منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Empty
مُساهمةموضوع: الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة   الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Emptyالجمعة 15 مايو 2015, 1:32 am

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة 349

[rtl]الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة[/rtl]

[rtl]أسامة أبو ارشيد[/rtl]

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة 92

[rtl]أسامة أبو ارشيد[/rtl]

[rtl]كاتب وباحث فلسطيني مقيم في واشنطن[/rtl]

[rtl]من المتفق عليه أن الكيان الصهيوني في فلسطين، إنما هو، من ناحية، أحد أوجه المشروع الاستعماري الغربي وامتداداته، وبأن أحد أهم أهداف زرع وإبقاء هذا العنصر الغريب في قلب المنطقة العربية يتمثل في استنزاف العرب، وإبقاء حالة الفرقة والتشرذم ضاربة في صفوفهم، فضلا عن ضمان قاعدة عسكرية غربية متقدمة في فضاء منطقة شديد الحساسية جيوبولوتيكيا. وبهذا، فإن المشروع الصهيوني المتمثل بدولة إسرائيل، مدينٌ، أولاً، في قيامه واستمراريته إلى اليوم، إلى الدعم العسكري الغربي والغطاء السياسي الذي يقدمه هذا الغرب له، غير أن المعطى السابق لا ينفي أن المشروع الصهيوني يتوسل مقاربات أخرى عديدة، في محاولة اختلاق مشروعية مزعومة في صيرورة تسويق نفسه غربيا ودوليا، وفي مسعى إلى كسب الرأي العام، خصوصا الغربي منه.
 
ضمن السياق السابق، يبرز ذلك التوظيف اللاأخلاقي لمسألة "الهولوكوست" وتحميل أوروبا وأميركا، بل والعالم أجمع، المسؤولية الأخلاقية عن تلك الجريمة التي ارتكبتها النازية الألمانية بحق اليهود (بغض النظر عن حقيقة أرقام الضحايا هنا) عبر زعم خذلانه إياهم، وعدم المسارعة لنجدتهم. فاللعب على وتر عقدة الذنب لدى الآخرين ما زال وسيلة إسرائيل المفضلة في ابتزاز الدعم والتنازلات السياسية، حتى عندما تقوم بأفعالٍ من شأنها أن تضر بالأمن القومي والمصالح الاستراتيجية لأولياء نعمتها، كما في محاولات إسرائيل، اليوم، إفشال المفاوضات الغربية-الروسية-الصينية مع إيران حول برنامجها النووي. وكان من اللافت، هنا، أن زعماء إسرائيل كرروا غير مرة لازمة "الهولوكوست"، وبأنهم لن يقبلوا بأن يكونوا، من جديد، ضحية "هولوكوست" آخر على يد "إيران النووية" هذه المرة، في محاولة لإحراج الطرفين، الأميركي والأوروبي، في المفاوضات.
أيضا، لا يَكَلُّ المشروع الصهيوني من تكرار مزاعم حقوق دينية وتاريخية لليهود في فلسطين تلغي حقوق أصحاب الأرض الحقيقيين، كما أنها تهمش حقوق غير اليهود في مقدساتها. فمن تعسف في تفسير ما يسمونه وعداً ربانياً وأحقية في أرض الأجداد، إلى ادعاءات الهيكل وكون القدس حاضنة تاريخهم والتعبير المكثف عن هويتهم.. إلخ، كلها مزاعم تقوم على الإلغاء والعنصرية والتعالي على غيرهم من البشر. لذلك، لا غرو أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت قد صنفت الحركة الصهيونية عام 1975 على "أنها شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري"، قبل أن تلغي الجمعية نفسها القرار أواخر عام 1991، من أسف، بطوق نجاة فلسطيني-عربي، بعد دخول منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية ما اصطلح على نعته بـ"عملية سلمية" مع إسرائيل.
المفارقة، هنا، أن إسرائيل تواصل عملية تزييف الوعي، تاريخاً وحاضراً، كما أنها مستمرة في عملية السطو على الذاكرة والتراث والحقائق والجغرافيا، في حين لا يلقي الطرف الفلسطيني-العربي بالاً لخطورة ذلك. إسرائيل تَصْطَنعُ تاريخاً وتراثاً مزيفين، في مسعى إلى زعم جذور ضاربة في الزمان والمكان، في حين يخجل أصحاب التاريخ والجذور، الضاربة حقاً، عن استحضارهما في سياق جدل المشروعية والأحقية. 
لاحظ أن الزعماء الإسرائيليين لا يملّون من تلقين العالم دروساً في التاريخ المزعوم عن "إسرائيلية" تاريخ فلسطين وجغرافيتها ورمزيتها، كما فعل، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مثالاً لا حصراً، في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول عام 2011. في خطابه ذاك، قال نتنياهو: "كثيرا ما أسمع من يتهم إسرائيل بأنها تهود القدس. إن هذا مثل اتهام أميركا بأمركة واشنطن، أو بريطانيا بأنجلزة لندن. هل تعلمون لماذا نسمى يهودا؟ لأننا نأتي من يهودا (منطقة تشمل القدس والخليل وبئر السبع)". ويسترسل نتنياهو، في خطابه ذاك، ليحدثنا عن قصة خاتم أثري قديم مزعوم موجود في مكتبه في القدس، يعود إلى مسؤول يهودي من العهد التوراتي. وحسب مزاعمه، فإن الخاتم الذي وجد قريبا من الحائط الغربي للحرم الشريف يعود تاريخه إلى 2700 سنة، إلى زمن الملك حزقيل، وبأنه منقوش عليه بالعبرية اسم مسؤول يهودي، نتنياهو، وهو الاسم العائلي لنتنياهو نفسه. ثمّ يخبرنا عن تاريخ اسمه، بنيامين، والذي يعود إلى 3700 سنة، وهو ابن يعقوب، "المعروف أيضا بإسرائيل"، ليخلص إلى أن يعقوب وأبناءه عاشوا في الضفة الغربية قبل 4000 سنة، وبأن الوجود اليهودي في فلسطين مستمر من ذلك الحين لم ينقطع. [/rtl]




"لا يمل الزعماء الإسرائيليين من تلقين العالم دروساً في التاريخ المزعوم عن "إسرائيلية" تاريخ فلسطين وجغرافيتها ورمزيتها"

[rtl]
لا تتوقف محاولات اصْطِناعِ رواية ومشروعية عند تزوير التاريخ، بل إنها، أيضاً، تتسع لتشمل محاولات مصادرة الوعي وتزييف الحقائق، كما في زعم أن إسرائيل لم تقم على أنقاض شعب مسالم أعزل، وبعسف قانوني استعماري، وإنكار جرائم ضد الإنسانية، ارتكبت في حق ذلك الشعب، فضلاً عن محاولة إلغاء ذاكرته وتاريخه، بمسح قراه وعبرنة أسماء بلداته. بل إن الأمر تعدى ذلك إلى محاولات السطو على أكلات شعبية فلسطينية، كالحمّص والفلافل، مثلا، وتقديمهما على أنهما وجبتان يهوديتان، في محاولة لإحداث انطباع زائف أن إسرائيل جزء أصيل من ثقافة المنطقة وتاريخها. 
في المقابل، نجد تغييبا، ذاتيا، للرواية الفلسطينية والعربية والإسلامية. ترى كم مرة سمعنا مسؤولاً فلسطينياً واحداً يتحدث، كما يتحدث نتنياهو، أو كما يتحدث غيره من المسؤولين الإسرائيليين، بلغة الحقوق والتاريخ؟ كم مرة تكلم مسؤول سياسي فلسطيني عما تعنيه القدس في الإسلام أو المسيحية؟ كم مرة قدموا للعالم رواية القبلة الأولى، ومسرى النبي الأكرم محمد ومعراجه، وأرض ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه، وعلى أمه، السلام؟ 
كثيرا ما يردد الإسرائيليون أن قبلة المسلمين هي مكة، وأنها والمدينة المنورة البقعتان المقدستان لديهما لا غير، ولا تجد رواية رسمية فلسطينية، أو عربية، تتحدث بالثقة والقوة نفسيهما اللتين يتحدث بهما الصهاينة اليهود عن قداسة القدس والأقصى عند المسلمين وكنيستي القيامة والمهد في القدس وبيت لحم عند المسيحيين؟ واستطرادا، متى سنسمع من مسؤول فلسطيني رسمي رواية تاريخية، في خطاب أمام العالم، عن أحقية شعب فلسطين في أرضه ووطنه؟
قبل عامين تقريباً، انضممت إلى جلسة غير رسمية جمعت كاتبا فلسطينيا معروفا مع مسؤولين عرب، أحدهما من أصل فلسطيني، على هامش مؤتمر في عاصمة عربية. كان الثلاثة يتكلمون في الموضوع الفلسطيني، وفوجئت بالكاتب الفلسطيني يستهزئ بالخطاب التراثي الفلسطيني ومصطلحاته، مثل "البيارة" و"خبز الطابون" و"الدبكة" و"الأهازيج" الشعبية، وقال إننا نضيع وقتنا بهذه الترهات، في حين أن مدن فلسطين، الإسرائيلية اليوم، ترى فيها ناطحات السحاب والرقي، وبأن إسرائيل دولة متقدمة علميا وتكنولوجيا.. الخ. أردت أن أذكر الكاتب المحترم أن إسرائيل "المتقدمة" التي وصف قامت على أكاذيب تراثية، دينية وتاريخية، وبأن تلك هي مقاربتها، اليوم، لتشريع سرقتها، غير أني امتنعت عن الحديث، احتراما لدخولي الجلسة متأخرا، ومن دون أن أكون طرفا رئيسا فيها. 
باختصار، كانت أوروبا العنصرية في القرن التاسع عشر تتعامل مع سكانها من اليهود على أنهم "مشكلة"، وهو ما اصطلح على توصيفه بـ "المشكلة اليهودية"، فصدّرت تلك "المشكلة" لنا، لكنهم كانوا بحاجة، وما زالوا، إلى مساحيق تجميل لتبرير جريمة اغتصاب أرض وتشريد شعب، فكان لا بد من اختلاق رواية محبوكة، الأكاذيب فيها أكثر من الحقائق. ولكن، لماذا نلومهم، ونحن لا نقدم للعالم ما نراه الرواية الأدق، بل ونخجل منها؟[/rtl]





عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 15 مايو 2016, 1:15 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة   الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Emptyالجمعة 15 مايو 2015, 1:34 am

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة 349


[rtl]"القضية المركزية" في ذكرى النكبة[/rtl]
[rtl]سامر خير أحمد[/rtl]

عرف التاريخ العربي المعاصر انقطاعاً استمر نحو أربعين سنة، بين أواخر أربعينيات القرن العشرين وأواخر ثمانينياته، تراجع خلاله هدف "تحديث" الدولة والمجتمع، العربيين، لصالح هدف "تحرير فلسطين"، الذي استُعمل، أيضاً، غطاءً للدولة الشمولية في غير مكان في العالم العربي، وكذلك للانقلابات العسكرية، كما هو معلوم.
لم يُنجز هدف تحرير فلسطين، لكن ذلك لم يمنع تغيّر أولويات بعضٍ من العرب، مع التغيّرات الكبرى التي عرفها العالم، بعد نهاية الحرب الباردة. وشهد عقدا ما بعد الحرب الباردة، وصولاً إلى اندلاع "الربيع العربي"، من يرفضون استمرار اعتبار القضية الفلسطينية بمثابة "القضية المركزية" للعرب، مطالبين باتخاذ "الديمقراطية"، مثلاً، هدفاً مركزياً بديلاً، لتكون مفتاحاً لحل كل القضايا، بما في ذلك تحرير فلسطين.
لقيت مثل تلك الأصوات وقتها انتقادات كثيرة، خصوصاً لأنها تزامنت واتساع نطاق "عملية السلام" بين العرب وإسرائيل، وبالذات فيما يتعلق باتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية، إذ اتُهمت بأنها تسعى إلى خدمة ذلك "السلام" المفترض، أو تسعى إلى التطبيع مع "إسرائيل". ونادراً ما أمكن قراءة مطلب تغيير "القضية المركزية"، من زاوية تاريخية، وتفهّمه، باعتباره يتعامل بموضوعية مع الأزمة الحضارية العربية، وليس، بالضرورة، أنه يمثل تخليّاً عن فلسطين.
لكن انطلاق ثورات "الربيع العربي" ونجاح أولاها في تونس، مطلع عام 2011، أثّر موضوعياً على مقدار اهتمام العرب بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مركزية، إذ باتت قضية العرب الرئيسية، في أول الأمر، الثورة على الاستبداد، والسعي إلى الديمقراطية، ثم نتيجة التداعيات التالية، بدت الحرب على الإرهاب ومقاومة الحركات المتطرفة، قضية العرب الأساسية وشغلهم الشاغل. وفي كل الأحوال، عكس ذلك كله تبدّلاً في الأولويات المعلنة لدى الشعوب والحكومات على حد سواء.
على أن الانتقال بقضية العرب المركزية المعلنة (لا الحقيقية بالضرورة)، من تحرير فلسطين إلى الانعتاق من الاستبداد، ليس، على الأغلب، أمراً مُضراً بقضية فلسطين؛ فقد خرج التونسيون بعد انهيار نظام بن علي، يهتفون: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، في إدراك واضح أن الاستبداد والاحتلال يكمّلان بعضهما، ويؤدي أحدهما إلى الآخر، ويمثلان وجهين لعملة واحدة.
"فقدان التحديث هو نفسه الذي تسبب بضياع فلسطين أصلاً!"
[size]
ربما أدركت شعوب "الربيع العربي" أن استمرار احتلال فلسطين هو نتيجة لحالة التخلف الحضاري التي ظل يرعاها الاستبداد، وليس قضية مركزية قائمة بذاتها. الاستبداد لم يكن معنياً بالتقدم الحضاري، لأنه هو نفسه يمثل ضداً لتقدم الحضارة الإنسانية. ثم إنه لم يكن معنياً بقضية فلسطين سوى من زاوية استعمالها شعاراً لتبرير ممارساته الاستبدادية، وفي حالات كثيرة، غطاءً لانقلابات عسكرية أقامت أنظمة شمولية. وهكذا، غض العرب الطرف عن تحديث الدولة والمجتمع، بحجة أولوية القضية الفلسطينية، وكأنهم صدّقوا أنه يمكنهم تحرير فلسطين، من دون أن يكونوا هم أنفسهم أحراراً.
لعلنا ننسى في ذكرى "النكبة" التي تحل في منتصف مايو/أيار، أن قيام "إسرائيل" في عام 1948، مثّل صفعة قوية لمشروع التحديث العربي، الذي انطلق مع أفكار النهضة الأولى في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ذلك أنه أربك أولويات المفكرين والسياسيين على السواء، فتنازل أكثرهم عن قضية التحديث، أولوية، لصالح الفكرة التي تختصرها العبارة الشهيرة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". وهذا يعني أن مشروع التحديث لم يُنجز، لكي يكون ممكناً الانتقال إلى مشروع آخر، والنجاح فيه. ومن الطبيعي أن نفشل في تحرير فلسطين، على الرغم من كل "الاحتياطات" التي اتُخذت لذلك، بما في ذلك منع الأصوات المضادة لصوت المعركة، ذلك أننا لم ندخل المعركة بأمة محدّثة، وخصوصاً في ثقافتها التي تحرك سلوكها. وعلى أي حال، إن فقدان التحديث هو نفسه الذي تسبب بضياع فلسطين أصلاً!
بهذا، يمكن تفهّم كيفية التفكير بـ"القضية المركزية" في سياق الربيع العربي، باعتبارها استعادة للمشروع العربي الأصلي، الذي تركناه في أربعينيات القرن العشرين، من دون أن ننجزه. صحيح أن ما جرى في تاريخنا الحديث والمعاصر أعقد من بساطة "تبديل الأولويات"، إلا أن هذا التبديل كان جوهر ما حدث، ويمكن اعتباره الاتجاه العام للتاريخ العربي المعاصر. وهذا يعني أن ثمة تفكيراً جماعياً غير معلن بضرورة استعادة المشروع العربي الأصلي: التحديث، واستكماله، فهو الضمانة للخروج من الأزمة الحضارية العميقة التي نعيشها، بما في ذلك على صعيد القضية الفلسطينية.


الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة 92

[rtl]سامر خير أحمد[/rtl]

[rtl]كاتب أردني من مواليد 1974. صدرت له سبعة كتب، أبرزها: العرب ومستقبل الصين (بالعربية والصينية)، العلمانية المؤمنة، الماضوية: الخلل الحضاري في علاقة المسلمين بالإسلام، الحركة الطلابية الأردنية. يعمل مديراً تنفيذياً للشؤون الثقافية في أمانة عمّان.[/rtl]



[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة   الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Emptyالأحد 15 مايو 2016, 1:16 am

الذكرى 68 للنكبة الفلسطينيون بين لاجىء ومحتل وأسير
الأحد، 15 مايو/أيار، 2016

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة 22710453_S2_------------

أطلق الفلسطينيون مصطلح «النكبة» على ما حصل في العام 1948  ليعبر عن تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية في ذلك العام، وهي السنة التي طرد فيها الفلسطينيون خارج ديارهم. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي. وعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً.
واليوم ،بعد مضي 65 عاما على النكبة لم تنفك حكومة الاحتلال الصهيونية تواصل ارهابها واغتصابها للأراضي الفلسطينية ، مازال التوسع الاستيطاني مستمرا وما زال الاعتقال والتعذيب ومحاولات الطرد والتهجير للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم، وما زالت الانتهاكات بحق الارض والانسان الفلسطيني وبحق المقدسات الاسلامية، مازال الحصار مفروضا على قطاع غزة، النكبة لا زالت مستمرة بل ويعيشها الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين كل يوم .

حرب العام 1948
حرب 1948 هي حرب نشبت في فلسطين بين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعون اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.
وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت انهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.

الانتداب البريطاني على فلسطين
كانت فلسطين حتى العام 1914 ضمن حدود الدولة العثمانية لتشكل الحدود الإدارية لمتصرفية القدس، وبعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان خسرت كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا وفرنسا بحسب معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 ومعاهدة «لوزان» الموقعة عام 1923. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد وقعتا اتفاقا لتقاسم الأراضي العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى فكانت فلسطين من ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا بحسب الاتفاق البريطاني-الفرنسي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى خضعت فلسطين للانتداب البريطاني حتى العام 1948.

