاصيل حديثه. بكاء ويروي الرجل كيف بدأ يبكي على أطلال بلدته المدمرة التي لم يتبقى منها إلا المقبرة وبعض بساتين الحمضيات، فيما علامات حدود أرض عائلته لا تزال واضحة المعالم، لكن بستان الحمضيات فيها استبدل ببستان خوخ. وذكر للجزيرة نت كيف أقبل باكيا على بلدته يبحث عن أجزاء اندثرت منها، ولم يعد لها أثر وحل محلها حظائر للأبقار، شارحا كيف غيبت شوارع ودورب القرية وما طرأ عليها من شوارع جديدة.
زقوت (92ما) كان يزرع أرضه قمحا(الجزيرة)
وتابع " ولكن ما زاد قهري وحزني عندما لاحظت اليهود يقومون بري أرض عائلتي، وحينها شعرت وكأن أرضي تناديني وتدعوني لتخليصها من الأغراب اللذين استوطنوها". أما المسن عبد الحميد زقوت البالغ من العمر 92 عاما والذي حظي بالمرور من جانب بلدته "أسدود" قبل 27 عاما، فأكد أن لم يلحظ من معالم بلدته التي لم تسنح له الفرصة بالوقوف على أرضها منذ النكبة سوى المسجد والمقهى. وأوضح أنه رغم تحول الأرض التي كان يزرعها بالقمح إلى كروم لوزيات إلى أن مرروه من جانبها أعادت إليه ذكرى الصبى وعبق نمط الحياة فيها قبل النكبة ومواسم زراعتها وفلاحتها ومبادلة الناس المحاصيل الزراعية بعضها ببعض. ورفض المسن زقوت التعقيب على ما انتابه من شعور وهو يرى بعض المحتلين اليهود يفلحون في أرض بلدته، واكتفى بالقول ودموعه تنهمر من عينيه "ماذا يمكنني أن أقول وعدوي يفلح فيها وأنا أنظر إليها؟".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:34 am
إحصاءات ما بعد النكبة
مسيرة لفسطينيين من أراضي 48 إلى موقع قرية لوبية المهجرة( الجزيرة)
عوض الرجوب-الخليل
تضاعف عدد الفلسطينيين منذ أن حلت بهم النكبة عام 1948 بنحو ثمانية أضعاف ونصف الضعف رغم كل عمليات التطهير العرقي والإحلال التي اتبعها الاحتلال بحقهم. وتفيد معطيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عشية الذكرى السنوية الـ66 للنكبة بأن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.4 مليون نسمة، في حين قُدر نهاية 2013 بحوالي 11.8 مليون نسمة، أي أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8.4 مرات منذ أحداث نكبة 1948.
"قول الإحصاء الفلسطيني إن أحداث النكبة شردت نحو ثمانمائة ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل." ويحيي الفلسطينيون بفعاليات تعم فلسطين والشتات في 15 مايو/أيار من كل عام الذكرى السنوية للنكبة، التي خلفت عملية تهجير قسري وقتل توجت بإعلان قيام إسرائيل. ووفق المعطيات، فإن عدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) بلغ نهاية عام 2013 حوالي 5.9 ملايين نسمة. وفي المقابل، ذكرت معطيات جهاز الإحصاء الإسرائيلي أن عدد سكان إسرائيل يبلغ ثمانية ملايين و180 ألفا، يشكل اليهود 75% منهم، في حين يشكل العرب من المسلمين والمسيحيين والدروز مليونا و694 ألفا. تهجير ولجوء ويقول الإحصاء الفلسطيني -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن أحداث النكبة شردت نحو ثمانمائة ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1.300 قرية ومدينة فلسطينية. ويضيف أن الإسرائيليين سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من سبعين مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، وأدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
"تظهر المعطيات أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل اليوم 44.2%، في حين بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من يناير/كانون الثاني 2013 حوالي 5.35 ملايين لاجئ فلسطيني." وتظهر المعطيات أن عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 يقدر بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين قدر عددهم اليوم في الذكرى الـ66 للنكبة بحوالي 1.43 مليون نسمة، في ما قدر عدد السكان داخل فلسطين بحوالي 4.5 ملايين نسمة في نهاية عام 2013، منهم 2.8 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.7 مليون في قطاع غزة. ومن جانب آخر، بلغ عدد السكان في محافظة القدس حوالي 408 آلاف نسمة. وتظهر المعطيات أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل اليوم 44.2%، في حين بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من يناير/كانون الثاني 2013 حوالي 5.35 ملايين لاجئ فلسطيني، وهو ما يمثل -حسب الإحصاء- الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين. الاستيطان والقدس أما عن المستوطنات، فتفيد المعطيات بأن الأغلبية العظمى من المستوطنين يقيمون في القدس بغرض تهويدها، حيث بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية 482 موقعا في نهاية 2013. وفي المقابل، بلغ عدد المستوطنين في الضفة 563.546 مستوطنا نهاية عام 2012. ويتضح من البيانات أن 49.2% من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس، بينما تشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني. وتؤكد الإحصائيات أن إسرائيل تستغل أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي من مساحة فلسطين التاريخية، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي. أما عن نسبة المياه التي يحصل عليها الفلسطينيون من مياه الأحواض الجوفية في الضفة الغربية فلا تتجاوز 15% من مجموع المياه المستغلة منها, في حين يحصل الاحتلال الإسرائيلي على ما يزيد على 85% من مياه الأحواض ذاتها، ناهيك عن أن الفلسطينيين محرومون من الوصول إلى مياههم في نهر الأردن منذ عام 1967.
بين الأمل واليأس من حق العودة
أبو أحمد الصالحاني متشائم تجاه تحقق العودة ( الجزيرة)جهاد أبو العيس-بيروت لا يكترث اللاجئ الفلسطيني الثمانيني في مخيم شاتيلا أبو أحمد الصالحاني كثيرا بمنتقديه حول فقدانه الأمل في العودة لمدينته عكا في ما تبقى من سني عمره، فهو يصر على الإبقاء على لفظ "الحلم" كمفردة تدلل على الواقع الفعلي للعودة التي برأيه لن تتحول إلى حقيقة. ويؤكد الرجل -المحتفظ بكثير من صور ومعاناة رحلة التهجير- أن مصطلح "النكبة" الذي كانت سببه إسرائيل قبل 66 عاما لم يعد هو الماثل في الذهنية اليوم، "الآن لدينا نكبات وقعت علينا من بني جلدتنا، الفلسطينيون كرروا نكبتهم مرارا بعد نكبة عام 48". ويرى الصالحاني أن العودة ممكنة فقط -برأيه- في ظل أنظمة عربية وإسلامية مختلفة عن تلك القائمة، مذكرا -بحرقة- كيف أسهمت أنظمة عربية في كتابة نكبات جديدة بحق الفلسطينيين "سواء بالقتل والتهجير أو التضييق والشيطنة". فقدان الثقة وأعرب عن فقد شرائح واسعة في الشتات الفلسطيني الثقة في مسار كثير من فصائل العمل الفلسطيني ممن غيّرت "من وجهة بوصلة العودة"، على حد تعبيره. ورغم إيمانه بجدوى مسار المقاومة لحفظ حق العودة، فإنه أشفق على هذا المسار الذي قال إنه اليوم ضعيف بإمكانياته وساحاته لكونه محاطا بما أسماه بـ"ذئاب الغابة".
"كان لافتا ارتفاع منسوب الأمل بالعودة لدى الشابين أحمد عبد الهادي ومحمد شرقية، رغم عمرهما اليافع وولادتهما في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين بلبنان، ودون حملهما أيا من ذكريات الحاج أبو أحمد الصالحاني." في المقابل، كان لافتا ارتفاع منسوب الأمل بالعودة لدى الشابين أحمد عبد الهادي ومحمد شرقية، رغم عمرهما اليافع وولادتهما في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين بلبنان، ودون حملهما أيا من ذكريات الحاج أبو أحمد الصالحاني. فأحمد (15 عاما) يرى أن لغة المستحيل بالعودة يجب أن تزاح، وقال إن تشاؤم "الحاج الصالحاني" مبرر في ظل المآسي التي عاشها جيلهم، ومنها التهجير والمجازر والحرب الأهلية. ويرى محمد (14 عاما) أن ما يراه من الفصائل بخصوص التوعية بحق العودة ليس ملاحظا، مشيرا إلى جملة من الفعاليات والمظاهر الفلسطينية التي يقوم عليها الفصيلان الأكبر (فتح وحماس) في المخيمات، والتي تذكّر بالعودة ووجوب العمل لها. وأعربا للجزيرة نت عن خيبة أملهما في دعم الدول العربية لحقهما بالعودة لديارهم التي هُجّر منها آباؤهم، مستذكرين حجم التضييق الممنهج على شرائح اللاجئين في الدول العربية. تغير المفهوم من جهته، اعتبر المسؤول السياسي بحركة حماس في مخيم شاتيلا فؤاد عابد أن مفهوم النكبة تغير في الذهنية الفلسطينية بالنظر لتعدد النكبات التي حلت بالشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن مخططا بات ينفذ "لتيئيس" الفلسطينيين من حق العودة. وأقر عابد بتمدد الشرائح التي تسرب إليها مفهوم اليأس من العودة، حيث جرى تحويل مفهوم النكبة الكبير بمفهومه الشامل لـ"نكبات صغيرة من قبيل نكبة التعليم والصحة والحقوق المعاشية والسفر والعمل". لكنه شدّد على أن حلم العودة ما يزال راقدا في النفوس مدللا على ذلك باستشهاد الشبان الفلسطينيين بذكرى النكبة على الحدود قبل سنوات. ولفت إلى لعب بعض الفصائل دورا في دفع اللاجئين للانفضاض عنها وعن شعاراتها بعد تورط بعضها في النزاع في سوريا، وما صدر عن قيادات بعضها مؤخرا من لغة تخوين واتهام دفعت للتساؤل عن دورها وحضورها كقامات سياسية فلسطينية ينظر إليها على أنها تحمل مشروع تحرير وعودة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 10:34 am
[list=posts]
[*]
اقتباس :
حق العودة بين الشطب و"إعادة التعريف"
ملصقات في رام الله تحث على التمسك بحق العودة ( الجزيرة)عوض الرجوب-الخليل
يُعد ملف اللاجئين الفلسطينيين واحدا من أهم ملفات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وأكثرها تعقيدا لتباعد موقفي الطرفين إزاء هذا الملف، ورفضهما الحلول التي قدمتها الإدارة الأميركية. وبينما يتمسك الفلسطينيون بحل قضية اللاجئين على أساس القرار الدولي 194 مع حفظ حق كل لاجئ في تقرير مصيره، ترفض إسرائيل عودة أي لاجئ فلسطيني إلى الأراضي المحتلة عام 1948، بينما يرى قانونيون أنه لا ولاية قانونية لفلسطين على هؤلاء اللاجئين. وتعرف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) اللاجئين الفلسطينيين بأنهم "أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين حزيران 1946 وحتى أيار 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب 1948" مشيرة إلى أنهم يتجاوزون 5.3 ملايين لاجئ يتوزعون بين الضفة وغزة والخارج. نقاط كلينتون وفي محاولة منه لتقريب المواقف بين طرفي المفاوضات، أعاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح ما عرفت بنقاط الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وهي: حل إنساني وعودة عدد رمزي محدود ومتفق عليه لأراضي 1948، وعودة جزء منهم إلى أراضي الدولة الفلسطينية التي ستقام، وتوطين من يرغب منهم في المكان الذي يقيم فيه، وأخيرا تعويض جزء من اللاجئين وهجرتهم إلى دول يمكن الاتفاق معها.
وترى قيادات فلسطينية في الطرح الأميركي محاولة لشطب ملف اللاجئين، محذرة في الوقت ذاته من تغيرات في موقف القيادة واللاجئين على حد سواء. ويقول عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر إن هناك جاهزية لمغايرة الموقف التقليدي للاجئين أنفسهم وللقيادات الفلسطينية حول حق العودة إلى مدنهم وقراهم، محذرا من "غياب في الوضوح والرؤية" تجاه هذا الملف. ووصف جابر الحلول المطروحة التي تتمثل في التعويض دون العودة أو التوطين بأنها "حلول إجرامية تهدف للتكيف مع المطالب الصهيونية" معتبرا ما جرى لمخيمات العراق وما يجري لمخيمات سوريا بأنه "شطب" للقضية وجزء من محاولة تسويتها "خاصة وأن المخيم يرمز للمظلمة التاريخية التي يعيشها الفلسطيني". شخصيا وجمعيا كما حذر في حديثه للجزيرة نت من أي حل لا يكون على أساس العودة والتعويض معا "باعتباره حقا شخصيا وجمعيا" رافضا أن يترك لكل لاجئ حق تقرير مصيره وحده فقط. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال مطلع العام الجاري إن "حق العودة خيار شخصي لا تملك السلطة ولا الدولة ولا المنظمة ولا أبو مازن ولا القادة يحق لهم أن يحرموا شخصا من حقه في العودة". لكنه قال "قد تكون هنالك خيارات، وعلى اللاجئ أن يختار، هنالك تعويض وتفاصيل أخرى". ومع ذلك أكد عباس في أكثر من مناسبة تمسكه بحق العودة استنادا إلى مبادرة السلام العربية وبناء على القرار 194، نافيا إسقاط هذا الحق.
قفيشة : حق العودة موجود قبل قرار 194(الجزيرة)
ومن بين ما ينص عليه القرار "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر". بلا لاجئين من جهته، يبين عميد كلية الحقوق بجامعة الخليل والموظف السابق بالأمم المتحدة الدكتور معتز قفيشة أن قرار 194 "لم يكن منشئا لحق العودة، وإنما كشف عنه كحق طبيعي موجود قبل القرار" موضحا أن ثلاثة قرارات تصدر سنويا على الأقل تؤكد على حق العودة والقرار السابق. ويلفت هنا إلى أن حق العودة ليس جمعيا وإنما "حق للشخص اللاجئ نفسه أو من ينحدر عنه، وهو الذي يقرر فيه وليس الرئيس أو منظمة التحرير" موضحا أن الخطورة هي أن "أي اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي قد يتم توقيعه ولا يتضمن هذا الحق، يكون صحيحا من الناحية القانونية" وهو ما يعني سقوط هذا الحق فعليا رغم أنه موجود قانونيا. ويوضح قفيشة -في حديثه للجزيرة نت- أنه ليس من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية "قانونيا" أن تتحدث باسم اللاجئين ونيابة عنهم "لأنهم فعليا لاجئون من إسرائيل وهي مسؤولة عنهم، وليس من فلسطين التي هي مسؤولة عن النازحين من الضفة وغزة فقط". وحول أهمية وجدوى تمسك القيادة الفلسطينية بحق العودة، قال إنه "موقف سياسي لا يختلف عن موقف أي دولة أخرى" ولا أبعاد قانونية له.
