| الموسوعة المصغرة للحيوان | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 11:37 | |
|
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 31 مارس 2016 - 11:54 عدل 1 مرات |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 11:41 | |
| أنواع الحيوانات
يختلف كل نوع من الحيوانات عن الأنواع الأخرى؛ فلكل نوع طريقة حياته الخاصة التي تتواءم مع المكان الذي يعيش فيه، الغذاء الذي يأكله. ومع ذلك يتشابه كثير من الحيوانات في أشياء معينة. فبعضها يُربى كحيوانات مدللة في المنازل، وبعضها الآخر يُربى لإنتاج اللحوم، وبعض الحيوانات وحشي (فطري). وتعيش بعض الحيوانات في البر وبعضها في الماء. ويمكن تصنيف الحيوانات بطرق عديدة أخرى، تعتمد على التشابه فيما بينها، مثل عدد الأرجل لدى كل منها. ويعد تصنيف الحيوانات حسب التشابه فيما بينها، من الطرق الجيدة المستعملة في تقسيم المملكة الحيوانية إلى مجموعات كبيرة معدودة. ولكن الدراسة العلمية للحيوانات تتطلب اهتماماً أكبر، حيث يُصنفها علماء الحيوان إلى مجموعات اعتماداً على صفاتها الجسمية الخاصة.
الحيوانات المستأنسة والحيوانات الوحشية
صُنفت الحيوانات إلى أليفة ووحشية حسب تعاملها مع البشر. فالكلب الذي لا يَعُض ولا يهرب إذا حاول أحدٌ ملاطفته، حيوان أليف؛ وكذلك الحصان الذي لا يرفس، والقط الذي لا يخدش، والطائر الذي يجلس على يد الإنسان. أمّا الحيوانات الوحشية فهي تخشى الاقتراب من البشر. والغالبية العظمى من الحيوانات وحشية، ويمكن استئناس بعضها، ولكنها كثيراً ما تعود إلى طبيعتها مرة أخرى. وقد استؤنس عدد قليل من أنواع الحيوانات الوحشية بأعداد كبيرة، وأكثرها من الحيوانات المدللة المنزلية أو حيوانات المزارع.
الحيوانات البرية والحيوانات المائية
تقسم غالبية الحيوانات إلى مجموعتين كبيرتين، حسب البيئة التي تعيش فيها. فبعضها بري يعيش في البر، وبعضها الآخر مائي يعيش في الماء. وتضم الحيوانات البرية أنماطاً عدة من الحيوانات، مثل القردة العظمى والفراشات والعقبان والأفيال والخيول والحمام والعناكب. كما تضم الحيوانات المائية مخلوقات متباينة مثل الشعب المرجانية (انظر صورة الشعب المرجانية)، والإسفنج بأنواعه (انظر صورة نماذج حيوان الإسفنج)، والمحار الحلزوني (انظر صورة المحار الحلزوني)، والأسماك (انظر صورة أسماك الذهب العادي، وصورة سمك القرش، وشكل سمكة الببغاء)، والكركند (جراد البحر) (انظر صورة حيوان الكركند) والحيتان.
ويمضي بعض الحيوانات مثل اليعَّاسيب والضفادع (انظر صورة الضفدع) والسرطان حدوة الحصان (السلطان الملك) والسَّمنْدر والسلاحف، جزءاً من حياته في البر وجزءاً في الماء.
الحيوانات متساوية الأرجل
قد يصنف العديد من الحيوانات حسب عدد أرجلها، وكل حيوان من ذوي الأرجل يكون لديه رجلان أو أربع أو ست أو ثماني أو عشر أو مئات الأرجل. وتُكَوِّن الخفافيش والطيور غالبية الحيوانات ذات الرجلين، بينما تشمل ذوات الأربع الحيوانات المألوفة مثل القطط والأبقار والكلاب والضفادع والأسود والنمور. وكل أنواع الحشرات لديها ستة أرجل (انظر شكل النحل، وشكل خنفساء بطاطس كولورادو، وصورة الفراشة النحاسية)، ولدى العناكب ثمانية أرجل، بينما يصل عدد الأرجل لدى بعض الحيوانات إلى أكثر من مائة رجل (انظر شكل الدودة الألفية). والعديد من الحيوانات مثل الأسماك والديدان، ليس لديها أرجل على الإطلاق.
الحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات ذات الدم البارد
تبقى حرارة أجسام بعض الحيوانات ثابتة دون تغيير في كل الأوقات، وتسمى الحيوانات ذات الدم الحار. وتكون درجة حرارة أجسامها في معدلٍ ثابت، في الأيام الحارة والباردة.
وأمّا الحيوانات التي تتغير درجة حرارة أجسامها من وقت لآخر، فتسمى الحيوانات ذات الدم البارد. وتكون درجة حرارة أجسامها مرتفعة في الجو الساخن، منخفضة في الجو البارد. ويندر أن تختلف درجة حرارة أجسام هذه الحيوانات، عن درجة حرارة الوسط الموجودة فيه.
وتمثل الطيور والثدييات (أو الحيوانات اللبونة أو الحيوانات التي تربي صغارها على حليب الأمهات) الحيوانات ذات الدم الحار، بينما بقية الحيوانات الأخرى في المملكة الحيوانية تقريباً كلها من ذوات الدم البارد. وقد تضم الحيوانات ذات الدم البارد حيوانات ليس لديها دم على الإطلاق، مثل قنديل البحر والإسفنج (انظر صورة نماذج حيوان الإسفنج).
أهمية الحيوانات
يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءاً مهماً من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد على بناء الحياة، حيث تُمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في الوقت نفسه تحفظ التوازن الطبيعي، لأنها تتغذى على الحيوانات الأخرى والنباتات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، ويُسمى دورة الحياة.
وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تؤديه في حفظ التوازن الطبيعي، يُعد خدمة مقدرة للبشرية. فضلاً عن أن الحيوانات تمد الإنسان بعدد من الأغذية المختلفة، مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، والمنتجات المفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.
وقد أحدث الإنسان منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان، حين استأنس العديد من أنواعها واستغلها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة. كما قتل أو شرد الحيوانات التي كانت تهاجم أو تعوق استصلاح الأراضي. أما اليوم فالإنسان يسعى لحماية العديد من أنواع الحيوانات، التي عرضوها من قبل لخطر الانقراض.
وتعتمد معظم النباتات، مثلها مثل البشر، على الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فمن غير الحيوانات لا يستطيع العديد من النباتات التكاثر (أي ينتج أجيالاً جديدة من نوعه). وعلى سبيل المثال يعتمد العديد من النباتات الزهرية على النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر.
كما ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط، التي دفنتها السناجب كمؤونة غذائية ونسيت المواقع التي دفنتها فيها. وبالمثل ينمو كثيراً من أشجار البلوط من الجوزات التي وطئتها الأيائل ودفنتها عميقاً في التربة. وأمّا الطيور فتطير من مكان إلى آخر، وتكون بذور النباتات غالباً معلقة بأرجلها. ونجد لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، فتحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيداً عن النبات الأم.
والحيوانات تأكل النباتات أو تحطمها، وكلاها يعتمد على الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلى التربة المواد التي تُعين على النمو والحياة.
وبعض الحيوانات تغير من طبيعة بيئاتها بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات. وهذا ما تفعله حيوانات المرجان مثلاً، بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير، الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية.
الحيوانات المساعدة للبشر
بدأت معرفة الإنسان بالحيوانات معتمداً عليها في غذائه. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات التي استأنسها الإنسان ودربها للصيد. وبعد ذلك تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي أثنى عشر ألف عام مضت تم استئناس الأبقار في الأجزاء الجنوبية من جمهورية آسيا الوسطى، المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت Tibet حيوان الياك (ثور التيبت). واستأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعاناً من حيوانات الألكة (انظر صورة الألكة) واللآما.
استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها، ثم تعلم الاستفادة من فرائها وجلودها وأصوافها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم الإنسان ركوبه والاستفادة منه في جر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي ثمانية آلاف عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي شبه الجزيرة العربية، وفي بابل في العراق للركوب وحمل الأثقال. وقد كان الحمار مستئنساً في شمالي أفريقيا منذ حوالي خمسة آلاف عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.
وقد استخدمت الكلاب والفئران والقوارض في تجارب العلاج لكثيرٍ من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدام الناس لها، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة، مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض، كما يمد النحل (انظر شكل النحل) الإنسان بحاجته من العسل الأبيض الذي يستخدمه في غذائه وللاستشفاء.
الحيوانات الضارة بالبشر
إن معظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم الإنسان إلاّ عندما تعجز عن الهروب منه، أو عند الدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات، مثل الأسود والنمور المخططة، قد تفترس البشر، لكنها لا تفعل ذلك إلاّ إذا أصابها الصيادون، أو صارت طاعنة في السن، بحيث لا تستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات على أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في كثير من أجزاء العالم. أمّا أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات، من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. ويعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدماء، مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل طفيل الملاريا (انظر صورة طفيل الملاريا) والحمى الصفراء وأمراضاً أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي (انظر صورة ذبابة التسي تسي) مرض النوم، الذي يفتك بكثير من البشر. كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أمّا البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.
وتسبب الطفيليات الدقيقة، التي تدخل أجساد البشر، العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر، مثل ديدان البلهارسيا (انظر صورة ديدان البلهارسيا) والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المُفَلْطَحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساساً ـ من طبقات محدودة من الخلايا. الحيوانات التي أثر عليها البشر
أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فبعض أنواع الحيوانات اختفت لأن الإنسان قتل أعداداً كبيرة منها أو سلبها أماكن معيشتها الطبيعية، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين.
وقد أصطاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان، مثل الماموث ودب الكهوف، لدرجة أدت بها إلى الانقراض. وبعد ذلك قتل ثور الأرخُصّ الوحشي، الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أباد تقريباً ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر يُسمى عادة الجاموس، ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.
وقد قلت أعداد كثيرة من الحيوانات لأن البشر استغلوا أماكن معيشتها السابقة، لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن والحمار الوحشي.
وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة، من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج (انظر صورة الدواجن) أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج صوفاً وفراء أجود. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام خاصة، مثل سلالة كلاب الداشهوند Dachshund الألمانية ذات الأرجل القصيرة، المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية؛ وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة قطعان الأغنام ورعيها. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاج العالي للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات اللحوم. وهناك أيضاً سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة سواء للنقل أو السباق.
أماكن وجود الحيوانات
توجد الحيوانات في كل الأماكن، وفي مختلف أنواع المُناخات، على الأرض، أو في أعماق المحيطات. وتعيش أنواع كثيرة من الحيوانات في المكان نفسه في الغالب، تكون عادة من الأنواع نفسها التي عاشت في ذلك المكان منذ آلاف السنيين. ولذلك فإن أجسام الحيوانات وطرق معيشتها متوائمة تماماً مع ظروف أماكن وجودها. فتتحرك بحرية عبر تلك الأماكن وتتكاثر بها، كما تجد طعامها بيسر وسهولة. ويسمى الوسط الذي يعيش فيه الحيوان "بيئة الحيوان". وفيما يلي تجميع للحيوانات حسب بيئاتها:
حيوانات الجبال. حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية. حيوانات الغابات المعتدلة. حيوانات الغابات الاستوائية. حيوانات الصحاري. حيوانات المناطق القطبية. حيوانات المحيطات.
حيوانات الجبال
تتضمن السلاسل الجبلية أنواعاً متعددة من المُناخات والبيئات الحيوانية. والقليل من الحيوانات، فيما عدا الحشرات والعناكب، يمكنه أن يعيش في البرد القارس في قمم الجبال المغطاة بالجليد. وأسفل القمم الجليدية بقليل، تحتوي معظم المناطق الجبلية على أماكن صخرية، وجروف شديدة الانحدار. ويعيش هناك من الحيوانات ما يستطيع أن يتسلق الصخور والجروف الصخرية بكفاءة عالية، مثل الماعز والأغنام الجبلية. كما تعيش الحيوانات صغيرة الحجم، مثل حيوانات البيكا الشبيهة بالأرانب. ويبني الكثير من الطيور أعشاشة بين الجروف الصخرية، مثل طائر السمامة النيبالي الذي يتخذ أعشاشه على ارتفاع حوالي 6100 متر فوق سطح البحر كما في جبال الهملايا. ويوجد في كل السلاسل الجبلية تقريباً قمم ومنحدرات مغطاة بالأعشاب، أو وديان مغطاة بالغابات، حيث تعيش حيوانات المراعي، مثل الفكونة (انظر صورة الفكونة) والياك (انظر صورة ثور إلياك). ويتجول العديد من الحيوانات الجبلية من ارتفاع إلى آخر، بحثاً عن الطعام حسب تغير الفصول.
حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية
تعيش أكثر الحيوانات الكبيرة حجماً والسريعة عدواً، في مساحات شاسعة من السهول المكشوفة، تعرف بمناطق السهول الطبيعية. ومن بين أكبر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الفيل وفرس النهر ووحيد القرن، بينما تشمل حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية السريعة العدو، الظبي الأسود وبقر الكودو الوحشي والنعام والغزال الشائك القرن والحمار الوحشي (انظر صورة الحمار الوحشي). وتوجد أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية والسهول المكشوفة في قارة أفريقيا، حيث تصطاد الأسود ويعيش الزراف، الذي يعتبر من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الأفريقية. ويعد الكانجارو أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية شيوعاً في قارة أستراليا ويحفر الكثير من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الصغيرة أوجاراً (أنفاق) في الأرض للمأوى، مثل كلب البراري في قارة أمريكا الشمالية، وهو حيوان من أكبر القوارض حجماً.
حيوانات الغابات المعتدلة
تعيش في الغابات المعتدلة حيوانات مختلفة الأحجام، منها ذوات الحجم الصغير مثل الصيدناني والقنفذ والشهيم ... ويساعدها صغر حجمها على سهولة الحركة في الغابات. كما تعيش في مثل هذه الغابات أيضاً حيوانات كبيرة الحجم مثل الدب والخنزير البري والأيل الأحمر وحيوان الموظ. كما تأوي غدران وبحيرات وجداول غابات المناطق المعتدلة حيوانات برمائية (تعيش في البر وفي الماء) من بينها القندس (انظر صورة القندس) والضفادع وجرذ المسك وثعلب الماء والسمندر والسلاحف المائية. ويبني الكثير من الطيور أعشاشه في غابات المناطق المعتدلة حيث تتغذى بالحشرات والديدان، التي تعيش بين النباتات وفي التربة الغنية. وتوجد معظم غابات المناطق المعتدلة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، بينما يوجد بعض تلك الغابات في قارة أستراليا وفيها يعيش قنفذ النمل والكوالا.
حيوانات الغابات الاستوائية
تعيش حيوانات الغابات الاستوائية في بيئة حارة طوال العام. ومن تلك الحيوانات آكل النمل واليغور والنمر التابير والنمر المخطط. وتوجد في الغابات الاستوائية أماكن قليلة الأشجار في مناطق الأمطار المتوسطة، وأماكن كثيفة الأشجار في مناطق الأمطار الغزيرة. وفي هذه المناطق المطيرة تُكوِّن قمم الأشجار وعروشها غطاءً رأسياً كثيفاً يسمى "الظلة"، حيث تعيش الحيوانات المتسلقة، مثل القردة والكسلان. ويعيش في الغابات المطيرة الاستوائية كذلك قردة الجيبون والقردة العظمى، كما تعشش في أشجارها الببغاوات ذات الألوان الزاهية، والكثير من الطيور الأخرى. ويتغذى الكثير من طيور الغابات الاستوائية المطيرة أساساً بمعسكرات النمل الكبيرة والحشرات الأخرى. كما توجد الثعابين، مثل أفعى البواء، والعناكب، مثل عنكبوت الرتيلاء، بأحجام كبيرة.
حيوانات الصحاري
تتميز أكثر حيوانات الصحاري بصغر الحجم، الذي يمكنها من الهرب من حرارة شمس الصحراء المحرقة خلال النهار. وتختفي معظم تلك الحيوانات في أوجارها الأرضية خلال النهار. بينما تستظل الحيوانات الأخرى تحت الشجيرات الصغيرة والصخور والأشجار الكبيرة. ومعظم هذه الصحاري تبرد بعد الغروب، فتخرج الحيوانات بحثاً عن الغذاء. وتفضل بعض السحالي والحيات والسلاحف البرية البحث عن الطعام خلال حر النهار الشديد. ويمكن لمعظم حيوانات الصحاري العيش دون ماء لعدة أيام. ويُعَدّ الجمل العربي أشهر تلك الحيوانات في تحمل العطش. وحيوانات الصحاري الصغيرة الحجم، مثل الفئران والأرانب البرية وفأر الكنجرو والعلجم مجرافي القدم؛ والكبيرة الحجم، مثل القيوط وكلب الدنجو المتوحش والإِبل والأذاني.
حيوانات المناطق القطبية
يعيش القليل من الحيوانات البرية في المناطق القطبية، التي يكسوها الثلج والجليد طوال العام. وحتى مياه القطب الشمالي والقطب الجنوبي الشديدة البرودة، يوجد بها أعداد ضخمة من الأسماك. وتمثل هذه الأسماك في القطب الشمالي، مصدر غذائي رئيسي للدب القطبي، الذي يعيش في جزر وثلوج القطب الشمالي، بينما تتغذى طيـور البطـريق والطيور الأخـرى في الدائرة القطبية الجنوبية على أسماك بحـار القطب الجنـوبي. ويعيش الكثير مـن الحيوانات في مناطق التندرا Tundra (مستنقعات وسهول) في شمالي قارة آسيا، وشمالي كندا وشمالي قارة أوروبا. وتشمل تلك الحيوانات حيوانات المراعي، مثل أيل الكاريبو وثور المسك، وكذلك الأرنب البري والقاقوم (حيوان من فصيلة بنات عرس)، والثعلب والدب الرمادي واللاموس، والذئب. وتضم طيور القطب الشمالي، الغطاس الشمالي الأعظم، وحجل الثلوج الألبي، وكركي التلا، وبومة الجليد، والقطقاط الذهبي.
حيوانات المحيطات
تعيش الحيوانات في كل مياه المحيطات، التي تغطي 70% من سطح الكرة الأرضية. ويُكّون العديد من الحيوانات الصغيرة، مثل مجدافية الأرجل الشبيهة بالروبيان، الجانب الحيواني من العوالق المائية. وهي كتلة من الكائنات الدقيقة، تنجرف مع تيارات المحيطات ومع المد والجزر. وتعيش الحيتان ـ أكبر الحيوانات على الإطلاق ـ في المحيطات. كما تشمل حيوانات المحيطات الكبيرة بقرة البحر والأخطبوط وسمك القرش والسمك اللساع. كما يعيش العديد من الأسماك ذات الألوان الزاهية قرب الشعاب المرجانية، في مياه المحيطات المدارية. وتعيش غالبية الأسماك قرب سواحل القارات، وإن كان بعضها، مثل الأسماك الطائرة، يعيش في أواسط البحار. ويعيش العديد من الحيوانات ذات الأصداف، مثل المحار الملزمي البحري والحيوانات ذات الأشواك مثل قنافذ البحر، في قيعان المحيطات.
دفاعات الحيوانات
لكل نوع من الحيوان وسائلة الدفاعية الخاصة، التي يدافع بها عن نفسه. فقد يُهاجَم الحيوان من قبل الحيوانات الأخرى التي تريده طعاماً لها، أو من البشر إشباعاً لهواية الصيد أو طلباً للطعام. وقد تهرب بعض الحيوانات حين شعورها بالخطر، ولكنها إذا منعت من الهرب فإنها عادة تدافع عن نفسها وعن صغارها، أو قد تتظاهر بالموت حتى زوال الخطر. ولدى العديد من أنواع الحيوانات دروع في أجسادها لحمايتها.
التخفي والتموية (التلوين والتشابه الوقائيان)
يختبئ كثير من الحيوانات حين اقتراب الأعداء منها. وبعض الحيوانات ذات تلوين يطابق الوسط الموجودة فيه، لدرجة يصعب فيها تمييزها. وقد تشابه أجسام بعض الحيوانات أجزاء من النباتات. والحيوانات التي لديها تلك الخصائص يمكنها أن تختفي بسهولة حين تظل ساكنة في مكانها مموهة على أعدائها فلا يصلون إليها.
ويساعد التشابه الوقائي ـ وهو ضرب من التخفي والتموية ـ العديد من الحيوانات على البقاء وذلك بخداع أعدائها. فأجسام تلك الحيوانات تبدو كأنها جزء من الوسط الذي توجد فيه. فنطاط الأشجار يبدو على شجيرة الورد وكأنه شوكة من أشواكها، ولذلك لا تره الطيور. وكثيراً ما يطلق على طائر الواق الطائر اسم الخفي، لما لدية من تشابه وقائي جيد لعنقة الطويل وجسمه الانسايبي؛ فحينما يمد عنقه ويقف ساكناً بين القصب والبوص يصعب تمييزه منها. ويسبح سمك المحلاق في وضع عمودي بين النباتات البحرية، حتى يبدو جسمه الطويل النحيل كأنه من أوراق تلك النباتات. وتشابه أجنحة حشرة السرعوف (فرس النبي) أوراق النباتات الجافة ولا يمكن تمييزها بين تلك الأوراق. ويشابه بعض أنواع الذباب السّارق النحل الطنان، تشابهاً شديداً لدرجة أن أعداءه عادة تتحاشاه. وتبدو بعض الحشرات وكأنها أغصان أو زهور، وبذلك لا يمكن تمييزها من النباتات.
وتوصف الحيوانات التي تعتمد على لونها لتختفي من أعدائها بأن لديها "تلويناً وقائياً". فالعثة رمادية الجناح لا يمكن تمييزها إذا ظلت ساكنة على جذع شجرة رمادية اللون (انظر صورة عثة). كما يصعب تمييز علجم بني اللون يقف على أرض بنية. كذلك يعتمد الكثير من الطيور على ألوانه للتخفي من الأعداء. فأجسام بعض الطيور المدارية، مثل طائر الطوقان، تضم تشكيلة من الألوان الزاهية. وهذا النسق اللوني لا يُظْهِر جسم الطائر عبر الخلفية المرقطة، الناشئة من سقوط أشعة الشمس عبر الأغصان والأوراق في الغابة.
ويغيرّ بعض الحيوانات ألوانه لتطابق لون الخلفية التي يوجد فيها، فالحرباء (انظر صورة الحرباء) مثلاً تستطيع تغيير لونها بسرعة حسب لون الوسط الموجودة فيه. وتأخذ بعض أنواع الروبيان ألوان أعشاب البحر المحيطة بها.
وتختبئ الحيوانات الصيادة كذلك متربصة بطرائدها. فإذا وقف النمر المخطط ساكناً بين الأعشاب الطويلة، فإن تخطيط جسمه يجعله منسجماً مع ظلال الأعشاب ويصعب تمييزه عنها. كما أن الدب القطبي الناصع البياض يبدو كأنه يتلاشى بين الثلوج. وعن طريق هذا التمويه تستطيع تلك الحيوانات الصيادة رصد فريستها في صمت، دون أن تُكتَشف حتى تنقض على طرائدها في الوقت المناسب.
التظاهر بالموت
تخدع بعض الحيوانات أعداءها أحياناً بأن تبدو كأنها ميتة. فإذا شعر حيوان الأَبوسوم بالخطر مثلاً، فإنه يغلق عينيه ويُصلب جسمه، ويظل على هذا الحال حتى إذا التقط أو دحرج أو عُضّ برفق. فالكلب الذي يهجم عادة على الأَبوسوم الحي، لا يلقي بالاً لآخر ميت. ومن الحيوانات التي تتظاهر بالموت لتنجو من أعدائها بعض الخنافس، والحية أنف الخنزير(أفعى من فصيلة الصِّلْ)، إذ تنقلب تلك الحيوانات على ظهرها وتبدو كالميتة إذا شعرت بالخطر.
الدفاع عن طريق الدروع
لدى بعض الحيوانات أصداف أو أغطية صلبة، تستعملها دروعاً للحماية. كما أن بعض الحيوانات لديها قوادم حادة أو أشواك تستعملها في الدفاع عن أنفسها. فالمحارات الملزمية والقواقع تنسحب داخل أصدافها وتغلقها على جسمها بإحكام، حتى يذهب الخطر عنها. ولدى الحيوان المدرع غطاء قوي مكّون من صفائح عظمية صغيرة، ينسحب داخله عند شعوره بالخطر. ولدى حيوان الشيهم أشواك ذات أنصال معقوفة مثل خطاطيف الأسماك، فإذا هوجم قوّس ظهره فتنتصب أشواكه في جميع الاتجاهات. فإذا مُست تلك الأشواك، اندفعت كالسِّهام محدثة جروحاً مؤلمة. وكذلك سمكة الشيهم، فلديها جسم قصير مستدير مغطى بالأشواك الحادة. وينتفخ جسم السمكة إذا هوجمت فتنتصب أشواكها مثل أشواك الشيهم للدفاع عن نفسها.
الهروب
تحاول معظم الحيوانات الهروب من الخطر، بأسرع ما يمكن، فيسبق بعضها معظم أعدائه من الحيوانات الأخرى. فلدى الغزال والأيل والحصان والكنجرو والنعامة أرجل طويلة تمكنها من قطع مسافات كبيرة بسرعة عالية، بينما يقفز الأرنب بسرعة كبيرة قفزات عالية ومتعرجة. والعديد من الحيوانات قصيرة الأرجل، مثل كلب البراري، لا تستطيع العدو لمسافات طويلة بسرعة عالية، لذلك تُهْرع إلى جحور في الأرض يعجز مطاردها من الحيوانات تتبعها داخلها. وتختفي بعض الطيور الصغيرة داخل الشجيرات الكثيفة، حيث لا يستطيع مهاجموها من الطيور الكبيرة أو الحيوانات تتبعها. وعادة ما تطير معظم الطيور بسرعة عند شعورها بالخطر.
القتال
لدى العديد من أنواع الحيوانات أسلحة خاصة لقتال أعدائها. فالخيول والبغال مثلاً لها حوافر حادة وأسنان قوية تستخدمها للقتال. أما حيوانات الموظ والألكة والأنواع الأخرى من الأيل، فإنها تضرب بحوافرها، كما تستعمل قرونها أسلحة كذلك. ولدى الكنجرو والنعام مخلب قوي في أحد أصابع قدميها، يمكن بواسطته بقر بطن العدو. ولدى آكل النمل مخالب معقوفة في أرجله الأمامية القوية يستخدمها في تمزيق أعدائه. أما الخنازير الوحشية الأوروبية والأفريقية، فتعتمد في القتال على أنيابها الحادة. ويقاتل الأسد، وأفراد فصيلته من السنوريات الأخرى، بمخالب حادة وأسنان قاطعة وفكوك قوية. ولدى قرود الرَبَّاح أنياب كبيرة حادة، وفكوك قوية تستعملها في القتال. وقد تقتل قردة الرّباح النمر إذا هاجمته. وتستعمل العقبان والصقور والبوم مخالبها القوية، ومناقيرها المعقوفة القوية في القتال.
وتلف بعض الثعابين الكبيرة (انظر شكل الثعبان)، مثل أصلات الأناكوندا والبواء العاصرة والأصلة، أجسامها العضلية القوية في حلقات حول أعدائها في القتال لتعصرها بها. كما تستخدم الطريقة نفسها في صيد طرائدها. فقد تعصر حيواناً بحجم الأيل لفترة من الزمن، فتقتله خنقاً.
يستخدم العديد من الحيوانات أيضاً أسلحة كيميائية. فلدى بعضها، مثل بعض أنواع النمل والنحل والزنابير، سموم تحقن بها أعدائها بوساطة اللّسع، بينما تحقن بعض الثعابين والعناكب سمومها بوساطة أنيابها. وعند الخوف أو الخطر يقذف الظربان بسائل ذي رائحة كريهة قوية، من غدد قرب ذيله تطرد أعداءه. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:06 | |
| مساكن الحيوانات
يمضي معظم الحيوانات حياته متنقلاً من مكان إلى آخر، وبعضها يبني مأوى لنفسه وصغاره. وتستريح معظم الأسماك، حيثما وجدت مكاناً مناسباً، فهي لا تبني مساكن، وقد يتخذ بعض الأسماك أعشاشاً بين النباتات المائية لصغارها. وتتنقل معظم الطيور بصفة عامة من مكان لآخر، ولكنها عادة تبني أعشاشاً في فصل الربيع لتبيض فيها. وهناك حيوانات أخرى تبني مساكن تقيم فيها طوال عمرها، وتلك الحيوانات لا تبعد كثيراً عن مساكنها.
المساكن الدائمة
لدى الكثير من الحيوانات مساكن تدوم لوقت طويل، حيث يعيش الغرير الأوروبي مثلاً في شبكة من الأوجار (الأنفاق) تحت سطح الأرض تسمى "الست"، بينما تعيش البومة والراقون والسنجاب داخل جذوع الأشجار الجوفاء أو داخل الأشجار الميتة. ويبني القندس بيوتاً من الطين والأغصان على ضفاف الغدران والأنهار والمجاري المائية. ويجعل مدخله بذكاء من أسفل المسكن حيث لا يمكن الوصول إليه إلاّ عبْر الماء، ليحمي نفسه من أعدائه. وتتخذ الدببة (انظر صورة الدب) من الكهوف سكناً لها، ويتخذ الأسد عرينه في مكان خفي مثل الأدغال الكثيفة.
وتبني الحشرات مساكن في مستعمرات ذات غرف وممرات متشابكة، حيث يحفر النمل أوجاراً (أنفاقاً) متشابكة في الأرض، أو في تلال مرتفعة من التربة. وتقود تلك الأنفاق إلى غرف تربي فيها صغارها، وغرف تستعمل مستودعات، وأخرى خاصة تستخدم في الجو البارد أو الممطر. بينما يبني النحل خلاياه من الشمع. وتحتوي خلايا النحل على غرف كثيرة تستخدم لأغراض شتى، منها حاضنات لتربية الصغار. وتبني الزنابير أعشاشاً عديدة الخلايا، من أوراق تصنعها بنفسها.
المدى السكني
تعيش معظم الحيوانات، حتى تلك التي لا تبني مساكن، ضمن مقاطعات ذات حدود خاصة تمثل المدى السكني لكل حيوان. فالحيوان لا يعيش ضمن حدود مقاطعته فقط، بل يطرد منها الحيوانات الأخرى من نوعه. وتهاجر بعض الحيوانات لمسافات طويلة في أوقات محددة من العام، ولكنها حيثما حلت يقيم كل منها ضمن مدى سكني معين. مثال ذلك أن السحالي قد تعيش في سور حاجزٍ، وتُبعد عنه السحالي الأخرى التي تقترب من تلك المنطقة. ويطرد زوج طائر أبي الحناء، عن الشجرة التي يعشعش فيها طيور أبي الحناء الأخرى، ويمنعها من الاقتراب من تلك الشجرة. وتُرى السمكة الببغاء (انظر شكل سمكة الببغاء) تسبح ضمن منطقة معينة من الشعاب المرجانية، خوفاً من الدخول ضمن المدى السكني لسمكة ببغاء أخرى. ولا يبتعد الأرنب ثلجي القبقاب لمسافة أكثر من نصف كيلومتر من مكان ميلاده. فإذا طارده ثعلب جرى الأرنب حتى يدخل حدود منطقته، ثم يتجه اتجاهاً آخر دون أن يعبر حدود منطقته. ولدى بعض الحيوانات مدى سكني كبير، حيث يصطاد أسد الجبل عادة ضمن منطقة تمتد لحوالي 24 كيلومتراً في الاتجاهات الأربعة من مسكنه.
وكثيراً ما يَسِم (يُعَلِّم) العلماء حيواناً بحلقة، تحمل رقماً أو رمزاً يميز. وبهذه الطريقة وُجد أنّ كثيراً من الحيوانات تعيش ضمن حدود خاصة، أو تفضل أماكن معينة للسكنى. فوُجِد أحد ثعابين الغرطر في قارة أمريكا الشمالية مرات عديدة على سفح تل، طوله حوالي 30 متراً وعرضه 9 أمتار. وتتنقل الخفافيش إذا أُزعجت من كهف لآخر، ولكنها تعود للعيش في مسكنها الأصلي، مرة أخرى.
المشاركات بين الحيوانات
تُساعد الحيوانات أحياناً بعضها بعضاً، لدرجة أن يصبح حيوانان شريكين. فهناك مثلاً ما يُعْرف بالسمك الطعم، وهو سمك صغير الحجم يسبح قرب شقائق النعَمّان البحرية الجاثية فوق الشعاب المرجانية في المحيط الهادي (انظر صورة الشعب المرجانية). فعندما يحاول السمك الكبير اصطياد السمك الطعم، يصبح السمك الكبير فريسة سهلة لشقائق النعَمّان البحرية. وعند ابتلاع شقائق النعَمّان للسمك الكبير، يبدأ السمك الطعم بقضم بعض أجزاء السمك الكبير.
وتعيش بعض الطيور البيضاء من فصيلة مالك الحزين، المعروفة بطير البقر، بالقرب من الظباء والأبقار والأفيال في أفريقيا. والسبب في ذلك أن حركة الحيوانات الكبيرة فوق الأعشاب تُثير الحشرات الجاثمة على الأعشاب، وعندها يسهل على طير البقر اصطياد تلك الحشرات. ويجلس عادة طير البقر على ظهر الحيوانات الكبيرة، فإذا أحس بدنو الخطر فإنه يطير عن ظهر الحيوانات، وهذا يحذرها أيضاً من الخطر.
أجسام الحيوانات
يملك كل نوع من الحيوانات مميزات جسدية خاصة تتواءم مع طريقة حياته، وتمكنه من العيش حسب متطلبات بيئته. فالحيوان يستخدم بعض أجزاء جسمه للحركة، وبعضها للتغذية وبعضها للتنفس، وبعضها للتكاثر، وبعضها للاستجابة لمؤثرات بيئته. وكل هذا نتيجة للتكيف حسب متطلبات الحياة. ويبدو ذلك جلياً في الطيور، فالجوارح (انظر صورة الصقر، وصورة البومة) مثلا لها منقار قصير مدبب وقوي يمكنها من تفتيت عظام فرائسها وتقطيع جلدها السميك. أما الحمام(انظر صورة الحمام) وطائر الكناري (انظر شكل طائر الكناري) فإن منقارها مجهز لالتقاط الحبوب. أما منقار الببغاء، فإنه مجهز لتكسير قشر الجوز الصلب (انظر شكل الببغاء). أما طائر البطريق (انظر صورة طائر البطريق) فإن شكل جسمه المغزلي يساعده على العوم والغوص، أما منقاره فإنه يمكنه من إحكام القبض على الأسماك قبل بلعها.
كيف تتكاثر الحيوانات
تتكاثر معظم الحيوانات عن طريق تراكيب جسدية خاصة بالتكاثر، بينما يتكاثر بعض منها من دون تلك التراكيب الخاصة. وهناك طريقان أساسيان تستخدمهما الحيوانات للتكاثر، هما: التكاثر الجنسي، والتكاثر اللاجنسي.
التكاثر الجنسي
في التكاثر الجنسي يتولى الوالدان معاً عملية إنتاج الصغار. ومعظم الحيوانات تتكاثر جنسياً.
التكاثر اللاجنسي
في التكاثر اللاجنسي ينتج أحد الوالدين الصغار، ويتكاثر الكثير من الديدان المُفَلْطَحة عن طريق التشظي (التقطيع)، حيث يتقطع جسم الدودة إلى قطعتين أو أكثر ثم ينشأ من كل قطعة دودة جديدة. فالمستورقة عادة ما يتقطع جسمها إلى نصفين، ثم ينمو في كل نصف ما يفقده من أعضاء ليصير دودة جديدة، ويمكن للمستورقة أن تتكاثر تكاثراً جنسياً أيضاً.
وتتكاثر حيوانات الهيدرا والمرجان تكاثراً لا جنسياً عن طريق التبرعم، حيث تنمو على جسم الحيوان نتوءات صغيرة تسمى براعم، وبعضها تنمو به أعضاؤه المختلفة وينفصل عن الحيوان الأم كفرد مستقل، بينما يتكاثر كثير من الإسفنج عن طريق تكوين البريعمات، وهي تراكيب شبيهة بالبراعم ولكنها تتكون من خلايا خاصة داخل غطاء واق. وقد ينشأ من تلك الخلايا فرد جديد.
ولدى معظم أنواع الحيوانات، التي تتكاثر جنسياً خلايا خاصة ينشأ منها صغارها. وتسمى الخلايا الجنسية الأنثوية، "البيوض"، كما يطلق على الخلايا الجنسية المذكرة "النطاف" (الحيوانات المنوية). وينشأ حيوان جديد عند التحام نطفة ببيضة، ويسمى ذلك الالتحام "الإخصاب". وبعض الحيوانات التي تتكاثر جنسياً قد تنتج صغاراً حتى دون تزاوج بينها. فمثلاً تفرز قنافذ البحر ملايين البيوض والنطاف في مياه المحيط. وقد يجد بعض تلك الخلايا بعضه الآخر وعند ذلك يتم الالتحام بينها أو الإخصاب في مياه المحيط. وينشأ من البيوض المخصّبة صغار تسبح في المياه، ثم تهبط إلى قاع المحيط حيث تصير قنافذ بحر كاملة وشبيهة بآبائها. ولكن التزاوج يتم بين غالبية الحيوانات التي تتكاثر تكاثراً جنسياً، حيث تلتقي الذكور والإناث أولاً ثم يتم التزاوج بينها. ويجري التعرف والالتقاء بين الجنسين في الطيور، مثلاً، حسب نسق لوني معين في المناقير أو الريش أو الأرجل حيث يتمايز الجنسان في النمط اللوني لتلك الأماكن. أما حشرات اليراعة فينتظر أحد الجنسين أن يصدر فرد من الجنس الآخر إشعاعاً ضوئياً بصورة معينة، حتى يحدث التعارف بينهما والالتقاء والتزاوج. وتفرز إناث حشرة العثات رائحة في الليل لتجذب إليها الذكور للتزاوج، وتصدر ذكور الجنادب وزيز الحصاد والضفادع والعلاجم، أصواتاً تدعوا بها إناثها للتزاوج. التجديد
تستطيع بعض أنواع الحيوانات الدنيا إنتاج صغار أو تعويض ما فُقد من أجزائها عن طريق عملية تسمى "التجديد". وتشبه تلك العملية عملية تكاثر شائعة بين النباتات. فإذا قُطِّع حيوان الهيدرا قطعاً عديدة تصير كل قطعة حيوان هيدرا جديداً، وكذلك إذا فُتت بعض الإسفنج بتمريره عبر شبكة سلكية، ينشأ من بعض تلك القطع الصغيرة إسفنج جديد. وتنمو للسرطان والكركند مخالب جديدة إذا انكسرت منها تلك المخالب. ويتم التجديد أيضاً حتى في بعض الفقاريات. فإذا فقد السمندر رجلاً تنمو له أخرى جديدة، ويبتر كثير من السحالي طويلة الذيل ذيله عمداً ليهرب من قبضة عدو، وبعدها ينمو له ذيل جديد في فترة وجيزة. ولكن التجديد في الحيوانات العليا يتم في الشعر والأظافر والجلد وبعض أنسجة الجسم الأخرى فقط. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:08 | |
| حواس الحيوانات
لدى معظم الحيوانات أجزاء من جسمها تستجيب للتغيرات، التي تحدث في الوسط الذي تعيش فيه. وقد يكون مصدر المؤثر (التغيير) رائحة أو منظراً أو صوتاً أو ذوقاً أو لمساً. ولا يوجد لدى الحيوانات بسيطة التركيب أجزاء خاصة من أجسامها تستجيب بها نحو المؤثرات الخارجية، بل تفعل ذلك بكل خلايا جسمها. أما الحيوانات معقدة التركيب خاصة الفقاريات، فلديها أعضاء رفيعة التكوين، تستجيب بها نحو المؤثرات الخارجية.
الحواس
تتفاعل بعض الحيوانات بسيطة التركيب، مثل الهيدرا والمشط الهلامي، مع المؤثرات الخارجية عن طريق خلايا خاصة مبعثرة بين الخلايا الأطرية لجسم الحيوان. أما استجابة معظم أنواع الحيوانات الأخرى للمؤثرات الخارجية، فتعتمد إلى حد كبير على واحد أو أكثر من حواسه الأساسية، وهي البصر والسمع والشم والذوق واللمس. ولكن بعض تلك الحواس قد يكون أكثر أهمية لنوع معين من الحيوان دون نوع آخر. فمعظم الطيور، مثلاً، لا تستطيع الحصول على الطعام إذا لم تكن تراه. أمّا السمع فهو الحاسة الأهم للخفافيش. فإذا غُطْيت أذنا الخفاش فهو يعجز عن الطيران وصار يصطدم بكل ما يواجهه من أشياء. وحاسة الشم الدقيقة هي التي تمكن الكلاب من إيجاد الطعام، وتتبع الأثر، والتعرف على المخاطر التي قد تواجهها. أما حاسة الذوق فهي مهمة جداً لدى الكثير من الحشرات، حيث تحدد الفراشة الطعام بتذوقها حلاوة رحيق الأزهار بوساطة أرجلها. وحاسة اللمس شديدة الأهمية للقطط، فشواربها تمثل أعضاء لمس تمكنها من تحسس طريقها بين الأعشاب القصيرة، حتى تتلافى الاصطدام بالأشياء التي في طريقها.
السلوك
يداوم العلماء على دراسة تفاعلات الحيوانات لفهم سلوكها. ويشتمل السلوك على استجابات الحيوان للمؤثرات، وكيفية تصرفها حيالها. ويبدو أن السلوك العام لمعظم الحيوانات يعتمد على أنماط تفاعلها التي زودها الله سبحانه وتعالى بها، وهي الغرائز والأفعال المنعكسة. وهي ليست مرتبطة بالتقدير العقلي لعواقب التصرفات، لأن الله سبحانه وتعالى وهب تلك الخاصية فقط للبشر من خلقه. فالحيوانات تتصرف من منطلق الغرائز التي أودعها فيها الخالق جل جلاله، وليس من منطلق تعلم تلك التصرفات، أو تقدير عقلي لعواقبها. مثال ذلك أن العثة تطير، على نحو غريزي، بعد خروجها من شرنقتها مباشرة لتجد غذاءها من عصائر النباتات دون أن يُعَلّمها أحد ذلك، فتلك غريزة أودعها الله سبحانه وتعالى فيها. فالخالق، جل شأنه وعظمت قدرته، أودع في الحيوانات مجموعة من الغرائز تمكنها من البقاء والحياة.
وقد وهب الله سبحانه وتعالى بعض أنواع الحيوان نوعاً من الذكاء (أي بعض المقدرة للتعلم من الخبرة لحل بعض المعضلات)؛ فالفقاريات لديها بعض الذكاء بعكس اللافقاريات. ومن بين الفقاريات فإن القردة العظمى، والقردة، والدلافين، تتعلم بسرعة حل بعض المعضلات التي تتطلب نوعاً من الذكاء. أما اللافقاريات مثل الحشرات والكركند فتظهر مقدرة للتعلم فقط بعد تدريبها بعناية فائقة. وحتى دودة الأرض يمكن تدريبها لتتنحى يميناً أو يساراً، لتتفادى صدمة كهربائية.
الاتصالات بين الحيوانات
يستخدم الحيوان حواسه لتلقي الاتصالات من حيوانات أخرى من نوعه. فحينما يسمع ذكر طائر أبي الحناء غناء ذكر أبي حناء آخر، يعلم جيداً أن الطائر المُغَنِّي سوف يستميت في الدفاع عن مقاطعته ضده، أما أنثى أبي الحناء فتعلم أن الذكر المُغَنِّى سوف يرحب بدخولها مقاطعته، بغرض التزاوج معها (انظر صورة أبو الحناء).
وقد يتواصل بعض الحيوانات عن طريق الرائحة، حيث تطلق أنثى عثة الغجر، أو أنثى عثة دودة الحرير، رائحة مميزة في الهواء لتعلن استعدادها للتزاوج. وعندها تطير ذكور تلك العثات من مسافة تصل إلى الكيلومتر مبدية استجابة لتلك الرائحة للتزاوج مع تلك الإناث. وتميز ذكور الببر وعامة الذكور في فصيلة السنوريات حدود مقاطعاتها بالتبول عند تلك الحدود. وتُعْلِم رائحة البول من ذكور الببر الأخرى أن هذه المقاطعة يحتلها ذكَر من نوعها.
ويستخدم بعض الحيوانات التعبير بالوجه وبالجسم للاتصالات. فقد يهدد ذَكَرُ الرُّباح (السعدان) ذَكَرَ رباح آخر بدفع كتفه للأمام، وفتح فمه مكشراً عن أنيابه وأسنانه الضخمة الحادة. وقد يرمي ذكر الغوريلا الغاضب بأوراق الأشجار في الهواء ويدق على صدره بقبضتيه. ويؤدي نحل العسل نوعين من الرقصات، ليُخبر بقية أفراد الخلية عن أماكن وجود الأزهار ذات الرحيق الوافر. فإذا وجدت نحلة عسل أزهاراً ذات رحيق قرب خليتها، عادت إلى خليتها ورقصت في دوائر. أما إذا كانت تلك الأزهار بعيدة عن خليتها فهي ترقص في خط مستقيم تجاه وجود الأزهار، وعندها تطير شغالات النحل في ذلك الاتجاه لتجد الأزهار ذات الرحيق.
الحيوان في القرآن والسنة
ذكر الله ـ سبحانه وتعالىـ في محكم كتابه العزيز طائفة من قصص الطير والحيوان. فورد ذكر الحيوان في مواقع عديدة، تعرض فيها القرآن لخلقه وتناسله والاستفادة منه. وقدّم القرآن الكريم في قصص الأنبياء، مجموعة من الحيوانات، كان لها دور في تاريخ الإنسان وحياته على الأرض. والأمثلة على ذلك كثيرة:
· الغراب الذي بعثه الله ليُري قابيل كيف يواري جثة أخيه هابيل. ]فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ[ (المائدة: 31).
· طيور إبراهيم، عليه السلام، الأربعة التي ذبحها وفرقها على قمم الجبال فجمعها الله بعد ذلك، وجاءت إلى إبراهيم تسعى. ]وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[ (البقرة: 260).
· بقرة بني إسرائيل التي أُمر موسى بذبحها، لكشف جريمة قتل غامضة. ]وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَتَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73) [(البقرة: 67-73).
· الذئب الذي اتهم ظلما بالتهام يوسف عليه السلام فجاء على لسان سيدنا يعقوب مخاطباً أبناءه: ]قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ[ (يوسف: 13-17).
· الهدهد الذي أطلع سليمان على نبأ بلقيس. ]وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ[ (النمل: 20-24).
· دابة الأرض (وهي الأرضة) التي أكلت عصا سليمان، وهو ميت مستنداً إليها. ]فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّدَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِين[ (سبأ: 14).
· حمار العُزيرْ الذي أمات الله صاحبه مائة عام ثم بعثه، ولمّا تعجب العُزيرْ من موته مائة عام أحيا الله حماره أمام عينيه، وهو ينظر إلى العظام يتركب بعضها فوق بعض. ]أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ (البقرة: 259).
· كلب أهل الكهف الذي نام مع أصحاب الكهف ثلاثمائة وتسعة أعوام. ]وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا[ (الكهف: 18).
· نملة سليمان التي حذرت النمل من سليمان وجنوده. ]حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ[ (النمل: 18-19).
· فيل أبرهة الذي أعده لهدم الكعبة، فإذا وجهوه إلى الحرم ربض وصاح، وإذا صرفوه لجهة أخرى من سائر الجهات ذهب إليها، استجابة لإيحاء الله سبحانه وتعالى ]أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ[ (الفيل: 1).
· ناقة صالح التي كانت آية من آيات الله، شرفها وأعلى شأنها بأن نسبها إلى اسم نَبِيِّه. وقد ذكرت في القرآن العظيم سبع مرّات:
1. ]وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ (الأعراف: 73).
2. ]فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ[ (الأعراف: 77).
3. ]وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ[ (هود: 64).
4. ]وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا[ (الإسراء: 59).
5. ]قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ[ (الشعراء: 155).
6. ]إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِر[ (القمر: 27).
7. ]فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا[ (الشمس: 13).
· حوت يونس الذي أوحى الله إليه ألا يأكل ليونس لحما ولا يهشم له عظما. ]وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[ (الصافات: 139-144).
كما ورد ذكر عدد آخر من الآيات، تشتمل على طيورٍ وحيوانات ونباتات كلها من آيات الله، مثل عصا موسى التي تحولت إلى ثعبان مبين ]فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِين[ (الأعراف: 107). وطين عيسى الذي صنع منه كهيئة الطير ثم نفخ فيه فصار طيراً بإذن الله ]إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي[ (المائدة: 110). والطير الأبابيل التي أرسلها الله تعالى على أصحاب الفيل فرمتهم بحجارة من سجيل ]وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ[ (الفيل: 3-5).
وفي آيات عديدة ورد ذكر مجموعة أخرى من الحيوانات، كالخيل والبغال والحمير والبعير والإبل وغيرها. كما شرفت بعض الحيوانات بأن أطلقت أسماؤها على بعض سور القرآن الكريم (البقرة، النحل، النمل، العنكبوت، العاديات، الفيل).
وفي السنن الصحاح ورد ذكر نسج العنكبوت على باب الغار (رواه أحمد في مسنده)، الذي اختبأ فيه رسول الله، r ومعه سيدنا أبو بكر عشية هجرتهم إلى المدينة ]إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[ (التوبة: 40).
والحمرة (وهي ضرب من الطير كالعصافير)، التي فجعت ببيضتها أو بفرخيها فشكت إلى النبي r حالها "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ قُلْنَا نَحْنُ قَالَ إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ" (سنن أبي داود، كتاب الأدب).
وفرس سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، التي ساخت به الأرض إلى بطنه استجابة من الله لدعاء نبيه. وقد كان سراقة يبغي قتل النبي أو أسره في هجرته من مكة إلى المدينة "فعن أبي بكر ـرضي الله عنه أنه قَالَ: .. فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا مَالَتْ الشَّمْسُ وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ. فَقُلْتُ: أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا. فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا أُرَى فِي جَلَدٍ مِنْ الأرْضِ شَكَّ زُهَيْرٌ. فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ. فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ، فَنَجَا. فَجَعَلَ لا يَلْقَى أَحَدًا إِلاّ قَالَ: قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هُنَا. فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا، إِلاّ رَدَّهُ. قَالَ: وَوَفَى لَنَا" (رواه البخاري).
وشاة أم معبد الخزاعية التي مسح رسول الله r على ضرعها بيديه الشريفتين فتفجأت (أي فتحت ما بين رجليها) ودرت واجترت وحلبت فسقى أصحابه وشرب، والظبية التي أمر الرسول صياديها أن يخلوا عنها حتى ترضع خشفيها (ولديها). |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:13 | |
| نماذج من بعض الحيوانات
إذا كان الحيوان قد ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة في مواقف محددة، فإنه بالمثل قد ورد في الشعر العربي وفي الأمثال وفي المأثور من القول على نحو يصعب حصره أو تحديده. وسبب ذلك أن العربي القديم كان يعيش مع الحيوانات وحشيها ومستأنسها وكانت جزءاً من مقومات حياته. فلذلك تمثلها في مختلف المواقف وعبر عنها في صور كثيرة شعراً ونثراً ومثلاً. وهذه الظاهرة سيتعرض إليها البحث خلال الحديث عن كل حيوان وأبيات الشعر أو الأمثال التي ذُكر فيها.
النمر
تعريف
النمر اسم يطلق على أنواع خاصة من فصيلة القطط، التي تختلف أحجامها تبعاً لمنشئها وبيئتها. وهي تعيش في غابات آسيا وأفريقيا. والنمر أصغر حجماً من أنواع فصيلته الأخرى، كالأسد، ولكنه يتميز عنه بمقدرته الفائقة على التسلل في خلسة وهدوء، ليختبأ بين فروع شجرة باسقة حتى يفاجأ فريسته من حيث لا تتوقع. وقد يلجأ إلى الحيلة والمكر في سبيل ذلك. وهو صياد ماهر يقضي على فريسته بسرعة هائلة، عقب قفزة مباغتة. وهذه الحيوانات أصبحت الآن مهددة بالانقراض، لذا سنت دول كثيرة القوانين لحمايتها.
التصنيف البيولوجي
ينتمي النمر إلى شعبة الحبليات المتفرعة إلى شعيبة الفقاريات، المصنفة تحت رتبة آكلات اللحوم. وفصيلته أو عائلته هي القطيه، ونوعه النمر. وللحق فإن هذا الحيوان يعتبر من أجمل أفراد العائلة القطيه، وأكبرها حجماً ومن أكثرها جذباً للانتباه في حدائق الحيوان في مختلف بلاد العالم.
ومما ورد في التراث من أسماء النمر:
الأَبْرَد ـ الأَرْقَط ـ السَّبَنْتَي ـ الكَثْعَم ـ الضَّرْجَع.
وكذلك مما ورد من كناه ما يلي:
أبو الأسود ـ أبو جعدة ـ أبو جهل ـ أبو خطاف ـ أبو رقاش ـ أبو عمرو ـ أبو المرسال ـ أبو فارس...(محيط المحيط).