تقسيم فلسطين
في 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس (أي جعلها منطقة دولية لا تنتمى لدولة معينة ووضعها تحت حكم دولي) وكان التقسيم كالتالي :
    56% :لليهود
    43% :للعرب
    1% : منطقة القدس (وهي منطقة دولية ووضعت تحت الأنتداب بأدارة الأمم المتحدة)، وقد شمل القرار على الحدود بين الدولتين الموعودتين وحدد مراحل في تطبيقه وتوصيات لتسويات اقتصادية بين الدولتين.
وبشكل عام، رحب الصهاينة بمشروع التقسيم، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالاجحاف. فكانت عصبة التحرر الوطني، وهي مجموعة إميل حبيبي، إميل توما وآخرين من العرب الذين تركوا الحزب الشيوعي الفلسطيني.
تصاعدت حدّة القتال بعد قرار التقسيم ،في بداية عام 1948، تشكل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وبحلول يناير 1948 كانت منظمتا الأرجون وشتيرن قد لجأتا إلى استخدام السيارات المفخخة (4 يناير، تفجير مركز الحكومة في يافا مما أسفر عن مقتل 26 مدني فلسطيني) وفي مارس 1948 قام المقاتلون الفلسطينيون الغير نظاميين بنسف مقر الوكالة اليهودية في القدس مما أدى إلى مقتل 11 يهوديا وجرح 86. وفي 12 أبريل 1948 تقر الجامعة العربية بإرسال الجيوش العربية إلى فلسطين وأكدت اللجنة السياسية أن الجيوش لن تدخل قبل أنسحاب بريطانيا المزمع في 15 مايو.
عين بن غوريون يغال يادين مسؤولا عن إيجاد خطة للتحضير للتدخل العربي المعلن. وخرجت تحليلات يغال يادين بالخطة دالت، والتي وضعت حيز التنفيذ منذ شهر نيسان إبريل وما تلاه. ترسم «الخطة دالت» الجزء الثاني من مراحل الحرب، حيث انتقلت فيها الهاجاناه من موقع «الدفاع» إلى موقع الهجوم.
انتهاء الانتداب
قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف الليل بين ال14 و15 من مايو 1948 بضغط من الأمم المتحدة التي طالب بريطانيا بانهاء أنتدابها على فلسطين
في الساعة الرابعة بعد الظهر من 14 مايو أعلن المجلس اليهودي الصهيوني في تل أبيب أن قيام دولة إسرائيل سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل، وقد سبقت هذا الإعلان تشاورات بين ممثل الحركة الصهيونية موشيه شاريت والإدارة الأمريكية دون أن تعد حكومة الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة، أما بالفعل فنشر الرئيس الأمريكي هاري ترومان رسالة الاعتراف بإسرائيل بعد إعلانها ببضع دقائق. أما الاتحاد السوفياتي فاعترف بإسرائيل بعد إعلانها بثلاثة أيام. امتنعت القيادة الصهيونية عن تحديد حدود الدولة في الإعلان عن تأسيسها واكتفت بتعريفها ك»دولة يهودية في ايريتس يسرائيل»، أي في فلسطين. أسفر الإعلان مباشرة عن بدء الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. في 26 مايو 1948 تم تشكيل جيش الدفاع الإسرائيلي بأمر من ديفيد بن غوريون رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة.
بدأت الحرب عندما وصلت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولبنان إلى فلسطين وهاجمت القوات العربية المستعمرات الصهيونية المقامة في فلسطين وهاجم القوات المصرية تجمعي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب.

الدور الأردني في الدفاع عن فلسطين
كانت أقوى الجبهات وأهمها هي الجبهة الأردنية الأسرائيلية فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 مايو 1948 ثم ازدادوا إلى اربعة مع مضي الحرب، بالإضافة إلى عدة كتائب مشاة.
كان هناك حوالي خمسين ضابط بريطاني يخدم في الجيش العربي الأردني، الذي كان على درجة عالية من التدريب.وكان الجيش العربي الأردني ربما أفضل الجيوش المتحاربة من الناحية التكتيكية.حيث عانت باقي الجيوش من ضعف شديد في إتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى الإستراتيجي والقيام بمناورات تكتيكية، وقد رافق الجيش العربي فريق من الصحفيين الأجانب من ضمنهم مراسل مجلة التايم.
ومن ثم خاض الجيش الأردني ثلاث معارك كبيرة هي:
    1- معركة باب الواد
    2- معركة اللطرون
    3- جنين
فاستطاع الحفاظ على القدس والضفة الغربية كاملة مع انتهاء الحرب وكانت خسائر الأسرائليين في هذه المعارك ضخمة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ومؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون في حزيران عام 1948 امام الكنيست: «لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة».
وما زال اللجوء مستمراً
يستمراللاجئون الفلسطينيون في الأرض الفلسطينية المحتلة في مواجهة استمرار الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المتوالية لحقوق الإنسان والتصعيدات المتكررة في أعمال القتال.
ويشهد الوضع في الضفة الغربية تقلبات شديدة، وهو ما تدل عليه التوترات الأخيرة والمستمرة حتى الآن، والتي ترتبط بالإخفاق في تحقيق تقدم على المسار السياسي واستمرار التوسع في النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. وقد تصاعدت شدة القيود على حركة الفلسطينيين وتنقلهم في الأشهر الأخيرة، إلى جانب حدوث تصاعد حاد في عمليات الاعتقال والاحتجاز التي تنفذها قوات الأمن الإسرائيلية، وأعمال الهدم التعسفي للمباني. وهذه الإجراءات تستمر في تعطيل حياة الفلسطينيين بقدر كبير، حيث تعيق وصولهم إلى الخدمات الأساسية وتعرقل الأداء الطبيعي للاقتصاد. إن العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن بينهم لاجئون، لا يزالون معرضين لدرجة عالية من خطر التهجير والاستلاب بسبب السياسات الإسرائيلية. ويكاد يكون ربع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية مفتقرين للأمن الغذائي، فيما أن حوالي 200 ألف في حاجة للمساعدات من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية للغذاء.
و استكمالا لمحاولات طمس الهوية الإسلامية والأحقية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة أقدمت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة على خطوة تستهدف تفريغ القدس من أهلها، وذلك من خلال تحويل بطاقات الهوية الخاصة بالمقدسيين إلى «هويات مؤقتة»، أي تنتهي صلاحيتها بعد عدد من السنوات، وتصبح بحاجة لتجديد. فالوضع القانوني للفلسطينيين في القدس حدده «قانون الدخول لإسرائيل» والصادر في العام 1952م الذي طبق على سكان القدس، واعتبروا بموجبه مقيمين موجودين بتصريح هوية تتيح لهم السكن والعمل، وذلك على غرار أي أجنبي مقيم في القدس ويحمل هذه الهوية.
إذن سلطات الاحتلال تعامل المقدسيين كـ « مقيمين « في القدس وليسوا «مواطنين «، والفرق واضح بين الحالتين، إذ أن حق المواطنة يعني حقًا أبديًا لا يملك أحد إلغاءه، أما حق الإقامة فيعني أن وزير داخلية الكيان يملك الصلاحيات في كل وقت لإعطاء تعليماتٍ يمكن بموجبها حرمان الشخص من الإقامة في المدينة، ويطبق موظفو الداخلية هذه التعليمات بصورةٍ آلية دون الرجوع إلى أي مرجع آخر.
ان تحويل هويات المقدسيين من «دائمة «إلى «مؤقتة» يعني تحديد فترة إقامة أبناء القدس في المدينة بسقف زمني محدد، وإمكانية سحبها بأي وقت وعدم تجديدها بدون سبب أو حاجة لإعطاء مبررات، أو مساومة المقدسي بين القبول بالتعاون مع الاحتلال أو عدم تجديد بطاقة هويته.
ويأتي هذا ضمن مخطط أوسع من أجل تطهير القدس المحتلة من الفلسطينيين، وطمس هويتها العربية والإسلامية، وتمهيدًا لطرد جماعي سيطال الآلاف من المقدسيين، بهدف تحويلهم إلى أقلية صغيرة ثم القضاء نهائيًا على وجودهم داخل المدينة المحتلة التي يراد لها أن تكون مدينة يهودية خالصة.
من جهتها ذكرت صحيفة  هآرتس  الاسرائيلية ان اسرائيل رفضت منح اللجوء السياسي او الحماية لاكثر من 95 بالمئة من طالبي لجوء فلسطينيين باعوا اراضيهم لمستوطنين ويخشون التعرض لعمليات ثأرية في حال بقائهم في الاراضي الفلسطينية. وبحسب هآرتس، فان اسرائيل وافقت في العام 2014 على طلبات لجوء ثلاثة فلسطينيين من اصل 136، وعلى طلبات تسعة فلسطينيين من اصل 222 في العام 2015.
وقالت منظمة حقوقية فلسطينية إن العام 2015 الماضي كان الأسوأ على الصيادين الفلسطينيين بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوقهم باعتقال وقتل ومصادرة لقواربهم وأدوات صيدهم.
وقرر وزير الداخلية الاسرائيلي أرييه درعي، سحب حق الاقامة من 4 فلسطينيين من سكان القدس الشرقية بتهمة  ارتكاب اعتداءات  ضد اسرائيليين.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية بحسب وسائل اعلام إسرائيلية، أن درعي قرر سحب حق الاقامة من اربعة مواطنين من سكان في القدس الشرقية لتنفيذهم عمليات ضد إسرائيليين.وأشارت الى أن ثلاثة ممن سحب حق الاقامة منهم اتهموا وادينوا بإلقاء الحجارة على سيارة إسرائيلية ما أدى الى مقتل سائقها فيما أدين الرابع بإطلاق نار داخل حافلة اسرائيلية في مستوطنة  ارمون هانتسيف  شهر تشرين الأول من العام الماضي ما أدى الى مقتل ثلاثة اسرائيليين.
وفي غزة، جعل الحصار المستمر والدورات المتكررة من الصراع الغالبية العظمى من السكان يعتمدون على المساعدات الأنسانية  لتلبية الاحتياجات الأساسية. وعلى الرغم من تخفيف بعض القيود التي تفرضها إسرائيل على غزة خلال السنة الماضية، لا تزال وتيرة التعافي من صراع سنة 2014 بطيئة بدرجة غير مقبولة، إذ أن الآلاف من الفلسطينيين لا يزالون مهجرين عن مساكنهم ولم تستكمل أعمال التصليح على عشرات الآلاف من المساكن. وتعتبر معدلات البطالة في غزة بين الأعلى في العالم.
مسؤول فلسطيني يحذر من تهجير سكان البلدات المحيطة بالقدس
حذر مسؤول فلسطيني من سعي الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً لمنع تطبيق القانون الفلسطيني في البلدات المحيطة بمدينة القدس المحتلة.
وشدد وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية عدنان الحسيني، على وجوب تثبيت الوجود الفلسطيني في المناطق والبلدات المحيطة بمدينة القدس، وإعطاء الأهمية اللازمة للبلدات الفلسطينية المحيطة بالمدينة لتثبيت واثبات الحضور الفلسطيني.
وحذر الحسيني، في تصريح إذاعي، من مساعي الاحتلال الإسرائيلي لنشر الفوضى ومنع تطبيق القانون الفلسطيني في البلدات ومناطق التماس، بقصد افراغها من الفلسطينيين وتهجيرهم، واحلال مستوطنين يهود مكانهم.