تاريخ التسجيلJan 2009المشاركات64,653Thanks54,615Thanked 42,614 Times in 22,779 Posts
رد: نفثة في ذكرى النكبة الثاني والستين
اقتباس :
نص القرار رقم 194.. العودة والتعويض
ينص قرار رقم 194 الصادر بتاريخ 11/12/1948 على إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل. وفيما يلي نص القرار:"إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل. إن الجمعية العامة وقد بحثت في الحالة في فلسطين من جديد: 1- تعرب عن عميق تقديرها الذي تم بفضل المساعي الحميدة المبذولة من وسيط الأمم المتحدة الراحل في سبيل تعزيز تسوية سلمية للحالة المستقبلية في فلسطين، تلك التسوية التي ضحى من أجلها بحياته. وتشكر للوسيط بالوكالة ولموظفيه جهودهم المتواصلة وتفانيهم للواجب في فلسطين. 2- تنشئ لجنة توفيق مكونة من ثلاث دول أعضاء في الأمم المتحدة تكون لها المهمات التالية: أ- القيام -بقدر ما ترى أن الظروف القائمة تستلزم- بالمهمات التي أوكلت إلى وسيط الأمم المتحدة لفلسطين بموجب قرار الجمعية العامة رقم 186 (د أ-2) الصادر في 14 مايو/ أيار سنة 1948. ب- تنفيذ المهمات والتوجيهات المحددة التي يصدرها إليها القرار الحالي، وتلك المهمات والتوجيهات الإضافية التي قد تصدرها إليها الجمعية العامة أو مجلس الأمن. ج- القيام -بناء على طلب مجلس الأمن- بأية مهمة تكلها حالياً قرارات مجلس الأمن إلى وسيط الأمم المتحدة لفلسطين، أو إلى لجنة الأمم المتحدة للهدنة. وينتهي دور الوسيط بناء على طلب مجلس الأمن من لجنة التوفيق القيام بجميع المهمات المتبقية التي لا تزال قرارات مجلس الأمن تكلها إلى وسيط الأمم المتحدة لفلسطين. 3- تقرر أن تعرض لجنة من الجمعية العامة -مكونة من الصين وفرنسا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية- اقتراحاً بأسماء الدول الثلاث التي ستتكون منها لجنة التوفيق على الجمعية العامة لموافقتها قبل نهاية القسم الأول من دورتها الحالية. 4- تطلب من اللجنة أن تبدأ عملها فوراً حتى تقيم في أقرب وقت علاقات بين الأطراف ذاتها، وبين هذه الأطراف واللجنة. 5- تدعو الحكومات والسلطات المعنية إلى توسيع نطاق المفاوضات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الصادر في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1948، وإلى البحث عن اتفاق بطريق مفاوضات تجري إما مباشرة أو مع لجنة التوفيق، بغية إجراء تسوية نهائية لجميع المسائل المعلقة بينها. 6- تصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق لاتخاذ التدابير بغية معاونة الحكومات والسلطات المعنية لإحراز تسوية نهائية لجميع المسائل المعلقة بينها. 7- تقرر وجوب حماية الأماكن المقدسة -بما فيها الناصرة- والمواقع والأبنية الدينية في فلسطين، وتأمين حرية الوصول إليها وفقاً للحقوق القائمة والعرف التاريخي، ووجوب إخضاع الترتيبات المعمولة لهذه الغاية لإشراف الأمم المتحدة الفعلي. وعلى لجنة التوفيق التابعة للأمم المتحدة، لدى تقديمها إلى الجمعية العامة في دورتها العادية الرابعة اقتراحاتها المفصلة بشأن نظام دولي دائم لمنطقة القدس، أن تتضمن توصيات بشأن الأماكن المقدسة الموجودة في هذه المنطقة، ووجوب طلب اللجنة من السلطات السياسية في المناطق المعنية تقديم ضمانات رسمية ملائمة فيما يتعلق بحماية الأماكن المقدسة في باقي فلسطين، والوصول إلى هذه الأماكن، وعرض هذه التعهدات على الجمعية العامة للموافقة. 8- تقرر أنه نظراً إلى ارتباط منطقة القدس بديانات عالمية ثلاث، فإن هذه المنطقة بما في ذلك بلدية القدس الحالية يضاف إليها القرى والمراكز المجاورة التي يكون أبعدها شرقاً أبو ديس وأبعدها جنوباً بيت لحم وأبعدها غرباً عين كارم -بما فيها المنطقة المبنية في موتسا- وأبعدها شمالاً شعفاط، يجب أن تتمتع بمعاملة خاصة منفصلة عن معاملة مناطق فلسطين الأخرى، ويجب أن توضع تحت مراقبة الأمم المتحدة الفعلية. - تطلب من مجلس الأمن اتخاذ تدابير جديدة بغية تأمين نزع السلاح في مدينة القدس في أقرب وقت ممكن. - تصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق لتقدم إلى الجمعية العامة في دورتها الرابعة اقتراحات مفصلة بشأن نظام دولي دائم لمنطقة القدس يؤمن لكل من الفئتين المتميزتين الحد الأقصى من الحكم الذاتي المحلي المتوافق مع النظام الدولي الخاص لمنطقة القدس. - إن لجنة التوفيق مخولة بصلاحية تعيين ممثل للأمم المتحدة يتعاون مع السلطات المحلية فيما يتعلق بالإدارة المؤقتة لمنطقة القدس. 9- تقرر وجوب منح سكان فلسطين جميعهم أقصى حرية ممكنة للوصول إلى مدينة القدس بطريق البر والسكك الحديدية وبطريق الجو، وذلك إلى أن تتفق الحكومات والسلطات المعنية على ترتيبات أكثر تفصيلاً. - تصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق بأن تعلم مجلس الأمن فوراً بأية محاولة لعرقلة الوصول إلى المدينة من قبل أي من الأطراف، وذلك كي يتخذ المجلس التدابير اللازمة. 10- تصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق بالعمل لإيجاد ترتيبات بين الحكومات والسلطات المعنية من شأنها تسهيل نمو المنطقة الاقتصادي، بما في ذلك اتفاقيات بشأن الوصول إلى المرافئ والمطارات واستعمال وسائل النقل والمواصلات. 11- تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقاً لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة. - وتصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق بتسهيل إعادة اللاجئين وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي وكذلك دفع التعويضات وبالمحافظة على الاتصال الوثيق بمدير إغاثة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، ومن خلاله بالهيئات والوكالات المتخصصة المناسبة في منظمة الأمم المتحدة. 12- تفوض لجنة التوفيق صلاحية تعيين الهيئات الفرعية واستخدام الخبراء الفنيين تحت إمرتها بما ترى أنها بحاجة إليه لتؤدي بصورة مجدية وظائفها والتزاماتها الواقعة على عاتقها بموجب نص القرار الحالي. ويكون مقر لجنة التوفيق الرسمي في القدس، ويكون على السلطات المسؤولة عن حفظ النظام في القدس اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمين سلامة اللجنة. ويقدم الأمين العام عدداً من الحراس لحماية موظفي اللجنة ودورها. 13- تصدر تعليماتها إلى لجنة التوفيق بأن تقدم إلى الأمين العام بصورة دورية تقارير عن تطور الحالة كي يقدمها إلى مجلس الأمن وإلى أعضاء منظمة الأمم المتحدة. 14- تدعو الحكومات والسلطات المعنية جميعاً إلى التعاون مع لجنة التوفيق وإلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة للمساعدة على تنفيذ القرار الحالي. 15- ترجو الأمين العام تقديم ما يلزم من موظفين وتسهيلات واتخاذ الترتيبات المناسبة لتوفير الأموال اللازمة لتنفيذ أحكام القرار الحالي. تبنت الجمعية العامة هذا القرار في جلستها العامة رقم 186 بـ 35 صوتاً مع القرار مقابل 15 ضده وامتناع 8 كالآتي: مع القرار: الأرجنتين، أستراليا، بلجيكا، البرازيل، كندا، الصين، كولومبيا، الدانمارك، جمهورية الدومينيكان، إكوادور، السلفادور، الحبشة، فرنسا، اليونان، هاييتي، هندوراس، إيسلندا، ليبيريا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، نيكاراغوا، النرويج، بنما، باراغواي، بيرو، الفلبين، سيام، السويد، تركيا، جنوب أفريقيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، أوروغواي، فنزويلا. ضد القرار: أفغانستان، بلوروسيا (روسيا البيضاء)، كوبا، تشيكوسلوفاكيا، مصر، العراق، لبنان، باكستان، بولندا، المملكة العربية السعودية، سوريا، أوكرانيا، الاتحاد السوفييتي، اليمن، يوغسلافيا. امتناع: بوليفيا، بورما، الشيلي، كوستاريكا، غواتيمالا، الهند، إيران، المكسيك." ـــــــــــــــــــ المصدر: - قرارت الأمم المتحدة بشأن فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، المجلد الأول، 1947 - 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، نقلاً عن المحاضر الرسمية للجمعية العامة، الدورة الثانية، الملحق رقم 11، المجلد الأول إلى الرابع.
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الأحد 14 مايو 2017, 11:01 pm
في الذكرى 69 للنكبة
مدخل تاريخي .. في الخامس عشر من مايو- أيار ٢٠١٧ يكون قد مر على النكبة الفلسطينية تسع وستون عاماً ، مر خلالها الشعب الفلسطيني بعشرات النكبات والمجازر التي طالت الإنسان الفلسطيني وأرضه كما أن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني مر بالعديد من المؤامرات الدولية والإقليمية والمحلية التي تسببت في استمرار وتزايد معاناته. فبدءاً من الاحتلال البريطاني لفلسطين وتقاسم بلاد الشام جغرافياً مع الاحتلال الفرنسي وضعف الدولة العثمانية وبداية انهيارها وموافقتها على الهجرة اليهودية إلى فلسطين منذ نهاية القرن التاسع عشر، والجهد غير العادي الذي بذلته المنظمة الصهيونية العالمية و الدور الخبيث الذي استخدمته لإنهاء الإمبراطورية العثمانية وتقاسم تركتها، مستخدمة أسلوب إثارة النعرات القومية لدى الأتراك والعرب حيث نجحت في إثارة النعرة الطورانية لدى الاتراك وهي بمثابة القومية لشعوب القوقاز والأتراك، وبذلت المنظمة الصهيونية جهداً كبيراً في خلق تلك الطبقة القومية التي سعت إلى بناء تركيا الحديثة متخلية عن حروف لغة القرآن وبناء دولة تركيا بعيداً عن سيطرة الدين الإسلامي، وفي مقابل ذلك نجحت الصهيونية بالتعاون مع المحفل الماسوني اليهودي في فرنسا بإثارة النعرة القومية العربية لسلخ الدول العربية عن دولة الخلافة آنذاك (الدولة العثمانية) وبدء العرب يطالبون بدولة عربية مستقلة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك حيث نجح الاستعمار الفرنسي والبريطاني بتقسيم الوطن العربي وتقاسمه بينهما ضمن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وبقى الزعماء العرب آنذاك (الهاشميين) في بلاد الجزيرة العربية و (القوميين) في بلاد الشام وبعد أن ساعدوا بشكل أو بآخر بإنهاء الوجود العثماني في بلاد العرب لصالح دولتى الاستعمار (فرنسا وبريطانيا )، بقوا ينتظرون أن تحقق لهم هاتان الدولتان مطالبهم وأمانيهم بإقامة الدولة العربية الكبرى ولكن جهلهم بالخبث والتآمر الغربي عليهم أدى إلى تقسيم بلادهم بين تلك الدولتين ولم يدركوا ذلك إلا بعد أن نشرت جريدة (البرافدا) السوفيتية خبر اتفاقية سايكس بيكو وجاء إدراكهم بعد أن كان كل شيء قد انتهي وأصبح الوطن العربي مجزأً إلى دول ودويلات محتلة من قبل بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الاستعارية الغربية الأخرى. آلت فلسطين بعد سلخها عن سوريا الكبرى إلى بريطانيا التي سعت إلى استصدار قراراً أممياً بأن تكون هي المنتدبة على فلسطين وفق قانون الانتداب الذي استخدمته بريطانيا لتنفيذ أهداف الصهيونية العالمية المتمثلة بالسعي إلى إجهاض أي فكرة تعمل على توحيد الدول العربية بل تمزيقها من خلال سياسة التجهيل وخلق شخصيات وشرائح اجتماعية محلية موالية لها وتسهل لها تحقيق أهدافها في فلسطين والمتمثلة في الهجرة اليهودية إليها وشراء الأراضي والبدء في إنشاء نواة كيانية يهودية تتطور مع مرور الزمن وتصبح دولة والعمل على أن تكون هذا الدولة بمثابة خنجراً في خاصرة الوطن العربي وخشبة وثوب ضد العرب المناهضين لتلك التوجهات، ومن هنا أصدر وزير الخارجية البريطاني عام 1917 في الثاني من نوفمبر وعده للمنظمة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وأصبح يعرف ذلك في التاريخ الفلسطيني ( بوعد بلفور المشئوم). منذ ذلك الوعد وحتي قبل عام النكبة 1948، مرت الحالة الفلسطينية بتطورات ومؤامرات كثيرة شارك فيها جميع من صنعتهم الصهيونية من شخصيات ادعت الوطنية آنذاك ومارست بيع الأراضي لليهود أو حصلت على مناصب سياسية وإدارية وتسهيلات غير محدودة (مادية وتمليك أراضي وغيرها)، وكذلك من دول منحها الاستعمار استقلالاً حتي تكون طوقاً يحمي الكيان المزمع إقامته على أنقاض الشعب الفلسطيني ووطنه وتراثه، فقد مرت المؤامرة ونجحت الصهيونية العالمية متآمراً معها بريطانيا وأمريكيا التي حملت ملف الصراع العربي الإسرائيلي أو بشكل أدق ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتخلت بريطانيا عنه وأعلنت انسحابها من فلسطين وإنهائها لانتدابها عليها لتبدأ بعدها رحلة معاناة الشعب الفلسطيني التي جسدتها نكبة عام 1948 عندما هُجر من وطنه ودمرت مدنه وقراه وارتُكبت بحقه عشرات المجازر، أدى ذلك إلى تبعثره في أكثر من بقعة من الأرض ومعظمه حمل صفة لاجئ ، يحلمون بالعودة إلى ديارهم في فلسطين، حلمٌ لم يتحقق على مدى التسع وستون عاماً مر خلالها الكثير من الوعود والقرارات الأممية التي مثلت فقط وعوداً ، الهدف من ورائها تخدير الشعب الفلسطيني ومناصريه من الدول العربية والإسلامية حتي يصبح المشروع الصهيوني بإقامة الكيان اليهودي في فلسطين أمراً واقعاً وقوياً يصعب التخلص منه عندما أطلقت يداه لفعل كل ما يمكنه من أن يصبح المحور الأساسي في إيجاد أيّ حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واليوم بعد أكثر من ستة عقود على نكبة الشعب الفلسطيني لم يبدُ في الأفق أيّ أمل في إنهاء هذه المأساة التي أصبحت سمة من سمات الظلم العالمي في ظل تراخي المجتمع الدولي بمؤسساته الأممية وعدم مصداقيتها وقدرتها على تنفيذ قراراتها بدءاً من قرار التقسيم رقم (181) عام 1947مروراً بالقرار(194) والمتضمن حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها مضافاً لذلك كل القرارات التي تخص قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي التي تجسدها الثوابت الفلسطينية المتمثلة في حق الفلسطينيين بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها، إلا أن المجتمع الدولي كان منحاز للطرف الإسرائيلي في جميع مواقفه غير مكترث للحقوق الفلسطينية ومتجاهلاً لكل القرارات الأممية بل سعى دائماً لإفراغها من مضمونها بل عملوا مع الولايات المتحدة الأمريكية باستخدامها حق النقض (الفيتو) لإجهاض العشرات من مشاريع القرارات الأممية والتي تدين إسرائيل وسلوكها الشائن بحق الفلسطينيين والمتمثل بتكالبها وتسارعها في بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري وتهويد القدس العربية من خلال هدم منازل الفلسطينيين ومصادرة بعضها وبناء عشرات آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية على الأرض العربية ومصادرة آلاف الدونمات دون وجه حق حتي تعطل أيّ مشروع تسوية مستقبلية مستغلة بذلك اتفاقية السلام الموقعة مع الفلسطينيين (اتفاقية أوسلو) والنهج التفاوضي الذي لم يحقق أدنى أهدافه، لم يكن للفلسطينيين خيارات بديلة عن التفاوض بعد أن خاضوا حركة تحرر مسلحة لم تجد دعماً حقيقياً أو كافياً من الدول العربية أو الإسلامية بل وقف البعض منها موقفاً عدائياً أو على أقل تقدير موقفاً مهادناً ولم يصل الموقف العربي إلى مستوى تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية خاضعةٍ بذلك للتأثير والضغط الأمريكي والأوروبي الساعي دائماً لأن تبق إسرائيل الدولة العظمى والأقوى في الاقليم، ومن هنا ازداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حدةً خاصة في ظل خلق بؤر توتر ونزاعات وصراعات عرقية من خلال سياسة الفوضى الخلاقة وما يسمىٰ بالربيع العربي المصنوعة بيد أمريكا وحلفائها وتجميل هذه الفوضى وهذا الربيع بألقاب لم تنطلِ على من بقي ضميره صاحياً من زعماء العرب والمسلمين، حيث أصبحت تُسمىٰ بما يعرف بالربيع العربي ، الذي جعل دول الوطن العربي كالطير الذبيح يترنح في دمائه المستنزفة وأموالها المبددة لشراء الأسلحة لضرب بعضهم البعض مما اضطر كثيراً من هذه الدول بنسج تحالفات عربية عربية أو عربية إيرانية أو عربية تركية أو عربية تركية إسرائيلية والهدف منها ذبح وتدمير بعضهم البعض، في ظل تنامي الصراع السني الشيعي. كل ذلك لم يضعف النظام العربي فقط بل جعله ولضعفه وضياع البوصلة لدي زعمائه ، جعله لقمةً سائغةً لجميع التيارات الإسلامية المتطرفة أو لعملاءٍ صنيعة الغرب أو لكافة أجهزة مخابراته ، فأخذت تنهش في جسده ، وأصبح زعماء العرب يهرولون اتجاه الغرب لمساعدتهم في إخراجهم من مصيبتهم والتي هم صانعوها ولا زالوا ، حتي يتحقق هدفهم الأساسي المتمثل في :- 1- إقامة الشرق الأوسط الجديد الذي يخرج من تكوينه كثيراً من الدول العربية وتصبح إسرائيل عضواً أساسياً فيه لإكمال المخطط الساعي إلى الابقاء على تبعية الدول العربية إلى الغرب وإسرائيل التي ستصبح القوة الحامية لها من المد الشيعي الإيراني للإبقاء على الصراع الشيعي السني إلى ما لا نهاية. 2-الاستمرار في السيطرة على البترول العربي واستنزافه والحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية والمتمثلة في الصراع الغربي مع روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران ولتحقيق ذلك يتم استغلال الصراعات الداخلية العربية لخلق تحالفات تحت مسميات (محاربة الارهاب المتمثل في القاعدة وداعش وحركات الإسلام السياسي الإرهابية والمد الشيعي وغيرها) ، بحيث تبقى تلك التحالفات في هذا الإطار وما يستوجبه ذلك من تواجد غربي عسكري على الأراضي العربية وفي مياهها الاقليمية وكأن التاريخ الاستعماري الغربي يعيد نفسه بشكل جديد. ٣- يسعى الغرب وأمريكا نحو تقسيم الدول العربية وخاصة تلك التى تشكل خطراً على أمن إسرائيل وهي الدولة السورية في المنظور القريب ومصر في المنظور البعيد .. كما تسعى إلى تغذية النعرات الطائفية والإثنية وتزويدها بالمال والسلاح حتى يسهل تقسيم الدول العربية ٠ في ظل هذه الصورة القاتمة للوطن العربي هل يبقي للفلسطينيين أمل في تحرير فلسطين والقدس ، أو على أقل تقدير إقامة دولتهم على ما تبقى للفلسطينيين من الأرض التاريخية لفلسطين ونسبتها لا تتجاوز 15% أم سيبقى الأمل الفلسطيني معلقاً بل ضائعاً بين النزاعات والصراعات الفلسطينية الفلسطينية والتي تتعمق يومياً بعد فشل جميع سياسي كل الفصائل الفلسطينية في إنهاء تلك الخلافات وتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي هو بمثابة آخر النكبات الفلسطينية بل هو نكبة النكبات الفلسطينية ، وهل للقادة والسياسيين الفلسطينيين أن يدركوا في الذكرى الذكرى ٦٩ للنكبة ، حقيقة بأن القضية الفلسطينية وفي ظل الوضع المتردي للنظام الرسمي والشعبي العربي باتت على أبواب الاندثار أو في أحسن الأحوال سيحتفل الشعب الفلسطيني يوماً ما بالذكرى الألف للنكبة ، لا سمح االله٠
فيديو...وزراة الإعلام الفلسطينية تصدر فيلم "فلسطين النكبة في 69 ثانية "
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الأحد 14 مايو 2017, 11:01 pm
نكبتُنا هي ألمُنا
تأتي الذكرى التاسعة والستين للنكبة الفلسطينية، في ظل تعرض شعبنا لاعتداءات الاحتلال المستمرة.. ففي ذكرى النكبة يتذكر اللاجئون مدنهم وقراهم، التي هجّروا منها في عام 1948.. فالنكبة هي ألمنا، الذي ما زال يلازمنا.. فحين هجّر اللاجئون لم يكن يعلمون بأنهم لن يعودوا بعد وقت قصير.. فها هم ما زالوا موزعين في دول عدة، ويسكنون في مخيمات، ووضعهم صعب.. ورغم مرور تسعة وستين عاما على النكبة، إلا أن اللاجئين الفلسطينيون لم يفقدوا الأمل في العودة ذات يوم إلى أراضيهم المغتصبة.. فاللاجئين الفلسطينيين حكايات محزنة ومؤلمة، حينما يقومون بسردها لنا .. فحكاياتهم عن النكبة تبكّي كل من يسمعها بكل تأكيد.. يتذكر اللاجئون، حينما ناموا تحت أشجار الزيتون، في أراضي الضفة الغربية، ونصبوا الخيام هناك، فاللاجئون الفلسطينيون لم ينسوا ذكرياتهم عن قراهم ومدنهم.. والكثير من اللاجئين يشتاقون لبحر يافا وبحر حيفا، كما أنهم يشتاقون إلى أزقة يافا وحيفا، وكل المدن الفلسطينية في أراضي ال 48 .. يأمل اللاجئون الفلسطينيون أن تحلّ قضية فلسطين، وأن يعودوا يوما ما إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم، التي يشتاقون إليها بكل شغف فالحنين إلى أراضيهم لا يتوقف.. فحين نسمع حكايات عن النكبة الفلسطينية المليئة بالألم والحزن نتألم لألمهم، ونحزن لحزنهم .. فالنكبة الفلسطينية في عام 1948 هي ألمنا، وهي الألم المستمر.
النكبة... كارثة إنسانية فصولها ما زالت مستمرة
النكبة: هي مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948 ، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل. وعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي. وكانت القيادات الصهيونية قد شرعت في إعداد خطط عسكرية تفصيلية منذ مطلع عام 1945 توقعاً للمواجهة المقبلة، وفي مايو 1946م رسمت الهاجاناه خطة أسميت بخطة مايو 1946م فيما بعد، كانت السياسة العامة لهذه الخطة تقضي بما يسمى "الإجرائات المضادة"، والتي اشتملت على شقين:العمل التحذيري الذي ينحصر في منطقة عمليات العدو،و العمل العقابي الذي لا حدود على نطاقه الجغرافي. • انتهاء الانتداب وبدء الحرب: كان الانتداب البريطاني على فلسطين ينتهي بنهاية يوم 14 مايو 1948 ، وفي اليوم التالي أصبح إعلان قيام دولة إسرائيل ساري المفعول، ومباشرة بدأت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة. وفي 3 مارس عام 1949م أعلن انتهاء الحرب بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين بعد قبول مجلس الأمن الدولي إسرائيل عضواً كاملاً في الأمم المتحدة وقبول الدول العربية الهدنة الثانية، حيث كانت المعارك في فلسطين قد بدأت في مايو 1948م بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل على المساحات الخاضعة لسيطرتها في فلسطين، وتدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين ونجحت في تحقيق انتصارات كبيرة. وفي السادس عشر من مايو 1948م اعترف رئيس الولايات الأمريكية المتحدة هاري ترومان دولة إسرائيل، ودخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين وهاجمت مستعمرتي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب. كما عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين. واستعادت القوات النظامية اللبنانية قريتي المالكية وقَدَس على الحدود اللبنانية وحررتهما من عصابات الهاجاناه الصهيونية. واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت عليها هدنة تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية. ولكن العصابات الصهيونية انتهزت الهدنة من أجل إعادة تجميع صفوفها والحصول على السلاح من الخارج وبخاصة من الدول الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي فرضت الهدنة في البداية. وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للصهاينة اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت العصابات الصهيونية المسلحة فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية. وانتهت المعارك بقبول العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة). قرار التقسيم: وهو الاسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي: 1. دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر. 2. دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا. 3. القدس وبيت لحم والاراضي المجاورة، تحت وصاية دولية. تعاقبت الأحداث بعد توصية التقسيم 181، وتوسّعت إسرائيل على الأراضي التي استولت عليها في نزاعها مع جيرانها. وحتى العام 2004، تستولي إسرائيل على 50% من الأراضي العربية بمقتضى قرار التقسيم وتسيطر سيطرة تامّة على النصف الباقي. وفي المادة ال19 من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أقرته منظمة التحرير الفلسطينية في تموز/يوليو 1968 يقال: "تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير". أما في وثيقة إعلان الاستقلال التي أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر1988 فيوجد نوع من الاعتراف المتحفظ بشرعية قرار التقسيم من 1947. "ومع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني بتشريده وبحرمانه من حق تقرير المصير، إثر قرار الجمعية العامة رقم 181 عام 1947م، الذي قسم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، فإن هذا القرار ما زال يوفر شروطاً للشرعية الدولية تضمن حق الشعب العربي الفلسطيني في السيادة والاستقلال الوطني". اللجوء: كانت النتيجة الرئيسة لنكبة الشعب الفلسطيني، لجوء اكثر من مليون فلسطيني تقريباً، وبعبارة أخرى أجبروا على الخروج من منازلهم ومدنهم وقراهم، حيث سلبت أراضيهم وأملاكهم ومقتنياتهم وأصبحوا لاجئين بلا وطن ولا آية وسيلة من وسائل العيش. والقسم الأكبر منهم رحلوا "هجروا" إلى الأردن والى قطاع غزة، والضفة الغربية، والباقي إلى سوريا ولبنان.