أمّا أنثى النمر، فتسميها قواميس اللغة:
النَّمِرَة ـ الأَبْرَد ـ الخَيْثَمَة ـ السَّبَنْتَاة ـ العُسْبُرَة ـ الفَزَارَة.
كما تكنيها القواميس أيضاً:
أُمّ الأَبْرَد ـ أُمّ رِقَاش ـ أُمّ فارس ...
ومن أسماء جراء النمر في التراث:
الفِزْر ـ الهِرْمَاس ...
أمّا صوته عند الغضب فيسميه العرب:
الزَّمْخَرَة ـ التَّزَمْخُر ...
بينما صوته وهو نائم أو مسترخٍ
الهَرِير ـ الغَطِيط ـ الخَرِير ـ الخَرْخَرَة ...
ويُجمع النمر على:
أُنْمُر ـ نُمُور ـ نُمُورَة ـ نُمُر ـ أَنْمَار ـ نُمْر ـ نِمَار ـ نِمَارَة.
أنواع النمور
النمر اسم يطلقه العامة على عدة أنواع من القطط البرية، منها الببر Tiger واسمه اللاتيني (Panthera tigris) (انظر صورة الببر) الذي يختلف عن النمر الحقيقي أو النمر الأرقط (انظر صورة النمر الأرقط) Panthera pardus Leopard في الحجم، والوزن، ولون الجلد. فالببر ذو لون أصفر داكن، مخطط من أعلى إلى أسفل بخطوط سوداء لها ترتيب خاص، ويحمل الوجه 4 خطوط عرضية، تقل في الطول كلما اتجهت لأسفل، إضافة إلى مجموعة من الخطوط شبه الدائرية أحدها تحت العينين، وله ذيل قوى طويل يساعده على حفظ توازنه عند الجري والوثب، وقد يستعمله للضرب وأثناء السباحة. وينتشر الببر في الهند وسومطره وجزيرة جاوة وأقصى شرق روسيا وجنوب الصين ونادراً ما يُرى في شمال الصين ويعيش في أماكن متفرقة متنوعة لكن أغلب بيئاته هي الغابات. وهو حيوان انعزالي الطبع، يفضل العيش منفرداً. وهو من الحيوانات ذات الحمى، وقد تصل مساحة حماه إلى 400 ميل مربع، يحرسها ويمر على حدودها لحمايتها ويعلمها بنقاط من بوله وإفرازاته. وأغلب هذه الحيوانات تصطاد ليلاً، حيث تختبئ وتنقض على فرائسها التي تتنوع ما بين أيائل، وجاموس، وماعز، ولا تستثنى الحيوانات الصغيرة. والنمر حيوان رشيق، وسبّاح ماهر؛ وفي البرد القارس يستطيع أن يرسب تحت الجلد طبقة من الدهون، سمكها 5 سم لحمايته من البرد.
الببر
أصغر أنواع الببر هي التي تعيش في جاوة، بينما أكبرها هو الببر السيبيري SiberianTiger الذي يعيش في منشوريا Manchuria، وسيبيريا. ويعتمد طول شعر فراء الببر على مناخ المنطقة، فإن كان الجو بارداً ازداد طول الشعر وسمك الجلد. ويبلغ طول الرأس مع الجسم ما بين 1,4 ـ 2,8 متراً والذيل 60 ـ 90 سم، ويزن حوالي 300 كيلوجراماً.
ويعتبر الببر من الحيوانات المهددة بالانقراض، على الرغم من ازدياد أعداده في الأعوام الأخيرة إلى عدة آلاف. وقد أنشأت الهند محميات عديدة لحمايته، حيث كانت هذه الحيوانات الجميلة تصطاد لجلدها الثمين الذي يستعمل ديكوراً رائعاً، أو تصطاد لمجرد إشباع هواية الصيد.
وتبلغ فترة الحمل لدى الببر ثلاثة أشهر ونصف 104 ـ 106 أيام تضع بعدها الأنثى من جروين إلى أربعة جراء، ترضعهم وترعاهم لمدة 5 ـ 6 شهور. ثم تبقى الصغار تحت رعاية الأم ورفقتها لمدة سنة أو أكثر تتعلم خلالها فنون الصيد والدفاع عن النفس. وليس للنمور موسم تزاوج محدد، فالتزاوج يحدث في أي فصل من فصول السنة. ويستطيع النمر البالغ أن يعلو أنثاه ما يربو على المائة مرة أثناء فترة شبقها.
النمر الأرقط Panthera pardus) Leopard))
من أنواع النمور التي لا تخطئها العين لرشاقتها ولونها الجميل، ويراوح لون فرائها بين الأصفر والرمادي، وأكثر ألوانه شيوعاً البني الفاتح الضارب إلى الصفرة، ومزيّن ببقع سوداء متجمعة على هيئة دوائر أو ورود. أما آذانها فذات ظهر أسود، علية خط أبيض في الوسط. ويبلغ طول الرأس والجسم معاً 95 ـ 150 سم، والذيل 60 ـ 95 سم، والوزن 25 ـ 45 كجم. وقد يصل طول الذكر الكامل النمو، من الأنف إلى الذنب 2.8 متراً، كما قد يزن 45 ـ 75 كيلوجراماً.
وينتشر النمر الأرقط في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك في جنوب آسيا. ويعيش في الأحراش والغابات على ارتفاعات مختلفة. وهو حيوان يفضل العيش منفرداً إلاّ في فترات التزاوج القصيرة. وهو ليلي النشاط، يقضي نهاره مسترخياً بين أغصان الأشجار، منتظراً مرور فرائسه من الأيائل والماعز والخنازير البرية والقرود، وخاصة قرد البابون أو حتى الطيور الأرضية. فإذا كانت الفريسة صغيره قتلها بِعَضِّها في منطقة الزور، أمّا إن كانت كبيرة الحجم فيقتلها بكسر رقبتها وفقراتها العنقية، ثم يجرها لمسافات كبيرة وقد يرفعها فوق الأشجار. وقد عُثر على جثث طرائد تزن ما بين 35 و68 كيلوجراماً فوق أشجار يبلغ ارتفاعها 4 ـ 6 أمتار، حملها نمر أرقط إلى هناك (انظر صورة نمر يلتهم فريسته).
وتراوح فترة الحمل عند النمر الأرقط بين 90 يوماً ـ 105 أيام، تضع بعدها الأنثى جروين أو ثلاثة، يظلون في كنف الأم لبضعة شهور. ثم يعتمدون على أنفسهم عند بلوغهم عاماً واحداً من العمر. والنمر الأرقط يكيف نفسه جيداً على الحياة في الأماكن القريبة من الإنسان، ويتحين الفرص للهجوم على حيواناته. وهذه النمور نادراً ما تهاجم الإنسان، ولكنها عندما تكتشف أن الإنسان ضحية سهلة لها، تصبح من أشد الحيوانات البرية خطراً عليه.
وبعض أنواع النمور الرقطاء لونها أسود تماماً، وتعرف بهذه الصفة أي النمر الأسود Black panther، وقد يصعب من شدة سواده رؤية البقع التي على جلده، فيبدو الحيوان وكأنه أسود اللون تماماً. وهذا النوع شائع في بعض مناطق جنوب آسيا.
كما توجد أيضاً نمور بيض، ولكنها أشد ندرة من نظيراتها السود.
نمر الثلــوج Panthera unica) Snow Leopard) (انظر صورة نمر الثلوج)
يلاحظ من اسم هذا النمر أنّ العلماء صنفوه في نوع آخر (Genus uncia)، غير النوع الذي ينتمي إليه النمر الأرقط. ويُعد نمر الثلوج من أجمل أنواع هذه الفصيلة، ففراؤه طويل كثيف رمادي، فاتح على الظهر مع خط أسود يمتد على طول الظهر. أمّا باقي الجسم فأبيض مزين بدوائر سوداء على الرأس والعنق والأرجل الخلفية؛ مع وريدات على جانبي الجسم والذيل. ويبلغ طول الجسم 100 ـ 130 سم، والذيل 80 ـ 100 سم، ويصل الوزن إلى 70 كيلوجراماً. وينتشر هذا النوع في آسيا الوسطى، من شمال غربي الصين إلى التبت وجبال الهمالايا. ويعيش في أعالي الجبال على ارتفاعات تصل إلى 700 , 19 قدم، ويهبط إلى سفوح هذه الجبال في الشتاء. ويتغذى هذا النمر أساساً على ماعز الجبال والأغنام والأيائل والحيوانات الأخرى. وتراوح فترة حمله بين 98 يوماً ـ 103 أيام، تلد الأنثى بعدها جروين أو ثلاثة. وترضع الأم صغارها بعد ولادتهم لمدة شهرين، تبدأ الصغار بعدها في تناول الغذاء المعتاد. وفي عمر 3 شهور تتبع الجراء أمهاتها، وتبقى معها مدة عاماً كاملاً أو أكثر.
الجاجـــوار Panthera onca) Jaguar) (انظر صورة اليغور "الجاجوار")
يتميز نمر الجاجوار بفرائه الأصفر الفاتح، الضارب إلى الحمرة على الظهر، مع وجود علامات دائرية، أو وريدات مميزة لها بقع سوداء في مراكزها، ولون البطن أبيض. وتوجد من هذا النمر ستة أنواع، تختلف فيما بينها اختلافات طفيفة. ورأس الجاجوار كبير نسبياً، ويراوح طول الرأس والجسم 2,1 ـ 8,1م، والذيل 45 ـ 75 سم، وارتفاعه 85 سم، والوزن 90 ـ 114 كيلوجراماً. والأرجل قصيرة ولكنها قوية متينة التكوين. ومتوسط حياة نمر الجاجوار 22 عاماً.
وينتشر هذا النوع من النمور الآن في غابات باراجواي Paraguay، وبعض مناطق البرازيل وقد انقرض تماماً من الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان ينتشر في الجنوب الغربي منها.
ويكثر وجود نمر الجاجوار قرب الأنهار والمجاري المائية، فهو يجيد السباحة. وله قدرة الصيد على الأرض أو على الأشجار. وطرائده من مختلف الحيوانات، الكبيرة والصغيرة. وهو يفضل العيش منفرداً إلاّ في موسم التزاوج، الذي يحل في فصل الربيع في المناطق الشمالية، أو في أي وقت من السنة في المناطق الاستوائية. وتراوح فترة الحمل لدى الجاجوار بين 95 يوماً ـ 111 أيام، تضع الأنثى بعدها جروين إلى أربعة جراء، ترعاهم الأم لمدة 3 ـ 4 شهور. وتبقى الصغار مع أمهاتها لمدة طويلة قد تجاوز العامين.
الفـهـد (Acinnyx jubatus) Cheetah
حيوان انسيابي شديد الشبه بالنمر، تبدو رأسه صغيرة مقارنة بجسمه. وله أرجل طويلة وظهر مقعّر، ويتميز بعلامة سوداء على جانبي الوجه. ولون الجسم أصفر تكسوه بقع دائرية سوداء. ويبلغ طول الرأس والجسم 4, 1 ـ 5, 1 متر، والذيل 60 ـ 70 سم، والوزن 55 ـ 60 كيلوجراماً. والأنثى أصغر حجماً من الذكر.
ينتشر هذا الحيوان في أفريقيا جنوب الصحراء، عدا مناطق الغابات في الجزيرة العربية وإيران ويعيش في السافانا والأماكن العشبية الجافة. ويصطاد الفهد في النهار، مفضلاً الفجر ووقت الغروب. ومن طباعه أنه يعدو خلف فريسته، فإذا اقترب منها اندفع في قفزات قصيرة وسريعة جداً. وقد تصل سرعته نحو 70 ميلاً في الساعة، مما يجعله أسرع الثدييات عدواً. وهو يصطاد الحيوانات المتوسطة، مثل الغزلان والأيائل. والفهد حيوان هادئ غير عدواني، تمكن الإنسان في كثير من الأحيان من ترويضه واستخدامه في الصيد. وهو لا يتحمل التغيرات والتقلبات المناخية، كما أنه لا يحب ارتياد الأماكن التي يكثر وجود الإنسان فيها. وقد نقصت أعداده كثيراً، لدرجة أصبح فيها مهدداً بالانقراض. وتراوح مدة الحمل لدى الأنثى بين 90 ـ 95 يوماً، تلد بعدها من جرو إلى ثمانية جراء، يظلون في رعاية أمهم لمدة 6 أسابيع، ثم يعتمدون على أنفسهم بعد بضعة شهور.
وقد وجدت نقوش للفهد على الآثار الفرعونية، كما أن الأثاث الجنائزي للملك توت عنخ آمون مزين بأقدام ورؤوس الفهد، مما يدل على معرفة الفراعنة لهذا الحيوان الرشيق.
بعض الصفات العامة للنمور
تشترك النمور مع أنواع القطط الأخرى، في مجموعة من الصفات، التي تميزها عن الحيوانات الأخرى من آكلات اللحوم. فخلافاً للكلاب، التي تعتمد على حاسة الشم، فان القطط البرية تعتمد أساساً على حاستي البصر والسمع، وكذلك على حاسة اللمس. وخلافاً لكثير من آكلات اللحوم، يبدو أن القطط فقدت بعض أسنانها أثناء عملية التطور. ولا عجب في ذلك، فهي لا تحتاج، في الواقع، إلى الضروس الطواحن، لأنها لا تمضغ الطعام ولا حاجة لها بطحنه. فما أن تصل إلى فمها قطعة من اللحم، حتى تبتلعها على الفور. ويعمل فكا القط في اتجاهين فقط: أعلى وأسفل. ولذا فالقطط لا تستطيع التعامل مع عظام الفريسة، التي لابد لها من الحركة الجانبية لمضغ الطعام، كما لدى الإنسان والكلاب. ويتبع النقص في عدد الأسنان، صغر حجم الخطم وتفلطح الوجه. وتشكيل الوجه على هذه الهيئة له أهميته، لأن القط يعتمد كثيراً على عينيه في الحكم على المسافات، ولذا تقع الأعين في مقدمة الرأس وليس على جانبيه. ويعنى ذلك تداخل مجال الرؤية، الذي يعطى القط إحساساً جيداً بالعمق. وتختلف القطط في ذلك عن آكلات العشب مثلاً، التي توجد عيناها على جانبي الرأس، فلا حاجة لها بالبحث عن الطعام، وكل ما يهمها أن ترى مصادر الخطر، التي قد تأتى من آي اتجاه. وكذلك الأرنب يمكنه أن يرى إلى الأمام، والى أعلى، والى الخلف والى اليمين أو اليسار ولكن بعين واحدة. ولا يمكن أن يتخيل الإنسان ـ الذي يماثل وضع عينيه وضع عين القط ـ ما يمكن أن يراه الأرنب. كما لا يمكن أن يتخيل الإنسان ما يراه القط، الذي يُعتقد أنه لا يميز بين الألوان، نتيجة لاختلاف تركيب المخ في النوعين. وعينا القط واسعتان لا تطرفان، ولا يستطيع القط النظر بطرف عينيه، وعليه أن يحرك رأسه في الاتجاه المطلوب. وتستطيع عينا القط أن تركزا الرؤية، بسرعة ووضوح، على أي مسافة من المسافات.
ومما يميز القط أيضاً لسانه، الذي تغطيه نتوءات تعرف بالحلمات. وتكون هذه الحلمات لدى القطط البرية مرعبة وهائلة، خلافاً للقطط المنزلية، التي تكون حلامات ألسنتها صغيرة ناعمة. وتفيد خشونة لسان الحيوان في تنظيف جسده، كما تفيده أيضاً في تناول الطعام.
وأرجل القطط البرية متوسطة الطول نوعاً، ولكنها قوية جداً ومزودة بمخالب حادة.
الصيد
مجموعة النمور من الحيوانات التي تستطيع العدو بسرعة قد تصل إلى 80 كيلومتراً في الساعة أو أكثر. وهي شديدة البأس والقوة، ومقاتلة شرسة، ونادراً ما تبدأ مطاردة فريسة وترجع دون صيدها.
وعند مطاردة الأيائل، يستطيع النمر أن يغير اتجاهه فجأة، وبزاوية قائمة (تسعين درجة) في ثوان معدودة. وعند الاقتراب من الفريسة فانه يضربها ناشراً مخالبه، فيجرحها جروحاً مؤلمة تؤثر في قدرتها على المناورة، وعندئذ يطبق على رقبتها لينهي المطاردة لصالحة. ويقف النمر واضعاً كلتا قائمتيه الأماميتين على الفريسة، ليشعر بدفئها بواسطة وسائد أقدامه؛ ثم يسحب الفريسة إلى أقرب مسطح مائي ويلعق دمها، ثم يرتوي بالماء، ويرجع ليشم رائحة دماء الفريسة؛ ويلعقها المرة تلو المرة. ويبدأ في تناول وجبته مبتدئاً بالأرداف، ثم الأكتاف، ثم جوف الفريسة، ويأكل منها القلب والرئتين. فإذا ما أحس الشبع، أخفي ما تبقى من فريسته في مكان آمن. وهو غالباً لا يرجع إليها لأنها ستكون غذاء لجوعى آخرين.
النمر في الأمثال العربية
يضرب المثل بإست النمر (أي دبره) في الحماية والمنَعة، وبجلده في المكاشفة وإبراز صفحة العداوة، كما يُضرب المثل بوثبته في الطول وبُعد المسافة.
يقال" "أَحْمَى من اُسْتِ النمر" و"وأُعَزَُ من اُسْتِ النمر"، و"أَمْنَع من اُسْتِ النمر"، و"لَبسَ لهم جلدَ النمر"، و"وَثْبَةُ النمر".
في الشعر العربي
قال الثعالبي (عبدالملك بن محمد) "من مجزوء الرجز"
تَسْمَحُ بالقُوتِ العَسِرْ
كتَبْتُ منْ صَوْمَعَةٍ
يَلْبَسُ لي جِلْدَ النَّمِرْ
والدَّهْرُ منْ جفائِه
ونَجْمُ حالي مُنْكَدِرْ
فماءُ عَيْشِ كَدـِرٌ
وقال ابن الرومي في هجاء قوم "من البسيط"
يَرْعَوا لَهُ حُرْمَةَ القُربَى ولا الإصَرِ
وبارَزُوا اللهَ في قُرْبَى النبيِّ ولمْ
مِنْهُ بِحَبْلٍ ضعيفٍ واهـنِ المِـرَرِ
بَرُّوا ذليلاً وعقُّوا اللهَ واعْتَصمُوا
مُسْتَأْسِدينَ عليهِمْ جِلْدَةَ النِّمِرِ
سَرَى إليهِ عُداةُ اللهِ فانْصَلَتُوا
وقال القتّال الكِلابيّ يذكر مصاحبته للنمر "من الطويل"
هـــو الجَوْنُ إلاّ أَنّهُ لا يُعَلَّلُ[1]
ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً
صِماتٌ وطرْفٌ كالمعابِلِ أَطْحَلُ[2]
إذا ما التَقَيْنا كـان جُلَّ حدِيثنــا
كِلانا لـَهُ مـنها نصيبٌ ومأْكَلُ[3]
تضمَّنتِ الأَرْوى لــنـا بِطعامِنا
أُمـيـطُ الأَذى عَنْهُ ولا يتأَمَّلُ[4]
فَأَغْلِبُهُ فــي صَنْعَةِ الـزادِ إنِّني
شـرِيعَتُنـا لأيِّنا جـــاءَ أوَّلُ[5]
وكانتْ لنا قَلْتٌ بــأرضِ مضلَّةٍ
مَحَزَّا، وكلٌّ في العـداوَةِ مُجْمِلُ[6]
كِلانـا عَدُوِّ لو يرى فـي عَدُوِّهِ
نمور للبيع
يشكل الطب الشعبي الآسيوي أكبر تهديد لحياة النمور في البرية، حيث يعتقد كثير من الآسيويين أن أجزاء محددة من جسد النمر يمكن أن تستخدم لشفاء بعض الأمراض. فلأكثر من ألفيّ سنة استخدم الأهالي النمور كمكونات في تركيب المنشطات الجنسية، ولعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض، مثل حصوات المرارة وحب الشباب والتشنجات.
[1] هدَّك : كفاك. الجون: اسم صديق القتال، وقيل: هو أخوه. وقيل: هو النمر.
[2] الصمات : الصَّمْت، السكوت. المعابل: جمع معبلة، وهي النصل الطويل العريض. الأطحل: لون بين الغبرة والسواد.
[3] الأروى : أنثى الوعل (تيس الجبل).
[4] أي : هو والنمر لا يتساويان في معالجة الزاد، فالشاعر يُبعد الأذى عن النمر، والنمر يأكل الزاد دون اكتراث لأي خطر.
[5] القَلْت : النُّقرة في الجبل يستنقع فيها الماء. المَضلَّة: الأرض التي تُضِلُّ سالكها. الشريعة: المشْرَب، والمعنى: أيّنا جاء أولاً إلى مورد الماء يشرب، فينتظره الآخر.
[6] مجمل : مقتصد. والمعنى: كل واحد منهما يدرك صعوبة الإقدام على الآخر، فلا يجد فيه محزّاّ. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:16 | |
| الصـقــور The Hawks
تعــريف
الصقور نوع من الطيور الجارحة التي تعيش في كل القارات، ماعدا القارة القطبية المتجمدة الجنوبية (أنتراكتيكا). ويوجد من الصقور نوعان: الصقور الحوامة، والصقور الحقيقية. وتصطاد الصقور أنواعاً مختلفة من الحيوانات، كالثدييات الصغيرة والزواحف إضافة إلى الأسماك والحشرات. وبعض أنواع الصقور التي تعيش في المناطق الباردة، تهاجر في الشتاء إلى أماكن أخرى أكثر دفئاً.
أسماؤه: الأَجْدَل، الأَخْطب، النَّهشَل، الهَيْثَم.
يجمع الصقر على: أَصقُر، وصُقُور، وصُقُورة، وصِقار، وصِقارة، وصُقْر.
اسمه بالفرنسية Faucon:
اسمه بالإنجليزية Falcon:
أنثاه: الصَّقْرة، الزلماء، وكنيتها أمّ المضْرَحيّ
التصنيف البيولوجي
تنتمي الصقور إلى شعبة الحبليـات، شعيبـــة الفقاريــات، طائفة الطيـــور، رتبــة الصقريات Order Falconiformes. يندرج تحت هذه الرتبة 5 فصائل و 61 جنساً، تشمل ما يقرب من 220 نوعاً من الطيور الجارحة، مثل الصقور، ونسور العالم الجديد، ونسور العالم القديم، والحدأة، والعقاب، موزعه على جميع أنحاء العالم، خاصة نصف الكرة الأرضية الشمالي ما عدا منطقة القطب.
أنواع الصقور
تُقسم الصقور إلى نوعين، هما الصقور الحقيقية، والصقور الحوامة.
وتشمل الصقور الحقيقية أنواعاً كثيرة، وهى ذات أجنحة قصيرة نسبياً وذيول طويلة، ترقب فرائسها من مكان مرتفع، وأجنحتها مهيأة للانقضاض السريع من وضع الثبات. وقد تتجاوز سرعة انقضاضها 300 كيلومترٍ في الساعة. أمّا الصقور الحوامة فذات أجنحة أطول من أجنحة الصقور الحقيقية، وذيول مروحية الشكل، وهي تحلق في الجو بحثاً عن الفرائس، مثلما تفعل النسور.
أنواع الصقور الحقيقية
شاهين (Falco peregrinus) Peregrine Falcon
لا شك أن هذا النوع من الصقور هو أكثرها شهرة، بل وأسرعها، وأرشقها، وأخفها حركة.
وينتشر هذا الصقر في جميع أنحاء العالم ويوجد منه 19 نوعاً.
ومتوسط طوله 43 سم (36 ـ 48)، وعرضه 95 ـ110 سم. وجناحاه مثلثا الرأس، وعريضان عند القاعدة، وذيله متوسط الحجم وبنيته قوية. ويتميز صقر الشاهين بأن لون سطحه العلوي أزرق رمادي داكن، أو بني غامق حسب السلالة، بينما السطح البطني أبيض محمر بخطوط سوداء متقاربة. والأنثى أكبر حجماً من الذكر، وسطحها العلوي أغمق لوناً وسطحها السفلي أكثر تخطيطاً. وأعلى رأسها وجوانبها أغمق.
يعيش هذا الصقر في المناطق والسواحل الصخرية والأراضي المسبخة، ويفضل الأماكن المكشوفة، وإن كان يوجد أيضاً في الغابات. ويضع أعشاشه على الصخور، ونادراً ما يضعها على الأشجار ويسكن غالباً أحد الأعشاش المهجورة الكبيرة. وهو يتغذى على الطيور المتوسطة الحجم والثدييات الصغيرة. وتصل الشواهين المهاجرة بحثاً على الدفء وقضاء فصل الشتاء في سبتمبر وأكتوبر، وتغادر في مارس وأبريل.
تضع الأنثى من 2 إلى 6 بيضات يتبادل الأبوان حضانتها لمدة 5 إلى 6 أسابيع تقريباً.
وفى شهر أبريل تضع الأنثى البيض في حفرة أو تجويف جرف صخري. وهو بَيّضٌ جميل الشكل، فلونه أَبْيَّضٌ إلى أحمرَ باهتٍ ومزركش بنقط أو بقع حمراء أو بنية اللون. وفترة حضانته من 6 إلى 7 أسابيع وفترة الترييش مثلها كذلك.
شاهين مغربي Falco pelegrinoides) Barbary Falcon)
من الصقور النادرة، هو مقيم ويتكاثر في جنوب وغرب منطقة الشرق الأوسط؛ وينتشر في المناطق شبه الصحراوية ذات التلال الصخرية، وكذلك المناطق الزراعية. كما يعيش على المرتفعات والمناطق الصحراوية المطلة على البحار، وكذلك على الجبال. لذا يوجد أحيانا في سيناء وصحراء مصر الشرقية وعلى جبال البحر الأحمر، وأحياناً في وادي النيل. ونادراً ما يزور هذا الصقر الجزء الشرقي من الشرق الأوسط.
يبلغ طول صقر الشاهين المغربي حوالي 38 ـ 45 سم، عرضه 80 ـ 100 سم. ويُشبه شكله شكل الشاهين ولكنه أصغر حجماً. والأنثى أكبر حجماً من الذكر، وقمة رأس هذا الصقر سوداء من أعلى، ومحددة بحلقة حمراء بلون الصدأ على القفا قد تمتد إلى قمة الرأس مع رقعة بيضاء كبيرة على الوجنات. الجزء البطني أبيض، قرمزي وبيج، أو ذهبي وبيج حسب السلالة والجنس، مع بعض الخطوط على الأجناب والأفخاذ. لون بطن الجناح أبيض مع سواد في طرفه.
السطح العلوي رمادي أزرق يصير أفتح على العجز. الذيل مخطط بالعرض. الأرجل والذقن لونها أصفر. ويتغذى على الثدييات الصغيرة والعصافير متوسطة الحجم التي يلتقطها أثناء الطيران.
ويبني هذا الصقر عشه على حواف الجبال، وأحياناً على المباني. ويضع 3 بيضات في شهر مارس.
السنقر Falco rusticolus) Gyrfalcon)
يعتبر السنقر أكبر أنواع الصقور حجماً على الإطلاق. يبلغ طوله حوالي 55 ـ 60 سم، وعرضه 125 ـ 132 سم، ويتميز بأجنحة مروسة طويلة وعريضة وذيل طويل. ومعظم صقور السنقر لونها أبيض، بينما الظهر والأجنحة مكسوة ببقع رمادية أو بنية اللون.
ينتشر السنقر في المناطق المتجمدة من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. كما يوجد أيضاً في جرينلاند، وأيسلاند. يتغذى على الثدييات الصغيرة. ويُعشش على حواف الجبال. تضع الأنثى 3 ـ 7 بيضات على مدى 3 أيام. وتحضن الإناث البيض عادة لمدة 28 ـ 29 يوماً. وفترة الترييش 48 يوماً في المتوسط. وتبدأ الصغار في الطيران عندما يصل عمرها 46 ـ 49 يوماً، ولكنها تبقى قريبة من عشها قرابة الشهر.
صقر البراري Falco mexicanus) Prairie Falcon)
يعيش هذا النوع من الصقور في المناطق الدافئة من أمريكا الشمالية. ويصعب التكهن بمزاجه المتقلب. فأحياناً يبدو هادئاً جداً، وأحياناً أخرى ينقلب كالبركان الثائر. تضع الأنثى 4 ـ 5 بيضات، وتحضنهم لمدة 29 ـ 31 يوماً.
صقر الحمام Falco columbiaris) Merlin)
يُطلق على هذا الصقر عدة أسماء أكثرها شيوعاً، كونج الدبسي، واليؤيؤ الأوروبي، وأسمرخون. وينتشر في الأماكن المكشوفة التي تتخللها أشجار متفرقة، وهو يحب الهجرة ويعتبر زائراً شتوياً دائماً للأماكن الدافئة، مثل الجزء الشمالي من الشرق الأوسط الذي يصله في سبتمبر وأكتوبر، ويغادره في مارس وأبريل.
ويبلغ طوله 25 ـ 32 سم، وعرضه 55 ـ 65 سم. وهو من أصغر الصقور حجماً، وجسمه مكتنز وجناحاه قصيران إلى حد ما، وعريضان عند القاعدة، وذنبه طويل نسبيا. طيرانه انقضاضي مع ضربات سريعة من الجناحين. الأنثى ذات لون بنى غامق من أعلى، ومقلمة من أسفل.
وغذائه المُفضل الفئران والطيور الصغيرة كالعصافير، وبعض الحشرات؛ ويشبه صقر الجراد في سلوكه، ولكنه يفوقه قي كفاءته الإفتراسية، ويصدر أصواتاً عالية عند أسره. ونداء الإنذار عنده عبارة عن سلسلة قصيرة متسارعة من الأصوات الثاقبة.
ويعشش صقر الحمام على الأرض ويضع 3 ـ 5 بيضات يحضنها لمدة 30 يوما تقريباً. وفترة الترييش حوالي 28 يوماً.
العوسق Falco tinnuculus) Kestrel)
له عدة أسماء أخرى أشهرها العاشوق، وصقر الجرذ الأوروبي، والعوسق الأوروبي. يبلغ طوله حوالي 32 ـ 35 سم، وعرضه 68 ـ 78 سم. ويتميز شكله بجناحين مروسين وذنب مبروم. والذكر والأنثى متشابهان، إلاّ أن الأنثى أكبر قليلاً من الذكر. ولون الجزء العلوي من الطائر كستنائي ذي علامات سوداء، والجزء السفلي أصفر مائل للسمرة بعلامات سوداء. ولون الرأس والذيل رمادي ضارب إلى الزرقة، وينتهي ذيله بنطاق أسود. يتميز الذكر بشارب رمادي اللون. أما الأنثى فلونها بني على الجزء العلوي من الجسم والرأس والذيل. الأرجل صفراء وحدقة العين لونها بني.
ينتشر العوسق في وادي النيل والدلتا والساحل الشمالي وسيناء، كما ينتشر في أوروبا وشمال شرق آسيا وأواسط أفريقيا والهند
ويأوي العوسق إلى الحقول ولكنه يفضل الشواطئ الصخرية حيث يبنى عشه في الأخاديد الصخرية، أو يحتل أحد الأعشاش المهجورة. ويتغذى العوسق على الحيوانات الصغيرة والطيور والزواحف والحشرات. وتضع الأنثى 4 ـ 6 بيضات وأحياناً 9 بيضات، تحضنهم لمدة 28 يوماً. وفترة الترييش 30 يوماً تقريباً.
العوسق الصغير Falco naumanni) Lesser Kestrel)
من أسمائه الشائعة صقر الجراد، وصقر الصخور، والعويسق. وهو صقر صغير ينتشر في وادي النيل، ويوجد بأعداد كبيرة في منطقة الفيوم. وهو نشيط الحركة، وصياد ماهر يلاحظ الفريسة، وهى غالباً من الفئران، من على ارتفاع كبير. ويصل متوسط وزنه 195 جم، وطوله حوالي 30 (28 ـ 32) سم، وعرضه 60 ـ 67 سم. يُشبه شكله العوسق الأوروبي، مع جناحين مروسين وذنب طويل، ويختلف في شكله عن ذنب العوسق الذي يشبه الإسفين، وجناحه أضيق إلى حد ما. لون الذكر داكن ولون الأنثى أفتح من الذكر. يتميز لون الذكر باختفاء العلامات الداكنة من ريش الصدر الكستنائى اللون، وكذلك وجود خط رمادي ممتد يفصل بين الأكتاف الكستنائية وأطراف الأجنحة السوداء. للأنثى أرجل وأقدام بيضاء، ومخالبها باهتة مثل مخالب الذكر. ويفتقد ذكر العوسق الصغير الشارب الذي يميز صقر العوسق.
وينتشر هذا الطائر في وادي النيل، خاصة في الفيوم والإسكندرية والسويس كما ينتشر في جنوب أوروبا إلى الصين ويوجد كذلك في جنوب أفريقيا. ويسكن أعلي الجبال الصخرية ويتغذى على الحشرات التي يلتقطها في الهواء أو على الأرض، وعلى الثدييات الصغيرة. ويمكنه أن يفترس يومياً ما يقرب من 80 فأراً. وسلوكه في الافتراس يتمثل في خنق الفريسة ثم خلع عينيها ثم كسر جمجمتها والتهام مخها، ثم ينهش الأحشاء والعضلات، ويترك الجلد والذيل. وهو لا يصدر أي صوت عند أسره. ويعشش في تجمعات على التلال أو على الأبنية. وتبدأ الإناث في وضع البيض في أواخر شهر أبريل. وتضع الأنثى 4 ـ 5 بيضات تحضنهم لمدة 28 يوماً تقريباً. وفترة الترييش حوالي 28 يوماً.
صقر لزيق Falco vespertinus) Red Footed Falcon)
من أسمائه الشائعة العويسق الأحمر، ولزيق الغرب. طوله حوالي 30 سم وعرضه 66 ـ 78 سم. يشبه شكله صقر الكونج، مع جناحين ضيقين مروسين، ولكن ذنبه أطول قليلاً. وهو ذو ريش أبيض تحت الجناح، وبرتقالي محمر تحت الذقن والأقدام، الذيل والأجنحة طويلة، ولون الذكر البالغ رمادي داكن، والبطن في لون الصدأ، الذي يمتد إلى ريش ما تحت الذيل. بينما لون الريش تحت الأجنحة أبيض صافٍ. أمّا الأنثى فتتميز بلونها الرمادي في الأجزاء العليا، بينما أعلى الأجنحة (ريش الطيران) مخطط بوضوح، وأسفلها ريش باهت اللون.
ينتشر هذا الصقر في مصر في المناطق الشرقية، كما ينتشر في أواسط أوروبا وأواسط آسيا وجنوب غرب أفريقيا. ويعيش في المناطق المكشوفة ذات الأشجار والغابات، أو المزارع والحقول، وهو يتجنب الصحارى. ويتغذى على الحشرات مثل الخنافس والفراشات والنمل، ويُحب أن يعيش في جماعات في المناطق الصخرية وعلى رؤوس الأشجار، ويتناسل في مجموعات ليكوِّن مستعمرة كبرى. ولكنه قد يعشش منفرداً مستخدماً أعشاش الغربان. تضع الأنثى من 4 ـ 5 بيضات يتبادل الأبوان حضانتها لمدة 23 يوما تقريباً. وفترة الترييش حوالي 28 يوماً.
ويوجد نوع آخر من اللزيق يسمى اللزيق الشرقي Falco amurensis) Amur Falcon)
يبلغ طوله 28 ـ 30 سم، وعرضه 68 ـ 70 سم، أي أنه أصغر قليلاً من لزيق الغرب الذي يُعتقد أنه أحد أنواعه. ولكن الأنثى البالغة تختلف بشكل ملحوظ عن أنثى لزيق الغرب، وتشبه صقر الكونج، إلاّ أن الأجزاء العارية منها حمراء برتقالية. كما يتميز الذكر البالغ لهذا الصقر عن الذكر البالغ للزيق الغرب بالألوان البيضاء، وليس السوداء، تحت الجناحين.
صقر كونج Falco subbuteo) Hobby)
يبلغ طول هذا النوع من الصقور ما بين 38 ـ 48 سم، ويزن الذكر حوالي 180 جم والأنثى 225 جم، ومدى الجناحين 80 ـ 90 سم. يتميز شكله بجناحين ضيقين مروسين يشبهان المنجل وذنب قصير. ويُشبه الكونج البالغ صقر الشاهين، فلا عجب أن أطلق عليه اسم شويهن. ومع هذا التشابه إلاّ أن لون الأجزاء العليا منه رمادي داكن، والسفلي أبيض مترب بخطوط سوداء؛ أمّا ريش تحت الذيل والأفخاذ فضاربٌ إلى الحمرة، وعلى كل وجنة خط أسود (شارب صغير). ولون حدقة العين بني والأرجل صفراء.
ينتشر هذا النوع من الصقور حيث توجد الأشجار، لذا فهو يعشش في الغابات المكشوفة، ويأوي إلى أحد الأعشاش المهجورة. ويتغذى على الطيور الصغيرة والحشرات، وأحياناً الخفافيش التي يلتقطها في الهواء. تضع الأنثى من 2 إلى 3 بيضات تحضنهم لمدة 30 يوماً تقريباً. وفترة الترييش حوالي 35 يوماً. ينتشر في شمال أفريقيا، وشمال شرق سيناء، وكذلك في أوروبا، والهند
الصقر الحر Falco biarmicus tanypterus) Lanner Falcon)
طائر نادر يقيم في أماكن متفرقة من الشرق الأوسط. ويبلغ طوله 42 سم، ويزن حوالي 570 جم، ومدى الجناحين 110 (90 ـ 115 ) سم، والأنثى أكبر حجماً من الذكر. ولون الريش بني على الأجزاء العليا من الجسم، بينما الأجزاء السفلي بيضاء بعلامات سوداء، وقمة الرأس حمراء.
ينتشر الصقر الحر في الصحراء الشرقية والغربية وسيناء، كما ينتشر في شمال شرق أفريقيا، والمملكة العربية السعودية والعراق ويعيش في الأماكن المفتوحة المنبسطة، والمناطق الصخرية، والمناطق شبه الصحراوية. ويتغذى على الطيور والثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات. يبنى عشه في أعالي الجبال وعلى حواف المرتفعات، وقد يحتل عش غيره من الطيور. تضع الأنثى 3 ـ 4 بيضات سنوياً على الصخور مباشرة، ويتبادل الأبوان حضانتها لمدة 32 ـ 35 يوماً. وفترة الترييش 45 يوماً تقريباً.
صقر أسحم Falco eleonorae) Eleonora Falcon)
يُطلق على هذا النوع من الصقور عدة أسماء، أكثرها شيوعاً أبوحوام، وصقر الملكة. ويبلغ طوله حوالي 38 سم (36 ـ42)، وعرضه 110 ـ 120 سم. يشبه شكله صقر الكونج، ولكن جناحيه أضيق وأطول وجسمه أقل اكتنازاً وأطول ذنباً من الشاهين. وهو ذو لون بنى داكن متجانس، بخطوط أفتح على الصدر يكون لونه أحياناً أسود. وقد يكون اللون من أعلى بني داكن، وقشدي من أسفل مع خطوط سوداء. والذقن غالباً بيضاء أو ذات لون ليموني.
ينتشر في المناطق الشرقية في مصر وفي جُزر البحر الأبيض، وجُزر الكناري، ومدغشقر. ويعيش في المناطق الصخرية على شواطئ البحار، أو الجُزر الصغيرة. وقد يرى فوق الأراضي الرطبة حيث يصطاد فرائسه من الثدييات الصغيرة والطيور. ويعشش على التلال، ويبدأ في وضع البيض في منتصف شهر يوليه، تضع الأنثى 2 ـ 3 بيضات تحضنها لمدة 28 يوماً، وفترة الترييش 35 ـ40 يوماً.
صقر الغروب Falco concolor) Sooty Falcon)
هذا النوع من الصقور مهاجر وغير شائع، يبلغ طوله من 32 ـ 38 سم، وطول الجناحين 85 ـ 110 سم، ويشبه في طيرانه الصقر الأسحم. الأنثى أكبر حجماً من الذكر وأدكن لوناً. ولون الطائر رمادي داكن من أعلى، والرأس أغمق مع تباين المقادم وريش بطن الجناح، وله دائرة مميزة صفراء حول العينين وتحت الذقن، ولون الأرجل برتقالي إلى أحمر في الذكور، أو أصفر إلى برتقالي في الإناث.
ينتشر صقر الغروب في جُزر البحر الأحمر، وسيناء، والصحراء الشرقية والغربية. ويعيش في الجُزر المرجانية والصحارى، ويعشش على الصخور ونادراً على الشجر. وتتزامن دورة تكاثره مع الهجرة الخريفية للعصافير، ولذا فهو يترك مناطق تكاثره متأخرا، في شهر أكتوبر ونوفمبر ويعود في مارس ـ مايو.
صقر الغزال Falco cherrug) Saker Falcon)
يُسمى أيضاً الصقر الشروقي. ويبلغ طوله حوالي 45 سم، أو أكثر قليلاً وعرضه 102 ـ 120 سم، ويُشبه شكله الشاهين ولكن جناحيه أطول وأعرض. وذنبه أطول، وطيرانه يبدو أقل نشاطاً وحيوية، ولون السطح العلوي للجسم والأجنحة بني ذو خطوط بيج، وقد يكون أبيضاً مخططاً باللون البني الداكن، ولون الذنب بني داكن مخطط عرضياً بالأبيض.
وينتشر هذا الصقر في سيناء والصحراء الشرقية، كما ينتشر في أواسط آسيا، وشمال غرب منغوليا، وشمال الهند ويعيش على سفوح التلال والمناطق شبه الصحراوية والجبال، ويضع البيض على رؤوس الأشجار في الأعشاش المهجورة. وتضع الأنثى 3 ـ 5 بيضات، تحضنها لمدة 30 يوماً. وفترة الترييش 40 ـ 45 يوماً.
صقر البحر Pandion haliaetus) Osprey)
يُطلق هذا الاسم على العقاب النسارية. ومن أسمائه الشائعة أيضاً العقاب المنسورية، أو صقر السمك، أو الشماط. وهو طائر معروف على طول شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي، كمهاجر وزائر شتوي من مناطق تكاثره في الشمال، حيث يعيش على ضفاف الأنهار والبحيرات وشواطئ البحار والخلجان. وهو كبير الحجم طوله 53 ـ61 سم، وعرضه 145 ـ 160 سم. ولونه باهت جداً من على البطن، مع بقعة سوداء كبيرة عند منحنى الجناح، وظهره بني داكن مع بعض النقاط البيضاء على رأسه، الذي يبدو مقلماً بخط عريض غامق يمر عبر العين. ويحوم صقر البحر أثناء صيده للسمك، وينقض من ارتفاعات شاهقة تراوح بين 15 و30 م، ليغطس في الماء ويلتقط السمكة بمخالبه الطويلة.
تعشش صقور البحر في الأشجار، وشقوق الصخور، أو الشجيرات المنخفضة، أو على الأرض. وتبني أعشاشاً كبيرة يبلغ عرض بعضها مترين. وتتألف مواد بناء العش من عشب البحر، أو العيدان، أو العظام، أو الحطب المجروف.
تضع صقور البحر عادة 2 ـ 3 بيضات، وتستمر حضانة البيض 37 يوماً. وفترة الترييش 55 يوماً تقريباً.
وقد أدى استخدام المبيدات الحشرية إلى نقص كبير في عدد صقور البحر في الكثير من المواقع، حتى أنه أصبح مهدداً بالانقراض.
الصقر الحوام Bueto bueto) Buzzard)
واحد من مجموعة الطيور الجارحة، قريبة الصلة بالصقور. وتعيش الصقور الحوامة الأصلية في آسيا وأوروبا بصفة أساسية. أمّا تلك التي تعيش في أمريكا الشمالية وتسمى بصفة عامة هوكسHawks صقور فهي ليست سوى نسور عادية.
وتضم الصقور الحوامة الأصلية، الصقور الحوامة العادية، التي تعيش في آسيا وأوروبا؛ والصقور الحوامة ذات الأرجل الخشنة، وتعيش في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية، ويبلغ طول كل من هذين النوعين من الصقور 55 سم، ويمتازان بأجسام قوية، وأجنحة عريضة، وذيول مستديرة. وتتميز أجزاؤها العليا بلون بني داكن، يكون فاتحاً بالنسبة للأجزاء السفلي. وتختلف الصقور الحوامة ذات الأرجل الخشنة بأرجلها المكسوة بالريش. وتتغذى الصقور الحوامة بالثدييات الصغيرة بصفة أساسية، أمّا صقر العسل الحوام فيتغذى بصفة أساسية على النحل وكذلك الذنابير ويرقاتها. وتبني هذه الصقور أعشاشها في الأشجار أو فوق الأجراف.
الصقر الحر الجوال
إحدى عجائب الله في كونه، إذ يستطيع أن ينقض للافتراس بسرعة 320 كم/ ساعة تقريباً. ويبلغ طول هذا الصقر نحو 50 سم، ولونه أزرق داكن أو أزرق رمادي من أعلى، وبه سفلية بيضاء أو محمّرة بها علامات على شكل خطوط بنية سوداء. وتعيش الصقور الحرة الجوالة على طول الهضاب بالقرب من شواطئ البحار والأنهار والبحيرات، أو في الجبال. وهذه الصقور في الطريق لأن تصبح نادرة الوجود وهى تعيش في الغالب على اصطياد الطيور متوسطة الحجم مثل الحمام.
الصقر الليلي
يشبه كثيراً السبد الأمريكي الذي ينتسب إليه. ويبلغ طول الصقر الليلي 25 سم، وريشه خليط من البني والأسود والأبيض، مع خط أبيض على كل جناح. ويطير الصقر الليلي عالياً، بعد مغيب الشمس مباشرة بحثاً عن الحشرات. وهو يفقس بصفة رئيسية في أمريكا الشمالية. ويوجد خلال الشتاء في أمريكا الجنوبية. وتبيض الأنثى بيضتين منقطتين، على الأرض أو فوق السقوف الطينية.
صفات الصقور
الصقور طيور نهارية من آكلات اللحوم. وهى طيور شديدة الأنفة لا تأكل الجيف ولو أدى ذلك إلى هلاكها ولكنها تأكل من صيدها فرائس طازجة. ولكل نوع من الصقور الفرائس المفضلة لديه، ولكنها قد تصطاد أنواع أخرى في حاله جوعها الشديد. والصقور شديدة المناورة فهي تدور حول الفريسة بسرعة ثم تنقض عليها من أعلى، فلا تستطيع الفريسة الفكاك أو الدفاع عن نفسها. وكلها مزودة بمناقير حادة معقوفة، ومخالب قوية حادة، وكذا أجنحة قوية ذات ريش متماسك قوى تجعل الصقر قويا يستطيع الانقضاض على غزال أو حمل. لذا تستخدم بعض أنواع الصقور، مثل الصقر الشاهين والصقر الحر، في صيد الغزلان والوعول في الصحارى. وتبني الصقور أعشاشها على رؤوس الأشجار، أو أعالي الجبال بين الصخور.
وللصقور حاسة بصر قوية. وعندما تشاهد فرائسها تنقض عليها من علٍ بسرعة فائقة، وتلتقطها بمخالبها القوية، ثم تقتلها وتمزقها. وتأكلها كاملة بما فيها من لحم وعظم وريش أو فراء.
ولان الصقور لا تستطيع هضم كل ما تآكله، فهي تُخرج كتلاً من الغذاء غير المهضوم تسمى "كريات النفايات". والإناث في كل أنواع الصقور أكبر حجماً من الذكور. وتراوح أوزان الصقور ما بين 90 جراماً وكيلوجرامين.
وتختلف الصقور في أوزانها وأوزان الفرائس التي تصطادها. والفروق في طريقة الافتراس بسيطة، وتعتمد في مجملها على خنق الفريسة من رقبتها.
التكاثر
لكل صقر منطقة خاصة به تسمى إقليماً، يدافع عنه إذا دعا الأمر مهاجماً المتطفلين أو مهدداً لهم وقد يكون ذلك بالصياح أو بانتصاب ريش قمة الرأس، أو تكرار الطيران جيئة وذهاباً.
وقبل التزاوج تؤدى الذكور رقصة الغزل، حتى تجذب الإناث. وقد يطير الصقر مرتفعاً بزاوية حادة، وفجأة يغير اتجاهه هابطاً ما بين 30 و300 متر. وقد يطير الرفيقان معاً، وقد يتشابكان في الهواء وأقدامهما مرتبطة معاً. وتكتفي معظم الصقور برفيق واحد مدى الحياة.
تعشش الصقور على الجروف الصخرية، أو فوق الأشجار، أو على الأرض. فبعض الصقور تبني أعشاشها على نحو بسيط بإحداث حفرة على جرف صخري، بينما تبني صقور أخرى أعشاشها بإتقان، من الأغصان والحشائش والنباتات. وتستخدم صقور كثيرة الأعشاش المهجورة الخاصة بطيور أخرى. وقد تستعمل الصقور الأعشاش نفسها لعدة أعوام. وفى موسم التزاوج تضع الأنثى من 1 ـ 3 بيضات. وتحضن معظم الصقور بيضها لمدة تراوح من 30 إلى 35 يوماً حتى يفقس. وتتوزع المسؤولية بين الإناث والذكور، فالأنثى تحضن البيض معظم الوقت بينما يمدها الذكر بالطعام. ويمكن أن يحل الذكر محل الأنثى في الحضانة فقط أثناء تناولها الغذاء. وهذا الاختلاف في دور الذكور والإناث في حضانة البيض قد يُفسر الكبر النسبي لحجم الإناث. تفقس الصغار وهى مكسوة بزغب خفيف أبيض أو رمادي اللون، وسرعان ما تستبدله بزغب أكثف. ويتعهد الأبوان بتغذيتهم حتى يغادرا العش بعد 30 ـ 60 يوماً.
يتزامن فصل بناء الأعشاش عند بعض الصقور، كصقر الملكة وصقر الغروب، مع موعد هجرة العصافير (التي تتغذى عليها) إلى منطقة التكاثر. ولهذا السبب قد يتأخر موعد تكاثر هذه الطيور، عن غيرها من الأنواع الأخرى.
وتهاجر الصقور التي تعيش في المناطق الباردة مع مقدم فصل الشتاء إلى مناطق دافئة. وقد تهاجر الصقور الصغيرة وتبقى الصقور الكبيرة. وتسلك صقور سوانسون سنوياً طريقاً من أطول طرق الهجرة، التي تسلكها الصقور من كندا وشمالي الولايات المتحدة جنوباً إلى الأرجنتين.
هجرة الجوارح
تعتبر هجرة الصقور، مثل هجرة باقي الجوارح ـ من الظواهر الكونية الدالة على عظمة الخالق سبحانه ـ ففي كل عام تهاجر ملايين الصقور آلاف الأميال من مناطق تكاثرها، لقضاء فصل الشتاء في مناطق أخرى أكثر اعتدالاً في المناخ، وأوفر حظاً في الغذاء، لتعود مرة أخرى في الربيع إلى أعشاشها.
وكما هو معروف لدارسي الطيور، فإن هناك طيوراً جارحة كبيرة عريضة الأجنحة، مثل النسور والعقبان والعقيب والحدايات. كما أن هناك طيوراً جارحة أصغر حجماً وأضيق جناحاً، مثل الصقور وبعض البواشق.
ولكل طريقته في التحليق، حسب حجمه وعرض جناحه فالجوارح عريضة الجناح تستفيد من التيارات الهوائية الساخنة الصاعدة من الأرض في الارتفاع، للحد من استهلاكها للطاقة. فعندما تسخن الأرض بفعل حرارة الشمس، يتصاعد الهواء الساخن على هيئة تيارات تساعد الطائر على الارتفاع في حركة حلزونية دون حركة الأجنحة. وعند وصولها إلى ارتفاع معين تنزلق في خط مستقيم نحو الهدف، وتكرر هذه العملية مرات عديدة.
أما الطيور ضيقة الأجنحة فقلما تستعمل هذه الطريقة، بل تطير طيراناً مباشراً إلى مقصدها، مستعينة بقوة أجنحتها وسرعتها. ولذلك فهي قادرة على قطع مسافات كبيرة فوق المياه بشكل آمن، دون الحاجة للتيارات الهوائية الناتجة عن حرارة الأرض، الأمر الذي تعجز عنه الجوارح كبيرة الأجنحة.
ولكل من مناطق العالم منطقة التقاء وانطلاق للجوارح. ويشكل الشرق الأوسط جسراً بين قارتي أوروبا وآسيا ( أوراسيا) من ناحية، وقارة أفريقيا من ناحية أخرى. وعلى الرغم من أن كثيراً من الطيور الجارحة، التي تتكاثر في غرب أوروبا تعبر جبل طارق (حوام النحل، عقاب مسيرة صغرى، عقاب صرارة، حدأة سوداء، رخمة مصرية)، أو مضيق صقلية (حوام النحل، باز) الواقع غرب الشرق الأوسط، أو تعبر المحيط الهندي من الهند إلى رأس الرجاء الصالح إلى الشرق (صقر اللزيق الشرقي)، إلاّ أن العدد الأكبر منها يعبر خلال الشرق الأوسط، خاصة الجوارح كبيرة الأجنحة التي تتفادى العبور فوق الماء.