وثيقة تثبت أن بن غوريون أمر بمنع عرب حيفا من العودة
كشفت مصادر عبرية النقاب عن رسالة كتبها رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، تثبت انه أمر بمنع السماح لعرب حيفا الذين تركوا بيوتهم خلال الحرب، بالعودة إليها، طالما تواصلت الحرب.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية الصادرة يوم الأربعاء (27-5-2015) إن هذه الرسالة التي تحمل توقيع بن غوريون، تم الكشف عنها بعد أن وصلت إلى بيت المزاد العلني كيدم، وتم عرضها للبيع.
وبعث بن غوريون بهذه الرسالة في الثاني من حزيران (يونيو) 1948، بعد حوالي شهر ونصف من احتلال حيفا، إلى سكرتير مجلس عمال حيفا، أبا حوشي، الذي انتخب لاحقا لرئاسة بلدية حيفا. وكتب بن غوريون في رسالته سمعت بأن مستر ماريوت (سيريل ماريوت، القنصل البريطاني في حيفا) يعمل على إعادة العرب إلى حيفا. أنا اعرف ما يعنيه عمل المستر ماريوت – ولكن حتى نهاية الحرب لسنا معنيين بعودة العدو، وعلى كل المؤسسات العمل وفق ذلك.
وتفند رسالة بن غوريون هذه ما زعمته غولدا مئير في كتابها حياتي حيث كتبت أن بن غوريون طلب منها السفر إلى مدينة حيفا والاهتمام بأن يعاملوا العرب المتبقين في المدينة كما يجب. وادعت أن بن غوريون طلب منها، أيضا، محاولة إغواء العرب المتواجدين على الشاطئ، على العودة وإقناعهم بأنه ليس هناك ما يخافون منه. وحسب ادعاءاتها فقد سافرت إلى حيفا والتقت بالعرب على الشاطئ وبذلت كل جهودها لإقناعهم بالبقاء، لكنها لم تنجح على حد زعمها.
وقال مارون اران، صاحب بيت المزاد العلني الذي يملك الرسالة إن بن غوريون أمر بمنع عودتهم كما يبدو لأسباب أمنية، لكنه يمكن أن يكون قد خطط في حينه لتوطين المهاجرين الذين بدأوا يتدفقون على البلاد، في بيوت عرب حيفا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة   الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Emptyالأحد 15 مايو 2016, 1:21 am

شــاهـــد علــى النكبــــة

الدستور - أجرى اللّقاءات جمانة أبو حليمة وكمال زكارنة
ظل الفلسطيني برغم ترحيله وتهجيره القسري منذ نكبة 48 مروراً بنكسة 67 اكبر بكثير من مساحة المخيم المقترح عليه، وظلت ذاكرة اللجوء الاول والنزوح الثاني تنشط باتجاه البوح لأصغر الاحفاد عن حادثة العدوان الاسرائيلي التي اقتلعت الفلسطيني من مكانه الاول  الوطن . واذا كانت الشفاهية ورغبة النطق قد رافقت الفلسطيني لأكثر من نصف قرن مضى، فإن على الموثقين العودة لسماع الحكاية من اصحابها، ولكي تأخذ حادثة التهجير وما رافقها وضعها الصحيح في التاريخ. إذ أن الشفاهية التي ظلت تعتقل القضية الفلسطينية وتفاصيلها تحتاج منا الى اعادة اطلاقها كي تضيء على فجيعة التهجير الفلسطيني لتكشف عن ادق تفاصيل هذا العدوان.