أسباب اللجوء الكبير:-
• المجتمع الدولي: فهو المسؤول عن أهم جوانب وأبعاد اللجوء الفلسطيني، وهو المسؤول- من قبل- عن التمهيد والتوطئة لخلقها من خلال إذكاء، وتشجيع ودعم الأطماع الصهيونية في فلسطين، بما صدر عن القوى الاستعمارية الكبرى وفي مقدمتها بريطانيا من دعوة متلاحقة بشأن إنشاء "وطن قومي" لليهود في فلسطين. • الذعر والهلع الذي سببه القتال، والهجوم على مجتمعاتهم، وبسبب الإشاعات صادقة أم كاذبة عن أعمال إرهابية من قتل وطرد . • الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، ففي أثناء حرب 1948 م، أقتلع الفلسطينيين بالآلاف على أيدي الميليشيات الصهيونية، وبعد تأسيس الدولة اليهودية اقتلع الآلاف على أيدي القوات الإسرائيلية وذلك من خلال مجموعة من السياسات التي تنتهك أبسط مبادئ القانون الدولي. وهذه السياسات تشمل هجمات عسكرية مباشرة على المدنيين (الأماكن المأهولة بالمدنيين)، ارتكاب المجازر، النهب والسلب، تدمير الممتلكات (تدمير قرى بأكملها) والتهجير القسري للسكان. وواصلت سياستها في التهجير والاقتلاع حتى بعد توقيع اتفاقية الهدنة في عام 1949، ويحدد المؤرخ هنري كتن الأسباب في ثلاثة منها : • طرد وتهجير اليهود للفلسطينيين بالإرهاب والعنف . • انعدام الأمن والأمان في البلاد . • فقدان وانهيار الجهاز الحكومي الذي يطبق القانون ويحافظ على النظام خلال الأحداث. • الاستعمار البريطاني ووعد بلفور المشئوم الصادر عام 1917م الداعي إلى إقامة وإنشاء "وطن قومي" لليهود في فلسطين، والذي بموجبه التزمت الحكومة البريطانية وأخذت على عاتقها المساعدة في تأمين كافة الشروط اللازمة لإحلال اليهود مكان السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، وكان أخطر ما قامت به، فتح الأبواب على مصراعيها أمام الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وغض الطرف عن الجهود الحقيقية التي كانت تقوم بها المنظمات الصهيونية، لإنشاء جيش يهودي مدجج بالأسلحة هدفه العمل بكل وسيلة لطرد وتشريد الفلسطينيين عن أراضيهم وتمكين المستوطنين اليهود من السيطرة عليها، فما أن صدر صك الانتداب البريطاني عن عصبة الأمم في 24/7/1922م ووضع فلسطين تحت الانتداب حتى أصرت بريطانيا على أن تنّتدب على فلسطين، وفعلت لذلك الكثير لكي تفي بما قطعته على نفسها من التزامات للمنظمة الصهيونية العالمية علماً بأن صك الانتداب لم يأخذ بعين الاعتبار رغبة الشعب في اختيار الدولة المنتدبة عليه، وهذا منصوص عليه في ميثاق عصبة الأمم فيما يتعلق بقواعد الانتداب. • - الإرهاب اليهودي: من خلال طرد السكان الفلسطينيين من بيوتهم ووطنهم بالمذابح المحسوبة، وكسر الروح المعنوية للفلسطينيين ودفعهم إلى الفرار "اللجوء"، وليست مذبحة دير ياسين في 9/4/1948م إلا واحدة من سلسلة مذابح نظمتها العصابات الحاقدة، وقد بلغ عدد ضحاياها عدة مئات حوال254 من شيوخ ونساء وأطفال*، إلا أنها لم تكن المجزرة الوحيدة، أو أكبر المجازر التي ارتكبت فقد كانت مجزرتا الدوايمة قضاء الخليل، ومذبحة اللد أكبر وأبشع وقد نظمت العصابات الصهيونية العديد من المذابح والمجازر للشعب الفلسطيني الآمن في وطنه حوالي 25 مجزرة منها : مذبحة سعسع في 16/4، ومذبحة سلمة في 1/3، وبيار عدس في 6/3، ثم مذبحة القسطل في 4/4، ومذبحة طبريا بتاريخ 17/4، ومذبحة سريس في نفس التاريخ، وحيفا في 20/4، والقدس في 25/4، ويافا في 26/4، ومجزرة عكا في 27/4، ومذبحة صفد في 7/5، وبيسان في 9/5، ومذبحة ناصر الدين، ومذبحة قبية 1953م، وكفر قاسم، ونحالين والسموع ومذبحة الطنطورة..الخ. راح فيها آلاف المواطنين الأبرياء معظمهم من الشيوخ، والنساء والأطفال على أثر هذه المذابح الحاقدة الهمجية حيث غدا الفلسطيني أمام خيار مر: الموت أو الهرب واللجوء. • فقدان الجهاز الحكومي: كان لانهيار الأمن والأنظمة الإدارية أثناء انتهاء الانتداب دورها في اللجوء الفلسطيني، فبعد انتشار العنف والرعب بسبب الإرهاب والمجازر التالية لصدور قرار التقسيم، ظلت الحكومة البريطانية عاجزة عن صيانة القانون والنظام في فلسطين، ولم تكن مستعدة لتوريط قواتها في سبيل هذا الهدف، والدليل على انعدام أية سلطة للحكومة في تلك الأيام العصيبة، قد أثبته الواقع حينما حدثت المذابح العديدة، فلم تكن هناك سلطة تعترض أو تحاول منع المذابح أو تساعد في إسعاف الجرحى، أو حتى في إنقاذ أو دفن الضحايا . • الحرب النفسية: أساليب الحرب النفسية والدعايات الكاذبة التي اتبعها اليهود لإكراه العرب على ترك بلادهم، التحذيرات التي كانت توجهها الإذاعات اليهودية السرية إلى العرب الفلسطينيين من تفشي الأمراض الوبائية: الكوليرا، التيتنوس "الجدري" وان الأمراض الخطيرة قد انتشرت بينهم من جيش الانقاد. وحاولت كذلك تقويض ثقة السكان بأنفسهم وقياداتهم بغرض تحطم المعنويات واذكاء الفتنة، مثل الحديث عن حجم وعدد الخسائر في الأرواح بين العرب والخلافات السياسية بينهم وضعفهم وقلت كفائتهم، ولجاءوا أيضاً إلى استعمال مكبرات الصوت وراحوا يبثون تسجيلاً لأصوات صرخات، أنين ونحيب النسوة العرب ورنين أجراس عربات الإطفاء يقطعها صوت جنائزي مناشداً باللغة العربية: "أنقذوا أرواحكم أيها المؤمنون، أهربوا لتنجوا .. وإذاعة تسجيلات لانفجارات شديدة عبر مكبرات الصوت، كما عمدت القوات الصهيونية إلى تفجير تجمعات الأسواق التجارية والأزقة، واستخدمت القنابل، "البراميل" وهي عبارة عن براميل محشوة بخليط من المتفجرات وزيوت الوقود، وعند اصطدامها بالجدران كانت تحدث صواعق من اللهب ودوي انفجارات شديدة، كما ولجأوا إلى إذاعة إنذارات للعرب الفلسطينيين بضرورة الرحيل ومغادرة قراهم ومدنهم في فترات محدودة وإلا تعرضوا للقتل وقد جاء في أحد النداءات في مدينة القدس" "إذا لم تتركوا بيوتكم، فإن مصيركم سيكون مثل دير ياسين انج بنفسك" وفي طبريا وزعت منشورات تحذر العرب من التعاون مع المجاهدين ومعارضة مشروع التقسيم ففي أحد البيانات التي وزعتها عصابات الهاغاناه جاء: على الناس، الذين لا يريدون الحرب أن يرحلوا جميعاً، ومعهم نساؤهم وأطفالهم ليكونوا آمنين، أنها سوف تكون حرباً قاسية، ودون رحمة ولا ضرورة لتخاطروا بأنفسكم" . وقد تكرر ما حصل في حيفا، ويافا، والقدس وطبريا وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية فقد وزعت ملصقات على الجدران حملت معظمها، عبارة ارحل من أجل سلامتك. ومن الأساليب أيضاً، أسلوب "الدعاية السوداء"، استخدام هذا الأسلوب "موشية ديان" الذي خلف ايغال آلون في قيادة القطاع الجنوبي، وخاصة عندما أراد الصهاينة إجلاء عرب المجدل ودفعهم باتجاه قطاع غزة، فاستخدام نفس الأساليب والوسائل الضاغطة التي استخدمت مراراً من قبل، هي الطرد البحت عبر بث الرعب في نفوس المواطنين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الإثنين 15 مايو 2017, 5:28 pm
نكبة فلسطين.. ذكرى الاقتلاع من الأرض والنضال المستمر
يتزامن إحياء ذكرى نكبة عام 1948 الذي يصادف اليوم مع إضراب الأسرى البطولي والمفتوح عن الطعام منذ ما يقارب الشهر مطالبين بحريتهم وكرامتهم وتحقيق حقوقهم المشروعة والانسانية لتحسين ظروف اعتقالهم في المعتقلات الصهيونية.
وفي ظل الأوضاع المأساوية لشعب فلسطين الصامد فوق تُراب أرضه ، تحل اليوم الذكرى 69 لنكبة شعب فلسطين الذي يستذكر فيه الفلسطينيون ومعهم الأمة العربية والإسلامية ذكرى نكبة "ضياع" فلسطين التي ألمّت بالأمة جمعاء وأصبحت كالسكين في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية.
النكبة المريرة
نكبة عام 1948 وصفت بالمريرة وفق استاذ العلوم السياسية الدكتور غازي الربابعة في حديثه الى "البوصلة" الذي استذكر أبرز محطات هذه النكبة التي تصادف اعلان قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
هذه الدولة الوليدة بحسب الدكتور ربابعة كان أساسها الجيش الاسرائيلي الذي برز في نفس الليلة واعترفت الولايات المتحدة الامريكية بقيامها خلال سبع دقائق من قيامها بينما اعترف بها الاتحاد السوفياتي بعد 11 دقيقة.
وتمكنت هذه الدولة وفق ربابعة من تهجير أكثر من 400 ألف فلسطيني ولم يبق سوى 157 ألف من الفسطينيين.
العرب ونكبة 1948
وفي اليوم الخامس عشر من شهر أيار عام 1948 يقول استاذ العلوم السياسية الدكتور الربابعة ان العرب لم يتعلمو الدرس فلم تعد لديهم خطة استراتيجية ولم يتمكنو من التوحد وبقيت الخلافات العربية قائمة.
ومن هنا يحذر الدكتور ربابعة في ذكرى النكبة من مخطط وصفه بالأخطر اليوم وهو ان اسرائيل باتت صديقة وربما جزء من تحالف عربي.
كما ان اسرائيل بحسب ربابعة وجدت لها بديلا لدى العرب كعدو وهو ايران حيث أصبح العدو الحقيقي مجهول الهوية.
وتكمن الخطورة هنا ايضا وفق الدكتور ربابعة في خلو المناهج الدراسية اليوم من ذكر القضية الفلسطينية وذكرى النكبة حيث ان الاشارة الى هذه القضية المفصلية لا يتجاوز في هذه المناهج عن نسبة 1% وهو الامر الذي سيؤدي الى عملية تجهيل الأجيال القادمة بقضيتهم الأم.
الحركة الصهيونية
وقد تمثلت ذكرى النكبة باحتلال الحركة الصهيونية (التي أقرت في اجتماع لها عام 1897 قيام دولتهم على أرض فلسطين بعد رفض السلطان العثماني عبدالحميد الثاني اقتراح ثيودور هرتزل البريطاني مؤسس الحركة الصهيونية بدفع 150 مليون جنيه في مقابل ملكية فلسطين) للأراضي الفلسطينية بدعم من الاحتلال البريطاني وبقوة السلاح على القسم الأكبر من مساحة فلسطين وإعلان قيام "دولة إسرائيل".
إنهاء الحكم العثماني والانتداب البريطاني
لقد كان لبريطانيا الدور الأكبر في تسهيل عمل الميليشيات الصهيونية وبطرد الفلسطينين من أراضيهم التاريخية وتشتيتهم على باقي الأراضي الفلسطينية وإلى سوريا ولبنان والأردن، فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات، وفصل الشعب عن أرضه ومن جذوره الممتدة لآلاف السنين وطرد أكثر من 750000 فلسطيني (على أقل التقديرات) لأهالي 537 قرية ومدينة من ديارهم عام 1948م، وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها "وعد بلفور" في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1917م الذي "ينظر بعين العطف" إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين!
وخلال 28 عاما من حكم الانتداب البريطاني، سنّت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات التي سهلت إنشاء هذا الوطن حتى أصبح دولةً عام 1948.. وكان عدد اليهود بفلسطين خلال الاحتلال (الانتداب) البريطاني 56 ألف (أي 9% من مجموع سكان فلسطين) غالبيتهم من رعايا الدول الأجنبية.
وما إن انتهى الانتداب عام 1948 حتى أصبح عددهم 605 آلاف يهودي نتيجة الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا، رغم معارضة أهالي فلسطين ومقاومتهم وثوراتهم وأهمها ثورة 1936. وهكذا أصبح اليهود يمثلون 30% من سكان فلسطين الذين بلغ عددهم حوالي مليوني نسمة عام النكبة.
مجلس الأمن وتقسيم فلسطين
وفي 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار مجلس الأمن الدولي بتقسيم فلسطين إلى “دولة يهودية” ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس (أي جعلها منطقة دولية لا تنتمي لدولة معينة ووضعها تحت حكم دولي). واشتمل القرار على الحدود بين الدولتين الموعودتين وحدد مراحل تطبيقه وتوصيات لتسويات اقتصادية بينهما.
ورحب اليهود بمشروع التقسيم، بينما شعر الفلسطينيون ومعهم الأمة العربية والاسلامية بالإجحاف. وفي اليوم التالي لقرار التقسيم بدأت عصابات الهاجاناه اليهودية بدعوة جميع اليهود في فلسطين بين سن 17 و25 عاماً إلى الخدمة العسكرية وبدء العمل على تحضير الخطة (داليت). وكان الغرض من هذه الخطة الاستحواذ على المناطق المعدة لإقامة “الدولة الإسرائيلية” عليها.
زحف الجيوش العربية
وفي 12 أبريل 1948 أقرت جامعة الدول العربية بزحف الجيوش العربية إلى فلسطين وأكدت اللجنة السياسية أن الجيوش لن تدخل قبل انسحاب بريطانيا المزمع في 15 أيار 1948. وقررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف الليل بين الرابع عشر والخامس عشر من أيار 1948.