أمّا الجوارح الأضيق جناحاً، مثل الصقور والعقاب النسارية، فتميل إلى الهجرة على جبهة أوسع. وبما أنها لا تتردد في العبور فوق الماء، فهي لا تهتم كثيراً بالجسور البرية.
وتطير الصقور أثناء هجرتها خلال النهار، وتستريح بالليل. ويمكن لهواة مراقبة هجرة الطيور رؤية أعداد ضخمة من مختلف أنواع الصقور المهاجرة، عندما يضيق مسار الهجرة على امتداد السلاسل الجبلية، وسواحل البحار والبحيرات التي تعصف بها الرياح.
وتقدر أعداد الصقور المهاجرة عبر الشرق الأوسط، بحوالي 10 مليون صقر (لزيق شرقي، وعوسق صغير، كونج، لزيق الغرب). ويميل معظم هذه الصقور (لزيق شرقي ) إلى الهجرة على جبهة واسعة قد تتجاوز الشرق الأوسط كله.
وهناك أنواع أخرى من الصقور تسلك في هجرتها مسارات أخرى، مثل صقر سوانسون الذي يسلك طريقاً من أطول طرق الهجرة التي تسلكها الصقور، من كندا وشمال الولايات المتحدة الأمريكية جنوبا إلى الأرجنتين.
طرق هجرة الجوارح
لمعرفة طرق الهجرة ينبغي تقسيم الطيور إلى أقسام، تبعاً لطريقة الطيران ومدى الاستفادة من التيارات الهوائية.
ولذلك تقسم الطيور إلى مجموعتين:
1. طيور مهاجرة إيجابية
وهي التي تستعمل أجنحتها في الطيران بضربات قوية متتالية، ونادراً ما تستخدم التيارات الهوائية. وهي تطير فوق المسطحات المائية بلا خوف.
2. طيور مهاجرة سلبية
وهي التي تعتمد أساساً في الطيران على التيارات الهوائية الصاعدة، وتتحاشى المسطحات المائية مهما صغُرت مساحتها.
ويُعد نفور الطيور من الهجرة فوق مساحات مائية أمرٌ شائع، مثال ذلك نجد أن البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الهندي، هما السبب الرئيسي وراء تركز الطيور الجارحة المهاجرة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يؤثر على الطرق التي تسلكها.
أماكن التجمع
في فصل الخريف تتجمع الجوارح في المناطق الآتية:
1. جوارح أوروبا الوسطى والشرقية، في منطقة البوسفور بين بحر إيجة والبحر الأسود.
2. جوارح شرق أوروبا وغرب آسيا، عند الشاطئ الشرقي للبحر الأسود مستعملة التيارات الهوائية الحرارية على طول حافة القوقاز.
3. جوارح آسيا الغربية، على الشاطئ الشرقي أو الغربي لبحر قزوين، ثم تتحرك المجموعات جنوباً في موجات لتتكون تجمعات على طول الجبال الموازية للشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند بلاد ومناطق حريصا، عالية، وكفر قاسم، وتجمعات أخرى قرب شط العرب على قمة الخليج العربي، وعند قاعدة الخليج عند مضيق هرمز. ثم تصل المجموعات المتجهة جنوباً إلى إيلات والسويس وأحياناً باب المندب.
طرق الهجرة
تتجه الطيور في هجرتهاً جنوباً، فالطيور عريضة الجناح تطير فوق اليابسة، بينما تطير ضيقة الجناح فوق اليابسة والماء. فالعوامل المؤثرة على سرعة واتجاه الطيور هي التيارات الهوائية، وطبيعة الطيور إن كانت إيجابية أو سلبية.
كما يُعد الغذاء كذلك عنصراً مهماً في تحديد طريق الهجرة، فطرائد أو فرائس أنواع معينة من الجوارح تكون حشرات أو برمائيات كالضفادع. وهذا يفرض على الطائر سرعة كبيرة للاستفادة من هذه الطرائد في فصل أو موسم تكاثرها حين أعدادها كبيرة. وبعض الأنواع من الجوارح تكون طرائدها غير موسمية، بل توجد على طول طريق الهجرة، مثل القوارض والطيور، وهنا تصبح السرعة في الهجرة غير مطلوبة. لذا نجد أن البيدق (آكل حشرات) يسافر بسرعة كبيرة وتتجمع الآلاف منه في إيلات، وعلى كل حال فالطيور متعددة الغذاء تسافر بسرعة أقل.
مواعيد الهجرة
تبدأ هجرة الجوارح عريضة الأجنحة (السلبية)، التي تعتمد على التيارات الهوائية لكسب الارتفاع، إلاّ بعد سطوع الشمس وسخونة الأرض، حتى تتكون تيارات حرارية. وهذا يحدث في الصباح الباكر في المناطق الجبلية، أو بعد سطوع الشمس بعدة ساعات في المناطق غير الجبلية. وتستمر الهجرة طوال اليوم حتى آخر فترة بعد الظهر، ثم تبحث الطيور عن أماكن للمبيت. وتؤثر درجة الحرارة على ارتفاع الطيور. ففي موسم الربيع في الأيام الدافئة، ترتفع الطيور حتى 1000م، أمّا في الأيام الباردة فيكون الارتفاع أقل كثيراً.
الظروف المؤثرة على هجرة الطيور
ـ درجة الحرارة
يتناسب ارتفاع الطائر مع ارتفاع درجة الحرارة، فكلما زادت الحرارة زاد ارتفاع الطائر، وفي الأيام الباردة لا يطير إطلاقاً. وارتفاع الحرارة مرتبط بسخونة الأرض، وتَكَوّن التيارات الحرارية.
ـ الغيوم
تمنع الأجواء الملبدة بالغيوم تكون التيارات الحرارية. أما الأجواء الصافية فتشجع على تكون هذه التيارات، ومن ثم على ارتفاع الطيور. كما تمنع الأمطار الغزيرة هجرة الطيور أمّا الرخات البسيطة فلا تؤثر على الطيور وهجرتها.
ـ سرعة الرياح
تطير الجوارح عادة في الأيام ذات الرياح الضعيفة، وتظل في أعشاشها في الأيام العاصفة إلاّ عند الضرورة. وفي الأيام العاصفة يكون طيرانها متعرجاً، وغالباً منخفضاً، كما تكون كثيرة الحط على الأرض.
ـ اتجاه الريح
ويعتمد مسار الهجرة إلى حد كبير على اتجاه الرياح، فالجوارح عندما تحلق إلى ارتفاعات عالية في دوائر واسعة، فإنها تطير في اتجاه الريح. وهذا قد لا يُعَوض تماماً أثناء الانزلاق في الاتجاه العام إلى هدفها، بل قد تنجرف عدة كيلو مترات بعيداً عنه.
الصقر في الأمثال العربية
يُضرب المثل بالصقر في الاصطياد فيقال: "أَصْيَد من الصقر"، والغدر فيقال: "أَغْدر من صقر"، وقوة البصر فيقال: "أبصر من صَقر". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:17 | |
| الخنزيـر The Pig
تعريف
الخنازير حيوانات متوسطة الحجم (انظر صورة الخنزير)، تربيها الدول غير الإسلامية بغرض الحصول على لحومها وشحومها. ويمثل لحم الخنزير غذاءً مهماً للدول الأوروبية والآسيوية وأمريكا الشمالية والجنوبية. ويوجد في العالم نحو 850 مليون رأس من الخنازير، يمتلك الصينيون ما يعادل 40% منها، ويلي ذلك روسيا ودول الكومنولث الحليفة معها، ثم الولايات المتحدة. وتعد البرازيل أكبر منتج للحوم الخنازير في أمريكا الجنوبية.
ومن العجيب أن علماء الحيوان صنفوا الخنازير مع فرس النهر، ذلك العملاق الذي يعتبر بحق ثاني أكبر المخلوقات على سطح الكرة الأرضية، في مجموعة حيوانية واحدة.
أسماؤه: القبّاع، الخَنْزُوان، الناخِر.
الجمع: خنازير.
اسمه بالفرنسية: Cochon , Porc
اسمه بالإنجليزية: Hog , Swine, Pig
أنثاه: الخنزيرة.
ولده: الخِنَّوس، الخِنَّوص، الدَّوبَل، العِفْر.
صوته: الصَّئيّ.
التصنيف البيولوجي
ينتمي الخنزير إلى شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة ذوات الحوافر ـ رتيبة مزدوجة الأظلاف ـ فصيلة الخنازير ـ جنس ونوع الخنزير.
نبذة تاريخية
منذ نحو ستة ملايين سنة، كانت الخنازير البرية تعيش على ظهر الأرض في أوروبا وغيرها من الأماكن. ويعتقد بعض العلماء أن الإنسان بدأ في استئناس هذه الحيوانات قبل حوالي 8000 سنة.
أنواع الخنازير
عَرِف الناس قسمين للخنازير: أهلي أي مستأنس يُربى، ووحشي أي بري غير أليف، يقسمهما علماء الحيوان إلى نوعين، هما: خنازير العالم القديم، وخنازير العالم الجديد وتسمى المجموعة الأخيرة Peccaries. تتبع هذه الخنازير عائلة تاياسويدى Tayassuidae، وهي تشبه الخنازير المعروفة إلاّ أنها أصغر منها حجماً و تفتقر إلى الذيل، وتنتهي قوائمها الخلفية بثلاثة أصابع بدلا عن أربعة.
والخنازير البرية لها عدة أنواع، منها: خنزير النهر الأحمر، وخنزير الثؤلول، وخنزير البابيروزا، والخنزير البري.
1. خنزير الشجرات أو خنزير النهر الأحمر Potamochaerus porcus) Bush, or Red River, Pig)
يعيش هذا النوع من الخنازير في أفريقيا، في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، ويقطن الغابات الكثيفة. ويتميز هذا الخنزير بعرف أبيض طويل من الشعر على ظهره، وينتصب عند الشعور بالخطر. والجلد لامع أسود في خنازير المناطق الشرقية والجنوبية، وأحمر في خنازير المناطق الغربية. وأنياب هذا النوع قصيرة، ولكنها حادة جداً. وتتميز الذكور المتقدمة في العمر بوجود ثؤلولين على الخطم. ويبلغ طول الذيل 30 سم، وطول الجسم حوالي 5 , 1 متر، وارتفاعه عند الكتفين 65ـ75 سم، والوزن 55 ـ 82 كيلوجراماً.
ويعيش هذا الحيوان في مجموعات من 20 فرداً في المتوسط، وقد تصل إلى 40 فرداً. وفي بحثها عن مصادر الغذاء تنتقل هذه المجموعات من مكان لآخر في مساحات كبيرة. وهذا النوع من الخنازير يتغذى على كل شئ تقريباً، بما في ذلك الأعشاب، والخضراوات، والحشرات وبيض الطيور، والجيف. وهو بطبعه مُدمر، إذ يؤدى بحثه عن الغذاء إلى دمار كبير للمحاصيل الزراعية. ينشط هذا الحيوان ليلاً، ويقضي معظم النهار في الغابات الكثيفة. وتلد الأنثى 3 ـ 6 صغار. ويلاحظ أن أعداد هذه الخنازير ـ التي لا تتوانى عن التكاثر في فترة قصيرة ـ تزيد بسرعة كبيرة، بسبب انحسار أعدائهم الطبيعيين، كالفهود مثلاً.
2. خنزير الثؤلول Phacochoeurus aethiopicus) Wart Hog)
يعيش هذا النوع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خارج نطاق الغابات، ويقطن الأراضي العشبية والسافانا ويتميز الأفراد البالغون باللون الأسود أو الرمادي أو البني، بينما لون الصغار مائل إلى الحمرة، والجلد خال من الشعر تقريباً، مع وجود بعض الشعيرات القليلة على جانبي الوجه والظهر مكونة، ما يشبه المعرفة. وينتهي الذيل الطويل لهذا الخنزير بخصلة من الشعر. وعندما يتحرك هذا الخنزير يتخذ ذيله وضعاً عمودياً مميزاً. وأما رأسه فكبير على نحوٍ، غير مألوف ولا يتناسب مع حجم جسمه، وعليه زوجان من الثآليل. وتكوّن أنياب الفك العلوي فيما بينها شكلاً شبه دائري، وتتجه إلى الأمام والى أعلى. أمّا أنياب الفك السفلي فحادة جداً. وطول الجسم والرأس معاً حوالي 100 سم، والارتفاع عند الكتفين حوالي 65 ـ 75 سم، والوزن 75 ـ 100 كجم، والإناث أقل وزناً من الذكور.
ويعيش هذا النوع من الخنازير في جماعات صغيرة، وقد تجتمع بعض العائلات معا لتكوّن جماعات أكبر. وينشط خنزير الثؤلول بالليل والنهار، ولكنه قد يختبئ في الحشائش إذا ارتفعت الحرارة. وهو عشبي في المقام الأول، ويتغذى على الحشائش والأعشاب، ولا يدمِّر المحاصيل الزراعية، ويفضل البقاء بعيداً عن أعين البشر وأعين أعدائه الطبيعيين، الأسد والفهد.
وفترة الحمل في الأنثى 175 يوماً تلد الأنثى بعدها 2 ـ 4 صغار ترعاهم لبضع شهور حتى يعتمدوا على أنفسهم تماما خلال عام.
3. خنزير البابيروز Babyrousa babyrussa) Babirusa)
ينتشر هذا النوع في جنوب آسيا. ويختلف لون الجلد، العاري من الشعر، بين الرمادي والبني؛ ولون البطن أفتح نسبياً، وتوجد ثنيات جلدية على العنق والبطن، والقوائم طويلة نسبياً، وأنياب الفكين كبيرة ومقوسة للخلف، وهي في الذكور أكبر منها في الإناث. وطول الجسم والرأس معاً حوالي 100 سم، وارتفاع الكتفين 80 سم، والوزن حوالي 90 كيلوجراماً.
وهذا الخنزير ليلي النشاط، ويعيش في مجموعات صغيرة. تحفر الذكور الأرض وهي تزمجر بحثا عن الطعام، وتتتبعها الإناث والصغار لتلتقط ما يسفر عنه البحث.
ويتميز هذا النوع بسرعة العدو، ومعرفة السباحة. وفترة الحمل 140 يوماً تقريباً، وتضع الأنثى بعدها صغيرين. وهذا النوع مهدد بالانقراض، لأن السكان المحليين يصطادونه للحصول على كميات وفيرة من اللحم.
4. الخنزير البري Sus scrofa) Wild Boar)
يعيش الخنزير البري في جنوب أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا والسودان ويقطن الأدغال الكثيفة والغابات والمناطق الجافة. ولونه بني أو أسود، يتغير إلى اللون الرمادي كلما تقدم به العمر. والشعر قصير وخشن، وتتميز الصغار بلونها البني، الذي تزينه خطوط صفراء طولية، والأنياب العليا مقوسة للخارج والى أعلى، والأنياب السفلي حادة جداً من كثرة احتكاكها بالأنياب العليا. والرأس طويل ومدبب نسبياً ويخلو من الثآليل. طول الجسم والرأس معاً متر ونصف، الارتفاع 80 سم، والوزن 90 كجم.
يعيش هذا النوع من الخنازير في مجموعات من 20 ـ 30 فرد، وتفضل الذكور المتقدمة في العمر العزلة. وهذا الحيوان شديد الحذر ويتغذى أثناء الليل على الجذور والحبوب، ولكن في بعض الأحيان يقتات على الحيوانات الصغيرة وبيض الطيور. وتلد الأنثى عدداً قد يصل إلى 10 صغار.
وكان صيد هذا الخنزير البري رياضة محببة للملوك والنبلاء في العصور السابقة، وعندما حكم الملوك النورمنديون إنجلترا كان كل من يقتل خنزيراً برياً دون تصريح ملكي، معرضاً لفقأ عينيه. وما زالت بعض المقاطعات الكبيرة في أوروبا تحافظ على الخنزير البري في غاباتها، من أجل الصيد. ويعتبر صيده على الأقدام وبواسطة كلاب الصيد والرماح رياضة مثيرة وخطرة للغاية.
يعتبر الخنزير البري أصل الخنازير المستأنسة، التي يوجد منها سلالات كثيرة في العالم، من أشهرها اللاندراس، واللاكومب، واليوركشاير، وشستر الأبيض، والأبيض الكبير، والصيني البولندي. وقد ساعد قصر فترة توالدها على استنباط أنواع جديدة. ويوجد في العالم نحو 40 مليون رأس من الخنازير يمتلك الصينيون ما يعادل 40% منها. ويلي ذلك الولايات المتحدة والبرازيل.
وأشهر أنواع لحوم الخنازير هي البورك، والباكون، والهام، والسجق. وتستخدم شحومها في صناعات الصابون والجلود، وبعض الأدوية والمستحضرات الطبية.
5. الخنزير البقري ذو الطوق: Tayassu tajacu) Collare Peccary)
ويتميز الخنزير البقري بلونه الأسود، مع دائرة أو طوق أبيض مصفر حول الكتفين. كما يوجد على الظهر غدة تفرز مادة زيتية، لها رائحة المسك القوية. وهو خنزير صغير الحجم نوعاً، ويبلغ طول الرأس والذيل 75 ـ 100 سم، ولا يزيد ارتفاعه عند الكتفين عن 55 سم، ويراوح الوزن بين 20 ـ30 كيلوجراماً. ينتشر هذا الخنزير في السهول الواقعة ما بين جنوب الولايات المتحدة وجنوب البرازيل ويتغذى أساساً على جذور ودرنات النباتات والفواكه. ويعيش في مجموعات من الذكور والإناث ما بين 10 و 20 فرداً. ويتناسل طوال العام، وتلد الأنثى عادة مولودين بعد فترة حمل 150 يوماً.
6. الخنزير ذو الشفة البيضاء (Tyassu albinostris)
يعيش في أمريكا الوسطى حتى الأرجنتين.
هناك بعض الحيوانات التي يطلق عليها مسمى "خنزير" وهي في الحقيقة لا تنتمي للخنازير. والسبب في هذه التسمية تعزى إلى الشبه بينها وبين الخنازير في بعض الصفات أو الخصال. ومن هذه الحيوانات خنزير الأرض، وخنزير غينيا، وخنزير الماء، والخنزير الهندي.
7. خنزير الأرض (Orycteropus afer)
ينتمي خنزير الأرض إلى رتبة توبيليدنتاتا Tubilidentata، عائلة أوريكتيروبيدى Orycteropidae، ويمثل خنزير الأرض الكائن الوحيد المتبقي على قيد الحياة من هذه الرتبة. ويتسم هذا الحيوان بشكل مميز، فله ظهر مقوس وخطم طويل أسطواني يشبه خطم الخنزير. ويبدو أن هذا هو السبب في التسمية التي أطلقت عليه. ولخنزير الأرض أذنان طويلتان ينتصبان على الرأس، كما أن له قوائم قوية مزودة بأربعة أصابع على الأطراف الأمامية وخمسة على الخلفية. وكل الأصابع لها مخالب قوية. والجسم مغطى بجلد رمادي سميك، وخال إلاّ من بعض الشعيرات المتناثرة. ويبلغ طول الرأس والجسم معاً 100 ـ 150 سم، والذيل 45 ـ 61 سم، والوزن 80 ـ 100 كجم.
وينتشر خنزير الأرض في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعيش في السافانا والسهول العشبية والغابات المكشوفة ذات الأرض الرطبة. وهذا الحيوان من الصعب إدراكه أو مشاهدته، فهو ليلي المعيشة ومحبٌ للعزلة، ويقضى النهار في جحره. وله مقدرة عظيمة على حفر جحور ذات أنفاق طويلة ومعقدة لها مداخل عديدة ولكنها تقود جميعها إلى غرفة واحدة كبيرة. ويتغذى خنزير الأرض على النمل الأبيض الذي يرتشفه في فمه مستعيناً بلسانه اللزج. تستمر فترة الحمل لديه 7 أشهر تضع الأنثى بعدها مولوداً واحداً ترعاه لبضعة شهور، ويظل تحت رعايتها بضعة شهور أخرى قبل أن ينطلق بمفرده.
8. خنزير غينيا الأليف Cavia porcellus) Domestic Guinea pig)
هذا الحيوان ليس خنزيراً حقيقياً، بل هو حيوان ثديي مستأنس نشأت أسلافه البرية في البرازيل وباراجواي في أمريكا الجنوبية. ويتردد القول إن هنود قبائل الإنكا في بيرو، هم الذين استأنسوا هذا الحيوان في القرن السادس عشر الميلادي، قبل أن ينقله التجار الهولنديون إلى أوروبا. وهو ينتمي إلى رتبة القوارض Order Rodentia، عائلة كافيدى Family Caviidae. وقد استخدم العلماء هذا الحيوان في تجارب علمية غاية في الأهمية، أدت إلى تطوير العديد من العقاقير. كما استخدم خنزير غينيا أيضاً في الأبحاث في مجالات السلوك والوراثة والتغذية. يختلف لون فراء الخنازير الغينية كثيراً، فقد يكون أسود أو رمادياً، وقد تكسوه بقع بيضاء أو صفراء أو سوداء. ولخنزير غينيا الأليف رأس كبير، وعينان واسعتان، وأذنان مستديرتان. وكباقي أفراد عائلة كافيدي فان ضروس هذا الحيوان ليس لها جذور وهي دائمة النمو. والأطراف الأمامية مزودة بأربعة أصابع والخلفية لها خمسة أصابع. والأنثى لها حلمتان فقط. أمّا طول الجسم والرأس معا فيبلغ 22 ـ 34 سم، والذيل قصير جداً، ويراوح الوزن بين 450 و 700 جم.
والنظير الوحشي (Cavia aperezk)، لهذا الحيوان يعيش في مجموعات يراوح عددها بين 5 و 10، ويبني مسكنه في الوديان المعشبة، وفي أطراف الغابات والمستنقعات، والمناطق الصخرية.
وهو يحفر في التربة أو بين الصخور حيث يبقى خلال اليوم. وقد يتخذ الجحور التي هجرتها الحيوانات الأخرى مأوى له في بعض الأحيان. وهو ينشط غالباً بالليل، حيث يتغذى على النباتات. وهو حيوان شديد الخوف، يصدر صرخات عالية شبيهة بالصفير عند الخوف.
ومدة الحمل لدى أنثى الخنازير الغينية لمدة 68 يوماً، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 4 من الصغار، اللذين يتمون نضجهم الجنسي خلال 55 ـ 70 يوماً. وتعيش خنازير غينيا ما يقرب من ثماني سنوات.
9. خنزير الماء
ينتمي خنزير الماء إلى رتبة القوارض Order Rodentia، عائلة هيدروكيريدى Hydrochaeridae Family، ويعتبر هذا الحيوان أكبر الحيوانات القارضة حجماً، إذ يبلغ طوله 100 ـ 130 سم، وقد يصل ارتفاعه إلى 50 سم، ووزنه إلى 50 كجم. وينتشر في أمريكا الجنوبية، في بنما وأوروجواي.
وخنزير الماء ذو جسم مكتنز، يغطيه شعر بنى مائل للحمرة أو رمادي في الجزء الأعلى، ولون بني مائل إلى الصفرة على البطن. ويبدو الأس كبيراً وذو خطم مستدير. والعينان كبيرتان، والأذنان صغيرتان مستديرتان. وهو بلا ذنب تقريباً. وضروسه شديدة التعقيد، وليس لها جذور ودائمة النمو. والأطراف الأمامية لها أربعة أصابع، بينما الخلفية لها ثلاثة أصابع يضمها معا غشاء رقيق، يساعده في السباحة بسهولة ويسر. ويتجمع خنزير الماء في مجموعات صغيرة للبحث عن الغذاء، الذي يتكون أساساً من النباتات المائية. وعند السباحة، التي يجيدها، فإنه يغطس في الماء عند الشعور بالخطر، أو يعوم محتفظاً بأنفه وعينيه وأذنيه فوق سطح الماء.
مدة الحمل في خنزير الماء 4 ـ 5 أشهر، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 8 من الصغار، التي يمكنها الاعتماد على نفسها بعد بضعة أسابيع. ولكنها لا تصل إلى البلوغ إلاّ بعد نحو عام أو أكثر من ولادتها.
ويشكل خنزير الماء الغذاء المفضل للفهود والتماسيح، كما يصطاده الإنسان للحصول على لحمه وجلده.
10. الخنزير الهندي
خنزير وحشي يعيش في إندونيسيا، يتميز بجلد خشن مجعّد ذي لون رمادي غامق. وعار إلاً من شعر قليل جداً على الظهر؛ وله أذنان صغيرتان، وذيل قصير خال من الشعر. ويمتاز ذكر الخنزير الهندي بأنياب طويلة، وقد يبلغ طول بعض هذه الخنازير 70 سم، ويصل وزنها إلى 58 كيلوجراماً. وهي تقتات الخضراوات والفاكهة.
الصفات العامة والطباع
بشكل عام يراوح طول جسم الخنزير من 50 إلى 100 سم، وارتفاعه عند الكتفين من 25 إلى 100 سم، وقد يصل وزن جسمه إلى ما يربو على 300 كيلوجرامٍ. فأجسام الخنازير ثقيلة نوعاً، ولها رؤوس طويلة، أكثر منها مدببة. وتتميز معظم الأنواع بخطم مرن، على شكل مربع، وطرفه قوى يساعده في البحث عن الطعام.
وتعتبر الخنازير ضمن الحيوانات ذات الغذاء المتنوع Omnivorous، أي تقتات على المواد النباتية والحـيوانية معا. ومن الناحية السلوكية، فالخنازير بطبعها حيوانات اجتماعية، وتفضل العيش في مجموعات صغيرة.
التناسل
يختلف سن البلوغ لدى الخنازير الأليفة باختلاف السلالة. ويبلغ الذكر إسمياً في عمر 4 ـ 5 أشهر، ولكنه لا يصل إلى سن النضوج فعلياً إلاّ في نحو 7 ـ 8 أشهر. بينما تبلغ الأنثى عندما يكون عمرها حوالي 7 أشهر، ووزن الجسم 80 كيلوجراماً. وبخلاف السلالة فإن سن البلوغ قد يتأثر أيضاً بعوامل أخرى، مثل مستوى التغذية والموسم والحالة الصحية ونظم الرعاية المعمول بها. وتستمر مقدرة الأنثى على التناسل حتى 10 سنوات. وتأتي الأنثى دورة الشبق مرة كل 21 يوماً على مدار السنة، إذا لم تكن حاملاً. وتبلغ فترة الحمل 114 يوماً في المتوسط. وبعد الولادة تدخل الإناث في مرحلة من الخمول الجنسي، حتى تتفرغ لإرضاع الصغار. وتستمر هذه الفترة حوالي 40 ـ 56 يوماً.
وفي البرية تلد الأنثى مرة واحدة كل عام بعد فترة حمل 4 أشهر، وتعطي في المرة الواحدة 2 ـ 14 مولوداً. وتعيش الخنازير لمدد تصل إلى 25 عاماً.
الخنزير في القرآن والسنة
يُحرم الدين الإسلامي الحنيف أكل لحم الخنزير وقد نهى الله تعال في كتابه العزيز عن ذلك حيث قال تعالى: ]إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ (النحل: 115) ـ وقال سبحانه وتعالى: ]قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيم[ (الأنعام: 145).
وقد جاء حكم التحريم صريحاً أيضاً في قوله تعالى: ]حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُب[ (المائدة: 3). وقال تعالى: ]إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ (النحل: 115).
ويقول علماء الدين الإسلامي الحنيف "إن تحريم لحم الخنزير قد ورد مطلقاً غير مقيد، محدداً بالذات نفسها غير معلل بعلة من العلل. فكان التحريم ـ بهذا ـ أوجب للأخذ به دون البحث عن العلل والأسباب. كما أن ظهور أسباب التحريم مما يكشفه العلم تباعاً من الأضرار الكامنة في الشيء المحرم يكون ضئيلاً ـ مهما كان ـ بالنسبة لقوة حكم التحريم القاطع غير المعلل نفسه، إذ إن العلم يأتي فيكشف عن بعض حقائق، لكن تبقى حقائق أخرى كثيرة لا يحيط بها علم الإنسان، والله تعالى يقول: ]وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[ (الإسراء: 85). كما أن عدم بلوغ العلم نهاية الكشف والبحث ـ إلى يوم القيامة ـ لا يعطيه الصلاحية للحكم على النص الديني (القاطع) بالصحة أو حتى مجرد التثبيت ـ اللهم إلاّ بعض تأكيد لدى بعض العقول التي تألف ذلك.
فلا بأس إذن من سرد بعض ما يتعلل به الإنسان وما قد بلغه علمه ـ في هذا الصدد ـ حتى الآن.
ومن الطبائع الثابتة عن هذا الحيوان انه يأكل الخبيث المستقذر، الذي تعافه النفوس وتنفر منه الطبائع كالروث والعفونات والغائط (الخاص به وبغيره من الحيوانات) والبصاق والدم المتجلط والصديد والجثث المتعفنة، ولا يوجد حيوان آخر يفعل ذلك غيره.
وجسم الخنزير منبع لشتى الأمراض. ولعل السبب الحقيقي لذلك هو ما يتعرض له هذا الحيوان من تلوث كبير عن طريق الفضلات والافرازات البشرية التي يقبل عليها ويتناولها بنهمٍ من القمامة والمستقذرات، التي يتغذى عليها. وقد أصبحت بعض البلدان المعاصرة ـ من أجل ذلك ـ تقوم بتعقيم وغلى الأطعمة التي تقدم له نظراً لإدراكهم لطبيعة جسمه التي تساعد على النمو البكتيري، بصورة لا يوجد لها مثيل في الحيوانات الأخرى.
والخنزير معرض للإصابة بعدد كبير من الأمراض، التي تصيب الإنسان وتسببها الفيروسات والبكتريا والحيوانات الأولية (البروتوزوا) والديدان المختلفة. وأهم هذه المسببات المرضية ما يلي:
ـ الحيوان الأولى المسمى بالانتيديوم كولاى المسبب للزحار البلنتيدى الذي يماثل الزحار الأميبي شدة وضرراً ويصيب المشتغلين بتربية وذبح وتجهيز الخنازير.
ـ الوشائع الكبدية والمعوية في الشرق الأقصى، وخاصة وشيعة الأمعاء الكبيرة (فاسيلوبسس بوسكاى) الواسعة الانتشار في الصين ووشيعة الأمعاء الصغيرة (جاستروسكويديس هومينس) التي تصيب الإنسان في البنغال وبورما ووشيعة الكبد الصينية (كلونوركس سينتسز) المنتشرة في الصين واليابان وكوريا على الخصوص. ويعتبر الخنزير العائل الخازن الرئيسي لهذه الطفيليات.
ـ دودة لحم الخنزير الشريطية (تينيا سوليوم). وفي دورتها الطبيعية تنتقل بويضات هذه الديدان من الإنسان إلى الخنزير حيث تكون ديدانا مثانية في لحمه لتنتقل لآكل هذا اللحم، فتنمو إلى ديدان شريطية بالغة في أمعائه وهكذا. وهذه الإصابة تشبه الإصابة بدودة لحم البقر الشريطية (تينيا ساجيناتا) إلاّ أن دودة لحم الخنزير تنفرد بخصائص تؤهلها لانعكاس هذه الدورة انعكاسا جزئياً أمّا بابتلاع الإنسان للبويضات بيده الملوثة أو مع طعامه الملوث، أو بارتداد قطع الدودة (أي أسلاتها) المثقلة بالبيض أو البيض نفسه من الأمعاء إلى المعدة. ويفقس البيض وتنتشر اليرقات في عضلات المصاب، مسببة أعراضاً شديدة إذا ما أصابت المخ أو النخاع الشوكي أو القلب أو العين أو غيرها من الأعضاء الرئيسية. والإصابة بهذه الدودة ومضاعفاتها الخطيرة، لا تكاد تعرف في البلاد الإسلامية حيث يحرم أكل لحم الخنزير.
ـ الدودة الشعرية الحلزونية (تريكينيلا سبيرالس)، وأعراضها الخطيرة المترتبة على انتشار يرقاتها في عضلات الجسم. وأعراض الإصابة بها شديدة ومتنوعة، مثل الاضطرابات المعدية والمعوية، والحمى والآلام العضلية المبرحة، وصعوبة المضغ والتنفس وتحريك العينين، والتهاب المخ والنخاع الشوكي والسحايا المحيطة بهما، والأمراض العصبية والعقلية المترتبة على ذلك، والإجهاد العام ... إلخ. وفي الإصابات القاتلة تحدث الوفاة بين الأسبوعين الرابع والسادس في معظم الأحوال. والخنزير هو المصدر الوحيد لإصابة الإنسان بهذا المرض الوبيل. وينتشر هذا المرض في أوروبا وأمريكا، ولكنه غير معروف في بلاد المسلمين.
وتؤكد الإحصائيات أن شخصاً واحداً من بين كل ستة أشخاص في أمريكا وكندا مصاب بهذا المرض اللعين.
ويحتوى لحم الخنزير على كميات كبيرة من الهستامين ومركبات الاميدازول، التي قد تسبب الحكة والالتهاب، وهرمون النمو الذي تؤدى كثرته إلى نمو غير طبيعي، ومواد مخاطية غنية بعنصر الكبريت، يؤدي تناولها إلى التهابات المفاصل والروماتزم. كما قد يؤدى أكل لحم الخنزير إلى تكون الحصوات المرارية، والسمنة، وتصلب الشرايين، مما يقلل من كمية الاوكسيجين الواصلة للأنسجة، ويؤدى إلى أمراض القلب والذبحة الصدرية نتيجة لمحتواه العالي من الكوليسترول والدهون المشبّعة.
في الأمثال العربية
يُضرب المثل بالخنزير في الحرص فيقال: "أحْرَصُ من خِنْزير"، والقبح فيقال: "أقْبح من خنزير" ، والقذارة فيقال: "أقْذَرُ من خِنْزير"، والبكور فيقال: "أبكر من خنزير"، والحراسة فيقال: "أحرسُ من خنزير". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:20 | |
| القط The Cat
تعريف
القط المنزلي من الحيوانات صغيرة الحجم التي أستأنسها الإنسان وأحبها على مر العصور. وقد رفعها المصريون القدماء إلى مصاف الآلهة. ومع هذا لاقت كثيراً من القسوة في البلاد الأوروبية، قبل أن يألفها الناس ويسنوا القوانين لرعايتها. واستنبط المتخصصون في أوروبا وأمريكا سلالات عديدة، منها ما هو نقي أصيل، ومنها ما هو غير منسّــب، ومنها أنواع طويلة الشعر، وأخرى قصيرة الشعر، ومنها ذات شعر ناعم، وأخرى خشنة أو سـلكية الشــعر، كما أن منها العارية الشعر تماماً. وتكونت في أوروبا وأمريكا جمعيات عديدة للحفاظ على السلالات الجيدة والإكثار منها، وأقيمت المعارض من أجل انتخاب أجملها لوناً وصفاتٍ وخصالاً. ومع هذا وبـعد آلاف السنين تبقى عند القط المنزلي مسحة من أسلافه البريين وأقربائه الآخرين، كالأسد والنمر والفهد ذوى الطباع الوحشية والمزاج العصبي العنيف. ومع أن منها من يبدو لطيف العشرة محباً متفانياً في صحبة سيده، إلاّ أنه قد ينقلب في لحظات ليتذكر مرغماً بعضاً من تصرفات أجداده.
القطط في اللغة
أسماؤها: القِطّ ـ السِّنَّوْر ـ الضَّيْوَن ـ الغَيْطَل ـ الخَيْطَل ـ الأَزْرَم.
أنثاه: الهِرَّة ـ القِطَّة ـ السِّنَّوْرَة.
صغيره: الجَرْو والجِرْو والجُرْو ـ الدِّرْص والدَّرْص ـ الأنثى جِرْوَة.
صوته: المُوَاء ـ الصَّئِيّ ـ النُّعَاء.
الجمع: يجمع هِرّ على هِرَرَة وقِطّ على قِطَاط وقِطَطَة.
الاسم بالإنجليزية CAT
التصنيف البيولوجي
ينتمي القط إلى شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة آكلات اللحوم (على الرغم من كونه متنوع الغذاء) ـ العائلة القطية وجنس ونوع القط.
نبذة تاريخية
ينحدر القط المنزلي من القط البرى الأفريقي، أو ما يعرف بالقط الليبي، الذي عاش على حدود الصحراء المصرية في عصور ما قبل التاريخ، وكان يعرف باسم شوس. قد كان هذا القط شرساً، قصير الذيل ممتلئ الجسم، يميل إلى الاعتداء. ثم ظهر القط الأليف فيما بعد، في رسوم الحياة اليومية على الجدران ومصاطب الدولة القديمة.
إن تاريخ استئناس القط غير معروف على وجه التحديد، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن القط الأليف ظهر عام 3000 قبل الميلاد في بلاد النوبة، على حدود مصر وقد أطلق المصريون على القطة اسم ميو Myeo، أو ماو Mau .
وسرعان ما عُرفت القطط في البلاد المصرية ورفعها المصريون آخر الأمر إلى مرتبة الآلهة، واعتبرت "حُراساً للمعابد" وقد بَجّلَها المصريون القدماء وألهوها واعتقدوا أنها ابنة إيزيس الإلهة للشمس والقمر. كما أنهم اعتقدوا أيضاً أن الوهج المنبعث من عينها إنما هو لاحتفاظها بضوء الشمس. وكان للقط عمل آخر، إضافة إلى اعتباره الآلهة، هو القضاء على الجرذان وإبعادها عن مخازن الغلال. كما درب المصريون القدماء قططهم على صيد الطيور والأسماك.
وقد حفر المصريون تماثيل خشبية للقطط، وزينوا أثاثهم ومجوهراتهم برسومها. وتحوى معظم معارض الفنون الكبرى في العالم على تماثيل للقطط من مصر القديمة.
وكان قتل القطط عند قدماء المصريين يُعد جريمة عقابها الموت. وكانوا يحنطونها بعد موتها، ويضعون في مقابرها آنية مليئة بالحليب، وفئراناً وجرذاناً محنطة. وقد شيدت على ضفاف النيل جبانات خاصة للقطط. كما وجدت موميات لها في مقابر قدماء المصريين.
ومع أن تصدير القطط خارج مصر كان ممنوعاً بحكم القانون عند قدماء المصريين، إلاّ أن التجار الفينيقيين كانوا يسرقونها وينقلونها إلى البلاد المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط. وكانت الدولة المصرية تشجع جنودها خلال غزواتهم خارج مصر على إعادة أي قطط يرونها إلى مصر بلادها الأصلية.
وعندما هاجم الفرس المدينة المصرية القديمة بيلوزيوم Pelusium، كان الملك الفارسي على علمٍ بعشق المصريين القدماء وولائهم للقطط، وبنى خطته على ذلك. وفي محاولته لغزو المدينة أمر جنوده بالبحث عن القطط والاحتفاظ بها حية في أرجاء المدينة، حتى أن المصريين من فرط ولائهم لمعبودتهم فضلوا تسليم مدينتهم للأعداء، على أن يكونوا سبباً في ضرر هذه القطط أو موتها.
ويبدو أن القط البري الأوروبي قد استأنس في مرحلة لاحقة لاستئناس القط الأفريقي. وتوالى تهجين الأنواع واستنباط سلالات نقية، حتى نشأت عدة سلالات منها ما هو طويل الشعر ومنها ما هو قصير الشعر.
وكان اليونانيون من أوائل الأوروبيين، الذين اعترفوا بهذا الحيوان وَأَجَلَّوُه وعظموه لمقدرته الفائقة على صيد الفئران. وعندما رفض المصريون أن يبيعوا أياً من قططهم، أو يتاجروا فيها، هرَّب اليونانيون القطط المصرية وباعوا هريراتها إلى الرومان، الغاليين (الفرنسيين) والسلتيين (أفراد عرق هندي أوروبي كان يقطن فيما مضى أجزاء واسعة من أوروبا الغربية تشمل ايرلندا واسكتلندا وويلز). وقد أصبح القط رمزاً للحرية في روما القديمة، وكان الفنانون الرومان يشكلون ـ غالباً ـ تماثيل لإلهة الحرية ليبرتوس Libertus، ومعها قطة قابعة عند قدميها.
أمّا في الشرق الأقصى والهند فقد استؤنست القطط حوالي عام 2000 قبل الميلاد. وعبد الهنود والصينيون القطط لمقدرتها على صيد الفئران. وقد اعتقد الصينيون القدماء أن القطط تجلب الحظ، وأنّ الوهج المنبعث من عينيها يخيف الأرواح الشريرة.
أمّا في بورما ومملكة سيام (تايلاند حالياً)، اعتقد الناس أن أرواح الراحلين تعيش في أجساد القطط قبل انتقالها للعالم الآخر. وقد كانت القطط تعيش مرفهة في معابد وقصور مملكة سيام.
وكان اليابانيون يقيمون أحياناً طقوساً دينية لأرواح القطط الراحلة. وكان اليابانيون يحتفظون بقططهم موثقة حتى سنوا قانوناً في عام 1602م، لإطلاق سراح القطط لقتل الفئران التي كانت تلتهم دود الحرير (دود القز).
وبانتهاء القرن الحادي عشر كانت القطط شيئاً مهماً للبحارة. فقد كانت تقضي على فئران السفن التي تحمل الأمراض وتنشر الأوبئة. كما اعتقد البحارة أن لها قدرات خاصة تحميهم في سفرهم الطويل.
ومع كل هذا التقدير في العصور القديمة، فان القطط لم تلق الرعاية أو الاحترام الواجبين في أوروبا خلال العصور الوسطى. فقد جرد قادة الكنيسة المسيحية الحملات ضدها، وذبحوها ذبحاً جماعياً في كل أنحاء القارة الأوروبية تقريباً، حتى أوشكت على الانقراض بحلول عام 1400م. وكانت القطط ترتبط في أذهان الناس بالشيطان، والشعوذة، والودونية Voodoo، والسحر الأسود وقد اعتقد كثير من الناس أن السحرة دائماً يتقمصون أجساد القطط. وكم من أناس عذبوا أو قتلوا لمساعدتهم قطاً مريضاً أو جريحاً. وأثناء مطاردة السّحرة في أوروبا، اتُهم أناس أبرياء بممارسة السحر وعوقبوا لأنهم امتلكوا قطاً. وكان الناس يخشون القطط السوداء على وجه الخصوص.
ويبدو أن السبب الأساسي وراء اضطهاد القطط أنها تجوب الشارع ليلاً، ولأنها غالباً ترتبط بكبار السن من السيدات اللاّتي يعشن وحدهن، واللاّتي كن يتهمن كيداً من جاراتهن بممارسة السحر.
وقد تكون الطبيعة الانعزالية والمتحفظة والمستقلة للقطط، هي التي أكدت لدى العامة الاعتقاد بأنها حيوانات شـريرة مؤذية.
وقد استمرت فترة اضطهاد القطط في أوروبا حوالي أربعمائة عام، على أن القطط لم تضطهد أبداً في الهند أو الشرقين الأدنى والأوسط.
ومع حلول القرن الثامن عشر تغيرت نظرة أوروبا إلى القطط. ففي عام 1835م، صدر في بريطانيا قانون يمنع إساءة معاملة جميع الحيوانات، بما فيها القطط.
وقد بدأ وصول القطط إلى أمريكا الشمالية في أوائل عام 1700م مع المهاجرين الإنجليز، على متن السفينة ماي فلاور.
ومن الطريف أن كثيراً من الملوك والرؤساء اهتموا باقتناء القطط، خاصة البيضاء منها. ومن أشهر هؤلاء الملك الفرنسي لويس الخامس عشر، وإمبراطور اليابان والرؤساء الأمريكيون إبرا هام لينكولن، وتيودور روزفلت، وكالفين كوليدج، وهربرت هوفر، ورونالد ريجان وبيل كلينتون أمّا نابليون بونابرت فعرف عنه كرهه للقطط بينما كان دوق ولينجتون والملكة فكتوريا من أشد المعجبين بها. ومما يذكر أيضاً أن الكاردينال الفرنسي ريشيليو، ترك قبل وفاته وصية أوصى فيها برعاية قططه الأربعة عشر. وفي الهند تحتم الديانة الهندوسية على معتنقيها، أن يقدم كل منهم الطعام والمأوى لقط واحد على الأقل.
وعلى الرغم من أن القط قد استؤنس منذ ذلك العهد القديم، إلاّ أن بعض طباعه البرية لا تزال تكمن في داخله وتظهر في بعض تصرفاته. ومن هنا يدعي بعض العلماء أن القطط لم تستأنس تماماً، حتى أن ميشيل فوكس ـ أشهر أحد علماء نفس الحيوان ـ يقول إِن القطط هي التي استأنست الإنسان وطوعته لما تريد.
أولاً: القطط الأليفة
1. قط المانكس (المنك) Manx
يتميز قط المانكس بعدم وجود ذيل، وبسبب ذلك أحاطت به العديد من الخرافات منها أن هذا القط وصل متأخراً إلى سفينة نوح عليه السلام في اللحظة التي كان المدخل الرئيسي فيها يُغلق، وهكذا قُطع ذيله وحملته مياه الطوفان. ولكن الحقيقة أن قط المانكس نشأ منذ مئـات السنين، كطفرة وراثية على جزيرة مان (الإنسان) Islet of Man قريباً من سواحل بريطانيا منحدراً من مجموعة من القطط ترجع أصولها إلى جذور القط الإنجليزي قصير الشعر British Shorthair. وقد نتج عن هذه الطفرة نقص في عظام العمود الفقري المكونة لمنطقة الذيل. وبمرور القرون ونتيجة لعدم تكاثر هذه القطط مع أنواع أخرى، أصبح عدم وجود الذيل صفة ثابتة في هذا النوع. ذلك لأن العامل الوراثي (الجينة Gene ) المسبب لهذه الصفة يحمل صفة السيادة Dominance. ولما كانت هذه الصفة نشأت أول أمرها على جزيرة مان، أطلق اسم الجزيرة على هذا النوع من القطط. وقد تغيرت صفات هذا النوع من القطط كثيراً عما كانت عليه عند نشأتها، نتيجة لطرق التزاوج المدروسة.
وتَعْمُر كتب الأساطير بالكثير من القصص حول قط المانكس. وقد ورد في إحدى هذه القصص أن المانكس أنحدر من مجموعة من القطط كانت على سطح السفن الغارقة قرابة سواحل جزيرة مان. وكان ضمن هذه السفن سفينتين من أسطول الأرمادا الأسباني، غرقتا في أوائل القرن الخامس عشر. ووجدت القطط التي كانت على متنها ملجأً وملاذاً في جزيرة مان. كما يعتقد بعض الناس أن قط المانكس ينحدر من السلالات التي كانت موجودة في بورما، بينما يعتقد آخرون أنها انحدرت من سيام والملايو. وتجدر الإشارة إلى أن قط الارشيبيلاجو Archipilago Cat، الذي يقطن جزر الملايو، ذو ذيل قصير ملتو ملئ بالعقد.
ويعتقد سكان إقليم ويلز في إنجلترا أن قط المانكس كان حيواناً مقدساً في العصور الأولى. وورد في القصص الشعبي الإنجليزي أن أمهات القطط قضمت ذيول صغارها حتى تحميها من بنى الإنسان، الذين تعودوا أن يجذبوها من ذيولها.
وقط المانكس رقيق لطيف ذو مزاج معتدل، ويطلق عليه اسم القط الكلب Dog Cat، لحبه الجارف لمصاحبة الإنسان. ويحب الأماكن المرتفعة، حتى أن صاحبه إذا أراد البحث عنه ينظر في مستوى عينيه ليجد القط فوق منضدة أو كرسي أو مكتبة. ومع هذا فقط المانكس حارس يقظ يحمي منزله جيداً، وتثيره أي جلبة أو ضوضاء غير عادية؛ ويُناسب قط المانكس التربية في المنازل للعب مع الأطفال الصغار، خاصة إذا أُحضر صغيراً.
وقد يسبب عدم وجود الذيل مشاكل صحية لقط المانكس، تظهر غالباً في الأربعة أسابيع الأولى من حياة القط. وقد يتأخر ظهورها حتى أربعة أشهر. وتتمثل هذه المشاكل الصحية في اضطرابات حادة في الأمعاء، أو خلل وظيفي في المثانة البولية، وقد توجد صعوبة حقيقية في المشي. ويعرف هذا المرض باسم "مرض مانكس".
ونتيجة لمرض مانكس، ولقصر طول ظهر الأنثى، فإنها تلد عادة 3 أو 4 جراء.
وعلى كلٍ فإن معظم مربي هذا النوع من القطط، يميلون إلى قطع ذيول القطيطات بعد ولادتها بأربعة إلى ستة أيام. ولا يكون ذلك بغرض التجميل، ولكن للتخلص مما قد يسببه "مرض مانكس" من تكلس والتهاب في مفاصل فقرات الذيل عند عمر 5 سنوات، وما يصاحب ذلك من ألم قد لا يحتمله القط.
ويعّمر قط المانكس حتى عشرين عاماً أو يزيد، وتَصْدُر في الولايات المتحدة الأمريكية مجلة خاصة تهتم بكل شيء عن هذا القط.
2. القط المصري Egyptian Mau
يعتبر القط المصري فريداً في نوعه، ولا يرجع ذلك فقط إلى تاريخه الذي يعود إلى مصر القديمة ولكن لشخصيته المرحة ومظهره الأخاذ. وقد سمي الماو المصري لأن المصريين كانوا يطلقون كلمة "ماو" على القط وخلدوه في أعمالهم، التي حفظها التاريخ، مما يؤكد أن أصول القط المصري ترجع إلى القط الأفريقي البري.
وتعكس المكانة التي احتلها القط المصري في العقيدة القديمة، وفي الأساطير، والحياة اليومية للمصريين مدى الاحترام الذي كان المصريون يكنوه لهذا القط.
ويرجع دخول هذا القط أمريكا الشمالية إلى عام 1956، حيث جلبته معها الأميرة الروسية المنفية ناتاليا تروبيتوسكي. وفي عام 1977 تم الاعتراف به من قبل جمعية هواة القطط الأمريكية Cat Fanciers Association, CFA، كقط يصلح لأغراض المعارض.
ويتميز القط المصري بأنه القط الوحيد المستأنس، ذو الألوان المرقطة طبيعياً. وهو حيوان متوسط النشاط، يُعبر عن سعادته وبهجته بإصدار صوت شجي رخيم، وهزّ ذيله بسرعة عظيمة، والقفز ضارباً الأرض ببراثنه الأمامية.
ويجتذب القط المصري دائماً قدراً كبيراً من الاهتمام في المعارض، بسبب جسمه الأنيق المرقط بشكل عشوائي وأرجله وذيله المخطط وعيونه خضراء فاتحة في لون العنب ومشيته الرشيقة التي تشبه مشية الفهد. يجتذب دائماً قدراً كبيراً من الاهتمام في جميع المعارض المتخصصة.
وللقط المصري أربعة ألوان أساسية، هي: الفضي والبرونزي والأسود والرمادي الداكن. ولا يُسمح للقط ذي اللون الأسود بالمنافسة في المعارض، ولكنه يسجل فقط لأغراض التزاوج.
3. قط برمان Birman
يُعرف هذا القط أيضاً باسم قط بورما المقدس. وهو قط كبير طويل قوي ممتلئ الجسم، وشعره طويل حريري الملمس، ذهبي اللون؛ وتوجد أسطورة حول اكتساب هذا القط للونه تقول: كان في الزمن القديم لحراس معبد لاوتسون Lao Tsun قططٌ صفر العيون ذوات شعر طويل.
أمّا التاريخ الحديث لقط برمان، فيكسوه الغموض شأنه في ذلك شأن أصله. والثابت تاريخياً أنه هُرِّب من بورما في عام 1919 ذكر وأنثى من هذا النوع من القطط إلى فرنسا ولم يتحمل الذكر مشاق هذه الرحلة الطويلة، ولكن الأنثى (المسماة سيتا Sita ) عاشت، وكانت حبلى لحسن الحظ.
وقد اعترفت السجلات الفرنسية بقط برمان كسلالة خاصة في عام 1925. وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان يوجد قطان فقط من هذا النوع في كل أوروبا. وقد تطلب إعادة تنمية هذه السلالة برنامجاً علمياً خاصاً.
4. القط البورمي Burmese Cat (انظر صورة القط البورمي)
من الثابت علمياً أن القط البورمي قط أمريكي، تعود أصوله إلى ماليزيا وقد هجنه الدكتور جوزيف طومسون في الثلاثينات من قطة أنثى من نوع "وونج ماو" Wong Mau، استُجْلِبت إلى الساحل الأمريكي الغربي.
5. القط الياباني قصير الذيل Japanese Bobtail
ويوجد في الكتابات القديمة ما يدل على أن القط المستأنس، وصل إلى بلاد اليابان من الصين أو كوريا. وتدل الرسوم والصور القديمة أن القط الياباني قصير الذيل قد وجد في هذه البلاد منذ قرون عديدة.
يُعتبر القط الياباني قصير الذيل نادراً. ويحيط بهذا النوع من القطط العديد من الأساطير والخرافات والقصص التاريخية، من أشهرها "قط مانيكى نيكو" Maneki Neko، المصنوع من الخزف، والذي يُرى رافعاً إحدى كفيه، في مداخل معظم المحلات والمطاعم والبيوت اليابانية، كعلامة على الفأل الحسن.