تجربة شاهد احتلال في هذه الحلقة مختلفة في بعض الجوانب.. المناضلة سلوى ابو خضرا، من مواليد العام 1929، من مدينة يافا، عضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1969 وحتى الآن، وعضو مجلس استشاري حركة فتح،  فتحاوية قبل تأسيس حركة فتح( كما وصفت نفسها)، والدها من طليعة الثوار الفلسطينيين الذين موّلوا وقاتلوا ضد الانتداب البريطاني اولا ومن ثم العصابات الصهيونية..
بدأت ابو خضرا حديثها قائلة: « مهما وصفنا صعوبة الهجرة من يافا، لا يمكن للمستمع ان يستوعبها او حتى يتصورها.
انهيت دراستي الااساسية والثانوية في مدينة يافا، في مدرسة راهبات الوردية – سان جوزيف- يافا (نظام ال JCE) . انات البنت الوحيدة لامي وابي لي اخوة اربعة، كان ابي – وله الفضل في كوني مناضلة وذات مبدأ راسخ- منفتحا ربانا على الثقة والصدق والوطنية. انهيت بكالوريوس اللغة الفرنسية من كلية الاداب – جامعة بيروت العربية.
كان لنا املاكا كثيرة في يافا، بيارات وبيوت قديمة وحديثة ومبنى ضخم في حي النزهة، وارض تبرع بها والدي لمقبرة طاسو- التي تمتد على مساحة 45 دونما،وكان نصفا لعائلة ابو خضرا ونصفها لعائلات اخرى، والتي استولى عليها اليهود في العام 48 وبنى فيها بيريز لاحقا فندق.   عاش جيلنا احداثا متكررة ومتلاحقة على جميع الاصعدة الوطنية والقومية والاجتماعية والعائلية ، فيها الم ، وكان انذاك من لم يتالم مع نفسه يتالم مع غيرة .
والدتي سورية الاصل من عائلة عريقة وهي عائلة المالكي، كان والدي من المناضلين في الثورة السورية ودرس الحقوق في جامعة دمشق وانضم الى ثورة سلطان باشا الاطرش الذي كانت تربطه به علاقة اخوية قوية جدا. وفي يافا بدأ والدي العمل الثوري والتوعوي والتعبوي مبكرا ، حيث كان الفلاحين والمزارعين وابناء المدن المختلفة يأتون فرادا الى منزلنا حفاظا على سره ، وكانوا يجتمعون مع والدي ويبيعونه ادواتهم المنزلية لشراء السلاح والذخيرة بثمنها، وكانوا هم ووالدي يخبؤون اكياسا- شولات ابو خط احمر-  مليئة بالاسلحة والعتاد تحت الاسرة ويطلب منا ومن امي عدم فتحا ، وكنا نلتزم نحن بذلك، وهذا ما عرفناه لاحقا عن هذه الاكياس.
كانت هذه الفترة بالنسبة لابي ولنا وللفلاحين والثوار كمرحلة حشد واستعداد وتجهيز للمواجهة مع العصابات الصهيونية الغازية لفلسطين وصد المخططات والتي كانت تحاك لاحتلال فلسطين وتهجير اهلها.
في كانون اللثاني وشباط من العام 1948، بدأت تحدث احتكاكات واشتباكات مسلحة بين الثوار والعصابات الصهيوينة، شعرنا كبيرة في الاوضاع التي بدا واضحا انها تنذر بقدوم كارثة على الشعب الفلسطيني، في حينها قالت لنا امي ان ابي سياخذنا الى الشام وكان عمري وقتها 18 عاما، وقد انهيت للتو الثانوية العامة.
سأت والدي عن سبب هجرتني الى الشام بدونه، فقال انه يخشي ان ياتي لحظة يرانا فيها انا وامي سبايا لدى العصابات الصهيونية خاصة اانا كنا قد سمعنا للتو عن مذبحة دير ياسين،اضافة الى انه بحكم موقعه في الثورتين السورية والفلسطينية كان يعلم خفايا الامور اكثر من غيره، وايضا كي يتمكن من التحرك مع المناضلين بحرية اكثر هو واخوتي الا اخي الطفل الصغير الذي كان لا يتجاوز العامين عند خروجني الى الشام.
وكان قرار هجرتنا الى الشام اشبه ما يكون بالصاعقة التي انفجرت في وجهي، حيث كان رايي ان نبقى في يافا ونموت مع من نموت او نحيا مع من يعيش، ونستقبل الجيوش العربية بالزهور ونحررالبلاد شارعا شارعا وحارة حارة، كما حدث ذلك في ستالن جراد، لكن القدر الفلسطيني لم يشأ بذلك وانقلبت الامور والاحوال. آنذاك وعندما رايت ان امر الهجرة اصبح واقعا ولا رجعة عنه ذهبت لاودع الاماكن العزيرة على قلبي واولها مدرستي، حيث وقفت على الدرج الكبير ومن شدة حزني اخذت خدودي ترتجف كان فيها كهرباء، امسكتها بيادي واخذت اذرف الدموع، فحضرت الراهبة التي تحدثت الي باللغة الفرنسية واخذت تهوّن علي وتؤملني بعودتي قريبا، ومن ثم بحثت عن صديقتي ورفيقة مقاعد الدراسة ايفا وهي يهودية ايطالية ، والتي حضنتني وبكت بشدة لفراقنا.ثم ذهبت لاودع بحر يافا، وقفت من جهة كنيسة الخضر، ورجعت من طريق العجمي، وودعته وعدت الى حي النزهة في يافا حيث كان منزلنا ، ومشيت ف يشارع فيصل الذي كانت تسير فيه الشاحنات المحملة بصناديق البرتقال والمتوجهة الى الميناء، اشتطيع الآن ان ارسم تلك المشاهد بريشتي دون اي خطأ.
خرجنا من يافا الى سوريا، ونحن في الطريق وبدأنا بالبتعاد عن يافا شعرت ااني اموت فعلاً، وكان اخواي الاكبر والاصغر من يميني وشمالي ، وامي وابي في الكرسي الامامي وفي حضن امي اخي الصغير، بدأت عيناي تشخصان الى الاعلى ولوني خطف، وما اذكره في تلك اللحظة ان امي قد نظرت الى الخلف وصرخت ، البنت تموت.
عاد ابي واخي الاكبر على الفور الى يافا، بقي هناك حتى نهاية حرب 48، كان يرفض الخروج لكن عندما اصيب رضخ للامر الواقع وهاجر الى سوريا، قسرا حيث تم نقله بسيارة اسعاف، كما ورفض التوقيع على تسليم يافا. من شدة حزنه وغضبه على ما حدث، توفي والدي في العهام 1953 وكان عمره انذاك 43عاما ، وكانتامي قد سبقته وتوفيت في الاعام 1950 وكان عمرها 42 عاما. فكانت نكبتنا انا واخوتي مضاعفة...  ساءت اموري كثيرا، واحوالي الاجتماعية والمادية. كان اخوتي في المدارس والجامعات وناضلنا كي يكملوا تعليمهم الاكاديمي تلبية لرغبة ووصية الوالدين، وقد تحملت انا العبء كاملا وكانت المسؤولية اكبر مني بكثير.
انا لم اعش حياة اللجوء في العام 48 ، عملت فور وصولنا الى سوريا كمتطوعة مع جمعية تحرير فلسطين، حيث منت اتقن اللغة العربية والفرنسية والانجليزية ولاحظوا باهتي وشدة ملاحظتي ووطنيتي، حيث كنا نجمع العوائل التي تقيم تحت الاشجار في شارع بغداد في دمشق ومن حول نوافير الصالحية. في العام 1955 قررنا مغادرة الشام الى قطاع غزة، فهاجرنا بواسطة قارب صيد من لبنان على طول ساحل البحر الابيض المتوسط، مارين بالشواطيء السورية ثم الفلسطينية، وعندما اصبحنا بماحاذاة ساحل يافا بكيت كثيرا واذكر ان نفس الحالة التي اصابتني عندما غادرتها في العام 48 عندما ذهبت لاودع مدرستي ، فامسكت للمرة الثانية بخدودي التي اخذت ترتجف بشدة ، وافرطت بالبكاء.
وعندما وصلنا غزة، سافرنا الى القاهرة وهناك كان ابن عمي بانتظارنا وكان يعمل مع الجيش المصري، تزوجنا هناك ثم عدنا الى غزة جميعنا، وتم تسجيلنا كلاجئين فلسطينيين.
ثم وقعت حرب الاعام 1956 بين مصر واسرائيل ،التي كان وقع احداثها علي لا يقل صعوبة عن هجرة عام 48. بقينا في غزة حتى العام 1958، ثم سافرت انا وزوجي الى الكويت وهناك اسست مدرسة دار الحنان التي بدأت مشروع بسيط ومتواضع كحضانة اطفال في العام 1962، حيث لاحظت وانا اعمل كمدرسة في الكويت غياب بعض المعلمات لاسباب ليست صحية كما تدعي تقاريرهن، انما لعدم وجود من يرعى اطفالهن اثناء عملهن لان الحضانات كانت نمقتصرة على الكويتيين فقط، ولكثرة اعداد النساء الفلسطينيات المهاجرات الغعاملات هناك قررت فتح حضانة دار الحنان التي تطورت وكبرت حتى اصبحت مدرسة ثانوية بمقاييس دولية يدرس فيها اكثر من 400 طالب ويعمل بها كادر تدريسي يتجاوز 300 مدرس ومدرسة من العرب والاجانب وكان من بينهم الكثيرين من المدراء والمدرسين الكويتيين.
لم تكن مدرسة دار الحنان مجرد مدرسة اكاديمية فقط ودار حضانة، كانت ملتقى للسياسيين والنشطاء الفلسطينيين من جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني. ومقر للاشبال والزهرات، يرفع فيها العلم اللفلسطيني ووينشد الطلاب صباح كل يوم النشيد الوطني الفلسطيني والكويتي وكانوا يهتفون:  تحيا الكويت ، تحيا الامة العربية، تحيا الثورة الفلسطينية.
في العام 1967 بدأت عملي الوطني وبدأنا الحشد على غرار ما فعل والدي قبل العام 48، اسسنا مبادرة تطوعية لارسال المتطوعين الفلسطينيين للقتال في الجبهات العربية ضد اسرائيل، وفي العام 1968 شاركت انا وام جهاد(انتصار الوزير) وام اللّطف في مؤتمر منظمة الوحدة الافريقية للنساء والذي عقد في الجزائر ، ورفعنا العلم الفلسطيني هناك لاول مرة.
كنت اول سياسية وطنية فلسطينية تدخل فلسطين بعد اتفاق اوسلو عام 1993، ضمن وفد شارك في مؤتمر لليونيسكو لبحث المناهج الفلسطينية التربوية، وكانت اول زيارة لي الى فلسطين منذ ان هجرت منها في العام 1948. في هذه الزيارة حاول بعض الصحفيين اصطحابي الى مدينة يافا وعمل لقاءات معي في بيتنا هناك في يافا وفي الاماكن التي كنت اعشقها ، فرفضت لانني خشيت ان انهار وافقد صوابي وتتكرر معي نفس الحالة التي اصابتني في العامين 48والعام 1955.
الوضع الحالي الذي نعيشه نحن الشعب الفلسطيني سيء جدا، والوحدة الوطنية التي عشنا في رحابها كانت الخيمة الكبيرة التي تأوينا جميعا ولن انسى في حياتي يوم اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة عام 1988 في الجزائر عندما وقف الدكتور جورج حبش وامسك بيد الرئيس ابو عمار وقال له : ارجو يا اخ ابو عمار ان تكون انت على حق وانا على خطأ، وهذا ما نتمى حصوله الآ؟ن وتتحقق الوحدة من جديد.  