وفي الساعة الرابعة بعد ظهر يوم 14 أيار عام 1948، أعلن المجلس اليهودي الصهيوني في تل أبيب أن قيام “دولة إسرائيل” سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل. ونشر الرئيس الأمريكي هاري ترومان رسالة الاعتراف بالكيان الصهيوني بعد إعلانها ببضع دقائق، فيما اعترف الاتحاد السوفيتي بـ”إسرائيل” بعد إعلانها بثلاثة أيام.
إقامة "دولة إسرائيل"
وأسفر الإعلان عن إقامة "دولة إسرائيل" مباشرة عن بدء الحرب بين الكيان الإسرائيلي والدول العربية المجاورة. وفي 26 مايو 1948 أقيم ما سمي بجيش الدفاع الإسرائيلي بأمر من “ديفيد بن غوريون” رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة. وتدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات.
واستمرت المعارك حتى تدخل مجلس الأمن الدولي وفرض وقفاً لإطلاق النار في 10 حزيران (يونيو) 1948، تضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية.
عقب هذا القرار الدولي توقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية. وتم تحديد الهدنة لمدة 4 أسابيع وفي 8 تموز (يوليو) 1948، استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة تمديد مدة الهدنة.
وعندما استؤنفت المعارك من جديد، اتخذت المعارك مساراً مختلفاً وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت "إسرائيل" فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية. وانتهت المعارك في 21 يوليو بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاسية على الجوانب المتقاتلة.
وفقد ما يزيد عن 700.000 فلسطيني منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم وأعمالهم وبلداتهم ومدنهم حيث أجبرتهم الميليشيات اليهودية والجيش الإسرائيلي لاحقا على الرحيل بهدف خلق “دولة” ذات أغلبية يهودية في فلسطين. ثم عمدت “إسرائيل” إلى نقل اليهود بسرعة إلى منازل الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم.
أزمة اللاجئين الفلسطينيين
وأدى هذا الحدث الأليم إلى ظهور أزمة اللاجئين الفلسطينيين حيث بات ثلثا الشعب الفلسطيني مشرداً في المنفى. وتشير التقديرات إلى أن نحو 50% منهم تم ترحيلهم بفعل الاعتداء العسكري اليهودي المباشر عليهم، في حين اضطر الآخرون للرحيل بفعل انتشار أنباء المجازر التي ارتكبتها الميليشيات اليهودية في القرى الفلسطينية مثل دير ياسين وطنطورة.
ونظر القادة اليهود إلى عملية التهجير والتطهير العرقي بوصفها خطوة ضرورية لتأسيس "إسرائيل"، حيث تحدثوا علناً عن الحاجة إلى الصدامات العسكرية لترحيل أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين لتغيير الواقع الجغرافي والاجتماعي على الأرض.
التطهير العرقي
وكانت خطة (داليت) لميليشيا (الهاجانا) بمنزلة مسودة لذلك التطهير العرقي. ويقول بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي "يجب علينا أن نستخدم الإرهاب والاغتيال وبث الرعب والمصادرة وقطع جميع الخدمات الاجتماعية لإخلاء الجليل من سكانها العرب".
وتم تدمير المئات من القرى والبلدات الفلسطينية حيث قامت القوات الصهيونية بإخلاء أكثر من 450 بلدة وقرية فلسطينية تم تدمير معظمها تدميرا تاما والاستيلاء على الأراضي والممتلكات فيها. ثم قامت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد إعلان قيام "إسرائيل" بمصادرة أراضي اللاجئين وممتلكاتهم بغض النظر عن حق الفلسطينيين أو رغبتهم في العودة إليها.
وظل قسم من الشعب الفلسطيني فيما أصبح لاحقا يعرف باسم "اسرائيل" على الرغم من تهجير معظم الفلسطينيين. وعلى الرغم من اعتبارهم مواطنين في الدولة الجديدة فإنهم ظلوا خاضعين للحكم العسكري الإسرائيلي حتى عام 1966، واليوم يشكل الفلسطينيون (فلسطينيو الداخل) نحو 20% من سكان "إسرائيل"، وسنت "إسرائيل" العديد من القوانين التي تنص صراحة على تفضيل اليهود على غير اليهود. وإن قرابة ربع فلسطينيي "إسرائيل" هم مهجرون داخلياً لا يستطيعون العودة إلى المنازل والأراضي التي سلبت منهم.
فلسطينيو الخارج
وبلغ عدد فلسطينيي الخارج في الدول العربية بـحوالي 5,46 مليون نسمة، يتوزّعون في الوطن العربي كله، وغالبيتهم في الأردن وسوريا ولبنان، ويعيش 29% من الفلسطينيين كلاجئين في 58 مخيماً، منها 10 في الأردن، و 9 في سوريا، و 12 مخيماً في لبنان، و 19 في الضفة الغربية و 8 مخيمات في غزة، أمّا في الدول الأجنبية فيقدر عدد الفلسطينيين بـ 685 ألف فلسطيني، وبهذا فقد نستطيع تقدير عدد الفلسطينيين حول العالم كله بـحوالي 12,37 مليون نسمة.
وتؤمن الأغلبية الكبرى من الفلسطينيين بضرورة تلبية حقوق اللاجئين، وفى مقدمة هذه الحقوق حق العودة والتعويض لكل فلسطيني غادر أرض فلسطين التاريخية بسبب الاحتلال، وكل فلسطيني ولد خارج فلسطين ولا يستطيع العودة إلى دياره بسبب المنع الإسرائيلي، بغض النظر عن تصنيفه القانوني تحت فئة لاجئ أو نازح.
عمليات الطرد والتهجير القسري
وحتى اليوم، تتواصل عمليات الطرد والتهجير القسري التي تمارسها حكومات "إسرائيل" المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني من خلال هدم البيوت في القدس والضفة الغربية وتدمير آلاف المنازل كما حدث خلال الحروب العدوانية الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي الصهيوني على قطاع غزة، ومصادرة الأراضي وضمها لغرض بناء جدار الفصل العنصري على أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس والاعتداءات اليومية والمتكررة على المسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين.
بالأرقام.. بعد 69 عاما على النكبة هذا هو حال القضية الفلسطينية (فيديو)
صادف اليوم الـ15 من أيار ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، حيث قامت العصابات الصهيونية بتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا.
أبرز الأرقام والحقائق المهمة في تاريخ القضية الفلسطينية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الثلاثاء 16 مايو 2017, 9:55 am
رغم مرور 69 عاماً على النكبة التي حلت بالفلسطينيين، إلا أن جراح اللاجئين لم تكلم بعد، وما زالت معاناة التهجير والاجبار على ترك والديار بقوة السلاح، ماثلة أمام الجيل الثالث للاجئين.
عودة اللاجئين تنتظر حل سياسي مأمول، إلا أن ذلك بعيد المنال في ظل تلّكيء المجتمع الدولي على مدار عشرات السنوات، في تنفيذ قرارات اتخذها سابقا تقضي بعودة اللاجئين لديارهم، وسط تمسك واضح للفلسطينيين بحق العودة.
عدد الفلسطينيين في العالم
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فقد قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2016 بحوالي 12.70 مليون نسمة، وهذا يعني أن عددهم في العالم تضاعف 9.1 مرة منذ أحداث نكبة 1948.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليًا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أنه قد بلغ في نهاية عام 2016 حوالي 6.41 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ نحو 7.12 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2020، وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليًا.
اللاجئون الفلسطينيون
وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 42 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين المحتلة نهاية 2016، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من كانون ثاني/ يناير للعام 2015، حوالي 5.59 مليون لاجئ فلسطيني.
ويعيش حوالي 29 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيمًا، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، 9 في سورية، 12 في لبنان، 19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران/ يونيو 1967، "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين"، ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلًا.
اللاجئيون رمز النكبة
ويرى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" تيسير نصر الله أن "اللاجئين هم أحد رموز ونتائج النكبة، ويمتلكوا مفتاح العودة ولديهم الأمل والحلم والإرادة بالرجوع لديارهم، وباتوا عنواناً لكل المراحل، فهم خسروا بيوتهم وأراضيهم، ودفعوا الثمن الأكبر نتيجة للنكبة، وعاشوا ظروف قاسية سواء في المخيمات أو أصقاع الأرض".
وأكد نصر الله في تصريحات لـ"قدس برس" أن اللاجئين سيُفشلون أي حل سياسي لا يستجيب لمطالبهم بالعودة للأراضي التي خرجوا منها، وسيكون اللاجئ شاهداً وحكماً ورأس الحربة لتحقيق المطالب الفلسطينية،وأبرزها تحقيق حلم العودة.
ويعتبر أن "دولة الاحتلال متغطرسة وماضية في فرض وقائع على الأرض من أجل استدامة الاحتلال، وعدم السماح لأي لاجئ بالنفاذ عبر أي ثقب نحو تحقيق حلمه العودة، حيث أشغلت الفلسطينيين بالمطالبة في أراضي 1967 دون أن تستجيب لأي دعوات تنهي الصراع المستمر بين الفلسطينيين وصولاً الى معركة العودة".
ولا يبدي تيسير نصر الله قلقاً على قضية اللاجئين وحق العودة رغم مرور 69 عاماً دون تحقيق خطوات عملية، وفاعلة صوب العودة، واصفاً حق العودة بأنه "كالذهب يزاد بريقاً ولمعاناً كلماً مضت عليه سنوات أطول، كما أنه يترسخ في قلوب الفلسطينيين بشكل أكبر".
ويشدد نصر الله على أنه "رغم الواقع السياسي المؤلم الذي تمر به القيادة الفلسطينية والحركات الوطنية، لكن الأهم أن تورث هذا الحق للأجيال القادمة والأطفال، ومن لم يولدوا بعد لكي لا ينسوا هذا الحق وهذه مهمة الحركة الوطنية، وذلك بتعزيز ثقافة العودة، وهو السلاح المتاح اليوم للحفاظ على هذا الحق، وإفشال رهان الاحتلال على نسيان الصغار وموت الكبار".
اللاجئون .. اجماع الفلسطينيين
و يرى أحمد حنون، مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية أن "اللاجئ الفلسطيني كأن دوماً الضحية، مما جرى إبان النكبة في ظل عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة على إجبار تل أبيب على الاعتراف بجريمة نكبة اللاجئين، وتنفيذ قرار 194 بحقهم في العودة".
وشدد حنون في حديث لـ"قدس برس"أن قضية اللاجئين بقيت كقضية إجماع وطني، وجزء من الذاكرة وعلى سلم أولويات البرنامج الأساسي لمنظمة التحرير والفصائل الوطنية، والذي يؤكد على ضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها".
ويعتبر أن "الفلسطينيين تقدموا خطوات في طريق عودتهم لديارهم لولا وجود حامية كبيرة لإسرائيل كالولايات المتحدة والدول الغربية التي حالت دون أن ينفذ قرار الأمم المتحدة بحق عودة اللاجئين، رغم أنها ليست قضية إنسانية نتيجة لصراع داخلي، بل نتجت عن عدوان خارجي مد بأسباب الدعم الغربي الكامل في إطار مؤامرة دولية، وهم أصحاب قضية عادلة وهجروا بقوة السلاح من بلادهم ،وفي صراع مفتوح مع دولة الاحتلال".
ويؤكد على أن الموقف الفلسطيني الرسمي ثابت على أن أي حل يتم التوافق عليه مع الإسرائيليين حول قضية اللاجئين، لا بد أن يتم وفقاً لقرار 194 بالعودة، بل يجب أن يخضع أي قرار لاستفتاء اللاجئين لقبوله أو رفضه".
ويُحيي الفلسطينيون اليوم الإثنين؛ 15 من أيار/ مايو، الذكرى السنوية الـ 69 للنكبة التي خلقت واقعا سياسيا جديدا أوجد أوجدا كيانا سُمّي بـ "إسرائيل" على أنقاض 78 في المائة من مساحة دولة فلسطين التاريخية، والتي تشهد تغيرًا مستمرًا لخارطتها منذ عام 1948.
وشكّلت "النكبة" عملية تحوّل مأساوي في خط سير حياة الشعب الفلسطيني بعد سلب أرضه ومقدراته وممتلكاته وثرواته، وما تعرّض له من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الأربعاء 15 مايو 2019, 10:12 pm
[rtl]التاريخ:15/5/2019 - الوقت: 12:16م[/rtl]
عمان - البوصلة
انتشرت وسوم التضامن مع الفلسطينيين وحق عودتهم في ذكرى النكبة الـ70 ومنها وسم #ذكرى_النكبة،#Nakba71، وتصدّر وسم #النكبة الأكثر تداولًا عالميًا عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وتفاعل المغردون بالتعبير عن غضبهم تجاه صمت المجتمع العربي والدولي المستمر إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين منذ عام 1948، وخاصة في قطاع غزة، واقتحامات الأقصى والاعتداء على المرابطين والمرابطات وحرّاس وشباب الأقصى، والاعتقالات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبالتزامن مع الحديث عن تفاصيل إعلان ترامب حول ما يسمى بـ"صفقة القرن".