وهو يتميز بذيله القصير الذي يشبه ذيل الأرنب. وأكثر أنواعه شيوعاً القط ذو اللون الثلاثي، المعروف في اللغة اليابانية باسم مي كي Mi Ki، وتنطق ماي كاي. وأشهر ألوانه الأبيض المطعّم بالأحمر والأسود.
وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استيراد هذا القط عام 1968، حيث وجد لنفسه مكاناً مرموقاً في جمعية هواة القطط في عام 1971، وتم الاعتراف به كقط معارض في عام 1976.
والقط الياباني قصير الذيل قط قوي، ويراوح وزنه بين 6 و9 أرطال. ورأسه على هيئة مثلث متساوي الأضلاع (ليس من ضمنها الأذنان)، والأذنان كبيرتان تتجهان قليلاً إلى الأمام. وهو عادة أزرق العينين أو ذو عين زرقاء وأخرى ذهبية اللون. والعينان واسعتان براقتان، بيضاويتا الشكل، تأخذان الوضع المائل المميز للأعين الشرقية.
ومن سمات هذه السلالة أن طول الذيل لا يزيد على ثلاث بوصات، ويتكون من ثنية أو عدة ثنيات في العظم المكون له. وهذه الثنيات غالباً تكون غير ظاهرة للعين، نتيجة التمويه الناشئ من طول الشعر المغطي الذيل. ويكون هذا أكثر وضوحاً في القطط ذات الشعر المتوسط الطول، والتي يشبه ذيلها نبات الأقحوان (الكريزانتيم) المثقل بالأزهار. وتكون عظام الذيل عادة ملتحمة، وإن كان للقط القدرة على هز ذيله من عند قاعدته.
تلد الأنثى ما بين 3 و4 جراء كبيرة الحجم نسبياً. وبالمقارنة مع الأنواع الأخرى، فان هذه القطط تنشط مبكراً في المشي واللعب. ونسبة الوفيات فيها قليلة، لآن هذا النوع من القطط له قدرة فائقة على مقاومة الأمراض.
وتولد الجراء بذيول غير كاملة الطول، وهى جراء نشطة شديدة الذكاء تميل إلى الثرثرة، وتصدر عنها أصوات ناعمة منغمة، حتى أن بعض الناس يظن أنها تغني. وهي تحب حَمْلَ الأشياء في أفواهها، وتستمتع باللعب والتفتيش عن الأشياء المخبأة. كما تحب أيضاً الجلوس على أكتاف أصحابها. وهذا القط بطبعه اجتماعي يحب الترحال، لا يخشى الوجود في أماكن غريبة، ويتعايش جيداً مع الكلاب والحيوانات الأخرى، وهو لطيف جداً مع الأطفال.
وذيل هذا النوع من القط فريد، إذ لا يتشابه ذيلان أبداً لقطين من هذه السلالة، مثلما لا تتشابه بصمات الأصابع عند الإنسان.
6. قط الهيملايا Himalayan
قط الهيملايا قط قصير، ممتلئ الجسم، طويل الشعر. مزاجه هادئ، وتعتبره بعض الجمعيات المتخصصة جزءاً من القط الفارسي. ويعرف قط الهيملايا في بريطانيا بالقط الملون طويل الشعر Colourpoint longhair.
7 . القط الفارسي Persian (انظر صورة القط الفارسي)
تعود تسمية هذا القط إلى بلد النشأة: فارس وإيران وإن كانت المراجع العلمية الهيروغليفية التي كتبت عام 1684 قبل الميلاد، لم توضح شيئاً عن البدايات الحقيقية لهذا القط.
ويعتبر القط الفارسي بشعره الطويل المتهدل، ووجهه الشبيه بزهرة الثالوث Pansy المتفتحة، أكثر أنواع القطط شيوعاً وشعبية.
يتميز القط الفارسي بأرجل قصيرة، سميكة وقوية، لتقوى على حمل جسده الممتلئ. وبسبب جسمه الثقيل لا تُحب هذا القط القفز أو التسلق وهو يهوى اللعب، ولكنه لا يلح عليه. ويميل إلى أخذ أوضاع جميلة على المقاعد أو النوافذ، ويبدو فيها كلوحة فنية. وألوان القط الفارسي كثيرة متعددة، أدراجها المتخصصون في سبعة أقسام هي:
ـ قسم اللون الواحد Solid Division: ومنه ستة ألوان (الأبيض والأزرق والأسود والأحمر والبني الداكن "لون الشيكولاتة" والأرجواني الفاتح). ولون الأعين نحاسي لامع. وفي القطط البيضاء اللون تكون إحدى العينين زرقاء، والأخرى نحاسية.
ـ قسم اللون الفضي والذهبي Silver and Golden: ومنه أربعة ألوان(الشنشيلا الفضي ـ الشنشيلا الذهبي ـ الفضي المتدرج ـ الذهبي المتدرج)، ولون الأعين أخضر، أو أخضر مائل للزرقة.
ـ قسم اللون المتدرج والدخاني Shaded and Smoky: ومنه أربعة عشر لوناً مختلفاً، ولون الأعين فيها نحاسي لامع.
ـ قسم اللون المخطط أو المنقط بالسواد Tabby Division: ويشمل خمسة عشر لوناً مختلفاً. ولون الأعين أخضر أو بندقي أو نحاسي لامع.
ـ قسم متعدد الألوان Parti ـColour Division : ومنه أربعة ألوان، ولون الأعين نحاسي لامع.
ـ قسم اللون الثنائي Bi ـ Colour: ومنه ثمانية عشر لوناً، ولون الأعين نحاسي لامع.
ـ قسم الهيملايا Himalayan: ومنه اثنان وعشرون لوناً، ولون الأعين أزرق داكن مفعم بالحيوية.
ويلاحظ أن لون العينين يختلف باختلاف لون الجسم، فنجد من ألوان الأعين الأسود والبني والأزرق والأخضر والنحاسي اللامع، وهو أكثر ألوان العين انتشاراً.
8. قط نيبيلونج Nebelung
تعني كلمة نيبيلونج بالألمانية "كائن الضباب" Creature of the Mist. وهو قط طويل ضئيل الجسم، ذو شعر أزرق اللون حريري الملمس متوسط الطول مع ذيل طويل. ويرجع ظهور هذا القط في المعارض البريطانية إلى ما يزيد على مائة عام. والمواصفات القياسية المعترف بها عالمياً لهذا القط، هي مواصفات القط الروسي الأزرق نفسها فيما عدا طول الشعر. فالجسم طويل نحيف، والأذنان طويلتان وكذلك الذيل، والكتفان عريضان والرأس مسطّح. والشعر أزرق اللون ذو أطراف فضية، مما يعطيه لمعاناً وبريقاً، وهو شعر متوسط الطول مع ذيل طويل. ولون العينين أخضر في القط البالغ، بينما يراوح اللون من الأصفر إلى الأخضر في القطط الصغيرة. وهو قط شديد الذكاء يحب أصحابه وأفراد الأسرة التي يقيم فيها، ولكنه ينفر من الأغراب خاصة الصغار. ويُمضي القط الصغير وقتاً حتى يتواءم مع مسكنه الجديد. وهو يحب الجلوس في حجر صاحبه، ويحب أن يدلل ويلاطف، ويتبع صاحبه من مكان إلى آخر. كما يستمتع بالنوم في فراش صاحبه، إذ سُمح له بذلك.
9. قط شارتروه ـ قط فرنسا الأزرق Chartreux
ترجع الروايات عن قط فرنسا الأزرق إلى القرن السادس عشر الميلادي. ويُعتقد أنه أنحدر من القط السوري، الذي كان قطاً كبيراً يغطيه صوف ذو لون رمادي، وله أعين نحاسية، وقد نُقل إلى أوروبا خلال الحرب الصليبية. وقد أطلق على هذا القط اسم "شارتروه" نسبة إلى منطقة شارتروه الفرنسية. وكان أول من أطلق عليه اسم "قط فرنسا" عالِمَا الحيوان: لينيوس Linnaeus، وبوفون Buffon، وأعطياه اسماً لاتينياً Felis Catus Coeruleus أي "القط الأزرق"، ليفرقوا بينه وبين القط المستأنس المعروف باسم Felis Catus Domesticus.
وحتى القرن العشرين ظل القط الفرنسي موجوداً في باريس على هيئة مستعمرات طبيعية، وأيضاً في مناطق أخرى من فرنسا ومع أنه عرف باسم "قط فرنسا"، إلاّ أنه كان قط العامة من الناس. ولم تكن حياته سهله، لأنه كان يربى أساساً للحصول على فرائه ولحمه، ولمقدرته على صيد الفئران.
وبعد الحرب العالمية الأولى، اهتم الفرنسيون بالحفاظ على هذه السلالة من القطط. وجلبوا الأزواج الأولى منها من أماكن متفرقة جغرافياً في منطقة شارتروه، وكانت أهم هذه المستعمرات جزيرة تعرف باسم بل إيل Belle Ile. ولهذا الغرض المهم وضع المربون الأوائل القواعد التي تم اختيار القطط على أساسها، واضعين نصب أعينهم الأوصاف التاريخية لهذا النوع حسبما وردت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي عام 1928 بدأت تظهر بشائر برامج التزاوج المدروسة في المعارض الأوروبية.
وبعد الحرب العالمية الثانية لم تكن هناك مستعمرات طبيعية لهذه القطط الزرقاء في فرنسا بل كانت موجودة فقط لدى بعض المربين. ومازالت هذه السلالة نادرة حتى في فرنسا وهى غير معروفة على الإطلاق في العديد من البلدان ومنها بريطانيا وفي عام 1970 بدأ تصديرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك أرقى أنواع هذه القطط.
ومما يذكر أنّ عدداً قليلاً من الشخصيات المهمة في فرنسا (ومنها الجنرال ديجول والكاتب الشهير كوليت) كانت تمتلك قططاً منسّبة من هذا النوع نادر الوجود.
ومن أهم مميزات قط الشارتروه، أنه أكثر صمتاً من العديد من الأنواع الأخرى؛ فهو لا يموء، هادئ رقيق العشرة، لطيف مع الأغراب والأطفال الصغار والحيوانات الأخرى. وينسحب بسرعة من مواطن الصراع، ويكيف نفسه لمعظم الظروف دون أن يشكو، ولا يتأثر إن تُرك وحيداً لفترات طويلة.
وهو بطبعه صياد ماهر، قد يقتل فريسته دون مداورتها أو اللعب معها.
وقط الشارتروه يُبْدي وفاءً ملحوظاً لصاحبه يتبعه أينما ذهب، ويظهر له المودة إذا ما رآه مهموماً أو مريضاً، ويفضل النوم بجواره أو فوقه.
ومع حبه وانتمائه الشديد لصاحبه، فانه لا يفرض نفسه عليه ولا يطلب منه اهتماماً خاصاً ويبدو مسروراً هادئاً إذا ما رأى صاحبه مشغولاً عنه.
ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض علماء الحيوان يعتبرون قط الشارتروه هو القط البريطاني الأزرق نفسه. وهذا في الواقع غير حقيقي لأن النوعين لا يختلفان فقط في صفاتهما الطبيعية والمزاجية، بل إن أبحاث الدم أكدت اختلاف جذورهما. ومن الغريب أنه في عام 1970 قرر الاتحاد الأوروبي لهواة القطط "F I F E " دمج النوعين، الشادتروه والبريطاني الأزرق، تحت اسم الشارتروه ولكن بمواصفات القط البريطاني الأزرق قصير الشعر. ويرجع هذا إلى أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد لم تكن تهتم بالقط الشارتروه كسلالة خاصة، وإِن كانوا يفضلون الاسم لما له من تاريخ. وقد احتج المهتمون بقط الشارتروه على ذلك، وتراجع الاتحاد عن قراره في عام 1977. ومن المهم أن يعرف من يريد أن يقتني قطاً من نوع الشارتروه ألاً يشتريه من أوروبا أو بريطانيا فالأنواع التي يُطلق عليها هذا الاسم في هذه البلاد هي غير النوع الحقيقي المعترف به في الاتحاد الأوروبي أو في أمريكا.
10. القط الغريب أو الدخيل Exotic
هو قط قصير الشعر، يُعتبر نسخة محورّة من القط الفارسي ويتميز بالوجه المسطح نفسه والصوت القصير الحاد، ولكن الجلد السميك، ذو الشعر الكثيف القصير، يعطيه مرأى دمية الدب الذي يلعب به الأطفال Teddy Bear Look.
وقد ورث هذا القط عن أجداده شخصية شديدة الهدوء، ولكن برامج التزاوج الحديثة، التي أجريت منذ نحو عشرين عاماً، أدت إلى ظهور سلالات جديدة أكثر نشاطاً وفضولاً.
وقد هُجنت بعض أنواع هذه السلالة من القطط، بتناسل القط البورمي أو القط البريطاني أو الأمريكي قصير الشعر. وحتى القط الروسي الأزرق استخدمه بعض المربين في التهجين بغرض تثبيت صفة الشعر القصير، ولكن الهجين الوحيد المعترف به هو الفارسي الأصل. وقد اعترف بهذه السلالة فعلياً في عام 1967.
ولا يكاد يُسمع لهذا القط صوت، وهو قط مثالي يمكن اعتباره رفيقاً هادئاً لطيفاً مسالماً، ووفياً مخلصاً. يحيا حياة سهلة، لا يجهد نفسه في شيء ولا يبدو أن شيئاً يزعجه. وهو في غاية الرقة، فإذا كان يرجو شيئاً من صاحبه فعل ذلك دون إلحاح، وجلس أمامه ناظراً إلى عينيه. وهو يتبع صاحبه من مكان إلى آخر ليكون بجانبه. ومن ناحية أخرى فهو قط مرح يحب اللعب، مثله في ذلك مثل باقي السلالات. والذكر بوجه عام أكثر رقة ولطفاً من الأنثى، التي قد تبدو متحفظة منعزلة بعض الشيء؛ وهي تبدو دائماً مشغولة بأشياء أكثر أهمية من معانقة أو ملاطفة صاحبها. وهذا النوع من القطط ينمو ببطء نسبى مقارنة بالسلالات الأخرى.
ومما يذكر أن هذا القط قد يتعرض للأمراض نفسها التي يتعرض لها القط الفارسي، وأهمها الفك غير المتماثل، والذي يؤثر على القط في الأكل والعض، وقد يؤدى أيضاً إلى مشاكل في صحة الأسنان. ومن الأمراض الأخرى مشاكل الجيوب الأنفية والقنوات الدمعية وأمراض العيون. وهذه الأمراض منتشرة بين القط الفارسي والسيامي، وليس لها سبب وراثي ولكنها نتيجة لكبر حجم العين وزيادة المساحة المعرّضة منها للجو الخارجي.
11. قط مين كون The Maine Coon
يعتبر قط "مين" واحداً من أقدم السلالات الطبيعية في أمريكا الشمالية. وهو القط الرسمي لولاية "مين"، ويعرف بمقدرته الفائقة على صيد الجرذان. ويحيط بهذا القط العديد من الأساطير الساحرة. فمن هذه الأساطير خرافة واسعة الانتشار مفادها أن هذا القط نشأ من التزاوج بين القط النصف وحشي والقط المستأنس وحيوان الراكون Raccoon، وهو حيوان يعيش في شمالي أمريكا. وقد دعم من هذا الاعتقاد (مع استحالة حدوث ذلك من الناحية البيولوجية) الذيل الكث واللون البني المخطط والمميز لحيوان الراكون، مما كان سبباً أساسياً لتسمية هذا القط باسم "مين كون" حيث يرمز المقطع الأول من الكلمة للولاية الأمريكية، والمقطع الثاني للجزء الأخير من حيوان الراكون.
وهناك نظرية أخرى أكثر شيوعاً، وهى أن قط مين نشأ من القطط الستة التي أرسلتها الملكة الفرنسية ماري انطوانيت إلى ويسكاسيت في ولاية مين، عندما كانت تخطط للهرب من فرنسا في أعقاب الثورة الفرنسية.
ولكن معظم المربين المعاصرين يعتقدون أن هذه السلالة نشأت من التزاوج بين القطط المحلية الأليفة قصيرة الشعر، والقطط طويلة الشعر التي جلبت عبر البحار، مثل قط الأنجوراه الذي جلبه بحارة نيوانجلند، أو القط طويل الشعر الذي ادخله الفايكنج إلى أمريكا.
وقد أتى ذكر قط مين لأول مرة في السجلات المتخصصة عام 1861، حيث أشير فيها إلى قط أبيض وأسود اللون يدعى الكابتن جينكز Captain Jenks of the Horse Marines. كما كانت القطة كوزيِ Cosie، هي أول قطة تفوز بلقب أجمل قطة من بين سلالات متعددة، وكان ذلك في عام 1895، في المعرض المقام في حدائق ماديسون سكوير.
وفيما بين الأعوام 1950 ـ 1955، فَقَد قط مين شعبيته كقط معارض، لدخول القط الفارسي المتوهج ميادين المعارض. ولكن لم يلبث أن استعاد أهميته.
وقط مين قوي يشبه كثيراً قط الغابة النرويجي، الذي نشأ في ظروف مناخية مشابهة لولاية مين، مما قد يدعم القول بأن القطط التي كان لها الفضل في نشأة قط مين، هي التي جلبها الفايكنج إلى أمريكا. وعلى العموم فإن كل شيء حول قط مين يؤكد تكيفه مع الظروف المناخية القاسية. فالشعر الذي يغطى الجسم لامع كثيف مقاوم للبلل، بشكل لا تجاريه فيه سلالة أخرى. فهو شعر طويل على البطن والكفل، قصير على الظهر والعنق. والذيل طويل كث الشعر، والأعين والآذان كبيرة. ويزن الذكر من 13 إلى 18 رطلاً، بينما تزن الأنثى من 9 أرطال إلى 12 رطلاً. ويصل القط إلى حجمه الكامل بين 3 و5 سنوات من العمر. وقط مين له صوت مميز يشبه السقسقة، يستخدمه في كل شيء؛ بدأ من المغازلة والتودد، إلى التملق والمداهنة. وهو قط يشبهونه بالمهرج، وخاصة الذكر الذي يحب اللعب، ونادراً ما يموء. وإذا مآء فإن الصوت الرقيق، الذي يصدر عنه، لا يتوافق بحال مع حجم جسمه. يتعايش قط مين بصورة جيدة مع الأطفال والكلاب، وكذلك مع القطط الأُخرى.
وقط مين ذو ألوان متعددة (فيما عدا لون القط السيامي)، ويختلف لون العينين بين الأخضر والذهبي، وقد يكون للقطط البيضاء عين ذهبية وأخرى زرقاء. وتنحصر المشاكل المرضية، ذات الأصل الوراثي، التي يعاني منها قط مين في مشكلتين رئيسيتين، هما: العرج الناشئ من ضمور عظام الحوض Hip Dysplasia، والضعف الوراثي في عضلة القلب Cardiomyopathy. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:24 | |
| الفأر The Rat , The Mouse and The Vole
تعريف
تُعتبر الفئران من أكثر القوارض انتشاراً في العالم، فهي لم تترك مكاناً على سطح الأرض لم تسكنه. وتجدها في المساكن والمخازن والمجاري، وعلى سطح الأرض وتحتها وفي الصحارى والحقول ومجاري الأنهار، وعند خط الاستواء وعند القطب. ولم يعرف للفئران فائدة في الطبيعة، سوى التدمير ومهاجمة المحاصيل، وإتلاف أسلاك التليفونات والكهرباء، ونقل الأمراض الفتّاكة 000 إلخ.
وتختلف الفئران في طرق معيشتها، ومكان انتشارها، ولونها، وحجمها، وسلوكها، مما دعا الباحثين إلى تأليف عشرات المجلدات عن هذا الكائن المدّمر، الذي يصعب التخلص منه ويتكاثر بسرعة رهيبة.
أسماؤه: الفِرْنِب، كنيته أبوالذباب أي أبو الطاعون، البِرّ.
الجمع: فِئران، وفِئَرَة.
اسمه بالفرنسية: Souris
اسمه بالإنجليزية: Mouse
أنثاه: الفأر، الفأرة، الفِرْنِب، القَرْنَب.
ولده: الدِّرص، الدَّرْص، الفِرْنِب (من اليربوع).
التصنيف البيولوجي
تتبع الفئران شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبه القوارض. وتضم رتبة القوارض ثـلاث رتيبات، هي: ميـومورفا Myomorpha، وسكيورومرفا Sciuromorpha، وهستريكومورفا Hystrichomorpha، حيث تقع الفئران بجميع أنواعها تحت رتيبة ميومورفا ـ فصيلة موريدى Muridae، التي تضم بدورها عدة أجناس، أهمها الفئـران Rats، والجرذان Mice، وفئـران الحقل Voles، ولكل منها أنواع كثيرة.
أنواع الفئران والجرذان وفئران الحقل
1. الفأر الأسود Ratus ratus) Black or Roof Rat)
يعيش هذا الفأر في كل مكان يعيش فيه الإنسان، وذيله طويل خال من الشعر ولكنه مكسو بالحراشيف، وأنفه مدبب، والعينان والأذنان كبيرتان. ولون الجسم أسود أو رمادي مائل للبني، وبكل طرف 5 أصابع، ولكن الإصبعين في كل من الطرفين الأماميين صغير. يراوح طول الجسم من 15 ـ 22 سم، والذيل من 17 ـ 25 سم، والوزن من 150 ـ 220 جم، والفأر الأسود ليلي النشاط يتغذى على الحبوب والفواكه، ويفضل الأماكن الدافئة ويعيش تحت الأسقف، وهو متسلق ماهر، ولكنه يكره السباحة. ويتناسل عدة مرات في العام الواحد، ويستمر الحمل 21 ـ 30 يوماً، وتلد الأنثى 5 ـ 8 من الصغار. ويعتبر هذا الفأر من الفئران الخطيرة، التي تنقل أمراضاً عديدة للإنسان مثل الطاعون والتيفوس.
2. الفأر النرويجي Rattus norvegicus) Brown Rat Norway Rat)
هذا الفأر قصير الذيل والأذنين نسبيا. ولونه أسود على الظهر، فاتح على البطن. ويراوح طول الجسم من 21 ـ 27 سم، والذيل من 16 ـ 22 سم، ووزنه من 280 ـ 520 جم. وهو مهيأ للعيش في كل مكان، ماعدا الأماكن الصحراوية. ومقدرته على التسلق أقل من الفأر الأسود، ولكنه يجيد السباحة. وهو يفضل الأطعمة ذات الأصل الحيواني، مثل الأسماك والكتاكيت.
وتلد الأنثى مرتين أو ثلاث في العام، وتعطي 6 ـ 12 مولوداً كل مرة، بعد فترة حمل 21 ـ 26 يوما. وتندرج فئران المعامل البيضاء، التي تجرى عليها آلاف الأبحاث العلمية، تحت هذا النوع من الفئران، ويقدر ما يستخدم منها لهذا الغرض بنحو 35 مليون فأر سنوياً.
3. الفأر المنزلي Mus musculus) House Mouse)
يعيش هذا الفأر في المنازل والحقول منفرداً أو في جماعات كبيرة، ويأكل أي شيء وكل شيء. لونه رمادي مائل للبني على الظهر، ويراوح طوله من 7 ـ 10 سم، ويقرب الذيل من طول الجسم، والوزن 12 ـ 28 جم. ويتكاثر الفأر المنزلي طوال العام، وتلد الأنثى 6 ـ 7 من الصغار بعد فترة حمل 13 ـ 21 يوماً وتفطمهم بعد 3 ـ 4 أسابيع.
4. فأر الجيب الشوكي (Perognathus spinatus) Spiny Pocket Mouse (انظر صورة فأر الجيب الشوكي)
يحتوي فراؤه على شعيرات شوكية على الظهر، ولونه أصفر باهت مموه بالبني، وذيله طويل ينتهي بخصلة من الشعر الشوكي، والرأس مدبب له أذنان صغيرتان، وعلى جانبي الفم جرابان لتخزين الطعام. ويتميز هذا الفأر بأن له 20 سناً، ومخالب في كل أصابعه. ويراوح طول جسمه من 5,7 ـ 9 سم، وذيله من 8 ـ 12 سم، ووزنه حوالي 20 جم. وينتشر في كاليفورنيا وفي المكسيك، ويعيش في الصحاري، خاصة المناطق الجبلية منها حيث يخرج ليلاً بحثاً عن غذائه. فيحفر بمخالبه القوية في الأرض. ملتقطاً ما يجده من بذور أو جذور في جرابي فمه، ليأكل ويختزن الباقي في عشه لحين الحاجة.
5. فأر الكانجارو الصحراوي (Dipodomys deserti) Desert Kangaroo Rat (انظر صورة فأر الكانجارو الصحراوي)
يتميز بلونه الأصفر الباهت، وذيله الطويل الذي يبلغ 17 ـ 21 سم، وينتهي بخصلة بيضاء؛ بينما طول الجسم والرأس 12 ـ 16 سم، وله قوائم خلفية أطول من الأمامية تتيح له القفز مسافات طويلة مثل حيوان الكانجارو الأسترالي. ويتميز كذلك بوجود جرابان على جانبي الفم. ينتشر فأر الكانجرو الصحراوي جنوب غربي أمريكا حتى أقصى شمال المكسيك، وهو يعيش في الصحاري ولا يخرج إلاّ ليلاً من جحره المكون من عدة حجرات ومخزن للطعام، واحتياجه للماء قليل. ويتم التزاوج في فبراير ـ يونيه ويلد مرتين أو أكثر في السنة، وفترة الحمل 30 يوماً، وعدد صغاره من 2 إلى 5.
6. فأر حقول الأرز (Oryzomys palustris) Marsh Rice Rat (انظر صورة فأر حقول الأرز)
هذا الفأر ذو لون رمادي و بني على الظهر، بينما أسفل الجسم رمادي؛ والذيل طويل مغطى بحراشف، وطول الجسم 15 سم، وطول الذيل 11 ـ 16 سم، ولا يتعدى الوزن 80 جم. وللأنثى ثماني حلمات. وينتشر في جنوب شرقي الولايات المتحدة حتى تكساس ويعيش في المستنقعات والأراضي الرطبة، ويختفي نهاراً ويظهر ليلاً، وهو سباح ماهر ويغطس بكفاءة. فترة الحمل 25 يوماً، وأعداده الكبيرة تسبب خسائر فادحة في حقول الأرز.
7. فأر الحصاد الغربي (Reithrodontomys megalotis) Western Harvest Mouse (انظر صورة فأر الحصاد الغربي)
يختلف لونه من الرمادي إلى البني، وهو يشبه فأر المنزل. وينتشر في غرب الولايات المتحدة، ويعيش في البراري والصحاري. ويتغذى على الحبوب والأعشاب، وفترة الحمل 24 يوماً. طول الجسم حوالي 7 سم، والذيل 5 ـ 8 سم، والوزن 9 ـ 18 جم، والأنثى تلد 2 ـ 4 من الصغار، بعد حمل 24 يوماً، ولها 6 حلمات.
8. فأر الأيل (Peromyscus maniculatus) Deer Mouse (انظر صورة فأر الأيل)
ينتشر هذا النوع من الفئران في كل الولايات المتحدة، ويختلف لونه باختلاف البيئة التي يعيش فيها، وتشمل الغابات والبراري والجبال، وأحياناً بالقرب من المدن. وهو فأر صغير يراوح طوله من 7 ـ 10 سم، وطول الذيل من 5 ـ 12 سم، والوزن 25 ـ 30 جم، ولونه يتدرج من الرمادي إلى البني الداكن ويشمل ظهر الذيل، أمّا بطنه فأبيض دائما. العينان والأذنان كبيرتان، وتلد الأنثى أربع مرات في السنة، وتضع ما بين 3 ـ 5 من الصغار، بعد فترة حمل 25 ـ 27 يوماً، وللأنثى 6 حلمات، اثنان صدريتان، وأربعة أربية.
9. الفأر المتوج (Lophiomys imhausi) Crested Rat (انظر صورة الفأر المتوج)
يتميز هذا الفأر بألوانه الزاهية، وله شريط من الفراء يمتد على الظهر من الرأس إلى الذيل. وهذا الفراء ذو شعر قابل للانتصاب، والذيل ذو شعر غزير، والرأس صغيرة والأقدام قصيرة تجعله بطئ الحركة. وهو يتسلق الأشجار بكفاءة، ويعيش في الغابات والمناطق العشبية وينتشر في السودان وأثيوبيا والصومال وكينيا. ويكثر نشاطه ليلاً وله صرخة مميزة.
10. فأر المسك Ondatra zibethicus) Musk Rat)
شكله مثل الفأر الكبير، وله ذيل محرشف منضغط من الجانبين يستعمله كدفة عند السباحة؛ وفراؤه بني داكن وغير قابل للبلل. وتوجد بالقرب من أعضاء التناسل غدة تفرز مادة تسمى المسك شديدة الرائحة.
يراوح طول الرأس والجسم بين 26 ـ 40 سم، وطول الذيل من 20 ـ 26 سم، ويزن من 600 ـ 1600 جم. والأنثى لها 3 أزواج من الحلمات. ينتشر فأر المسك في أمريكا الشمالية، وأُدخل إلى أوروبا ويوجد الآن في ألمانيا والنمسا، وبولندا وسويسرا ويوغسلافيا، ورومانيا، وبلغاريا، وبعض مناطق من روسيا. ويعيش في المستنقعات، ذات الماء العذب أو المالح، والمجاري المائية والأنهار. وحياته فردية، وهو نشط طول الوقت، يتغذى على النباتات المائية وكذلك الضفادع والأسماك. يستخدم أطرافه الخلفية وذيله، فتعمل القوائم كمجاذيف بينما ذيله يعمل عمل الدفة في التوجيه. وهو يبني منازله من نباتات المستنقعات، بينما البديل هو أنفاق يحفرها في شواطئ المجاري المائية، وغالباً ما يكون مدخل النفق تحت الماء ويزود بمداخل أخرى فوق سطح الماء.
ويحدث التزاوج في الماء، وتلد الأنثى عدة ولادات كل عام، وفترة الحمل من 25 ـ 30 يوماً، وتضع الأنثى في الحمل الواحد من 6 ـ 8 صغار، تُفطم بعد 4 أسابيع، وتبلغ النضج الجنسي في الربيع التالي لولادتها.
11. الفأر الأفريقي Grafiurus murinus) Common African Dormouse)
يميل لون الجسم إلى الرمادي، ولكن توجد علامات سوداء وبيضاء على الوجه. وشعر الذيل طويل جداً داكن على الأطراف. ويختلف لون السلالة من منطقة إلى أخرى. والرأس منضغط إلى أعلى، والأذنان كبيرتان مستديرتان. طول الرأس والجسم يصل إلى 10 سم، والذيل أقصر قليلاً، والوزن 160 جم.
ينتشر هذا الفأر في أفريقيا جنوب منطقة الصحارى، ويعيش في الغابات والسافانا ويتأقلم جيداً مع البيئات المختلفة من وديان الأنهار إلى الجبال الصخرية. وهو ليلي المعيشة، ولكن في المناطق كثيفة الزروع ينشط نهاراً. ويبنى عشه في تجاويف الأشجار أو على الفروع، وأحياناً على الأرض وسط الزرع. وفي المناطق القريبة من المدن، يغزو المنازل ويختبئ على الأسطح والمناور. ويتغذى هذا النوع من الفئران على الفواكه والحبوب والبيض والزواحف الصغيرة والحشرات، ويتميز بان له صوت عال وصرخة حادة. تلد الأنثى عدة مرات في السنة بعد فترة حمل حوالي 4 أسابيع، وعدد المواليد 2 ـ 5، وتترك المواليد الأعشاش بعد 5 أسابيع لتعتمد على نفسها في المعيشة.
12. فأر الزرع (الحصاد) Micromys miniutus) Harvest Mouse)
يتميز فأر الزرع بلونٍ أصفر محمر على الظهر، وبطن بيضاء. العينان متوسطتا الحجم بالنسبة للجسم، والأطراف الخلفية لها 5 أصابع أما الأمامية فلها 4 أصابع فقط. طول الرأس والجسم من 58 ـ 76 مم، والذيل 51 ـ 72 مم، والوزن 5 جم.
ينتشر هذا الفأر في أوروبا (ما عدا أسبانيا وايرلندا واسكندنافيا)، كما ينتشر في الصين وتايوان. ويعيش في حقول الحبوب أثناء مواسم الحصاد، ثم يرحل إلى مناطق الحشائش. ويتغذى أساساً على الحبوب وأحياناً على الحشرات. وهو نشيط ليلاً ونهاراً، كما أنه متسلق ماهر، يستطيع أن يتسلق سيقان القمح والشعير بسهولة، كما يتسلق الأعشاب الطويلة حيث يبنى عشه الذي يشبه عش الطيور. وهو يختزن الحبوب لفصل الشتاء.
13. فأر الغابة Apodemus sylvaticus) Wood Mouse )
يتميز بأن جسمه من أعلى لامع ذو لون أصفر مائل للسمرة، ومن أسفل أبيض مترب، ويوجد على الزور علامات بيضاء. العينان كبيرتان والأذنان بارزتان والأطراف الخلفية أطول من الأمامية. طول الرأس والجسم 9ـ10 سم، وطول الذيل 7ـ11 سم، والوزن من 15 ـ 25 جم. ينتشر فأر الغابة في المنطقة الواقعة بين شرق أوروبا وأواسط آسيا، وشمال أفريقيا. وهو يعيش في الغابات والحقول وحدائق الفاكهة. يتغذى هذا الفأر على حبوب الفاكهة وثمارها، وجذور المزروعات. وهو يختزن كميات كبيرة من الغذاء في جحوره، ليتغذى عليها عند الحاجة. وفي أغلب الأحيان يختبئ في المنازل خلال فصل الشتاء. وهو لا يبيت بياتاً شتوياً، ولكن عند اشتداد البرد فانه يدخل في نوم عميق. وهو ينشط ليلاً ويستطيع التسلق بمهارة، ومشيه على هيئة قفزات صغيرة. يتناسل 4 مرات من مارس إلى سبتمبر، وتعطي الأنثى 5 ـ 9 مواليد بعد فترة حمل 23 ـ 26 يوماً. وتعتمد الصغار على نفسها بعد 3 أسابيع من الولادة، وتبلغ النضج الجنسي بعد شهرين.
14. فأر الجراد الشمالي Onychomys leucogaster) Northern Grasshopper Mouse)
الجسم مغطى بفراء في لون القرفة على الظهر، وأبيض تماماً على البطن. وباطن الأقدام مغطى بالشعر، وله أربعة أصابع في أقدامه الأمامية، وخمسة في الأقدام الخلفية. والأذن والأعين متوسطة الحجم. وللأنثى 6 حلمات، منها 2 في منطقة الصدر، 4 في المنطقة الأربية. يبلغ طول الرأس والجسم 11 ـ 19 سم، والذيل 3 ـ 6 سم، والوزن 30 ـ 40 جم.
وينتشر فأر الجراد الشمالي في وسط الولايات المتحدة وجنوبها الغربي حتى شمال المكسيك. ويوجد في البراري والصحراء والمراعى، ويتغذى على الجراد (ومن هنا أطلق عليه هذا الاسم)، والحشرات الأخرى والسحالي، وكذلك على الحبوب والحشائش. وهو حيوان ليلي، يحب العزلة. مدة الحمل 28 ـ 39 يوماً، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 6 من الصغار في مارس ـ أغسطس.
وتولد الصغار وأعينها مغلقة، وأجسامها خالية من الشعر. وتبدأ الخروج من المأوى بعد 4 أيام، وتفتح عيونها بعد 9 أيام. وتستمر في الرضاعة 3 ـ 4 أسابيع. وتصل إلى النضوج الجنسي بعد أربعة أشهر.
15. فأر القطن الشوكي Sigmodon hispidus) Hispid Cotton Rat)
يختلف لون الظهر من الرمادي المائل للبني إلى البني المسود، ويبدو مخططاً لكثرة الشعر متعدد الألوان. أمّا لون البطن فأفتح من لون الظهر. والأذنان لا يكادان يريا من الشعر الطويل الذي يغطيهما. يبلغ طول الرأس والجسم 12 ـ 20 سم، والوزن 120 ـ 200 جم. والأنثى لها 8 ـ 10 حلمات. وينتشر هذا الفأر في جنوب الولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الوسطى. ويعيش في المناطق ذات الحشائش الطويلة، ويتغذى على النباتات الخضراء، وبيض الطيور ذات الأعشاش الأرضية. ويمكن لهذا الفأر أن يتناسل طوال العام، ويعطي 9 ولدات في السنة. وتستمر فترة الحمل 27 يوماً، وتلد الأنثى 1 ـ 15 من الصغار يفطمون بعد 10 ـ 15 يوماً. وفي الأعوام التي تكون فيها الظروف المناخية ملائمة، يزيد تعداد هذا النوع من الفئران إلى حد يمكن أن يسبب دماراً شديداً لقصب السكر والذرة والمحاصيل الأخرى.
16. فأر النباتات الصحراوية Neotoma lepida) Desert Wood Rat)
يتميز هذا الفأر بلون جلده الرمادي المختلط بلون أسمر مصفر. والذيل مكسو بالشعر، والأذنان كبيرتان. ولهذا الفأر 16 سناً وللأنثى 4 حلمات. يبلغ طول الرأس والجسم 14 ـ 17 سم، والذيل 11 ـ 16 سم، والوزن 100 ـ 170 جم. وينتشر فأر القطن الشوكي في جنوب غرب الولايات المتحدة. ويعيش في السهول الصحراوية والمنحدرات الصخرية، التي ينتشر فيها نبات الصبار والأشجار المنخفضة. وهو حيوان ليلي لا يكاد يرى في ضوء النهار، ويتغذى على الحبوب والصبار. ومن أهم عاداته جمع مختلف الأشياء في مأواه. تلد الإناث حتى 4 مرات في العام، وتضع 1 ـ 5 من الصغار في المرة الواحدة بعد فترة حمل 30 يوماً، وتنضج الصغار جنسياً في عمر شهرين.
17. فأر الجرف Clethrionomys glareolus) Bank Vole)
يتميز هذا الفأر بشعر كستنائي محمر على الظهر، وأبيض مُصْفر على البطن، وأطراف رمادية اللون، والأذنان والعينان صغيرتان. وضروسه تتآكل من الاستخدام، ولكنها تنمو باستمرار. ويبلغ طول الرأس والجسم 8 ـ 12 سم، والذيل 4 ـ 5,4 سم، والوزن 15 ـ 35 جم. ينتشر هذا الفأر في كل أوروبا (ماعدا أسبانيا والبلقان وأيرلندا)، شرقاً إلى وسط آسيا. ويعيش في الغابات ذات الأوراق العريضة والشجيرات. وهو يفضل العزلة وينشط ليلاً ونهاراً. يتغذى على الحشائش وجذور النباتات والفواكه والحبوب، وأحياناً على الحشرات ودود الأرض. وعندما يشح الغذاء يتسلق الأشجار في غاية الرشاقة، ليقتات على لحائها. ويتخذ لنفسه مأوى تحت الأرض قريباً من السطح، ويحفر أنفاقاً كثيرة. وقد يتخذ مأواه فوق سطح الأرض ويغطيه بالأعشاب، وأوراق الأشجار، وريش الطيور. تتناسل هذه الفئران في المواسم الدافئة من السنة، وفترة الحمل 18 يوماً تلد الأنثى بعدها 3 ـ 5 من الصغار، وتصل إلى النضج الكامل في خلال شهرين.
18. فأر الماء الأوروبي Arvicola terrestris) European Water Vole)
يتميز هذا الفأر بلونه البني الداكن، كما توجد منه ألوان أخرى كالرمادي والأسود. والرأس سميكة نوعاً، والخطم قصير مستدير، والعينان صغيرتان، والأذنان قصيرتان. يبلغ طول الرأس والجسم 12 ـ 19 سم، والذيل 5,7 ـ 5,12 سم، والوزن 80 ـ 170 جم. وينتشر هذا الفأر في وسط شمال آسيا، ويعيش في الأراضي الزراعية وبساتين الفاكهة وعلى شواطئ البحيرات ومجاري الأنهار. ويتغذى فأر الماء الأوروبي على جذور النباتات التي يحصل عليها بعد حفر الأنفاق الأرضية، ويتغذى على الفاكهة والخضراوات. ويُلحق بالنفق الذي يعيش فيه غرفة لتخزين المواد الغذائية، إضافة إلى الغرفة الأصلية. ويحب فأر الماء العزلة، ويتناسل في فصل الصيف حيث يحدد لنفسه منطقة خاصة به، يُعَلّم حدودها بمادة خاصة تفرزها الغدد الموجودة على جانبي الجسم. فترة الحمل 21 يوماً، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 8 من الصغار ترعاهم لمدة 4 أسابيع، قبل أن يواجهوا الحياة. ويمكن أن تتعدد الولادات في موسم واحد حتى تصل إلى أربعة.
19. فأر سافي Pitymys savii) Savi's Woodland Vole)
يتميز هذا الفأر بلون جسمه البني المحمر، الذي قد يميل أحياناً إلى الاصفرار. والعينان ضعيفتان جداً، والأذنان مختبئتان تحت الفراء، والذيل شديد القصر. وقد يصل طول الرأس والذيل 10 سم، ووزنه 12ـ20 جم. وينتشر في شمال أسبانيا وجنوب فرنسا وإيطاليا وجزء صغير من البلقان. ويعيش في مستعمرات صغيرة في الأراضي الزراعية والحقول الرطبة. ويقضي معظم وقته في حفر الأنفاق، وإعداد المأوى، وهي أنفاق قريبة من سطح الأرض، ولا تبعد عنه أكثر من 12 بوصة. وتكون المخازن الموجودة بالأنفاق مليئة بالطعام، أمّا أماكن الإقامة فمبطنة بأوراق الأشجار والأعشاب. ويغلق مداخل النفق عند هطول الأمطار أو نزول الجليد. وهو عداء سريع، ولكنه نادراً ما يتسلق أو يقفز. وهو حيوان ليلي، عندما يشعر بالخطر يصدر عنه صفير خاص. وتبلغ فترة حمله 20 يوماً، تلد الأنثى بعدها 4 ـ 6 من الصغار. وتتابع الولدات على مدار العام (ماعدا في فصل الشتاء) كل 21 يوماً تقريباً، وتصل الأنثى لمرحلة البلوغ الجنسي بعد 5 أسابيع.
20. فأر الثلج Microtus nivalis) Snow Vole)
الجسم مغطى بفراء سميك ناعم لونه رمادي فاتح، والذيل أبيض اللون. ويتميز فأر الثلج بشعيرات طويلة على الأنف والخطم. ويبلغ طول الرأس والجسم 9 ـ 13 سم، والذيل حتى 45 سم. وينتشر في أوروبا، والألب، والبلقان، وآسيا الصغرى والقوقاز. ويعيش عادة في الأماكن المشمسة والنطاق الشجري على جوانب الجبال الصخرية، وينشط ليلاً ونهاراً ويتغذى على جذور معظم النباتات، ويحفر أنفاقاً بفتحات خروج متعددة تحتوى على غرفة للإقامة ومخزن للطعام. وأثناء الشتاء لا تهدأ حركة هذا الفأر الذي يحتمي من البرد في الأقبية أو الحظائر ومخازن الحبوب، أو أكوام التبن. وعندما يجرى يأخذ ذيله وضعاً عمودياً مما يجعل تمييزه سهلاً.
تلد الإناث في فصل الصيف القصير بعد فترة حمل 21 يوماً، وتعطى الأنثى 2 ـ 7 من الصغار ترضعهم وترعاهم لمدة 3 أسابيع. ويمكن للأنثى إعطاء ولدتين في السنة الواحدة.
21. فأر الخلد الشرق أفريقي Tachyoryctes splendens), East African Mole Rat)
يُشبه رأس هذا الفأر رأس سنجاب الجيب الأمريكي، وله قواطع عريضة في فكه العلوي، يستخدمها في الحفر أو في قضم جذور النباتات والمواد الغذائية الأخرى. والجسد مغطى بغطاء سميك قصير ناعم، يراوح لونه من الأسود إلى البني بدرجاته المختلفة وبعض الأفراد عليها بقع بيضاء وتوجد على الخطم بعض الشعيرات الحساسة للمس. يبلغ طول الرأس والجسم 25 سم والذيل 7 سم، والوزن حتى 300 جم، وينتشر في أماكن متفرقة من شرق أفريقيا، ويعيش في السهول والغابات على ارتفاعات قد تصل إلى 500 12 قدم، ويقضى حياته كلها تحت الأرض حيث يحـفر شبكات من الأنفاق المعقدة ويستخدم أقدامه الأمامية في الحفر ويتخلص مما حفره بأقدامه الخلفية، كما يستخدم صدره في دفع المزيد من التربة إلى خارج النفق. يتغذى هذا الفأر أساساً على جذور النباتات والريزومات الموجودة تحت الأرض، مما يسبب خسائر فادحة للمحاصيل الزراعية. ولا يُعرف شئ عن عاداته التناسلية أكثر من أن أنثاه تلد 1 ـ 4 من الصغار.
22. فأر الخلد الأصغر Spalax leucodon) Lesser Mole Rat)
يتميز هذا الفأر بلونه الرمادي الداكن، أو الرمادي المصفر. والجسم مكتنز أسطواني والأرجل قصيرة، وليس له ذيل، والأطراف ليس لها مخالب قوية، ولكن له قواطع قوية واضحة، والأذن عديمة الصوان الخارجي، والأعين ضامرة ومغطاة بالفراء. يبلغ طول الرأس والجسم 15 ـ 30 سم، ويزن 150 ـ 300 جم. وينتشر في شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وشمال القوقاز، وأوروبا حتى حوض نهر الدانوب. ويعيش على ارتفاعات قد تصل إلى 8500 قدم فوق سطح البحر. وهو حيوان انعزالي الطبع، ينشط ليلاً ونهاراً. ويقضي معظم حياته في حفر الأنفاق الأرضية، مستخدماً في ذلك رأسه السميك وقواطعه القوية، بينما لا يستخدم أقدامه إلا في التخلص من التربة التي يحفرها. وتمر هذه الأنفاق بين جذور ودرنات النباتات، التي يتغذى عليها. ويتم التزاوج في فصل الخريف، حيث تبني الإناث روابي من التربة ارتفاعها حوالي 16 بوصة، وتوجد وسطها حجرة تلد فيها بعد 30 يوماً 2 ـ 4 من الصغار، في الفترة من يناير ومارس من كل عام.
23. فأر الأعشاب المخطط Lemniscomys striatus) Striped Grass Rat )
لون الشعر الكث الخشن الذي يغطى الجسد أسمر مصفر، مع خطوط باهتة على العنق. وفي بعض أنواع هذا الفأر تتكسر الخطوط إلى بقع صغيرة. والأذنان متوسطتا الحجم مستديرتان، ولونها محمر. تُحمل الأطراف خمسة أصابع، الأول والخامس منهما أصغر حجماً من الثلاثة الأخرى. ويبلغ طول الرأس والجسم 9 ـ 14 سم، والذيل 15 سم، والوزن 30 ـ 70 جم. وينتشر هذا الفأر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعيش في السافانا والغابات. ويفضل العيش في مستعمرات كبيرة، وينشط في النهار ويتغذى على الحبوب والبطاطا السكرية وأوراق الأشجار، وغيرها من المواد النباتية. ومكان الإقامة عادة عبارة عن جحر أرضي مُغَلّف ومغطى بالأعشاب، أو قد يكون فوق سطح الأرض مخبأ بعناية بين النباتات الكثيفة. وتتعدد الممرات المختلفة، من مكان الإقامة إلى أماكن وجود الغذاء. وتلد الأنثى 4 ـ 5 من الصغار، بعد فترة حمل حوالي 28 يوماً. وتنضج الإناث جنسياً بعد شهرين من الولادة.
24. الفأر ذو الأنف الأحمر
لون الجسم بين الرمادي والبني، مع مناطق ذات لون محمر أو مائلة للسواد على الظهر، وبيضاء على البطن. وعلى جانب الأنف منطقتان شديدتا الاحمرار. والشعر طويل، خاصة على الجزء الخلفي من الجسم. والأطراف إمّا بيضاء أو محمرة أو بنية اللون. ويبلغ طول الرأس والجسم 18 سم، والذيل 20 سم، والوزن 70 ـ 120 جم. وينتشر هذا الفأر في أواسط وشرق وجنوب أفريقيا حتى أنجولا ويعيش في الغابات والمزارع الكثيفة والحقول. وينشط هذا الفأر الانعزالي الطبع، ليلاً ونهاراً، ويمكن أن يسبب دماراً كبيراً لحقول الأرز ومحاصيل الحبوب. وهو يبني لنفسه مأوى مستديراً بين أغصان الأشجار، التي يجيد تسلقها، أو بين أكوام الأعشاب. ويكون لمحل الإقامة عادة مدخلاً واحداً فقط. وتلد الأنثى عدة مرات في السنة، وتعطي في كل مرة 2 ـ 3 صغار، تبلغ سن النضج بعد 4 أشهر من الولادة.
25. فأر ميتشيل النطاط Notomys mitchellii) Mitchell's Hopping Mouse )
لون الإهاب القصير الناعم، الذي يغطى الجسم إمّا أن يكون بنياً فاتحاً أو أصفر في لون الرمل، مع لون رمادي أسفل الجسم. وعلى طرف الذيل خصلة من الشعر الداكن. ومن الصفات المميزة لهذا الفأر، أذناه الطويلتان. والأرجل الخلفية أسطوانية الشكل وطويلة. ويبلغ طول الرأس والجسم حوالي 5,12 سم، والذيل 5 , 15 سم، والوزن 40 ـ 60 جم. ينتشر في جنوب استراليا، ويعيش في السهول والأماكن العشبية ذات التربة الرملية. وهو يعيش في جحور مميزة يحفرها في الأرض الرملية. يبدأ الوصول للجحر بنفق يقود من المدخل ويتجه لأسفل بزاوية 40، وبطـول 5 أقدام تقريباً. والجحر مبطن بالأعشاب وأوراق الأشجار، ويوجد نفق آخر عمودي على الجحر للاتجاه للخارج. وقد يقيم عدة أفراد بالجحر الواحد. يتغذى هذا الفأر على مختلف المواد النباتية. وهو يمشي على قوائمه الأربع إلاّ أنه عند الإحساس بالخطر يبدأ في الوثب من مكان لآخر ولمسافات طويلة بطريقة مثيرة. كما انه يستطيع النط على الأجناب. والفأر النطاط حيوان ليلى النشاط، أمّا بالنهار فيظل بالجحر، الذي يشاركه فيه نوعان آخرين من ذوات الجراب. وتصل فترة الحمل 38 ـ 40 يوماً، تلد الأنثى بعدها 1 ـ 5 من الصغار يغطى أجسادها شعر خفيف جداً وتفتح أعينها بعد 20 يوماً من الولادة. سن الفطام 30 يوماً وتصل الإناث إلى سن التناسل بعد حوالي 3 شهور.
26. الفأر العملاق Uromys candimaculatus) Giant Naked Tail Rat)
يُرَاوَح لون غطاء الجسم بين البني والرمادي على الظهر، إلى رمادي أبيض على البطن، وعلى الذيل توجد حراشيف مسطحة غير متداخلة، وطرف الذيل أبيض. والقواطع كبيرة وقوية. والأطراف كبيرة مزودة بمخالب قوية، والأذنان متوسطتاً الحجم، وللأنثى 4 حلمات. يبلغ طول الرأس والجسم 25 ـ 35 سم، والوزن 430 ـ 850 جم. وينتشر الفأر العملاق في غينيا الجديدة وشمال استراليا في منطقة كوينزلاند ويعيش في الغابات ومزارع جوز الهند وحتى في المناطق الصخرية. ويعتبر هذا الفأر من ساكني الأشجار، ويبنى أماكن إقامته في تجاويفها. لذا فهو يجيد التسلق، ويساعده في ذلك ذيله المحرشف. ويتغذى الفأر العملاق أساساً على ثمار جوز الهند وقد يلجأ إلى سرقة الطعام من المعسكرات. وهو من القوارض ولكنه يفضل النباتات والبيض والحشرات. تبلغ فترة الحمل 41 يوماً، تلد الأنثى بعدها 1 ـ 3 من الصغار، يزن كل منها 20 جم. تبدأ في التهام الطعام الجاف بعد 30 يوماً من ولادتها وتصل إلى النمو الكامل بعد 8 أشهر.
27. الفأر المصري الشوكي Acomys cahirinus) Egyptian Spiny Mouse)
يتميز هذا الفأر بلونه البني، أو الرمادي، أو البيج على الظهر والأجزاء العليا من الجسم، بينما البطن دائماً بيضاء اللون. والأذنان كبيرتان، والذيل خال من الشعر، وإن كانت تغطيه حراشيف كبيرة. وغطاء الجسم مظهره خشن أو شائك، وذلك لوجود عدد كبير جداً من الشعر المتحور إلى أشواك. ويبلغ طول الجسم والرأس 12 سم، وكذلك الذيل، أمّا الوزن فحوالي 60 ـ 90 جم. وينتشر هذا الفأر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويقطن المناطق الصخرية أو الزراعات الكثيفة. ويفضل الفأر المصري الشوكي التغذية على المواد النباتية، وإن كان يستطيع أن يكيف نفسه على أي نوع من الغذاء. وهو يتنازع مناطق العيش ومصادر الغذاء مع الفأر المنزلي. وهو ينشط في أوائل النهار وبعد الظهر وفي المساء، وتبلغ فترة الحمل 36 ـ 40 يوماً، وتولد الصغار (2 ـ 3 أو 5 على الأكثر) في الربيع والصيف، وللأنثى 6 حلمات. وتنضج الذكور جنسياً في عمر 7 أسابيع.