مع ان عمره لم يتجاوز الأربع سنوات عندما وقعت نكبة فلسطين 1948، الا ان ذاكرته لم تنس تفاصيل صغيرة ودقيقة عن قريته والهجرة واللّجوء بعد 71 عاما، وفيما يلي توثيقه لذلك:» مسقط رأسي عام 1944مكان اسمه قرية العباسية قضاء يافا/فلسطين والاسم الثاني لمدينة يافا هو عروس البحر الابيض المتوسط، والعباسية قريبة جدا منه، تشتهر بالزراعة بجميع انواعها؛ بيارات الحمضيات بانواعها وانواع اخرى من الاشجار وتشتهر ايضا بزراعة الذرة بنوعيها الابيض والاصفر كما وتشتهر بكثرة المقاثي وزراعة السمسم والبقوليات بانواعها. وبخصوص المواصلات: يمر من العباسية الشارع الرئيسي الدولي الذي يبدأ من مدينة القدس مارا بمدينة اللد مارا بقرية العباسية وينتهي بمدينة يافا. وايضا يمر بقرية العباسية سكة حديد تأتي من اوروبا وتنتهي بمدينة بورسعيد على قناة السويس في مصر ويتخلل قرية العباسية عدة شوارع وازقة غير معبدة وفيها محلات تجارية تخدم متطلبات القرية.
كما ويوجد فيها مقام النبي هود عليه السلام وفيها مدارس بنين وبنات، ومدرسو خاصة ايضا، وفيها مدرسة زراعية ثانوية. ويتكون نسيج اهالي العباسية من خمس حمايل والحمولة اصغر من العشيرة والآن يوجد مقر لقرية العباسية يسمى رابطة اهالي العباسية في مدينة عمان العاصمة.
والان استطيع فرز الفترة من قبل عام 1948م وما بعد عام 1948م الى فترتين واطلق على الفترة قبل عام 1948م فترة التذكر والفترة الثانية او الاخرى الى فترة الرحيل من العباسية.
1- الفترة الاولى/فترة الذاكرة والتذكر
يقع بيتنا في العباسية (ومفتاحه معنا حتى الآن) على الشارع الرئيسي والذي ذكرته آنفا وما زال موجودا الى الآن في العباسية ولا زالت البيارات موجودة، ويسكن في بيتنا الآن يهود من اليمن، ويقع مقابل بيتنا في العباسية مسجد كبير ولا زال موجودا وكنت اذهب اليه مع ابي و جدي لوالدي الى البيارات الشمالية والبيارات الجنوبية (القبلية)، وكنت اذهب مع ابي الى مدينة يافا عندما يقوم بتصدير منتوجات بيارات الحمضيات عن طريق ميناء يافا الى اوروبا.
بعد العام 1945 تشكلت هيئة الامم المتحدة بعد زوال عصبة الامم التي وقعت في فترتها الحرب العالمية الاولى، ونتيجتها انهزمت المانيا وتركيا ومن المعروف ان تركيا كانت تحكم المشرق العربي ومصر والسودان ومن المشرق العربي كانت فلسطين بكاملها ونتيجة انهزام تركيا فان عصبة الامم اتخذت قرارا بانتداب بريطاني وصية على فلسطين، وكان موجودا في فلسطين آنذاك مطار اللد ، رأت بريطانيا ان هذا المطار صغير ولا يفي بمتطلبات الحرب ومخططات اسرائيل المستقبلية ، فقررت توسعته كي يكون مستعدا لاستقبال أكبر عدد من الطائرات. والتوسعة هذه تحتاج الى ارض، وعن طريق سؤال الحاكم العسكري البريطاني لدائرة تسجيل الاراضي في مدينة القدس عن البيارات المجاورة للمطار ومن يملكها، عرف الحاكم ان هذه الاراضي تعود لعائلة ابو حليمة ، فارسل  اليهم طالبا منهم ان يختارو من بينهم رجلين او ثلاثة للحضور الى مقر الحاكم في القدس، وفعلا ذهبوا الى هناك، فعرض عليهم ثلاثة عروض كي يعطوه الارض: «1- ان نشتري ما يلزمنا من الارض لغرض التوسعة. 2- استئجار هذه الارض لفترة زمنية طويلة . 3- او اخذها بالقوة اذا لزم الامر . فما هو رأيكم؟». فاخبروه برفضهم الحلول الثلاثة، لانهم هم من يملكونها وسندات باسمهم من عهد الدولة العثمانية وانهم لن يكترثوا.  وبالفعل اقتطع الحاكم البريطاني شريطا من البيارات على طول المطار (مطار اللد) ، وهذه المعلومات موثقة شفويا وكتابيا وظل رجال العائلة يتداولونها ويقصونها على ابنائهم كي لا ينسوا .
ومما اذكره تماما ولا انساه لحتى الان حادثة استشهاد ابن عم ابي الحاج حسين ابو حليمة اثر عملية قتالية حصلت بين المجاهدين من العباسية وبين المستوطنين اليهود في مكان اسمه (تلة فنكسي) وهذه مستوطنة موجودة قرب العباسية وحصلت المعركة عام 1948م ، خرجنا لعدة ايام ، كما قيل لنا، وتنقلنا في عدة قرى مجاورة لحين ان يهدأ الوضع، واذكر ايضا عندما توقف القتال واعلنت الهدنة المؤقتة عدت مع ابي الى العباسية اثناء هذه الهدنة ودخلنا بيتنا، وقام ابي باطعام الدجاج والذي كان لا يزال موجودا وقتها ويقدر عدده بحوالي (500) طير دجاج بلدي، حيث قام باخذ بعض اكياس القمح والطحين بما يكفينا قوتنا لعدة اسابيع( على اساس ان طلعتنا منها لن تطول)، واخذ بعض جرار الفخار المطلي مليئة بزيت الزيتون من مزارعنا في العباسية وذهبت معه الى البيارات الشمالية والقبلية وقام بتشعيل الموتورات التي تسحب الماء من باطن الارض وتعبئتها في البرك الموجودة في البيارات الشمالية والقبلية، وكان موجود عندنا بقرتين نوع هولندي وحصانين وسيارة ترك نوع شفرلية امريكي وكان لدى عائلة ابو حليمة في العباسية قبل عام 1948م تركتورات عدد (2) D6 امريكي لخدمة اراضي العائلة في العباسية.
 وحصلت الهجرة عام 1948م.
وهناك ذكريات من طفولتي في فلسطين احب ان اقصها دوما، حيث كان في بياراتنا برك ماء مستديرة ضخمة ويتبع لها ماتورات لسحب المياه من باطن الارض وتصبه في البركة، وايضا ارتباطي بالبقرتين الهولنديتين ، ومطاعم يافا حيث كان يصطحبني ابي معه لنأكل هناك. واذكر جيدا انه عندما يكون مشغولا يذهب ويشتري شاندويش كباب. واذكر جيدا ميناء يافا، واذكر جيدا عندما عدنا الى بيتنا في الهدنة وجدنا غرفة واحدة من بيتنا منسوفة اذ قصفه اليهود بالمدفعية، وباقي البيت سليم، واذكر آنذاك انني اثناء وقوفي على انقاض غرفة الضيوف وجدت صحن طعام صيني حجم كبير فاخذته واعطيته لابي ، وهاجر معنا هذا لصحن واستخدمناه حتى اواخر السبعينات. واذكر عندما كان يصطحبني الى سوق العباسية ويشتري معلبات سمك كبيرة اسمها « نكيردة» والاخرى «بلميضا» والفلافل المحشي المقلي بزيت السيرج. واذكر العمال المصريين الذين كانوا يعملون في بياراتنا ويتناولون معنا الطعام يوميا. كل ذلك اذكره تماما كانه اليوم ولم تمر عليه السنوات، عشت طفولة حقيقية واذكر شيئا جميلا  في موسم البرتقال حيث كانت زوجة عمي اخو والدي تمد يها من الشباك وتقطف لي حبة برتقال ، فهل ياترى سيتكرر هذا الموقف الجميل ونعود وتتجدد ذكريات طفولتي وتتعانق مع شيخوختي.  كما واريد ان اشير الى مقهى عائلةابو حليمة في العباسية والذي كان يقع على الطريق الرئيسي الدولي الذي يبدأ من القدس مارا بمدينة اللد وبالعباسية وينتهي بمدينة يافا وهذا المقهى لا يبعد عن بيتنا، وكان عمي الحاج محمد ياخذني معه الى المقهى ، وكان لعمي الحاج محمد ولدان ، البكر يونس والاصغر عيسى ، ام يونس فاذكر قصة موته المفجعة حيث كان يدرس في مدينة اللد في المدرسة الثانوية، وفي احد الايام كان واقفا على الشارع الرئيسي المذكور آنفا بانتظار الباص الذي سيوصله الى المدرسة، بمجيء سيارة مسرعة للجيش البريطاني ودهسته ومات على الفور.
واذكر حذّاء الخيل الذي كان يحذو لنا زوج الخيل . واذكر طوابين الخبز والحصيدة وقطف الزيتون والحمضيات.
ومن أهم المعالم التي اذكرها في طفولتي في العباسية، مبني ديوان عائلة ابو حليمة. وهو مقام على ارض مساحتها خمسة دونمات، وعلى مدخل الديوان حجر كبير مستطيل الشكل منقوش عليه كلمات مازلت اذكرها: «مشرّعات ابوابها والمجد فوق عتابها هالدار عاطول الزمان والله محسوب حسابها». وكان هذا النظام مبنيا على نظام القبب والاقواس القديمة ( العقدة) .
2- الفترة الثانية وهي فترة الهجرة والرحيل من العباسية عام 1948م.
رحلنا من العباسية واول محطة لنا كانت بلدة رنتيس فجلسنا فيها بعض الوقت ثم رحلنا الى مزارع النوباني فجلسنا بعض الوقت ثم رحلنا الى مدينة رام الله، فجلسنا بعض الوقت ثم رحلنا الى مادبا في شرق الاردن، فجلسنا عند عائلة الحمارنة في مادبا ولنا (اي عائلة ابو حليمة) مع عائلة الحمارنة معرفة وصداقة حميمة تمتد منذ عام 1920م وحتى عام 1951م اي علاقة قوية امتدت اربة عقود من الزمن فجلسنا عندهم بعض الوقت ثم رحلنا الى عمان وما زلنا ننتظر العودة الى العباسية وما زلنا نسمى لاجئين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة   الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Emptyالأحد 15 مايو 2016, 9:06 am

[rtl]"مفتاح العودة" .. يتحدى النكبة - فيديو[/rtl]



[rtl]الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة 8b749ed766a8965f171d54c469433141

[/rtl]
ارشيفية


[rtl]

إبراهيم السواعير -  في ذكرى النكبة اليوم؛ أستذكر ما حدّثني به طاعنٌ في الانتظار عام 2011، وضمّنته مقالةً في (الرأي)، من أنّ عتاقة (المفتاح) الذي يحتفظ بكل تلك الرائحة البعيدة ما تزال تملأ جنباته كلّما تحسس أشياءه التي رافقته منذ أن ودّعت عيناه الدار والكرم والبئر في رحلة العذاب الطويل.
قال: مؤلمٌ أن يُحرم المرء من مرابع الصّبا وذكريات الأحبّة!.. هكذا.. عنوة .. ظنّ الشيخ أن الدمعة الساخنة التي عاندت جبروته، فواراها بطرف كوفيته،.. لم تلحظها عيناي المتسمّرتان أمام عزّة هذا الوجه الجليل، الراوية، الصبوح، المتسامح؛.. فمضى يحدّث غير منتبه إلى صاحب الدكان الذي شاركنا الحديث في إحدى أحياء مخيّم الوحدات،.. شاركنا رأفةً بجاره الذي يستعيد معه كل صباح (حديث النكبة)، فلا يفرغ منه إلا حين ينشغل صاحبه بطلبة المدارس، ليعود الحديث والذكريات، من جديد.
(حديث النكبة).. هو الدمعة التي يذرفها الشيوخ كل صباح.. وهو مفتاح يومهم الجديد، الذي يبرزون معه (مفتاح) الدور و(الحواصل) والدكاكين القديمة وثيقةً أمام هذا الجيل: أول جملةٍ يفتتح بها هؤلاء الشيوخ الحديث: (الصبر مفتاح الفرج!).. ليطوّفوا بك منذ (الثمنية وأربعين)، كما ينطقونها، حتى يوم الناس هذا، وأنت ما عليك إلا أن تستمع لتنظيرات الحكماء المجربين أصحاب الخبرة في ضياع الأرض والوحدة الضائعة والزعماء والحزبية والتسويات وكلّ هاتيك الأيام. يخبؤون (مفاتيحهم) في جيوب لباسهم العربيّ المميز، ليدهشوا الضيف أو الجار بالوثيقة الدامغة: مفتاح داكن، تقشّر قليلاً، ومرّت عليه أصابع كلّ ذلك الزمن القاسي، وهم حين يضعون حياتهم وصبرهم وسيرة أولادهم ومستقبلهم في هذا المفتاح المخبوء؛ فإنّ وثيقةً لديهم تساوي، بل تفوق، كلّ نسب مراكز الدراسات العالمية في استفتاء (حق العودة) الذي تطالعهم به الصحف كل يوم، فلا يزيد هؤلاء الشيوخ إلا مزيداً من التندر أمام حديث النكبة.. ومفتتح كل صباح. يمضي هؤلاء لتبقى المفاتيح؛.. تنتقل من خزانة إلى خزانة.. ومن طاعنٍ إلى حفيد.. وهي وإن ضاعت في غمرة الحياة فإنّ هؤلاء المسنين.. الطيبين.. الذين يفرحون بأيامهم وبطولاتهم في العواصم القريبة ويسردونها لكل عابر سبيل.. هم مفاتيح أصيلة غير قابلة للاستنساخ.
[/rtl]
"مفتاح العودة" .. يتحدى النكبة - فيديو
[rtl]

https://www.youtube.com/watch?v=8E7tYvGTCIo





[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75448
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة   الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة Emptyالإثنين 16 مايو 2016, 12:18 am