[rtl]يا اخوتي في القدس في يافا وفي أرض النقب لا تسمعوا صوت العرب ركعوا فما بقيت ركب لا تلقموا الطعم ولو كان ذهب وحجارة السجيل عنوان الغضب أو كلما ضآءت بأفقي نجمة جاءت لتطفئها جيوش أبي لهب والقدس نار ولهب في القدس قد نطق الحجر لا مؤتمر لا مؤتمر أنا لا اريد سوى عمر
[/rtl] [rtl]أنا من هؤلاء ال ٦ ملايين لاجىء هل تظن إسرائيل أننا سنختفي كلنا؟ حل الدولتين يقصينا تماماً من "الحل" ومن الحوار أساساً قبل الحل، يحرمنا من حقنا المشروع بالعودة. لا أؤيد حلاً يحرمني من فلسطينيتي. #النكبة#النكبة_71[/rtl]
[rtl]في ذكرى النكبة .. سِتي آمنة عُمرها أكبر من عُمر "إسرائيل"، وُلدت في فلسطين المحتلة قبل الاحتلال بسنوات وتم طردها وهي طفلة صغيرة لكنّها كانت تحفظ بلادها كما يحفظ الطفل وجه أمه، ونحن أحفادها عرفنا فلسطين من سرديتها وحلمها المستمر بالعودة إلى قريتنا المُحتلة. #Nakba71[/rtl]
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الأربعاء 15 مايو 2019, 10:15 pm
اليوم الأربعاء الخامس عشر من أيار هي ذكري مرور واحد وسبعين عاما علي النكبة الأولي للشعب الفلسطيني باحتلال العدو الصهيوني جزء من فلسطين التاريخية، وتوالت بعدها النكبات، بغض النظر عن المسميات، كنكسة عام ٦٧ واتفاقية كامب ديفيد وخروج مصر واتفاقيات أوسلو ووادي عربة والتنسيق الأمني والانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي والمبادرات العربية بأشكالها المختلفة.. ولكن الشيء المعجز حقيقة والمذهل رغم كل النكبات السابقة هو إرادة الشعب الفلسطيني، والجينات التي يحملها هذا الشعب بالالتزام بأرضه وبكل ذرات ترابه رغم قوة وجبروت هذا العدو، وما يملكه من قوة عسكرية، ومعه أغلب قوي الارض، والعديد من زعماء العالم ومنهم عرب ومسلمون، ورغم أن العديد من أبناء الشعب الفلسطيني دخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية ورغم العديد من الشهداء والجرحى والأسري والحصار والتجويع واستئساد المستوطنين بدعم من جيش العدو علي الفلسطينين العزل.. رغم كل ما سبق لم نر الفلسطينيين رفعوا الراية البيضاء واستسلموا لهذا العدو.. وما زال الفلسطيني يعتبر كل انسان أو زعيم يتنازل للعدو أو يبيع أرضا له خائنا، ويشارك الشعب الفلسطيني في نظرته هذه الشعوب العربية والإسلامية والانسانية.
ومع أنه لا يوجد مقارنة مطلقا بين القوة العسكرية للعدو وبين المقاومة ولكن اللذي أدي إلى التعادل في الأيام الماضية وأن يطلب العدو التهدئة، هي إرادة هذا الشعب وإيمانه بربه وبأرضه. هذه الأجيال الثلاثة او الأربعة التي كان يراهن عليها العدو بأنها ستنسي أرضها وقضيتها هي الأجيال المعجزة بإيمانها بحقها، فهي لا تؤمن بحق القوة وإنما بقوة الحق. والأجيال السابقة هي الأجيال التي علي عهدها نفذ الوعد الرباني بعلو هذا العدو والتي نعيشه الآن اما الأجيال الحالية والقادمة فهي أجيال إزالة هذا العدو عن كل تراب فلسطين باذن الله. وكم أكون متفائلا كلما أسمع نبرات الثبات وكلمات العزة من أم شهيد ووالد شهيد عند هدم بيوتهم أو أهل أسير أو المحاصرين والجائعين في غزة.. أنا في النهاية أؤمن بزوال هذا الكيان الغاصب لأنه مبني علي أساس الظلم والعدوان والكذب وتزييف الحقائق، وأنه أوهن من بيوت العنكبوت، وأتمنى أن يؤمن قادتنا وزعماؤنا بذلك.. وكل عام وأنتم وأمتنا وفلسطين وأهل فلسطين بالف خير.
[rtl]فلسطين.. ما بين نكبة الأمس ومقاومة اليوم[/rtl]
لست في وارد العودة إلى الخلف للحديث عن النكبة الفلسطينية، واستذكار أطلال القرى المهجرة، وحال أهلها قبل 71 عاماً، وإن كانت ذكرى النكبة هذا العام تختلف عن سابقاتها لجهة اشتداد حملات المخططات الصهيونية والأمريكية الساعية لفرض تصفية بشكل كامل على القضية الفلسطينية بـ"العصا دون الجزرة"، في ظل عوامل وظروف يعلمها الجميع تمر بها منطقتنا العربية، وما تعانيه من أزمات داخلية.
بكل تأكيد ليس الأمس كاليوم، فمع مرور الزمن، تغيرت المعطيات الدولية، والخريطة السياسية العالمية، فالقضية التي أرادوا موتها على مائدة المفاوضات -السرية منها والعلنية-، لم تخفت جذوة نارها في صدور أهلها، وتكسرت على صخرة الإرادة الفلسطينية كل المؤامرات على عِظمها، وشراستها، وخبثها في كثيرٍ من الأحيان، فالفلسطينيون قدموا 100 ألف شهيد منذ النكبة الفلسطينية، فيما تعرض أكثر من مليون فلسطيني للاعتقال بحسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، ما يعني أن معركة التحرير مستمرة بضريبةٍ مرتفعة، وإصرار على تقديم المزيد.
لم يكن أكثر المتفائلين ليتصور استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لمواجهة الاحتلال الصهيوني لأرضه، بل ويسجل الحرب الأطول، داخل الأراضي المحتلة بـ52 يوماً، والحديث هنا عن العدوان الصهيوني الثالث على قطاع غزة في العام 2014، فالصهاينة يعيشون على الحروب، ويقتات قادتهم على افتعال الأزمات وإيجادها، رغم فشلهم المتكرر في إدارتها، تحت حجج وذرائع داخلية تتعلق بتوحيد المكون اليهودي في فلسطين، لمواجهة الأخطار المحيطة.
بنظرةٍ متفائلة، أرى أن استمرار الحديث عن القضية الفلسطينية، واستذكار نكبتها الأولى، عام 1948م، يعتبر إنجازاً ومكسباً وطنياً، بالنظر إلى حالة التراجع العربي، فالفلسطيني اليوم أفشل نظرية الأمن، التي سعى الاحتلال لإيجادها بدعمٍ أمريكي، وخير دليلٍ على ذلك، ما شهدته المواجهة الأخيرة بين الكيان الصهيوني، والمقاومة الفلسطينية، فالأخيرة أوجدت معادلةً جديدة في توازن الرعب، تمثلت باستخدام صواريخ نوعية ومتطورة، ذات قوة تدميرية، لم تكن معهودة في جولات المواجهات السابقة، وتتميز الصواريخ بوصولها لمسافاتٍ أطول، وإصابة أهدافها بدقةٍ عالية.
أضف إلى ذلك، امتلاك المقاومة في غزة قوة ردع مؤثرة باستخدامها الصواريخ المضادة للدبابات "الكورنيت"، وتحديد أهدافها بدقة عالية، وإيقاع القتلى في صفوف العدو، واستخدام تكتيكٍ عسكرية محكمٍ غير معهود لجهة المواجهة ما بين الجيوش النظامية، والحركات الجهادية، أضف إلى ذلك كله تحييد القبة الحديدية، حين أظهرت المقاومة قدرة في التشويش على هذه الصناعة الأحدث، والأكثر تعقيداً.
في ذكرى النكبة، تقول لنا المعطيات، والوقائع على الأرض بأن غزة البقعة الصغيرة المحاصرة، هي فقط اليوم من تستطيع إصابة تل أبيب، وبئر السبع، وأسدود، وعدد من المدن الصهيونية الحيوية بصواريخها، ثم يطلب الاحتلال من الوسيط المصري الاستعجال في طلب التهدئة، وفق شروط المقاومة، في الوقت الذي تخشى فيه أقوى دول العالم من افتعال مجردِ أزمةٍ دبلوماسيةٍ صغيرةٍ مع مندوب الاحتلال في أي محفلٍ دولي!.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الأربعاء 15 مايو 2019, 10:17 pm
[rtl]كيف نواجه النكبة بذكراها الـ 71؟.. خبراء يجيبون[/rtl]
د.منذر الحوارات: فرض صفقة القرن غير قانوني وغير أخلاقي
د.منذر الحوارات: متفائل بتغير فكر الشباب العربي بمواجهة المشروع الصهيوني
د.منذر الحوارات: يجب على الفلسطينيين أن يمتلكوا ناصية مشروع وطني يتسع الجميع
كاظم عايش: الصعوبات والصدمات ستخرج المارد المختبئ في الأمة
كاظم عايش: ثمن مواجهة صفقة القرن أقل بكثير من ثمن الصمت على الجريمة
كاظم عايش: الجميع يتحمل المسؤولية الأخلاقية في مواجهة المؤامرة
عمان – رائد الحساسنة
أكد خبراء ومحللون سياسيون أنه وعلى الرغم من الظروف الصعبة والمعقدة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية في ظل حلول الذكرى الـ 71 لنكبة فلسطين، لكن الأمل ما زال معقوداً بمواجهة المشروع الصهيوني وإفشاله واستعادة الحقوق العربية والإسلامية المسلوبة في فلسطين.
وقال خبراء ومحللون في تصريحاتٍ لـ "البوصلة" أن المرارة والصعوبات والصدمات التي تتعرض لها الأمة اليوم ستخرج المارد المختبئ فيها، معبرين عن تفاؤلهم بالوعي الذي يحمله الشباب العربي اليوم كنواة وطليعة لجيل التحرير الذي سيتمسك بالحقوق بأرض فلسطين ويستعيدها حتمًا رغم كل الظروف والمصاعب.
تعليم الأجيال عقيدة التمسك بالحقوق لمواجهة النكبة
أكد رئيس الجمعية الأردنية لحق العودة كاظم عايش أن النكبة تمر هذا العام في ظروف تجعل للنكبة طعمًا آخر أكثر مرارة، بحكم الأوضاع في العالم العربي والإسلامي والمحاولات البائسة واليائسة من أجل استهداف كل من يدافع عن الحق العربي والفلسطيني.
وقال كاظم عايش في تصريحاتٍ لـ "البوصلة": "لا شك أن الظروف أصبحت أصعب، ولكن لدينا عقيدة أن أشد ساعات الليل حلكة هي تلك التي تكون قبل الفجر، ونسأل الله أن تكون اقتربت لحظة الخلاص من هذه النكبة، ويبدوا لي أننا بحاجة لمطرقة لنضرب على رؤوس الناس حتى يستيقظوا من غفلتهم واستكانتهم لمخططات الأعداء والتي ظهر منها نقل السفارة ووقف دعم الأونروا ومحاولة شرعنة الاحتلال والاستيطان وما يحصل اليوم في الجولان، وتهويد القدس".
وتابعه حديثه، هذا ما يظهر من المؤامرة، لكن ما خفي أعظم، وقد نستقبله في مقبل الأيام، وصحيح أن الأمر فيه مرارة، ولكن يبدوا أن هذه المرارة والصعوبات والصدمات هي التي توقظ إن شاء الله في هذه الأمة المارد المختبئ فيها.
ونوه عايش إلى أننا شاهدنا كيف فشلت مؤامرتهم في غزة ولم يستطيعوا تحقيق ما يريدون في أكثر من موقعة وأكثر من مكان، وبالتالي المسألة تحتاج أن نمتلك إرادتنا وأن نأخذ قرارنا في مواجهة هذا العدوّ، والأمر ليس صعبًا، صحيح سندفع فيه ثمنًا، ولكن الثمن الذي سندفعه في مقاومة العدو، سيكون حتمًا أقل بكثير من ثمن سكوتنا على الجريمة المستمرة منذ 71 عامًا، وهي القضية الأعمق والأطول زماناً في التاريخ.
وشدد على اعتقاده بأنه كلما أمعن العدو في مؤامرته، كلما جعل ساعة الفرج تكون أقرب إن شاء الله.
وحول المسؤوليات التي يتحملها الفرد والمجتمع والدول تجاه القضية الفلسطينية في ذكرى النكبة الواحد والسبعين، قال عايش: لا شك أن المسؤولية تتوزع في البعد الفردي والجماعي فلا بد أن نزرع في أبنائنا وبناتنا فكرة التمسك بالحق والثبات على المبدأ وأيضًا، وفكرة الإصلاح بلا شك تخدم مشروع العودة، وكلها مترابطة، فإذا أصلحنا أنفسنا ومجتمعاتنا أصبحت الحرية والعدالة هي عنوان لمجتمعاتنا، حتما سنكون قادرين على أن نطالب بحقنا.
ونوه إلى أن المواطن في كل العالم العربي ما زال يعاني في وطنه، وهو بحاجة أن يزرع الفكرة في ذهن الأبناء أن الحرية والعدالة والشورى والديمقراطية يجب أن تترسخ، ثم التمسك بالحق والمبدأ وسيكون له دور كبير في خدمة القضية.
وشدد على أن أهمية الوعي تكمن في أنه سيزرع في جيلٍ من الأجيال المعاني المطلوبة ليكون جيل التحرير الذي يطالب بالحق ويتمسك به ويسترجعه.
وختم عايش حديثه بالقول: لا شك أننا نحتاج إلى جهد كبير والجميع مطلوب منه على مستوى الفرد والجماعة والدولة والمؤسسات، الكل مطالب بدوره وأن يتقي الله في نفسه ووطنه وأمّته واستعادة الحقوق المشروعة في أرض فلسطين وإن طال الزمان، "فالحق لا يضيع إن كان وراءه مطالبٌ على قد حاله وسيستعيده حتمّا".
النكبة لن تستمر.. بل تواجه بمشروع عقلاني
من جهته أكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور منذر الحوارات أن ثمّة بصيص أمل دائمًا لمشاكلنا التي نعاني منها، والنكبة كانت صدمة في ضمير الشعب الفلسطيني وضمير الأمة ولم تكن بدايتها في اليوم الذي حصلت فيه، بل كانت نتيجة لمقدمات طويلة كان عمرها نصف قرنٍ من الزمان، وفي النهاية جاء احتلال إسرائيل لفلسطين عام 1948م، كمحصلة لتلك العوامل.
وقال الدكتور منذر الحوارات في تصريحات لـ "البوصلة": "الآن ما بعد هذا العمر الطويل للنكبة، السؤال هل تغيرت الظروف، وتحسن الواقع، وهل ثمّة إمكانية لمواجهة مشروع النكبة هذا، بدون شك الظروف ما تزال صعبة، ما ميز الفترة الماضية غياب الوعي لدى الناس عن أهمية مواجهة هذا المشروع منذ عام 48 وما بعده، ورغم ذلك أنشئ مشروع النضال الوطني الفلسطيني ومشروع المجابهة العربية لكن مع الأسف الشديد بدأ هذا المشروع يتفكك رويدًا رويدًا إلى أن أصبح يتعامل مع الاحتلال كأنه أمرٌ واقع وحقيقة، والمشروع الوطني الفلسطيني أصابه الخلل والانقسام، والمشروع العربي لمواجهة المشروع الصهيوني تفكك وأصابه الانقسام، حتى المشروع الوطني العربي والدولة القطرية في مواجهة مشروع آخر الذي هو المشروع الصهيوني بدت ضعيفة وواهية وسهلة التفكك وهذا ما حدث في عدد من الدول العربية".