28. فأر جامبيا العملاق Cricetomys gambianus) Giant Gambian Poched Rat)
يُعد هذا الفأر من أكبر الأنواع، له أذنان كبيرتان، وذيل طويل خالٍ من الشعر، والجسم مغطى بإهاب شوكي، رمادي اللون على الظهر وأبيض على البطن، ويوجد تحت الوجنات كيسان يمكن للفأر نفخهما بالهواء إلى حجم كبير. يبلغ طول الرأس والجسم 30 ـ 42 سم، والذيل 30 ـ 48 سم، والوزن حوالي 5 ,1 كجم. ينتشر هذا الفأر من جامبيا إلى السودان
وهو فأر ليلي، يعيش بالقرب من الإنسان وإن كان يندر وجوده في المنازل، وهو يحفر لنفسه أنفاقاً طويلة بمداخل متعددة يستعمل أبعدها في الإقامة، ويستخدم الأخرى في تخزين الغذاء، الذي يتكون من الحبوب ومختلف المواد النباتية.
وتعيش الإناث في مجموعات مع صغارها حديثة الولادة والأكبر سناً. ويبلغ عددها 30 فرداً. ولكن الذكور تفضل العيش منفردة. يبلغ طول فترة الحمل 42 يوماً، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 4 من الصغار. يمكن للأنثى أن تلد أكثر من مرة في العام الواحد.
29. الفأر الأفريقي المتسلق Dendromus mesomelas) African Climbing Mouse)
الأجزاء العليا من الجسم لونها بنى مع خط أسود واضح. وإهاب الجسم ناعم صوفي الملمس، والذيل مغطى بحراشف صغيرة جداً، وبعض الشعر المتفرق متميز بسهولة الحركة وسرعتها وله قدرة فائقة للإمساك بالأشياء بالالتفاف حولها. والأطراف الأمامية مزودة بثلاثة أصابع فقط بينما الأقدام الخلفية بها خمسة أصابع. وللأنثى 8 حلمات. يبلغ طول الجسم والرأس حتى 10 سم، ويبلغ الذيل الطول نفسه تقريباً، والوزن 11 ـ 17 جراماً.
ينتشر هذا الفأر في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى. ويعيش في الأراضي العشبية قريباً من مصادر المياه. وهو فأر انعزالي الطبع، ليلي النشاط يسكن الأشجار ويبني من أغصانها مكاناً لإقامته. كما أنه يستطيع حفر الجحور والأنفاق. يتغذى على الفواكه والحبوب والحشرات وبيض الطيور، ويمكن الإمساك به بسهولة لأنه لا يعض. ولا يوجد شئ معروف عن عاداته التناسلية.
30. فأر الماء ذو البطن الذهبية Hydromys chrysogaster) Golden Bellied Water Rat)
غطاء الجسم ناعم جداً يختلف لونه بين الذكور والإناث حيث يتمتع الذكر ببطن ذهبية اللون. ولون الظهر بني داكن في كلا الجنسين، وطرف الذيل أبيض، والأذنان والأعين صغيرة الحجم ويمكن للفأر أن يغلق فتحتي الأنف جزئياً. الأطراف الخلفية عريضة والأصابع متصلة بغشاء يساعد الحيوان على السباحة. يبلغ طول الرأس والجسم 39 سم، والذيل 32 سم، والوزن 3,1 كيلوجرام، ينتشر هذا الفأر في استراليا وغينيا الجديدة، ويعيش في جداول المياه العذبة والبحيرات. وهو فأر ليلي النشاط، وقد ينشط بالنهار. ويعيش في مجموعات عائلية تشترك سوياً في الجحور، المكونة من نظام معقد من الأنفاق، قد يصل طولها إلى أكثر من 5,6 قدم. ويتكون الجحر الرئيسي من حجرتين، تستخدم إحداهما في تخزين الطعام والأخرى للإقامة. ويتكون الغذاء من الضفادع والأسماك والسرطانات وبعض الرخويات والطيور. يبدأ التناسل في الربيع، وفترة الحمل 35 يوماً تلد الأنثى بعدها 4 ـ 5 من الصغار، ترعاهم لمدة 34 يوماً. وهذا النوع معرض للانقراض نتيجة لكثرة اصطياده لقيمته الغذائية العالية.
31. الفأر الكبير Thryonomys swinderianus) Great Cane Rat)
جسمه قوي ومكتنز، وأطرافه قصيرة وذيله مغطى بشعر قليل شوكي، وجلده بني اللون بدرجات مختلفة بين البيج والرمادي. وللأنثى 6 حلمات ويبلغ طول الرأس والجسم 60 سم، والذيل 7 ـ 25 سم، والوزن 8 كجم. وينتشر هذا الفأر الكبير من السنغال إلى الصومال وجنوباً إلى جنوب أفريقيا، ما عدا مدغشقر. ويسكن الأماكن الرطبة قريباً من البحيرات والمستنقعات، وأيضاً في المناطق الجافة القاحلة. تعيش هذه الفئران وحيدة أو في أزواج، ونادراً ما تكوّن مجموعات كبيرة. وهي فئران ليلية تقضي النهار في الجحور (التي هجرتها خنازير الأرض Aardvarks)، وهي سباحة ماهرة. تتغذى هذه الفئران على جذور النباتات والفواكه ولحاء الأشجار. تبلغ فترة الحمل 155 يوماً، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 4 من الصغار مكسوة بالفراء. وتصل الصغار سن النضج الجنسي بعد عام من الولادة، وتلد الإناث مرتين في العام.
32. فأر الرمل العاري Heterocephalus galbe) Naked Sand Rat)
يُعدّ هذا الفأر هو الحيوان العاري الوحيد من رتبة القوارض، وهو فعلاً خال من أي شعر، ما عدا بعض الشعيرات الحساسة حول الفم. ولون الجلد محمر أو مائل للصفرة. والرأس سميك، والعينان صغيرتان، وليس له آذان خارجية. والأطراف عريضة، بكل منها 5 أصابع مزودة بمخالب قصيرة. وتوجد على الأطراف شعيرات قوية، تنتصب على الأجناب وتساعد في حفر التربة. يبلغ طول الرأس والجسم 8 ـ 9 سم، والذيل 5,3 ـ 4 سم، والوزن 40 ـ 50 جم. وينتشر الفأر العاري في شمال كينيا، والصومال وشرق أثيوبيا. ويعيش في المناطق الرملية والجافة. وهو يعيش في مجموعات كبيرة، تضم ما يربو على مائة فرد. تقضى حياتها بالكامل تحت الأرض ولذا يتكون غذائها أساساً من جذور النباتات والدرنات، وتنشط كثيراً في الصباح وبعد الظهيرة. وهي تحفر أنفاقاً معقدة جداً تحت سطح الأرض، على أعماق تختلف من بوصة واحدة حتى أربعين بوصة. ويؤكد الخبراء أن كل أو معظم التكاثر في المستعمرة الواحدة تمارسه أنثى واحدة فقط، وتنتج خلاله عدداً كبيراً من الصغار في العام الواحد.
ـ فأر القمر Echinosorex gymnurus) Moonrat, Raffle's Gymnure)
هناك من الحيوانات ما أطلق عليه خطأ لقب فأر، وهو بعيد تماماً عن رتبة القوارض، التي تنتمي إليها الفئران والجرذان، ومن أمثلة ذلك فأر القمر. وهو ينتمي إلى رتبة آكلات الحشرات Order Insectivora، فصيلة ايريناسيدى Family Erinaceidae . وليس له علاقة بالفأر أكثر من الاسم. وهو حيوان في حجم القط، له خطم مدبب، وذيل مكسو بالحراشف. ويكسو جسمه عادة شعر أسود ما عدا الرأس والعنق فيكون لونهما أبيض. ويبلغ طول الجسم 25.5 ـ 44.5 سم ويزن 0.5 ـ 1.4 كجم. ويكثر هذا الحيوان في الغابات المنتشرة على سفوح الجبال، في بورما وتايلاند، وما بين الملايو وسوماطرة وبورنو. وهو حيوان يفضل الوحدة، وينشط ليلاً ونهاراً، ويتغذى على دود الأرض، والخنافس، والنمل الأبيض، ويرقات الحشرات، والعناكب، والعقارب، وجميع اللافقاريات المائية. ويشتهر فأر القمر برائحته المميزة، التي تُشبه رائحة البصل أو الثوم الفاسد التي تعود إلى إفرازات الغدة الشرجية. ولا يعرف شيء على وجه التحديد عن تناسله، ولكن أمكن رصد إناث حوامل في شهور مايو ويونيه وسبتمبر ونوفمبر، مما قد يستنتج منه أن التزاوج إمّا أن يتم طول العام أو مرتين في السنة. وتضع الأنثى صغيرين في الحمل الواحد.
صفات عامة
الفئران مثل باقي أفراد القوارض، تفتقر إلى الأنياب والضروس الأمامية، ولكن لها في كل فك زوج من القواطع عديمة الجذور، والتي تنمو باستمرار إضافة إلى ستة من الطواحن (الضروس الخلفية).
وللفئران روائح خاصة تميز بها بعضها عن بعض، وهي روائح كريهة في كل الأحوال. ويمكن أن يميز الإنسان رائحة فئران المساكن بسهولة، لما لها من خاصية قابضة تظل عالقة بالمكان ولا تزول بسهولة.
استهلاك الفأر اليومي من الغذاء 10 جم، ومن الماء 10 ـ 12 ملليمتر، لكل 100 جم من وزن جسمه.
ومن الظواهر الغريبة التي حيرت العلماء أن الفئران التي تستوطن أستراليا تتناسل بصورة غير عادية تفوق الوصف، حتى لتصل أعدادها إلى الملايين، وعندما تضيق بها الحال فإنها تخرج في رحلات انتحار جماعية وتلقى بنفسها إلى مياه المحيط وتموت غرقاً.
التناسل
بغض النظر عن الاختلافات بين الأنواع، فإن فئران المعامل (وغالبيتها من النوع النرويجي) تصل إلى سن التزاوج عند 65 ـ 110 يوماً تقريباً، وفترة الحمل 21 ـ 23 يوماً أو أكثر قليلا فيم إذا كانت الأم مازالت ترضع أولادها من الحمل السابق، وتلد الأنثى 6 ـ12 مولوداً في المرة الواحدة، وللأنثى 10 ـ 12 حلمة منها 6 في منطقة الصدر، والباقي في منطقة البطن والمنطقة الأربية. ويصل وزن الفأر عند الميلاد 5 ـ 6 جم، وفترة الرضاعة حتى الفطام 28 يوما.
أمّا بالنسبة للأنواع الأخرى، فإن العدد الكبير من أنواع الفئران وسلالاتها واختلاف البيئة، وكمية الغذاء ونوعه، وعوامل أخرى كثيرة، تجعل من المستحيل تقريباً استخلاص معلومات محددة عن مواسم التزاوج، والعادات التناسلية، والسلوك الجنسي، وسن البلوغ، وفترة الحمل، وعدد مرات الولادة في العام الواحد، وعدد المواليد. فالأنواع تختلف اختلافات بينة فيما بينها. ولكن تبقى حقيقة واحدة مؤكدة وهي أن الفئران تتكاثر بغزارة، ولولا مقاومة الطبيعة للإنتشار الرهيب لهذه القوارض لقضت حتما على الأخضر واليابس وشاركت الإنسان في رزقه ومأكله ومسكنه وهددت حياته.
في الحديث النبوي الشريف
"خمس فواسق يقتلن في الحلّ والحرام، منها الفأرة".
في الأمثال العربية
يُضرب المثل بالفأر فيقال: "آكل من الفأر"، والكسب والسرقة فيقال: "أكسب من فأر"، و"ألصّ من فأرة".
في القصص العربية
الفأرة التي خيرت بين الزواج
زعموا أن ناسكا كان مستجاب الدعوة، فبينما هو ذات يوم جالس على ساحل البحر، إذ مرت به حداة (طائر كبير يصيد الفئران والجرذان)، في رجلها درص (درص الفأرة: صغيرها) فأرة. فوقعت منها عند الناسك، وأدركته لها رحمة، فأخذها ولفها في ورقة، وذهب بها إلى منزله، ثم خاف أن تشق على أهله تربيتها، فدعا ربه أن يحولها جارية، فتحولت جارية حسناء. فانطلق بها إلى امرأته، فقال لها: هذه ابنتي، فاصنعي معها صنيعك بولدي.
فلما كبرت قال لها الناسك: يا بنية اختاري من أحببت حتى أزوجك به. فقالت، أمّا إذا خيرتني فإني أختار زوجاً يكون أقوى الأشياء. فقال الناسك: لعلك تريدين الشمس.
ثم انطلق إلى الشمس فقال: أيها الخلق العظيم، لي جارية، وقد طلبت زوجاً يكون أقوى الأشياء فهل متزوجها؟ فقالت الشمس: أنا أدلك على من هو أقوى مني: السحاب الذي يغطيني، ويرد حر شعاعي، ويكسف أشعة أنواري.
فذهب الناسك إلى السحاب فقال له ما قال للشمس، فقال السحاب: وأنا أدلك على من هو أقوى مني: فأذهب إلى الرياح التي تقبل بي وتدبر، وتذهب بي شرقاً وغرباً.
فجاء الناسك إلى الرياح فقال لها كقوله للسحاب. فقالت: وأنا أدلك على من هو أقوى مني، وهو الجبل الذي لا أقدر على تحريكه.
فمضى إلى الجبل فقال له القول المذكور، فأجابه الجبل وقال له: أنا أدلك على من هو أقوى مني: الجرذ الذي لا أستطيع الامتناع منه إذا ثقبني، واتخذني مسكناً.
فانطلق الناسك إلى الجرذ فقال له: هل أنت متزوج هذه الجارية؟ فقال: وكيف أتزوجها وجحري ضيق؟ وإنما يتزوج الجرذ الفأرة. فدعا الناسك ربه أن يحولها فأرة كما كانت، وذلك برضا الجارية، فأعادها الله إلى عنصرها الأول فانطلقت مع الجرذ. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:27 | |
| الجمل The Camel
التعريف
الجمل حيوان ضخم وقوي يعيش في الصحراء. ويمكنه السفر إلى مسافات بعيدة عبر الصحاري الحارة الجافة المحرقة، مكتفياً بالقليل من الماء والطعام. وتسير الجمال فوق الرمال الناعمة بيسر وخفة، لذلك سمي الجمل سفينة الصحراء. إضافة إلى أنها تستطيع نقل الأثقال والأمتعة من مكان إلى آخر حيث تنعدم الطرق، ويصعب الترحال. وتساعد الجمال الإنسان، الذي يعيش في الصحراء في كثير من أوجه الحياة المختلفة.
ويحتفظ الجمل بطعامه في سنامه، الذي يحمله على ظهره، إذ يُخزّن فيه كميات من الدهون يحصل منها على الطاقة اللازمة متى تعذر وجود الطعام.
الجمل في اللغة
والجمل هو الذكر من الإِبل، وتُسمى أنثاه الناقة، وصغيرة الحوار، والجمع جمال وأجمال وجمائل وجمالات، وكنيته أبو أيوب وأبو صفوان.
التصنيف البيولوجي
يعتبر الجمل من شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة وجنس الجمال. وهناك نوعان من الجمال، هما: الجمل العربي ذو السنام الواحـد Arabian Camel, Camelus dromedarius (انظر صورة الجمل ذو السنام الواحد)، والجمل البكتيري ذو السنامين Camelus bactrianus Bactrian Camel (انظر صورة الجمل ذو السنامين)، وهما أكبر عائلة الجمال، التي تشمل حيوان اللاما "لاما جلاما Lama glama" (انظر صورة حيوان اللاما جلاما) وحيوان الألباكا "Lama pacos " اللذان تم استئناسهما منذ عدة قرون، وحيوان الغوْناق "لاما جواناكو Lama guanicoe" (انظر صورة حيوان اللاما جواناكو) وحيوان الفيكونـا أو الفونـاق "Lama vicugna" (انظر صورة حيوان اللاما فيكونا) اللذان ما زالا يعيشان حياة برية.
نبذة تاريخية
يؤكد بعض الباحثين أن الجمال نشأت في أمريكا الشمالية، وأن بعض حيوانات هذه الفصيلة كانت تعيش في تلك البلاد قبل 40 مليون سنة. وفى أواخر العصر البلستوسيني، وحلول العصر الجليدي، هاجر الجمل عبر ألاسكا إلى آسيا، ليكون على مر العصور النوعين الرئيسين المعروفين اليوم. ومن غرب آسيا انتقل الجمل وحيد السنام، عبر شبه الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا. وفى ذلك الوقت نفسه من الماضي السحيق، تحركت بعض الجماعات الصغيرة من فصائل الجمال جنوباً من أمريكا الشمالية إلى أمريكا الجنوبية، لتُكوّن مع الوقت الفصائل الأربعة السابق الإشارة إليها. وعلى العكس من ذلك يُرجّح آخرون أن الجمال نشأت في منغوليا وتركستان، حيث تعيش الملايين منها في أنحاء كثيرة من آسيا حتى الآن.
وتشير الأدلة العلمية إلى استئناس الجمل في جنوب شبه الجزيرة العربية، قبل حوالي أربعة آلاف سنة. وهناك من البراهين ما يؤكد أن الجمال استخدمت في غزو فلسطين قبل 3100 سنة. ويبدو أن استئناس الجمل كان مرتبطاً بالحاجة إليه في التجارة، خاصة نقل التوابل والملح، مما يُرجّح أنها استأنست قبل 5000 أو 5500 سنة. ومن المعتقد أن الجمال العربية لم تكن أليفة قبل ذلك، بل كانت حيوانات برية في شبة الجزيرة العربية. وبعد استئناسها انتقلت الجمال من جنوب شبه الجزيرة العربية، إلى القرن الأفريقي والصومال وبلاد الشمال الأفريقي وأسبانيا وكذلك غرب آسيا والهند.
ويعتقد أن الجمل لم يكن معروفاً في مصر حتى الغزو الآشوري أو الفارسي، في القرنين السابع والسادس الميلاديين (2700 ـ 2600 ق 0 م) حيث دخل إلى مصر وشمال أفريقيا عن طريق جنوب غرب آسيا. وخلافاً لذلك يرى آخرون أن الجمال عاشت قبل استئناسها على الحدود المصرية في عصر ما قبل التاريخ، ثم اختفت لتدخل مرة أخرى بعد استئناسها. ومما يؤكد ذلك العثور على حبل مصنوع من وبر الجمل منذ 4700 سنة.
نُقل أول جمل عربي إلى أستراليا عام 1840م، وتلي ذلك جلبُ أعداد كبيرة منها إلى تلك البلاد لاستخدامها في الاستكشافات، وأعمال المحطات في الأراضي الجرداء. وما زال هناك عدد يربو على 25 ألف جمل تعيش حياة برية في مناطق استراليا الصحراوية. ويبدو أن الجمال ازدهرت حيثما ذهبت، بينما انقرضت وانعدم وجودها من أمريكا الشمالية موطنها الأصلي.
أعداد الجمال في العالم
بينما ينتشر الجمل العربي ذو السنام الواحد حالياً، في شبه الجزيرة العربية وبعض بلاد أفريقيا واستراليا، يظل الجمل ذو السنامين أقل استئناساً من الجمل العربي، ويقطن الصحارى الصخرية في آسيا الوسطى، مثل صحراء جولي في منغوليا. وتؤكد إحصاءات هيئة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وجود حوالي 12 مليون جمل عربي في أفريقيا، منها 70% في السودان والصومال وأثيوبيا وتشاد وكينيا. والباقي موزع على عدة بلدان مثل الجزائر ومصر و ليبيا وتونس والمغرب وجيبوتي ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والسنغال فولتا العليا. أمّا في آسيا فيوجد نحو 3 ملايين جمل، منها 40% في الهند و 28% في باكستان إضافة إلى أعداد أخرى غير قليلة في أفغانستان والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن وأعداد أقل كثيراً في البحرين وإيران وفلسطين والأردن والكويت ولبنان وعَمّان وقطر وسوريا وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
سلالات الإبل في الوطن العربي
تختلف سلالات الإبل في الوطن العربي في أحجامها وألوانها. ومن أشهرها:
1. السوداني
تتميز هذه السلالة بضخامة الحجم، وقوة العضلات وبروزها من عمق القفص الصدري، مع سمك عظام القوائم، ويغلب عليها اللون الأشقر. وتصل سرعة هذه الجمال 4 كيلومترات في الساعة، وتحمل ما بين 150 ـ 200 كيلوجراماً. ويستعمل هذا النوع في الأغراض العسكرية والأمنية لقدرته على السير في الطرق الوعرة. وتوجد أعدادٍ كبيرة منه في مناطق غرب السودان.
2. البشاري
تتميز بخفة الوزن، ونحافة القوائم، ووفرة النشاط والسرعة. وهي من إبل الركوب، وتصل سرعتها إلى 10 كيلومترات في الساعة، وهي ذات لون بنى. وتنتشر هذه الإبل في شمال شرق السودان ناحية البحر الأحمر، ولدى قبائل البشارية.
3. الصومالي
وهي متوسطة الحجم، وتتميز بلون وبرها الفاتح مع لون أسود على السنام والظهر. ويستخدم هذا النوع في الركوب كما يُربى للحمه ولبنه.
4. العربي النجدي
تنتشر هذه السلالة ذات اللون البني الداكن في شمال الجزيرة العربية، وتتميز بتكيفها مع الظروف المناخية القاسية وقدرتها على العمل الشاق. وهي تستخدم في نقل الأحمال كما تُربى للحمها وألبانها.
5. العُماني
تنتشر هذه السلالة في عَمّان جنوب شرق الجزيرة العربية. وهي ذات لون أبيض أو عسلي فاتح، وتتميز بالسرعة الفائقة التي قد تصل إلى 35 كيلومتراً في الساعة. وهي من أشهر إبل سباقات الهجن في منطقة الخليج العربي، ويطلق على هذه الإبل "المغاتير".
استخدامات الإبل
في كثير من بلدان آسيا وأفريقيا يعتمد الناس على الإبل في قضاء معظم احتياجاتهم اليومية. ففي الأراضي التي تقع على حافة الصحاري، يُستخدم الجمل في جر المحاريث لإعداد الأراضي الزراعية وتجهيزها. كما يُستفاد منه أيضاً في السواقي لري الحقول وحمل الغلال إلى الأسواق. أمّا في أعماق الصحاري فان الإبل تعتبر الوسيلة الوحيدة لنقل الأطعمة والملابس والأغطية. وفى المقابل فإن الإبل في حاجة إلى الإنسان لمدها بالماء من الآبار، حتى تعيش خلال فترة الصيف قائظ الحرارة.
ويمكن للإبل أن تحمل أثقالاً قد تصل إلى 150 كيلوجراماً لمدة ثماني ساعات متواصلة. وقد تئن وتتأوه تحت وطأة هذا الثقل، ولكنها تواصل السير.
وتُعد الإبل مصدراً هاماً من مصادر الغذاء لسكان الصحاري، فيأكلون لحومها ويذيبون شحومها التي يأخذونها من سنامها ويستعملونها في الطهي. كما يشربون لبنها، ويصنعون منه الجبن. ويستخدمون جلودها في صناعة الملابس، وينسجون وبرها الناعم لصناعة أغطية صوفية ناعمة، ومن جلود الإبل القوية المتينة تصنع الأحذية والحقائب والسروج. ومن الناس من ينحت عظام الإبل الجافة كما يفعلون بالعاج، ويصنعون منها بعض أنواع الحلي والأواني. كما يستفاد من روثها الجاف وقوداً.
وتظهر الإبل بحجم أكبر من حجمها الحقيقي بسبب وبرها السميك ذي اللون البني، المتدرج من اللون الأبيض تقريباً إلى اللون الأسود. ووبر الجمل العربي أقصر كثيراً من وبر الجمل ذي السنامين، الذي قد يصل طوله إلى نحو 25 سم عند رأسه وعنقه وسنامه. لذا يفضل الوبر الطويل للجمل ذو السنامين على غيره في نسج الملابس الصوفية. ومن المعروف أن الإبل تفقد وبرها في فصل الربيع لتستبدل به وبراً سميكاً جديداً في فصل الخريف المقبل.
طبائع الإبل
تتمتع الإبل بشكل عام بطباع هادئة، وهي ذات ذكاء محدود. كما تتميز بالصبر والجلد وتحمل المشاق عند التعرض للعوامل المناخية القاسية. والإناث أهدأ طبعاً من الذكور. وعموماً فطباع الإبل تعتمد أساساً على طرق تربيتها والخبرة في معاملتها. لذا فإن الإبل تستجيب للمعاملة الطيبة من قبل القائمين على رعايتها، كما أن التبكير في تدريب الإبل صغيرة السن (يسمى العِساف) يروضها ويلطف من طباعها. أمّا الذكور بصفة خاصة، فتنتابها فترات من شراسة الطباع والهياج الشديد خاصة خلال موسم التزاوج.
ومع أن الإبل تميل عموماً إلى الهدوء وحسن المعاملة، لكن يُفضل عدم اقتراب الأغراب منها إلاّ بحذر، حتى تألف وجودهم ورائحتهم وأشكالهم، وسرعان ما تصبح سهلة القيادة. والإبل تختزن الغضب إذا أُسيئت معاملتها، وقد تنتقم ممن أساء إليها انتقاماً قد يودي بحياته.
بعض الصفات التشريحية
يبلغ وزن الجمل البالغ من 250 ـ 690 كيلوجراماً، وطول جسمه من 2.5 ـ 3 متر، ومتوسط عمر الجمل 55 عاماً.
وللجمل عينان واسعتان على جانبي الرأس، تكللها أجفان سميكة يظلل كل منها زوج من الرموش الكثيفة المختلفة الأطوال. وهي تعمل عند ضمها كشبكة تحمى العين من الرمال والأتربة، وتخفضّ من حدة ضوء الشمس المبهر أثناء مروره عبر هذه الشبكة إلى العين، خلال سير الجمل في الصحراء.
وليس للإبل قرون، ولكن توجد عند نهاية أعلى الرأس أذنان قصيرتان مستديرتان، يغطيهما شعر يصل إلى داخلهما ليساعدها على وقاية أذنيها من رمال الصحراء. وهي تتمتع بحاسة سمع قوية ولها فم كبير به 34 سناً قوية حادة. وعضلة ضامة عند فتحتي الأنف الخارجيتين تمكنها من إغلاقهما لمنع دخول الرمال والأتربة، وحماية الجهاز التنفسي. وتمتع الجمل بمرونة الشفتين، وبوجود شق في الشفة العليا يساعدها على التقاط الأعشاب البرية الجافة بسهولة. أمّا الشفة السفلى فمتدلية. وتحتوي اللثة العليا، وكذلك الغشاء الداخلي المبطن للتجويف الفمي، على زوائد قرنية طويلة للوقاية من تأثير أشواك النباتات الصحراوية. ويتميز سقف التجويف الفمي للإبل بالطول، وينتهي بلهاة بارزة لها القدرة على الانتفاخ مثل البالون وتعتبر من علامات الذكورة لدى البعير وتسمى "الهدّارة".
ويتكون العمود الفقري للإبل من سبع فقرات عنقية، شأنه شأن الحصان والأبقار والأغنام والخنزير وغيرها من الثدييات. كما أن به 12 فقرة صدرية، 7 قطنية، 4 عجزية، 9 ـ 14 فقرة ذيليه.
وفى صدور الإبل ومفاصل سيقانها، بقع صلبة عارية من الوبر، وهي توجد حتى في الجمال حديثة الولادة حيث تكتسي بجلد سميك قوى عند بلوغ الصغير الشهر الخامس من العمر.
وللإبل قوائم طويلة قوية، تنتهي كل منها بإصبعين. وكل إصبع مزود بظلف، وتصل بين الإصبعين أخفاف عريضة تمتد عندما تطأ الأرض، وتتسع دائرتها. وتساعد الأخفاف الإبل في السير على الرمال، دون أن تغوص فيها، كما تُمكِّن الأخفاف الإبل من السير على الصخور بكل سهولة ويسر. وعندما يسير الجمل أو يعدو لا تكاد أخفافه تحدث صوتاً.
ويتكون سنامها في معظمه من الشحم، إضافة إلى بعض الأنسجة الليفية. وقد يصل وزن السنام إلى 35 كيلوجراماً. ويزود السنام الإبل بالطاقة اللازمة للحياة والحركة إذا تعثر الحصول على الطعام. وفى فترات الجوع ونقص الطعام، ينقص حجم السنام وقد يتدلى على أحد جانبيه. ولكن بعد توفر الطعام يشتد هذا السنام وينتصب مرة أخرى على ظهور الإبل.
ويتميز الجمل البكتيري عن الجمل العربي بوجود سنامين على ظهره، وجسمٍ مغطى بوبر كثيف أطول من وبر الجمل العربي، وأكثر سواداً منه. كما أن قوائمه أقصر وجسمه أكبر، وهو مهيأ لتحمل البرد الشديد. ومن الثابت علمياً أن جنين كلا النوعين يكون له سنامان صغيران، يبقيان ويكبران في الجمل البكتيري بينما يلتحمان أثناء نمو وتطور الجنين في الجمل العربي، ليكونا معاً سناماً واحداً.
ومن الناحية التشريحية فلإبل مريء طويل، مقارنة بالحيوانات الأخرى، نظراً لطول رقابها. فقد يصل طول الرقبة، وهي مبطنة إلى مترين بغدد إفرازية لتسهيل انزلاق الأعشاب الجافة والأشواك التي تعتمد الإبل عليها كثيرا في غذائها.
ويتميز الإبل بأن معدتها تتركب من ثلاث أجزاء فقط، هي: الكرش Rumen، والشبكية Reticulum، والجزء الثالث تندمج فيه الورقية (القلنسوة) Omasum، والمنفحة (أم التلافي) Abomasum، ولا يمكن تمييزهما من الخارج. وهي بذلك تختلف عن باقي المجترات التي تتركب معدتها من أربعة أجزاء. ويتميز الكرش باحتوائه على الحويصلات الغدية، التي يعتقد أنها تُخزن كمية كبيرة من الماء لتمد بها الإبل عند تعرضها للعطش الشديد. ويصل طول الأمعاء الدقيقة إلى حوالي 40 متراً، أمّا الأمعاء الغليظة فطولها حوالي 20 متراً.
ويتميز كبد الجمل بأنه على هيئة فصوص تحتوى على العديد من الحواجز الليفية، وأن ليس به حوصلة مرارية. أمّا الطحال فلا يلتحم بالحجاب الحاجز من الناحية اليسرى، مثل الحيوانات الأخرى وإنما يلتحم بالكرش. ومن العجيب أيضاً أن الجمل هو الحيوان الوحيد الذي تتميز كريات دمه الحمراء بأنها بيضاوية الشكل، وليست مستديرة مثل باقي الحيوانات.
بعض الخصائص الوظيفية (الفسيولوجية) للإبل
تكيفت الإبل جيداً مع الأجواء الصحراوية الحارة والباردة، وذلك بقدرتها على البقاء مدة طويلة، قد تصل إلى سبعة عشر يوماً، دون ماء أو غذاء. وقد تمتد قدرة تحملها لهذه الظروف القاسية فترة ثلاثين يوماً، وسبب ذلك أن معدتها يمكنها أن تستوعب ما يقرب من 125 لتراً من الماء وكروشها مزودة بأكياس أو حويصلات ذات صمامات تمتلئ بالماء، وتفتح هذه الصمامات عند الحاجة.
وقد خص الله هذه الحيوانات بنظام فريد من نوعه لتنظيم درجة حرارة الجسم، فهي تستطيع الاحتفاظ بالحرارة في أجسامها ولا يتخلص منها إلا في الساعات الباردة من الليل، مما يقلل استهلاكها للطاقة.
وتتميز كُلية الإبل بالقدرة على إفراز بول ذى درجة من الملوحة عالية، توفيراً وحفظاً للماء داخل الجسم. وكذلك قدرة القولون على امتصاص أكبر قدر من الماء مما ينتج عنه دمناً جافاً نسبياً بالنسبة للحيوانات الأخرى. كما أنها تستطيع أن تقلل كمية خروج بخار الماء من الأغشية المخاطية للأنف، فتقلل من فقد الماء وتحافظ عليه داخل الجسم.
وتختلف الإبل عن كثير من الحيوانات الأخرى، في أن تلك الحيوانات تعرق عندما ترتفع حرارة الجو، فيتبخر العـرق ويجعل جلدها بارداً، بينما الإبل تكاد لا تعرق بسبب عدم أو ندرة وجود غدد عَرَقية لديها. ولذلك فان درجة حرارة أجسامها ترتفع إلى ما يقرب من 6 درجات مئوية أثناء النهار، ثم تبرد ليلاً. وفى الأيام شديدة الحرارة تعمل الإبل على تخفيف حرارة جسمها بقدر الإمكان بالخلود إلى الراحة، بدلاً من الرعي. وقد ترقد في مكان ظليل، أو تواجه أشعة الشمس بوجوهها حتى لا يتعرض سوى جزء يسير من أجسامها لحرارة الشمس وأشعتها. ولتعوض الإبل النقص في الغدد العرقية، زودها الله بغدتين في أعلى مؤخرة الرأس عند اتصالها بالرقبة، وتُعرف هذه الغدد ـ التي تحورت لتقوم بعمل الغدد العرقية ـ باسم غدد مؤخرة الرأس Poll Glands، وتحتل مساحة تقرب من 6 × 4 سم، وتظهر المنطقة التي بها هذه الغدد بلون مخالف عن لون الجلد. وهي أنشط في الذكور عنها في الإناث، وهي لا تفرز العرق إلاّ في فترات الحرارة الشديدة، ومع ازدياد الهياج الجنسي في موسم التزاوج.
كما أن عدم اكتمال وجود قناة دمعية أنفية لدى الإبل، يمنع تأثر بصرها عند تعرضها لحرارة الشمس الحارقة، لأن انسياب دموعها المستمر يساعد على ترطيب العين ويعمل على عدم جفافها.
ويؤكد بعض العلماء أن القوة الفائقة لتحمل الإبل وصبرها غير المحدود عند تعرضها للظروف المناخية القاسية، إنما تعود إلى إفراز الجسم الصنوبري Pineal Gland، في مخ الإبل لمادة الإندورفين المخدرة Endorphin، بكميات كبيرة بالغة النقاء وما يصاحب ذلك من تأثير مهدئ.
ويمكن للجمل أن يسير مسافة 50 كم يومياً دون إجهاد، بسرعة 5 كيلو مترات في الساعة. كما أن له القدرة على العدو بسرعة 15 كم/ ساعة، وعلى أن يحمل أثقالاً تزن 200 ـ 300 رطلاٍ لمسافة طويلة دون إجهاد. والإبل عادة تحب السير، خاصة في الطقس الحار، ولكن يمكنها أن تعدو بسرعة متوسطة، ترتفع فيها الرجلان اللتان على جانب واحد وتمسان الأرض في وقت واحد مما يحدث تأرجحاً وحركة تدفع بالراكب إلى الأمام تارة والى الخلف تارة أخرى. وقد ينشأ عن هذه الحركة دوار كدوار البحر الذي يحدث لراكبي المراكب أو السفن.
أسماء الجمل
ولمكانة الإبل الفريدة عند العرب، خصصوا لها العديد من المسميات، "فالجمل" للذكر الذي أكتمل نموه، و"الناقة" الأنثى التي أكتمل نموها وبلغت متوسط العمر، أما ولد الناقة من أول رضاعه إلى أن يفطم أو يفصل فيقال له "حُوار"، فإذا فصل عن أمه فهو "فصيل"؛ وتطلق "القعود" على الذكر فيما بين سنتين وست سنوات من العمر، وبعدها يقال له جمل. وتقابل القعود الذكر، "القلوص" من الإناث. ويقال للجمل "بعيراً" إذا استكمل السنة الثامنة وطعن في التاسعة وظهر نابه، فهو حينئذ "بازل" سواء كان ذكراً أم أنثى، وسمى البازل من البذل وهو الشق، وذلك أن نابه إذا طلع يقال له "بازل" لشقه اللحم عن منبته شقا. أما "العود" و"الفاطر" فهما اسمان للبعير الكبير السّن الذي كاد يهرم؛ كما أطلقوا أسماء على مراحل ما بعد الهرم، منها "الثلب" و"الهريش" و"الماج" و"الأدرم" و"الكزم" وغيرها كثير.
أسنان الإبل
تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور عقب الولادة، وأول ما يُشق منها ثنايا الفك السفلي في فترة ما بعد الولادة وحتى عُمر أسبوعين. ثم يظهر الرباعيان في الفترة من أسبوعين حتى أربعة أسابيع. وخلال الفترة السابقة تبدأ في الظهور على التوالي ضروس المقدمة الثلاثة العليا، وكذلك ضرسا المقدمة للفك السفلي. ثم يبدأ قارحا الفك السفلي في الظهور في الفترة من شهر ونصف حتى شهرين. بعد ذلك تظهر أنياب الفك العلوي والسفلي، وكذلك قواطع الفك العلوي في الفترة من شهرين حتى أربعة أشهر. وتكتمل الأسنان اللبنية في عمر ستة أشهر، ويصل عددها، على الفكين العلوي والسفلي، 22، توزيعهما كالآتي: في الفك العلوي قاطعان ونابان وستة ضروس، وفى الفك السفلي ستة قواطع ونابان وأربعة ضروس.
وتبدأ الأسنان الدائمة في الفترة من عمر سنة حتى خمسة عشر شهراً، بظهور الضرس الأول الدائم من ضروس المؤخرة في الفكين العلوي والسفلي. ويليه الضرس الثاني من عمر سنتين ونصف، حتى ثلاث سنوات.
وتتبدل الثنايا للفك السفلي إلى أسنان دائمة، من عمر أربعة سنوات ونصف حتى خمس سنوات. ثم يبدأ الضرس الثالث من ضروس المؤخرة الدائمين في الفكين العلوي والسفلي في الظهور. كما يتبدل ضرسا المقدمة الثاني والثالث في الفك العلوي، والثاني في الفك السفلي، من عمر خمس سنوات حتى خمس سنوات ونصف.
يبدأ الرباعيان للفك السفلي في التبديل اعتباراً من عمر خمس سنوات ونصف حتى ست سنوات. كما يتبدل النابان والقارحان للفكين العلوي والسفلي من عمر ست سنوات ونصف حتى سبع سنوات، وكذلك الضرس الأول من ضروس المقدمة للفكين العلوي والسفلي، من عمر سبع سنوات حتى سبع سنوات ونصف. لتكتمل بذلك المجموعة الدائمة للأسنان عند عمر سبع سنوات ونصف حيث يكون عددها على الفكين العلوي والسفلي 34 منها قاطعان ونابان وأثنى عشر ضرساً في الفك العلوي وستة قواطع ونابان وعشرة ضروس في الفك السفلي.
التناسل في الإبل
يصل الذكر إلى مرحلة النضج عند عمر ثلاثة أعوام، ولكن قدرته التناسلية لا تكتمل إلاّ عند بلوغه ستة أعوام من العمر، حيث يمكنه أن يضرب خمسين ناقة في الموسم. ويظل الذكر قادراً على التناسل بكفاءة حتى يبلغ من العمر عشرين عاماً.
تنضج الأنثى عند عمر ثلاث سنوات ولكن يُفضل عدم ضِربها قبل أربع سنوات من العمر، حتى يكتمل نموها جسمانياً.
ويكتسب الجمل خلال موسم التزاوج سلوكاً غاية في الشراسة والعدوانية، ويميل إلى الاعتداء والعنف ولا يمكن قيادته بالسهولة المعتادة ويقرض على أسنانه ويتجشأ وتميل رقبته للخلف وتخرج الرغاوي من فمه. وقد يصاب الجمل بالإسهال ويمتنع عن الطعام ويفقد كثيراً من وزنه. ومن العلامات المهمة في هذه الفترة وجود إفرازات كثيرة بنية اللون لها رائحة نتنة مميزة تسيل على جانبي الوجه، وتنتجها غدد خاصة Poll Glands، أعلى الرأس. وكثيراً ما يحك الجمل رأسه فيما يحيط به من أشياء، تاركاً عليها بصمته المميزة لتجذب إليه الإناث طلباً للتزاوج. وعندما تشتد به الرغبة يُخرج الجمل من جانب فمه ما يشبه كرة لحمية حمراء منتفخة بالهواء في حجم رأس الرجل تقريباً تُسمى الهدارة، ويقول العامة إن الجمل "ضارب القلة Gulla أو Dulaa".
وتلد الناقة حواراً واحداً بعد فترة حمل تراوح بين 370 إلى 440 يوماً. ومن علامات الولادة في الناقة ظهور تورم في حيائها وضرعها قبل 5 ـ 10 أيام من الولادة. ومع اقتراب موعد الولادة (قبل 5 ساعات) يلاحظ حدوث اضطراب وعدم استقرار مع الامتناع عن الطعام وتكرار الرقود والنهوض لتتخذ الناقة في النهاية وضع الولادة. وعادة تتم الولادة بسرعة إذا ما كان وضع الجنين طبيعياً. وتنهض الناقة سريعاً عقب الولادة حيث يُقطع الحبل السُري المتصل بالمولود تلقائياً.
ويكون جسم الحوار مغطى بوبر كثيف، ويستطيع الحوار أن يجرى بعد سويعات من ولادته. وترضع الناقة حوارها لمدة 15 شهراً (انظر صورة حوار يرضع من أمه)، وقد يعيش الحوار في كنف أمه العديد من السنوات ما لم يتم فصله عنها. ويبدأ تعليم الحوار الاستجابة للأوامر في عمر سنة تقريباً، حيث يُعَوّد على بعض الأعمال الخفيفة.
ويمكن للجمال العربية وحيدة السنام التزاوج مع الجمال البكتيري ذات السنامين دون اعتبارات علم التصنيف. وتاريخياً يرجع تهجين هذين النوعين إلى حوالي 2200 سنة ق. م. ومعظم الدراسات العلمية الحديثة على هذا النوع من التهجين، بدأت في جنوب روسيا وتركيا وشمال إيران وأفغانستان.
رعاية الإبل
تبدأ رعاية الإبل في مرحلة مبكرة بتعليم الصغار عدم الخوف، والاستجابة للمعاملة الطيبة. وعقب الفطام يبدأ تدريب الإبل، ويُسمى "العِساف". ويفضل استعمال حبل الرأس عند عمر سنتين، من أجل تعويدها على طاعة الأوامر، خاصة الرقود والنهوض. ثم يلي ذلك التدريب على الركوب عند عمر 3 سنوات. ويراعى في هذه الحالة تثبيت الأقدام بعقل الأرجل الأمامية بالحبال، لمنع النهوض الفجائي.
سُقيا الإبل
لا تحتاج الإبل لشرب الماء بصفة مستمرة كباقي الحيوانات. فيكفي عرضها على مياه الشرب مرة كل ثلاثة أيام في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة، إضافة إلى أكل العلائق الجافة، فتشرب بمتوسط من 40 إلى 50 لتراً من الماء. أمّا في فصل الشتاء، حيث البرسيم والعلائق الخضراء، فيكفي عرضها على مياه الشرب بمتوسط 20 ـ 35 لتراً من الماء. ويُراعى أن تكون أحواض السقي الخاصة بالإبل نظيفة، خالية من الريم أو الطحالب الخضراء، حتى لا تسبب اضطراب بالجهاز الهضمي للحيوانات. ويستحب أن يترك للإبل الوقت الكافي أثناء عرضها على مياه الشرب حتى تأخذ كفايتها من الماء (من 15 إلى 30 دقيقة). ومن المستحسن عرض الجمال على مياه الشرب قبل القيام إلى أي مهمة، وسقيها مرتين خلال 48 ساعة قبل القيام بالمأمورية. ويفضل عدم السماح للإبل بالشرب من مياه الأنهار أو البحيرات أو البرك حتى لا تتعرض للأمراض. كما يفضل السماح للجمال المريضة بالشرب يومياً في أماكن العزل ومن أحواض خاصة بها، ولا يجوز أن تشرب من أحواض السقي الخاصة بالجمال السليمة.
ومع مراعاة السماح للجمال بالسقي مرة واحدة، وتناول كميات كبيرة عقب العطش الشديد لفترة طويلة، فإنه يلزم عدم عرض الجمال على مياه الشرب بعد تناول العلائق مباشرة، بل يفضل مرور فترة من الوقت تصل إلى 3 ـ 5 ساعات من تناول العلائق، حتى يتجنب إصابة الجمال باضطرابات الجهاز الهضمي من تلبك معوي ونفاخ. ويفضل سقي الإبل في فترة الظهيرة.
تغذية الإبل
تُكيف الإبل نفسها على تناول مختلف أنواع الغذاء، فهي تستطيع أن تتغذى على ما يقرب من 160 نوعاً من الأعشاب والحشائش، التي تنبت وتنمو برياً في الصحراء. والإبل لا تنتقي فقط الطعام الذي تأكله بل تنتقي أيضاً أجزاء معينة من النبات. ويمكن للإبل أن ترعى على مسافات قد تصل إلى 70 كيلومتراً، وتعيش على النباتات الصحراوية مثل الثمام، الثيموم، العوسج، السدر، العبل، السمر، الصخبر، والرمث والتي تعطي لبنها نكهة خاصة. كما أنها تستطيع تمييز النباتات الضارة، مثل نبات الهرم الذي يسبب الإسهال الشديد.
ولا بدّ للقعود أن يتغذى على لبن الأم، للاستفادة من لبن السرسوب بما يحتويه من عناصر ضرورية، ذات قيمة غذائية مرتفعة، وأجسام مضادة تحميه من الأمراض. وتميل الإبل ـ عامة ـ إلى الرعي قبل الشروق أو عند الغروب، ولا تميل إلى الرعي في الجو الحار. كما تميل إلى تناول الغذاء المخلوط بالملح، ويفضل إضافة هذا العنصر المهم إلى غذائها بمعدل 45 ـ 60 جراماً يومياً في غذاء الإبل التي تعمل عملاً شاقاً لأن إضافة الملح يقيها من الإصابة بمرض (تنكرز الجلد الوبائي).
ويُفضل عدم وضع العلائق الجافة للجمال، مثل الذرة الرفيعة أو الحبوب، بصفة خاصة إلاّ بعد غسلها بماء نظيف وتعرضها للشمس حتى تجف تماماً. ويراعى تنظيف المداود التي توضع بها العلائق من الأتربة والشوائب والأجسام الغريبة، وكذلك غربلة التبن جيداً قبل تقديمه للحيوان. كما يُستحسن أن تكون أوقات تقديم العلائق منتظمة وثابتة، خاصة في الأماكن المسوّرة كالثكنات العسكرية والاسطبلات. ومع التغذية السليمة قد يصل وزن الجمل إلى 500 كيلوجراماٍ.
ويلاحظ أن المعدة المركبة للجمل، لها القدرة على هضم كميات كبيرة من الحبوب نتيجة لقوة الجدران المبطنة للمعدة، وقوة انقباضها أثناء خلط الغذاء بالعصارات لإتمام عملية الهضم.
وتتميز الإبل بوجود شفتين ذات مرونة كبيرة، ولسان دائم الحركة، ووجود شق بالشفة العليا يساعده على التقاط الحشائش والأعشاب الجافة، التي تنمو في الصحراء بطريقة عشوائية، دون إصابته بجروح.
وتحدد العلائق كالآتي:
البرسيم
الملح
الدريس
التبن
الذرة الرفيعة
ـــ
25 كجم
50 جرام
50 جرام
5,2 كجم
5,2 كجم
5,2 كجم
4 كجم
5,2 كجم
فصل الصيف
فصل الشتاء
ويراعى زيادة العلائق بمعدل كيلو جرام واحد للإناث العشار والاهتمام بتغذيتها (الذرة الرفيعة).
كي الإبل
تجرى عملية الكي إمّا للعلاج من إصابة مرضية، وإمّا بغرض التمييز (الوشم)، وُيعرف بالكي العربي.
ويجري الكي للعلاج بتسخين قطعة من الحديد على موقد لدرجة الاحمرار، ثم إلصاقها بالجزء المصاب من الحيوان، بغرض إحداث نوع من الالتهاب وقتل الميكروبات والجراثيم، التي قد توجد في مكان الإصابة. ثم التأثير على التهابات الأعصاب المنتشرة في هذه المنطقة عن طريق ما يقال في اللغة البدوية "قتل العصب"، لتخفيف الآلام الناتجة في هذه المنطقة. وهناك أنواع وأشكال مختلفة من الكي موزعة على بعض المناطق في الجسم، كالرأس، والرقبة، والقوائم الأمامية، والأفخاذ. والكي عند الحنجرة (الذرر) يدل على أن هذه الناقة أو الجمل كان مصاباً بمرض الجفار، أي السل. وكما يُستعمل الكي لعلاج اللهد، وهو ورم والتهاب في منطقة الكتف وجانبي السنام، نتيجة لاحتكاك السرج بالجلد. كما يكون أسفل الركبة في حالات الخلع والكسر، وكذلك يكون أعلى منطقة الخلخال (الرمانة) لعلاج حالات التواء المفصل أو تمزق الأربطة. والكي بجوار القرص (الوسادة القرنية للصدر) يدل على إصابة سابقة بمرض الصدر.
أمّا الكي العربي فيجري لاستحداث علامات ثابتة مميزة، ويكون عادة في مناطق الرأس أو الرقبة أو الصدر أو الفخذ. ويتم إحداث هذه العلامات للتعرف على الحيوان في حالة فقده.
الإبل في الأمثال العربية
ضرب العرب المثل بالإبل في مختلف المواقف، فمن ما يردده العرب حين لا يعنيهم الأمر "هذا أمر لا ناقة لي فيه ولا جمل". كما انتشر مثل عربي على لسان العامة في كثير من الأقطار العربية عن اعوجاج عنق الجمل فيقولون إن الجمل لا يرى اعوجاج رقبته. ويقصد به أن الإنسان لا يعرف عيوب نفسه. ويقول المصريون "لو رأى الجمل سنامه لحاول أن يتخلص منها على الفور" أي أن الإنسان لو رأى عيوب نفسه لمات منها خجلاً. كما يُضرب المثلُ بالجمل في الحقد، فيقال "أحْقَد من جَمَل"، والهداية فيقال "أَهْدَى من جَمَل".
حَرِّك لها حوارَها تَحِنُّ.
الحوار، ولد الناقة قبل أن يُفصَل عن أمّه. ورُويَ في قصة هذا المثل أن عمرو بن العاص قال لمعاوية حين أراد استنصار أهل الشام: اخرج لهم قميص عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، الذي قُتِل فيه، ففعل، فأقبل إليه أهل الشام يبكون، فعندها قال عمرو: "حرك لها حُوارَها تَحِنَُ".
يُضرب في تذكير الرجل ببعض أشجانه ليهتاج.
الإبل في القرآن والسنة
]َمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ[ (الأنعام: 144).
]أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ[ (الغاشية: 17).
ذُكرت الإبل في القرآن الكريم في عدد من الآيات. ففي معرض الحديث عن قدرته، ولأن دواب العرب كانت غالباً من الإبل، يقول الله سبحانه وتعالى: ]أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ[ (الغاشية: 17) آمراً عباده بالتأمل في مخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة. ويقول سبحانه وتعالى: ]وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ (الأعراف: 73) والمقصود هنا ناقة صالح عليه السلام وكان قوم ثمود قد سألوا صالحاً أن يأتيهم بآية واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء، عينوها بأنفسهم يقال لها الكاتبة، ناقة عشراء تمخض فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم ليؤمنن به وليتبعنه فلما أعطوه عهودهم قام صالح إلى صلاته داعيا الله عز وجل فتحركت الصخرة ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها، فعند ذلك آمن رئيسهم جندع بن عمرو ومن معه وأراد ابن عمه شهاب بن خليفة وكان من أشراف ثمود أن يسلم، فنهاه باقي الأشراف فأطاعهم، فقال في ذلك رجل من مؤمني ثمود يقال له مهوش بن عثمة بن الدميل:
إلى دين النبي دعوا شهابا
وكانت عصبة من آل عمرو
فهم بأن يجيب فلو أجابـا
عزيز ثمــود كلهم جميعا
وما عدلوا بصاحبهم ذؤابـا
لأصبـح صالح فينا عزيزا
تولوا بعـد رشدهم ذيابـا
ولكن الغواة من آل حجـر
ويذكر الله تعالى ما جعل لخلقه في الأنعام من المنافع بقوله عز وجل ]وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ[ (المؤمنون: 22). حيث قرنها بالفلك، التي هي السفائن، لأنها سفن البر.
وقال تعالى: ]وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيم[ (النحل: 7).
ويقول الله سبحانه وتعالى أيضاً: ]أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ[ (يس: 71-73).
وفى الصحيحين، عن أبى موسى الأشعري ـ رضى الله عنه ـ أن النبي ـ r قال: "تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا" (صحيح مسلم).
وفيهما، عن ابن عمر رضى الله عنهما، أن النبي ـ r قال: "مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ" (صحيح البخاري). |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:36 | |
| الدب The Bear تعريف
الدب من أضخم الحيوانات الموجودة حالياً على وجه الأرض، ويُغطي جسده فراءٌ سميك. وهو على ضخامة جسده إلاّ أنه حيوان ذكي يتميز بحاسة شم قوية تعوضه كثيراً عن ضعف البصر ويجيد استخدام أصابع يديه في أعمال دقيقة.