شــاهـــد علــى النكبــــة

ظل الفلسطيني برغم ترحيله وتهجيره القسري منذ نكبة 48 مروراً بنكسة 67 اكبر بكثير من مساحة المخيم المقترح عليه، وظلت ذاكرة اللجوء الاول والنزوح الثاني تنشط باتجاه البوح لأصغر الاحفاد عن حادثة العدوان الاسرائيلي التي اقتلعت الفلسطيني من مكانه الاول  الوطن . واذا كانت الشفاهية ورغبة النطق قد رافقت الفلسطيني لأكثر من نصف قرن مضى، فإن على الموثقين العودة لسماع الحكاية من اصحابها، ولكي تأخذ حادثة التهجير وما رافقها وضعها الصحيح في التاريخ. إذ أن الشفاهية التي ظلت تعتقل القضية الفلسطينية وتفاصيلها تحتاج منا الى اعادة اطلاقها كي تضيء على فجيعة التهجير الفلسطيني لتكشف عن ادق تفاصيل هذا العدوان. وهذه الحلقات اذ تفتح ملف  الشفاهية  الفلسطينية هنا على لسان شاهد عيان فإنها تأمل ان تنقذ بعض ادق تفاصيل احتلال فلسطين وتهجير اصحابها، وانقاذ الحكاية.

فاطمة القرّا : مازلت احتفظ بحاجياتي
 التي هاجرت معي من «كفرعانة»
التقيناها في بيتها في منطقة جاوا في العاصمة الاردنية عمان، لم تتوقف دقيقة واحدة عن سرد الكثير الذي تحتفظ به ذاكرتها عن بلدها كفر عانة ، قضاء يافا، حتى طباعة هذه الحلقات. وصفت قريتها وصفاً دقيقاً لدرجة اننا تخيلناها انفسنا هناك، ومشينا معها في البيارات وقطفنا البرتقال.
فاطمة أحمد صالح القرّا، المولودة في العام 1925 في كفرعانة روت تفاصيل واحداث من حياتها وهجرتها قائلة: كنا نملك كروم زيتون وبيارة برتقال على طريق يافا، مزروع فيها الصبر والجميز والتين بانواعه: السوادي والخضاري والبياضي والغزالي. بلدنا جنة ، اتذكرها شارع شارع، وكنت انا ابيع الدجاج أيضا ، واخوالي من عائلة العجوري من كفر عانة. أريد ان احدثكم عن عرسي ؛ عندما خطبت ذهبت الى يافا لتركيب سن ذهب( هكذا كانت تفعل العرايس في القرى) وهناك لمحت قماشة جميلة لبدلة عرس وبدلة حنة فاشتريتها. ليلة الحنّة هربت الى بيت خالي العجوري ورفضت العودة واقامة حفلة لي الا أن يأتي اخي محمد من وادي السرار ويحضرها ويحضر عرسي ويخرجني من بيت ابي ، فقد كان اخي من الثوار الذين كانوا يقاتلون ضد الانتداب البريطاني آنذاك وكانوا دائما يقيمون في هذا الوادي، اذكر هؤلاء الثوار جيدا: أوّلهم اخي محمد( ابو جورج كما كانوا يسمونه) والثاني محمد دحبور والثالث محمد الحاوي والرابع ابو جاسر التلاوي والخامس ذيب شلّح والسادس اسماعيل جبر. فذهب خالي واحضره. من ليلة حنتي اذكر انهم حنوا لي رجلاي حتى الركبة واليدين حتى الكوع. وثاني يوم كانت الزفة حيث ركبت الفرس من بيتنا الى بيت العريس . كان فستاني مورد يغلب عليه اللون الازرق وقد بقيت احتفظ به طوال هجرتي هو مكحلتي ومكياجي الذي اشتريته من يافا وسروالي المطرز .
قبل العام 48 لم يكن يعيش في بلدنا يهود، لكنهم كانوا يتمزكزون في ملبّس التي كان لهم فيها مستوطنة واخذوا يطلقون النار علينا منها  في العام 48. وفي نفس تلك السنة بدأ اليهود يضايقون الفلسطينيين ويعتدون عليهم وعلى محاصيلهم وبدؤا يقتلون اهل القرى، فقررنا الرحيل عن قريتنا قبل ان يهاجموننا.
هربنا الى البيارات وكنت ابلغ من العمر 23 عاما ومعي ابنتي . هاجرنا الى قبية القريبة منا لكننا لم نمكث فيها الاايام وبعد مغادرتها سمعنا عن وقوع مذبحة فيها، فقررنا الذهاب الى مكان ابعد عن عصابات اليهود فذهبنا الى بير زيت في رام الله، سكنا عند ستي حسيبة، ثم سكنا في السقايف وكانت كل واحدة منها تضم اربع عائلات لاجئة. ثم توجهنا الى مخيم الجلزون، وهناك فتحت دكان صغير على غرار دكان والدي في كفر عانة. ثم هاجرنا الى غور نمرين في الشونة. كنا في كل مرة نهاجر فيها سيرا على الاقدام ونضع اغراضنا وما استطعنا اخراجه من بيتنا في ترك ومعه العجائز والاطفال الذين لا يستطيعون السير. انا اخذت معي من بيتي صندوق «جهازي وانا عروس» وثلاث لحافات وملعقة فضة لتحريك الشاي وفرشتين وجاطين، مثلما احتفظ بمفاتيح بيتنا في كفر عانة وكواشين ارضنا ولا زالت كلها موجودة حتى الان، حتى الصندوق ها هو موجود في طابق التسوية في بيتنا الحالي.
ومن اهم ذكرياتي اثنا ء هجرتي والتي تتعلق بانجابي لابني الوحيد الذي اعيش معه حاليا وهو فعلا الوحيد الذي عاش من بين ستة ابناء ذكور انجبت بعضهم في كفر عانة والبعض الاخر في الهجرة  حيث مات منهم خمسة وهم يبلغون من العمر 7-8 اشهر وبقي لي ابني وحيدي الذي انجبته في مخيم الجلزون وكانت قصة انجابه طريفة ، فقد اتبعت فيها عادات ووصفات شعبية فلسطينية نصحتني باتباعها عجائز كن قد تعرضن لنفس المعاناة؛ ومما قمت به كي يعيش ابني الوحيد ولايموت كاخوته اولا ان ثقبت له اذنه والبسته الفساتين الرثة وصنعت له قلادة من العملات الفلسطينية الفضية والخروز وقطعة من جبهة فرس اصيل ذبحناه لهذا الغرض، وقمت عندما ولدته باخذ «الخلاصة( المشيمة) وغسلتها جيدا بالماء وملحتها ونشفتها ووضعتها في حقيبة قماش ووبقيت احملها تحت ابطي اثناء تنقلنا من مكان الى اخر في رحلة اللجوء ودفنتها في اساسات بيتنا هذا عندماعمرناه.
في العام 1956 هاجرنا من غور نمرين الى مخيم الوحدات في عمان حيث مكثنا في وحدة لم تكن لنا، فقالوا لنا ان نذهب الى مخيم الى مخيم اسمه وادي السير وهو مخيم مؤقت ، يمكث فيعه اللاجؤون لحين حصولهم على وحدة سكنية باسمهم في مخيم الوحدات، وفعلا جاء دورنا وحصلنا عليها. سكنا في الوحدات من العام 58 حتى العام 1994. كان يعمل خلالها زوجي في مصنع حقائب وحزامات للجيش العربي الاردني . اما انا فقد فتحت اول محل نوفوتيه في الوحدات في شارع سمية وسميته نوفوتيه في العام 1967.
ورغم بلوغي التسعين من العمر فانني ما زلت احلم بالعودة الى بيتي ودكاني في كفر عانة ، وهذا حلم يشاركني فيه ابني واحفادي جميعا. وامنيتي الوحيدة الآن ان ادفن فيها بين اجدادي.