وشدد على أن هذا الواقع يشير إلى أننا لسنا بحالٍ جيدة، لكن السؤال هل يستمر هذا الحال؟ أنا لا أتصور ويمكن قراءة الواقع الآن فهناك مشروع تغيير ذهني لدى المجتمعات العربية بأن الحال الذي يمس القضية الفلسطينية يجب أن يتغير، ولا يمكن التغير باستمرار الحديث عن الماضي أو الحديث عن المستقبل؛ بل يجب الحديث عن الواقع والتعامل معه.
وقال الحوارات: أنا متفائل بهذا التغيير لدى الشباب العربي، ولا أقول القيادة العربية، لأن بداية تفكير واقعي عقلاني كيف نواجه مشروعًا ليس سهلاً، مشروعًا قويًا كالمشروع الصهيوني، مدعوم من أهم قوى عالمية مرت على مر التاريخ ربما وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر يستدعي إيجاد أدوات مختلفة عن السابق.
واستدرك بالقول: لنلاحظ أنه ورغم كل الضغوط التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لا أحد يتزحزح من مكانه؛ لأنه الآن أساس المشروع القومي الوطني الفلسطيني هو الصمود على الأرض الفلسطينية، وإسرائيل تريد أن تغتصب الأرض وتريد أن تجرد الفلسطينيين من آخر أسلحتهم وهي أرضهم وثباتهم عليها، والفلسطينيون يقولون: لا، سوف نبقى ونقاتل ونناضل.
وأضاف، "أنا أتوقع أنه ثمة تغيير جوهري سيحصل؛ لأن إسرائيل التي كانت تمتلك 18% فقط من أرض فلسطين في العام 48 وأنشأت مشروعها القومي الاستعماري التوسعي، والفلسطينيون اليوم يستطيعون بالرقم نفسه 18% من فلسطين التاريخية أن يبدأوا بالعودة من جديد لمحاولة إنشاء مشروعهم الوطني على أساس مختلف يتمثل في "اليوتيبيا الصادقة" ويجب أن يقرأوا واقعهم ويتعاملوا معه".
وتابع بالقول: لكن بحاجة لإرادة سياسية وإرادة شعبية؛ لأن الإرادة الشعبية الفلسطينية متوفرة، ولكن طالما هناك انقسام فلسطيني أعتقد أن هناك عوارٌ كبيرٌ في المشروع الوطني الفلسطيني؛ يجب أن يتم حل هذا الخلاف والانقسام الفلسطيني بغض النظر عن الكاسب أو الخاسر، لأنه في حساب مشروع التحرر الوطني حساب الكاسب والخاسر من الفصائل هذا يعتبر على حساب المشروع الأساسي ومشروع إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وشدد الحوارات على أنه يجب على الفلسطينيين الآن وأنا لست بوارد النصح الآن، فهم يعلمون الشعوب الآن، ولكن لا يستطيعوا دون إعادة وحدتهم الوطنية أن يقاوموا أي مشروع وأي قوة، بقوة الحق وليس بقوة السلاح كما تفعل إسرائيل.
بث الأمل في الأمة من جديد
وحول استعادة الأمل وبثه لأبناء الأمة العربية والإسلامية من جديد، قال الحوارات: لنكن صرحاء، المواطن العربي في كل الدول العربية تغلبت همومه الشخصية على همومه القومية، والآن اصبح المواطن العربي يفكر كثيرًا في لقمة عيشه ويفكر كثيرا في كيف يستطيع أن يكون آمنا مستقرًا في بيته بين أهله، ولكن بعد قليل إذا تحققت الديمقراطية وهي آمال مشروعة للمواطنين العرب، سيفكر بالمخاطر الحقيقية التي تواجهه وتعيقه عن تطوره، وسيجد أن "إسرائيل" هي أحد تلك العوائق.
وتابع، ستكون القضية الفلسطينية وتداعياتها على الشعوب العربية والدول العربية واحدة من تلك الأسباب التي أدت إلى تأخر المواطن العربي.
ونوه إلى أن القضية الفلسطينية استثمرت من قبل الزعامات العربية لإيجاد مشروعية لهؤلاء الزعماء، وكان ذلك على حساب تنمية حقيقية لدى المواطنين العرب، فكان الحكام العرب يقولون نحن في فترة مواجهة وحرب إسرائيل، وفي المقابل هم لم يكونوا يقدموا شيئًا للقضية الفلسطينية؛ بل كانوا يتخذونها ذريعة لإيجاد مشروعيات لأنفسهم.
وشدد الخبير الاستراتيجي على أنه عندما يصبح المواطن العربي واعيًا لمصالحه، سوف يدرك أن هؤلاء الحكام استخدموا القضية الفلسطينية كشماعة لكراسيهم وبقائهم في السلطة.
وأوضح أن المواطن العربي سيقتنع بنفسه أن الأخطار التي تحيط بالناس عندما يتخلصوا من المخاطر التي تضغط عليهم، يستطيعوا أن يكتشفوا ما هي المخاطر الحقيقية، فإسرائيل خطر حقيقي على كل بيت عربي، ولا يمكن أن يستقر بيت عربي طالما الفلسطينيون في حالة غياب عن دولتهم وفي حالة تشرد وفي حالة شتات؛ فلا يمكن أن يكون شقيقك بمأزق وأنت تكون مرتاحًا، وهذا الأمر سيعبر يومًا ما عن نفسه.
فشل صفقة القرن
وأكد الحوارات في حديثه لـ "البوصلة" أن صفقة القرن فشلت من بدايتها مع رفض الطرف الفلسطيني لها، وقال: "أما فيما يتعلق صفقة القرن وفرض الأمر الواقع، فالفلسطينيون رفضوا أي شيء لا يحقق مصالحهم ولا يمكن توقيع أي صفقة دون وجود جميع أطرافها، وإسرائيل والولايات المتحدة طرف، والعرس لا يتم دون الطرف الآخر، وطالما لم يوقع الفلسطينيون على ما يريده ترامب وكأن شيئًا لم يكن.
ونوه إلى أن ترامب يستطيع أن يقول ويفرض الصفقة بالقوة؛ لكن هل هذا الفرض قانوني وأخلاقي وقيمي ومعتبر ومعترف به شرعيًا ودوليا، لا أبدًا ولن يكون، فوجود 140 دولة في العالم تقف إلى جانب الحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم الفلسطينية، ومهما فعل ترامب لن يستطيع أن يجبر العالم على تغيير قناعاتهم.
واستدرك الحوارات بالقول: لكن ما يجبر العالم على تغيير قناعاتهم هو تخلي الفلسطينيين عن مشروعهم الوطني، والاستمرار في هذه الهلامية من الخلافات التي تشتت المشروع الوطني الفلسطيني، وتقسم الفلسطينيين على أسس لا تمس حقيقة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وختم الخبير الاستراتيجي حديثه بالتأكيد على ضرورة التحلي بالصبر للتخلص من نكباتنا، مؤكدًا أن الصراعات التاريخية لا تحمل مدىً قريبًا، فالمشروع الصهيوني استمر مائتي عام ولم يكن من هيرتزل، بل من مائتي عام قبل تنشأ دولة الكيان العنصري الإسرائيلي، والمشروع الفلسطيني ربما يحتاج إلى 50 عامًا أخرى ربما، ولكن يجب أن يتحلى الفلسطينيون بالصبر وأنا ليس من حقي أن أحدد تواريخ، ولكن الإرهاصات الأولية تشير إلى أن إسرائيل تعود إلى دولة عنصرية (أبارتايد) ومعنى ذلك أنها ستصبح مرفوضة من العالم، الذي لن يقبل بدولة عنصرية جديدة، وإسرائيل تتجه يوما بعد يوم إلى تلك الدولة العنصرية، وعلى الفلسطينيين أن يمتلكوا ناصية مشروع وطني سياسي ديمقراطي فلسطيني يتسع الجميع حتى اليهود.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الأربعاء 15 مايو 2019, 10:55 pm
يوم تسعى لها أقدام المقاومين فندخلها بسلام آمنين!
ديانا فاخوري ويبقى العربي الفلسطيني ممتلئا من الروح المقاوم مهما فعلت أبالسة القرن وشياطينه فمكتوب أَنْ لَيْسَ بِالْمال والسلطان والمجد الصهيواعروبيكي وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَل بكل حبة تراب تخرج من ارضنا وكل قطرة ماء تنزل من سمائنا ولن يتعب هذا الطين ولن يرحل، ولن يبدل تبديلا حتى وان طرحتموه من اعلى الأجنحة او الشرفات او القمم الى أسفل فمكتوب أيضاً ان رجال الله في الميدان يتلقفونه ويحملونه على الأكف .. لا تجربوا صاحب الارض العربي الفلسطيني المقاوم، فالارض أرضنا والقدس قدسنا والبحر بحرنا والشمس شمسنا والسماء لنا .. ومحمود درويش ابننا، و “على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ، على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارتْ تسمى فلسطين، سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة”! إذن يبقى الصراع مع الصهيونية هو البوصلة .. وتبقى فلسطين في القلب .. في القلب من الصراع وفي القلب منا وهنا يحضرني شاعر من “السلط” .. “رفعت الصليبي” .. ابن أول نائب لأول مجلس تشريعي في البرلمان السوري عن لواء البلقاء/السلط قبل أن تأخذ سايكس بيكو طريقها الى التنفيذ العملي، على الأغلب! يشير الصليبي الى هذا الصراع في أبياته التالية وفي المقتبس أدناه: هناك بذلك العلم//منازلنا من القدم ترى عيني مرابعها//ولا تسعى لها قدمي سأقدم حاملآ كفني//لأرفع راية الوطن فحطوا في العلى جدثي//وفوق شوامخ القنن نعم ستسعى – يا ابن السلط الأبية – أقدامنا لتلك المرابع ونعود لمنازلنا التي باعها “سمسار وخوان” بعد أن “يحطم الأحرار قيود الذل والعار” .. نعم “ستقضون على الباغي” وتغسلون آثاره “بالدم القاني” حتى لا يبقى الوطن “ملاذا لحثالة الأمم” فيعود اليه “بنوه الصيد أهل الجود والكرم” .. نعم “ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ” فوجود اسرائيل = ديمومة النكبة .. وازالة اسرائيل = ازالة النكبة! يرتكز وجود اسرائيل الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. إذن وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر! كإمب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، تطبيع بضمير صائح او سائح او غائب او مستتر، صفقة القرن – كلها محاولات يائسة بائسة لصيانة النكبة الفلسطينية ومعها وبها صيانة اسرائيل/المستعمرة الاستيطانية! ولعل هذا ما يفسر قلق نتنياهو و ارتياب القادة الإسرائيليين من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول ٢٠١٧ خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”. واليوم أكرر السؤال و أعاود التاكيد أن اسرائيل لم تولد بفعل جدلية التاريخ او التقاطع الجيوبولتيكي، بل بفعل صدفة النفط .. فماذا نحن فاعلون؟! كيف للعرب أن يسعدوا – بل حتى كيف لهم أن يتوسدوا المخدات؟! كيف للعرب أن يسعدوا و فلسطين تحت الاحتلال، و ترامب يعلن القدس عاصمة لاسرائيل، و الكنيست الصهيوني يصادق على قانون يؤكد تهويد القدس كاملة؟! نعم يبقى الصراع مع الصهيونية هو البوصلة، وتبقى فلسطين في القلب، وليتوقف ال”نتنياهو” عن الحفر فقد بلغ القعر ويجر معه الي الهاوية “بولتون” و”كوشنر” وربما “ترامب” بقرونهم والصفقات! وها هي الصواريخ المُباركة تنطلق من غزة هاشم، وتخترق الحصار والقبب الحديدية برؤوس متفجرة لتدمّر سيّارات إسرائيلية مدرعة بجنودها في رد على صفقة القرن برعاتها وواجهاتهم التطبيعية في المحور الصهيواعروبيكي التي تُريد إقامة إسرائيل الكُبرى من الفرات إلى النيل .. صفقة لم يعلن مضمونها بشكل رسمي الا انها تسلك طريقها الى التنفذ في بعض جزئياتها، وها هي أميركا تقوم بما التزمت به تجاه “إسرائيل” بفرض السيادة الإسرائيلية على الأرض المحتلة في فلسطين والجولان وإسقاط حق العودة المنصوص عليه بالقرار 194 تصفيةٓ للقضية الفلسطينية وإنتاجا لبيئة الخضوع والإذعان نحو اقامة شرق أوسط ليسى على شكلهم ومثالهم، بل مستعمر خانع أميركياً بإدارة إسرائيلية! انهم ما لبثوا يحاولون نزع الطابع الوطني التحرري عن القضية الفلسطينية وإحالتها إلى مجرد قضية، بل قصة، إنسانية تتكفل بعض المساعدات والمشروعات في إنهائها فتعلو نبرة الحديث عن إغداق المال السياسي بموازاة الإفراط في احكام الحصار لحدود التجويع المنهجي فإسقاط القدرة على الرفض! اما صواريخ غزة وبالوناتها الحارقة ومسيرات العودة فأدخلتهم الى الملاجئ مذعورين غير أمنين، وها هم الإسرائيليون بمئات الالوف يهربون من اماكن إقامتهم في الجنوب الفلسطيني إلى الشمال ينتابهم الرعب ومن المُتوقّع أن يتضاعف هذا الرّقم إذا ما وصلت الصّواريخ إلى تل أبيب وما بعدها .. فماذا وقد جدد السيد “باسم المقاومة، بأن الفرق، والألوية، الاسرائيلية التي تفكر في الدخول الى جنوب لبنان، ستدمّر وتحطّم أمام شاشات التلفزة العالمية”!؟ .. هل تذكرون الإطاحة بأسطورة “الميركافا – فخر الصناعة الاسرائيلية” و سقوطها بمرمى ال “كورنيت” في الجنوب اللبناني عام 2006 .. الى “انظروا اليها تحترق” استهدافا للمدمرة الاسرائيلية “ساعر” بصواريخ المقاومة .. الى إسقاط ال “F16” من الجيل الرابع فائق التطور “أمام شاشات التلفزة العالمية”! وها هو ال”نتنياهو” يعود إلى مربع التهدئة القديم الجديد امام معادلات الردع التي فرضتها المقاومة بكل وضوح وعزم وقوة. اما الدخول الى الجليل وما بعد بعد الجليل فقاب قوسين او أدنى – ذلك يوم الخلود! تمشي و امشي والليالي بيننا ستُريكَ من يهوي ومن سيظفرُ كاتبة عربية اردنية
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: نفثة في ذكرى النكبة الخميس 16 مايو 2019, 5:52 am
[rtl]خواطر مواطن سبعيني في ذكرى النكبة[/rtl]
[rtl]يصادف يوم 15 مايو ذكرى مرور 71 عاما على «النكبة» التي حلت بالشعب الفلسطيني. ولأنها ذكرى لا تهم شعب فلسطين وحده، وإنما الشعوب العربية قاطبة، فهي تستحق أن نتوقف عندها بالتأمل لعلنا نستطيع أن نستخلص مما جرى للعالم العربي منذ ذلك الوقت،[/rtl] [rtl]دلالة تمكننا من الإجابة على السؤال التالي:[/rtl] [rtl] هل بمقدور الدول العربية أن تتعايش سلميا مع إسرائيل، إذا تمت تصفية القضية الفلسطينية؟ وبأي شروط؟ [/rtl] [rtl]ولأنني أنتمي إلى ما يمكن أن نطلق عليه «جيل النكبة»، فقد خطر ببالي أن أحاول البحث عن إجابة لهذا السؤال الملح،[/rtl] [rtl] من موقعي كمواطن تزامن وصوله إلى هذه الحياة الدنيا مع الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين![/rtl] [rtl] لم يكن عمري قد بلغ العامين حين حلت «النكبة» بالشعب الفلسطيني، الأمر الذي حال دون معايشتي الشخصية لوقع هذا الحدث الجلل على النفوس،[/rtl] [rtl] لكنني عايشت بكل مشاعري جميع الحروب العربية الإسرائيلية التالية، طفلا في حرب 56 وشابا إبان الحروب الثلاث اللاحقة[/rtl] [rtl] في 67، وفي 68 – 70 (حرب الاستنزاف) وفي حرب اكتوبر 73. [/rtl] [rtl]كما عايشت في مرحلة الرجولة والنضج محاولات الأنظمة العربية التوصل إلى تسوية سلمية للصراع مع إسرائيل، بدءا بزيارة السادات للقدس،[/rtl] [rtl] وانتهاء بإبرام كل من منظمة التحرير الفلسطينية والأردن اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة.[/rtl] [rtl] وها أنذا أتابع اليوم، في مرحلة الكهولة وخريف العمر، مناورات ترامب لإبرام «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية.[/rtl] [rtl] فما هي القناعات التي خلصت إليها من متابعتي لهذه التي استغرقت عمري كله؟ [/rtl] [rtl]هذا سؤال متعدد الأبعاد، سأحاول صياغة وتلخيص إجابتي عليه في نقاط محددها أعرضها على النحو التالي: لم تكن فلسطين هي وحدها المستهدفة، فقد حددت الحركة الصهيونية لنفسها غاية عظمى أصرت على ألا تتخلى عنها مهما كانت الظروف،[/rtl] [rtl]ألا وهي إقامة دولة يهودية على ما تعتبره حدودا «توراتية» تمتد من النيل إلى الفرات.[/rtl] [rtl] دليلنا على ذلك أن دولة إسرائيل لم تعلن لنفسها حتى الآن حدودا جغرافية واضحة ونهائية. [/rtl] [rtl]يثير التأمل هنا أن قيادة الحركة الصهيونية استخدمت منهج «إدارة الصراع» بدلا من حله، وهو منهج يقضي بقبول حلول مرحلية أو مؤقتة،[/rtl] [rtl] قد تمليها موازين القوى على الأرض في مراحل معينة، مع التمسك العنيد بالغايات النهائية، ورفض التخلي عنها مهما كانت المعوقات، [/rtl] [rtl]حتى لو اضطرت لنقض ما سبق لها أن وقعت عليه.[/rtl] [rtl]واتساقا مع هذا النهج قبلت بمشروع التقسيم عام 47 ثم بإعلان قيام دولة إسرائيل في نطاق الحدود التي رسمها هذا المشروع،[/rtl] [rtl] لكن ذلك لم يمنع دولة إسرائيل لاحقا من انتهاز كل فرصة للتوسع لاحت لها، ولم تتخل إطلاقا عن أراض احتلتها، [/rtl] [rtl]إلا إذا أضطرت لذلك كرها، تحت ضغوط دولية، أو طوعا، لأسباب تكتيكية تتفق مع رؤيتها لإدارة الصراع.[/rtl] [rtl] لذا يلاحظ أنها رفضت العودة إلى حدود التقسيم بعد حرب 1948، ولم تتخل عن سيناء التي احتلتها عامي 56 و67 إلا بعد أن اجبرها المجتمع الدولي [/rtl] [rtl]على ذلك في المرة الأولى، أو كثمن اضطرت لدفعه مقابل إخراج مصر من المعادلة العسكرية للصراع، في المرة الثانية. [/rtl] [rtl]كما يلاحظ أيضا أنها ما تزال ترفض بإصرار أن تنسحب من كل الأراضي العربية التي احتلتها عام 67، رغم استعداد الدول العربية لإبرام تسوية نهائية [/rtl] [rtl]تقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام».[/rtl] [rtl] وفي جميع الأحوال فقد كانت هناك إرادة صهيونية موحدة تدير الصراع، سلما أو حربا،[/rtl] [rtl] وتتولى حشد وتعبئة إمكانياتها في مواجهة القوى التي تعترض طريقها.[/rtl] [rtl] لم تكن هناك، في المقابل، إرادة عربية موحدة لإدارة الصراع مع الحركة الصهيونية، سواء في مرحلة المواجهة العسكرية،[/rtl] [rtl] أو في مرحلة البحث عن تسوية سلمية.[/rtl] [rtl]ويعود ذلك إلى أسباب عدة، أهمها تعدد النظم العربية المنغمسة في الصراع، وعدم إدراك هذه النظم لطبيعة المشروع الصهيوني [/rtl] [rtl]وما ينطوي عليه من مخاطر وجودية بالنسبة للشعوب العربية.[/rtl] [rtl] ولكي لا نقع في مصيدة جلد الذات، علينا أن نعترف بأن إرادة الدول العربية كانت مقيدة بسبب وقوعها تحت الاحتلال أو النفوذ الأجنبي المباشر،[/rtl] [rtl] خاصة إبان المرحلة التأسيسية للمشروع الصهيوني، فضلا عن أن معظم النظم العربية التي تولت الحكم في الأقطار العربية لم تكن تعبر عن إرادة شعوبها، حتى في مرحلة ما بعد الاستقلال، وغالبا ما كانت تعتمد على قوى خارجية لتحقيق أمنها ومصالحها، [/rtl] [rtl]الأمر الذي حال دون تمكنها من حشد وتعبئة كل طاقاتها ومواردها لحسم الصراع لصالحها، سلما أو حربا.[/rtl] [rtl]لعب العامل الخارجي دورا فاعلا في مساعدة الحركة الصهيونية على تحقيق أهدافها، وفي عرقلة جهود العالم العربي الرامية لإجهاض هذا المشروع[/rtl] [rtl] أو للحد من خطورته.[/rtl] [rtl]العجز عن التصدي لنزعة إسرائيل التوسعية أصاب غالبية الشعوب العربية بنكبات تجعله يبدو اليوم على وشك الانهيار والسقوط [/rtl] [rtl] فقد كان العالم العربي جزءا من امبراطورية توشك على الانهيار حين شرعت الحركة في إطلاق مشروعها، الذي تطابقت مصالحه إلى حد كبير [/rtl] [rtl]مع مصالح الدول الاستعمارية الراغبة في إرث التركة الامبراطورية العثمانية. [/rtl] [rtl]يضاف إلى ذلك أن تحالف القوى العربية الصاعدة، سواء مع بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى، أو مع الاتحاد السوفييتي، إبان مرحلة الحرب الباردة،[/rtl] [rtl] لم يكن بالقوة التي تمكنه من التصدي للمشروع الصهيوني، أو حتى وقف تمدده. [/rtl] [rtl]في المقابل، استطاعت الحركة الصهيونية أن توظف تحولات النظام الدولي لصالحها في مختلف المراحل، [/rtl] [rtl]وأن تعقد أوثق التحالفات مع القوى الأكثر تأثيرا فيه، الأمر الذي يفسر اعتمادها على بريطانيا في البداية، [/rtl] [rtl]ثم على الولايات المتحدة في مرحلة لاحقة، بل كانت هي المستفيد الأكبر من سقوط وانهيار الاتحاد السوفييتي. [/rtl] [rtl]غير أن النجاح الأكبر للحركة الصهيونية يكمن في تمكنها من عقد أوثق الصلات مع الولايات المتحدة،[/rtl] [rtl] خاصة بعد فشل مغامرة «العدوان الثلاثي» عام 1956، التي اعتمدت عليها لتصفية القوى التي شكلت تهديدا للمشروع الصهيوني في مراحل تطوره المختلفة: عبد الناصر في 67، صدام في 1990 و2003، وها هي إسرائيل تبذل اليوم كل ما في وسعها لجر الولايات المتحدة نحو حرب تستهدف تصفية محور الممانعة، الذي تقوده إيران، بمشاركة كل من حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين. [/rtl] [rtl]في المقابل، لم تنجح أي تحالفات عربية مع الولايات المتحدة في دفع الأخيرة للقيام بأي دور إيجابي لصالح القضية الفلسطينية، [/rtl] [rtl]أو للتوصل لتسوية تضمن حدا أدنى من الحقوق الفلسطينية والعربية. كان بمقدور العالم العربي، رغم ذلك كله، أن يرتفع إلى مستوى التحدي في لحظات تاريخية معينة،[/rtl] [rtl] تمكن خلالها من إنهاء أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وهو ما حدث حين كادت الجيوش النظامية العربية،[/rtl] [rtl] عبر تنسيق عسكري مخطط ومحكم بين مصر وسوريا، أن تلحق بإسرائيل هزيمة كبرى في حرب 1973،[/rtl] [rtl] وحين تمكن حزب الله من إجبار إسرائيل على الانسحاب غير المشروط من جنوب لبنان عام 2000، [/rtl] [rtl]وحين عجزت آلة الحرب الإسرائيلية عن كسر إرادة المقاومة المسلحة، ممثلة في حزب الله، إبان الحرب التي شنتها على لبنان عام 2006،[/rtl] [rtl] أو في حماس، إبان سلسلة الحروب التي شنتها على قطاع غزة خلال 2008 و2012 و2014.[/rtl] [rtl] الخلاصة: كانت قناعتي تزداد رسوخا يوما بعد يوم، منذ أن بدأ وعيي يتفتح على طبيعة المشروع الصهيوني، بأن هذا المشروع يشكل مصدر التهديد الأكبر على شعوب وحكومات الدول العربية بدون استثناء.[/rtl] [rtl] فقد تعاملت الحركة الصهيونية مع الشعب الفلسطيني باعتباره العدو الأول الذي ينبغي عليها أن تفعل كل ما في وسعها لإجهاض قواه الحية، [/rtl] [rtl]ومنعها من التوحد في مواجهتها، واعتبرت في الوقت نفسه أن تراكم عناصر القوة لدى أي من الدول العربية، [/rtl] [rtl]خاصة إذا كانت تشغل موقعا مركزيا أو مؤثرا في النظام العربي، يشكل خطرا حالا أو محتملا عليها،[/rtl] [rtl] ومن ثم فعليها أن تفعل كل ما في وسعها لمنع هذا التراكم، بل العمل على تدمير عناصر القوة إذا تجاوزت حدا معينا،[/rtl] [rtl] كما اعتبرت أن أي محاولة لتوحيد العالم العربي أو العالم الإسلامي، أو حتى العالم الثالث، يشكل خطرا استراتيجيا على مصالحها،[/rtl] [rtl] ومن ثم فعليها ان تبذل كل ما في وسعها لبذر بذور الشقاق بينها والحيلولة دون حدوث أي تقارب بينها.[/rtl] [rtl] وللأسف فقد ارتكبت العديد من الأنظمة والحركات العربية أخطاء قاتلة ساعدت إسرائيل على تحقيق أهدافها، كان من أهمها:[/rtl] [rtl] 1- قرار السادات زيارة القدس والتوقيع على معاهدة سلام منفصلة مع إسرائيل في نهاية السبعينات[/rtl] [rtl] 2- قرار صدام حسين شن الحرب على إيران في بداية الثمانينيات ثم غزو واحتلال الكويت في بداية التسعينيات[/rtl] [rtl] 3- قرار عرفات بالتوقيع على اتفاقية أوسلو، رغم خلوها من أي نص يلزم إسرائيل بوقف الاستيطان،[/rtl] [rtl] وأخيرا إقدام كل من السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس على تبني سياسات أدت في النهاية إلى تكريس الانقسام الفلسطيني، وفصل القطاع عن الضفة عمليا.[/rtl] [rtl] فشل العالم العربي في الحيلولة دون قيام دولة إسرائيل على الجزء المخصص لها في مشروع التقسيم،[/rtl] [rtl] أدى إلى «نكبة» أصابت الشعب الفلسطيني منذ 71 عاما،[/rtl] [rtl] لكن عجزه عن التصدي لنزعة إسرائيل التوسعية أدى إلى إصابة غالبية الشعوب العربية بنكبات كثيرة متلاحقة، تجعله يبدو اليوم على وشك الانهيار والسقوط.[/rtl] [rtl]لذا فالنتيجة الرئيسية التي توصلت إليها هي قناعتي بأنه لن يكون بمقدور العالم العربي أن ينهض من جديد،[/rtl] [rtl] إلا حين تستعيد أنظمته الحاكمة وعيها المفقود بخطورة المشروع الصهيوني، وبحتمية التصدي له،[/rtl] [rtl] وهو أمر لن يتحقق إلا حين تصبح هذه الأنظمة ممثلة لشعوبها ومعبرة عن إرادتها الحرة.[/rtl]