ومع أن علماء الحيوان صنفوه من اللواحم، إلاّ أن معظم الدببة تتغذى على أطعمة أخرى، مثل الفواكه وأوراق النباتات. لذا يُفضل اعتباره من القوارت التي تقتات على المواد الحيوانية والنباتية. وتعيش الدببة شمالي خط الاستواء في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وفي المنطقة القطبية وفي أمريكا الجنوبية. ولا تعيش أي أنواع من الدببة في أفريقيا أو أستراليا أو في القارة الجنوبية المتجمدة. ويختلف حجم الدب ووزنه تبعاً لنوعه، وقد يراوح وزنه من 30 إلى أكثر من 800 كجم.
أسماؤه: الفَلْحَس (الدب المسن).
الجمع: دِببة، دِباب.
اسمه بالفرنسية: Ours
اسمه بالإنجليزية: Bear
أنثاه: الجهِيزَة، الدُبَّة، القارَة.
ولده: الدَّيْسَم، الجِبْس.
صوته: القِهْقاع. التصنيف البيولوجي
يتبع الدب شعبة الحبليات، شُعَيْبة الفقاريات، طائفة الثدييات، رتبة أكلات اللحوم، الفصيلة الدُّبِّيّة Family Ursidae، جنس الدببة. أنواع الدِيَبَة
يقسم علماء الحيوان أنواع الدببة إلى سبعة أنواع رئيسية هي:
1. الدب ذو النظارات أو المقنع.
2. الدب الآسيوي الأسود.
3. الدب البني.
4. الدب الأمريكي الأسود.
5. دب الشمس.
6. الدب القطبي.
7. الدب الكسلان.
ومن ناحية أخرى فان عدداً من علماء الحيوان، يصنفون حيوان الباندا العملاقة على أنه من الدببة.
1. الدب المقنع أو ذو النظارات Tremarctus ornatus) Spectacled Bear) (انظر صورة الدب المقنع)
يعيش هذا النوع من الدببة في المناطق الجبلية الباردة، والغابات الواقعة في شمال الأنديز في أمريكا الجنوبية، ما بين غربي فنزويلا و شمال بوليفيا. وهو النوع الوحيد من الدببة الذي يعيش في أمريكا الجنوبية. وهو ذو رأس صغير نسبياً، وخطم قصير، وأرجل طويلة، والجسم مغطى بفراء بني داكن أو أسود خشن الملمس. ويتميز هذا الدب بوجود هالتين أو حلقتين لونهما أبيض حول العينين، مما حدا إلى تسميته "الدب ذو النظارات".
وفي بعض الأحيان تلتقي هذه النظارات على هيئة بقعة كبيرة بيضاء، على العنق والصدر. وطول هذا الدب حوالي 180 سم، وارتفاعه عند الكتفين 75 سم، ويزن ما يقرب من 90 إلى 140 كيلوجراماً.
وهذا الدب قد يأكل الحشرات والحيوانات الصغيرة مثل الأرانب والفئران، ولكنه يقتات أساساً على الفواكه والخضراوات حيث أن فكاه وأسنانه مهيئان لهذا النوع من الطعام. والدب المقنع حيوان ليلي، يقضي معظم وقته متخفياً بين الأشجار ويتجنب الأماكن التي يجوبها الإنسان، وله قدرة فائقة على تسلق الأشجار. وهو يفضل العيش منفرداً، ولكنه قد يعيش أحياناً في مجموعات صغيرة.
وفترة الحمل حوالي ثمانية أشهر ونصف، تضع الأنثى بعدها صغيراً واحداً إلى ثلاثة صغار، صغيرة الحجم عاجزة عن الدفاع عن نفسها وسط الغابات أو الجبال. وقد أدى الصيد الجائر وتدمير البيئات الطبيعية لهذا الدب في الغابات، إلى ندرته في الطبيعة.
2. الدب الآسيوي الأسود Ursus thibetanus) Asiatic Black Bear)
ينتشر هذا الدب الذي يطلق عليه أحياناً دب الهمالايا في غابات وجبال التبت، ومنشوريا، وكوريا، وباكستان وشمال الهند ومنغوليا. وهو يتسم باللون الأسود اللاّمع البراق، مع قليل من الشعر الأبيض على الذقن، وعلامـة بيضاء على شكل V أوY على صدره وبين ذراعيه. وبسبب هذه العلامة يطلق عليها عادة اسم "دب القمر". وهو ذو مخالب قوية ومعقوفة، وينتهي رأسه بخطم مدبب، وأذناه كبيرتان نوعاً، وأسنانه ضعيفة. وهو أصغر حجماً من الدببة الأمريكية السوداء حيث لا يتعدى طوله 170 سم، وارتفاعه 90 سم، ويزن حتى 150 كيلوجراماً. والدب الأسود يحب العيش وحيداً إلاّ في موسم التزاوج. أمّا الأنثى فتظل ملتصقة بأبنائها حتى يبلغوا عامهم الأول.
ويتغذى الدب الآسيوي الأسود أساساً على النباتات والفاكهة والخضراوات. وقد يأكل الحيوانات الصغيرة والحشرات في فصل الخريف، مما يساعده على تخزين قدر كاف من الدهون يقيه شر البرد في فصل الشتاء، حيث يظل هذا الدب خاملاً تماماً لفترة أربعة أو خمسة أشهر، مختبئاً من البرد في أحد الكهوف، أو في تجويف جزع شجرة كبيرة. وقد يفرش الأرض الثلجية بالأغصان الصغيرة، الأمر الذي يكفل وصول أشعة الشمس إليه. وفي الصيف يفترش فروع الأشجار الصغيرة على هيئة عش لينام عليها.
ويتميز هذا الدب بحبه لتسلق الأشجار، ومهارته في السباحة. وتعد الدببة الآسيوية من أكثر الأنواع شراسة، فهي تقتل عدداً كبيراً من الأبقار وصغار الخيول، وقد تهاجم الإنسان أحياناً. والصينيون يصطادونها لاعتقادهم أن للحومها وعظامها قدرات خارقة على شفاء كثير من الأمراض.
3. الدب البني Ursus arctos) Brown Bear) (انظر صورة الدب البني)
يُعد الدب البني من أضخم أنواع الدببة في العالم، وهي تشمل الدببة البنية الأوربية، والدببة البنية الآسيوية، وتنتشر في أقصى شمال أوراسيا، ودببة ألاسكا البنية، مثل دب كودياك، ودب شبه الجزيرة البني، والدببة البنية في غرب شمال أمريكا. وعلى الرغم من أن اسمه الدب البني، إلاّ أن لونه يختلف من البيج الباهت إلى البني، أو الرمادي الفضي، أو الأزرق، أو حتى الأسود. وبشكل عام فهو يعيش في الغابات التي تمتد شمالاً، إلى السهول الجرداء في المنطقة القطبية الشمالية.
وقد أسهم كل من الدب البني الأوروبي والدب البني الآسيوي، بأدوار متعددة في قصص الأطفال. وقد استخدم لمئات السنين في إنجلترا في رياضة وحشية، تُسمى "تعذيب الدببة"؛ وفيها يربط الدب إلى عمود، ليُدافع عن نفسه ضد كلاب ضارية. وقد أقام رعاة البقر قديماً في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية مباريات مشابهة بين الدببة الرمادية والثيران.
أمّا دببة ألاسكا فتوجد في ولاية ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في جزر كودياك وأفوناك على الساحل الجنوبي الشرقي لولاية ألاسكا، وفي جزر أخرى في ألاسكا.
وهذا النوع من الدببة عشبي بالدرجة الأولى، يأكل الفاكهة والخضراوات ولكنه قد يفضل اللحوم إذا ما توفرت. وهو قوي جداً يستطيع أن يقتل حيواناً كبيراً في حجم الثور. كما أن له مهارة فائقة في صيد الأسماك. ويراوح وزنه بين 150 و780 كيلوجراماً حسب الموسم. فقبل البيات الشتوي يكون وزنه ضخماً لاكتنازه كثيراً من الدهون، التي يستهلكها أثناء هذه الفترة من السبات العميق. وطول هذا الدب من مترين إلى ثلاثة أمتار، وارتفاعه عند الكتفين 70 ـ 120 سم. وهو يفضل العيش منفرداً أو في جماعات عائلية صغيرة، تتكون من أنثى واحدة وصغارها. ويقضى الشتاء نائماً في كهف أو تجويف يبطنه بأوراق الأشجار. وفترة البيات الشتوي عند الإناث أطول منها عند الذكور. وتلد الإناث في منتصف الشتاء بعد فترة حمل 7 ـ 8 أشهر، ويراوح عدد الجراء من 1 ـ 3. وتعيش الصغار مع أمهاتها في الكهف، الذي تمت فيه الولادة حتى حلول الربيع. وتبقى في رعاية أمهاتها لمدة عام آخر. وتبلغ الجراء مرحلة النضج في عمر 3 سنوات تقريباً.
4. الدب الأمريكي الأسود Ursus americanus) American Black Bear)
من أكثر أنواع الدببة شيوعاً، وينتشر في كندا وشرق ووسط أمريكا الشمالية، ويقطن الغابات الكثيفة. ومعظم أفراد هذا النوع سوداء اللون إلاّ أن بعضها يكون له فراء أسود وأنف بني، كما أن لبعضها بقعاً بيضاء على الصدر. وهناك نوع آخر من الدببة يعرف باسم "دببة القرفة"، وهي ذات فراء بني فاتح. وتوجد في منطقة شمال غرب المحيط الهادي أفراد بيضاء اللون تنتمي لهذا النوع من الدببة نفسه. كما يوجد دب كير مود ذو الفرو الأبيض الضارب إلى الصفرة، الذي يعيش في المناطق الساحلـية في كولومبيا البريطـانية في كندا
أمّا الدب الأزرق، الذي يُطلق عليه أيضاً الدب الثلجي، فله شعر رمادي مختلط بالأسود، الأمر الذي يعطيه لوناً مائلاً إلى الزرقة، وهو يعيش في سلسلة جبال سانت الياس جنوب شرقي ألاسكا. ويتميز الدب الأمريكي بذيل قصير يبلغ طوله حوالي 12 سم، وذلك خلافاً لأنواع الدببة الأخرى، التي تفتقر إلى وجود ذيول ولكن لها جزء بارز صغير بدلاً منه. والدب الأمريكي الأسود الذي يقطن المناطق الشرقية، أكبر حجماً من ذلك الذي يوجد في الغرب. وقد يصل طول الرأس والجسم إلى 180 سم، وارتفاعه 90 سم، وتزن أغلب الدببة السوداء نحو 90 إلى 140 كيلوجراماً، إلاً أن بعضها قد يصل وزنه إلى 230 كيلوجراماً، حسب الموسم وهي تعد من أصغر الدببة حجماً في أمريكا الشمالية.
وفي الخريف يدخل الحيوان في حالة من السبات العميق، الذي يختلف في جوهره عن البيات الشتوي الحقيقي. ويختلف طول هذه الفترة تبعاً للحالة المناخية، مع العلم بأن الدببة التي تقطن المناطق الأكثر دفئاً هي أيضاً لا تستغني عن فترة السبات. والدب الأمريكي يأكل أي شيء وكل شيء، ولكنه حيوان عشبي أساساً. وهو يفضل العيش منفرداً، وينشط بالنهار والليل على السواء. ويتم التزاوج في يونيه ويوليه، وبعد فترة حمل 225 يوماً تلد الأنثى صغيرين أو ثلاثة ترعاها الأم لمدة عام ونصف.
وبإمكان الدببة السوداء أن تعدو بسرعة تصل إلى 40 كم/ ساعة، عند مطاردتها لفريستها. كما أنها ذات مهارة عالية في تسلق الأشجار. وقد سببت الدببة السوداء كثيراً من المشاكل حول المخيمات والأكواخ، خصوصاً عند ترك الطعام في متناول يديها. وقد أحدثت إصابات بالغة ـ وصلت إلى القتل في بعض الأحيان ـ لأصحاب المخيمات أو المسافرين الذين قدموا لها الطعام.
تعيش الدببة السوداء في مناطق عديدة من الغابات الشاسعة في أمريكا الشمالية. ويوجد منها ما يقرب من 75000 حيوان، في محميات الغابات الوطنية في الولايات المتحدة. وهناك ولايات كثيرة تسمح بصيد هذه الدببة خلال مواسم محددة. ويقتل الصيادون ما يقرب من 25000 منها سنوياً.
5. دب الشمس Helarctos malayanus) Malayan Sun Bear) (انظر صورة دب الشمس المالايو)
هو أصغر أفراد عائله الدببة حجماً إذ يصل طوله من 110 إلى 140 سم، وارتفاعه 70 سم، ويزن حوالي 60 كيلوجراماً فقط. ولأغلب أفراد هذا النوع فراء أسود، ووجهه فاتح أو أبيض مترب اللون، وأنف رمادي. وتوجد على صدره علامة صفراء مستديرة أو على هيئة حدوة الحصان. وكان كثير من القدماء يعتقدون أن تلك العلامات تمثل الشمس المشرقة، لذا أطلق عليه اسم دب الشمس. ولهذا الدب رأس كبير، وخطم مرن، ولسان طويل قابل للمد أو البسط. وعدد أسنان هذا الدب 38 سناً فقط، خلافاً لباقي أنواع الدببة، وسبب ذلك أن ضروسه الأمامية أقل عدداً.
وللدب الشمسي أكف ضخمة باطنها خالٍ من الشعر؛ ولبعضها أقدام بنية قاتمة اللون. كما أن مخالبه أكثر تقوساً ولها رؤوس أكثر حدة، قياساً إلى مخالب الأنواع الأخرى من الدببة.
وينتشر دب المالايو في منطقة الهند الصينية، وجنوب الصين وسومطرة، وبورنيو، حيث يعيش في الغابات الاستوائية. وهو متسلق ماهر، يقضى معظم وقته في أعالي الأشجار يبني فرشاً يُشبه العش، من خلال ثني الأغصان أو تكسيرها، ويقتات على الفواكه وأوراق الأشجار التي يأكلها من الأغصان مباشرة. وقد يتغذى على الحشرات، خاصة النمل الأبيض الذي يحصل عليه بحفر جحوره. وهو يفضل العيش وحيداً، وينشط ليلاً، بينما يقضي النهار في الشمس مسترخياً أو نائماً.
6. الدب القطبي الأبيض اللون Ursus maritimus) Polar Bear) (انظر صورة الدب القطبي)
هو أكثر الدببة شهرة، وينتشر في منطقة القطب الشمالي طافياً فوق الجليد، أو عائماً في الماء. ويبدو أن هذا الدب هو أكبر الحيوانات أكلي اللحوم حجماً في العالم على الإطلاق، وإن كان الدب البني، الذي يعيش في ألاسكا، يضاهيه في الحجم. ويُغطي جسم هذا الدب فراء سميك ذو لون أبيض، ضارب إلى الصفرة. وللدب القطبي رأس صغير ورقبه طويلة أقل سمكاً من معظم الأنواع الأخرى، وقوائمه الخلفية أطول من الأمامية، مما يجعل ظهره منحدراً إلى الأمام. ووسائد أقدامه مغطاة بالشعر مما يساعده على تدفئة القدمين والمشي على الثلج. كما أن أذنيه صغيرتان، وذيله قصير لا يتعدى طوله 12 سم. ويبلغ طول هذا الدب 220 ـ 250 سم، وارتفاع جسمه حتى 160 سم، ويراوح وزنه بين 500 إلى 700 كيلوجراماً. وهو حيوان نهاري يحب العيش منفرداً، ولا يُكَوّن مجموعات إلاّ في موسم التزاوج (أبريل ومايو). وفي شهر أكتوبر من كل عام تختفي الإناث في أوكار محفورة في الثلوج حيث تلد في ديسمبر، ولكنها لا تغادر أوكارها مع صغارها إلاّ في أبريل من العام التالي بعد فترة بيات شتوي طويلة. وترعى الأم صغارها التي لا يزيد عددها عن ثلاثة صغار، لمدة 18 شهراً. ويستطيع الدب القطبي التحرك بسرعة على الرغم من ضخامة حجمه، فبإمكانه العدو بسرعة تصل إلى 55 كم/ ساعة، يُمكنه من اصطياد أيل الرنة. كما أنه من أمهر الدببة سباحة، ويسبح بسرعة تبلغ نحو 5 ـ 10 كم/ ساعة. وهو يجدف بقائمتيه الأماميتين فقط. ويعتمد في غذائه على صيد الأسماك والفقمة وعجول البحر. وقد يتغذى على الأعشاب والحيتان الميتة التي يجرفها التيار إلى الشاطئ. وعندما ينهكه الجوع الشديد فانه قد يهاجم البشر. ومن الطريف أن الدب القطبي عند مهاجمته للفرائس يخفي أنفه الأسود بذراعه، حتى لا تراه الفرائس فتهرب.
تعيش الدببة القطبية في المناطق المتاخمة للمحيط القطبي الشمالي، وتبحر طافية أحياناً على ظهر الكتل الجليدية حتى تصل إلى خليج سانـت لورنس، الذي يبعد 1210 كيلومتراً جنوب الدائرة القطبية. ويسـافر الكثـير من المغامرين إلى المنطقة القطبية الشمالية لاصطياد الدببة القطبية، من أجل الرياضة ومن أجل جلودها. وقد أدت مثل هذه الأنشطة إلى نقص أعدادها إلى حد كبير.
ومن ناحية أخرى تصطاد قبائل الإسكيمو الدببة القطبية، من أجل لحومها، كما يستخدمون عظامها في صنع الكثير من الأدوات المنزلية، فضلاً عن تفصيل جلودها ملابس تقيهم البرد الشديد.
7. الدب الكسلان Melursus ursinus) Sloth Bear) (انظر صورة الدب الكسلان)
أطلق على هذا الدب "الكسلان" لأنه يتحرك ببطء شديد، وهو من أكثر الأنواع شغفاً بالعسل، ويطلق عليه في بعض الأحيان "دب العسل".
ينتشر هذا الدب في جنوب شرق شبه القارة الهندية وسريلانكا، حيث يعيش في الغابات الاستوائية والمدارية. ويتميز باللون الأسود وله علامة بيضاء على الصدر على شكل حرف V، ووجهه ذو لون فاتح، وشعره (وبره) أشعث، ويُغطي أذنيه شعر كثيف، وشفته السفلي ولسانه غاية في المرونة والقدرة على الحركة. وليس لهذا الدب قواطع في فكه العلوي، ويمكنه تشكيل فمه ليصبح كالأنبوب يمتص به الحشرات والعسل إن وجُد. وطول دب العسل 140 ـ 180 سم، وارتفاعه 60 ـ 90 سم، وقد يصل وزنه إلى حوالي 140 كجم. ويتغذى هذا الدب أساساً على الحشرات، خاصة النمل الأبيض بعد أن يمزق أعشاشه وينفض عنها الغبار. ولكنه كثيراً ما يتسلق الأشجار بحثاً عن الفواكه والأزهار. وهو ينشط ليلاً محدثاً كثيراً من الجلبة والضجيج مما يعتبر جزءاً من سلوكه الغذائي. وحاستا البصر والشم لديه ضعيفتان، وهو يفضل العيش منفرداً إلاّ في موسم التزاوج. وبعد فترة حمل 7 شهور تضع الأنثى صغيراً أو صغيرين، يظلان في رعاية الأم لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.
8. الدب الرمادي Ursus arctos horribilis) Grizzly)
ينتمي الدب الرمادي إلى الدب البني الكبير. وهو دب ضخم هائل القوة، موطنه غربي أمريكا الشمالية. ويعيش بصفة أساسية في ألاسكا وغربي كندا إضافة إلى أعداد صغيرة منه تعيش في ولايات أيداهو ومونتانا وواشنطن ووايومينج. وتتميز الدببة الرمادية عن الدببة البنية الكبيرة، بما فيها دببة الكودياك، بوجود أسنمة على أكتافها. ويراوح طول الدب الرمادي بين 180 و250 سم، وتزن الذكور كاملة النمو بين 180 ـ 230 كجم، بينما تزن الإناث 160ـ180 كجم. وللدب الرمادي فراء صوف سفلي كثيف، يتفاوت لونه بين الأسمر القاتم والضارب إلى السواد. ولهذا الدب شعر خارجي خشن ذو أطراف بيضاء أو فضية، مما يُعطيه مظهراً رمادياً أو أشيباً.
يتغذى الدب الرمادي على الحيوانات البرية والأسماك والتوت والحشائش وأوراق وجذور النبات. وخلال الصيف والخريف، يلتهم الدب الرمادي حوالي 40 كجم من الطعام في اليوم الواحد.
وفي الشتاء تعيش الدببة الرمادية في عرائن، وقد يبني بعض منها عرائنه في الكهوف أو المأوى الطبيعية. وفي داخل العرين تضع الأنثى جرواً أو جروين، وتبقى الجراء مع أمهاتها فترة تراوح بين العام والنصف، والثلاثة أعوام والنصف. وهي تدافع بضراوة عن نفسها وعن صغارها وطعامها.
وتتجنب معظم الدببة الرمادية الاحتكاك بالبشر، غير أنها في بعض الأحيان قد تدمر الأكواخ ومواقع المناجم أو تفترس المواشي. وقد تهاجم الآدميين في مناسبات نادرة، وقد لقي بعض الناس مصرعهم على أيدي الدببة.
وعلى مر السنين دمر الناس معظم المواطن الطبيعية للدببة الرمادية، من خلال تغيير طبيعة الأرض بغرض الاستيطان ولأغراض أخرى. وفي الوقت الحالي أصبح الناس ينظرون إلى الدب الرمادي على أنه رمز للبرية، ويشعرون بأنه لا بد من حمايته وحماية موطنه الطبيعي. بيد أن الاهتمام بالموطن الطبيعي للدب يعوق تطوير العمران والزراعة والصناعة في بعض المناطق، وتصنّف حكومة الولايات المتحدة الدب الرمادي على أنه حيوان مهدد بالانقراض في جميع الولايات، عدا ولاية ألاسكا.
9. الباندا العملاقة Ailuropoda melanoleuca) Giant panda)
تنتمي الباندا العملاقة علمياً إلى فصيلة مختلفة عن فصيلة الدببة Ailuropodidae، ولكن مظهرها جعل كثير من الناس يميل إلى ضمها للدببة. وللباندا مظهر لا تخطئه العين، فهي تتميز بفرائها الأبيض على حين أن لون الأرجل والكتفين أسود، كما أن لها أذنين سوداوين، وهالات سوداء حول العينين، وأحياناً سوداء في طرف الذيل أيضاً.
تعيش الباندا بين أشجار الخيزران في جبال جنوب وسط الصين على ارتفاعات تراوح بين ثمانية آلاف قدم وثلاثة عشر ألف قدم فوق سطح البحر. ويبلغ طول الباندا، رأسها وجسمها 120سم ـ 150 سم، والذيل حوالي 13 سم، والارتفاع عند الكتفين 60 ـ 80 سم ووزنها يراوح بين 80 إلى 160 كجم.
وليس لحيوان الباندا عرين ثابت ولكنه يأوي إلى تجاويف جذوع الأشجار، أو ما بين الصخور. وكشأن الدببة فان ذكور الباندا العملاقة تعيش بمفردها، إلاّ في موسم التزاوج (مارس ـ مايو). أمّا الإناث فتعيش مع صغارها. وتعيش كل باندا في منطقة خاصة يطلق عليها مقاطعة، حيث تتمركز حول وادٍ به غابة خيزران. ويقضي الحيوان مدة 10 ـ 12 ساعة في أكل جذوع الخيزران وبراعمه، اللذان يمثلان طعامه الرئيسي.
وتبلغ فترة الحمل في الباندا العملاقة حوالي 5 أشهر. وتلد الأنثى جرواً أو جروين، وأحياناً ثلاثة جراء، تهتم بتربية واحد منهم فقط. يصل الصغير إلى سن النضج فيما يقرب من 6 سنوات من عمره.
ويصنف بعض العلماء الباندا الضخمة ضمن فصيلة الراكون، بينما يصنفها بعضهم آخرون في فصيلة مستقلة.
بعض الصفات التشريحية والوظيفية (الفسيولوجية) للدببة
صفات عامة
الحجم
في كل أنواع الدببة يكون الذكر نسبياً أكبر حجماً من الأنثى، وإن كان معدل الاختلاف بين الجنسين يختلف من نوع إلى آخر.
معدل زيادة وزن الذكر عن وزن الأنثى
نوع الدب
معدل زيادة وزن الذكر عن وزن الأنثى
نوع الدب
10 ـ 20%
الباندا العملاقة
33%
الدب الأمريكي الأسود
أكبر قليلا
الدب الكسلان
40 ـ 50%
الدب البني
10 ـ 15%
دب الشمس
38%
الدب الرمادي
33%
الدب ذو النظارات
25 ـ 45%
الدب القطبي
أكبر قليلاً
الدب الآسيوي الأسود
ويعتبر الدب البني والدب القطبي أكبر أنواع الدببة قاطبة.
ويختلف وزن دب عن آخر ليس فقط تبعاً لنوعه، ولكن أيضاً لعوامل أخرى، مثل توافر الغذاء ونوعه. فضلاً عن الحالة الصحية والعمر والجنس والقدرة الفردية على إيجاد الغذاء وهضمه، والقدرة على تحمل اعتداء الإنسان على مـوطن الحيوان وبيئته. كما يختلف وزن الدب أيضاً تبعاً لفصول السنة المختلفة، ويكون الوزن عادة في فصل الخريف (ما قبل البيات الشتوي) أكثر منه في فصل الربيع. ويعزى تأثير فصول السنة على الوزن، إلى توفر الغذاء.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية لوحظ أن الدب الأمريكي الأسود، الذي يقطن الأجزاء الشمالية الشرقية، يكون دائماً أكثر وزناً من ذلك الذي يقطن الولايات الغربية. فقد يصل وزن هذا النوع من الدببة في نيويورك إلى 124 كيلوجراماً للذكر، 89 كيلوجراماً للأنثى، مقارنة بكاليفورنيا التي يكون وزن الذكر بها 98 كيلوجراماً، والأنثى 58 كيلوجراماً في المتوسط.
كما أن الدب الرمادي في ولايتي وايومنج ومونتانا، يصل وزنه إلى 245 كيلوجراماً للذكر، و151 كيلوجراماً للأنثى، مقارنة بمنطقة يوكون Yukon، التي يكون وزن الذكر فيها 143 كيلوجراماً، والأنثى 95 كيلوجراماً في المتوسط. الارتفاع
يقاس ارتفاع الدب من أسفل راحة قدمه إلى أعلى نقطة في الكتف. ويراوح ارتفاع الدب الأمريكي الأسود بين 76 إلى 92 سم، الدب البني بين 90 إلى 152 سم، والدب القطبي حوالي 160 سم في المتوسط. ويمكن مقارنة ذلك بارتفاع ثور البيسون (الثور الأمريكي) الذي يصل ارتفاعه إلى 150 سم، والفيل 245 سم، وفرس النهر 150 سم، ووحيد القرن 180 سم، والنمر السيبيري 90 سم. الطول
يقاس من طرف الأنف إلى طرف الذيل. ويصل طول الدب الأمريكي الأسود إلى 182 سم، والدب البني 213 ـ 305 سم، والدب القطبي 256 سم، والدب الآسيوي الأسود 152 ـ 213 سم، والباندا العملاقة 152 سم، والدب الكسلان 150 ـ183 سم، ودب الشمس 90 ـ150 سم، والدب ذو النظارات 213 سم.
الصفات التشريحية
الأسنان
تشكل الأسنان، إضافة إلى الأصابع والمخالب، خط الدفاع الأول للدببة كما أنها وسيلتها في الحصول على الغذاء. وهي أسنان كبيرة مع أنها تنتمي أصلاً إلى نوع أسنان اللواحم، إلاّ أنها تحورت لتلائم التغذية، ليس فقط على اللحوم ولكن أيضاً على النباتات. والفرق الرئيسي بين آكلات اللحوم والقوارض (وآكلات اللحوم، النباتات) في الضروس أو الطواحن، التي تكون في الدببة عريضة ومسطحة.
وللدب اثنان وأربعون سناً، ما عدا الدب الكسلان الذي له أربعون سناً، ودب الشمس الذي له ثمانية وثلاثون سناً فقط. وتختلف خواص القواطع، والأنياب وكذلك الضروس الأمامية والخلفية من نوع لآخر حسب الموطن وطبيعة الغذاء. الأقدام
أقدام الدب هامة لكل ما يتعلق بالحركة (المشي، والجري، والتسلق، والعوم، والصيد، والغذاء، والحفر، الدفاع عن النفس).
وتمشي الدببة على باطن القدم وتمس أعقابها الأرض (أخمصية السير) كالإنسان، ويلاحظ أن الأقدام الأمامية للدببة تتجه للداخل. وتساعد الأقدام الدب في تنظيم حرارة جسمه. ووسائد الأقدام مغطاة بطبقة قرنية سميكة، تعلو كتلة ضخمة من نسيج ضام، وغطاء القدم قوي ويجدد نفسه من حين لآخر.
ولكل الدببة أقدام مفلطحة لها خمسة أصابع، ماعدا الباندا العملاقة، التي لها ستة أصابع. والأقدام الخلفية أكبر من الأمامية وتشبه أقدام الإنسان، ما عدا الإصبع الكبير الذي يقع خارج القدم.
والدببة معروفة ببراعتها في استخدام أقدامها الأمامية، التي تمكنها من استخراج الجوز من كوز الصنوبر، وفك السدادات الملولبة المغطية للزجاجات، والتعامل برقة مع الأشياء الصغيرة. ومخالب الدب منحنية وأكثر طولاً على الأقدام الخلفية منها على الأقدام الأمامية، وتختلف عن مخالب القط في أنها غير قابلة للانكماش. البصر
تتميز أعين الدببة بدرجات مختلفة من اللون البني، وهي صغيرة بوجه عام (ماعدا أعين الدب القطبي)، ولها حدقات مستديرة (ماعدا الباندا العملاقة التي تتميز بشق طولي)، ومتجهة للأمام وبينها مسافة كبيرة. وللدب القطبي أعين كبيرة في حجم عين الإنسان تقريباً؛ ولها إضافة إلى الجفنيين العاديين، جفن زائد يسمى "الغشاء الرامش" يحمي العين ويفيد الدب في التخلص من الوهج المنبعث من الضوء المنعكس من الثلوج. كما أنه يفيده في تحديد الأعماق ـ حينما ينظر في الماء ـ بدقة متناهية، كما يُعينه على الرؤية الجيدة تحت الماء لأنه يعمل مثل العدسة. ويستطيع الدب تمييز العديد من الألوان في درجات مختلفة من الضوء، نهاراً أو ليلاً. السمع
تختلف آذان الدب في الحجم، كما تختلف في وضعها على الرأس بين الأنواع المختلفة؛ فمنها ما هو كبير وعريض ولين ومنها ما هو صغير لا يكاد يرى وهي إمّا توجد في مقدمة الرأس أو في مؤخرته.
وحاسة السمع لدى الدب متوسطة أو فوق المتوسطة. ويستطيع الدب أن يسمع الموجات الفوق صوتية في حدود 16ـ20 ميجاهيرتز، أو أكثر قليلاً.
ويستطيع أن يميز الأصوات الآدمية في حدود 300 متر، ويستجيب إلى صوت آلة التصوير، أو الصوت المنبعث من تحريك أجزاء البندقية على بُعد حوالي خمسين متراً. الشم
تعتبر حاسة الشم من الحواس الأساسية لدى الدّب، وهي بمثابة العين لدى الإنسان. وهي تفيد الدب كثيراً في تحديد مكان الجنس الآخر، كما تجنبه الالتقاء بالإنسان أو الدببة الأخرى، وتعينه أيضاً في التعرف على أماكن صغاره ومصادر الغذاء. وتشبه أنف الدب أنف الخنزير، ولها وسادة تمتد قليلاً أمام الأنف.
وتوضح شدة حساسية الشم لدى الدّب في أنه يستطيع أن يُميز رائحة الإنسان بعد مُضى 14 ساعة من مغادرته للمكان. ويقال إِن أحد الدببة السوداء في شمال كاليفورنيا شوهد يمشي في اتجاه الريح لمسافة ثلاثة أميال في خط مستقيم، ليصل إلى غزال ميت استطاع تمييز رائحته على هذا البعد. ويعبر كثيرون عن قوة حاسة الشم عند الدببة بالمثل الهندي القائل: "سقطت إحدى وريقات الصنوبر في الغابة فرآها النسر، وسمعها الآيل، واشتمها الدب".
"A pine needle fell in the forest, the eagle saw it, the deer heard it , the bear smelled it" القوة
تمتلك الدّببة قوة هائلة، بغض النظر عن أنواعها أو أحجامها. ويمكن للدب أن يقتل موظاً أو إلكاً بضربة واحدة من قدمه الأمامية. ويتبع ذلك برفع الجسد الهائل بين أسنانه ويحمله لمسافة طويلة. كما يمكنه بدون مجهود يذكر رفع صخرة لا يستطيع ثلاثة رجال أشداء رفعها. الرائحة
للدببة رائحة مميزة جداً لا تخطئها أنف الصياد. وتختلف رائحة الدب الأمريكي الأسود عن الدب الرمادي، التي وصفت بأنها شبيهة برائحة المسك. حرارة الجسم
حرارة جسم الدب حوالي 36.7 ـ 37.2 درجة مئوية (98 ـ 99 فهرنهايت) وقد تقل عن ذلك عدة درجات في الليل أثناء النوم، أو الراحة. وأثناء البيات الشتوي تقل حرارة الجسم تبعاً للحرارة المحيطة، ولكنها لا تقل أبدا عن 31.7 درجة مئوية (89 فهرنهايت). التنظيم الحراري
تُنظم الدببة، مثل باقي الثدييات، حرارة أجسادها. ويعتمد الدب في ذلك على فرائه السميك، الذي يمتص حرارة الجسم ويحتفظ للجسم بحرارته أثناء الشتاء. ولكنه لا يسمح بقدر كاف من التبريد أثناء الجو الدافئ أو الحار. وليس للدببة غدد عرقية، لذا تستخدم طرقاً فريدة في الحفاظ على حرارة أجسادها، (مثلها في ذلك مثل الكلاب). ومن هذه الوسائل ما يلي:
1. الراحة في الأماكن أو الأوكار الظليلة أثناء الصيف.
2. الاستلقاء مع ملامسة البطن للأرض الباردة.
3. التخلص من بعض الحرارة عن طريق اللسان أثناء اللهاث، أو عن طريق الأقدام التي تتميز بغزارة أوعيتها الدموية، أو عن طريق الأماكن الخالية من الشعر، مثل الوجه والأذنين والأنف وباطن الأرجل الخلفية.
4. العضلات التي تقع خلف الكتفين مزودة بشبكة من الأوعية الدموية، وتعمل كجهاز إشعاع حراري.
5. التخلص من المياه عند الخروج من بحيرة أو جدول ماء.
6. حمامات الطين والتراب.
7. الانبطاح على الثلوج.
8. المباعدة بين الفخذين.
9. الغوص في الماء.
10. الموازنة بين الطعام والطاقة المفقودة.
أمّا الدب القطبي فيحتاج إلى تدفئة إضافية، نتيجة تعرضه إلى درجة الحرارة المنخفضة لفترة طويلة أثناء الشتاء القطبي. لذا يتميز هذا النوع من الدببة بطبقة من الشحم تحت الجلد يصل سمكها إلى 3 أو 4 بوصات عند الكفل والظهر. ويعمل الفراء كناقل فريد من نوعه لحرارة الشمس. وشعر الدب مجوف من الداخل. وتعمل كل شعره كمصيدة للضوء تنقل أشعة الشمس إلى الجلد الداكن اللون. كما يُعد جلد الدب القطبي من بدائع صنع الله للتكيف مع الطبيعة؛ بما للجلد من وسائل امتصاص الأشعة الفوق بنفسجية، التي لها القدرة على اختراق السحب في الأيام الملبدة بالغيوم، لتصل إلى الجلد الذي سرعان ما يمتصها. سرعة نبض القلب
سرعة نبض القلب لدى الدببة حوالي 98 نبضة في الدقيقة الواحدة، وقد تزيد أثناء فترة النشاط اليومي. كما أنها قد تصل إلى 45 نبضة في الدقيقة أثناء النوم. وقد تقل إلى أكثر من ذلك كثيراً فتصل إلى 8 ـ 10 في الدقيقة أثناء الراحة، أو 40 ـ 80 أثناء الحرارة واللهاث. وقد تزيد أحياناً إلى أكثر من مائة نبضة أثناء الإجهاد الشديد؛ ويقل معدل الأكسجين في الدم إلى أقل من النصف أثناء البيات الشتوي. المشاكل الصحية
تعاني الدببة من بعض المشاكل الصحية التي تسبب لها آلاماً، مثل خراريج الأسنان التي تعزى إلى تناولها للكثير من الأطعمة السكرية والحشرات، خاصة النحل الذي تتعرض الدببة للسعه ولدغه المؤلم أثناء غزواتها على خلاياه. وكذلك تعاني الدببة من آثار المعارك مع الأعداء أو الدببة الأخرى، أو من الجراح الناشئة من طلقات البنادق، ومن الطفيليات الداخلية خاصة الديدان الشريطية، وأخيراً من فقد الأسنان مع تقدم العمر مما يفقدها القدرة على تناول الغذاء. القناة الهضمية
تتميز الدببة بقناة هضمية بسيطة، يشكل فيها القولون المكان الأول الذي يتم فيه تخمر الغذاء. وهي قناة هضمية طويلة حتى تمكنها من هضم ما تأكله من أعشاب، ولكنها لا تهضم المواد النشوية جيداً. والأمعاء الدقيقة عندها أطول مما هي عند آكلات اللحوم، ولكنها أيضاً لا تمتلك المقومات الرئيسية لآكلات العشب. ويختلف طول الأمعاء عند الفصائل المختلفة من الدببة، وأكثرها طولاً أمعاء الدب القطبي.
أمّا الباندا العملاقة فأمعائها قصيرة نسبياً، مما يؤدى إلى قلة كفاءة الهضم حيث لا يمكنها هضم ما يزيد عن 20 ـ 25% فقط مما تأكله. ولذلك تتناول الباندا كميات كبيرة من الغذاء قد تصل إلى 40 رطلاً من أوراق وسيقان النباتات يومياً، لتحصل منها على أقل قدر من الطاقة اللازمة لها. حياة الدب
تعيش الدببة عادة حياة منعزلة، لا تتجمع في مجموعات، إلاّ أن الذكر والأنثى قد يعيشان معاً لما يقرب من شهر خلال فترة التزاوج في فصل الصيف. وبعد ذلك يتجول الذكر بعيداً وتقوم الأنثى بإعداد المكان المناسب لولادة جرائها. السبات الشتوي "البيات الشتوي"
يعتبر السبات الشتوي من بدائع الخالق العظيم ومعجزاته. وهي ظاهرة تحدث في عدد من الحيوانات، ولكنها بوضوح تلاحظ في الدببة القطبية نظراً لضخامة حجمها.
تقضي بعض الدببة أغلب فترة الشتاء في حالة شبيهة بالسبات. ويرى عدد من العلماء أن السبات عند الدب حالة نموذجية للبيات الشتوي، إلاّ أن علماء آخرين لا يعدون الدببة من الحيوانات التي تدخل في البيات الشتوي بصورة حقيقية. ويشيرون إلى أن درجة حرارة جسم الدب ـ خلافاً لما يحدث في الثدييات الأخرى التي تدخل في السبات الشتوي ـ لا تنخفض انخفاضاً كبيراً خلال فترة بياته الشتوي. ويفضل هؤلاء العلماء استخدام مصطلح، مثل "الكسل" أو "البيات الشتوي غير التام" لوصف السبات الشتوي للدب.
واستعداداً لحالة السبات يبدأ الدب في تناول كميات كبيرة من الغذاء، خلال الجزء الأخير من الصيف، ليرسّب أكبر كمية من الدهن تحت جلده، وهي التي ستمده بالطاقة اللازمة لاستمرار الحياة خلال فترة السبات. ويظل الدب يرسب الدهن خلال شهور الخريف، قبل أن يأتي الشتاء وتختفي الفرائس من القطب. وعندما يحل الشتاء ويشح الغذاء، يذهب الدب إلى وكره. وقد يكون هذا الوكر كهفا أو حفرة أعدها تحت جذع شجرة كبيرة، أو وكراً في الجليد. وهنا يبدأ السبات، وهو ليس نوماً ولكن هو انخفاض في جميع الوظائف الحيوية والشعورية الخاصة بالحيوان. فنجد أن التنفس يصبح مرة كل عدة دقائق، وتنخفض ضربات القلب كثيراً عما كانت عليه، وتصبح الحرارة دون المعدل المعتاد، ويذهب المخ إلى حالة من الهدوء الشديد، الذي لا هو بالنوم ولا هو بالتخدير حتى أن الدب يفقد الإحساس تماماً. ويستطيع الباحثون استخراج الدب من مكمنه، وهو في هذه الحالة، وعمل القياسات المطلوبة ثم إرجاعه مرة أخرى دون أن يشعر الدب بذلك.
تدخل الدببة البنية والسوداء، التي تعيش في مناطق ذات شتاء قارس، دائماً في فترة سبات شتوي. على حين أن الأنواع الموجودة في المناطق ذات الشتاء المعتدل، تبقى في أوكارها لفترات قصيرة فقط خلال الشتاء. وليس للأنواع المدارية من الدببة، مثل الدببة الشمسية، والدببة الهندية الكسلى، فترة سبات شتوي. وعلى الرغم من أن الدببة القطبية تعيش في القطب الشمالي، إلاّ أنها تبقى نشطة طوال الشتاء. كما أنها تتجول بين الثلوج القطبية على مقربة من المياه غير المغطاة بالثلج، لتصطاد الفقمة (عجول البحر) وغيرها من الثدييات البحرية التي تأتي إلى الشاطئ.
أمّا أنثى الدب القطبي فتلجأ إلى مكان تختاره في الكهوف الثلجية، أو تحفر في الجليد وكراً يناسب حجمها، ثم ترقد فيها متكورة على نفسها. وخلال هذه الفترة يكتمل حملها وتلد. ولكن الأم وجراءها لا يخرجون من الوكر إلاّ بحلول فصل الربيع، حين تبدأ الدببة في استرجاع وعيها ببطء، وتتحرك خارجة من مكامنها دون أن تدري بما حدث لها خلال السبات. جراء الدب
تولد أغلب جراء الدب في فصل الشتاء، خلال فترة السبات الشتوي للأم. وتلد الأنثى ـ عادة ـ جروين، ولكنها قد تلد جرواً واحداً أو قد يرتفع العدد إلى أربعة. وتولد الجراء صغيرة جداً يراوح وزنها بين 0.25 ـ 0.50 كجم فقط عند الولادة، وهي تولد مغمضة العينين وبلا فراء، ثم بعد شهر من الولادة تفتح عينيها، ويبدأ الفراء الكثيف الناعم يكسو جسمها الصغير. وتبقى الصغار مع أمها في مكان ولادتها، وتخرج بعد شهرين تقريباً عند حلول فصل الربيع لتمرح وتلعب. وهي تنمو بسرعة إذ يصل وزنها إلى نحو 18 كيلوجراماً بحلول الخريف. وتبقى الجراء مع الأم وتحت رعايتها لمدة تقرب من عامين، ترعاها وتعلمها أصول الصيد. الغذاء
تعتبر الدببة من آكلات اللحوم؛ إلاّ أنها تأكل العديد من أنواع الطعام الأخرى. كما تصطاد الفئران والسناجب البرية والحيوانات الصغيرة الأخرى. وتخوض الدببة في مجاري الأنهار، وتصطاد الأسماك بمخالبها أو بفكها القوي. وتشمل قائمة الغذاء المفضل للدب، النمل وبيض الطيور. وفي بعض الأحيان تفترس الدببة الدواب الحية، خاصة الحملان وصغار الخنازير. وقد يشمل غذاؤها جوزة البلوط، والثمار اللبية، والفواكه، والجوز، وأوراق النباتات وجذورها. والدببة مغرمة بالعسل، ولذا فإنها تمزق خلايا النحل المستأنس، أو مكامن النحل البري للحصول عليه؛ وتتحمل في سبيل ذلك كثيراً من لسعات النحل المؤلمة. العادات
تتجول الدببة غالباً عبر مناطق متباعدة بحثاً عن الطعام. وقد يستحوذ الدب الرمادي على مساحة تقترب من 25 إلى 30 كيلومتراً يتخذها ساحة صيد خاصة به. والدّببة القطبية ماهرة في السباحة، وقد تشاهد في كثير من الأحيان طافية فوق الجزر الثلجية العائمة، حيث تنتقل إلى مسافة أبعد من 300 كيلومترٍ عن اليابسة.
وتعد الدببة في الغالب حيوانات مسالمة، فهي تسعى إلى تفادي الصراع، كما تبتعد عن الخطر. ولهذا فأعداؤها بوجهة عام من الدببة الأخرى أو البشر. وهي نادراً ما تهاجم الإنسان في الطبيعة، إلاّ إذا وجدت معه ما يؤكل، فحينئذ تهاجمه لكي تسد رمقها. وهي لا تبدي خوفاً من الإنسان، بل كثيراً ما تنطلق في مناطق المعسكرات بحثاً عن الطعام. إلاّ أن الدببة حادة المزاج وسريعة الغضب، وهي مقاتلة شرسة تهاجم كل من شـأنه تهديدها، أو تهديد صغارها، أو غذائها، أو بيوتها. ويكون الدب الغاضب سريع الحركة، على الرغم من ضخامة جسمه. كما أن اللطمة الواحدة من كفه الأمامية القوية ذات البراثن، يمكن أن تؤدي إلى موت حيوانات كبيرة كالأبقار والأيائل. ومن هنا فان مخالبه القوية الطويلة تعد أسلحة بالغة الخطورة.
تعيش الدببة في البرية نحو 15 ـ30 عاماً، أمّا في الأسر فيعيش الدب البني حوالي سبعة وأربعين عاماً؛ على حين يعيش الدب القطبي حوالي أربعة وثلاثين عاماً.
وعلى الرغم من قوة الدببة وعنفها، أمكن ترويضها وتدربيها على كثير من ألعاب السيرك.
تتبع الدببة ودراستها
نظراً لتناقص أعداد الدببة في العالم، وحرصاً على تتبع خطوط سيرها في الغابات والصحاري والمناطق الثلجية، استُعملت أجهزة إرسال خاصة تركب على أطواق تحيط برقبة الدّب. وترسل هذه الأجهزة إشارات ذات ذبذبه خاصة، تستقبلها أجهزة استقبال متصلة بحاسب آلي عليه خرائط تبين بوضوح خط سير الدببة. وقد تكون بعض أجهزة الإرسال هذه مزودة بحقن لعلاج الدببة أو تحصينها بلقاحات خاصة. فعند إرسال إشارة لاسلكية مُعينة تخرج إبره من الجهاز تحقن الحيوان وترتد مكانها مرة أخرى. ويتكون هذا الجهاز من جزأين: الأول عبارة عن جهاز استقبال مزود بهوائي، لالتقاط الذبذبات الصادرة من الجزء الثاني المركب على الحيوان.
ويُسمى أسلوب تتبع الحيوانات والطيور بهذه الطريقة "الاستشعار عن بعد" Telemetry، وقد أدخل عليه تحسينات جوهرية، فأصبح هناك مراكز إليكترونية لتسجيل تحركات الحيوانات والطيور والكائنات البحرية، في جميع أنحاء العالم.
وبهذه الطريقة الدقيقة يمكن معرفة مكان مختلف الحيوانات، والدببة على وجه الخصوص، أثناء البيات الشتوي فتستخرج من كهوفها أو مبايتها لوزنها وقياسها وأخذ جميع البيانات الخاصة بها. وكذلك استبدال بطارية جهاز الإرسال ثم إرجاعها إلى مبايتها الثلجية مرة أخرى. وهكذا كل عام حتى يمكن عمل سجل كامل لحياة كل حيوان. في الأمثال العربية
يُضرب به المثل في السِّمَن، والفطنة
يقال: "أسمنُ من دُبُّ" و"أفطَنُ من دُبّ" |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:36 | |
| الظبي (الغزال) The Gazelle
تعريف
الظبي من أرشق الحيوانات التي عرفها الإنسان، واستأنسها منذ القِدَم. وأنواع الظباء كثيرة متشابهة لدرجة يصعب على غير العين الخبيرة التفريق بينها. وهو يسكن الغابات والصحاري في أنحاء العالم المختلفة. ويفضل العيش في قطعان. والظبي من المجترات، التي تتغذى على الأعشاب وأوراق الأشجار، وهو هدف للضواري كالفهود والذئاب.
اسم الظبي (الغزال): الآدم (من الأُدمة)، الأَعْفَر (من العُفْرَة).
جمع الظبي: ضِباء، أَظْب، ظُبيّ.
جمع الغزال: غِزْلان، غِزْلة.
اسم الغزال بالفرنسية: Gazelle
اسم الغزال بالإنجليزية: Gazelle
اسم الظبي بالفرنسية: Antilope
اسم الظبي بالإنجليزية: Deer -Gazelle -Antelope
أنثاه: ظَبْية، الغزالة.
صوته: البُغام، الثُغاء عند الولادة، الخُوار، النُّباح، النِّباح.
بيته: الكِناس، المَكْنِس، السَّرب.
التصنيف البيولوجي
الظبي من شعبه الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات، رتبه ذوات الظلف المشقوق، الفصيلة البقرية Family Bovidae ـ تحت فصيلة أنتيلوبيني Antilopinae ـ جنس الغزال Genus Gazella، ونوع الغزال.
نبذة تاريخية
يبدو أن المصريين القدماء تمكنوا من استئناس غزال دوركاس، الذي أصبح يُطلق عليه الغزال المصري، وتبعهم الرومان في ذلك. ويقال إن لحم الغزال كان وجبة أساسية في طعام الكهنة المصريين منذ 7000 سنة ق.م. وتؤكد الكتابات الهيروغليفية، التي وجدت في مقبرة فرعونية يرجع تاريخها إلى 2500 سنة ق.م، أن صاحب المقبرة كان يمتلك 1135 غزالاً.
وقد وجدت رسوم الغزلان منقوشة على الآثار الفرعونية القديمة، في لوحات تمثل الملوك في رحلات صيد، أو تمثل إهداء إلى الملوك كهدايا ثمينة، مما يدل على سمو مكانتها عند الفراعنة. وقد انتشرت ظاهره تربية الغزلان في بعض الأقطار ذات الثراء، ابتغاء وجبه شواء شهية.
ولصعوبة السيطرة عليها ولأنها ذات ذاكرة ضعيفة، لم يستطع الإنسان أن يروضها ويدّربها كما روض الفيلة والنمور والأسود والدببة. ولم يرد ذكر استعمالها كحيوانات مدربة في السيركات العالمية.
أنواع الظباء
هناك ما يقرب من 15 نوعاً من الظباء تعيش على مساحات شاسعة، في شمال وشرق أفريقيا وآسيا. وتعيش بعض الظباء في الجبال، ولكن معظمها يعيش على الأرض الرملية المنبسطة.
وأنواع الظباء كثيرة ومتشابهة، حتى أن علماء الحيوان يجدون صعوبة في التفريق والتمييز بين الأنواع المختلفة عن بعد. يُذكر من هذه الأنواع غزال بينيت Bennett's Gazelle، الذي يعيش في الهند وضروب الغزال العربي المختلفة، وغزال سبيك Spekes Gazelle، وغزال كوفيير Cuvier's Gazelle، وغزال سوميرينج Soemmerring's Gazelle، ولكن أكثرها انتشاراً وشهرة غزال تومسون Thomson's Gazelle، وغزال داما Dama Gazelle، وغزال دوركاس أو الغزال المصري Dorcas Gazelle.
غزال تومسون Gazella thomsoni) Thomson's Gazelle) (انظر صورة الغزال تومسون)
يتميز هذا الغزال بأن لونه أصفر على الظهر، وأبيض على البطن، ويفصل بين اللونين خط بني يمتد بين الكوع والفخذ. والعينان محاطتان بدوائر بيضاء تمتد حتى الأنف، والأفخاذ بيضاء من الخلف، ومحددة بخط أسود. أمّا الذيل فأسود، وعلى القرون دوائر واضحة وعميقة ومنحنية للخلف وقليلة الانفــراج، وطولها حوالي 30 سم، وطول الرأس والجسم حوالي 110 سم، وارتفاعه 66 سم، ووزنه 18ـ27 كيلوجراماً.
وينتشر غزال تومسون في السودان وكينيا وتنزانيا، حيث يعيش في الأراضي المعشبة المنبسطة. وهو الغزال الأكثر شيوعاً في مناطق شرق أفريقيا، وهو ينشط عند الفجر وعند الغروب مفضلاً أن يختفي خلال النهار الحار. وتتكون قطعانه من ذكر واحد بالغ، و 5 ـ 60 أنثى وصغير، ولكن هذا التركيب قد يتغير من ساعة لأخرى ومن يوم لآخر.
ويتغذى غزال تومسون على الأعشاب أساساً وأحياناً على أوراق الأشجار والأغصان. وعندما يحس بالخطر يقفز قفزة مميزة، تبدو الرأس والأرجل فيها متخشبة Stotting، ويعاود القفز عدة مرات وهو على هذه الهيئة. وهو صامت لا يصدر أصواتاً، ولكن لديه حاستا شم وبصر في منتهى القوة. وقد تلد الأنثى مرة وأحياناً مرتين كل عام، وليداً واحداً في كل مرة.
غزال داما Gazella dama) Addra or dama gazelle) (انظر صورة غزال داما)
يتميز هذا الغزال برأس أبيض، بينما الرقبة ومعظم الظهر والخاصرتين لونهما مائل للحمرة أو كستنائي، والأرباع الخلفية والبطن لونهما أبيض، وتتباين هذه الألوان في قوتها ودرجة انتشارها على الجسم من فرد لآخر، ومن منطقة جغرافية لأخرى. والذيل قصير، ولونه أبيض ينتهي بطرف أسود، وطول القرون حوالي 35 سم في الذكر، أمّا الأنثى فقرونها قصيرة جداً، وطول الرأس والجسم حوالي 90 ـ 170 سم، والارتفاع 90 ـ 100 سم، والوزن حوالي 73 كيلوجراماً.
وينتشر غزال داما في الصحارى الأفريقية، وعلى حواف السهول. وكان فيما مضى يتجمع في قطعان قد تصل إلى 500 فردٍ. أمّا في الوقت الحالي فيراوح عدد القطيع من 15 ـ 20 فقط. ويقطع هذا الغزال مسافات طويلة من المناطق الصحراوية إلى السهول، عقب سقوط الأمطار الخفيفة التي تساعد على نمو النباتات والأعشاب. ويتغذى غـزال دامــا على الأعشاب الجافة والحشائش. كما أنه يشرب كميات من المياه أكبر مما ينتظر من حيوان صحراوي، مع أنه يستطيع أن يقاوم فترات الجفاف الطويلة. ويمكن لغزال الداما التآلف مع قطعان فصائل الغزال الأخرى.
الغزال المصري (غزال دوركاس) Gazella dorcas) Dorcas Gazelle)
يعتبر هذا الغزال من أصغر الغزلان حجماً، ويتميز بجسم جميل رشيق، ولونه بني محمر، إلى رملي فاتح على الجزء العلوي والخاصرتين. ويوجد شريط داكن نوعاً على جانبي الجسم، يفصل الأجزاء العليا عن الأجزاء السفلى ذات اللون الأبيض، وأعلى الذنب أسود اللون. طول جسم الذكر 90 سم، والذيل 15 سم تقريباً، وارتفاعه عند الكتفين حوالي 50 ـ60 سم، ويستوطن هذا الغزال السهول والصحاري، وينتشر في شمال أفريقيا من الجزائر غرباً إلى مصر شرقاً، وجنوبا إلى شرق السودان ونيجيريا وإثيوبيا. كما يوجد في صحراء مصر الشرقية، وشبه جزيرة سيناء، وفلسطين وسوريا.
غزال غرانت Gazella granti) Grant's Gazelle)
غزال كبير الحجم نسبياً، يصل ارتفاع كتفيه إلى 85 سم، وطول قرنه 75 سم. اللون العام بني محمر، والأجزاء السفلية بيضاء، وعلى عجزه بقعة ذات حافة سوداء، كبيرة نسبياً، تمتد إلى الذنب والفخذين. ويستوطن غزال غرانت المناطق الواقعة بين أواسط تنزانيا وبحيرة فكتوريا وجنوب أثيوبيا.وهو حيوان اجتماعي يعيش في قطعان، ويضم القطيع عادة 50 فرداً، وقد يصل عدده في بعض المناطق إلى بضعة مئات. ويشاهد غزال غرانت كثيراً في صحبة الزراف، والحمر الوحشية، والظباء، ويتغذى على الحشائش والأوراق.
الغزال الأحمر
أُطلق هذا الاسم خطأ على الأيل الأحمر Red Deer.
غزال المسك
أُطلق هذا الاسم خطأ على أيل المسك.
الغزال شائك القرون
يُعتقد أن هذا الحيوان ينتمي لجنس الغزال، وإن كانت أوصافه، وعلى الأخص قرونه الشائكة، تؤكد أنه ينتمي لجنس الأيائل. وعلى أي حال فهو حيوان رشيق من ذوات الحوافر، موطنه الأصلي أمريكا الشمالية. وله جسد ممتلئ، وأذنان طويلتان، وأرجل رشيقة، وذيل قصير. وتتنوع ألوانه بين الأصفر الفاتح والبني المائل للاحمرار. أمّا الأجزاء السفلية من الردفين وجانبي الوجه والحنجرة، فلونها أبيض.
ويبلغ ارتفاع ذكر الغزال الشائك ما بين 90 و105 سم عند الكتفين، ويزن ما بين 45 و65 كيلوجرام، ويبلغ طول القرن ما بين 30 و40 سم. وهو يتكون من خشبة عظمية وغطاء قرني. ويقال إِنه الحيوان الوحيد في العالم الذي تنسلخ قشرة قرونه بانتظام سنويا.
ويعيش هذا الحيوان في مجموعات في المراعي المفتوحة بكندا وغربي الولايات المتحدة، وأجزاء من المكسيك. ويتغذى بالعشب وأغصان الشجيرات، ويعتمد على بصره الحاد في تحري وجود أعدائه الألداء من الذئاب وحيوانات القيوط. وتتزاوج هذه الحيوانات في الخريف وتلد الإناث في الربيع حيث الغذاء الوفير.
وبحلول عام 1908، كان هناك حوالي 000 20 من هذه الحيوانات. أمّا الآن فيصل عددها نحو 000 250 وهي أنواع محمية بحكم القانون خوفاً عليها من الانقراض.
الصفات
يقترن جمال الظباء ورشاقتها ولونها، بالبيئة التي تعيش فيها والأعداء الطبيعيين لها. فلونها الضارب إلى الصفرة يجعلها سهلة الاختفاء وسط بحار الرمال والكثبان، وسيقانها الدقيقة التي تحمل جسماً صغيراً تجعلها سريعة الحركة، وسريعة المناورة تقفز على الصخور بكفاءة، وتجتاز الفوالق الصخرية بسرعة ورشاقة لا مثيل لهما. ولها كذلك عينان واسعتان سوداوان، وأذنان طويلتان، نحيلتان، مدببتان، وذيل قصير وشعر ناعم قصير.
وللذكور والإناث قرون ملساء، ولكنها مدببة وحادة. وبعض الأنواع قرونها محززه بحلقات تدل على عمر الحيوان، وفى الوقت نفسه لها تأثير إصابة مضاعف عند القتال مع الأعداء، مع الأخذ في الحسبان أن قرون الذكور أطول وأكثر حده من قرون الإناث. ولكل نوع من الظباء شكل خاص للقرون.
ولأن الظباء من العائلة البقرية، فإن لها معده مركبه. لذا فهي تتناول الغذاء بسرعة ثم تجتره على مهل عندما تختبئ للراحة واتقاء حرارة الشمس الحارقة، في الصحارى الأفريقية.
التأقلم مع الطبيعة
لما كانت الشمس حارقه في الصحارى وقد تضر الحرارة بالحيوان فيصيبه احتباس الحرارة أو ضربه الحرارة Heat Stroke، التي تأثر أول ما تأثر على المخ فيحتقن ويفقد الحيوان اتزانه ثم وعيه إلاّ إذا تبرد المخ بصوره طبيعية، لذا فقد خلق الله سبحانه وتعالى للظباء والأيائل والوعول الصحراوية ما يسمى بجهاز تبريد المخ Brain Cooling System، وهو عبارة عن دورة دموية خاصة بين المخ وبين التجويف الأنفي. فيخرج الدم من المخ إلى التجويف الأنفي فيبرد، ثم يرجع إلى المخ فيبرده؛ وهكذا يتخلص المخ من الحرارة الزائدة، ويتقى الحيوان ضربه الحرارة وما يستتبعها من علل وأمراض.
العادات الاجتماعية والغذاء
الظباء من الحيوانات الصامتة التي نادراً ما تصدر أصواتاً، ولا تصدرها إلا كصيحات تحذير عند الشعور بالخطر.
وهي تعتبر غذاء رئيسياً للضواري الصحراوية مثل الفهد الصياد، وفهد سيناء، والذئاب، وابن آوى. لذا تعيش الظباء في قطعان يتكون كل منها من 5 ـ 60 أنثى، إضافة إلى الصغار وذكر واحد بالغ. وهذه القطعان مترابطة ويختلف عددها وتركيبها من ساعة إلى أخرى، وعند الخطر قد تتشتت تماماً، حيث يجري كل فرد في اتجاه ناجياً بنفسه، وقد تلتئم مره أخرى عند زوال الخطر وقد تظل يوماً أو أكثر مشتتة ثم تلتئم.
ومن الطريف أنه إذا شعر الحيوان بالخطر، فإنه يقفز إلى أعلى رافعاً رأسه وفارداً أطرافه الأربعة، كما لو كان يعطى إشارة خطر لباقي القطيع فيهرب أفراده كل في اتجاه.
تنشط الظباء في الصباح الباكر وعند الغروب، وتختبئ خلال النهار الساخن، ففي الصباح تلعق الندى المتكاثف على النباتات والصخور الناعمة، كمصدر للمياه. وتأكل من العشب الندى البارد قبل أن تشرق عليه الشمس، فلا يستساغ لسخونته وذبوله.
التناسل
في موسم التزاوج يقترب الذكر من الأنثى ويضغط بذقنه على مؤخرتها فإن وقفت ساكنه ورفعت ذيلها كان ذلك إيذاناً منها بقبول التزاوج. وإن أجفلت وابتعدت فإن الذكر لا يطاردها، بل يتقدم لها المرة بعد المرة حتى تسمح له بالتزاوج.
وتحمل الأنثى مرة واحدة في العام، وأحياناً مرتين، وفترة الحمل من 5 إلى 6 أشهر تلد الأنثى بعدها مولوداً واحداً، يستطيع الجري بعد ساعة من مولده والمناورة بعد يوم واحد من عمره.
في الحديث الشريف
بعث الرسول ـ r الضحّاكَ بن سفيان إلى قومه "إذا أتّيتهم فاربض في دارهم ظبياً".
وقال ابن الأثير في تفسيره: "كان بعثه إليهم يتجسس أخبارهم، فأمره أن يكون منهم بحيث يراهم، فإن أرادوه بسوء تهيأ له الهرب، فيكون كالظبي الذي لا يربض إلاّ وهو متباعد، فإذا ارتاب نفر".
في الأمثال العربية
يُضرب المثل بظباء مكة في الأمان فيقال: "آمَنُ من ظباء مكة"، والصحّة فيقال: "أصح من ظبي"، وصفاء عينة وسوادها فيقال: "أصْفىَ من عين الظبي"، و "أسود من عين الظبي". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:37 | |
| الأيل The Deer
تعريف
تشكل الأيائل مجموعة ضخمة من الحيوانات الجميلة التي تشترك في أنها من المجترات وتعيش في الغابات، أو على حواف الصحاري، أو التندرا في المنطقة القطبية، والمناطق الجبلية. وتأكل الأعشاب والثمار.
وهي تختلف كثيراً في أحجامها، وألوانها، وفي العديد من الصفات الخارجية الأخرى. وتحمل الذكور منها قروناً، غالباً، ما تكون طويلة، متفرعة، وشائكة.
أسماؤه: الماعزة الجبلية، اليامور، اليحمور، الأُروية، الوعل، الوقيفة.
الجمع: الأروى.
الذكر: اليامور، اليحمور.
اسمه بالفرنسية: Bouc de Montagne Bouquetin
اسمه بالإنجليزية: Deer
الأنثى: الإِيَّلَة، الأُرويَّة، الإِرويَّة، الهَشَمة.
التصنيف البيولوجي
تندرج الأيائل تحت شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة ذوات الحوافر ـ رتيبة مزدوجة الأظلاف ـ فصيلة الأيائل (سرفيدى Cervidae)
نبذة تاريخية
يُعتقد أن الأيائل كانت حيوانات صغيرة، عاشت في غابات أوراسيا (أوروبا وآسيا) وعرفها الإنسان منذ زمن بعيد. وفي ذلك الزمان لم تكن لها قرون، ولكن مع مرور الزمن زاد حجم بعض الأنواع ووصلت أحجاماً كبيرة نوعاً، مثل حيوان الموظ الذي عاش في أمريكا الشمالية منذ آلاف السنين، وحيوان الإلكة الأيرلندي وهو أيضاً حيوان هائل الحجم يعيش في أوروبا.
وتوضح بعض الرسوم التي حفرها الأجداد في أعماق الكهوف منذ 14000 سنة ـ ورسوم أخرى أحدث منها ـ اهتمام الإنسان بهذه الحيوانات. فقد استخدم الإنسان الأيائل أولاً كمصدر طعام، ثم استخدمها في الرياضة، لدرجة أن ملوك إنجلترا النورمانديين زرعوا الغابات في جنوب إنجلترا وجلبوا إليها الأيائل حتى يضمنوا مورداً وفيراً منها لغرض الصيد.
أنواع الأيائل
تضم فصيلة الأيائل أنواعاً كثيرة تختلف حجماً ولوناً وبيئة وشكل قرون. وهي موزعة جغرافياً على أمريكا الشمالية والجنوبية، وآسيا وأوروبا، وشمال غرب أفريقيا. كما أنها أُدخلت أيضاً إلى استراليا.
ويوجد أكثر من مائة نوع من هذه الحيوانات، تندرج تحت الفصيلة المعروفة باسم فصيلة الأيائل Deer Family أو سيرفيدى Cervidae. وتنقسم هذه الفصيلة إلى عدة فصيلات، تشمل كل منها ضرباً أو أكثر من الأيائل.
وفيما يلي بعض أشهر هذه الأنواع
1. أيل المسك Moschus moschiferous) Musk Deer)
يعيش هذا النوع من الأيائل، الذي يندرج تحت جنس واحد تحت فصيلة Moschinae، في الغابات التي تُغطي المنحدرات الجبلية في آسيا الوسطى والشرقية والشمالية، من الصين وكوريا إلى منغوليا الغربية. ويعتبر أيل المسك أكثر أنواع الأيائل الموجودة بدائية. ولا تحمل الذكور قروناً على رؤوسها لتدافع بها عن نفسها، ولكن قد يعوضها عن ذلك أنيابها العلوية الطويلة. وهو حيوان صغير لا يرتفع عن الأرض أكثر من حوالي 50 سم، وله ذيل قصير، وأرجل قوية وحوافر كبيرة، ويغطي جسمه شعر طويل كثيف خشن جداً، والأرجل الخلفية أطول من الأمامية لذلك فان الظهر أكثر ارتفاعاً عند الكفل. ويتميز هذا النوع من الأيائل بوجود غدة تحت جلده البطني تفرز مادة بنية شمعية ذات رائحة قوية نفاذة هي مادة "المسك"، الذي يُستعمل في صناعة الصابون والعطور. ويبدو أن لهذه المادة تأثير جاذب للجنس الآخر في موسم التزاوج، الذي يكون عادة في شهر يناير من كل عام، وعدا هذه الفترة تعيش أيائل المسك في حالة فردية، وتختفي بالنهار وتنشط فقط بالليل.
2. أيل المنجق Muntjacus muntjak) Indian Muntjac Barking Deer) (انظر صورة أيل المنجق)
تندرج هذه الأيائل تحت فُصيلة Muntiacinae، وتشتمـل على جنسين مختلفين هما Genus muntjacus، و Genus elephadus، ويعرف منه 20 صنفاً تنتشر في الهند وإندونيسيا وجاوة ومن الصين إلى تايوان. ويعيش في الغابات الاستوائية والمرتفعات التي قد تصل إلى .10000 قدم. وأيل المنجق يعرف أيضاً باسم الأيل النابح Barking Deer، لأنه عندما يفزع يُصدر سلسلة من النباح السريع القصير، الذي يبدو مشابها لطقطقة الصفيح. وهذه الأيائل صغيرة الحجم بعض الشيء يصل طولها إلى حوالي 90 ـ100 سم، ويبلغ ارتفاعها نصف متر (45 ـ 65 سم) تقريباً، ويزن الفرد البالغ منها حوالي 14 ـ 16 كجم، ولها أنياب قد يصل طولها إلى 3 سم. وإضافة إلى ذلك فالقرون قصيرة لا يزيد طولها على 10 ـ 12 سم تنمو على مقدمة الجبهة، ولا توجد إلا في الذكور. وأيل المنجق يحب العزلة وينشط فقط أثناء الليل. وفترة الحمل لهذه الأيائل 6 أشهر.
3. الأيل الحقيقي True Deer
لهذا النوع من الأيائل قرون أطول من مثيلاتها في أيل المنجق، ويندرج الأيل الحقيقي تحت فُصيلة ( Subfamily Cervinae ) ويعرف منها 4 أجناس مختلفة هي: أيل الفالو (Cervus dama) Fallow Deer، وأيل المحور (Cervus axis) Axis Deer والأيل الأحمر (Cervus elephas) Red Deer وأيل الأب دافيد Pere David Deer .
ـ أما أيل الفالو Cervus dama) Fallow Deer) (انظر صورة أيل الفالو)، فيتبع جنس الداما، ولونه أحمر مائل للبني، تكسوه بقع بيضاء في الصيف، ورمادي مائل للبني في الشتاء. والقرون تنمو فقط في الذكور، ولها طرف يشبه راحة اليد وتتغير سنويا. ويبلغ طول الرأس والجسم 1.3 ـ 2.3 متر، والذيل 15 ـ 20 سم، ويقرب ارتفاعه من متر ويراوح وزنه من 50 إلى 200 كجم.
وينتشر أيل الفالو في المناطق الساحلية لحوض البحر الأبيض المتوسط، وفي أوروبا، وشمال أفريقيا، وآسيا الصغرى. ويعيش في الجبال والغابات، تعيش الإناث والصغار في مجموعات كبيرة، بينما تتجمع الذكور في مجموعات صغيرة. ويتم التزاوج في شهر سبتمبر.
وهناك ما يعرف بأيل الفالو الفارسي، الذي يبدو أَنه انقرض منذ عشرات السنين.
ـ أيل المحور Cervus axis) Axis Deer) (انظر صورة أيل المحور)
ويتبع جنس الأكسيس Genus axis، وهو أجمل أنواع الأيائل على الإطلاق، فلونه أحمر قاتم مائل للبني، تكسو جسده بقع بيضاء طوال العام. ويبلغ طول الجسم والرأس 1.1 ـ 1.4 متر والذيل 20 ـ 30 سم، وارتفاع الجسم عند الكتفين حوالي 80 سم، ووزن الجسم يقرب من 50 كجم. وتجوب قطعان كبيرة من أيل المحور السهول والتلال الواقعة عند سفوح الجبال في الهند وسريلانكا. ويوجد منه نوع يعرف باسم "أيل الخنزير" يعيش في غابات جنوب شرق آسيا. يعيش هذا الأيل في مجموعات كبيرة، تضم إلى جانب الإناث ذكرين وغالباً ثلاثة. ويرعى أيل المحور في الصباح الباكر أو قبل الغروب. وفي حالة الشعور بالخطر وعند اقتراب أحد أعدائه الطبيعيين، كالببر أو النمر، ينطلق أيل المحور لا يلوى على شيء إلى أحد الجداول المائية ليسبح فيها ناجياً بحياته. وتلد الأنثى 1 ـ 3 من الصغار، بعد فترة حمل من 7ـ 7.5 أشهر.
ـ الأيل الأحمر Cervus elephas) Red Deer)
ينتمي هذا النوع إلى جنس سرفاس Genus cervus، يوجد في أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، وشمال أفريقيا. ويُفضل العيش في المستنقعات، وقريباً من جداول الماء، أو في الغابات. وتختلف الثلاثة وعشرون نوعاً من هذه الأيائل اختلافاً بيناً، في أحجامها. فالسلالات الموجودة في أمريكا الشمالية، أكبر حجماً من تلك الموجودة في أوروبا. ويتمتع هذا الأيل الجميل بجلد ضارب إلى الحمرة خلال فصل الصيف، يتحول إلى لون أقرب للرمادي في فصل الشتاء. ويكسو منطقة الكفل شعر أصفر برتقالي. وتتميز قرون الذكور بزيادة عدد فروعها كل عام، وقد يصل عدد نتوءاتها إلى ستة.
ويختبئ الأيل الأحمر طوال النهار، ليبدأ رحلة البحث عن الطعام عند الغسق. ويبدو أن رطوبة الجو تتحكم في حركة قطعان هذا النوع من الأيائل. ففي الجو الرطب تكون الحركة محدودة عنها في الجو الجاف. وقد أكد بعض العلماء أن الجو الرطب يساعد في حمل الروائح التي تنبعث من أجسادها إلى مسافات أطول، مما يجعل الأيائل تعتمد على حاسة الشم أكثر من اعتمادها على الحركة المستمرة.
وتعيش الذكور معظم أوقات السنة في مجموعات منفصلة عن الإناث، ليس لها قائد مسيطر. وتتجول في نطاق محدد، بينما تترأس إحدى الإناث مجموعة غالباً ما تتكون من الإناث وصغارهن. وتظل هذه الأنثى الرئيسة متيقظة دائماً، تلاحظ وتتصنت وتشم الهواء، حتى إذا ما أحست بوادر خطر أصدرت نباحاً متقطعاً، تتوقف لسماعه جميع الإناث وتظل مترقبة حتى تعاود الأنثى الرئيسة نشاطها الطبيعي بعد زوال مصدر الخطر.
وخلال موسم التزاوج القصير في سبتمبر وأكتوبر، تبدأ الذكور في غزو مناطق تجمع الإناث. ويختار كل ذكر لنفسه مجموعة من الإناث يدفع عنهن ضد محاولات الذكور الأخرى لاستقطاب بعضهن. وتعرف هذه المجموعة علمياً باسم "الحريم المؤقت". ومن الغرائب أن الذكر في هذا النوع من الأيائل يسيطر على إناثه فيما يتعلق بالتزاوج فقط، ولكن عند حدوث الخطر تتجمع الإناث حول الأنثى الرئيسة، التي اعتدن على حمايتها. وبعد التزاوج تلجأ الذكور إلى مأواها الشتوي وتتخلص من قرونها بحلول الربيع. وتولد صغار الأيائل في فصل الربيع، وتظل في حماية أمهاتها اللاتي لا يبعدن عن صغارهن كثيراً.
ويُعرف الأيل الأحمرـ الذي يعيش في أمريكا الشمالية، باسم حيوان "الإلكة الأمريكي" American Elk، أو "الوابيت" Cevus canadensis - Wapiti وهو حيوان ضخم الجثة ارتفاعه عند الكتفين 1.5 متر أو أكثر، وطوله 1.8 ـ 2.5 متر، ولونه بنى ضارب للحمرة. وتميزه بقعة صفراء باهتـة على الكفل، وله ذيــل قصير حوالي 12 ـ 22 سم. ويعيش هذا النوع من الأيائل في الغابات والأراضي المرتفعة، والغابات الصخرية في شمال غرب أمريكا الشمالية، في فصل الصيف، فإذا حل الشتاء وغطت الأرض الثلوج، هبطت إلى الوديان. تتزاوج أيائل الوابيت في شهري سبتمبر وأكتوبر حيث يكوّن كل منها لنفسه حريماً خاصاً، ويُعلن عن وجوده بصوت مميز، يبدأ بنبرة منخفضة تتصاعد تدريجياً إلى صوت رفيع حاد، ينتهي فجأة بما يشبهه الصرخة. والقتال بين الذكور قتال وحشي لابد أن ينتهي باستسلام الذكر الأضعف، ومغادرته المكان على الفور. ويتكون الحريم في بدايته من 50 ـ 60 أنثى، وبينما القتال دائر بين الذكر المُسيطر والذكر المعتدي، تتسلل بعض الذكور الأخرى لتقسم الحريم إلى مجموعات أصغر يفوز كل منها بمجموعة.
وفي موسم الولادة، الذي يمتد من مايو إلى يونيه كل عام، تلد أنثى الوابيت 1 ـ 3 أيائل صغيرة، تغطي أجسادها بقع بيضاء.وسرعان ما تقف الصغار فور ولادتها، لتبدأ الاعتماد على نفسها. وبحلول الصيف تتجمع الذكور والإناث الشابة وصغارها معاً في قطعان كبيرة، يقدر أعداد أفرادها بالمئات.
ويوجد نوع آخر من الأيل الأحمر، يعرف بأيل سامبار (Cervus unicolor) Sambar Indian Deer (انظر صورة أيل سامبار)، يعيش في جنوبي شرق آسيا، والهند وأندونيسيا، والفلبين في الغابات الاستوائية وتحت الاستوائية، التي تقع على ارتفاعات قد تصل إلى 10000 قدم فوق سطح البحر. ومنه نوع يسمى "الروسا" يعيش في ماليزيا وتوجد منه 6 ضروب تختلف كثيراً في أحجامها وألوانها. وفي هذا النوع قد يصل طول القرن الواحد إلى قرابة المتر، ويحمل 3 نتوءات أو أشواك فقط. وهذا الأيل يجيد السباحة ويستغلها في الهروب من الأعداء. وفي وسط وجنوب الهند تلد الإناث في شهر مايو وأوائل يونيه. تبلغ فترة الحمل 8 أشهر، تلد الأنثى بعدها صغيراً واحداً أو اثنين.
وتوجد أنواع أخرى قريبة الشبة بالأيل الأحمر، منها ما يُعرف بالأيل الأحمر المبقع Spotted Red Deer، الذي يعيش في الفلبين، وأيل ثورولد Thorold Deer، ويعيش في جنوب الصين وشرق هضبة التبت، ويتميز بخدود وخطم وشفاه وصدر بيضاء اللون. وأيل المستنقعات الهندي Barasingha or Swamp Deer، وأيل إلـــدز Eldis Deer، الذي يعيش في جنوب شرق آسيا، وأيل السيكا Sika، في شرق آسيا واليابان وتايوان.
ـ أيل الأب دافيد Pere Davids Deer
ويعرفه علماء الحيوان باسم Elaphurus davidianus، وقد انقرض حالياً في الطبيعة. وكان إمبراطور الصين في القرن التاسع عشر يمتلك قطيعاً من هذا النوع من الأيائل متوسطة الحجم، على مشارف مدينة بكين عاصمة الصين وقد نقلت الحملة الفرنسية بقيـادة Pere A. David، بعض هذه الحيوانات إلى أوروبا عام 1865. وقد قُضِيّ على هذا القطيع بأكمله أثناء الثورة الفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر، غير أن دون بدفورد Bedford، انشأ قطيعاً سـلالياً ناجــحاً في مقاطعته Woburn Abbey، في إنجلترا وقد صارت هذه الأيائل اليوم موجودة في حدائق عامة كثيرة في العالم، أو في المحميات الطبيعية، وهي تعيش في الأسر بصورة طبيعية وتتناسل بكفاءة في حدائق الحيوان. ويجري التزاوج في يونيه وأغسطس، ومدة الحمل حوالي 8 أشهر (250 يوماً)، وتلد الأنثى صغيراً أو صغيرين خلال أبريل ومايو.
4. أيل الماء الصينـي Chinese Water Deer
يوجد من هذه الأيائل جنس واحد Genus hydropotes، في فصيلة واحدة Hydropotinae، واسمه العلمي Hydropotes inermis (انظر صورة أيل الماء الصيني). ويشبه أيل الماء أيل المسك في أنه بلا قرون، ولديه أنياب عليا طويلة تبلغ حوالي 6 سم. ولونه أحمر بني صيفاً وداكن شتاءً. والسيقان الأمامية أقصر من الخلفية. ويبلغ طـول الرأس والجسم 75 ـ 97 سم، والذيل 8 سم، والارتفاع عند الكتفين 45 ـ 55 سم، والوزن حوالي 15 كيلوجراماً. وينتشر أيل المـاء في شرقي الصين وكوريا، ويعيش في المستنقعات أو في السهول الواقعة جوار مجاري الأنهار. وهو يفضل العيش منفرداً أو في أزواج. وعند الشعور بالخطر يظل ساكناً هادئاً، حتى إذا تأكد اقتراب العدو أسرع في الركض ناجياً بحياته. وفترة الحمل 6 أشهر، وتلد الأنثى ما بين 1 ـ 6 صغار في المرة الواحدة.
5. الأيل الأمريكي American Deer
يطلق اسم الأيل الأمريكي على عددٍ من ضروب الأيائل، أشهرها الأيل أبيض الذيـل White ـTailed Deer ، وأيل المستنقعات Marsh Deer، وأيل العشب Pampas Deer، وأيل البودو Pudus.
ويوجد من الأيل أبيض الذيل 39 ضرباً، تختلف في أحجامها، ويراوح طول الرأس والجسم ما بين 85 ـ 205 سم، والذيل 10 ـ 35 سم، والارتفاع حتى 92 سم، والوزن من 50 إلى 200 كيلوجرامٍ.
6. أيل فرجينيا Odocoileus virginianus) Virginea Deer) (انظر صورة أيل فرجينيا)
يعتبر من أشهر الأيائل بيضاء اللون، التي تعيش في المناطق الواقعة بين جنوب كندا وشمال أمريكا الجنوبية. وفي هذا النوع تتجه القرون للخلف أولاً ثم للأمام، مع توجيه جميع نتوءاتها إلى الأمام. ولون الجلد بني مائل للحمرة صيفاً، يتحول إلى اللون الرمادي المشوب بالبني شتاءً، ويكون باطن الذيل أبيض تماماً.
تتجمع الأيائل من هذا النوع في قطعان صغيرة، نادراً ما تتعدى 12 حيواناً من الجنس نفسه. وعند الشعور بالخطر يلجأ الأيل أبيض الذيل إلى الهروب السريع، ويختبئ بين الأشجار الكثيفة رافعاً ذيله الأبيض ليكون علامة تحذير لبقية القطيع. وبعد زوال الخطر يكون الذيل الأبيض أداته لتجميع القطيع مرة أخرى. وفترة الحمل في هذا النوع 7 أشهر.
7. الأيل طويل الأذنين Odocoileus hemionus) Mule Deer)
هو نوع آخر من الأيائل بيضاء الذيل، ويعيش في مناطق الساحل الغربي لأمريكا الشمالية. وتتميز هذه الأيائل بآذانها الكبيرة، وبوجود بقعة بيضاء كبيرة على الكفل، وبذيل قصير ذي طرف أسود. وهذا النوع من الأيائل كبير الحجم نسبياً، حيث يبلغ ارتفاعه المتر تقريباً، وطول جسمه متراً واحداً ونصف المتر عدا طول الذيل الذي يبلغ حوالي 20 سم. وتلد الأنثى صغيرين في الصيف بعد فترة حمل حوالي 6 أشهر. وتوجد من هذه الأيائل ضروب كثيرة، تعيش كل منها في منطقة مختلفة عن الأخرى.
8. أيل المستنقعات Marsh Deer
يعيش في حوض الأمازون، ويتمتع هذا الأيل بأذنين كبيرتين جداً، وقرون هائلة الحجم.
9. أيل العشب Pampas Deer
يعيش في منطقة السافانا في أمريكا الجنوبية، وهو حيوان رقيق ذو قرون بسيطة، لونه أحمر وبطنه بيضاء، ويستطيع القفز إلى ارتفاعات قد تربو على ثلاثة أمتار.
10. أيل البودو Pudus
هو أصغر الأيائل على الإطلاق، وارتفاعه أقل من 40 سم عند الكتفين، ويعيش في منطقة الأنديز Andes .
11. أيل الـروْ Roe Deer
ينتمي هذا الأيل إلى جنس الكابريولاس Genus capreolus، وهو قريب الشبه بالأيل الأمريكي، الذي يشاركه الفصيلة نفسها Subfamily odocoileinae، وتوجد من هذا الأيل أربعة أنواع، تتميز بأن قرونها تبدأ في التفرع على مسافة قريبة من القاعدة، ولها غالباً ستة فروع، وقد تصل إلى عشرة. والذيل لا يكاد يرى. ولون هذه الأيائل بني مائل للحمرة صيفاً، ومنطقة الخاصرة برتقالية اللون، وفي الشتاء تكون بنية اللون عليها بقعة بيضاء على الكتف.
يعيش هذا الأيل في أوروبا وآسيا الصغرى وشمال آسيا، ويقطن الغابات الواقعة على المناطق الجبلية. ويعيش غالباً منفرداً أو في جماعات صغيرة، تضم الإناث والصغار. يُحدد الذكر حماه بافرازات الغدد، التي توجد على جبهته، والغدد الشرجية، والغدد السنعية، وكذلك قطرات البول.
يتم التزاوج في الصيف وقد يتكرر مرة أخرى في الخريف. ومهما كان فصل التزاوج، فإن الصغار، وعددهم 1 ـ 3 تولد، دائماً في الربيع. فمن عجائب الخلق في هذا الحيوان أنه لو تم التزاوج في الصيف وحدث الحمل، فان الأجنة تدخل في مرحلة من السبات ولا تبدأ في التكوين إلاّ في الخريف. ويستمر الحمل 5 أشهر، وتظل الصغار مختبئة لمدة 3 ـ 5 أيام قبل أن تتبع أمهاتها اللاتي يرضعهن لشهرين أو ثلاثة، وتعتمد الصغار على أنفسها بعد بضعة أشهر أخرى.
12. الموظ ـ أيل الموظ Alces alces) Moose) أو حيوان الإلكة الأوروبي European Elk
هو أكبر أفراد عائلة الأيائل حجماً، وينتمي إلى جنس يسمى الألسس Alces . وقد يبلغ ارتفاع الموظ مترين عند الكتفين، ويعرف بسهولة بخطمه المتدلي العريض، وقرونه المتشعبة الشديدة الضخامة، وللذكور قطعة جلدية تتدلى أسفل الحنجرة تُعرف بالجرس.
ينتشر الموظ في كندا وألاسكا، والمنطقة الحدودية بين كندا وأمريكا، وكذلك في شمال أوراسيا. ويُفضل هذا الحيوان العيش في الغابات قريباً من البحيرات والأنهار، وله قدرة فائقة على السباحة. وفي الخريف عندما يحل موسم التزاوج، يُطلق الذكر صيحة عالية بصوته الأجش، وترد عليه الأنثى بصوت أكثر نعومة. وقد يستدعي الأمر عراكاً وحشياً عنيفاً بين ذكرين، يبقى بعده الذكر المنتصر لعدة أيام مع الأنثى ثم يذهب بعيداً عنها بحثاً عن أنثى أخرى. وبعد مدة حمل تبلغ حوالي 250 يوماً، تلد أنثى الموظ صغيرين في شهر مايو، ترعاهما لفترة قد تمتد حتى اقتراب موعد الولادة التالية.
وذكر الموظ من القوة لدرجة أنه يمكنه أن يقتل دباً كبيراً، مستعيناً على ذلك بقرونه وأطرافه الأمامية القوية. وأما عدوه الوحيد فهو الإنسان.
13. الكاريبو Caribou
ينتمي الكاريبو Caribou، لفصيلة Rangiferinae، ويتميز بفرائه الكثيف الدافئ. ولونه في الصيف بني داكن، وفي الشتاء رمادي مائل للأبيض، وللذكور والإناث قرون كبيرة، ولكنها أقل تشعباً في الإناث.
والكاريبو حيوان كبير الحجم، قد يبلغ ارتفاعه المترين عند الكتفين، وأنفه مغطى بالشعر، وله لغد متدل تحت الحلق، وأظلافه كبيرة وعريضة تساعده على السير في الثلوج، وسرعته في العدو تمكنه من الهرب من هجوم الذئاب. ويعتبر الإنسان العدو الأول لهذا الحيوان، فهو يستخدم لحومه وشحومه غذاء أساسياً لسكان الإسكيمو وهنود الشمال.
وتوجد عدة أصناف من الكاريبو، أهمها أيل الرنة Reindeer ـ Rangifer tarandus الذي يعيش في المنطقة القطبية لأوراسيا.
وفترة الحمل عند الكاريبو 8 أشهر، تلد الأنثى بعدها صغيراً واحداً يتبع أمه في دقائق.
وتجدر الإشارة إلى أن دولاً كثيرة أنشأت محميات خاصة على هذه الحيوانات من الانقراض. كما تحرص حدائق الحيوان على اقتنائها لما تتمتع به من جاذبية لجميع الشعوب بلا استثناء.
بعض الخصائص التشريحية والوظيفية للأيائل
تشترك الأيائل في أنها جميعاً من آكلات الأعشاب والثمار والأزهار، ومنها ما يعيش في الغابات، وما يعيش في مناطق الأعشاب الطويلة (السافانا)، ومنها ما يعيش على حواف الصحارى أو التندرا في المنطقة القطبية، والمناطق الجبلية.
ويمكن تمييز معظم أنواع الأيائل من حجمها، ولونها، والصفات الخارجية الأخرى، مثل طول الذيل، وحجم الأذن، وشكل وحجم القرون، وإن كانت هناك صعوبات بالغة في كثير من الأحوال.
الشكل العام
تُشْبه الأيائل كثيراً من المجترات خاصة الظباء، ولها أجساد طويلة ورشيقة، وسيقان رفيعة، وذيول قصيرة، ورؤوس مثلثة الشكل. وعلى جانب الرأس عينان كبيرتان مستديرتان، وأعلاه أذنان مثلثة أو بيضاوية.
القرون
تحمل ذكور الأيائل قروناً عظمية، هائلة تميزها عن باقي الحيوانات المجترة. كما أن لإناث بعض أنواع الأيائل، مثل أيل الرنة أو الكاريبو قرون شبيهة بقرون الذكور. والرأي السائد أن قرون إناث الكاربيو تساعدها في بحثها على الغذاء. فهي تحفر الثلوج بقرونها بحثاً عن الغذاء. وخلافاً لقرون الحيوانات الأخرى، فان الأيائل تستبدل بقرونها قروناً جديدة كل عام. وتختلف قرون الأيائل في أشكالها، حسب نوعها وجنسها.
وتَحكم عملية نمو القرون في الأيائل الهرمونات الذكرية، التي تفرزها الخصى، وهرمون النمو، الذي تفرزه الغدة النخامية الموجودة بقاع المخ. فتحت تأثير هذه المواد الكيماوية ذات الأهمية البالغة، يبدأ الجلد المخملي المغطى بالفراء عند قاعدة القرن، في النمو والتفرع ليكوّن قروناً إسفنجية مليئة بالدم، الذي يحمل لها مقومات النمو والحياة. وفي فصل الخريف من كل عام ينقطع تزويد الجلد المخملي بالدماء ويجف، وتحك الأيائل قرونها في النباتات وجذوع الأشجار ليسقط هذا الجلد الجاف، مما يزيد القرون صلابة. وتعتبر القرون سلاحاً أساسياً للأيائل في صراعها لامتلاك الإناث، في هذا الفصل من السنة.
وفي أواخر فصل الشتاء أو أوائل الربيع (يناير ـ مارس)، تلقى بعض أنواع الأيائل عن رؤوسها عبئها الثقيل، ولكن سرعان ما تبدأ القرون الجديدة في النمو. وبعض أنواع الأيائل، كالأيل الأحمر والكاريبو، قد تقتات على قرونها عندما تنقص أجسادها بعض العناصر المعدنية الهامة لحياتها، مثل عنصر الكالسيوم.
وتتنوع أشكال القرون وأطوالها، ودرجة تفرعها، وعدد نتوءاتها. وبعض القرون ناعمة، وبعضها له حلقات دائرية، وقرون الإناث أقصر من قرون الذكور.
وعظام الأيائل أكثر قوة من عظام حيوانات المزارع، وأكثر سمكاً. وهي مزودة بدعامات داخلية تعطيها قوة وصلابة، مما يساعد على حمايتها من الكسر. وهي من نوع العظام الكثيفة، ونادراً ما نجد عظاماً إسفنجية في الأيائل.
الجلد
تختلف جلود الأيائل في ألوانها بدءاً من الرمادي بدرجاته المختلفة، إلى البني والأحمر أو الأصفر. وتكون المناطق السفلي في جسم الحيوان، أخف لوناً من الأجناب والظهر، وتوجد ـ غالباً ـ منطقة قاتمة اللون حول فتحة الشرج.
وكثير من صغار بعض أنواع الأيائل، وكذلك بعض الأفراد البالغة، تكون مرقطة أو منقطة، حيث تغطي جلودها الداكنة بقع فاتحة أو بيضاء اللون، مبالغة في التخفي، مثل أيل الفالو. وتغير هذه الأيائل جلودها مرتين كل عام، في الربيع والخريف.
الأسنان
الأيل مثل باقي الحيوانات المجترة، ليس لها قواطع في الفك العلوي، وقد استُبدلت بها وسادة لحمية. كما أن بعض أنواعها تفتقد الأنياب العليا أيضاً. وفي حالة وجودها فإنها إمّا أن تكون عادية، أو تستطيل كثيراً كما في ذكور أيل الماء، لتستخدم في القتال.
الشعر
كل أنواع الأيائل تقريباً أجسادها مغطاة بالشعر، ولكن لكل نوعٍ، ما عدا أيل الرنة، بقعة عارية من الشعر عند الخطم.
يتميز شعر الأيائل بالغزارة وعند فحصه تحت المجهر تجده يشبه الشبكة، مما يعطيه شدة تدفئة وقوة تماسك. والشعرة مجوفة وتهيئ للجلد الفرصة لعزل الحرارة صيفاً وشتاءً فلا يفقد الحيوان الحرارة شتاءً ولا يتأثر بحرارة الجو صيفاً.
والجلد على قوته، سهل النزع بعد ذبح الحيوان. كما أن الشعر سهل النزع بعد الدبغ. ويلاحظ أن الجلد سهل القطع أو الخدش، لذا لا يستعمل إلاّ في العرض فقط، وليس له أغراض صناعية مثل جلود حيوانات المزرعة.
الحوافر
قوية ومدببة ومشقوقة بعمق، وأغلب استعمالها في حفر الأرض لتغطية الفضلات، أو الحفر في الثلوج لكشف الأعشاب والتغذية عليها. وهي تساعد على سرعة العدو، كما أن قوة المادة القرنية للحافر تحافظ عليه من الكسر أو الشق، عند الجري فوق الصخور.
بعض الصفات الطبيعية للأيائل
تتمتع الأيائل بحواس شم وبصر وسمع قوية، شأنها في ذلك شأن باقي الحيوانات المعرّضة لهجوم اللواحم. فعند الإحساس بالخطر يرفع الأيل رأسه، ويحملق بحدة، وتستدير الأذنان للأمام للتعرف على مصدر الخطر.
وفيما يتعلق بالنظر والرؤية، فنادراً ما يفلت شيء من مدى بصر الأيائل. ولكنها إذا نظرت إلى غير متحرك فإنها لا تبدي رد فعل، سواء كان هذا الكائن صديقاً أو عدواً، فإذا ما تحرك أدركت هويته عن طريق الحركة. وتعرف الأيائل كل تفاصيل البيئة حولها وتتذكرها، وأي إضافة أو حذف تجذب انتباهها، ويثير فضولها. وعيون الأيائل بارزة من محجريها قليلاً مما يعطيها زاوية واسعة للرؤية، كما أن قوة إبصارها تمكنها من الرؤية على بعد 5 ـ 6 كيلومتر.
ومعظم الأيائل البالغة تعبر عن غضبها أو قلقها، بزمجرة أو صرخة قوية تخرج من أنوفها. وحياة الأيل تعتمد على سرعة عدوها عند الهرب من الأعداء. وهي صفة مثيرة للانتباه لأن الأيائل قد تركض بسرعة تصل إلى 50 ميلاً في الساعة أو أكثر، ويمكنها تغيير اتجاهاتها فجأة وبالسرعة نفسها وبمناورة عالية.
وتتميز الأيائل بقدرتها الفائقة على السباحة، فهي تضطر في معظم مواسم الهجرة إلى عبور موانع مائية، قد يصل عرضها إلى عشرات الأمتار، وتستطيع أن تقاوم دفع التيارات المائية لتصل إلى الهدف الذي حددته على الشاطئ المقابل. وقد تعبر الأيائل بعض المسطحات المائية لتصل إلى بقعة لا تصل إليها الضواري سباحة، فتنعم بالراحة والاسترخاء.
وفيما يتعلق بعلاقة الأيائل بالحيوانات الأخرى، فإن الأيائل تحاول دائماً أن توثق علاقتها بالحيوانات العشبية الأخرى، مثل الماعز والأغنام بصرف النظر عن فروق النوع أو السن أو الحجم. ولم تسجل أي علاقة بين الأيائل وأحد آكلات اللحوم.
وتنام الأيائل، ولكن على فترات قصيرة، نوماً غير متصل ليلاً أو نهاراً، كما أنها شديدة اليقظة أيضاً ليلاً أو نهاراً. وتوقظها أي رائحة غريبة أثناء نومها، وتجذب انتباهها وتحفزها للدفاع أو الهرب.
السلوك الجنسي والتناسل
تستخدم الأيائل حاسة الشم لمعرفة أماكن الأيائل الأخرى من نوعها طلباً للتزاوج. وتتبع ذكور الأيل الأحمر آثار الإناث، التي تكون في حالة الاستعداد للتزاوج عن طريق شم الأرض المشبعة ببول هذه الإناث، وما تحتويه من مواد كيماوية جاذبه (فرمونات). ومعظم أنواع الأيائل لها غدد خاصة ما بين أظلافها. كما أن جميع الأنواع لها غدد في أعلى الرأس، على مقربة من مقلة العين، تفرز روائح قوية مميزة.
والاتصال عن طريق الصوت بين الأيائل الكبيرة وصغارها، يبدو مقصورا على بعض الأصوات كالثغاء المتبادل بين الأم وأطفالها، أو صيحات التنبيه عند الشعور بالخطر. ولكن يبدو أن عدداً من الأصوات الأخرى، تصدر عن بعض الأنواع خلال موسم التزاوج.
هجرة الأيائل
من الأيائل أنواع مهاجرة، ومنها من لا يبرح موطنه. فالكاريبو، مثلاً، له هجرة موسمية من مكان لآخر، حيث يتغير المرعى والغذاء والارتفاعات، وهذا يعطيها حرية في الحركة وتحمل نقص الأكسيجين الجوى على المرتفعات. ولكنه يفضل نمو الصغار على سفوح الجبال.
وعلى كل، فإن وفرة الغذاء في البيئات هو الذي يحدد كثافة أعداد الحيوانات، فكلما زاد الغذاء زادت الحيوانات. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:38 | |
| الكلب The Dog
تعريف
الكلب من الحيوانات الأليفة التي عرفها الإنسان منذ زمن بعيد. وهي حيوانات تختلف كثيراً في الحجم والشكل والمنافع. وقد لا يوجد على وجه الأرض حيوان ثديي، يختلف في شكله وحجمه ولونه وخصاله مثلما تختلف الكلاب. ويوجد منها في أنحاء العالم ما يربو على 400 سلالة، وهذا العدد يزيد يوماً بعد يوم ما استمر الإنسان في استنباط سلالات جديدة، لاستخدامها في المعارض والمسابقات والرياضة وحراسة المنازل والأعمال الحربية والبوليسية وأعمال أخرى كثيرة يصعب حصرها. والكلب من أكثر الحيوانات حباً ووفاءً للإنسان.
التصنيف البيولوجي
ينتمي الكلب Canis familiaris، إلى شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة آكلات اللحوم ـ الفصيلة الكلبية، التي تضم الثعلب والذئب وابن آوى ولكنه من جنس ونوع الكلاب.
نبذة تاريخية
يُرجّح العلماء أن الكلاب تم استئناسها منذ أمد بعيد لا يقل عن عشرة آلاف سنة، وكان ذلك في شمال إيران ويعتقد بعض الباحثين أنها انحدرت من الذئب الآسيوي، عندما احتفظ إنسان العصر الحجري بجراء الذئاب وعُني بتربيتها. ثم ما لبثت بمرور الأجيال أن استؤنست ونشأت منها الكلاب، التي تشبه أسلافها من حيث القوة والتركيب الجسماني وشكل الأسنان. بينما يؤكد علماء الإيثولوجيا (السلوك) أن أصول الكلاب الحالية ترجع إلى نوع من الكلاب البرية، اختفى منذ زمن بعيد من على سطح الكرة الأرضية.
وقد وجدت حفريات في سيبيريا تشير إلى وجود حيوانات شبيهة بالكلاب في صحبة الإنسان، منذ ما يزيد على ستين ألف سنة. وهناك دلائل أخرى على وجود كلاب مستأنسة في مناطق شاسعة، تمتد من اسكتلندا والدانمارك وألمانيا وسويسرا إلى الشرق الأوسط في زمن العصر الحجري الحديث، الذي ابتدأ منذ حوالي 9000 سنة قبل الميلاد. وفي سويسرا أكد تحليل الآثار، التي تعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد، أن أنواع الكلاب قد اختلفت في حجمها وشكلها عما هو معروف حالياً. وتؤكد الدراسات أن اقتناء الكلاب الصغيرة في المنازل عادة قديمة جداً.
وتختلف أطوال الكلاب وأوزانها وأحجامها وأشكالها اختلافاً شديداً، باختلاف السلالات التي تبلغ أكثر من 400 سلالة موزعة على جميع أنحاء العالم. وهذا العدد يزداد يوماً، بعد يوم حيث تستنبط سلالات جديدة ذات إمكانات متباينة ومواهب متعددة.
وقد عرف الغرب العديد من السلالات من خلال التزاوج المقنن. فهُجّنت مئات السلالات، ولكل سلالة منها قدراتها الخاصة وصفاتها الجسمية. وتتميز بعضها بصفات خاصة بها. فمثلاً التشاو تشاو له لسان أسود، والمكسيكي الأجرد لا شعر له سوى رقعة صغيرة في قمة رأسه. وغطاء جسم الشاريي خشن الملمس، أمّا جلد صغاره فيكون فضفاضاً لدرجة أنه يبدو واسعاً جداً بالنسبة لجسم الكلب. بينما نجد أن البازنجي، ومنشؤه أفريقيا، هو الكلب الوحيد الذي لا يستطيع النُباح.
الكلاب والفراعنة
تعكس النقوش على الآثار المصرية، اهتمام الفراعنة بالكلاب واحترامهم لها. وتشير هذه الرسوم إلى وجود سلالات نقية، مثل الكلب السلوقي، مما يؤكد الاهتمام بوجود سلالات غير مخلوطة أو مهجنة. وقد استخدم الفراعنة الكلاب لصيد الظباء والطرائد الأخرى، وكذلك في الحراسة بل وفي الحرب. و يعتبر الكلب الفرعوني أحد اقدم سلالات الكلاب في العالم، وقد وجدت أشباه تلك الكلاب على جدران مقبرة الفرعون أنتيفا الثاني، الذي يرجع تاريخه إلى عام 2300 ق . م. وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد أحضر الفينيقيون كلباً فرعونياً إلى جزيرة مالطة، وقد استوطنها حتى العصور الحديثة.
وكانت الكلاب الفرعونية ملساء يبلغ ارتفاعها من 53 إلى 70 سم، وتزن من 15 إلى 23 كجم. فراؤها القصير المنبسط اللامع أسمر ضارب للصفرة، أو أحمر قان. وكان لها أطراف أصابع بيضاء في القدم وعلى صدرها رسم أبيض مثل النجوم، وطرف ذيلها الشبيه بالسوط أبيض اللون أيضاً. وكثير منها لها خط أبيض أعلى منتصف الوجه.
ويحمر لون الكلاب الفرعونية عندما تنفعل، أي أن أنفها وأذنيها المنتصبتين تتغير إلى اللون الوردي الداكن، علماً بأن لون أعينها يُشبه لون الكهرمان. وقد اشتهرت الكلاب الفرعونية بقوة حاستي البصر والشم في الصيد، وهي تتحرك في سرعة ورشاقة كما أن عضتها قوية.
الكلاب الأليفة
تُستخدم الكلاب في كثير من الأغراض، ولكل غرض مجموعة من السلالات تُناسب كفاءتها الغرض المطلوب تحقيقه. فهناك كلاب للحراسة، وهي تتميز بالإخلاص والذكاء واليقظة والقدرة على السهر، وعدم تناول أي مأكولات أو مشروبات من الغرباء مهما بلغت درجة جوعها أو عطشها. كما أنها سهلة التدريب، ولها صوت عالٍ حتى تنبه أصحابها إلى أي دخيل.
كذلك هناك سلالات الكلاب الحربية، وهي تتميز بالجسم الضامر، والسرعة الفائقة، والقدرة على القفز والهجوم ومعرفة الأهداف، وتمييز الأعداء، وسرعة الأداء دون أن يصدر عنها صوت ينبه العدو لوجودها.
أمّا كلاب العرض، أي التي تشترك في المعارض، فتتميز بصغر حجمها، وجمال تكوينها، ورقة ودقة أجسامها، ونعومة أصواتها. وهذه السلالات تشعر بجمالها، فتراها تمشى في دلال، وتتحرك في ليونة وخفة.
وتعتبر الكلاب التي تقود مكفوفي البصر من المعجزات، وهي غالية الثمن، من سلالة لابرادور، وتعي واجباتها بعد تدريبها لمدة 3 شهور فقط. وتعرف الطرق و إشارات المرور وأماكن عبور المشاة ومساكن أصحابها، بل تعرف أماكن التسوق. والأغرب أنها تعرف أرقام الحافلات التي يركبها أصحابها، فتراها لا تقفز إلاّ في المركبة التي يريدها صاحبها، وتغادرها في المكان المطلوب تماماً، فتبارك الله احسن الخالقين.
وهناك الكلاب المنزلية، التي تُصاحب أفراد الأسرة وتعرف أصدقاءهم وضيوفهم، كما تعرف أعداءهم أو الأغراب عنهم، فتهاجمهم. كما أنها مدربة على قضاء حاجتها خارج المنزل.
أمّا الكلاب البوليسية، فلها قدرة شم أكثر من الكلاب الأخرى، ولها قدرة كبيرة في التمييز بين الروائح، فهي عندما تشم أثر لشخص من الأشخاص فإنها تستطيع أن تتتبعه عدة كيلومترات، كما تستطيع أن تكتشف رائحة المخدرات مهما بلغت دقة إخفائها. ويؤخذ بما ترشد عنه هذه الكلاب كقرينة في القضاء، عند محاكمة المهربين أو القتلة والسفاحين.
وتعتبر كلاب الرعي من أهم العوامل المساعدة على رعي الأغنام، في البلاد ذات المراعي الشاسعة. فهي تحرس الأغنام من الضواري والجوارح واللصوص، كما أنها تجمعها في المناطق التي يحددها الرعاة نهاراً، وتقودها إلى حظائرها عند مغيب الشمس أو هطول الثلوج. وكثيراً ما تكتشف هذه الكلاب أماكن الأغنام إذا غطتها الثلوج، فيجرى إنقاذها قبل أن تنفق.
ومن أغرب سلالات الكلاب من نوع لابرادور، تُنقذ الغرقى وتساعدهم في الوصول إلى بر الأمان، وهي تجيد السباحة وتطفو على الماء بما عليها من فراء سميك يمنع عنها البرد، ويهيئ لها القيام بمهمتها خير قيام.
وهناك قصص كثيرة عن بطولات قامت بها الكلاب، نال بعضهم عنها جوائز وأقيم لآخرين تماثيل لتخليدهم، فبعض الكلاب اقتحم النيران لإنقاذ أطفال صغار، وبعضهم هاجم ثعابين سامة وقتلها فأنقذ صاحبه من موت محقق.
وفي المجتمع الغربي تُستخدم الكلاب أحياناً في مجال الطب، فيستخدمون آلاف الكلاب في التجارب سنوياً، وبهذه الطريقة ساعدت الكلاب العلماء في تطوير أدوية مفيدة، وطرق جراحية جديدة، ولكن بعض الناس يظنون أنه من القسوة استخدام الكلاب، مثل سائر الحيوانات، في التجارب المعملية.
تقع السلالات النقية للكلاب في ست مجموعات أساسية هي:
1. كلاب الصيد (الهاوند) Hound
2. تيريير Terrier
3. كلاب العمل Working Dogs
4. كلاب القنص Gun Dogs
5. كلاب المنفعة Utility Dogs
6. كلاب العرض أو الكلاب الدمى Toy Dogs
1. الهاوند Hound
هي كلاب للصيد تطارد الفرائس الصغيرة مثل الأرانب، الثعالب والشوادن وهي إمّا تعمل منفردة أو في مجموعات من الفرسان.
وهذه السلالة لا تقتنى إلاً للصيد وبمجرد تدريبها تصبح طوع أمر صاحبها أثناء الصيد. أمّا في حياتها اليومية فهي تفضل صحبة الكلاب من نوعها عن صحبة أصحابها. وعند خروجها للصيد فإنها تتعرف على الفريسة برائحتها أو صوتها وتستطيع أن تقطع مسافة 100 كم في اليوم. وأشهر أنواع الهاوند هي:
أ. داتشوند Dachshund
ويشمل 6 سلالات تختلف عن بعضها في لون وملمس الشعر. وهذه السلالة نشأت في ألمانيا وربيت لاصطياد الزبزب Badger، حيث يسمح الجسم الأسطواني للكلب بدخول سراديب الزبزب، كما تيسر له براثنه القوية عملية الحفر. وهو لا يزال يستخدم في ألمانيا للصيد. وتجدر الإشارة إلى أن كلمة داتش Dachs في اللغة الألمانية تعني بادجر Badger، وكلمة هُوند Hund تعني كلب.
ويُعد الداتشوند القياسي ذو الشعر الناعم Standard Smooth Haired Dachshund، أقدم أنواع هذه السلالة. وهو حيوان منزلي جيد وكلب حراسة ممتاز. وتوجد منه عدة ألوان ما عدا الأبيض. وأكثر الألوان انتشاراً هي الأحمر والأسود والبني بلون الشيكولاتة، ويتميز بلمعان جذاب للغاية، ويزن حوالي 12 كيلوجراماً.
- الداتشوند الصغير ذو الشعر الناعم Miniature Smooth Haired Dachshund، يشبه النوع الأساسي، إلاّ انه صغير الحجم ويزن حوالي 5 كيلوجراماً.
- الداتشوند القياسي ذو الشعر الطويل Standard Long Haired Dachshund، ذو شعر ناعم لامع متهدل على الجسم، وطويل على الأذنين وأسفل الذيل. ويحتاج الفراء إلى تمشيط يومي ليظل جيد المظهر، ونظراً لطول الشعر بين الأصابع فانه يحتاج إلى الحلاقة المستديمة وإلاّ أعاق حركة الكلب. وهو يمكن تدريبه على السباحة ويزن حوالي 12 كيلوجراماً.
- الداتشوند الصغير ذو الشعر الطويل Miniature Long Haired Dachshund.
- الداتشوند ذو الشعر السلكي الخشن Wire Haired Dachshund نشأت هذه السلالة في ألمانيا في القرن الثامن عشر، ويوجد منها حجمين مختلفتين ـ الحجم المعتاد أو القياسي ويزن 11.5 كجم، والصغير ويزن حوالي 5 كيلوجرام. وتتميز هذه السلالة بأن لأفرادها فراء خشن قصير سميك الشعر، وحواجب كثيفة، ولحية تميزها عن باقي السلالات. وتجب حلاقة الشعر مرتين في السنة.
ب. الأفغاني Afghan
يعتبر من أشهر الأنواع، ويستعمل في صيد الغزلان والأيائل نظراً لسرعته الفائقة. وفرائه الجميل يجعله من أجمل الكلاب للمعارض ومسابقات الجمال. ويزن حوالي 30 كيلوجراماً، ويبلغ ارتفاعه 75 سم.
ج. بيجيل Beagle
من سلالات الهاوند الشائعة في بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية وقد عُرَف في بريطانيا منذ عهد هنري السابع كلباً من كلاب صيد الأرانب البرية. وفراء هذا النوع من الكلاب قصير وناعم، ولونه خليط من كل الألوان المعروفة. ويصل وزنه إلى 14 كيلوجراماً، وارتفاعه إلى 38 سم، وهو عصبي المزاج.
2. تيريير Terriers
هذا الاسم مشتق من الكلمة اللاتينية Terra، وتعني الأرض. وقد استخدمت هذه الكلاب أساساً لمكافحة الفئران والجرذان والثعالب، وكذلك في بعض الرياضات مثل الصيد، ومطاردة الدببة، والجاموس البري، وصيد الثعالب والأرانب. وهو كلب ذكي نبيه متحفز نشيط وقوي، ولكنه صعب التدريب مقارنة بالسلالات الأخرى. ويحتاج صغاره إلى أسلوب خاص في التعامل، خاصة في شهور العمر الأولى. وأشهر أنواع الآتية:
أ. وست هايلاند الأبيض West Highland White
من أفضل سلالات كلاب التيريير. وقد نشأت هذه السلالة منذ حوالي 100 سنة، عندما ولُدت بعض الجراء البيضاء في نسل سلالة أخرى هي الكارين تيريير، ولم يكن هناك ترحيب بهذه السلالة البيضاء، حتى أن بعضها كان يتخلص منه عند الولادة، ولكن سرعان ما تكونت سلالة مستقلة.
ويتميز هذا النوع بشعره الخشن، الذي يحتاج إلى أقل رعاية حيث أن شعره لا يحتفظ بالقذارة ويطردها بأقل تمشيط. كما يتميز بذيل غليظ وجسم طويل ذو عضلات قوية و يصل ارتفاع الجسم إلى 28 سم ويزن 5 كيلوجرام.
ب. ثور ستافورد شاير Staffordshire Bull
هو سلالة انحدرت من سلالة أخرى، كانت تستخدم في مسابقات قتال الكلاب. وقد عُرف هذا النوع في الولايات المتحدة منذ عام 1870، ولكن لم يعترف به في بريطانيا قبل عام 1930. وهو عنيف مع الكلاب الأخرى، ولكنه سلس جداً مع الإنسان خاصة الأطفال. ولونه يختلف من البني إلى الأسود أو الأزرق أو الأحمر أو الأبيض، أو خليط من أي من هذه الألوان جميعها مع الأبيض. يصل ارتفاع هذا الكلب إلى 40 سم ويزن حوالي 17 كيلوجراماً.
ج. الثور الإنجليزي English Bull
نشأت هذه السلالة من تهجين البولدوج Bulldog، مع التيريير، في القرن التاسع عشر. وألوانه الشائعة هي الأبيض، أو الأبيض مع ألوان على الرأس، أو الأسود.
ولا توجد حدود لحجم أو وزن هذا النوع ولكن يصل الوزن عادة إلى 20 كيلوجراماً، والنوع الصغير منه يصل ارتفاعه إلى 35 سم، ويزن أقل من 9 كيلوجرام.
د. الإيرديل Airdale
أكبر السلالات حجماً، ويسمى "ملك كلاب التيريير". واسمه يدل على انتسابه إلى منطقة إيـرديـل، في إقليم يوركشاير. وقد تم تدريبه قديماً على الأعمال البوليسية، وعلى صيد الأيائل، أمّا الآن فيستخدم كلب حراسة جيد ورفيق يعتمد عليه. ويتميز هذا الكلب بشعره الخشن، ولونه الأسود، أو الرمادي الداكن. ويصل ارتفاعه إلى 60 سم، ووزنه إلى 22 كيلوجراماً.
هـ. الكارين Cairn
نشأت هذه السلالة في الجزر القريبة من اسكتلندا، حيث استخدمت لصيد الثعالب والقنادس. ويتميز هذا النوع من الكلاب بفرائه الخشن، ويوجد منه اللون الأبيض، وألوان أخرى متعددة. يصل ارتفاعه إلى 25 سم، ووزنه 7 كيلوجرام.
و. كلب الحدود Border
أطلق عليه اسم كلب الحدود، لأنه انحدر من الحدود الإنجليزية الاسكتلندية حيث كان يربى لاصطياد الثعالب من جحورها. وهو ليس شرس الطباع، كبعض الأنواع الأخرى، على الرغم من مقدرته الطبيعية على المطاردة والقتل.
وفراء هذا الكلب قصير خشن، يحتاج إلى أقل رعاية، ولونه أحمر أو رمادي، ويصل وزنه إلى 7 كيلوجرام.
ز. الكلب الاسكتلندي Scottie
يشبه الكلب الاسكتلندي كلب الحدود في نشأته على الحدود الإنجليزية الاسكتلندية، وكان يستعمل منذ مئات السنين في الرياضة. وهو كلب شرس مع الكلاب الأخرى من النوع نفسه. وأكثر الألوان شيوعاً هو اللون الأسود أو المخطط بالرمادي أو القمحي. ويصل ارتفاع هذا الكلب إلى 25 سم، ووزنه إلى 10 كيلوجراماً.
3. كلاب العمل Working Dogs
هي مجموعة كبيرة تضم سلالات مشهورة في عالم الكلاب، تختلف في الحجم والوزن والمزاج. ومنها ما يصلح للرعي أو لأغراض الحراسة.
وكقاعدة عامة فان كلاب الرعي تكون سهلة التدريب لذكائها، ولكنها لا تطيع إلا صاحبها فقط مما يجعل من الصعب انتقال ملكيتها أو تعودها على قطيع مختلف. أمّا كلاب الحراسة فبطيئة التعليم، ولكن تزداد شراسة بازدياد النمو. وهي غالباً كبيرة الحجم وتحتاج إلى ساحات واسعة، ولا تصلح لها المساكن الصغيرة. وأنواع كلاب العمل هي
أ. كلب الرعي الألماني (الالزاسى) German Shepherd
نشأ هذا النوع في ألمانيا منذ حوالي 100 عام، وانحدر من كلاب الرعي. ويستخدم على نطاق واسع ككلب بوليسي، ولذا يُطلق عليه البعض لقب كلب الشرطة الألماني. كما يُستخدم أيضاً مرافقاً لإرشاد فاقدي البصر. وهو كلب شديد الذكاء، ولكنه لا يقبل سوء المعاملة وله شعر كث قصير، يُشبه الذئب في الشكل وطريقة المشي وألوانه متعددة (ما عدا الأبيض). وله أذنان منتصبتان، وخطم طويل ورفيع، ويصل ارتفاعه إلى 65 سم، ووزنه إلى 38 كيلوجراماً.
ب. كلب الرعي البلجيكي Belgian Shepherd
الاسم العام لأربعة أنواع من الكلاب: جرونينديل وليكينويس ومالينويس وتيرفيرين. وهي كلاب متوسطة الحجم، متناسقة الشكل، تُربى أساساً لحماية الأغنام ولكن يشيع استخدامها الآن في الحراسة العامة.ويبلغ ارتفاع الكلب من 55 ـ 65 سم عند الأكتاف، ويزن حوالي 28 كيلوجراماً.
ويُعرف الجرونينديل في أمريكا باسم كلب الرعي البلجيكي، وله شعر طويل غزير، ولونه أسود وملمسه ناعم. ويختلف التيرفيرين عن الجرونينديل في لون شعره فقط، الذي يمكن أن يكون أحمر أو بنياً فاتحاً أو رمادياً، مع ظلال سوداء ووجه أسود. أمّا المالينويس، والمعروف أيضاً باسم كلب الرعي الميلانيزى، فهو يشبه كلاب الرعي الألمانية الصغيرة. وهذا النوع من الكلاب هو الوحيد من كلاب الرعي البلجيكية ذات الشعر القصير، ويكون لونه عادة خليطاً من الرمادي والبني، مع ظلال سوداء ووجه أسود.
وكلب الليكينويس ذو شعر خشن جاف يشبه السلك في ملمسه، ولكنه غير مجعد؛ ولونه خليط من البني الرمادي المائل إلى الحمرة، مع ظلال سوداء، خاصة على الوجه والذيل. ويُعد أندر الأنواع خارج بلجيكا.
ج. كولي Rough Collei
من كلاب العمل الاسكتلندية الشهيرة، وهو من السلالات المنتشرة حالياً. ويُستخدم أيضاً كلب إرشاد، وهو ذو شكل جميل وشعر طويل، ولون أسود أو ثلاثي الألوان، وكلها خليط مع الأبيض. يصل ارتفاعه إلى 60 سم، ووزنه إلى 30 كيلوجراماً.
د. دوبرمان Dobermann
نشأ هذا النوع من الكلاب في ألمانيا وهو كلب مثالي للأعمال الحربية والبوليسية، شعره قصير، ولونه أسود أو بنى مصفر. يصل ارتفاعه إلى 70 سم تقريباً ووزنه إلى 37 كيلوجراماً.
هـ. البوكسر Boxer
نشأ في ألمانيا منذ أكثر من 100 عام، ثم انتقل إلى إنجلترا في بدايات هذا القرن، ولكنه لم يصبح معروفاً إلاّ بعد الحرب العالمية الثانية، حين استخدم في أعمال البوليس في ألمانيا له شعر قصير لامع، ملون بني فاتح مع بعض العلامات البيضاء وقناع أسود. ويصل ارتفاعه إلى 60 سم، ووزنه إلى 30 كيلوجراماً.
و. كلب الرعي الشتلندى Shetland Sheepdog
يُعتبر هذا الكلب نسخة مصغرة من كلب كولي، وهو من جزر شتلاند التي اشتق اسمه منها. ويتميز بفرائه الطويل ولونه الأسود الداكن، وقد يكون ثلاثي الألوان، ونادراً ما يكون أسود وبني أو أسود وأبيض. وهو كلب ذو طباع حسنة، طيب العشرة، ويُعتبر كلباً منزلياً جيداً، ويصل ارتفاعه إلى 35 سم، ووزنه إلى 9 كيلوجرام.
ز. روتفيلر Rottweiler
نشأ في ألمانيا واستعمل أساساً لرعي الماشية وحراستها من الضواري. وهو يُستخدم الآن كلباً بوليسياً للحراسة. وهو سهل التدريب. فراؤه غالباً أسود اللون بعلامات بيضاء مميزة. ويصل ارتفاعه إلى 70 سم، ويعتبر من السلالات ثقيلة الوزن، وقد يراوح وزنه حوالي 40 ـ 50 كيلوجراماً في المتوسط.
4. كلاب جلب القنص (الكلاب الدرّاكة) Gum Dogs - Retrievers
تعتبر كلاب جلب القنص أشهر المجموعات على الإطلاق. وهي كلاب يتم تدريبها على إحضار ما يُصيبه الصيادون من الطيور البرية وطيور الماء. وهي كلاب راقية الطباع، تجيد السباحة، وتتميز بقوة حاسة الشم، وطاعة الصياد، وسرعة التدريب وسهولة التعلم، وعدم الخوف من أصوات الطلقات.
وهنالك عدة فصائل من هذا النوع أهمها (لابرادور Labrador، والكلب الذهبي Golden )، وكلاب سبانيل Spaniels، وكوكر وسبرنجر Cocker & Springer، وكلاب سيترز الإنجليزية والايرلندية English & Irish Setters.
وقد انقرضت بعض هذه السلالات، أو شارفت على الانقراض، نتيجة لاختفاء هذه الرياضة.
أ. لابرادور Labrador
من كلاب الصيد المشهورة ولكن أصبح له مهام أخرى، مثل الأعمال البوليسية واكتشاف المخدرات وقيادة فاقدي البصر. ولهذا النوع من الكلاب شعر قصير لامع مقاوم للبلل، ويستطيع مقاومة البرد والأمطار بكفاءة. وألوانه الشائعة هي الأسود أو الأصفر، وإن كانت توجد ألوان أخرى مثل لون الشيكولاتة. ويبلغ ارتفاعه 56 سم، ووزنه يراوح بين 27 ـ 34 كيلوجراماً.
ب. الكلب الذهبي (جولدن رتريــفر) Golden Retriever
يُستخدم هذا النوع من الكلاب أيضاً في قيادة مكفوفي البصر، وهو هادئ الطباع حساس ذو طبيعة ممتازة. ويُعتقد أن هذه السلالة نشأت نتيجة تهجين عدد من سلالات الإسبانييل والسيتر الأيرلندي. ويُغطى جسمه شعر طويل متموج، لونه ذهبي أو بلون القشدة، ويصل ارتفاع الجسم إلى 60 سم، ويراوح وزنه بين 30 ـ 32 كيلوجراماً.
ج. كوكر الأسباني Cocker Spaniel
يُعتبر من أشهر أنواع الإسبانييل، كما أنه من أصغر سلالات كلاب جلب الصيد. وهو أيضاً كلب منزلي جيد، وله شعبية كبيرة بما له من ألوان متعددة، منها الأسود الذهبي، والأحمر، والأزرق والبني الداكن المحلى ببقع رمادية وبيضاء. وفراؤه حريري الملمس، ويحتاج إلى عناية فائقة، كما أن تحتاج آذانه إلى تنظيف دائم. ويصل ارتفاعه إلى 40 سم، ويزن حوالي 14 كيلوجراماً.
د. الكلب الوثاب (سبرنجر) الأسباني Springer Spaniel
أكبر من كلاب الكوكر الأسباني، ويُعرف بمهارته الفائقة على جلب الصيد. ويرجع تاريخ هذه السلالة إلى ما يقرب من 180 عاماً. يصل ارتفاعه إلى 50 سم، ويزن حوالي 23 كيلوجراماً؛ ولونه بنى فاتح مع أبيض، أو أسود مع أبيض، أو ثلاثي الألوان.
هـ. سيتر الإنجليزي English Setter
هذا يرجع تاريخه إلى 200 عام، ويحتفظ به حالياً للعرض أو للرفقة أكثر منه للعمل. وفراؤه طويل قليل التموج، ولونه أبيض مع نقاط سوداء، وقد يكون في لون الليمون ومنقّط بالبني الفاتح، أو ذو لون أسود أو أبيض أو بنى داكن. يصل ارتفاعه إلى 68 سم، ويصل وزنه إلى 30 كيلوجراماً.
و. سيتر الأيرلندي Irish Setter
يسمى كذلك سيتر الأحمر Red Setter، وذلك لثراء لونه الماهوجني، الذي قد تزينه نجمة بيضاء على الصدر. ولم يعد يُستعمل لجلب الصيد. ويبلغ ارتفاعه 70 سم، ويصل وزنه إلى 32 كيلوجراماً.
5. الكلاب ذات المنفعة Utility Dogs
هي مجموعة من الكلاب ذات استخدامات متعددة وتشمل سلالات عديدة، منها:
أ. البودل Poodle
يُعتبر من أشهر سلالات كلاب المنفعة، واسمه مشتق من الكلمة الألمانية Puddeln، ومعناها "اللعب والطرطشة في الماء"، ذلك أن هذه السلالة كانت مخصصة في إحضار الصيد الذي يقع في الماء. ويتمتع هذا الكلب بفراء خشن ذي ألوان متعددة، مثل البني، والأسود، والأبيض، والفضي، والأزرق والمشمشي.
وقد ظهرت السلالة ذات الحجم الصغير لأول مرة سنة 1895، ولا يزيد ارتفاعها عن 38 سم. وأحدث سلالات هذا النوع نشأ في الخمسينيات من هذا القرن، ولا يزيد ارتفاعه عن 28 سم.
وشعره كثيف وهو لا ينسلخ، أي لا يتغير بتغير الفصول، ولكنه يحتاج إلى تمشيط بصفة منتظمة ليحتفظ بمظهره. وكلاب العرض من هذا النوع يُحلق شعرها على هيئة شعر لبدة الأسد. وكانت مثل هذه الحلاقة تجرى في الماضي أساساً لحماية الكلب من برودة الماء، التي قد يتعرض لها أثناء حركته الدائبة.
ب. لاسا آبسو Lhasa Apso
ويطلق عليه أيضاً كلب التبت Tibetan Apso، وهو كلب مراقبة جيد، له فراء طويل خشن؛ لونه غالباً إمّا ذهبي أو بلون عسل النحل. وهو كلب صغير الحجم، لا يزيد ارتفاعه عن 28 سم.
ج. تشي تسو Shih Tzu
نشأت هذه السلالة في الشرق الأقصى، وتمت بصلة وثيقة إلى كلب التبت. وقد وصلت هذه السلالة إلى أوروبا في الثلاثينات من هذا القرن، ولكنها لم تكتسب شعبية إلاّ في الخمسينات. يتميز هذا الكلب بفرائه الكثيف، وشعره الطويل الخشن، الذي ينسدل على العينين ويجعل الكلب يبدو أكبر من حجمه الحقيقي، بينما هو صغير يزن حوالي 7 كجم.
د. تشـاو تشـاو Chow Chow
نشأت هذه السلالة أساساً في الصين حيث كانت تربى من أجل فرائها ولحومها. كما استخدمت للصيد والحراسة وجرّ الزحافات على الجليد. وتتميز بفراء كثيف أحمر اللون عادة، وقد يكون أسود أو أزرق، والعلامة المميزة لهذا الكلب هي لسانه الأسود. وأقل ارتفاع لكلاب هذه السلالة 45 سم، ووزنها حوالي 28 كيلوجراماً.
6. الكلاب الدمى Toy Dogs
كما يتبين من اسمها فإن كلاب هذه المجموعة صغيرة الحجم، وهي تضم مجموعة من الأسماء اللامعة مثل يوركشاير تيريير، الفارس الملك تشارلز الأسباني، وتشي هوا هوا، والبكيني وغيرها.
وهذه السلالات تصلح لأصحاب الحياة الحديثة المرفّهة، وللمساحات الصغيرة والشقق الحديثة، وكذلك للفيلات ذات الحدائق الواسعة. ومعظم أفراد هذه المجموعة يمكنها التأقلم بسهولة، على قلة الحركة في المساحات المحدودة.
أ. يوركشاير تيريير Yorkshire Terrier
احتفظ بهذه الكلاب في مناجم إقليم يوركشاير منذ أكثر من 50 عاماً لصيد الفئران، وكانت أكبر مما هي عليه الآن، وشعرها أقصر، وهي تزن حوالي 3 كيلوجرام. وعند استعمالها في العرض ومسابقات الجمال يجب أن يصل شعرها إلى الأرض، الأمر الذي يتطلب العناية الفائقة بالتمشيط والتطمير اليومي. وعقب انتهاء المسابقات يقص الشعر ليصبح التحكم فيه أسهل.
ب. الفارس الملك تشارلز الأسباني Cavalier King Charles Spaniel
من أكبر الكلاب الدمى، وكان محبباً للملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا الذي سُمي باسمه. وهو كلب محبب ذو طباع هادئة. وقد يكون لونه أسود أو بنى أو أحمر داكن، أو ثلاثي اللون؛ وشعره طويل حريري الملمس. ويصل وزنه إلى حوالي 8 كيلوجرام. كما يوجد منه لون أبيض ذو بقع بنية وقد هجنه دوق ودوقة مارلبورج في قصر بلينهايم، حيث أطلق اسم هذا القصر على اللون الجديد لهذا الكلب.
ج. تشى هوا هوا Chi Hua Hua
نشأ هذا الكلب في المكسيك، وقد اشتملت سلالته على صنفين مختلفين هما: ذو الشعر الناعم، وذو الشعر الطويل، ويمكن للسلالتين أن يولدا في حملٍ واحد. ويزن هذا الكلب حوالي 2 كيلوجرام، وله ألوان متعددة.
د. البكيني Pekinese
ظهر هذا النوع من الكلاب قديماً في دواوين أباطرة الصين ونقل إلى إنجلترا عام 1860، حيث أُهدى إلى الملكة فكتوريا. وهذه الكلاب تتميز بشعر طويل كثيف يأخذ أي الألوان، ويصل الوزن إلى 5 ,5 كيلوجرام. وهي كلاب تشتهر بحبها للتدليل.
هـ. البوميرينيان Pomeranians
كانت السلالة الأصلية من هذه الكلاب أكبر من السلالة الحالية، وتزن حتى 14 كيلوجراماً، إلاّ أن التهجين مع الأفراد الأصغر حجماً أدت إلى ظهور أفراد لا يتعدى وزنها 5, 3 كيلوجرام، وهي السائدة حتى الآن. ويوجد من هذه السلالة اثنا عشر لوناً مختلفاً، ولكن أكثرها شيوعاً البرتقالي أو الأسود الفاحم. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:39 | |
| الأغنام The Sheep
تعريف
تعتبر الأغنام من أهدأ الحيوانات المستأنسة، وأحبها إلى القلوب وألذها وأطيبها مذاقاً. ويكفيها فخراً ـ إذا جاز التعبير ـ أنه ما من نبي إلا ورعى الغنم، وقد شرب من لبنها سيد الخلق أجمعين محمد r . ومن ارتداء أصوافها نشأت أسماء عديدة، مثل الصوفية والمتصوفون.
والأغنام من أكثر الحيوانات التي استأنسها الإنسان أهمية، لأنها تمده بالغذاء والكساء. وكان الرعاة قديماً، يحرسون قطعان الأغنام في الحقول من هجمات الحيوانات المفترسة.
وتربى الأغنام حالياً في كافة أنحاء العالم. و تعتبر أستراليا من الدول الرئيسية في هذا المجال، حيث يصل نصيب الفرد من الأغنام عشرة رؤوس. أمّا في نيوزيلاندا فيصل نصيب الفرد من الأغنام حوالي عشرين رأساً.
أسماء الذكر: الكَبْش، العُطعُط، العتعت، اليَعْر.
جمع الشاة: شاء، وشِياه، وشِواه، وأشاوِه، وشِيه، وشِيَّه، وشَوِيّ.
اسمه بالفرنسية: Brebis, Mouton.
اسمه بالإنجليزية: Sheep .
أنثاه: الشاة، النعجة، الثاغية، السالغ، الصالغ، النافطة، اليَعْرَة، الجَلَمة.
ولده: الحَمَل، الخَروُف، التِلْو، الطَليّ.
صوته: الثُّغاء، الخُوار، العَفْط، العفيط، الحُباق والحَبَق.
التصنيف البيولوجي
الأغنام من شعبه الحبليات، شعيبة الفقاريات، طائفة الثدييات، رتبة ذوات الظلف المشقوق، الفصيلة البقرية، جنس ونوع الأغنام. وهذه يتعبها مئات السلالات المختلفة، وتنتشر في جميع أنحاء العالم. وهي تختلف في اللون، والوزن، والحجم، ونوع الصوف، حسب السلالة.
نبذة تاريخية
إن منشأ الغنم الأليفة ليس مؤكداً تماماً، ولكن يبدو أن الإنسان بدأ يسيطر على أجدادها البرية، ثم أستأنسها قبل 12000 سنة في جنوب غرب آسيا. وتؤكد بعض الأدلة العلمية المستمدة من دراسة الحفريات باستخدام الكربون المشع، أن الأغنام استؤنست منذ نحو 8000 ـ 9200 سنة في شمال إيران والأردن ويعتقد أن نوعي موفلون Ovis musimon) Muoflon)، و يوريـال Urial، هما الغنم البرية، التي بدأ الإنسان ترويضها في آسيا الجنوبية. وكان ذلك بغرض الحصول على جلودها وألبانها. وقد أصبحت الأغنام منذ القدم مهمة من أجل الحصول على صوفها. ولكن في ذلك الزمن القديم كانت جلود الأغنام مغطاة بنوع من الشعر أو الصوف الخشن، لا يرقى إلى جودة الصوف الذي عرفه العالم بعد 7000 سنة، والذي يرجع الفضل الأول في استنباطه إلى الرومان الذين استخدموا التهجين Crossbreeding، كوسيلة للتحسين الوراثي. ولم يبدأ المربون في تربية الأغنام لإنتاج اللحم بصفة أساسية، إلا منذ مائتي سنة فقط.
وقد وجدت نقوش الأغنام على جدران معابد الفراعنة تقدم كقرابين للملوك.
الأغنام المستأنسة
يوجد حالياً أكثر من 800 سلالة من الأغنام المستأنسة على مستوى العالم، يمكن تقسيمها إلى خمس مجموعات رئيسية، حسب نوع الفراء الذي يغطى أجسامها، وهي: أغنام الصوف الناعم، وأغنام الصوف الطويل، وأغنام الصوف الهجين، وأغنام الصوف الوسط، وأغنام الصوف الخشن.
أغنام الصوف الناعم
نشأت معظم أغنام الصوف الناعم من سلالة المارينو Merino الأسبانية. وهناك أنواع من الأغنام يجرى في عروقها دم المارينو بكثرة تفوق غيرها من السلالات الأخرى. وقد تم تحسين أغنام المارينو في أسبانيا ومن المحتمل أن يكون قدماء الرومان قد أحضروا أجداد هذه السلالة إلى أسبانيا.
وقد أصبحت لأنواع أغنام المارينو قيمة كبيرة بعد القرن الثامن الميلادي، وقد منعت الحكومة الأسبانية حتى أواخر القرن الثامن عشر خروجها من البلاد، ولكن كثير منها أمكن تهريبه إلى ألمانيا وفرنسا وقد طورت هذه السلالة في هذين الدولتين حتى أصبحت على ما هي عليه الآن. وتُربى أغنام المارينو اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
ومن السلالات المهمة الأخرى التي هُجنت من المارينو الأسباني "الرامبوليه"، والتي عرفت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة فرنسية. ولكنها في الواقع تطورت كثيرا في ألمانيا ثم في أمريكا بعد ذلك. وقد ظهرت هذه السلالة منذ أكثر من 150 عاماً، وهي ذات تحملٍ عالٍ لمختلف المناخات.
أغنام الصوف الطويل
تُعد السلالات الإنجليزية الأربع: لنكولن، وليستر، وكوتزووالد، ورومني، من أهم سلالات الأغنام ذات الصوف الطويل في العالم. وتعد سلالة لنكولن من أضخم سلالات الأغنام المستأنسة، وتنتج أطول صوف. أمّا سلالة ليستر فلها قيمة خاصة عند كبار المربين، حيث يستخدمونها في التهجين مع سلالات أخرى. وهي تعد أصلاً للعديد من سلالات الأغنام ذات الصوف الطويل. وأما سلالة رومني ـ التي نشأت في جنوب شرقي إنجلترا فتنتشر في نيوزيلاندا، وفي مناطق من الولايات المتحدة الأمريكية.
أغنام الصوف الهجين
أضحى تهجين سلالتين، أو اكثر، من السلالات المعروفة لإنتاج سلالة جديدة، أمراً شديد الشيوع في مجال تنمية وإنتاج أنماط حديثة من الأغنام. وفيما عدا أنواع المارينو والرامبوليه، فمن المحتمل أن تكون كل السلالات الحديثة قد نشأت بطريقة التهجين. وخير مثال على ذلك سلالة الكوريديل Corriedale، المنتشرة في استراليا والولايات المتحدة الأمريكية حيث حاول المربون فيها الجمع بين أقصى إنتاج من الصوف ومن اللحم في سلالة جديدة. وقد أنتجت الكوريديل في استراليا ونيوزيلاندا من تهجين أغنام اللحم من سلالة لنكولن، مع أغنام الصوف من سلالة المارينو.
أغنام الصوف الوسط
يُربى هذا النوع من الأغنام أساساً من أجل اللحم الذي ينتجه، ولكنه يُعد كذلك من مصادر الصوف. ومن أهم أنواع هذه الأغنام الهامبشاير والشروبشاير، والساوثداون، والسفولك.
ويُربى معظم المزارعين هذه الأنواع من الأغنام في سلالات نقية، إلاّ أن خرافها تُستخدم في بعض الدول في التزاوج مع نعاج المارينو.
ويراوح لون الوجه والأذنين في الهامبشاير بين البني الداكن والأسود، أمّا في سلالة السفولك فإن اللون الأسود يُغطى الوجه والأذنين والأرجل، بينما يكون باقي الجسم مغطى بصوف أبيض اللون.
أمّا سلالة الساوثداون فصغيرة الحجم، ورشيقة الجسم. وتلد نعاج الدورسيت مبكراً كل عام قبل السلالات الأخرى، ولهذا السبب فإنها قيمة من حيث إنتاجها لحم الحملان للسوق في فصل الشتاء. ومن أهم أغنام الصوف الوسط الأخرى أغنام التشفيوت.
أغنام الصوف الخشن
لحملان القراكول Kara kul، فراء مميزة يُستخدم في بعض الأقطار في صناعة معاطف الفراء النسائية. وتُذبح الحملان عادة ويسُلخ جلدها عندما يراوح عمرها ما بين ثلاثة أيام وعشرة، حيث تكون فراءها ذات قيمة. وتنتج سلالة البلاكفيس الأسكتلندي Scottish Blackface، صوفاً يستخدم في صناعة أصواف التُويد والسجاد والوسائد.
وخلافاً للمجموعات الخمس الرئيسية، توجد أنواع أخرى من الأغنام تنتج شعراً خشناً وليس صوفاً، مثل سلالة جالونكا في أفريقيا.
الأغنام البرية
وهناك أغنام بريه منتشرة في كثير من بقاع العالم. وهي تتميز بروحها العالية وجسارتها، واعتمادها على نفسها. وهي تواجه أشرس عواصف الشتاء بشجاعة، وتتسلق المرتفعات لمستويات لا يستطيع أي حيوان آخر أن يصل إليها. وتعيش في مجموعات وسط الجبال والهضاب في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
الأغنام الزرقاء (Pseudois nayaur) Bharal or Blue Sheep (انظر صورة الأغنام الزرقاء)
لونها رمادي داكن، بينما البطن وظهور الأقدام وتحت الذيل ذات لون أبيض. والفراء كثيف ذو شعر قصير ولكل من الذكر والأنثى قرون، ولكن في الذكر قد يصل طول القرن إلى 80 سم، على الرغم من صغر حجم الحيوان الذي يصل وزنه إلى 80 كجم فقط. وهذه الأغنام تنتشر في الصين وجبال الهيمالايا على ارتفاع ما بين 000 10 إلى 500 18 قدم. وهي نشطه ليلاً ونهاراً، تتغذى على الأعشاب وتتحرك برشاقة على الصخور، وإذا أحست بالخطر فأنها تقف بلا حراك بجوار الصخور كتمويه على العدو حتى يزول الخطر. وفترة الحمل لديها حوالي 7 شهور.
الغنــم البـربـري Ammotragus lervia) Barbary Sheep) (انظر صورة الغنم البربري)
يطلق هذا الاسم على هذا النوع من الأغنام نسبه إلى قبائل البربر، التي تسكن الجزائر وتنتشر هذه الأغنام في جبال أطلس في الجزائر والصحراء الشرقية في جمهورية مصر العربية في منطقه جبال علبه، وبعض مناطق شمال أفريقيا. ولون الجسم بيج، الشعر كثيف وطويل، مع وجود شعر متهدل وطويل على طول الرقبة حتى الصدر والأقدام الأمامية. والقرون سميكة وثقيلة، ويبلغ طولها 84 سم في الذكر، وهي في الأنثى أقصر قليلاً. ويتواءم لونها وتكوينها الجسمي مع البيئة التي تعيش فيها، حيث يتطلب الأمر التخفي عن الأعداء والحركة برشاقة وخفه على الصخور في الجبال الوعرة. وفترة الحمل 23 أسبوعاً تعطي الأنثى بعدها مولوداً واحداً، وغالباً تعطي أثنين وترضعهما لمدة 6 شهور. وتبلغ الحملان النضج الجنسي عند سنة ونصف من عمرها.
الأغنام الأمريكية كبيرة القرون Ovis canadensis) American Bighorn Sheep) (انظر صورة الأغنام الأمريكية)
يطلق عليها أيضاً أغنام الجبل Mountain Sheep، وهي ذات فراء ناعم، وتتميز بوجود علامة بيضاء على مؤخرتها. والقرون في الذكر والأنثى كبيره، ثقيلة، قوية، تلتوي إلى الخلف ثم متجهة إلى الأمام مرة أخرى وهي محزّزه، ويصل طولها إلى 50 سم،وتؤدي هذه القرون لدى الذكور دورها في معارك موسم التزاوج، حيث تتناطح الذكور بقوة حتى يحسم الأمر لصالح الذكر الأقوى الذي يلقّح الإناث. كما تستعمل القرون في الدفاع عن النفس ضد الأعداء الطبيعيين وهم الذئاب، والأسد الأمريكي وغيرهما من الضواري. وفترة الحمل لديها 6 أشهر.
الأغنام البيضاء (Ovis dalli) White Sheep (انظر صورة الأغنام البيضاء)
تنتشر هذه النوعية من الأغنام في منطقه ألاسكا وشمال غرب كندا وتعيش في الجبال الوعرة. وتشبه الأغنام الأمريكية في الطباع وطرق المعيشة ولونها أبيض.
وتعرض هذه الأغنام البرية في حدائق الحيوان بمختلف بلاد العالم، ولكن القدرة التناسلية في البيئة الطبيعية لهذه الحيوانات أعلى مما هي عليه في الأسر. وسبب ذلك أن زوار الحدائق يؤثرون على نفسيه الحيوانات سلباً.
بعض الصفات التشريحية والوظيفية للأغنام
تتفاوت أحجام الأغنام وأوزانها تفاوتاً كبيراً. فالنعاج من بعض السلالات قد لا يتعدى وزنها 45 كيلوجراماً، بينما بعضها في سلالات أخرى تكون كبيرة الحجم، ويراوح وزنها، بما في ذلك الفرو، ما بين 70 إلى 160 كيلوجراماً
وتختلف الأغنام عن الماعز في نواح كثيرة، فليس للأغنام الذقن المعتادة في ذكور الماعز، ولا الرائحة المميزة. وللأغنام غدة بين شطري ظلفها ليست لدى الماعز، وتلتف قرون الخراف عادة إلى الخارج.
وفي بعض سلالات الأغنام تنبت القرون للخراف والنعاج، وفي سلالات أخرى تنبت القرون للخراف فقط، وفي نوع ثالث لا تنبت القرون لا للخراف ولا للنعاج.
وتسير الأغنام على حوافرها المقسومة إلى جزأين، ولها سيقان رشيقة، والجزء العلوي من الأرجل عضلي يساعدها على الحركة بسرعة وسهولة.
وليس للأغنام قواطع في فكها العلوي، على الرغم من أنّ لها ثمانية في فكها السفلي. وتوجد في نهاية كل فك ست طواحن. وتستطيع الأغنام قضم العشب عند أقرب نقطة للأرض، وتفوق في هذه الناحية جميع أنواع الماشية. وأينما وجدت الأغنام بأعداد كبيرة، وسُمح لها بالرعي، فان الحياة النباتية في تلك المنطقة تدمر تدميرا كاملاً.
ولمعظم أنواع الأغنام ذيول، تختلف في حجمها وشكلها ولونها ومحتواها من الدهن، من سلالة إلى أخرى.
الأغنام وأهميتها للإنسان
تُعد استراليا الدولة الرئيسية في إنتاج الأغنام في العالم. ويصل عدد رؤوس الأغنام بها ما يزيد على 155 مليون، وفي الصين 95 مليون، ونيوزيلندا 67 مليون، والهند 54 مليون، وتركيا 40 مليون، وإيران 35 مليون، وجنوب أفريقيا 30 مليون، والأرجنتين 29 مليون، وباكستان 26 مليون. ويصل نصيب الفرد في استراليا من الأغنام حوالي عشرة رؤوس، وفي نيوزيلندا حوالي عشرين رأساً.
تنتج الأغنام الصوف واللحم، والجلود كما أنها توفر الخامات الأولية للعديد من المنتجات الثانوية، مثل الغراء والدهن والشحم والصابون، والمخصبات ومواد التجميل والخيوط المستخدمة في صناعة مضارب كرة المضرب.
وقد أمكن تربية بعض سلالات من الأغنام لإنتاج اللبن. ويربى منها في ألمانيا نوع يسمى إيست فريزيان. وتنتج أغنام الروكفورت الفرنسية لبناً يستخدم في صناعة الجبن المعروفة باسم الروكفورت. ويحتوي لبن الأغنام على قدر من البروتين والدهن أعلى من لبن الأبقار.
رعاية الأغنام
هناك طريقتان مختلفتان لرعاية الأغنام: الأولى هي تربيتها على المراعي وهنا تنظم الأغنام في قطعان كبيرة، يحتوي كل منها على عدد يراوح ما بين 1000 إلى 2000 رأس أو أكثر، وترعي الأغنام أعشاب المرعي.
أما الطريقة الثانية لتربية الأغنام فهي تربيتها في المزارع. ويربي المزارع من ثلاثين إلى بضع مئات من الأغنام في ساحات مسورة، ويطعمها ـ في فصل الشتاء ـ الحبوب والدريس من إنتاج المزرعة.
وكانت الأغنام تربى ـ على مر التاريخ ـ بصفة عامة، في أماكن بعيدة عن المدن وعن الأماكن المأهولة بالسكان، وذلك لسببين: الأول هو أن الصوف، مقارنة مع المنتجات الأخرى، له قيمة كبيرة بالنسبة لوزنه. كما أنه لا يفسد ولذلك يمكن تخزينه وشحنه لمسافات بعيدة. والسبب الثاني هو أن الأغنام تحب التجمع في قطعان، ومن ثمّ يمكن ملاحظتها في قطعان كبيرة في الأرض الخلاء، بعدد قليل من الأيدي العاملة. وتستطيع قطعان الأغنام العيش دون ماء لفترات طويلة، ولذلك يستطيع المزارعون تربية الأغنام في السهول الجافة.
وتُعد استراليا الدولة الرائدة على مستوى العالم في مجال إنتاج وتربية الأغنام. كما أن أهم مقاطعة في هذا المجال هي نيوساوث ويلز، التي تمتلك ثلث أغنام استراليا تقريباً. ثم يليها منطقتا غربي استراليا وفكتوريا. وتنقسم استراليا إلى مناطق مناخية محددة إلى حد بعيد. ففي مناطق المراعي الداخلية الأكثر جفافاً، تُرعى الماشية والأغنام ولا يمارس أهلها الزراعة. وفي منطقة الأمطار الغزيرة يجمع المزارعون بين تربية الأغنام والأنشطة الزراعية المختلفة الأخرى.
أعداء الأغنام
تتعرض قطعان الأغنام للإصابة بالعديد من الأمراض والطفيليات. ومن الأمراض الشائعة حمى الفم والقدم، كما تُعاني من الطفيليات الداخلية، ومن مرض يعرف باسم جرب الأغنام والذي يسببه القراد والحلم.
ويُعتقد أن مرض الحكة Scrabie، تسببه جسيمات مجهرية تسمى "البريونات" ويشبه هذا المرض كثيرا مرض الماشية المعروف باسم "اعتـلال الدمـاغ الإسفنجي البقري" Bovine Spongioform Encephalopathy, BSE وكثيرا ما تهاجم بعض الحيوانات المفترسة والذئاب قطعان الأغنام، وتقتلها.
دوللــي وبوللــي ـ أشهــر أغنــام العصــر الحديــث
النعجة دوللي أشهر أغنام القرن الحادي والعشرين. ففي 27 فبراير 1997، نشرت مجلة الطبيعة Nature، الإنجليزية مقالاًعلمياً، مؤداه أن العالم الاسكتلندي إيان ويلموت وفريق من العلماء في معهد روزالين بأدنبرة، نجحوا بعد محاولات عديدة في الحصول على أول نعجة مستنسخة في العالم، من نعجة بالغة باستخدام تقنية النقل النووي Nuclear Transfer . ولهذا الغرض تم استخلاص نواة الخلية المأخوذة من ثدي نعجة من فصيلة دورست عمرها 6 سنوات، وإعادة زرعها في بويضة غير مخصبة، لنعجة أخرى من نفس الفصيلة، بعد تفريغها من نواتها الأصلية. ودمجهما سويا باستخدام تيار كهربي. بعد ذلك تم زرع الخلية الجديدة في المختبر لفترة، ثم نُقلت إلى رحم نعجة ثالثة من فصيلة البلاكفيس الاسكتلندي حيث نمت وانقسمت وتحولت إلى جنين كامل، ولد ولادة طبيعية بعد خمسة أشهر. وقد أحدث ميلاده دوياً عالمياً وخوفاً كبيراً من محاولة استنساخ الخلايا البشرية.
وفي 19 ديسمبر من العام نفسه أعلن فريق العلماء الذي أعدّ ولادة دوللي، عن ولادة النعجة بوللي التي حملت بين طياتها ولأول مرة عاملاً وراثياً (جينة) بشرياً مسئولاً عن تجلط الدم Blood Clotting factor IX، لاستخدامه في علاج أحد أنواع مرض النزف الدموي الوراثي Hemophilia B، أو ما يعرف بمرض الكريسماس Christmas Disease، ومن المتوقع أن النعجة بوللي، وثلاث نعاج أخرى تحمل العامل الوراثي نفسه، سوف تنتج البروتين المطلوب في لبنها حيث يمكن استخلاصه بكميات أكبر وسعر أقل مما هو متاح حالياً.
الأغنام في القرآن والسنة
ذكر الله الأغنام في كتابه العزيز عدة مرات.
يقول الله تعالى: ]ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْن[ (الأنعام: 143).
وقال تعالى: ]وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ[ (الأنعام: 146).
وقال تعالى: ]قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى[ (طه: 18).
وقال تعالى: ]إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ[ (ص: 23).
وقال تعالى: ]قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ[ (ص: 24).
وقال تعالى: ]وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ[ (الأنبياء: 78).
وقد أورد الشيخ الشعراوي تفسير هذه الآية، مبيناً ما فيها من أحكام ومواعظ في قوله:
وقصة الحرث التي حكم فيها داود وسليمان أن رجلاً عنده زرع وآخر عنده غنم، فغفل راعي الغنم عن غنمه، فرعت الزرع وأكلته. فاشتكى صاحب الزرع لنبي الله داود عليه السلام الذي حكم له بأخذ الغنم عوضاً عن زرعه.
وربما كان مستند نبي الله داود في هذا الحكم، أنه وجد قيمة الزرع الذي أكلته الغنم يساوي قيمة الغنم فحكم هذا الحكم. أما سليمان عليه السلام فكان له حكماً آخر، إذ قال: نعطي الغنم لصاحب الزرع فيستفيد بلبنها وأصوافها، ونترك صاحب الغنم يزرع الأرض حتى تثمر وتصبح كما كانت قبل اعتداء الغنم عليها. وعندئذ يأخذ صاحب الغنم غنمه، ويأخذ صاحب الأرض أرضه.
فكان القضاء في هذه القضية ما حكم به سليمان عليه السلام وهذا ليس طعناً في نبي الله داود عليه السلام لأن الله تعالى قال: ]فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا[.
ومن هذه القصة أُخذت القوانين الوضعية في محاكم الدرجة الأولى، والاستئناف، والنقض. ومن هنا نفهم أن محكمة الاستئناف حين ترد حكم محكمة الدرجة الأولى فهي لا تطعن فيه، ولكنها ترى القضية من جانب آخر غير الذي أخذت به المحكمة الأولى.
في الحديث الشريف
"الْفَخْرُ وَالْخُيَلاَءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ" (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3238).
"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مكة" (صحيح البخاري، الحديث الرقم 2102).
والأغنام طاهرة، وكذلك لحومها، لما جاء في حديث رسول الله ـ r أنه لا حاجة للوضوء من لحومها، كما أن الصلاة في مرابضها جائز: "قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ وَلاَ تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلاَ تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ" (رواه أحمد، الحديث الرقم 18309).
في الأمثال العربية
يُضرب بالنعجة في العجلة إلى الحوض، وحمقها عليه، فيقال: "أَعْجَل من نعجة إلى حوض"، و"أحمق من نَعْجَة على حوض".
كما يُضرب بالشاة في سرعة حلبها فيقال: "أسرعُ من حلْب شاة". كما يُضرب بشاة أشعب في الطمع، فيقال: "أطمعُ من شاةِ أَشْعَب". |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:46 | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:55 | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الخميس 31 مارس 2016 - 12:57 | |
| المصادر والمراجع
المصادر والمراجع العربية
1. أبو هلال العسكريّ، "جمهرة الأمثال"، دار الجيل، بيروت ط 2، 1988.
2. أبوالمحاسن محمد بن علي العبدري الشيبي، "التماثيل المثال"، حققه وقدم له الدكتور أسعد ذبيان، دار المسيرة، بيروت ط 1، 1982، ج 1.
3. أبوعبدالله حمزة بن الحسن الأصفهاني، "الدرّة الفاخرة في الأمثال السائرة"، تحقيق عبدالمجيد قطامش، دار المعارف، مصر ط 2، 1976، ج 1.
4. أبومنصور عبدالملك بن محمد الثعالبي، "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب"، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر 1985.
5. أحمد بن محمد الميداني، "مجمع الأمثال"، دار القلم، بيروت د. ت، ج 1.
6. أحمد بن محمد بن عبدربه، "العقد الفريد"، شرحه وضبطه وصحّحه وعنون موضوعاته ورتب فهارسه أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربيّ، بيروت 1983، ج 3.
7. عبدالله بن المقفع، "كليلة ودمنة"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت 1965.
8. عبيد الله بن محبب، القتال الكلابي، "ديوان القتال الكلابي"، حقَّقه وقدم له إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت 1989.
9. علي بن العباس بن الرومي، "ديوان ابن الرومي"، شرح وتحقيق عبدالأمير علي مهنا، دار ومكتبة الهلال، بيروت ط 1، 1991، ج3.
10. عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق وشرح عبدالسلام هارون، دار الجيل ودار الفكر، بيروت ط 1، 1988، ج 3.
11. غاية النهاية في غريب الحديث والأثر، ج 3.
12. محمد متولي الشعراوي، "قصص الحيوان في القرآن"، إعداد ودراسة وتحقيق مركز تحقيق التراث مجمع الشعراوي الإسلامي، قطاع الثقافة أخبار اليوم، القاهرة الطبعة الأولى، 1999.
13. محمود بن عمر الزمخشري، "المستقصى في أمثال العرب"، دار الكتب العلمية، بيروت ط 2، 1987، ج1.
المصادر والمراجع الأجنبية
1. Jordan, E. L., Verma, P. S. Chordate Zoology, Elements of Animal Physiology, S. Chand & Company LTD, Ramnagar, New Delhi, 1983.
2. Arnold, G. Kluge, et al., Chordate Structure and Function, Macmillan Publishing Co., Inc. NY.,1977.
3. Douglas Webster and Molly Webster, Comparative Vertebrate Morphology, Academic Press, NY., 1974.
4. Warren F. Walker, JR., Functional Anatomy of the Vertebrates, An Evolutionary Perspective, Saunders College Publishing, Philadelphia, 1987.
5. McFarland, William, N. , Pough, F. Harvey, Cade, Tom, J. John, B. Heiser, Vertebrate Life, Cornell University, Macmillan Publishing Co. Inc., 1979. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75803 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الموسوعة المصغرة للحيوان الجمعة 8 أبريل 2016 - 22:13 | |
| |
|
| |
| الموسوعة المصغرة للحيوان | |
|