ابراهيم عطية: طلعتنا من فلسطين كالحـلــم الذي لــم نـصحُ منــه بـعــد
في حي الأشرفية في عمان التقينا ابراهيم محمد علي عطية البالغ من العمر 85 عاما ، لاجيء فلسطيني لم يسكن مخيمات اللجوء لكن ذاكرته تحتفظ بتفاصيل النكبة والهجرة من فلسطين ، حيث كانت هجرته مختلفة نوعا ما عن جيله ؟، اذ التحق بشقيقه عام 1953 الذي سبقه للعهمل في الكويت عام 1952.
يقول ابراهيم عطية: «غالب اراضي بلدنا ، قرية ساكية قضاء يافا، بيارات حمضيات وسهول واسعة خصبة كنا نزرع معظمها بالبطيخ والشمام والزراعات الصيفية الاخرى التي نقوم بتصديرها الى اوروبا التي كانت تعرف جيدا البرتقال اليافاوي والتي كانت تطلبه باستمرار وكان معروفا في اوروبا تحت اسم « جافا اورانجز «، تلك الماركة التي حاول اليهود في العام 1984
شراءها من العرب بواسطة جمرك يافا التابع لسلطات الانتداب البريطاني التي فشلت بدورها في اقناع الجانب الفلسطيني ببيع هذه الماركة لاسباب وطنية.
ويتساءل عطية ويجيب: كيف استطاع اليهود شراء مساحات واسعة من اراضي قريتنا والقرى المجاورة التي اعرفها بالشبر، واعرف اسماء اصحابها؟ ويقول: كان في فلسطين قبل العام 1948 سماسرة اراضي لبنانين يعملون لصالح اليهود ، حيث كانوا يشترون هذه الاراضي باثمان عالية جدا لاغراء المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا غالبا ما يقول تحت ضغوط الديون في حال عدم نجاح الموسم الزراعي او ضعفه لاسباب مختلفة، والضائقات المالية التي كانت تضطرهم لبيع البغلة او البقرة الهولندية لتليم اوتزويج ابنه او بناء بركسات، ويبيعونها لليهود، ولازلت اذكر اسم احد هؤلاء اللبنانيين وهو ابو انقولا. وبنى اليهود على تلك الاراضي ما نطلق عليه الكبّانيّة «
 وهي معسكر كبير للانجليز اسمه تل فلنسكي، حيث اقيمت على اراضي ساكية وملبّس والخيرية ويازور، وعلى اراضي قرى يافا، ومنها العباسية ورنتيا ودير طريف، اقيمت مستعمرة «وول هيلمان» الالمانية حيث كان كل سكانها ألمان  جاؤو الى فلسطين في فترة الحرب العالمية. وللعلم فقط ، كان هؤلاء الالمان يكرهون اليهود، وعندما سلم الانتداب البريطاني فلسطين لليهود كما وعدهم ، اخرج اليهود الالمان من الهيلمان في العام 48 كما ونصبوا كمينا لاهل البلد اذ اشعروهم انها فارغة فقعندما اقترب منها الشباب والرجال ليحتموا فيها اثناء هجوم العصابات اليهودية عندما بدأت مناوشات العام 48 بينهم وبين اهل القرى والمدن الفلسطينية ، كان اليهود يختبؤون في الهيلمان ومسلحون في جميع زواياه، ثم بد}وا باطلاق النار باتجاه اهل البلد ، ودذكر انه قتل آنذاك شباب من المزيرعة(16 نفراً) وكوليا والعباسية.  كان عدد سكان ساكية لا يتعدى 1000 نسمة قبل العام 48. لم يكن فيها يهود ، لكن بعض القرى المجاورة مثل ملبّس وعرّوجة كان سكنها بالكامل من اليهود الذين قدموا الى فلسطين أثناء الانتداب البريطاني وطردوا اهل هذه القرى من منازلهم وسكنوها. كان في قريتنا مدرسة للاناث واخرى للذكور. وكان فيها وادي فيه نبعات ماء، كنا نشرب منه ونسقي الدواب، في فصل الشتاء كان يصبح كالنهر، وكانت مياهه تصب في البحر الابيض المتوسط.
عاصرت احداث ثورة العام 1936 التي قامت على اساس انهاء الانتداب البريطاني في فلسطين ومقاومة تدفق اليهود الى الاراضي الفلسطينية . في العام 47 شكل اليهود عصابات اجرامية ارهابية من شباب وفتيات وهي  الهاجاناة والارغون واشتيرن بهدف تخويف الشعب الفلسطيني واجباره على الرحيل بعد ارتكاب عدة مجازر في مناطق فلسطينية مختلفة . في العام 48 وقبل ايار استطاع الثوار الفلسطينيون تحرير القرى التي يسكنها يهود. لكن قام الانجليز بمهاجمة تلك القرى مرة ثانية مستخدمين المدرعات والاسلحة الثقيلة واستولوا عليهاوسلموها لليهود.
في شهر ايار 48 ، هاجمت العصابات اليهودية معظم قرى فلسطين الساحلية ومنها بلدنا ، خرجنا ولا تعرف الى اين، ذهبنا الى بلد اسمها شُقبة (قضاء اللّد) لكن كان الوضع فيها بائسا بسبب ما يحدث آنذاك ، اقمنا فيها اسبوعين ومنها الى بير زيتعين الزرقاء ،اقمنا فيها ثلاثة اشهر تقريبا، وعندما دخل البرد هاجرنا الى عين سينيا قرب مخيم الجلزون، اقمنا تحت اشجار التين والزيتون ، وعندما حل شهر تشرين الاول والبرد القارس، مرت سيارات شحن كبيرة واخذت تسأل الناس اذا كانوا يريدون الذهاب الى اريحا، ابي رفض، وتوجه بنا سيرا الى بير زيت في رام الله. واستأجر «هنجر» بخمسة دنانير شهريا ، وكان كبيرا جدا وممتدا ، سكنا فيه جميعا ،حوالي 20 نفرا ..أقمنا في بير زيت 22 عاما. في العهام 1952 سافر اخي الاكبر الى الكويت للعمل هناك ، وانا لحقت به في العام التالي للعمل هناك وبعد ذلك استقدمت والدتي الى هنناك بعد وفاة والدي في بير زيت ، وتوفيت هي الاخرى في الكويت في العام 1985 ودفنت هناك ، وكانت امنيتها ان تدفن في بلدها ساكية. انا عدت الى عمان مع احداث حرب الخليج الاولى في العام 1990.
انا فلسطيني ابن فلسطيني ، لا زلت احتفظ بكواشين اراضينا واملاكنا -ووصولة الضرائب التي كنا ندفعها- في ساكية منذ عهد تركيا والانتداب البريطاني والحكم الاردني. اذا كتبت لي العودة الى فلسطين ، الى بلدي ، سأدلكم على كل قطعة ارض في قريتنا لمن تعود ، لا زلت احفظ كل شبر فيها. طلعتنا منها كانت مثل الحلم الذي لم نصحو منه بعد. زهنا الغربة والحياة كلها.    

محمد حامد بامية: العودة الى فلسطين حلم لا ينتهي ونعلم اولادنا واحفادنا حب الوطن

المواطن الفلسطيني اللاجيء محمد حامد بامية ولد في العام 1928 في قرية العباسية، قضاء يافا ، حدثنا بعضا من نمط حياتهم هناك قبل نكبة العام 48، وقال:  كان والده يعمل مع الالمان في مستعمرة «وول هيلما»، وهي مستعمرة ألمانية في فلسطين جميع سكانها المان في ذلك الوقت ولم يكن بينهم يهوديا واحدا وكان يعمل الفلسطينيون بها في بيع البرتقال والبطيخ والجريب فروت وغيرها.
وقال :انا درست حتى الصف الاول الاعدادي في مدرسة العباسية وكان يدرس فيها طلبة من عدة قرى قريبة، تزيد مساحتة مدرستنا عن مائة دونم وفيها جميع انواع اشجار الفاكهة والخضار . بعد ذلك بدأت العمل مع والدي واذهب بصحبته الى مستعمرة الالمان وكان عدد بيوتها 27 بيتا، وبعد الحرب العالمية الثانية استعمرها الانجليز وقاموا بتسييجها ومنعوا الدخول اليها ،كما كنا نعمل أيضا في بيع « الحصر» التي كنا نصنعها من  «القش»  الذي ننقله على ظهور الخيل ونبيعه لاهل القرى والمدن المجاورة . وكان في العباسية ناديا رياضيا اسمه «النادي العباسي» وكنت اول الاعضاءالمسجلين فيه وله فريق كرة قدم اسم الكابتن احمد حمزة وانا كنت احد للاعبي الفريق ، وكان هناك ملعبا في البيارة المالحة غربي البلد وملعباخر كبير للتدريب ، وكنا نقيم المباريات مع القرى المجاورة مثلبيت دجن وسلمة وديرطريف وغيرها . وحدثنا عما تحتفظ به ذاكرته عن ثورة فلسطين عام 1936، «حيث وقعت معركة في ملبّس شمال بلدنا العباسية بين الثوارالفلسطينيين واليهود في المستعمرات اليهودية اذ كان معظم ساكني ملبس من اليهود وهي الان تعرف باسم» بيتح تكفا» .
وعما حدث في العام 1948 قال الحاج بامية ، ابو درويش: كانت تقع مناوشات بين اهل القرى واليهود بشكل دائم، عبراليهود بلدنا فهربنا الى بيت دجن ودير طريف وطيرة دندن وبين جالا وبيرزيت والنبي صالح ثم الى اريحا في مخيم عقبة جبر حيث اقمنا هناك عامين (1952-1954) ثم هاجرنا الى الاردن حيث كان يعمل والدي بين اريحا وعمان يبيع ويشتري سيارات وشاحنات وبيكابات مع شركة غرغور في عمان . هاجرنا من اريحا الى عمان واقمنا في مخيم المحطة وكان المخيم الوحيد في عمان وهو اقدم من مخيم الوحدات، رحلنا منه واقمنا في جبل التاج ولا ازالحتى الآن ونحن في العام 2015 في بيتي الذي ورثته عن والدي. لكنني احلم كل يوم بالعودة الى بلدي العباسية في فلسطين. وعن حياته في عمان واهم ما ساهم فيه قال ابو درويش:» في الستينيات من القرن الماضي اسسنا نادي الوحدات الرياضي انا ومجموعة من اهل العباسية واهل القرى الاخرى المهجرين مثلنا حيث تعاونا وجمعنا مبلغا من المال لتأسيسه» . وفي العام 1978 اسسنا رابطة العباسية لجيمع اهل البلد لادامة التواصل والاتصال بينهم واجمع الجميع على انتخابي رئيسا للرابطة. حلمنا بالعودة الى فلسطين لا ينتهي ونعلم اولادنا واحفادنا حب فلسطين والارتباط بها والتعلق بوطنهم وارضهم في العباسية وفلسطين لكن لن ادخل بلدي وفيها يهوديا واحدا ،هؤلاء المحتلين الاوغاد يجب ان يعودوا الى حيث اتوا ويتركوا بلادنا المقدسة فلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الرواية التاريخية والحقوقية في ذكرى النكبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لمواجهة فصول النكبة ..الرواية الفلسطينية في مواجهة الآخر/ النقيض
» نفثة في ذكرى النكبة
» في ذكرى النكبة.. أفلام ننصحك بمشاهدتها
» دور السينما في فلسطين التاريخية قبل زلزال النكبة
» في ذكرى النكبة.. تدمير مجتمع فلسطيني موحَّد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: