منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:09 pm

الموسوعة الصحية المصغرة

جهاز المناعة


 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14643   مقدمة
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14644   أولاً: نشأة وتطور جهاز المناعة
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14645   ثانياً: وظائف الجهاز المناعي
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14646   ثالثاً: دور جهاز المناعة في حماية الجسم من العدوى
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14647   رابعاً: علاقة المناعة بالأم والجنين
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14648   خامساً: المناعة وأمراض الحساسية
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14649   سادساً: أمراض المناعة الذاتية
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14650   سابعاً: المناعة وعلاقتها بالأمراض السّرطانية
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14651   ثامناً: نقص المناعة والإيدز والانفعالات
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14652   تاسعاً: جهاز المناعة وزراعة الأعضاء
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14653   عاشراً: العلاج المناعي
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14642   المصطلحات الطبية والفنية
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14641   الصور
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14640   الأشكال
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة BOlevel14639   المصادر والمراجع


مقدمة

يمثل الجهاز المناعي The Immune System  واحداً من أهم أجهزة الجسم، التي تعمل على حمايته من الأمراض، من طريق الخلايا المناعية والأجسام المضادة الموجودة بالدم. كما أن لجهاز المناعة علاقة وثيقة ببعض الأمراض، مثل أمراض الحساسية والأمراض الروماتيزمية وزراعة الأعضاء وبعض الأورام، التي من خلال دراسة أساسيات علم المناعة، أمكن تفسير كيفية حدوثها.

ولمَا كانت المهمة الأولى لجهاز المناعة هي الدفاع، ضد الكائنات الغريبة عن الجسم، أو الضارة به، فإن أول ما يصيب الإنسان عند حدوث خلل بهذا الجهاز، هو الإصابة بالأمراض المعدية.

وإذا كان الحديث عن الأمراض المعدية مهماً بصفة عامة، فالحديث عن مرض نقص المناعة المكتسبة، أو الإيدز، له أهمية خاصة. ذلك أنّ هذا المرض، الذي بدأ ظهوره في السبعينيات، ويصيب الجهاز المناعي ويؤدي إلى سلسلة من الأعراض المرضية، التي تنتهي بهلاك المريض، أصبح ضحاياه اليوم بالملايين. وقد أحدث ظهور هذا المرض طفرة في الأبحاث، وطرق التشخيص، وما يزال الجهد مستمر من أجل الوصول إلى علاج له.

ويعد الإيدز من أكثر الأمراض، التي وجهت الأنظار إلى أهمية جهاز المناعة، ليس كخط دفاع للجسم، بل على أن هذا الجهاز سبب لأمراض أخرى، يُطلق عليها "مجموعة أمراض المناعة الذاتية" Autoimmune Diseases التي يكوّن فيها جهاز المناعة أجساماً مضادة، كرد فعل على دخول ميكروب إلى الجسم. ولسبب غير معلوم، يعجز جهاز المناعة عن التفرقة بين خلايا الجسم الطبيعية، والخلايا الغريبة عنه، ويبدأ في مهاجمة جميع الخلايا بلا تمييز بين ما هو خاص بالجسم، وما هو غريب عنه، ما يؤدي إلى تدمير خلايا الجسم السليمة، والإصابة ببعض الأمراض، مثل الحمى الروماتيزمية، والتهابات الكلى، والروماتويد، والذئبة الحمراء، وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:16 pm

أولاً: نشأة وتطور جهاز المناعة

1. النشأة والتطور

اهتم الإنسان بالمناعة منذ أزمنة بعيدة، حين لاحظ أن بعض الأمراض، إذا أصيب بها الإنسان مرة واحدة لا يصاب بها نهائياً بعد ذلك، مهما تعرض للعدوى بها. وكان التفسير لذلك، وهو وجود ما يسمى بالمناعة في جسم الإنسان، ضد الإصابة بالمرض نفسه. وفي القرن العاشر الميلادي كان الأتراك هم أصحاب فكرة حقن الأصحاء بالمواد المستخلصة من البثور، التي يسببها مرض الجدري، للوقاية من ذلك الوباء، الذي اجتاح العالم كله حينذاك. ثم استطاع الصينيون تطوير هذه الطريقة، واستخدام تلك المواد من طريق الأنف بدل الحقن، وذلك لتقليل الآثار الجانبية، التي حدثت مع الحقن. واستمرت محاولات العلماء منذ ذلك الحين، حتى توصلوا إلى تطعيم الجدري في شكل مسحوق "بودرة" توضع على الجلد، ثم يشرط الجلد في ذلك المكان. ونجح هذا النوع من التطعيم، الذي نُقل إلى إنجلترا وأُطلق عليه Variolation، أي التطعيم باستخدام ميكروب الـ Variola، أو Smallpox  أي الجدري. ومع أن هذا النوع من التطعيم انتشر في العالم كله، إلاّ أنه كان له الكثير من الأعراض الجانبية، مثل التورم والاحمرار وارتفاع الحرارة. ولهذا، استخدم العلماء خلاصة البثور المستخلصة من جدري البقر Cow pox، وليس جدري الإنسان Small pox، بعد أن لاحظوا أن النساء اللاتي كن يحلبن الأبقار المصابة بجدري البقر، لم يصبن بوباء الجدري المنتشر آنذاك. ثم عرف الإنسان خلال القرن التاسع عشر الميلادي، أن تركيب الجزيء المعدي في فيروس جدري البقر، مطابق تماما لتركيب الجزيء المعدي في فيروس جدري الإنسان، ومن ثم فإن الأجسام المضادة Antibodies، التي ينتجها جهاز المناعة لأحدهما تمنع العدوى بالآخر.

ويرجع الفضل في اكتشاف علم المناعة الحديث، ولفت النظر إلى معظم نظرياته، إلى العالم الفرنسي الشهير لويس باستير، الذي اكتشف أن التلقيح بالبكتريا المضعفة، أو المقتولة، يحدث نوعاً من الوقاية، أو الحماية، التي أسماها باستير "التلقيح" Vaccination. وقد استطاع باستير اكتشاف طرق عديدة لإضعاف البكتريا، واستخدامها في التلقيح وتحضير الأمصال. ويُعد التحصين ضد مرض الكلب أو السعار، من أعظم إنجازات باستير.

ثم اكتشف العلماء حقيقة أخرى، هي أن حقن الحيوانات بالسائل، الذي يحتوى على سموم ميكروب الدفتيريا، أو ميكروب التيتانوس، ينتج عنه مصل يمنع حدوث هذه الأمراض إذا حقن في الإنسان. وأطلق على هذا المصل "مضاد السموم" أو Antitoxins. واستمرت التجارب بعد ذلك لاكتشاف التطعيمات المستخدمة حالياً، والتي أدت إلى منع انتشار عددٍ من الأمراض، مثل شلل الأطفال، والحصبة، والدفتريا.

ثم اكتشف الجهاز المكمل complement The، ودوره في قتل البكتريا، وكذلك دور خلايا الجهاز المناعي الأساسية، وهي الخلايا الليمفاوية البائية B-cell، المسؤولة عن إفراز الأجسام المضادة؛ والخلايا الليمفاوية التائية T-cell، المسؤولة عن مهاجمة البكتريا والتخلص منها والتهامها، أو إفراز مواد تقضى عليها. وجدير بالذكر أن الأجسام المضادة Antibodies، تُفرز حسب نوع الجزيء المعدي للميكروب Antigen، ويطلق عليه مولّد المضادات. وهذه الأجسام تنتمي إلى نوع من البروتينات يسمى جاما جلوبيولين Gammaglobuline، يسمى أيضاً Immunoglobuline، أو "البروتين المناعي"، ويختصر إلى رمز Ig، وهو مقسّم حسب المهمة الخاصة به، وحسب أماكن وجوده في الدم، أو في الجهاز الهضمي، أو خلافه، إلى أنواع عدة، هي: IgE, IgM, IgG,  IgA, IgD.

وتتكون الأجسام المضادة من أجزاء ثابتة وأجزاء متغيرة، ويحدث هذا التغيير على شكل تباديل وتوافيق، حسب نوع الميكروب؛ أي أن الخلايا البائية يمكنها تكوين ملايين الأجسام المضادة المختلفة عن بعضها. وقد ثبت إنها تساعد الخلايا الأكولة، وتزيد من فاعليتها، وهو ما يسمى "الأعداد للبلع" أو Opsonization، وهو مشتق من اللفظ اليوناني Opsono، ومعناه "أنا أعد الطعام". وتستخدم الأجسام المضادة، كذلك، في تحديد فصائل الدم المختلفة. كما اكتشف أن أحد الأجسام المضادة، وهو IgE، له علاقة وثيقة بالحساسية، وأن هناك خلايا ليمفاوية تسمى "الخلايا السائدة" Mast cell، لها القدرة في حالات الحساسية، على إفراز مواد كيماوية مثل الهيستامين Histamine. وهى تنطلق إلى الدم لتسبب كل أعراض الحساسية، التي يشعر بها المريض في بعض أمراض الحساسية، مثل حساسية الجلد، وحمى القش، والحساسية الصدرية.

2. جهاز المناعة   The Immune System

يتكون الجهاز المناعي في الإنسان، من خلايا كثيرة ومتعددة، مثل: خلايا الدم البيضاء والخلايا الليمفاوية، وهي تنتشر في كافة أعضاء الجسم، وخاصة في نخاع العظام والغدد الليمفاوية والغدة الصعترية أو التيموسية Thymus gland، وكما توجد خلايا في الأنسجة المبطنة للأمعاء والرئة والكبد والمخ وغيرهما من الأعضاء. (أُنظر شكل مكونات الجهاز المناعي)

ويتكون الجهاز المناعي من:

أ. النخاع العظمي Bone marrow

يعد النخاع العظمي، المصدر الرئيسي لإمداد الجسم بمكونات الدم، من كرات دم حمراء، وكرات دم بيضاء، وصفائح دموية، وخلايا ليمفاوية. ويرتبط هذا الإمداد، ارتباطاً وثيقاً بحاجة الجسم إلى هذه المكونات. والنخاع العظمي في العظام الطويلة، أو عظام الحوض، هو الأنشط في هذا المجال. ففي حالات فقر الدم "أنيميا" ونقص الهيموجلوبين مثلاً، يبدأ النخاع في إنتاج أعداد كبيرة من كرات الدم الحمراء، وبسرعة قصوى، أو هذا ما يجعل الفحص المجهري للدم يُظهر بعض كرات الدم الحمراء غير كاملة النمو، وهي تسمى الخلايا الشبكية Reticulocyte لاحتوائها على بقايا النواة، بينما لا تحتوي كرات الدم الحمراء الناضجة على نواة. وتنشأ جميع الخلايا، التي ينتجها النخاع، من الخلية الأم، التي تتشكل إلى عدة أنواع من الخلايا، كل منها له خط إنتاج منفصل لنوع محددٍ من الخلايا الحمراء أو البيضاء أو الصفائح. وداخل هذا الخط تتشكل الخلايا إلى أنواع محددة لإنتاج خلايا المناعة، التي تنمو وتخرج إلى الدم لتؤدي وظائفها المناعية. وتسمى هذه الخلايا "البائيـة" B - cell نسبة إلى الحرف B، الذي يبدأ به "نخاع العظام"  Bone marrow.

ب. الغدة الصعترية أو التيموسية Thymus gland

تقع هذه الغدة خلف عظمة القص في القفص الصدري، وهي تزداد في الحجم تدريجيا حتى سن البلوغ، ثم تضمر تدريجياً بعد ذلك. وهي تفرز هرموناً يساعد على إكمال نمو الخلايا الليمفاوية، التي أُنتجت في نخاع العظم. ويطلق على هذه الخلايا "التائية" T- cell نسبة إلى الحرف T، الذي تبدأ به الغدة الصعترية أو التيموسية Thymus gland.

ج. الغدد الليمفاوية والطحال Lymph nodes & Spleen:

بعد خروج الخلايا الليمفاوية من النخاع العظمى، ينقلها الدم إلى الأنسجة المختلفة وإلى الطحال Spleen. فتصل من طريق السائل الليمفاوي إلى الغدد الليمفاوية، الموجودة في أماكن مختلفة من الجسم، مثل أسفل الإبط، أو أعلى الفخذ، أو في الرقبة. 

وتبدأ هذه الخلايا في ممارسة عملها، بالتعرف على أي جسم غريب عن الجسم، يصل من طريق الدم، أو السائل الليمفاوي، لمحاربته، وحماية الجسم منه.

كما توجد تجمعات للخلايا الليمفاوية، في أماكن عديدة داخل الجسم، في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي واللوزتين؛ ولذا، يفضل عدم استئصال اللوزتين في سن صغيرة نظراً لدورهما المهم في مناعة الجسم.

د. خلايا الدم  Blood cells

توجد بالدم خلايا كثيرة خاصة بالمناعة، مثل الخلايا البالعة Phagocytic cells، التي تلتهم الأجسام الغريبة عن الجسم. وهي خلايا غير متخصصة في عملها، مثل الخلايا التائية أو البائية.

ومن أهم مكونات جهاز المناعة في الجسم:

(1) الخلايا البائية B- cells (أُنظر شكل الخلايا البائية والتائية)

هي نوع من الخلايا الليمفاوية، مسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة.

ويساعدها في عملها إفراز الخلايا التائية المساعدة T - helper cells، المسمى Lymphokines، الذي يساعد الخلايا البائية على إتمام النمو، وعلى إفراز الأجسام المضادة. وكذلك تساعدها خلايا الذاكرة Memory cells، وهي إحدى الخلايا التائية، في تكوين ذاكرة قوية تمكّنها من صناعة الأجسام المضادة بسرعة كبيرة، عند تعرض الجسم للميكروب نفسه مرة أخرى.

(2) الخلايا التائية T-cells (أُنظر شكل نظام عمل الخلايا التائية)

توجد أنواع كثيرة من الخلايا التائية، لكل نوع منها وظيفته الخاصة به. ومن أنواع هذه الخلايا:

(أ) الخلايا التائية المساعدة أو المنشطة T- helper cells

ووظيفتها مساعدة الخلايا البائية B- cell، على النمو وإنتاج الأجسام المضادة Antibodies، وكذلك التعاون مع الخلايا التائية السامة T-cytotoxic cells، المنوط بها، القضاء على الخلايا التي أصيبت بالعدوى الداخلية، بأحد الفيروسات أو الخلايا السرطانية.

كذلك تنّشط الخلايا الأكولة Macrophages، على إفراز أنزيمات خاصة تحتوي على مواد مثل الأنترفيرون Interferon، أو الأنترليوكين رقم 2 Interleukin-2، ويعقد العلماء آمالاً كبيرة على هذه المواد، في علاج مرض نقص المناعة المكتسبة، أو السرطان.

كما تُجمّع الخلايا التائية المساعدة الخلايا الأكولة في مناطق الحساسية، وتساعدها على التهام الكائنات الغريبة، وتقديمها، بعد ذلك، إلى الخلايا البائية أو التائية للقضاء عليها. وفي هذه الحالة، تسمى هذه الخلايا الأكولة، باسم آخر هو: "خلايا تقديم مولدات المضاد" Antigen presenting cells. (أُنظر شكل نظام عمل الخلايا الأكولة)

(ب) الخلايا التائية السامة T - cytotoxic

هي نوع من الخلايا، التي تهاجم وتتعرف على الميكروب، داخل الخلايا السرطانية، أو داخل الخلايا المصابة بأحد الفيروسات.

(ج) الخلايا التائية المثبطة، أو المانعة T-suppressor cell

يبلغ عدد الخلايا التائية المساعدة، تقريباً، ضعف عدد الخلايا التائية المثبطة، في الأحوال العادية لجهاز المناعة. ويبدأ عمل، هذه الخلايا المثبطة، بعد مهاجمة الجسم الغريب والقضاء عليه. فهي تنبه جهاز المناعة ليوقف نشاطه، حتى لا يستمر في مهاجمة الخلايا من دون فائدة، بل إن جهاز المناعة قد يهاجم ـ أحياناً ـ خلايا الجسم السليمة، مسبباً ما يسمى بأمراض المناعة الذاتية.

أما عن باقي خلايا الدم، التي لها دور في عمل جهاز المناعة، فهناك الخلايا البالغة Phagocytes وهي إحدى كرات الدم البيضاء التي تلتهم الميكروب أو الجسم الغريب الملتصق بالأجسام المضادة، وكما تلتهم كل الخلايا الناتجة عن مهاجمة الأجسام المضادة للميكروبات. (أُنظر شكل طريقة التهام الخلايا الأكولة)

(د) الجهاز التكميلي أو المتمم The Complement

يتكون الجهاز التكميلي من مجموعة من الأنزيمات، أو البروتينات، التي يزداد نشاطها، نتيجة لوجود جسم غريب بالدم، أو نتيجة لوجود الأجسام المضادة لهذا الجسم الغريب. وتتعاون هذه الأنزيمات البروتينية وتعمل معاً، بحيث يكون كل أنزيم هو العامل المنشط لتفاعل الأنزيم التالي، ولهذا يُسمى الجهاز المتمم أو التكميلي، لأن كل أنزيم، ينشط ويتمم عمل الأنزيم والتفاعل التالي له. وهذه المجموعة من التفاعلات، تشكل الأضلاع الثلاثة للحرف الإنجليزي Y، حيث تسير التفاعلات في اتجاه معين، في حالة وجود الجسم المضاد بالدم أو تسير في الاتجاه الآخر، في حالة عدم وجود أجسام مضادة بالدم. وكلا الاتجاهين يلتقيان في النهاية، بتنشيط المركب البروتيني المكمل رقم 3 C3، وبعد ذلك تسير التفاعلات في اتجاه واحد مشترك، نحو الجزء الذي ينتهي به فرعى حرف Y. وتسمى تلك السلسلة المتصلة من التفاعلات، "التفاعل المتسلسل"  Cascade التي نتيجة كل تفاعل فيها، هو العامل المنشط لإجراء التفاعل الذي يليه. ويقوم الجهاز التكميلي بعملية تمييز وإظهار للجسم الغريب أو الميكروب، حتى تستطيع الخلايا البالغة التعرف عليه بسهولة وتقديمه لجهاز المناعة. كذلك يقوم بإعداد هذا الجسم للبلع Opsonization وبعملية الجذب الكيميائي للجسم الغريب Chemotaxis، إلى مناطق تجمع الخلايا البالغة، وأحيانا، يقوم بتحليل وتدمير الميكروب بنفسه Cell lysis، دون انتظار للخلايا البالغة.

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig01
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig03



 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig02
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig04



 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig05


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الجمعة 15 أبريل 2016, 10:22 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:20 pm

ثانياً: وظائف الجهاز المناعي

يعمل الجهاز المناعي على حماية الإنسان من الميكروبات والأجسام الضارة، من طريق خط دفاع أول يسمى "المناعة الطبيعية"، وخط دفاع ثان، يسمى "المناعة المكتسبة".

1. المناعة الطبيعية

أ. الجلد

يحتوى الجلد على غدد كثيرة، دهنية وعرقية، تفرز مواد كيمائية خاصة، لحماية الجسم من بعض الكائنات، أومن سمومها. ووجود الجلد، وسلامته، يمنع وصول تلك الكائنات إلى الدم، لذا فعند حدوث خدش أو جرح بالجلد، تستطيع الميكروبات من خلاله الوصول إلى الدم مباشرة وإصابة الجسم بالمرض. وعلى هذا، يعد تطهير الجروح والخدوش، أمراً أساسياً في حماية الجسم من الأمراض.

ب. الأهداب والغشاء المخاطي المبطن للأنف والجهاز التنفسي

تعمل هذه الأغشية المخاطية على تدفئة الهواء، قبل دخوله الجهاز التنفسي، وحجز الأجسام الغريبة العالقة بالهواء، من طريق التصاقها بالمخاط. كما تطرد حركة الأهداب المستمرة في اتجاه الخارج، حبيبات الغبار، والأجسام الغريبة خارج الجهاز التنفسي.

ج. الدموع Tears

تحتوي الدموع على أنزيمات بروتينية تحلل الميكروبات، وتقضي عليها، كما تغسل العين من ذرات التّراب، أو الأجسام الغريبة. ويلاحظ ذلك في حالة دخول جسم غريب إلى العين مثل شعرة أو خلافه، وغزارة الدموع، التي تعقب ذلك.

د. درجة الحموضة Acidity Degree of

تؤدي الزيادة النسبية للحموضة في بعض إفرازات الجسم، إلى القضاء على البكتريا. وذلك مثل حموضة الجهاز الهضمي، التي تقضي على البكتريا في الأطعمة والمشروبات الملوثة. وكذلك تؤدي حموضة البول، Urine acidity إلى القضاء على الميكروبات، التي قد توجد في مجرى البول، وكذلك حال إفرازات المهبل الحمضية لدى السّيدات.

هـ. خلايا الدم

تحمي خلايا الدم جسم الإنسان داخلياً، مثل الخلايا الأكولة التي تُهاجم الميكروب وتلتهمه وتقدمه إلى الخلايا المتخصصة الأخرى، مثل الخلايا التائية والبائية وغيرهما.

وتتأثر كفاءة المناعة الطبيعية بعدد من العوامل، مثل:

(1) عامل السن

يتعرض الأطفال إلى الإصابة بالأمراض، بدرجة أكثر من الكبار، وذلك لعدم اكتمال نمو جهاز المناعة لدى الصغار، ولعدم تكون مناعة مكتسبة ضد الأمراض في أجسامهم. وكذلك الحال في كبار السن، الذين تقل مقاومتهم للأمراض، نتيجة ضعف جهازهم المناعي بمرور الزمن.

(2) اختلاف الأجناس

يؤدي اختلاف الأجناس والعوامل الوراثية والبيئية، إلى تفاوت في نسبة حدوث بعض الأمراض، مثل السل، الذي تكثر الإصابة به في بعض الأعراف، بينما تكون مقاومة هؤلاء للأنفلونزا أعلى من غيرهم.

(3) عامل التغذية والهرمونات

تتأثر المناعة بالتغذية السليمة، إذ يؤدي نقص البروتينات، أو الفيتامينات، أو حمض الفوليك، إلى نقص فيها. وكذلك حال بعض الهرمونات، مثل الأنسولين، التي تؤدي إلى زيادة نسبة السكر بالدم، والتهابات بالأعصاب، والتهابات في الجلد لا تشفى بسهولة. كما تسبب كثرة الدهون، خللاً، وضعفاً في جهاز المناعة.

(4) العوامل النفسية

يؤدي التعرض إلى ضغوط نفسية شديدة إلى تأثر في جهاز المناعة، وظهور أمراض مثل الذئبة الحمراء. وقد لوحظ أن بعض أمراض المناعة يصاحبها أمراض نفسية.

2. المناعة المكتسبة

هناك تعاون كامل بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة، للقضاء على أي جسم غريب، ميكروبٍ أو غيره، يهاجم الجسم.

وتعد المناعة المكتسبة هي خط الدفاع الثاني ضد الأجسام الغريبة والميكروبات، وهي تكتسب، نتيجة مرض سابق أو تحصين. وأهم ما يميز المناعة المكتسبة، التخصص والذاكرة، فلابد، أولاً، من التعرف على الجسم الغريب قبل مقاومته، واستدعاء الخلايا الخاصة بالذاكرة لهذا الجسم، أو تُعمل ذاكرة له، حتى تصبح مهاجمته في المرات القادمة أمراً ميسوراً. وتتكون المناعة المكتسبة من نوعين من الخلايا، هما: الخلايا البائية B-cells  التي تفرز الأجسام المضادة؛ والخلايا التائية T-cells، التي تحتوي على أنواع عديدة من الخلايا، لكل منها وظيفته المحددة للقضاء على الميكروب. ومن هذا يتضح أن أهم الوظائف، التي يؤديها جهاز المناعة هي التعرف على خلايا الجسم، وما عداها من الأجسام الغريبة، والتخلص من هذه الأجسام ومولدات المضاد Antigens، بطريقة تختلف باختلاف مولد المضاد. وقد ثبت أن بعض الفيروسات، مثلاً، تستطيع الهروب من جهاز المناعة وخداعه، بأن تغطى نفسها بغطاء خارجي يماثل ويشابه التركيب البروتيني الخاص بخلايا الجسم، التي لا يعدها جهاز المناعة غريبة عنه، فلا يهاجم أو يفرز ضدها أي أجسام مضادة. ومن ثم ينجح الفيروس في دخول الجسم، وإصابته بالمرض.

3. كيفية عمل الجهاز المناعي

أ. مولد المضاد Antigen

هو جسم غريب عن جهاز المناعة، وله القدرة على تحفيز الجهاز، ليكّون الجسم المضاد لهAntibody. ولابد أن يكون مولد المضاد قادراً على الاتحاد مع الجسم المضاد، ولذلك، ليس بالضرورة أن كل جسم غريب، يُعد مولد مضاد، ما لم تكن له القدرة على الاتحاد مع الجسم المضاد له.

وتتأثر كفاءة مولدات المضاد وقدرتها في تحفيز جهاز المناعة، على تكوين الأجسام المضادة وإنتاجها، حسب العوامل الآتية:

(1) التركيب الكيميائي Chemical Composition

كلّما كان تركيب مولد المضاد على شكل كيميائي معقد وكبير، زادت قدرته على تحفيز الخلايا المناعية، لإنتاج الأجسام المضادة.

(2) الحجم الجزئي Molecular Size

تزداد قدرة مولد المضاد على تحفيز جهاز المناعة بزيادة حجمه، أما إذا كان الحجم الجزيئي، الذي يتكون منه مولد المضاد صغيراً، فانه يحتاج إلى تحميله على أجسام أكبر منه حجماً، لتستطيع إثارة جهاز المناعة.

(3) قدرة مولد المضاد على تغيير الشكل الكيميائي الخاص به

إن إضافة الأحماض، أو التسخين إلى درجات حرارة معينة، تؤدي إلى تغير في تكوين ومولد المضاد وشكله، ومن ثم تجعله يكتسب صفات جديدة، وتتكون له أجسام مضادة جديدة، مختلفة عن سابقتها. وهذا يعطى مولد المضاد ميزة التحوير والتغيير.

ب. الأجسام المناعية المضادة Antibodies:

تُفرز هذه الأجسام من الخلايا البائية B - cells، وهى عائلة كبيرة مكونة من بروتينات خاصة مسؤولة عن حماية الجسم، من الميكروبات، ومن سموم الميكروبات، التي قد تصل إلى الدم. وتتكون هذه الأجسام المضادة من أربع سلاسل من الأحماض الأمينية، كل منها مكون من 110 حمض أميني، وهي مرتبة في ثنايا، بعضها فوق بعض. ويوجد في طرف كل سلسلة جزء متغير، من حيث ترتيب الأحماض الأمينية، لكي يناسب تركيبه تركيب مولد المضاد Antigen، الذي سيتحد معه. وتتعدد أشكال وتركيب وأوزان الأجسام المضادة، ليناسب كل منها الوظيفة التي سيؤديها.

وأنواع هذه الأجسام المناعية هي: IgG ,IgE , IgA , IgM , IgD.

أما وظيفة الأجسام المناعية المضادة فهي:

(1) اتحادها مع مولد المضاد.

(2) الاتحاد ينشط المركب البروتيـني المكمل The Complement. وتقصي الخلايا البالعة على مولدات المضادات، وتمنع تأثيرها الضار. كما تحدد الأجسام المضادة كذلك، مع بعض المستقبلات Receptors، الموجودة على سطح كثير من الخلايا، وبذلك تنشط هذه الخلايا للقيام بوظيفتها.

(3) تنتقل الأجسام المناعية IgG من خلال المشيمة من الأم إلى الطفل، وكذلك تصل الأجسام المناعية IgA من خلال لبن الأم إلى الطفل. ولذا، توفر هذه الأجسام المناعية الحماية للطفل خلال الشهور الحرجة الأولى من حياته، حيث لا تكون الأجسام المناعية الخاصة به متوافرة بالقدر الكافي لحمايته.

(4) تؤدي هذه الأجسام المناعية، كذلك، دوراً مهماً في التحاليل المعملية الحديثة، إذ تساعد في تشخيص كثير من الأمراض، التي كان من الصعب معرفة أسبابها من قبل.

ج. المركب البروتيني المكمل Complement The

يطلق هذا الاسم على مجموعة من البروتينات الموجودة في البلازما، وعلى أسطح الخلايا. ويبلغ عدد هذه البروتينات، أكثر من 25 نوعاً. وهي تؤدي دوراً رئيسياً في العملية الدفاعية، للجهاز المناعي، من خلال إذابة الجدار المحيط بالخلايا، أو البكتريا، أو الفيروسات المغلفة. وكذلك تسهل عملية الالتهام، التي تؤديها الخلايا البالعة، حيث تغطي مركبات المكمل الأجسام الغريبة، وتلتصق بمستقبلات خاصة على أسطح تلك الخلايا البالعة، ما يسهل عملية الالتهام.

ويوجد المركب البروتيني المكمل، عادة، في صورة غير نشطه بالدم، ويتم تنشيطه بطريقتين:

(1) الطريقة الكلاسيكية Classic pathway

وهي تبدأ باتحاد الجسم المضاد مع مولد المضاد، وهذا ما يؤدي إلى تنشيط سلسلة تفاعلات المركب البروتيني المكمل، التي تنتهي عند تكوين، المركب البروتيني المكمل رقم 3 .C3

(2) الطريقة البديلة Alternative pathway

وهى لا تشترط اتحاد الجسم المضاد، مع مولد المضاد لإتمام عملية التنشيط، بل يتولى مولد المضاد فقط، تنشيط التفاعلات الكيميائية، التي تتم في صور متعاقبة وهكذا، حتى تنتهي هذه العملية، بتكوين المركب البروتيني المكمل رقم 3 C3.

وتتحد، بعد ذلك، الطريقتان، الكلاسيكية والبديلة، في الخطوات الباقية من سلسلة التفاعلات، حتى تصل إلى تكوين المركبات البروتينية المكملة النهائية، التي تُذيب جدار الخلية الغريبة، سواء كانت خلية بكتيرية، أو خلية فيروسية، أو غيرها.

ويجب ضبط نشاط هذا المركب البروتيني المكمل وتنظيمه، حتى لا يؤدي عمله في الاتجاه الخاطئ، أي يؤثر على خلايا أنسجة الجسم السليمة، التأثير نفسه على خلايا الجسم الغريب. ولذلك تُباشر بعض البروتينات الموجودة بالأنسجة والدم، عملية ضبط وتنظيم عمل المركب البروتيني المكمل.

إن أهم ما يميز الجهاز المناعي، هو التعاون بين كل أنواع الخلايا، للقضاء على أي جسم غريب يدخل الجسم. وثمة صفة أخرى مهمة خاصة بالجهاز المناعي، هي ضبط وتنظيم عمل هذه الخلايا، بعد أداء مهامها، لوقف النشاط غير المطلوب.

ويتم ذلك: أولاً، من طريق الخلايا المثبطة، التي تفرز مواد، توقف نشاط الخلايا الأخرى، بعد أن قضت على مولدات المضادات.

وثانياً، وقف تأثير مولد المضاد في تحفيز الخلايا، وذلك بالقضاء عليه بواسطة الأجسام المضادة.

وثالثاً، توقف إفراز الأجسام المضادة، عندما يصل تركيزها في الدم إلى حد معين.





ثالثاً: دور جهاز المناعة في حماية الجسم من العدوى

الكائنات التي تهاجم جسم الإنسان، سواء بكتريا أو فطريات أو فيروسات أو طفيليات، هي في الحقيقة كائنات غير مرئية، تنتقل عدواها إلى الإنسان، من خلال وسائل متعددة. ويعيش بعضها في الهواء، أو الماء والطعام، وحتى في التراب. وتتحايل هذه الكائنات على جهاز المناعة في الجسم، وعلى كثير من المضادات الحيوية، التي يتناولها الإنسان، بتغيير تركيبها البروتيني، حتى تستطيع البقاء.

ويبدأ عمل جهاز المناعة بالخط الأول، وهو إفراز العرق والأحماض الدهنية على الجلد. وتُعد هذا الوسط ساماً لأغلب أنواع البكتريا. ثم يوجد اللعاب والدموع وإفرازات الأذن، وتحتوي كلها على إنزيمات قاتلة للبكتريا؛ وكذلك المخاط المبّطن للأنف، والأغشية المخاطية، والشعر الموجود بها، لحجز ما يمكن أن يتسلل من أجسام غريبة، ومنعها من الوصول للرئة، وتخرج مع السّعال والعطس. ويوجد في الجهاز التنفسي الغشاء المخاطي، المبطّن بأهداب تتحرك باستمرار للخارج لطرد أي أجسام غريبة. وينطبق ذلك على إفرازات المعدة والأمعاء والجهاز التناسلي للمرأة وغيرها.

وأما إذا نجح الجسم الغريب، أو الميكروب، في الدخول إلى الجسم، فإن جهاز المناعة يكتشفه ويتعرف عليه بواسطة مخالفة بصمته الجينية لتلك الموجودة في كل خلايا الجسم، كما يحدد جهاز المناعة كذلك، نوع الجسم الغريب ليقاومه ويقضي عليه.

1. الالتهابات والمناعة

أ. يحدث الالتهاب، بعد وصول أي جسم غريب إلى داخل الجسم، وبعد تغلبه على وسائل الدفاع الأولية، وهذا ما يتسبب في إفراز مواد، بواسطة خلايا الجسم وخلايا الدم، تسمى Cytokines، وكذلك إفراز مواد أخرى نتيجة لاتحاد الجسم المضاد، مع مولد المضاد إضافة لتنشيط المركب البروتيني المكّمل.

وهذه المواد تؤدي إلى حدوث تمدد في جدار الشعيرات الدموية، وهذا ما يتسبب في حدوث احمرار في لون الجلد، وكذلك زيادة كمية السّوائل، التي تنفذ من هذه الأوعية والشعيرات الدموية، فيحدث تورم. ويصاحب هذه العملية، حدوث تجلط في الدم بالمكان المصاب، وارتفاع في درجة الحرارة، وغير ذلك من الأعراض. ويتوقف حدوث الالتهاب في مكان دخول الجسم الغريب، على عدة عوامل، منها:

(1) سبب الالتهاب

(2) طريقة دخول الجسم الغريب إلى الجسم.

(3) الحالة الصحية للشخص المصاب.

ب. يصاحب حدوث الالتهاب، بأعراضه، مثل الاحمرار والتورم وارتفاع درجة الحرارة، آثار مفيدة أو آثار ضارة، كالآتي:

(1) الآثار الضارة للالتهاب

(أ) حدوث أمراض المناعة الذاتية Auto immune diseases، مثل الحمى الروماتيزمية Rheumatic fever، والروماتويد Rheumatoid، أو مرض الذئبة الحمراء Systemic lupus Erythematosis.

(ب) يؤدي حدوث الالتهاب إلى زيادة رد فعل الشخص المصاب، مثل زيادة الحساسية ـ ومن ثم تتأثر وظيفة العضو المصاب. فمثلا يؤدي حدوث الالتهاب، وما يصحبه من تورم واحمرار في الشعب الهوائية، إلى زيادة سرعة التنفس وسعال شديد، فتتأثر الوظيفة التنفسية للرئة، فيضطر الشخص المصاب إلى ملازمة الفراش.

(2) الآثار المفيدة للالتهاب

(أ) يؤدي حدوث التجلط في مكان الالتهاب، إلى عدم انتشار الجسم الغريب والمواد الضّارة في الدم، إلى باقي أجزاء الجسم، فيمنع ذلك توسيع مكان انتشار رد الفعل للجهاز المناعي.

(ب) تؤدي زيادة كمية السّوائل، التي تنفذ من الأوعية والشعيرات الدموية مكان الالتهاب، إلى خروج المادة الضارة من الجسم "خارجيا"، كما تؤدي إلى تخفيف وتقليل تركيز تلك المادة ونشاطها "داخلياً".

(ج) يؤدي الاحمرار وتمدد الشعيرات الدموية مكان الالتهاب، إلى زيادة كمية الدم، التي تصل إلى هذا المكان حاملة معها عدد أكبر من الخلايا البيضاء والليمفاوية، وباقي أنواع خلايا جهاز المناعة.

ج. الخلايا المسؤولة عن حدوث الالتهاب

توجد هذه الخلايا بالدم أو بالأنسجة، ومنها:

(1) الخلية السّائدة Mast cell

توجد تحت سطح الجلد، وفي الغشاء المخاطي المبطن للأنف، والحويصلات الهوائية بالرئة، وكذلك في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء. وتنشأ هذه الخلية في النخاع العظمى Bone marrow، وتعتمد في عملها على الجسم المناعي الموجود بالدم، والمسمى IgE، وعلى وجود مستقبل خاص بهذا الجسم المناعي على سطح الخلية، يسمى IgE receptor. ويلتصق الجسم المناعي بهذا المستقبل، فيؤدي إلى زيادة التصاق هذا الجسم المضاد، بمولدات المضادات المسببة للحساسية. وتوجد حبيبات بداخل هذه الخلايا تحتوي على مادة الهستامين Histamine، وكذلك مواد أخرى، تؤدي إلى زيادة نفاذية الأوعية الدموية للسوائل، وزيادة إفرازات المواد المخاطية، وانقباض في عضلات الجهاز التنفسي الدائرية المبطنة للشعب الهوائية، وكذلك زيادة جذب خلايا أخرى. ولهذا تسمى بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية Antihistamincs "مضادات الهستامين"، وهي تؤدي إلى تقليل رد فعل الخلايا السائدة ومن ثم تقليل إفرازاتها.

(2) الخلية القاعدية Basophilic cell

هي إحدى أنواع كرات الدم البيضاء، التي تحتوي على حبيبات قاعدية (أي زرقاء اللون عند صبغها بصبغة معينة لفحصها تحت الميكروسكوب). وتحتوي هذه الخلية على حبيبات غنية بالهستامين، كما تحمل على سطحها مستقبلات للجسم المناعي IgE، مثل الخلية السائدة.

(3) الخلية الحمضية Eosinophilic cell

خلية تحتوي على حبيبات حامضية (أي حمراء اللون عند صبغها بصبغة معينة لفحصها تحت الميكروسكوب). ويزداد عددها عند حدوث حساسية، أو وجود طفيليات Parasites بالجسم، مثل البلهارسيا وغيرها. وتمثل هذه الخلايا حوالي 1-3 %، من عدد كرات الدم البيضاء.

(4) الصفائح الدموية Platelets

وظيفة الصّفائح الدموية الأساسية هي تجلط الدم، وإغلاق مكان النزف في الأوعية الدموية، كما يوجد على سطحها مستقبلات للأجسام المناعية IgE ,IgG.

د. أسباب حدوث الالتهاب

يحدث الالتهاب كرد فعل للجهاز المناعي، عند دخول جسم غريب إلى الجسم، ويتم ذلك من طريق المناعة الخلوية Cellular Immunity، أو من طريق المناعة الخلطية Humoral Immunity

(1) المناعة الخلوية Cellular Immunity

سميت خلوية لأنها تعتمد على الخلايا البائية B-cell، والخلايا البالعة Phagocytic cells، وتستغرق في بعض الحالات فترة طويلة قد تصل إلى أكثر من يوم، لحدوث رد فعل الجهاز المناعي. ولهذا سميت كذلك "زيادة الحساسـية المتأخرة" delayed hypersensitivity، وتتلخص في الآتي:

(أ) تفرز الخلايا التائية المساعدة T-helper cell، مواد تساعد على جذب الخلايا البالعة وتنشيطها، وهذا ما يساعد على عملية ابتلاع الميكروبات والقضاء عليها.

(ب) تفرز الخلايا الرئيسية Mast cells، مادة الهستامين، التي تساعد على تمدد الشعيرات الدموية وزيادة النفاذ منها، فتساعد على خروج باقي الخلايا إلى مكان الالتهاب.

(ج) يحدث التّجلط وترسيب مادة الفيبرين Fibrin، بسبب الصفائح الدموية، ما يجعل مكان الالتهاب صلباً، ومحدداً، وبهذا، يمتنع انتشاره. وعندما يكون مولد المضاد جسماً صلباً، مثل مسحوق التلك أو السيلكا أو الزجاج، فإنه يبقى في مكانه مدة طويلة، وتستمر عملية الالتهاب، وذلك يؤدي إلى حدوث تأثير ضار ومزمن، على أنسجة الجسم.

(2) المناعة الخلطية Humoral Immunity

تعتمد هذه الطريقة على خلط، أو اتحاد الجسم المضاد Antibody، مع مولد المضاد Antigen لتكوين المركب المناعي Antigen- Antibody Compound، والذي يؤدي بدوره إلى تنشيط المركب البروتيني المكمل Complement.

ويعتمد تنشيط المركب البروتيني المكمل، على نوع الجسم المضاد؛ فبعض الأجسام المناعية لها القدرة على التنشيط مثل IgM. بينما لا تملك أنواع أخرى من الأجسام المضادة هذه القدرة على التنشيط، مثل IgA, IgE. وتبتلع الخلايا البالعة في معظم الأحوال هذا المركب المناعي. ويحدث هذا النوع من رد الفعل المناعي، عند دخول الجسم الغريب، كالالتهاب الذي يعقب لدغ الحشرات أو حقن الأدوية، ويكون على هيئة تورم واحمرار فوري، في مكان الحقن أو اللدغ. وكذلك في حالات نقل الدم، عند عدم التوافق بين الفصائل، وما يصاحب ذلك من رعشة وارتفاع بالحرارة. وقد تحدث وفاة فجائية أو صدمة Shock، مثل رد الفعل لبعض حقن البنسلين. ويعد هذا النوع من المناعة مسؤولاً عن عملية طرد الجسم للأعضاء المزروعة، مثل الكلى وغيرها.

(3) الدور المناعي لمقاومة الفيروسات

تلعب الفيروسات دوراً مهماً في إصابة الإنسان بكثير من الأمراض الحادة، أو المزمنة، التي تختلف حسب نوع الفيروس، ومكان الإصابة، وطريقة انتشاره. وبوجه عام، تجري المقاومة الخارجية للفيروسات، التي تتكاثر خارج الخلايا، مثل تلك التي على سطح الجسم أو داخل الجهاز الهضمي أو التنفسي، بواسطة الجسم المناعي IgA، وكذلك، إفراز مادة الأنترفيرون Interferon، وهي مادة مضادة للفيروسات، وتقضي على معظمها وذلك من طريق التصاقها بمستقبلات الخلايا المجاورة للخلية المصابة، مما يحمى هذه الخلايا من وصول الإصابة إليها، ويقوم الأنترفيرون كذلك بتنشيط الخلايا الطبيعية القاتلة NK. Cells، والتي تعمل بدورها على قتل الخلايا المصابة بالفيروس. ويتم هذا الدور كذلك داخل الجسم من طريق المناعة الخلوية.

أما الفيروسات التي تصل الدم، فتقاومها الأجسام المضادة، بينما الفيروسات الأخرى، التي تنفذ إلى داخل الخلايا فتجري مقاومتها من طريق المناعة الخلوية، وكذلك بمساعدة الأجسام المضادة.

(أ) مقاومة الفيروسات من طريق المناعة الخلوية

وذلك من طريق الخلايا البالعة Phagocytic cell، والخلايا الطبيعية القاتلة Natural killing cells، أو NK cells، كما تفرز الخلايا التائية القاتلة T-killer cells، مواداً قاتلة للفيروس الخلوي، خلال ساعة من دخوله إلى الخلية، ما يساعد على سرعة مقاومته، قبل انتشاره داخل الجسم. (أُنظر صورة نظام عمل الخلايا القاتلة)

(ب) مقاومة الفيروسات من طريق الأجسام المضادة

وذلك من طريق حماية الأغشية المخاطية، ومنع الفيروس من الالتصاق بها، ودخوله الجسم، مثل فيروس شلل الأطفال. فالأجسام المضادة IgA، تؤدي دوراً مهماً في منع الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء، من امتصاص الفيروس، ولذا يعطى التحصين ضد شلل الأطفال من طريق الفم، مما يخلق مناعة موضعية بالمعدة والأمعاء، فضلاً عن المناعة العامة للجسم، بعد امتصاص هذا اللقاح. ويُعد اتحاد الجسم المضاد مع الفيروس، وتكوين المركب المناعي على سطح الخلية، وتنشيط المركب البروتيني المكمّل، من العوامل التي تساعد على تنشيط الخلايا البالعة، لتؤدي دورها في تحليل وتجميع أجزاء الفيروس، ومنعها من الانتشار والتكاثر.

(4) الآثار الجانبية لمقاومة جهاز المناعة للفيروسات

تُحدث مقاومة الجهاز المناعي للفيروسات، على وجه التحديد، أضراراً بالجسم، مثل تدمير الخلايا المصابة، وأمراض المناعة الذاتية، وذلك للأسباب الآتية:

(أ) خروج مولدات مضادات من الخلايا المصابة، لم يتعرف عليها الجهاز المناعي من قبل، فيحفز ذلك جهاز المناعة فتبدأ في مهاجمة خلايا الجسم نفسه.

(ب) يؤثر تدمير الخلايا المصابة بالفيروسات، على وظائف الجسم.

(ج) تكوين مركبات مناعية كثيرة Antigen- Antibody Compound، مما يزيد من ردة فعل الجهاز المناعي.

(د) تقليل نشاط الخلايا التائية المثبطة للمناعة T-suppressor التي توقف النشاط المركب والمتسلسل لجهاز المناعة، حتى لا يصيب الخلايا السليمة.

(5) الكشف المعملي عن الفيروسات

مع التطور في كافة العلوم الطبية، أصبح من الممكن التعرف على وجود الفيروسات بالدم، من طريقين:

(أ) استخدام الميكروسكوب الفلورسينتى Fluorescent microscope

وذلك بالفحص المجهري المضيء المباشر، الذي أدى إلى التعرف على كثير من الفيروسات، مثل الحصبة والجديري وغيرها.

(ب) قياس الأجسام المضادة للفيروسات بالدم

وذلك في الحالات، التي يصعب فيها عمل مزارع الفيروسات؛ ويكون ذلك من طريق استخدام المواد المشعة والأجسام المناعية والأنزيمات، مثل طريقة اليزا Eliza، وهى طريقة معملية خاصة للكشف على هذه الأجسام، مثل IgG، IgM. ومن طريقها يمكن معرفة هل الإصابة قديمة، فيكثر عدد IgG، أم الإصابة حديثة، فيكثر عدد IgM.

2. دور الجهاز المناعي في مقاومة البكتريا

تعد مقاومة الجسم للبكتريا عملية معقدة للغاية، وذلك لتعدد الطرق، التي تلجأ إليها البكتريا في مقاومة جهاز المناعة، مثل إفراز سموم بالدم، أو تحصين نفسها بغطاء من المواد متعددة السكريات Polysaccharides. ويوجد نوع من البكتريا، يسمى البكتريا الخلوية Cellular Bacteria، يحمى نفسه من جهاز المناعة بالاختباء داخل الخلايا.

ويحمي الجهاز المناعي الجسم من البكتريا، من طريق الأجسام المضادة، وتنشيط المركب البروتيني المكمل، والخلايا البالعة. ويعتمد تشخيص الأمراض الناتجة عن البكتريا على قياس الجسم المناعي IgG أو IgM لمعرفة الإصابة الحديثة، التي يكثر فيها الجسم المناعي IgM، من الإصابة القديمة، التي يكثر فيها الجسم المناعي IgG، وكذلك عمل المزرعة البكتيرية. 

وقد استُخدم حديثاً التفاعل المضاعف المتسلسل Polymerase Chain Reaction PCR، للكشف المبكر والسريع عن أي جزئ من الميكروب، ونجح في الكشف المبكر عن ميكروب السل، ما أدى إلى سرعة علاجه.

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Pic01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:25 pm

رابعاً: علاقة المناعة بالأم والجنين

1. المشيمة Placenta

هي شبكة من الأنسجة والأوعية الدموية تُمد الجنين بالدم، وما يحتويه من أكسجين وعناصر غذائية، وأجسام مناعية وأجسام مضادة، تقي الجنين من كثير من الأمراض. كما ينتقل عبرها الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون من الجنين إلى الأم.

ولا تحتوي المشيمة على مولدات المضادات، التي لها القدرة على تنشيط جهاز المناعة لدى الأم، وذلك لمنع طرد الرحم للجنين، الذي يُعد غريباً عن الجهاز المناعي الخاص بالأم. ويفسر بعض العلماء ذلك، بأن البويضة المخصبة يتكون حولها جدار يمنع وصول خلايا الجنين إلى الخلايا الليمفاوية للأم، ومن ثم لا يتعرف عليها جهاز المناعة، ولا يفرز أجساماً مضادة لها.

ويرجح علماء آخرون أن احتواء الجنين على نصف الصفات الوراثية والجينات الموجودة بالأم، يؤدي إلى تثبيط جهاز المناعة الخاص بالأم، ويساعد على تقبل الجنين وعدم اعتباره جسماً غريباً.

2. الأجسام المناعية Antibodies

تُعد الأجسام المناعية من النوع IgG، هي الأجسام الوحيدة التي تستطيع المرور خلال المشيمة، من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، وذلك بسبب وجود مستقبلات لهذه الأجسام المناعية IgG receptor على خلايا المشيمة. فتجذب هذه المستقبلات الأجسام المناعية IgG، فتعبر المشيمة لتصل إلى الجنين. لذا، توجد الأجسام المناعية IgG، بكميات كثيرة في الطفل عند الولادة، ولها دور كبير في حماية الطفل في شهوره الأولى. ويعني وجود الجسم المناعي IgM، أن الطفل تعرض للإصابة بنوع معين من الميكروبات، أثناء وجوده بالرحم.

3. فصائل الدم في الأم والجنين Blood Groups

توجد أربع فصائل مُحَدِّدِة للدم هي:  A أ، B ب، AB أ ب، O و، وكل نوع من هذه الفصائل الأربع يقسّم إلى سالب وموجب، حسب وجود أجسام معينة على جدار كرات الدم الحمراء تسمى العامل الريصي Rh factor. وتوجد هذه الأجسام في حوالي 85% من الأشخاص، ويطلق عليهم اسم "موجب" Positive، أما نسبة الـ 15%، فلا توجد لديهم هذه الأجسام، ويطلق عليهم أسم "سالب" Negative. فالشخص الذي فصيلة دمه "أ A" قد يكون "أ موجب " أو" أ سالب" A+ve" or "A-ve حسب وجود العامل الريصى Rh factor في كرات دمه الحمراء.

أ. اختلاف العامل الريصي Rh factor، بين الأم والجنين

في الحمل الأول للأم، التي فصيلة دمها "سالب" وتحمل جنيناً فصيلة دمه "موجب"، لا يؤثر هذا الجنين في الأم، إلاّ في لحظة الولادة، وذلك بوصول جزء من دمه الموجب، إلى دم الأم السالب، ما يحفز جهاز المناعة لدى الأم، إلى تكوين أجسام مضادة لهذا العامل الريصي Rh factor.  

وفي الحمل الثاني تنتقل هذه الأجسام المضادة من الأم عبر المشيمة، وتؤثر على الجنين، وذلك في صورة إجهاض، أو تكسير كرات الدم الحمراء للجنين. وتحدث من ثم حالة أنيميا "فقر دم" وارتفاع في نسبة الصفراء بالدم، ما يستوجب علاجاً فورياً بعد الولادة، مثل تغيير دم الطفل Exchange Transfusion، أو العلاج الضوئي Photo therapy. 

ويمكن الوقاية من حدوث هذه المضاعفات للجنين، من طريق حقن الأم بأجسام مضادة خلال 24 ساعة من الولادة. وتقضي هذه الأجسام على كرات الدم الحمراء، التي تحمل العامل الريصي وتصل دم الأم من الطفل، ومن ثم لا تتكون أجسام مضادة في دم الأم، تؤذي الجنين القادم.

ب. اختلاف فصائل الدم بين الأم والجنين

عندما تكون فصيلة دم الأم O، وفصيلة الجنين A أو B، ويدخل جزء من دم الجنين أثناء الولادة إلى الأم، فإنه تتكون أجسام مضادة في دم الأم من نوع IgG. وفي الحمل الثاني تعبر هذه الأجسام المضادة لكرات الدم الحمراء" A " أو كرات الدم الحمراء" B " المشيمة، وتصل إلى الجنين، وتسبب تكسيراً في كرات دمه الحمراء وأنيميا وارتفاع في نسبة الصفراء لدى الطفل، تماماً مثل حالات العامل الريصى. أما إذا كانت فصيلة دم الأم هي" A " أو" B " فأن الأجسام المضادة لفصيلة دم الطفل" O "، مثلاً، تكون من النوع IgM وهذا النوع لا يستطيع ـ لكبر حجمه ـ أن يعبر المشيمة، ولذلك لا يحدث أي تكسير أو تأثر في كرات دم الجنين.

ويتضح من هذا أنّ أهمية فصائل الدم تكمن في أن تكون فصيلة دم الأم  O، أو تكون سالبة للعامل الريصى Rh negative.

ج. أمراض الجنين داخل الرحم Intra-uterine infections

هي إصابة الجنين بتشوهات أو أمراض داخل الرحم، نتيجة فيروسات، أو خلافه، تنتقل إليه من الأم، وتختصر في الحروف الآتية STORCH، لسهولة حفظها بين الأطباء، وهي الحرف الأول من أسم كل مرض يمكن أن يصل إلى الجنين أثناء الحمل:

(1) حرف  S من Syphilis  مرض الزهري.

(2) حرف T من Toxoplasma، وهو طفيل ينتقل للإنسان من طريق القطط.

(3) حرف O من Others، وتعنى أي مرض آخر معروف أو غير معروف.

(4) حرف R من Rubella virus، أي الحصبة الألمانية

(5) حرف C من Cytomegalo virus، وهو فيروس يؤدي لعدوى مزمنة وتشوهات.

(6) حرف H من Herpes، مرض الحلاء أو القوبة.

وتنتقل العدوى بمرض الزهري من طريق العلاقة الجنسية، أما في حالة طفيل Toxoplasma فينتقل للإنسان من القطط، أو اللحوم شبه النيئة، وفيروس الحصبة الألمانية ينتقل من طريق تعرض الحامل لمريض مصاب في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. وعموماً فأن الأجسام المضادة من النوع IgG  أو IgM، تكون موجودة بنسبة عالية حسب تاريخ الإصابة، وهل هي حديثة فيزداد الجسم المضاد من النوع IgM، أم قديمة فيزداد الجسم المضاد من النوع IgG، وكذلك توجد الأجسام المضادة الخاصة بالطفيل، أو الفيروس في الدم.

ومعظم هذه الأمراض تؤدي إلى إجهاض، أو وفاة الجنين داخل الرحم، أو ولادته بعيوب خلقية في الجهاز العصبي، أو العين، مع تضخم في الكبد وصفراء مرضية، تختلف عن صفراء فصائل الدم التي تكون من النوع غير المباشر Indirect. أما في هذه الأنواع فتكون الصفراء من النوع المباشر Direct، وهي تقسيمه معملية لنسبة الصفراء، تؤدي إلى تشخيص ارتفاع النسبة بسبب الكبد، أو بسبب تكسير في كرات الدم الحمراء، ويحدث كذلك ضعف في السمع، أو تخلف عقلي، وتشنجات، وأحيانا طفح جلدي مميز.

لهذا يُجرى فحص روتيني لمكونات Storch أثناء الحمل، للاطمئنان على صحة الجنين، وسلامته، وكذلك ينبه على الأمهات الحوامل بعدم التعرض للقطط، أو أكل اللحم غير المطبوخ أو التعرض لأطفال صغار مصابين بالحصبة الألماني، خصوصاً في الشهور الأولى من الحمل.

د. الرضاعة الطبيعية

نص القرآن الكريم على استمرار الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين كاملتين، لأن لبن الأم ـ كما أثبتت الدراسات الحديثة ـ يحتوي على كافة العناصر الغذائية، والصحية التي يحتاجها الطفل، وبالمقادير والأنواع الملائمة لنموه بدنيا وعاطفياً. كما يؤدي اقتراب الطفل من الأم أثناء الرضاعة، وفي بداية حياته، إلى أتزان سلوكياته ونموه النفسي، مقارنه بالأطفال الذين أُرضعوا بالألبان الصناعية.

كما يحتوى لبن الأم على مواد تقي الطّفل، في مراحل حياته الأولى. وهي تسهم في بنيان المناعة الخاصة به، في مختلف مراحل حياته فيما بعد، وذلك لاحتواء لبن الأم على أجسام مضادة من النوع IgA، الذي يوجد في اللبن خصوصاً في بداية الرضاعة وعقب الولادة مباشرة، ولمدة 10 أيام تقريباً، ويسمى "اللبأ"[1] Colostrum. ويؤدي الجسم المضاد IgA دوراً أساسياً في حماية المولود من الميكروبات. وتوجد الخلايا التي تفرز الجسم المناعي IgA في أنسجة الثدي الليمفاوية، كذلك يحتوى السرسوب على ملايين الخلايا البالعة، والخلايا البائية، والتائية، التي تعمل على حماية الطفل في بداية حياته. ومن مزايا الرضاعة الطبيعية المناعية كذلك، ما يخص الأم، إذ تشير الدراسات إلى أن الأمهات المرضعات تقل نسبة أصابتهن بسرطان الثدي، مقارنة بالأمهات اللائى لم يرضعن، أو أرضعن لفترة قليلة.

هـ. العقم والإجهاض

أثبتت الدراسات أن حوالي 10% من حالات العقم، لا يوجد لها سبب واضح، ويرجعها العلماء، في الغالب، إلى أسباب مناعية. فقد أثبتت التجارب أن هناك أجساماً مضادة، في إفرازات الجهاز التناسلي لبعض السيدات من النوع IgA، تهاجم وتقتل الحيوانات المنوية للرجل. كذلك ثبت وجود أجسام مضادة مسؤولة عن فشل التبويض في حالات أخرى، مما يؤدي للعقم.

أما عن بعض حالات الإجهاض المتكرر، فقد فسّرها الباحثون بعدم تقبل الرحم للجنين، باعتباره جسماً غريباً عنه، وذلك في الحالات القليلة، التي لا يحدث فيها تثبيط طبيعي لجهاز المناعة في الأم. وأحيانا أخرى توجد أجسام مضادة في بعض السيدات، تقلل إفراز المواد الموسعة للأوعية الدموية، التي تُفرز طبيعياً أثناء الحمل، مما يتسبب في حدوث جلطات كثيرة في المشيمة، فتتأثر كفاءتها وينتج عن ذلك إجهاض.

[1] اللبأ: هو أول لبن الرضاعة في النتاج.




خامساً: المناعة وأمراض الحساسية

عند دخول مادة يعدها الجسم غريبة عنه، وهي في الوقت نفسه ـ مولدة للمضاد، يفرز جهاز المناعة مواد كيماوية، قد تسبب أعراض الحساسية المختلفة. وقد تكون هذه المادة جسم حبوب لقاح النباتات، أو أتربة، أو رائحة نفاذه صادرة من مواد كيميائية، مثل رائحة الدهان أو الطلاء أو العطور. وتؤدي هذه المواد المستنشقة، عموماً، إلى حساسية بالأنف، ورشح، وربو شُعَبي. وقد تحدث الحساسية، كذلك، نتيجة تناول طعام معين، مثل الموز، والفراولة، والشيكولاتة، والأسماك، وغيرها من الأطعمة التي تسبب تفاعلات خاصة، تؤدي إلى ظهور الحساسية الجلدية، أو في أغشية الجهاز الهضمي. تؤدي بعض الأدوية إلى حدوث حساسية، تتراوح ما بين الطفح الجلدي والهرش، إلى حدوث صدمة Shock، وهبوط حاد في الدورة الدموية، قد يؤدي إلى وفاة فورية. وبعض الحشرات، مثل النحلة أو الدبور، قد يكون رد فعل جهاز المناعة تجاه لدغتها، صورة من صور الحساسية الجلدية العنيفة.

وتختلف المادة المسببة للحساسية Allergen، التي تؤدي إلى رد فعل جهاز المناعة والتفاعلات الكيميائية المصاحبة له، من شخص إلى آخر، من حيث شدة رد الفعل تجاهها. ويعد الجسم المضاد من النوع IgE، مسؤولاً عن مهاجمة الطفيليات Parasites، أو المادة المسببة للحساسية؛ لذا، نراه معملياً يزداد في أي من الحالتين ولعل هذا يفسر انتشار الحساسية في الدول المتقدمة، لقلة الإصابة بالطفيليات ما يجعل الأجسام المضادة IgE متفرغة لرد فعل الجهاز المناعي، ضد المادة المسببة للحساسية، خلافاً للدول النامية، التي تكثر بها الإصابة بالطفيليات، ولذلك فإن ما يتَبقى من الأجسام المضادة IgE، يكون قليلاً نسبياً لحدوث الحساسية.

1. مراحل حدوث الحساسية (أُنظر شكل استجابة الخلايا التنفسية للأنتيجين)

أ. المرحلة الأولى أو مرحلة التعارف

عند دخول المادة المسببة للحساسية Allergen للجسم، من طريق احتكاكها بالأغشية المخاطية مثلاً، يتعرف جهاز المناعة على هذه المادة، ويكون رد فعله في هذه المرحلة على مستوى الخلية فقط، ولا يحدث ذلك أي أعراض أو أضرار، ولكن فقط يكوّن جهاز المناعة أجساماً مضادة من النوع IgE ضد المادة المسببة للحساسية، وذلك بمشاركة الخلايا التائية والبائية. ولكي يحدث ذلك، فإن الخلايا البالعة تلتهم هذه الأجسام وتفتيتها، ثم تقدمها إلى الخلايا التائية التي تتعرف على هذه المادة وتكوينها الكيميائي وبصمتها الجينية، ثم تفرز الخلايا التائية مادة الأنترليوكن Interlukine، التي تحفّز الخلايا البائية على إفراز أجسام مضادة من نوع IgE، فتلتصق هذه الأجسام على مستقبلات خلوية على جدار الخلايا السائدة Mast cells، أو الخلايا القاعدية الصبغة Basophillic cells. وبوجود الأجسام المضادة على هذه الخلايا، فإنها توضع في حالة استنفار، وتحفز لمثل هذه المواد المسببة للحساسية، في حالة دخولها الجسم مرة أخرى.

ب. المرحلة الثانية، أو المرحلة الحادة

تبدأ هذه المرحلة بدخول المادة المسببة للحساسية Allergen الجسم مرة أخرى، فتجد الخلايا السائدة، والقاعدية الصبغة، وعليها الأجسام المضادة من نوع IgE، المطابقة في تركيبها لهذه المادة المسببة للحساسية فتلتصق بها. فيؤدي ذلك إلى خروج محتويات هذه الخلايا من الهستامين Histamine، الذى يسبب أعراض الحساسية خلال ثوانٍ من دخول المادة (المسببة للحساسية) إلى الجسم. فتوسع مادة "الهستامين" الأوعية الدموية، وتزيد إفراز المخاط من خلايا الأغشية المخاطية، كما تعمل على تضييق الشعب الهوائية. فإذا كان التمدد في الشعيرات الدموية محدوداً، فانه يسبب احمراراً في الجزء الذي تأثر فقط، أما إذا كان التفاعل في كافة الأوعية الدموية، فأنه يؤدي إلى حالة انخفاض حاد في ضغط الدم، مما يؤدي لحدوث صدمة حساسية تسمى Anaphylactic shock، ويحدث ذلك ـ عادة ـ في حالات حساسية البنسلين. وتعمل مادة الهستامين، كذلك، على زيادة تمدد جدر الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مرور السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة، فتتورم الأنسجة، ويظهر ذلك في جسم المصاب. كما يسبب الهستامين حكة جلدية وألماً لزيادة تنبيه الأطراف العصبية، نتيجة ضغط السوائل عليها. أما في حالات زيادة إفرازات المخاط من الأغشية المخاطية، فان ذلك يؤدي إلى نوبات من الرشح، والعطس، وضيق في التنفس، نتيجة لانقباض العضلات الدائرية في الشعب الهوائية.

وهناك مواد أخرى تفرز من هذه الخلايا، مثل Prostaglandine وInterlukine، تؤدي كذلك إلى توسيع الأوعية الدموية وانقباض الشعب الهوائية.

ج. المرحلة الثالثة، أو المرحلة المزمنة

في هذه المرحلة تجذب الخلايا السائدة النشطة، خلايا أخرى غير نشطة، بسبب المواد التي تفرزها، فتنشط الخلايا الجديدة، وتفرز مواد كيماوية تجذب خلايا أخرى غير نشطة، وهكذا تزداد حدة التفاعل وتستمر فترة أطول، فيصبح شبه مزمن.

2. أمثلة لأمراض الحساسية

أ. حمى القش Hay fever وحساسية الأنف Allergic Rhinitis

يحدث هذا النوع من الحساسية مع قدوم فصل الربيع، ونهاية فصل الشتاء، وكذلك في فترة الرّياح الخماسينية، وتستمر الأعراض لفترة قد تصل إلى شهرين، ثم تختفي، لتعود للظهور في التوقيت نفسه من العام القادم. والأعراض هي: العطس، وانسداد الأنف، والرشح المستمر، وأحيانا يحدث احمرار بالعين، وتغيير في الصوت، واحتقان بالزور، ونادرا ما يصاحب ذلك إحساس بهرش في الجلد.

ويسبب هذا النوع من الحساسية التعرض لحبوب لقاح الأزهار، أو روائح الزهور والحشائش والأتربة، والرطوبة، والدخان، وشعر الحيوانات، مثل الكلاب والقطط، والقش، الذي سميت هذه الحساسية باسمه "حمى القش"، وذلك في أماكن تجميع الغلال، والقمح، والحبوب، وصناعة التبن، وأعلاف الحيوانات.

ب. الربو الشُّعبي، أو الحساسية الصدرية Bronchial asthma

تحدث في الشتاء، وفي فترات ما بين الفصول، وتقل شدة الأعراض في الأطفال بالتدريج كل عام حتى تشفي تماماً في سن ست سنوات، أو عشر سنوات، وأحياناً تستمر حتى سن البلوغ. أما في الكبار فهي مستمرة مدى الحياة. ويؤدي استنشاق المادة المسببة للحساسية، إلى ضيق مفاجئ في الشعب الهوائية، ما يجعل الهواء يحدث صوتاً مسموعاً أثناء الزفير يُسمى، تزييق wheeze، مع سرعة التنفس وصعوبته، وحدوث تجمع مخاطي بالشعب الهوائية، وسعال شديد. وهناك أنواع كثيرة من الربو الشُّعبي، مثل ذلك الذي يحدث مساءً فقط، ويسمى الحساسية أو الأزمة الليلية Nocturnal asthma، أو النوع المصاحب لممارسة التمارين والألعاب فقط، ويسمى حساسية الألعاب الرياضية Exercise induced asthma. وفي هذه الحالة يعطى المريض دواءً موسعاً للشعب، قبل ممارسة الألعاب الرياضية.

ج. أمراض الحساسية الجلدية

(1) الحساسية الفقاعية Papular Urticaria

هي فقاعات صلبة بالجلد، تحتوي على سائل. وتبدأ، عادة، باحمرار وتدرن في مكان الحكة الجلدية، ثم تظهر الفقاعات، وذلك في مناطق اليد، والساق، وأسفل البطن. ويرجع السبب في حدوث هذا النوع من الحساسية عند بعض الأشخاص، إلى تناول أطعمة معينة، أو لبس ملابس صوفية، أو ألياف صناعية، أو لدغ حشرات.

والحساسية الفقاعية، متكررة، وسببها وجود أجسام مناعية تتحد مع طبقات الجلد، في وجود المركب البروتيني المكمل.

(2) التيبس الجلدي Sclerema

يحدث هذا المرض نتيجة خلل واضطراب في جهاز المناعة، لسبب غير معروف حتى الآن، ويتسبب في إتلاف الأنسجة الضامة بالجسم، فيكتسب الجلد قواماً جامداً ويلتصق بالأنسجة أسفله. فيصبح سطحه أملس، والجلد والوجه، مشدودين تماماً. وقد يمتد هذا المرض ليصيب كافة الأنسجة الضامة بالجسم، مما يؤدي إلى فشل أو تليف بالرئة، أو اضطرابات بالقلب.

د. الحساسية الدوائية Drug allergy

قد يُصاحب تناول الأدوية أحياناً بعض الآثار الجانبية، والتفاعلات غير المرغوب فيها، ومنها الحساسية التي تصيب بعض الأشخاص، وما يزال سببها غير معروف. فقد يتفاعل الدواء نفسه، أو أحد نواتجه بالجسم، مع الجهاز المناعي ويحفّزه ويكوّن أجساماً مضادة، قد تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. غير أن تكوين الأجسام المضادة لا يعنى بالضرورة ظهور حساسية، ومثال ذلك تكوين أجسام مضادة للأنسولين، لدى مرض السكر دون حدوث حساسية، بل يؤدي ذلك إلى تقليل تأثير الأنسولين على المرض، ما يدفع الأطباء إلى زيادة الجرعة، أو تغيير نوع الأنسولين، للحصول على النتائج المرجوة من هذا الدواء.

ويشترط لحدوث الحساسية الدوائية، أن يكون الوزن الجزيئي للدواء كبيراً حتى يستطيع أن يحفّز جهاز المناعة. ولمّا كانت أغلب الأدوية وزنها الجزيئى صغير، فهي لذلك لا تسبب حساسية إلاّ بعد اتحادها مع بروتينات أنسجة الجسم، حتى يكبر وزنها الجزيئى.

ويحدث، أحياناً، نتيجة اتحاد الدواء مع بروتينات الأنسجة، أن يؤدي ذلك إلى تغير في نوع هذا البروتين في أماكن مختلفة، مما يدفع جهاز المناعة لأن يعد هذا البروتين الجديد غريباً عليه، ويبدأ في مهاجمته، وهذا تماما ما يحدث في بعض أنواع أمراض المناعة الذاتية بسبب الأدوية، مثل مرض الذئبة الحمراء lupus Erythematosis.

هـ. العوامل التي تؤثر على حدوث الحساسية الدوائية

(1) التركيب الكيميائي للدواء

بعض الأدوية، مثل السلفا ومركباتها، تؤدي إلى حدوث حساسية أكثر من غيرها، بسبب تركيبها الكيميائي فقط.

(2) التركيب الجينى للفرد

هناك أشخاص لديهم استعداد جينى ووراثي لحدوث مثل تلك الأنواع من الحساسية، وهذا يفسر حدوث الحساسية الدوائية لدى فرد واحد من بين مئات الأفراد، الذين يتناولون الدواء نفسه، في فترة زمنية محددة.

(3) طريقة تناول الدواء

معظم الأدوية تكون مصحوبة بالحساسية بدرجة كبيرة، إذا أعطيت من طريق الحقن الوريدي، يليه الحقن العضلي، ثم الحقن تحت الجلد، مما إذا تناولها المريض بالفم، أو استعملت ظاهرياً من طريق دهان الجلد مثلا. ويعتمد ذلك على سرعة وصول المادة المسببة للحساسية في الدواء إلى الدم، وتختلف تلك السرعة، باختلاف طريقة الإعطاء، التي أسرعها الحقن الوريدي. وتؤدي الحساسية الدوائية، غالباً، إلى حدوث طفح جلدي، وهرش، وارتفاع خفيف في الحرارة، وقد تؤدي إلى حدوث صدمة حساسية، Anaphylactic shock، تنتهي بالوفاة، خصوصا مع البنسيلين، الذي يجب عمل اختبار حساسية ضده، أو لأي دواء آخر قبل إعطائه من طريق الحقن الوريدي أو العضلي. وتختفي الأعراض ـ عادة ـ عند وقف العلاج بهذا الدواء.

3. علاج أمراض الحساسية

كان علاج الحساسية قديماً هو علاج أعراضها، ثم أصبح الهدف من العلاج الآن، هو منع حدوثها، ومن ثم منع حدوث أعراضها.

ولهذا، صنع العلماء من طريق الهندسة الوراثية، أجساماً مضادة، مشابهة تماما لجزئ الأجسام المضادة من نوع IgE، وعندما تُحقن في الجسم؛ تلتصق على مستقبلات الخلايا السائدة، فتشغل كل الأماكن المتاحة على سطح الخلية. وعندما تدخل المادة المسببة للحساسية الجسم، وتتكون أجسام مضادة لها من النوع IgE، فإن هذه الأجسام تتجه إلى الخلايا السائدة، فتجد أن جميع المستقبلات ملتصق بها الأجسام المضادة الصناعية، فلا يحدث التفاعل، ولا تحدث أي أعراض من هذه المادة المسببة للحساسية.

وهناك طريقة أخرى لمنع حدوث الحساسية من طريق الهندسة الوراثية، وذلك بتصنيع مادة مشابهة تماماً لمادة Interlukine-4، وهى المادة المسؤولة عن تنبيه الخلايا البائية، لإفراز الأجسام المضادة من نوع IgE. وعند حقن الجسم بهذه المادة المصنعة، فإنها تلتصق بالخلايا البائية في أماكن المستقبلات، ولا يحدث رد فعل. وعندما تدخل المادة المسببة للحساسية الجسم، وتفرز الخلايا التائية هذه المادة Interlukine-4، التي تتجه إلى الخلايا البائية لتحفيزها لإفراز الجسم المضاد IgE، تجد أماكنها مشغولة بالمادة المصنعة الخاملة، وبذلك لا يحدث التفاعل، ولا يفرز الجسم أجساماً مضادة، ولا تحدث أعراض للحساسية.

وهناك علاج آخر لأمراض الحساسية يعتمد على حقن المريض بالمادة المسببة للحساسية Desensitization، ولكن في جرعات مخففة، تزداد بعد ذلك تدريجياً. ويعتمد هذا العلاج على ترويض، أو تقليل، رد فعل جهاز المناعة، حتى يعتاد الجسم على هذه المادة المسببة للحساسية بعد ذلك.

ويعتمد علاج أعراض الحساسية، عموماً، على إعطاء أدوية مضادة للهيستامين Antihistamincs، أو أدوية تحتوي على مادة الكورتيزون، وكذلك إعطاء أدوية جلدية للهرش والاحمرار.


 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig06
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:29 pm

سادساً: أمراض المناعة الذاتية

تحدث أمراض المناعة الذاتية Autoimmune Diseases، عندما تُهاجم خلايا المناعة، والأجسام المناعية، خلايا الجسم. ويحدث ذلك عندما يفشل جهاز المناعة في معرفة البصمة الجينية الخاصة بكل خلية، فتختل وظائفه، فيُهاجم خلايا الجسم على أنها غريبة عنه. وقد يؤدي ذلك إلى ضرر شديد، ومضاعفات خطيرة بالجسم، قد تنتهي بالشلل أو الوفاة. وهذا الخلل في جهاز المناعة قد يحدث في مكان واحد، أو عضو من أعضاء الجسد، أو أكثر، وقد يؤدي إلى حدوث مرض، أو مجموعة أمراض، تُسمى أمراض المناعة الذاتية Autoimmune Diseases. فإذا هاجم جهاز المناعة، مثلاً، الجهاز العصبي، فإنه يهاجم جزءاً معيناً من جدار الأعصاب، مسبباً حالة تسمى "التصلب المتعدد" Multiple Sclerosis، وهى تؤدي إلى حدوث شلل بالجسم كله.

أما إذا هاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس، فيؤدي ذلك إلى تدمير هذه الخلايا، ومن ثم يقل إفراز الأنسولين اللازم لحرق الجلوكوز، مما يسبب الإصابة بمرض البول السكري Diabetes Mellites. وفي حالة مهاجمة الجهاز المناعي لمكان اتصال الأعصاب بالعضلات Neuro- Muscular Junctions، يحدث ضعف، وارتخاء شديد بالعضلات، يسمى، "وهن العضلات الوخيم" Myasthenia Gravis. وقد يهاجم الجهاز المناعي، صمامات القلب، كما في حالات الحمى الروماتزمية Rheumatic fever، أو يهاجم الجلد ويسبب احمراراً بالوجه، في شكل جناحي فراشة على الخدين، كما في حالات الذئبة الحمراء Lupus Erythematosis. ويهاجم الجهاز المناعي أحياناً المفاصل مسبباً "روماتيزم المفاصل" Rheumatoid arthrites. وقد يهاجم جهاز المناعة أكثر من عضو بالجسم، مثل الجلد، والقلب، والكبد، والكلى، والطحال، كما في مرض الذئبة الحمراء Systemic Lupus Erythematosis.

1. أسباب حدوث أمراض المناعة الذاتية

أ. الوراثة

يسمى تحديد البصمة، أو الشفرة الجينية، الخاصة بكل إنسان، "مولّد المضاد الليمفاوي البشرى Human Lymphocyte Antigen. وهو عبارة عن بروتين معين موجود على جدار كل خلية، وتختصر إلى كلمة هلا HLA. وتُميّز هذه البصمة، أو الشفرة الجينية، كل إنسان عن الأخر، ولا يمكن تكرارها، إلاّ في حالات التوائم المتطابق Identical Twins. وقد أدرك العلماء أن هذه البصمة، أو الشفرة الجينية، هي التي تحدد من هم الأكثر تعرضا للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، أي أن هناك استعداداً وراثياً، يعني أن أمراض المناعة الذاتية، تحدث في عائلات أو أفراد، يحملون النوع نفسه، من البصمة الجينية. وقد أظهرت الأبحاث أن مرض "الروماتويد" Rheumatoid، يحدث في أشخاص، لهم بصمة جينية متشابهة، وكذلك مرض السكر.

ب. المشابهة في التركيب الكيميائي

عند حدوث عدوى بأحد الميكروبات، التي تشبه جزئياً في تركيبها الكيميائي خلايا أخرى بالجسم، يُفرز جهاز المناعة، أجساماً مضادة لهذه الميكروبات لتُهاجمها. وقد تخطئ هذه الأجسام، فتهاجم خلايا العضو المشابهة للميكروب، في التركيب الكيميائي. ومثال ذلك ما يحدث في حالة الإصابة بالميكروب السّبحي، الذي يحتوي على كبسولة خارجية، بها نوع خاص من البروتينات مشابهة للبروتين الموجود في صمامات القلب، خصوصاً الصمام الميترالي Mitral Valve، وكذلك في خلايا الكلى، مما يُحدث حمى روماتيزمية Rheumatic Fever، أو التهاباً بالكلى Glomerulonephritis. وقد تحدث أمراض المناعة الذاتية، كذلك، بسبب التصاق الجسم الغريب بخلايا الجسم البشرى، مما يجعل جهاز المناعة يهاجم ويتفاعل، مع الاثنين معاً.

ج. الغدة الصعترية أو التيموسية

أثبتت بعض الأبحاث أن الخلايا التائية T-cells، التي تنتجها الغدة التيموسية، يخرج معها كذلك خلايا تثبط عمل هذه الخلايا T-suppressor cells. فإذا قل إنتاج هذه الخلايا المثبطة، تستمر الخلايا التائية في نشاطها المناعي، ومهاجمة خلايا الجسم المختلفة، بعد انتهاء عملها مع مولدات المضادات، مسببه أمراض المناعة الذاتية. وقد لوحظ أن استئصال "الغدة التيموسية"، ينتج عنه أمراض تماثل أمراض المناعة الذاتية.

د. أسباب أخرى

تناولت الأبحاث الخاصة بأسباب حدوث أمراض المناعة الذاتية، عامل العمر، حيث ثبت أن هذه الأمراض تزيد نسبتها مع تقدم عمر الإنسان. وكما تُصاحب أمراض نقص المناعة، أيضاً زيادة في نسبة حدوث أمراض المناعة الذاتية. وكذلك أثبتت الأبحاث، زيادة نسبة أمراض المناعة الذاتية، في الإناث أكثر من الذكور.

2. أنواع أمراض المناعة الذاتية

تشمل هذه المجموعة من الأمراض، عدداً غير قليل، يصيب بعضها عضواً واحداً من الجسم، وبعضها عدة أعضاء في أن واحد. ومن أهم هذه الأمراض:

أ. مرض الذئبة الحمراء Systemic lupus Erythematosis

يعد مرض الذئبة الحمراء، من أشهر أمراض المناعة الذاتية، ويصيب هذا المرض الجلد ويحدث خللاً في معظم أعضاء الجسم. ونسبة الإصابة به في الإناث، أربعة أضعاف نسبتها في الذكور. وهو يتميز بفترات نشاط، تعقبها فترات قد يتحسن فيها المريض، وتقل حدة المرض.

(1) التفسير المناعي للذئبة الحمراء

يُعزى حدوث هذا المرض إلى وجود أجسام مضادة للحامض النووي DNA وهو اختصار لمصطلح Desoxy Nucleic Acid. في جسم المريض، وكذلك وجود خلايا ذات شكل خاص تحت المجهر، سميت: خلايا الذئبة الحمراء Lupus Erythematosis cells، وتختصر L.E. cells. وتوجد هذه الأجسام المضادة في الدم، والأنسجة المصابة، مثل الجلد، والكلى. ولم يُعرف، حتى الآن، سبب وجود هذا الجسم المضاد للحامض النووي، الذي يسمى Anti- DNA. كما اكتشفت أجسام مضادة أخرى، ضد كرات الدم الحمراء، والبيضاء والصفائح الدموية. ويؤدي ذلك إلى حدوث نزيف وأنيميا.

تعد زيادة الإصابة في بعض الأفراد، والعائلات، دليل على الاستعداد الوراثي للمرض، وذلك في بعض الحالات، التي تحتوي على نوع معين من البصمة، أو الشفرة الجينية HLA.

أثبتت الأبحاث أن هرمون الأنوثة Estrogen Hormone، يساعد على تكوين الأجسام المضادة للحمض النووي، كما يساعد، كذلك، على زيادة حدة الأعراض. وعلى العكس من ذلك، فإنّ هرمونات الذكورة Androgens، تقلل من تكوّن الأجسام المضادة للحامض النووي. وهذا يفسر حدوث المرض في الإناث، بدرجة أكبر من حدوثه في الذكور.

(2) الأعراض

(أ) الجلد

تُعد إصابة الجلد هي الأكثر شيوعاً عن باقي الأعضاء، وتظهر على هيئة بقع حمراء مغطاة بقشور رقيقة على الخدين، والأنف. وتزداد هذه البقع عند التعرض للشمس، وتأخذ أحيانا شكل الفراشة Butterfly Shape، أي يعد الأنف هو جسم الفراشة، والبقع على الخدين تمثل أجنحتها. وقد تختفي هذه البقع بلا أثر، وقد تسبب ندبة بسيطة بالجلد. (أُنظر صورة مرض الذئبة الحمراء)

(ب) الفاصل والعضلات

تُعد إصابة المفاصل والعضلات، وحدوث آلام بها، من أكثر أعراض مرض الذئبة الحمراء حدوثاً. وهي تصيب كافة مفاصل الجسم.

(ج) الأغشية البلورية والبروتينية

يُحدث مرض الذئبة الحمراء، التهاباً بالغشاء البللوري المحيط بالرئة، ويصاحبه ألم وصعوبة في التنفس؛ كذلك يحدث التهاب في الغشاء المبطن للقلب، يسبب هبوطاً حاداً بالقلب. كما يمكن أن يصل الالتهاب إلى الغشاء البريتوني المحيط بالأمعاء، ويصاحب ذلك ألم بالبطن، وقيء مستمر، قد يؤدي إلى الوفاة، ما لم يعالج فوراً.

(د) الكلى والجهاز العصبي

يُحْدِث ترسيب للمركبات المناعية بأنسجة الكلى، مما يسبب فشلاً كلوياً وارتفاعاً في الضغط. وكذلك قد يُحدث ترسيب لهذه المركبات المناعية في المخ، مسببة، اكتئاباً، وصداعاً نصفياً أو شللاً.

(هـ) الإجهاض المتكرر

يُعد حدوث إجهاض متكرر، دون سبب واضح، أحد أعراض هذا المرض. ويُنصح بعدم إقدام المصابات بهذا المرض، على الحمل، لخطورته على قلب وصحة الجنين والأم.

(3) التشخيص المعملي

(أ) سرعة الترسيب Erythrocytc Sedimentation Rate: ESR تكون عالية في معظم الحالات، وتدل على وجود نشاط زائد في الجهاز المناعي.

(ب) أنيميا لكل مكونات الدم Pancytopenia: تتميز بحدوث نقص في عدد كرات الدم الحمراء، ونقص في عدد كرات الدم البيضاء، ونقص في عدد الصفائح الدموية.

(ج) إجراء اختبارات خاصة: يُراد بها الكشف عن الأجسام المضادة للحامض النووي DNA، وكذلك الأجسام المضادة لعوامل التجلط وكرات الدم الحمراء.

(د) قياس معامل الروماتويد Rheumatoid factor: يوجد هذا المعامل، في بعض أنواع الروماتويد، وتسمى "معامل الروماتويد الموجبة"، وفي حالة عدم وجوده، تسمى "معامل الروماتويد السالبة". ويستخدم هذا المعامل لتقسيم أنواع الروماتويد. وقد ثبت أن 30% من حالات الذئبة الحمراء، تكون إيجابية لهذا المعامل.

(4) العلاج

(أ) علاج عام

ويشمل إعطاء الفيتامينات، وعلاج ارتفاع الحرارة، وتناول مهدئات لآلام المفاصل، وعلاج المضاعفات، مثل أمراض القلب والرئة، حسب درجة الإصابة الناتجة.

(ب) علاج متخصص

ويشمل استخدام الأسبرين، وبعض الأدوية المستخدمة في علاج الملاريا، التي ثبتت فائدتها في علاج بعض حالات الذئبة الحمراء، مثل الكلوروكوين Chloroquine. وكذلك استخدام مركبات غير كورتيزونية. ثم يأتي العلاج الحاسم لمعظم هذه الحالات باستخدام مركبات الكورتيزون، إما موضعياً على الجلد المصاب، أو من طريق جرعات كبيرة بالفم، أو الحقن، مع التقليل التدريجي لهذه الجرعات عند تحسن الحالة.

ب. مرض الروماتويد Rheumatoid Arthritis

يُعد الروماتويد من الأمراض المزمنة، وهو يصيب مفاصل الجسم المختلفة بصورة أساسية، ولكنه يصيب، كذلك، أجهزة أخرى، مثل: الجهاز العصبي، والجهاز البولي، والجهاز الدوري. ومثل معظم أمراض المناعة الذاتية، فان نسبة الإصابة به في الإناث تزيد عنها في الذكور، إذ تصل إلى نسبة 1:3.

وتُعد المفاصل الصغرى بالكفين والقدمين، من أكثر المفاصل تعرضاً للإصابة بهذا المرض، الذي يمتد ليشمل باقي المفاصل. وقد يؤدي أحياناً إلى حدوث التهابات بالأوعية الدموية، أو الأوعية والغدد الليمفاوية. وكذلك يحدث نقصاً في كرات الدم البيضاء، وتضخماً في الطحال. ويُعزى حدوث مرض الروماتويد إلى الاستعداد الوراثي، والبصمة الجينية HLA، أو إلى وجود نوع معين من فصائل الخلايا البيضاء، حيث لوحظ ذلك في كثير من المرضى. كما أثبت بعض العلماء وجود علاقة بين مرض الروماتويد، وبين الإصابة بنوع معين من الفيروسات أو البكتريا.

(1) التغيرات المناعية، المؤدية إلى حدوث الأعراض

تُفرز الخلايا الليمفاوية الموجودة بالمفصل، أجساماً مضادة، تُسمى "عامل الروماتويد" Rheumatoid Factor، يعده الجسم غريباً عنه، فيفرز الجهاز المناعي أجساماً مضادة من النوع IgM, IgG. وتتحد الأجسام المضادة مع عامل الروماتويد، مكونة عقداً مناعية بروتينية، تترسب في خلايا الغشاء الزلالي للمفصل Synovial Membrane.

ويعمل هذا الترسيب، على تنشيط المركب البروتيني المكمل The complement، وتفرز مواد ونواتج لهذا التفاعل، تجذب كرات الدم البيضاء، ويزداد الالتهاب، ويزداد إفراز المواد، والأنزيمات والتفاعل، مع عامل الروماتويد، فتتكون عقد مناعية جديدة، تترسب في المفصل، ما يسبب ألماً شديداً فيه، خصوصاً عند الحركة. ومع استمرار عملية الترسيب هذه، يصبح سطح العظام عارياً من الغضاريف، التي تحمى نهايات العظام من الاحتكاك، بعضها ببعض، ويحدث تضخم في حجم المفصل، وارتخاء في الأربطة المحيطة به، وينتهي المرض بحدوث تشوهات في المفاصل. (أُنظر صورة أعراض مرض الروماتويد)

(2) الأعراض

غالبية المصابين بمرض الروماتويد، من متوسطي العمر بين 20-40 عاماً. وتبدأ الشكوى بأعراض عامة، مثل الشعور بالإرهاق، وفقد الشهية، والوزن، مع ارتفاع طفيف في الحرارة. ويبدأ الشعور بتيبس في المفصل، أو حدوث ألم عند الحركة، خصوصاً في الصباح. ثم يبدأ التيبس، والألم في التحسن مع الحركة أثناء النهار. وأهم ما يميز أعراض آلام المفاصل لمرضى الروماتويد، عن غيره من آلام المفاصل وأمراضها، هو حدوث الألم في الصباح، وتحسنه، بعد ذلك.وكذلك حدوث تورم، واحمرار، وسخونة، في المفصل. كما أن الإصابة تبدأ في معظم الحالات بالمفاصل الصغرى، مثل أصابع اليد، والرسغين، وتحدث في الناحية اليمنى، واليسرى معاً وبالدرجة نفسها. وتستمر إصابة المفاصل لمريض الروماتويد، فتصل إلى مفاصل الفخذ والركبتين والقدمين والكتفين والكوع، بل قد تصل إلى الفقرات العنقية، أما باقي الفقرات فلا تتعرض للإصابة. وقد يمتد تأثير المرض إلى أجهزة أخرى في الجسم، مثل:

(أ) القلب

يصاحب مرض الروماتويد، التهاب في الجزء الخارجي لعضلة القلب Pericardium، ونتيجة لذلك قد يحدث ارتشاح Effusion في الغشاء المحيط بتلك العضلة Pericardial Membrane، ما يؤدي إلى ألم في الصدر، وارتفاع في الحرارة، وسرعة في التنفس.

(ب) الجهاز التنفسي

يحدث التهاب في الغشاء البلوري المبطن للرئة، وانسكاب بللوري، ما يؤدي إلى ضيق في التنفس.

(ج) الأوعية الدموية

تترسب العقد المناعية البروتينية في جدر الأوعية الدموية، أو داخلها، محدثة قصوراً في وصول الدم إلى بعض الأجهزة الحيوية، مثل القلب، فتسبب ذبحة صدرية، أو الكلى، فتؤدي إلى فشل كلوي حاد، أو الجهاز الهضمي، محدثة انسداداً معوياً.

(د) الجلد

وتترسب العقد البروتينية المناعية تحت الجلد، في المناطق المعرضة للضغط والاحتكاك، مثل أسفل الكوع، ومؤخرة الرأس، والفقرات العجزية. وهي غير مؤلمة، وتكون مستديرة، أو بيضاوية، ثابتة، أو متحركة.

(هـ) العين

يحدث جفاف في العين في حوالي 10% من الحالات، نتيجة لقلة إفراز الدموع بسبب ترسب العقد البروتينية المناعية في الغدد الدمعية. ويصاحب ذلك جفاف في اللّعاب، نتيجة حدوث ترسيب للعقد البروتينية المناعية، في الغدد اللعابية.

(و) فقر الدّم "أنيميا"

تقل نسبة الهيموجلوبين في دم المريض، كلما ازداد نشاط المرض؛ وتعود النسبة إلى طبيعتها عند حدوث هدوء نسبي لهذا النشّاط. وتحدث الأنيميا عموماً بسبب فقد الشهية، وسوء التغذية المصاحبة للمرض.

ومثل أمراض المناعة الذاتية الأخرى، يحتوى العلاج على الكورتيزون والمسكِّنات، مثل: الأسبرين، والباراسيتامول والأبيبروفين، وغيرهم.

ج. مرض السكر Diabetes Mellitus

يعد مرض السكر من أكثر الأمراض شيوعاً في مختلف أنحاء العالم. وهناك مراكز بحوث متخصصة لدراسة هذا المرض، وطرق علاجه، وأسبابه. ويقسّم مرض السكر إلى نوعين، حسب سن المريض عند الإصابة به. فإذا حدثت الإصابة في سن مبكرة من الشباب، أو عند الطفولة، فهي تسبب نوعاً يسمى "سكر الأطفال" Juvenile Diabetes. ويحدث في هذا النوع ضموراً، وتليفاً في خلايا البنكرياس، فلا يفرز أنسولين. وتبدأ أعراضه في الظهور وهي، ألم شديد بالبطن، مع قيء مستمر، يصاحبه ارتفاع في الحرارة. وتستمر هذه الأعراض حتى يصاب الطفل بجفاف، وارتفاع شديد في نسبة السكر في الدم.

ويعتمد علاج هذا النوع من السكر على الأنسولين، لذا يسمى Insuline Dependent Diabetes. أما النوع الثاني، وهو سكر البالغين Adult Diabetes، فتحدث الإصابة به في سن متأخرة، بسبب عوامل وراثية أو بسبب السمنة، إذ يحدث استنزاف للبنكرياس بسبب كثرة تناول المواد السكرية، فيقل إفراز الأنسولين، وتبدأ الأعراض في الحدوث مثل شدة العطش، وكثرة التبول، خصوصاً في الليل، وجفاف الحلق، ونقص الوزن.

(1) التفسير المناعي لمرض السكر

يوجد في البنكرياس غدد كثيرة، منها ما يفرز العصارة البنكرياسية، التي تحتوي على أنزيمات تشارك في عملية الهضم، ومنها خلايا تفرز الهرمونات، تسمى "خلايا لانجرهانز" Langerhan's cell. ومن هذه الخلايا نوع يسمى، "خلايا بيتا" Beta-cells، وهي التي تفرز هرمون الأنسولين. ويتوقف عمل هذه الخلايا على نسبة السكر في الدم، فتزاد إفراز كميات الأنسولين، مع زيادة نسبة السكر في الدم، وتقل مع هبوط هذه النسبة. وتشير بعض الأبحاث إلى أن سبب مرض السكر، هو عدوى فيروسية، لأن ظهور المرض يحدث في بعض الحالات، عقب الإصابة بالغدة النكفية، أو الأنفلونزا، أو تغير في نوع البروتين الخاص بخلايا بيتا، بعد مهاجمتها وإصابتها بالفيروس.

وفي هذه الحالة يهجم جهاز المناعة على هذه الخلايا البنكرياسية، في عملية متخصصة لا تشمل خلايا البنكرياس الأخرى، التي تفرز العصارة البنكرياسية، أو أي نوع آخر من خلايا البنكرياس، بل تستهدف فقط "خلايا لانجرهانز" من نوع محدد، هو البيتا فقط، التي تفرز الأنسولين. ويدمّر جهاز المناعة هذه الخلايا محدثاً نقصاً في إفراز الأنسولين، بما يؤدي إلى عدم احتراق السكر في الدم، لتوليد الطاقة اللازمة للجسم. فتظهر نسبة الجلوكوز عالية بالدم، وتفوق هذه النسبة قدرة الكلى على منع مرور السكر في البول، لأن لها طاقة وقدرة محددة، مما يتسبب في نزول السكر بالبول، ومن ثم يرتفع تركيز السكر في مجرى البول عن باقي الجسم، فيتم سحب الماء من الجسم، ويحدث الإحساس المستمر بالعطش، وما يؤدي إلى شرب سوائل كثيرة لتعويض الجفاف الذي يحدث، فيشكل عبئاً على عمل الكلى أكثر من اللازم للتخلص من السكر الزائد، والماء المصاحب له، فتحدث كثرة التبول.

وفي الوقت نفسه، يحدث تغيير في نوع المواد المستخدمة لتوليد الطاقة، وإمداد الجسم بها؛ فالطريقة العادية لاحتراق سكر الجلوكوز وخروج الطاقة لا تعمل، لقلة الأنسولين اللازم لهذا الاحتراق، فيحاول الجسم الحصول على طاقة من المواد البروتينية، والمواد الدهنية فيقوم بتكسيرها لتوليد الطاقة اللازمة للجسم، ويؤدي ذلك إلى نقص في الوزن، وهو أحد أعراض مرض السكر. ومع استمرار احتراق المواد الدهنية والبروتينية، تنتج مواد حمضية غير مرغوب فيها، مثل الأسيتون Acetone، وحمض اللبنيك Lactic acid، فيسبب ذلك ارتفاعاً في حموضة الدم، ينتهي بغيبوبة السكر، التي قد تؤدي إلى الوفاة، إذا لم يعالج المريض.

(2) الأعراض

تتميز أعراض النوع الأول من مرض السكر، الذي يصيب الأطفال والشباب، بحدوث نوبات ألم في البطن، وقيء، وغيبوبة سكر. أما النوع الثاني، الذي يصيب الكبار بعد سن الأربعين، فأعراضه، عادة، نقص في الوزن، وكثرة التبول، وعطش شديد. وقد تحدث غيبوبة سكر في حالة عدم العلاج.

(3) المضاعفات

يمتد تأثير مضاعفات مرض السكر، إلى الكلى، محدثاً فشلاً كلوياً، أو إلى عصب البصر، ما ينتج عنه عمىً كاملاً. وكذلك يمتد إلى الجهاز العصبي، فيحدث التهاب بالأعصاب الطرفية، فتفقد القدرة على الإحساس، وتصبح الجروح الطرفية غير مؤلمة؛ وكذلك تتأثر الأوعية الدموية ولا توصل الدم إلى تلك الأطراف، ما يتسبب في صعوبة معالجة الجروح، بل حدوث تلوث شديد فيها.

(4) العلاج

يعتمد علاج النوع الأول من مرض السكر، الذي يصيب الأطفال والشباب، على حَقْن الجسم بالأنسولين تعويضاً عن عدم وجوده بالبنكرياس، ويستمر ذلك مدى الحياة. ويراعى، متابعة الحالة الصحية، والنفسية، والاجتماعية، للمصاب، مع تثقيف أسرته بكل المعلومات اللازمة لهذا المرض. ونجحت الآن عمليات زرع البنكرياس، وكذلك زرع خلايا البنكرياس في الغشاء البريتونى، لتُفرز الأنسولين. وهناك تجارب علاجية لاستخدام عقار السيكلوسبورن Cyclosporne، لتثبيط جهاز المناعة فلا تُهاجم خلايا البنكرياس، التي تفرز الأنسولين. وقد نجحت هذه التجارب في وقف إعطاء حقن الأنسولين لهؤلاء المرضى، ولكن تحدث مضاعفات لهذا العقار، مثل تثبيط الجهاز المناعي في أماكن أخرى، مما يؤدي إلى إصابات أي عدوى ميكروبية، قد تؤدي للوفاة. وهناك محاولات لإصلاح الجينات المسؤولة عن تنشيط جهاز المناعة، وذلك بعد اكتشاف هذه الجينات في المرضى.

أما النوع الثاني من السكر، الذي يصيب الكبار فوق سن الأربعين، فيعتمد علاجه أساساً على الالتزام بأنواع معينة من الأغذية، لا تحتوي على سكريات، أو نشويات، لأن البنكرياس قد استنفذ كل طاقته في إفراز الأنسولين لفترات طويلة، وأصبحت العادات الغذائية لهؤلاء المرضى فوق قدرة الأنسولين المتاح، من هذا البنكرياس المتعب.

ويؤدي الالتزام بالغذاء الخاص بمرضى السكر، إلى إعطاء البنكرياس فرصة يلتقط فيها أنفاسه من الإجهاد الشديد، ومن ثم تتحسن خلاياه بالتدريج، وتصبح كمية الأنسولين، التي يفرزها البنكرياس قادرة على التعامل مع كمية الجلوكوز القليلة، مما يحدث توازناً في الجسم، يؤدي إلى اختفاء الأعراض تماماً. ويجب الالتزام التام بهذا النظام الغذائي والاستمرار عليه، مع ممارسة الرياضة اليومية، وأفضلها المشي.

وتتجه بعض الأبحاث إلى وقف استخدام العلاج الدوائي لمرض السكر، الذي يؤدي إلى تنشيط خلايا البنكرياس لإفراز أنسولين، لأن البنكرياس في حالة إرهاق شديد، فلا يقُبل إرهاقه أكثر لإفراز أنسولين.

وفي بعض الحالات الحرجة والطارئة، مثل الجراحة، أو خلع الأسنان، أو دخول المستشفي للعلاج من أمراض أخرى، يفضل الأطباء استخدام الأنسولين فقط للسيطرة على نسبة السكر. وبعد شفاء المريض من الحالة الطارئة، يعود إلى النظام الغذائي، والرياضة، أو العلاج الدوائي.

د. أمراض الكلى

تعد أمراض الكلى الناتجة عن تغيرات مناعية بالجسم، من أكثر الأمراض الكلوية التي تنتهي في مراحلها الأخيرة بالفشل الكلوي، وتمثل حوالي 50% من جميع أمراض الكلى.

(1) الأسباب المناعية لأمراض الكلى

يبدأ المرض بتكوين أجسام مضادة لخلايا الكلى، تتحد مع الخلايا الكلوية، فيؤدي ذلك الاتحاد إلى تنشيط وتكوين المركب البروتيني المكمل. وتعمل الخلايا البالعة، على التخلص من هذه المركبات، التي تتزايد باستمرار، حتى تصل إلى مستوى معين يفوق قدرة الخلايا البالعة، فتحتجز هذه المركبات وترسبها بالكلى، مُحدثة التهابات، وأمراضاً مختلفة، تختلف باختلاف مكان الترسيب. وسبب تكوين هذه الأجسام المضادة، هو وجود مولدات مضادات من خارج الجسم، مثل الميكروب السبحي، الذي يؤدي إلى حدوث الحمى الروماتيزمية، إذا هاجمت الأجسام المضادة القلب، أو إلى التهاب في الكلى، إذا هاجمتها الأجسام المضادة. وهناك ميكروبات أخرى، وفيروسات، وطفيليات، مثل الملاريا أو البلهارسيا، تؤدي إلى تكوين هذه الأجسام المضادة.وكذلك توجد بعض الأدوية، واللقاحات، مثل الهيروين، وحقن الذهب المستخدم في علاج بعض مرضى الروماتويد، التي تؤدي إلى النتيجة نفسها.

وكذلك مولدات المضادات، التي تأتى من داخل الجسم، وتسبب تكوّن أجسام مضادة، تهاجم الكلى، مثل بعض حالات مرض الذئبة الحمراء، الذي يتكون فيها أجسام مضادة للبروتين النووي DNA. وكذلك، في بعض أنواع الأمراض السرطانية التي تحفّز جهاز المناعة إلى عمل تلك الأجسام المضادة.

(2) الأعراض

تختلف الأعراض حسب درجة إصابة الكلى، مكان التفاعل المناعي بها. ويظهر ـ عادة ـ الزلال في البول، وقد تكون كمية قليلة أو كثيرة، فإذا زادت نسبته يحدث تورم بالجسم، نتيجة لاحتجاز الماء فيه. وقد يحدث كذلك ارتفاع في ضغط الدم، ويتطور المرض سريعاً إلى أن ينتهي بفشل كلوي.

هـ. أمراض الدم

يبدأ الجسم في تكوين أجسام مضادة لمولدات المضادات Antigens، والموجودة على سطح كرة الدم الحمراء غير السليمة. وعند مهاجمة هذه الأجسام كرات الدم الحمراء، تُحدث بها تكسير يؤدي إلى فقر الدّم "أنيميا". وهذه الأجسام المضادة من النوعين IgM, IgG، يمكن التفريق بينهما، بناء على درجة الحرارة التي تتفاعل عندها هذه الأجسام، مع مولدات المضادات. فالأجسام من النوع IgG تتفاعل مع مولدات المضادات في درجة حرارة 37 مئوية، أما النوعIgM، فيتفاعل عند درجات حرارة أقل من 37 مئوية.

كيف تجري عملية تكسير كرات الدّم الحمراء

يلتصق الجسم المضاد IgG، بسطح كرة الدم الحمراء، فيُسهِّل ذلك من التصاقها بمستقبل موجود على سطح الخلية البالعة، فيبتلعها وقد يسبب التصاق الجسم المضاد بكرة الدم الحمراء، على أنها تغييراً أو تشويهاً في شكلها، فيتم حجزها في الطحال على أنها غير سليمة. وكذلك، ينشط المركب البروتيني المكمل، الذي يقوم بدوره في تكسير كرات الدم الحمراء. وأهم الأسباب المناعية لحدوث "الأنيميا"، هو عدم توافق فصائل الدم، أو تناول بعض الأدوية، التي تسبب تكسيراً في كرات الدم الحمراء، أو بسبب بعض الأمراض الوراثية، مثل "أنيميا الفول"، التي يسببها نقص أنزيم معين في جدار كرة الدم الحمراء ما يؤدي إلى تكسير هذه الكرات، إذا تناول المريض فولاً أو مثلاً أو خلافه. وكذلك يحدث تكسير لكرات الدم الحمراء، في بعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل الذئبة الحمراء.

و. أمراض الجهاز الهضمي

تمثل أمراض الجهاز الهضمي جزءاً كبيراً من أمراض المناعة الذاتية، ويسببها، غالباً، وجود بكتريا غير ضارة، أو بعض الجزيئات البروتينية، داخل الجهاز الهضمي، التي تتميز بقدرتها العالية على إحداث استجابة مناعية.

ومعظم أمراض المناعة الذاتية، التي تصيب القناة الهضمية، سببها خلل في الجهاز المناعي، تجاه مولدات المضادات الخارجية، وغير الضارة، أو الذاتية، ما يؤدي إلى تغييرات مرضية، تسبب حدوث هذه الأمراض.

(1) حساسية الأمعاء لمادة الجلوتين Gluten Hypersensitivity

توجد هذه المادة في القمح، والشعير، وهي مادة بروتينية، يفرز الجسم عند تناولها، أجساماً مضادة لها من النوع IgA، وذلك لدى بعض الأشخاص، الذين لديهم استعداد وراثي لهذا المرض. ويؤدي التفاعل المناعي، إلى ضمور في زوائد الأمعاء الامتصاصية، فتقل قدرتها على الامتصاص، فيحدث إسهال مستمر، ونقص في الوزن، وتأخر في النمو عند الأطفال، مع زيادة كمية الدهون في البراز. كما يحدث، كذلك، ضعف في التجلط، نتيجة لنقص فيتامين Vitamin K. ويُشخص هذا المرض بأخذ عينة من الأمعاء وفحصها، بواسطة منظار الجهاز الهضمي، حيث يظهر ضمور الزوائد الامتصاصية المبطنة للأمعاء. وتختفي الأعراض، والتغيرات الباثولوجية في الأمعاء، في حالة توقف المريض عن تناول المواد الغذائية المحتوية على الجلوتين. وإذا تناولها مرة أخرى، تعود الأعراض للظهور من جديد.

(2) التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis

هو التهاب مزمن بالقولون، يكون مصحوباً بظهور قرح صغيرة في الغشاء المخاطي المبطن للقولون، وذلك لتكوين أجسام مضادة للقولون، لسبب غير معروف حتى الآن.

وقد لوحظ انتشار هذا المرض في الدول الصناعية، وبين اليهود أكثر، كما أن نسبة حدوثه في الإناث تساوى، أو تزيد، قليلاً عن الذكور، ولا يوجد استعداد وراثي للإصابة به. كما أن أعراضه تحدث بصورة مفاجئة، أو تدريجية و تشمل:

(أ) إسهال شديد

(ب) رغبة في التبرز دون حدوث ذلك، وهو ما يسمى "التعنية".

(ج) خروج الدم من الشرج مع التبرز.

(د) تضخم القولون، وقد يستمر ذلك حتى يُحْدِث سرطاناً بالقولون.

ويعتمد تشخيص هذا المرض على أخذ عينة من القولون، من طريق منظار الجهاز الهضمي، وقياس الأجسام المضادة للقولون.

3. أمراض الكبد

يعد التهاب الكبدي الوبائي من أكثر أمراض الكبد انتشاراً، وهو يحدث نتيجة إصابة الكبد بفيروسات عديدة، أشهرها A, B, C, D, E، كما اكتُشف حديثاً غيرهم. ويعد الالتهاب الكبدي أA الأكثر حدوثاً، لأن العدوى تحدث من طريق تناول أطعمة ملوثة، ولكنه الأقل خطورة، إذ لا يتسبب في التهابات مزمنة بالكبد، أو مضاعفات أخرى. وأعراض الالتهاب الكبدي الوبائي هي: فقدان الشهية، وقيء، وارتفاع في الحرارة مع اصفرار بالعين، وتغير في لون البول. وتظهر التحاليل ارتفاع نسبة الصفراء بالدم، مع وجود أجسام مضادة خاصة بفيروس A. ويشمل العلاج عزل المريض لمدة ثلاثة أسابيع، مع إلزامه استخدام أدوات طعام خاصة به فقط، والامتناع عن أكل الدهون، والنشويات. أما الوقاية فتكون بالامتناع عن أكل الأطعمة المكشوفة.

أما الالتهاب الكبدي من النوعين B, C، فتحدث العدوى بهما من طريق استخدام الحقن غير المعقمة، أو من طريق نقل الدم، أو العلاقات الجنسية. وكذلك قد ينتقل الالتهاب من الأم المصابة إلى الجنين. وقد ثبت إمكانية العدوى بهذين النوعين من طريق أدوات الحلاقة، أو أدوات طب الأسنان. ويكون تشخيص الالتهاب بهذين النوعين، غالباً، من طريق الصدفة، أثناء الكشف الدوري، أو عمل تحاليل قبل نقل الدم، للتأكد من خلو الدم من هذا الفيروس أو الإيدز. ولهذين النوعين كذلك مضاعفات، مثل التحول إلى التهاب مزمن يتميز بارتفاع مستوى أنزيمات الكبد بالدم، وحدوث تليف بالكبد، وإصابته ببعض الأورام.

ولهذا فالوقاية هي أهم جزء من محاربة هذين المرضين، حيث لا يوجد علاج ناجح لهم حتى الآن، وذلك من طريق التأكد من خلو الدم من هذا الفيروس، ومن الإيدز، قبل إجراء عمليات نقل الدم، واستعمال الأطباء وهيئة التمريض القفازات الطبية والحقن البلاستيكية، وإعدامها بعد استخدامها.

وقد اكتشف حديثا المصل الواقي من بعض أنواع هذا المرض، حيث يحصن الأطفال إجباريا ضد الكبد الوبائي  B، في عمر شهرين، وأربعة شهور، وستة شهور. وكذلك يحصن الأطفال من عمر سنة ضد الكبد الوبائي A، وينطبق ذلك على الكبار. أما التهاب الكبدي من النوع C، فلم يتوصل حتى الآن إلى تحصين واق منه. ومن المهم أن تتخذ كل الإجراءات السّابقة، في حالة مرضى أنيميا البحر المتوسط، الذين يحتاجون إلى نقل دم شهرياً، أو مرضى الغسيل الكلوي، الذين يمارسون عملية الغسيل أسبوعياً، لتعرضهم، بصورة أكثر من غيرهم، لهذه الفيروسات.

4. أمراض الغدد الصماء Endocrinal disorders:[1]

  تتعرض الغدد الصماء بالجسم، إلى بعض مولدات المضادات، مثل ميكروب يصيب الغدة، يحمل تركيبة تشابه تركيب بروتينات خلايا هذه الغدد، فيفرز الجسم أجساماً مضادة تهاجم الميكروب، وتهاجم معه خلايا الغدة، فيحدث نقص في إفراز الهرمون الخاص بهذه الغدة. وقد تُحدِث هذه الميكروبات، أحياناً، التهاباً في خلايا الغدة، ما يؤدي إلى إفراز مواد مثل الأنترفيرون، أوالأنترليوكين Interferon or Interlukin، تحدث تغييراً في البروتينات الموجودة بسطح خلايا الغدة، فيعدها جهاز المناعة غريبة عنه، فتفرز لها أجساماً مضادة تهاجمها، وتتلفها، وينتج عن ذلك، نقص في إفراز الهرمون، مع زيادة هجوم الأجسام المضادة لخلايا أخرى، وهكذا تستمر هذه العملية.

ومن أشهر الأمراض المناعية، التي تصيب الغدة الدرقية Thyroid gland، مرض "الغدة الدرقية المزمن" Hashimotou disease الذي يصيب السيدات، ويؤدي إلى توقف عمل الغدة نتيجة تلف الخلايا. ويصاحبه ظهور أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية، مثل الخمول، والكسل، والإمساك، وخشونة الجلد، وتغيير الصوت، وتتضخم الغدة، ما يستلزم إعطاء الهرمون كعلاج طبي، وأحياناً يُتطلب التدخل الجراحي.

وهناك كذلك مرض جريفز Grav's disease، الذي يتميز بحدوث زيادة في إفراز الهرمون، وزيادة في نشاط الغدة الدرقية، فيؤدي إلى رعشة في اليدين، وجحوظ في العينين، وعصبية زائدة، وسخونة الجلد، وزيادة في سرعة ضربات القلب. وتعالج هذه الحالة باستئصال الغدة، واستخدام اليود المشع لتقليل نشاط الغدة الدرقية. (أُنظر صورة تورم الغدة الدرقية) أما في حالة الغدة الجار كلوية Adrenal gland، فأشهر الأمراض المناعية التي تصيبها، هو مرض أديسون Addison's disease، الذي كان يحدث في الماضي ـ غالباً ـ بسبب ميكروب السّل. والآن كثيراً ما يحدث بسبب وجود أجسام مضادة لخلايا الغدة. ويؤدي ذلك إلى فقد الملح من الجسم، وهبوط في الضغط، وفقدان للشهية، وهزال.

[1] الغدد الصماء: هي الغدد التي لا توجد لها قناة يخرج منها إفرازها، بل تفرز الهرمونات في الدم مباشرة.

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Pic02
 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Pic03

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Pic04
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:35 pm

سابعاً: المناعة وعلاقتها بالأمراض السّرطانية

الخلية السرطانية، هي في الواقع، خلية طبيعية في جسم الإنسان، وتنقسم انقساماً طبيعياً إلى خليتين، تحملان عدد الكروموسومات Chromosomes نفسها، الموجودة في الخلية الأصلية. ولكن تحدث استجابة مناعية لبعض التغيرات، التي تتعرض لها الخلية، تؤدي إلى حدوث طفرة في تركيبها الجيني، وفي ترتيب الأحماض النووية بالخلية DNA، فيؤدي ذلك إلى تحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية، لا تنقسم بانتظام، وإنما تنقسم بصورة عشوائية جنونية، لتنتج عدداً من الخلايا، لا يحتاج إليها الجسم، وتسبب الورم السرطاني.

1. الأسباب المناعية لحدوث الأمراض السرطانية

أ. وجود جينات تسبب السرطان Oncogens

اكتُشف أكثر من مائة جين منها حتى الآن، وهي عبارة عن جين وراثي، حدثت به طفرة أدت إلى أن يختلف عن الجينات الطبيعية، التي تحدث انقساما طبيعيا في الخلية، ونسخ الحامض النووي بطريقة سليمة، وبترتيب مطابق لترتيبه في الخلية الأصلية. وعند حدوث هذه الطفرة في الجين، يؤدي ذلك إلى حدوث انقسام غير طبيعي في الخلية، ونسخ الحامض النووي بطريقة غير سليمة، وبترتيب يختلف عن الترتيب الموجود في الخلية الأصلية، ما يؤدي إلى حدوث ورم سرطاني.

ب. توقف عمل الجينات المثبطة للأورام Tumor Suppressor Genes

تؤدي الجينات المثبطة للأورام، والمكتشف منها حوالي خمسة عشر نوعاً حتى الآن، دوراً مهماً في تكوين الأورام السرطانية. فهذه الجينات، التي توجد بشكل طبيعي في الخلية، مهمتها الأساسية هي وقف عمل الخلايا السرطانية. فإذا حدث بها أي تغيير أو طفرات، انعدم تأثيرها، ويصبح الانقسام السرطاني العشوائي مستمر دون توقف أو تحجيم. ويزداد نمو الورم السرطاني. وقد استطاع العلماء، من طريق دراسة هذه الجينات، ومعرفة ترتيب الأحماض بها، وتركيبها، تحديد مدى انتشار السرطان، ونسبة الشفاء منه، وإمكانية علاجه.

ج. الشفرة الوراثية Genetic Code

يوجد داخل النواة بكل خلية الحامض النووي DNA، وهو يمثّل الشفرة الوراثية، أو البصمة الجينية، وهي عبارة عن ترتيب معين لأحماض أمينية، وبروتينات. وإذا أختلف أحدها في الترتيب عن الآخر، يحدث ما يُسمى بالطفرة. ويؤدي ذلك إلى تغيير في الصفة الوراثية، والوظيفة المسؤول عنها هذا الجين، فيُحدث أمراضاً وراثية، وتشوهات خلقية، وأوراماً سرطانية، وذلك حسب شكل ووظيفة ومكان هذا الجين.ويوجد بالخلية حوالي مائة ألف جين يعمل منها 10% فقط، والباقي في حالة خمول، ولكنه قد ينشط في أجيال لاحقة بعد ذلك.

وقد تركّزت جهود العلماء في البحث عن الجين المعيب، الذي يسبب المرض، وأمكن التوصل إلى معظم هذه العيوب، وأماكن وجودها، بل حاول العلماء إصلاح ترتيب الأحماض الأمينية بالخلية، من خلال الهندسة الوراثية، ومن ثم يصبح علاج الأمراض الوراثية ممكناً.

  واستطاع العلماء اكتشاف أنزيمات لإصلاح الحامض النووي، تُسمى DNA Repair Enzymes وهي تقدم علاجاً فورياً لأي خلل يحدث بالخلية، في ترتيب الأحماض النووية وشكلها، لكي تظل الخلية تؤدي عملها بصورة طبيعية. ولكن إذا ضعف تأثير هذه الأنزيمات بسبب ملوثات البيئة، والأدوية، والمواد المسببة للسرطان، وأشعة الكومبيوتر، والتكنولوجيا الحديثة، تزداد نسبة حدوث الأخطاء أثناء الانقسامات، ما يؤدي إلى أن تعمل هذه الأنزيمات فوق طاقتها، فتقع منها أخطاء أثناء عملية نسخ الحامض النووي DNA، وتسبب الأورام السرطانية.

2. علاقة المناعة بالأمراض السرطانية

يؤدي جهاز المناعة دوراً حيوياً في مراقبة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، لأنه يعدها خلايا غريبة عنه، يجب التخلص منها. ويؤدي هذا الدور الخلايا الآتية:-

أ. الخلايا القاتلة الطبيعية Natural Killer cells: NK cells (أُنظر صورة نظام عمل الخلايا القاتلة)

وهي خلايا متخصصة، مهمتها الأساسية القضاء على الخلايا السرطانية، أو الخلايا التي هاجمتها الفيروسات، وأدت إلى حدوث تغيير خلوي بداخلها. وتؤدي هذه الخلايا مهمتها عندما يكون جهاز المناعة قوى، والمواد المناعية تفرز جيداً، أما إذا كان هناك ضعف أو نقص في الجهاز المناعي، أو أثناء تناول أدوية، تؤدي إلى تثبيط الجهاز المناعي، فلا تقوم هذه الخلايا بعملها.

ب. الخلايا التائية T-cells

وهي تمثل خط الدفاع الثاني في القضاء على الخلايا السرطانية، كلما ظهرت في مكان بالجسم.

ج. الخلايا البالعة Phagocytic cells

تبتلع الخلايا السرطانية، وتقضي عليها، وأحياناً تفتت الخلية السرطانية، وتخرج جزءاً منها على السطح، لتقضي الخلايا التائية النشطة عليه. وقد اكتشف العلماء بعض المواد، التي تقلل من نشاط الخلايا البالعة، وتفرزها خلايا سرطانية، حتى تسنح لها الفرصة في الهروب، من الخلايا البالعة.

ويحفّز ظهور الخلايا السرطانية، التي تحمل صفة جينية تختلف عن الصفات الجينية الموجودة في الخلايا الطبيعية بالجسم، جهاز المناعة، على إفراز بعض الأجسام المضادة، والمواد السامة القاتلة لهذه الخلايا، ومن ثم يصبح ظهور هذه المواد في الدم مُعيناً على الكشف المبكر عن السرطان. وقد لاحظ العلماء أن بعض الخلايا السرطانية تظهر في الجنين، ويكوّن الجسم أجساماً مضادة لها، ثم تختفي هذه الخلايا والأجسام المضادة بعد الولادة مباشرة. ولكن وجودها مرة ثانية، يكون دليلاً على أن الخلايا السرطانية، نشطت مرة أخرى. وتسمى هذه المواد "بدلالات الأورام السرطانية".

وقد يحدث التغيير للصفة الجينية في الخلايا المصابة، بسبب مواد كيميائية، أو إصابة بفيروسات، ويمر هذا التغيير بثلاث مراحل هي:

(1) تغيير في حامض نواة الخلية DNA، بواسطة المؤثرات الكيميائية، كالأدوية، أو المواد الحافظة المضافة للأطعمة، أو بواسطة مؤثرات بيولوجية، مثل الفيروسات، أو بعض أنواع الفطريات، والبكتريا، والطفيليات.

(2) يؤدي التغيير في حامض نواة الخلية، إلى زيادة نشاط الخلية وتحفيزها، مع تغيير في البصمة الجينية.

(3) تبدأ الخلية في الانقسام العشوائي المطرد، وتستمر عملية النمو، والانقسام، حتى يؤدي ذلك إلى ظهور الورم نفسه، أو ظهور أعراض بسبب ضغط هذا الورم على ما حوله، ويكتشف في مرحلة متأخرة. لذا، يمثل الورم السرطاني، المرحلة الأخيرة من مراحل متعددة، ومستمرة على مدى زمني، يختلف باختلاف نوع السرطان، ومكانه. ولهذا فاستخدام الدلالات الخاصة بالكشف المبكر على السرطان Tumor Markers، تؤدي إلى سرعة علاجه.

3. العوامل التي تساعد الخلايا السرطانية على الهروب من الجهاز المناعي:

أ. عمر المريض

إن من أهم عوامل حماية الجسم من السرطان، وجود جهاز مناعة على مستوى معين من الكفاءة ومكتمل؛ لهذا تكثر الإصابة بالأورام السرطانية في السن الصغير، لأن جهاز المناعة يكون غير مكتمل النمو، وكذلك عند الكبر، حيث تقل كفاءة الجهاز لكثرة التعرض للتلوث البيئي، وضعف الخلايا عامة عند تقدم العمر.

ب. أمراض نقص المناعة واستخدام الأدوية المثبطة للمناعة

وسواء كانت "نقص مناعة طبيعية"، بسبب أمراض وراثية، أو "نقص مناعة مكتسبة"، فإن قلة عدد الخلايا بالجهاز المناعي، تسمح للخلايا السرطانية بالهروب والنمو والانقسام. كما ينطبق ذلك على الأدوية المثبطة للمناعة.

ج. نوع الخلايا السرطانية

تتسلل بعض أنواع الخلايا السرطانية، بحيث لا يشُعر بها الجهاز المناعي في أول ظهورها، ثم تصل بعد ذلك إلى حجم كبير تصعب معه سيطرة الجهاز المناعي عليها. كما أن بعض الخلايا السرطانية تفرز مواد معينة مثبطة للمناعة، من طريق تقليل إفراز الأجسام المضادة، وتعوّق عمل الخلايا البالعة، أو الخلايا الليمفاوية.

د. مولدات المضادات وتحويرها

مع وجود الأجسام المضادة يحدث تحوير لهذه المولدات، أو اختفائها داخل جدار الخلايا السرطانية، مما يفقد الخلايا المناعية القدرة على التعرف على هذه الخلايا. كذلك، قد يحدث تغيير في الصفة الجينية في فترة معينة أثناء نمو الجنين، ثم يتوقف ذلك، ويتعرف جهاز المناعة على هذه الخلايا الغريبة. ثم تنشط هذه الخلايا خلال فترات أخرى من العمر، فلا يعدها الجسم غريبة، ولا يعترضها فتنمو وتنقسم، وتكوّن أوراماً. ومن العوامل التي تؤثر على زيادة نمو الخلايا السرطانية كذلك، حقيقة خاصة بالمواد البروتينية، التي تستهلكها الخلايا السرطانية في النمو والانقسام، ومن ثم فإن نقص هذه المواد يؤثر بالسّلب على الكفاءة المناعية مما يساعد على زيادة ونمو الخلايا السرطانية وانتشارها.

4. الهندسة الوراثية والسرطان

أتاح التقدم المذهل في علوم الهندسة الوراثية الفرصة أمام العلماء، لدراسة الحامض النووي DNA، واكتشاف أجزاء خاصة في نهاية الكروموسومات تسمى Telomers، أي تكرار الشفرة الوراثية؛ بمعنى أن الترتيب المعين من الصفات والشفرات الوراثية يتكرر عدة مرات، وتسمى هذه التعددية، أو التكرار، تكرار الشفرة الوراثية أو Telomers. وعندما تنقسم الخلية، فإنها تفقد ما بين خمسة إلى عشرين من هذه القطع المتكررة. ولذلك يقل هذا العدد مع كل انقسام، ويصبح العدد الذي تحمله كل خلية من هذه القطع المتكررة، هو العامل المحدد لعمر الخلية، والوقت المتاح لحياتها، وتنقسم، وتفقد هذه القطع.

إن هذه القطع، أو أجزاء الحامض النووي الموجودة في نهاية الكروموسومات، هي التي تحدد عمر كل خلية، قبل أن صيبها الشيخوخة، بل وموتها في حالة فقدها هذه القطع نهائياً. أما الخلايا السرطانية، التي تستمر في الانقسام والتكاثر إلى ما لانهاية، فقد أثبتت الأبحاث أنها تفرز أنزيماً معيناً يسمى Telomerase enzyme، له القدرة على عمل نسخ كثيرة جداً من قطع الشفرات الوراثية، كي تحل محل القطع التي تفقدها الخلية أثناء الانقسام. ولعل هذا الاكتشاف يعطى مراكز الأبحاث الخاصة بالسرطان، مدخلاً لمحاولة علاج هذا الداء اللعين من طريق اكتشاف دواء يمنع إفراز هذا الأنزيم، الذي يجعل الخلية تنقسم عشوائيا، وبلا توقف، ومن ثم لا ينتشر الورم كثيراً بل يصبح في مكان محدد يمكن استئصاله، أو علاجه، دون انتشاره في الجسم كله، وهذا هو أحد مجالات البحث لمعرفة الترتيب الجينى لهذا الأنزيم، وإنتاج ما يمنع عمله، وإفرازه.

5. الأمراض السرطانية وعلاقتها بشوارد الأكسجين الحرة Free Oxygen Radicals

من المعروف أن الأكسجين يوجد في صورة ثنائية، أي ذرتين أكسجين معا لتكون جزئ الأكسجين O2، وعند احتراق الغذاء وتوليد الطاقة تنتج ذرات أكسجين حرة، ليست في صورة جزيئيه ثنائية. ويؤثر وجود ذرات الأكسجين، أو شوارد الأكسجين الحرة، على جهاز المناعة، ويقلل من كفاءته بصفة عامة، ومن مقاومته للسرطان بصفة خاصة. وكذلك يسبب ضموراً بالأعصاب، وأمراض المناعة الذاتية، وأمراض القلب والشرايين. وقد اكتشف العلماء مواد تمنع الأكسدة Antioxidants، فتمنع ـ تبعاً لذلك ـ وجود الأكسجين في هذه الصورة الطليقة المدمرة.

ومن أمثلة هذه المواد فيتامين A ، وفيتامين C ، وفيتامين E. ومن نتائج الدراسات في هذا الموضوع ما يلي:

أ. ازدياد نسبة حدوث الأورام السرطانية، مع زيادة كمية الدهون في الغذاء، لأن المواد الدهنية تزيد من كمية الشوارد الحرة في الخلايا. ويبدو ذلك في كثرة حدوث السرطان بين مرضى السّمنة والدّول المتقدمة.

ب. انخفاض نسبة الأورام السرطانية مع تناول جرعات عالية من فيتامين E هـ بانتظام، لأنه من موانع الأكسدة؛ وكذلك الحال مع فيتامين A أ وفيتامين C ج، الذي يستخدم ليس فقط لمنع حدوث السرطان، بل في علاجه كذلك.

ج. ازدياد نسبة حدوث الأورام السرطانية، عموماً، مع تقدم العمر يعطى انطباعاً بأن السبب وراء حدوث الشيخوخة، والسرطان يرجع إلى أصل واحد، هو وجود هذه الشوارد الحرة.


 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Pic01


       

ثامناً: نقص المناعة والإيدز والانفعالات

يرجع الفضل في التعّريف بعلم المناعة وأهميته، إلى ظهور مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز". فكثير من الناس بدأت معرفتهم بهذا العلم، على أنه العلم الخاص بفيروس الإيدز. وقد أعطى وباء الإيدز العلماء فرصة للبحث في مجال المناعة، بشكل مكثف وعميق لاكتشاف علاج، أو تحصين، ضد هذا المرض. وقد ساعد البحث في هذا المضمار، على معرفة كثير من أسرار الجهاز المناعي للإنسان. فأصبح العلم يعرف الكثير عن التركيب الجيني لفيروس الإيدز، والتحاليل التي تثبت وجوده من عدمه، وما يسببه من تدمير لجهاز المناعة بعناصره الأساسية الأربعة، وهي: الأجسام المضادة، والمناعة الخلوية، والخلايا البالعة، والمركب البروتيني المكمل. وعند حدوث أي نقص في مثل هذه المكونات الأساسية، تحدث أعراض عامة لهذا النقص، وأعراض خاصة، تختلف باختلاف العنصر، الذي تم دُمّر في جهاز المناعة. وتشمل هذه الأعراض العامة:

1. كثرة العدوى بالأمراض المختلفة، بصورة متكررة ومزمنة.

2. الإصابة بميكروبات من غير المعتاد إصابة الإنسان بها.

3. عدم الاستجابة للعلاج، وكثرة حدوث الانتكاسات.

4. الطفح الجلدي، والخراريج المتكررة، والإسهال، وحدوث تضخم في الكبد، والطحال.

أما الأعراض الخاصة بنقص الأجسام المناعية فقط، فقد تكون نقصاً لكل أنواع الأجسام المضادة، أو قد يُصيب النقص نوعاً واحداً فقط منها. وتتميز بحدوث التهابات صديدية متكررة بداية من الشهر السادس من عمر الطفل، وذلك بعد اختفاء الأجسام المناعية، التي انتقلت من الأم إلى الطفل عبر المشيمة. ويستجيب المريض للعلاج، بواسطة الحَقْن بالأجسام المناعية الجاهزة التحضير، وتسمى جاماجلوبيولين Gammaglobuline. ويُنصح بعدم إعطاء أي لقاحات للأطفال في هذا السن، لما في ذلك من خطورة على حياتهم من تلك الميكروبات الضعيفة، الموجودة باللقاحات.

أما نقص المناعة الخلوية، فتحدث أعراضه الخاصة، بسبب عدم وجود الغدة الصعترية، أو التيموسية Thymus gland، نتيجة لعيب خلقي، ومن ثم يحدث تحسن في هذه الحالات عقب زرع غدة أخرى بالجسم. وتظهر الأعراض عقب الولادة مباشرة.

وفي نقص وظائف الخلايا البالعة، أو المركب البروتيني المكمل، يكون التشخيص، بقياس وظائف الخلايا البالعة بطرق خاصة، وكذلك قياس البروتين المكمل. ويؤدي نقصهم إلى الإصابة بأمراض، عادة، لا تصيب الشخص السليم، ويحدث النقص عموماً في أكثر من عنصر من هذه العناصر الأربعة.

1. نقص المناعة المكتسبة ـ الإيدز Acquired Immune Deficiency Syndrome

اكتسب "الإيدز" اسمه من وضع الحرف الأول لكل كلمة، من الاسم المكوّن من 4 كلمات وهي، AIDS. وهو يعد أهم وأخطر الأمراض، التي أصابت الإنسان في القرن العشرين. ويمثل التوصل إلى علاج له، تحدياً للعلماء. ويعد هذا المرض، من أسباب الموت الرئيسية بين مرضى الهيموفيليا، ومرضى أنيميا البحر المتوسط، ومدمني المخدرات، والشواذ. بل إن انتقاله من الأم إلى المولود، يخلق أجيالاً بريئة مصابة بهذا الفيروس اللعين.

وهناك حالات يزداد فيها التعرض للإصابة، لكن بدرجة أقل، مثل الفئات التي لها احتكاك بالمرضى، وبالدم في الوقت نفسه، مثل أعضاء هيئة التمريض، والأطباء، وأطباء الأسنان، والحلاقون.

وبعد دخول الفيروس إلى الجسم، فإنه يغزو الخلايا التائية المساعدة من طريق مستقبلات خاصة موجودة على جدارها، تسمى CD-4، ويسيطر عليها، ويتضاعف، ويتكاثر داخلها حتى تنفجر الخلية في النهاية، وتنطلق من داخلها أعداد هائلة من الفيروس، يمارس كل منها الدور نفسه مع خلية تائية مساعدة جديدة. وهكذا يقل عدد هذه الخلايا إلى درجة كبيرة، ويزيد عدد الخلايا المثبطة، فينعكس ذلك سلباً وتثبيطاً على عناصر الجهاز المناعي، من خلايا بالعة، وخلايا طبيعية أكولة، وخلايا بائية، ويقل دور هذه الخلايا، ويقل إفرازها، الذي ينشّط كرات الدم البيضاء، وتصبح معظم خلايا الجهاز المناعي من دون وظيفة.

وتتمثل خطورة الإيدز في أنه قد يمر وقت طويل بين مرحلة دخول الفيروس إلى الجسم، وبين ظهور الأعراض، ما يتيح للمريض الانتقال بحرية بين أفراد المجتمع، ناقلاً العدوى للآخرين، دون ظهور الأعراض عليه.

ويسمى فيروس الإيدز Human Immunodeficiency Virus، ويختصر إلى الحروف الأولى HIV، وهو يتجه إلى أي خلية تائية مساعدة تحمل على سطحها البروتين CD-4.

أ. أعراض المرض

(1) ارتفاع في درجة الحرارة، مصحوباً بعرق شديد.

(2) صداع وزغللة في العينين، والتهاب في الحلق.

(3) فقدان الشهية وميل للقيء، مع ضعف عام، وهزال، وإرهاق.

(4) ألم في المفاصل والعضلات، وتورم في الغدد الليمفاوية.

(5) ظهور طفح جلدي في الأنف والخدين، وقد يظهر ورم خبيث بالأنف والوجه ينتهي بالوفاة. (أُنظر صورة أحد أعراض مرض الإيدز)

ب. التشخيص المعملي

(1) الكشف عن الفيروس، أو أحد مكوناته في الدم، وذلك في الفترة بين أسبوعين من التعرض للفيروس، ولمدة أربعة أشهر، أما بعد ذلك فلا يُكشف عنه.

(2) الكشف عن الأجسام المضادة، وذلك بعد شهرين من التعرض للفيروس، وتستمر هذه الأجسام المضادة بالدم بعد ذلك، ويكون ذلك من طريق اختبار اليزا ELISA، ويستغرق ست ساعات لمعرفة النتائج، ولهذا يكثر استخدام هذه الطريقة في بنوك الدم للتأكد من سلامة الدم قبل نقله للمرضى.

(3) استعمال طريقة التفاعل المضاعف المتسلسل PCR، وهي تعتمد على الهندسية الوراثية لقياس الأحماض النووية الخاصة بالفيروس في الدم، أو أجزاء متناهية في الصغر منها؛ وهذه الطريقة دقيقة جداً، ولكنها غالية التكاليف، وغير متاحة في كل المعامل.

2. المناعة والانفعالات

يوجد عدد من الأمراض، التي تنتج من الانفعالات والتوتر، وليس لها علاقة بالجهاز العصبي بل يمتد تأثيرها ليشمل بعض الغدد الصماء، وجهاز المناعة كذلك.

فقد أثبتت الدراسات وجود مواد خاصة بالجهاز المناعي، مثل مادتي الأنترليوكين والأنترفيرون في المخ والجهاز العصبي، ولها تأثير على سلوك الإنسان وتصرفاته، مثل الشهية، ودرجة الإحساس بالألم، وأسلوب النوم، وارتفاع درجة الحرارة.

كما توجد موصلات عصبية، خاصة بالجهاز العصبي فقط اسمها إندورفين Endorphins، مهمتها توصيل الكهرباء، والإشارات العصبية. وهي عبارة عن أفيونات طبيعية مهمتها أساساً أن تجعل الإنسان في حالة مزاجية، ونفسية طبيعية.

وتؤثر الانفعالات بشكل مباشر على المناعة، والعكس صحيح. فيُلاحظ أن مرضى الاكتئاب النفسي، مثلاً، يعانون من انخفاض ملحوظ في عدد الخلايا التائية المساعدة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأورام السرطانية، أكثر من غيرهم. وكذلك يُعاني أقارب المرضى الميئوس من شفائهم، من إرهاق عصبي، ونفسي مستمر، يؤدي إلى خلل في جهازهم المناعي.

وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الوحدة والانعزال، من أخطر العوامل تأثيرا على جسم الإنسان، وجهازه المناعي.

وتؤدي الأمراض الناتجة عن خلل في المناعة، مثل الذئبة الحمراء، والروماتويد، والسكر، إلى تقليل القدرة على الحمل، والخصوبة، والإنجاب. وإذا حدث حمل فإن نسبة الإجهاض تكون عالية، ومتكررة، وقد تحدث تشوهات بالجنين، أو انقطاع مبكر للطمث، نتيجة لاضطراب الجهاز المناعي، والقلق الدائم، والمستمر الذي يعيشه هؤلاء المرضى. لذا، فعلى هؤلاء المرضى عدم التحدث مع الآخرين عن مرضهم، ومحاولة التعايش، والتكيف بصورة طبيعية، حتى لا يؤدي إحساسهم بالمرض إلى نوع من العزلة، أو التوتر المستمر، بما يزيد من شدة المرض ومضاعفاته.

وفي دراسات أجريت على طلبة الجامعة والمدارس الثانوية، في الشّهادات النهائية، تبين أن توتر الامتحانات لديهم، يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الخلايا الليمفاوية، أو الخلايا الطبيعية القاتلة؛ وكذلك نقص في بعض المواد المناعية، مثل الأنترفيرون. وأخيراً أثبتت الدراسات أن الانفعالات، بجميع أنواعها، تؤثر على ظهور أعراض أمراض المناعة الذاتية، وذلك من طريق غدتين رئيسيتين في المخ، هما الغدة تحت الدماغية Hypothalamus، والغدة النخامية Pituitary gland. ومن خلال سيطرة الانفعالات على هذه الغدد، تُفرز هرمونات تزيد من حدة الالتهاب، الذي تسببه أمراض المناعة الذاتية.

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Pic05





       

تاسعاً: جهاز المناعة وزراعة الأعضاء

تقدمت عملية زراعة الأعضاء تقدماً كبيراً، وزادت نسبة نجاحها في السّنوات الأخيرة، وأصبحت وسيلة لتحسين وظائف عضو من الجسم، كطريق للعلاج بدلاً من أنها عملية إنقاذ حياة فقط كما كانت من قبل. وقد أجريت أول عملية زرع كلى عام 1954، وتلا ذلك تقدم في تحاليل الأنسجة، واستعمال أدوية تثبيط المناعة، التي تساعد على منع لفظ الجسم للكلى، ما جعل عمليات زرع الأعضاء، الآن، حقيقة واقعة.

1. كيفية تعرف الجهاز المناعي على الأجسام الغريبة عن الجسم:

أ. تشارك جميع خلايا الجهاز المناعي، بما فيها الخلايا البائية B-Cells والخلايا التائية T-Cells، الموجدتان في العقد الليمفاوية والطحال والغدة الصعترية، فى التفاعل ضد أي عضو غريب عن الجسم. فعند دخول جسم غريب إلى جسم الإنسان، سواء كان ميكروباً أو نوعاً خاصاً من البروتينات، أو خلايا عضو مزروع، فإنه يُفحص بواسطة نوع معين من خلايا الجهاز المناعي، وخاصة الخلايا البالعة Macrophages، التي تتفاعل مع مولد المضاد الغريب عند اكتشافها أنه غريب عن الجسم، فتطوقه ثم تقدمه إلى الخلايا التائية النشطة. ولذلك سميت بخلايا التقديم Antigen Presenting cells؛ كما تفرز نوعاً من الإفرازات، تسمى الليمفوكاينز، تحتوي على عديد من المواد المناعية الهامة مثل مادة الإنترليوكين-2، والإنترفيرون، وعامل نمو الخلايا البائية، التي تساعد على تنشيط كل من الخلايا البائية والتائية، لتتعامل مع هذا الجسم الغريب.

ب. تستطيع الخلايا البالعة، أو خلايا الجهاز المناعي بشكل عام، التمييز بين خلايا الجسم نفسه، والخلايا الغريبة عنها، من طريق إحدى الجينات الموجودة على أماكن متعددة على الذراع القصير للكروموسوم السادس، وينقسم إلى أربع مناطق أ، ب، ج، د، ويسمى Human Lymphocyte Antigen: HLA، ويوجد على جدار كل خلية حية في جسم الإنسان. وهو عبارة عن مجموعة من البروتينات الجينية، التي تتكون بشكل معين، حسب شفرة وراثية معينة، تُعطي كل خلية، من خلايا الجسم، هَويتها التي تجعل الجهاز المناعي للجسم، الذي يحمل الهوية نفسها لا يتفاعل معها، أو يمتنع عن مهاجمتها للقضاء عليها.

أما في حالة دخول الجسم الغريب، إلى جسم الإنسان، فإن الخلايا البالعة تتعرف عليه، وتذهب وتحيط به وتطوقه، وتحاول التهامه بداخلها، ثم تقدمه للخلايا التائية النشطة (أُنظر شكل طريقة التهام الخلايا الأكولة)، التي لا يمكن أن تُعطي أي رد فعل ضد الميكروب، إلاّ إذا كان مقدماً من هذه الخلايا البالعة، وبجانبه تلك الشفرة الوراثية الموجودة على جدارها، وتسمى HLA، حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، وإلاّ فإنه بأكمله لن يتحرك، ولن يكون له رد فعل، ضد هذا الجسم الغريب.

ولا يتطابق مركب HLA أبداً بين اثنين من البشر، إلاّ إذا كانا توءمين متطابقين.

2. زراعة الأعضاء Organ Transplantation

ساعد استعمال عقار السيكلوسبورين Cyclosporone، والتقدم في وسائل تحضير الأجسام المناعية، ووسائل تثبيط المناعة، في زيادة نسبة نجاح عمليات زرع الأعضاء. ولم يقتصر استعمال هذه العقاقير، في مجال زرع الأعضاء فحسب، بل أمتد ليشمل علاج أمراض كثيرة ناتجة من خلل في جهاز المناعة. وكان للدراسات المناعية، التي صاحبت عمليات زرع الأعضاء، أهمية كبيرة، إذ تم الكشف عن مولدات المضادات الموجودة على خلايا الجسم، التي يتحكم في وظائفها المركب HLA، الموجود على الكروموسوم السادس. وتكمن أهمية هذه المولدات في أنها هي التي تحفّز الخلايا التائية، لتتعامل مع النسيج المنقول من جسم آخر، إذا لم يكن مطابقاً لأنسجة الجسم المنقول إليه.

كما عُرف الكثير عن المعلومات الخاصة بالخلايا الليمفاوية التائية، وما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية، من التجارب التي أجريت على نقل الأعضاء والأنسجة. وقد كانت أسباب هذه الأمراض والتغيرات الباثولوجية التي تسببها، غير معروفة، قبل ذلك.

أ. أنواع نقل الأعضاء

(1) النوع الأول: نقل أنسجة من جسم ووضعها بالجسم نفسه، في مكان آخر. وفى هذه الحالة تكون الخلايا غير غريبة عن الجسم، ولذلك لا يتفاعل معها الجهاز المناعي.

(2) النوع الثاني: نقل عضو من فرد إلى فرد آخر متطابق معه، كما في التوائم وحيدة البويضة المتماثلة، أو في حيوانات التجارب، التي تربى بطريقة التزاوج بين أبناء السلالة الواحدة، حتى ينتج جيل متجانس من ناحية الأنسجة.

(3) النوع الثالث: الأكثر شيوعاً، هو نقل الأعضاء من فرد إلى آخر من الفصيلة نفسها، لكنه غير متطابق تماماً من ناحية مولدات المضادات، الموجودة بالخلايا والأنسجة. وهذا النوع هو ما يستلزم عمل تحاليل للأنسجة، حتى يوجد الشخص المتبرع المناسب، إضافة إلى استعمال الأدوية المثبطة للمناعة، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.

(4) النوع الرابع: يتضمن أقصى درجات الاختلاف، وفيه يُنقل عضو من حيوان إلى إنسان، حيث يكون الرفض سريعاً جداً، إلاّ إذا جرت معالجة العضو قبل نقله، لتقليل درجة تركيز مولدات المضادات على الخلايا. ويُستعان ببعض صمامات القلب والجلد وبعض الأوعية الدموية، التي قد تنقل من بعض الحيوانات إلى الإنسان.

وإذا نجحت التجارب التي تُجرى الآن في هذا الشأن، فإن ذلك سوف يسهل عملية البحث عن أعضاء للمرضى، الذين تتطلب حالتهم ذلك. وتبقى بعض المعوقات، مثل اختلاف حجم العضو بين الإنسان والحيوان، والخوف من نقل بعض الأمراض، وكذلك الحالة النفسية وغيرها من المشكلات.

ب. رفض العضو المنقول

تختلف سرعة رفض الجسم للعضو المنقول، تبعاً لما يلي:

(1) رفض سريع جداً

ويحدث في الأشخاص الذين يحملون أجساماً مضادة مسبقاً، نتيجة لنقل دم سابق إليهم، أو حمل متكرر، أو محاولة سابقة لنقل عضو، ويمكن تجنب ذلك بإجراء اختبار لمصل المريض، للتأكد من عدم وجود هذه الأجسام المضادة.

(2) رفض حاد

ويستغرق أياماً أو أسابيع، ويحدث نتيجة لعدم تطابق فصيلة كل من المتبرع والمستقبل. وتعتمد درجة الرفض وسرعته، على مدى استعمال العقاقير المثبطة للمناعة.

(3) رفض بطئ

وقد يستغرق شهوراً أو سنين، ويسمى رفضاً مزمناً. وترجع أسبابه إلى ضعف يطرأ على تفاعل المناعة الخلوية، أو ترسيب الأجسام المضادة والمركبات المناعية، في النسيج المنقول.

3. كيفية التغلب على رفض العضو المنقول

أ. استخدام التحاليل المعملية

ينبغي إجراء التحاليل اللازمة قبل إجراء أي عملية لزرع الأعضاء، لمطابقة الأنسجة بين المتبرع والمستقبل. ويجرى ذلك بطرق عديدة، منها تحليل فصائل الخلايا، ثم عمل اختبار تطابق الخلايا. وقد حدث تقدم سريع في هذه الاختبارات، جعلها على جانب كبير من الدقة. وأنسب شخص ينقل منه العضو، هو الذي يكون مطابقاً تماماً للمريض، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول، ومثال ذلك التوأم. ولكن ذلك أمر نادر الحدوث للإنسان. وفى جميع الأحوال يكون هناك اختلاف بين المتبرع والمريض. وتبعاً لذلك فمن الضروري تحليل المركب HLA، من خلال تحليل خلايا الأنسجة بطريقتين:

(1) التحليل السيرولوجى Serological Analysis

ويتم بالكشف عن الأجسام المضادة، التي تنتج من اختلاف HLA، أو تلك الشفرة الوراثية، أو ذلك الكود الموجود على جدار الخلايا؛ فلو تعرف الجهاز المناعي على كود يختلف عن الكود الموجود على جدار خلاياه، فإنه يفرز أجساماً مضادة ضد هذه الخلايا الجديدة عليه، باعتبارها خلايا غريبة عن الجسم. ويمكن كشف ذلك من خلال تحليلات خاصة بالدم.

(2) تفاعل الخلايا الليمفاوية المختلطة Mixed Lymphocyte Reaction

ويعتمد على أن الخلايا الليمفاوية التائية تتكاثر وتنمو، عندما تكتشف وجود "كود" آخر لخلايا غريبة عنها Non Self، لذلك يُخلط الخلايا الليمفاوية من المتبرع والمريض، فإذا لم يحدث تفاعل بينهما، أو حدث تفاعل بسيط، فإن ذلك يدل على أن تقبلاً سيحدث للعضو المنقول.

ب. استخدام مثبطات المناعة

عند عمل تحليل للأنسجة، قبل زرع عضو من الأعضاء، فإن مركب HLA ـ الكود أو الشفرة الوراثية ـ للمريض الذي سيستقبل العضو المزروع يجري تحليله، لتحديد أي نوع من مولدات المضادات يشغل مناطق معينة، هي التي ينبغي أن تكون متطابقة بين الشخص المعطى والشخص المستقبل، حتى لا يحدث لفظ للعضو المزروع. وبداهة فإن هناك مناطق أخرى على هذا المركب، تشغلها مولدات أخرى لا يتم الكشف عليها، وهذا ما يدفع الأطباء إلى إعطاء المريض الذي زرع العضو له، أدوية مثبطة للجهاز المناعي، حتى لا ينشط ضدها ويرفضها ويلفظ العضو المزروع، ومن أمثلة هذه الأدوية: السيكولوسبورين، والكورتيزون، والآزوثيوبرين.

4. مستقبل زراعة الأعضاء

إن نقص عدد الأعضاء البشرية المتاحة للزّرع، سواء القلب أو الكبد أو الرئة، يُعد أهم عائق أمام عمليات زرع الأعضاء. ولذلك، أصبح ملحاً الآن دراسة إمكانية نقل الأعضاء من أجناس أخرى غير الإنسان، أو التفكير في نقل الخلايا ذات الوظائف الخاصة فقط، بدلاً من نقل \لأعضاء، مثل نقل خلايا الكبد أو الطحال، وكذلك نقل الخلايا الأم في النخاع، والمسؤولة عن إنتاج أنواع كثيرة من الخلايا الحيوية، ذات الوظائف المهمة.

5. العقاقير والوسائل المستخدمة لتحفيز، أو تثبيط، الجهاز المناعي

في كثير من الأحيان تكون هناك حاجة ماسة إلى تنظيم عمل الجهاز المناعي، إما إيجاباً أو سلباً؛ أي قد يقتضي الأمر تنشيط الجهاز المناعي، أو تثبيط المناعة، تبعاً للحالة.

وتشمل المواد المستخدمة في تنظيم الجهاز المناعي الآتي: السيتوكينز، الأجسام المناعية المضادة، والمواد المستخدمة في تثبيط المناعة

أ. السيتوكينز Cytokines

وهي مواد بروتينية تشبه الهورمونات، وتفرزها كل أنواع الخلايا المناعية، وقد تفرزها بعض خلايا الجسم الأخرى. ووظيفة هذه المواد هي تنظيم عمل الجهاز المناعي. وأهم وأشهر هذه المواد الإنترفيرون، والإنترلوكينز، وعامل تحلل الأورام، والمواد التي تساعد على نمو خلايا الدم.

(1) الإنترفيرون Interferon

تُنشّط الخلايا التائية المساعدة الخلايا الأكولة Phagocyte Cells، لإفراز مادة الأنترفيرون المضادة للفيروسات. وهناك ثلاثة أنواع من الإنترفيـرون هي: ألفا، وبيتا، وجاما. وتستخرج هذه المادة من دم المتطوعين، فهي لذلك غالية الثمن. ويستخدم الإنترفيرون ألفا في علاج بعض أنواع سرطانات الدم، والسرطانات الأخرى وبعض أمراض الفيروسات، مثل الالتهاب الكبدي المزمن النشط المصاحب للفيروس B أو C. وعموماً فإن الإنترفيرون ألفا يتميز بأنه ينشّط عمل خلايا الجهاز المناعي.ولكن الأعراض الجانبية لهذا العقار تحد من قيمته العلاجية، مثل: الشعور بالإجهاد، وفقدان الشهية ونقص كرات الدم البيضاء، وكذلك زيادة إنزيمات الكبد، وهبوط الضغط، وعدم انتظام ضربات القلب.

(2) الإنترلوكينز Interleukins

تُفرز هذه المادة وتستخلص من الخلايا الأكولة نفسها، التي تفرز الأنترفيرون. وهي تُحفّز الخلايا البائية على إفراز أجسام مضادة من نوع IgE، المسؤولة عن الحساسية. وأهم عنصر في هذه المجموعة هو الرقم 2، ويستعمل في علاج الأمراض السرطانية. وعند حقن مريض السرطان بهذا العقار، مضافاً إليه الخلايا الليمفاوية بعد فصلها من الأورام السرطانية، فإنه قد يعمل على تدمير الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا المحيطة بها.

ب. الأجسام المناعية المضادة

تتميز هذه الأجسام المضادة بإمكانية تحضير كميات كبيرة منها، ضد أي مولد مضاد، وليكن، مثلاً، ذلك الموجود على الخلايا السرطانية.وعند حقن هذه الأجسام المضادة، فإنها تتجه إلى الهدف المقصود وتتحد به. ويمكن الاستعانة بالمواد المشعة، أو المواد السامة للخلايا، أو أي أدوية أخرى، يكون لها تأثير على الخلايا السرطانية، حيث تحمل الأجسام المضادة هذه المواد وتوصلها إلى الخلايا التي يراد التخلص منها، فتحدث تدميراً بها دون إصابة الخلايا المحيطة.

ج. المواد المستخدمة في تثبيط المناعة

زادت الحاجة إلى هذه المواد خاصة مع التقدم في مجال زراعة الأعضاء، ومع زيادة عدد أمراض المناعة الذاتية، التي أمكن الكشف عنها، ما استوجب استخدام العديد من العقاقير. ولكن توجد بعض الآثار الجانبية، التي تنشأ من استخدام هذه المواد، مثل تأثر الخلايا الأخرى للجهاز المناعي، غير المعنية بالتثبيط، مما ينتج عنه ضعف في مقاومة المريض، وتعرضه للإصابة بالميكروبات. ولذلك لزم البحث عن طرق لتثبيط المناعة، تجاه مولدات معينة، وهو ما تركز عليه الأبحاث في مجال المناعة العلاجية، في الوقت الحالي.

ويتضح مما سبق، أن الأبحاث تهدف إلى الوصول إلى الحل الأمثل، وهو أن يتعرف الجهاز المناعي على مولدات معينة ويقاومها، وفى الوقت نفسه لا يستجيب لمولدات أخرى تقتضي سلامة المريض، ويهاجمها. وبذلك يُضمن عدم تعرض المريض للمضاعفات، التي تنتج عن زرع الأعضاء، وتؤثر على سلامته.

ويعتمد تثبيط المناعة على عدد من المواد والطرق، هي:

(1) هرمونات القشرة الكظرية Corticosteroids

الكورتيزون Cortisone مركب طبيعي، يدور في الدورة الدموية في جسم الإنسان، وتفرزه الغدة الكظرية، الموجودة فوق الكلية. وينظّم عمل هذه الغدة وإفرازها مراكز المخ العليا والغدة النخامية. ويتفاوت إفراز هذا الهورمون من وقت لآخر أثناء اليوم؛ فتكون نسبته في الصباح أكبر منها في المساء. كذلك يتأثر إفرازه بالحالة النفسية، فإذا تعرض الفرد لضغوط نفسية، ازدادت كمية الكورتيزون في الدورة الدموية، حسب شدة الموقف الذي يواجهه. وتحدث عملية توازن بين الغدة الكظرية والغدة النخامية، بحيث إذا زاد إفراز إحداهما، يقل إفراز الأخرى؛ والعكس صحيح.

ويساعد استخدام الكورتيزون على تقليل حدوث الالتهابات، كما أن له تأثيراً مناعياً، من خلال تأثيره على المناعة الخلوية. كما يؤثر الكورتيزون على عدد كرات الدم البيضاء؛ فبينما يزيد عدد كرات الدم المتعادلة، يقل عدد جميع أنواع كرات الدم البيضاء الأخرى، ويكون هذا التأثير مؤقتاً، إذ يعود العدد إلى معدله الطبيعي بعد 24 ساعة من توقف العلاج. كذلك، يؤثر الكورتيزون على وظائف الخلايا الليمفاوية، فيقل نشاطها. وهو يقلل من عمل الخلايا البالعة، فيصبح المريض أكثر عرضه للإصابة بالميكروبات.

(2) الأدوية المتعلقة بالسم الخلوي Cytotoxic drugs

تُدمّر هذه العقاقير أنواعاً من الخلايا القابلة للانقسام. وللأسف، فإن هذا التأثير لا يقتصر على نوع معين من الخلايا الليمفاوية، ولذلك فإن استعمال هذه العقاقير يؤثر على عمل الجهاز المناعي ككل. وقد تؤثر هذه الأدوية على الخلايا غير الليمفاوية. وهي تستخدم في علاج أمراض الروماتويد والذئبة الحمراء، وأمراض الكبد المزمنة النشطة، والأمراض السرطانية.

(3) السيكلوسبورين Cyclosporin (أُنظر شكل تأثير السيكلوسبورين على المناعة)

يُعد هذا الدواء أهم كشف طبي في مجال زراعة الأعضاء، إذ يؤثر فقط على الخلية الليمفاوية المساعدة، ولا يمتد تأثيره إلى باقي الخلايا الليمفاوية. ومن مزاياه أنه يؤثر على وظيفة الخلية ولا يقتلها، ولذلك فهو العلاج الأمثل في حالات زرع الأعضاء. كما يفضل في حالات زرع النخاع، لأنه لا يؤثر على الخلايا المنقولة.

(4) تنقية البلازما من الأجسام المضادة

يتم ذلك بطريقة معملية خاصة وعلى مراحل، لفصل البلازما من الدم أولاً، ثم وضع البلازما في أنابيب، وتعرضها لسرعات عالية في أجهزة مخصصة لذلك. وهي من الطرق التي تساعد في علاج الأمراض، التي يصحبها ظهور الأجسام المضادة والمركبات المناعية بالدم، كما في حالة أمراض ضعف العضلات، ومرض تليف الرئة، وبعض حالات الروماتويد والروماتيزم، المصحوبة بمضاعفات في الأوعية الدموية، وكذلك في مرض الذئبة الحمراء.

(5) استخدام الأجسام المضادة للخلايا الليمفاوية

قد تكون هذه الأجسام متعددة المصدر، أي تنتجها أنواع كثيرة من الخلايا المناعية؛ أو وحيدة المصدر، أي ينتجها نوعٌ واحدٌ من الخلايا المناعية.

(أ) أجسام مضادة متعددة المصدر

تعمل على تعطيل عمل الخلايا الليمفاوية، كما أنها تقلل عددها. وتستخدم عند رفض الجسم للعضو المنقول، وفى بعض حالات الأنيميا.

(ب) أجسام مضادة وحيدة المصدر

تُحضّر هذه الأجسام للمولدات الموجودة على الخلايا الليمفاوية. وتتميز عن الأجسام السابقة في أنها متخصصة في تأثيرها، وبذلك لا تؤثر على الخلايا الأخرى غير الليمفاوية. وقد تنتج عنها بعض الأعراض الجانبية، مثل تغيير في ضغط الدم وضيق في التنفس وتكوين أجسام مضادة للأجسام المضادة المستخدمة في العلاج، وأعراض تشبه مرض الأنفلونزا.


 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Fig07



       

عاشراً: العلاج المناعي

1. العلاج الجينى

يولد كثير من الأطفال وهم يعانون من أحد الأمراض الموروثة من الأبوين، أو الأجداد، مثل أمراض الهيموفيليا، أو سيولة الدم، والسكر، والشلل الرعاش، وتليف الرئة المتكيس، وأمراض القلب، والذبحة الصدرية، وما إلى ذلك.

وقد أصبح هناك أمل لعلاج هذه الأمراض، التي ربما كانت نتيجة لعيب أو نقص في أحد الجينات، الموجودة على الكروموسومات في نواة كل خلية من خلايا الجسم. ويبلغ عدد هذه الجينات حوالي مائة ألف، موجودة على الحامض النووي للإنسان DNA، الذي يحمل هذه الشفرات الوراثية بترتيب معين.

وليس بالضرورة أن تكون كل هذه الجينات في حالة نشطة، وأن تُعَبِّر عن نفسها بالصفات التي تحملها؛ ولكن العلماء يقدرون نسبة الجينات النشطة المعبِّرة عن نفسها، وتعطى الإنسان كل ما به من صفات، بحوالي 10%، من مجموع الجينات المنقولة من الأبوين. فلو وجد من بين هذه 10% أحد الجينات المعيبة أو الناقصة، فإن ذلك سوف يسبب مرضاً لا علاج له، للجنين المولود.

والجين هو جزء من الحامض النووي، الموجود في نواة الخلية البشرية الحية بتتابع معين من الأحماض الأمينية. ويحتوي جسم الإنسان على حوالي مائة تريليون خلية في أجهزته المختلفة. وتحتوي كل خلية منها على نواة، تحمل بداخلها هذه الشفرات الوراثية، باستثناء كرات الدم الحمراء، التي لا تحتوي على أنويه بداخلها.

وكل جين مسؤول عن تكوين جزء معين في جسم الإنسان، سواء من الناحية التكوينية أو الوظيفية؛ فلو حدث لهذا الجين عيب في ترتيب هذه الأحماض الأمينية، فإن العضو أو الوظيفة، التي سوف يكون بها هذا الجزء من الجسم تصبح ناقصة ومختلة، وسوف يولد الجنين بهذا العيب الخلقي الموروث، وبالمرض الذي لا يمكن إصلاحه، إلاّ إذا أمكن إصلاح هذا الجين المعيب، واستبداله بجين آخر سليم، يحمل الترتيب السليم للأحماض الأمينية، حتى يؤدي الجين وظيفته.

2. العلاج بالمواد المناعية

لعل من أكثر العلاجات المستخدمة، فيما يتعلق بأمراض المناعة والسرطان وغيرها، هي تلك المواد المناعية والموصلات الكيميائية، التي يفرزها الجهاز المناعي نفسه لأداء وظيفته، ويطلق عليها مجتمعة اسم "ليمفوكاينز" أو "سيتوكينز". وهي تحتوي على عديد من المواد المهمة، مثل مادة "إنترفيرون"، ألفا، وبيتا، وجاما. وتستخدم مادة "جاما إنترفيرون" في علاج كثير من حالات السرطان، أما مادة "ألفا إنترفيرون"، فتستخدم في علاج حالات "اللوكيميا"، أو سرطان الدم والغدد الليمفاوية. وهناك ما يقرب من 12 نوعاً، من أنواع السرطان، تتأثر بمادة الإنترفيرون. وثمة توافق وانسجام بين مادة إنترليوكين-2 ومادة إنترفيرون في علاج السرطان، فمادة الإنترفيرون تبرز المستقبلات الموجودة على الخلية السرطانية لمادة الإنترليوكين-2، كي تنقض عليها وتهاجمها وتميزها. وتستخدم مادة الإنترليوكين-2 في علاج كثير من أنواع السرطان، خاصة سرطان الجلد، والكلى. ويعمل كثير من هذه المواد على نضج نمو خلايا الجهاز المناعي، بحيث تزيد مقاومتها للفيروسات، وقدرتها على مواجهة الأمراض، مثل مادة إنترليوكين، التي تنبه الخلايا القاتلة الطبيعية، كي تهاجم الفيروسات والخلايا السرطانية وتقضى عليها. وربما كان الأمل معقوداً على خليط من هذه المواد، لعلاج الكثير من الأمراض السرطانية، أو المستعصية، في الطب حتى الآن.

3. علاج أمراض المناعة الذاتية

ما زال علاج أمراض المناعة الذاتية، قائم على محاولة تثبيط جهاز المناعة ببعض الأدوية، مثل الكورتيزون ومشتقات الذهب. ويحدث تثبيط للجهاز المناعي، عندما تقل الخلايا التائية الليمفاوية المساعدة T-helper cells، وفى الوقت نفسه تزيد الخلايا التائية المثبطة cells T-suppressor، ومن هنا تقل الحالة الحادة للمرض وتخف أعراضه.

وقد أثبتت بعض الأبحاث، التي أجريت على حيوانات تجارب، أن إعطاءها نوع البروتين، الذي يهاجمه الجهاز المناعي من طريق الفم، ينتج عنه تثبيط الجهاز المناعي تجاه هذا النوع من البروتين، ويسمى هذا النوع من العلاج Oral Antigen Therapy. كما أن تناول المولد من طريق الفم Antigen Feeding يوفّر الكثير من التقنيات والاحتياطات، التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار قبل استخدام الأجسام المضادة، من طريق الحقن.إِن تناول البروتين من طريق الفم، يثبط جهاز المناعة من خلال طريق معين في خلايا المناعة في الأمعاء، حيث ينبه الخلايا المثبطة، ولا ينبه الخلايا المحفزة أو النشطة، في الوقت الذي لو وصل فيه الأنتيجين أو البروتين نفسه إلى الجسم، من أي طريق آخر بخلاف الفم، فإنه ينشط خلايا الجهاز المناعي ضده ويهيجه، وتهب الخلايا التائية النشطة لتنقض عليه، مسببة أعراض أمراض المناعة الذاتية. ومن خلال علم الهندسة الوراثية، استطاع العلماء تصنيع أجسام مضادة أحادية التفاعل، أي تستطيع أن تتفاعل مع مولد واحد فقط، وذلك لوقف نشاط الخلايا التائية النشطة، فلا تهاجم أهدافها في أنسجة الجسم المختلفة. إنّ ما يحدث في هذه الطريقة من العلاج، هو تماماً عكس ما يحدث في التطعيم؛ ففي التطعيم يُحقن الميكروب كي تنشط خلايا الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تكون مستعدة لمواجهته، إذا دخل إلى الجسم مرة أخرى، بينما هنا يُعطي المولد من طريق الفم، حتى تُنتج خلايا مثبطة تجعل الجهاز المناعي لا يتفاعل ولا يهاجم هذه المادة، إذا دخلت إلى الجسم مرة أخرى.

4. دور التحاليل الطبية في تشخيص أمراض المناعة

للتحاليل الطبية، إلى جانب الفحص الإكلينيكي دور رئيسي في تشخيص أمراض المناعة المختلفة. ونظراً لتطور هذه التحاليل، فقد أصبح من الممكن الكشف عن مواد موجودة بدرجة تركيز صغيرة جداً، وقياسها بوحدات متناهية الصغر. وتشمل هذه المواد بعض الأجسام المناعية، والمواد التي تفرزها الخلايا، مثل السيتوكينز؛ وتشمل، كذلك، الهورمونات ودلالات الأورام وغيرها.

وتتضمن هذه التحاليل:

أ. قياس البروتينات المختلفة، بواسطة الفصل الكهربائي المناعي.

ب. قياس الأجسام المناعية بطريقة الوميض الفلوريسيني، الذي يساعد في تشخيص أغلب الأمراض المناعية الذاتية، مثل الذئبة الحمراء.

ج. قياس الفيروسات والأجسام المناعية الخاصة بها، بواسطة طريقة تسمى إليزا ELISA، وهي التي مكنت من معرفة أنواع الفيروس في الالتهاب الكبدي الوبائي، وغيره من الأمراض الفيروسية.

د. الاختبارات التي تُجرى قبل زراعة الأعضاء، لمعرفة مدى تطابق الخلايا بين المتبرع والمريض حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.

هـ. قياس خلايا الدم المختلفة، مثل الخلايا التائية والبائية، والخلايا الطبيعية القاتلة، والخلايا المساعدة وغيرها من الخلايا. وقد أمكن تحقيق ذلك بواسطة تحضير أجسام مضادة لأي بروتين يراد قياسه، سواء كان على سطح الخلية، أو في الدم، أو البول، عن طريق ما يسمى "البروتين وحيد المصدر". وقد استعملت هذه الطريقة في اختبارات الحمل، حيث يمكن الاستدلال على وجود حمل في الأيام الأولى، التي تعقب التبويض.

و. الطرق المعتمدة على البيولوجيا الجزيئية Molecular Biology، أو التفاعل المضاعف المتسلسل Polymerase Chain Reaction.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة    الموسوعة الصحية المصغرة  جهاز المناعة Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:37 pm

المصطلحات الطبية والفنية
1. التطعيم باستخدام ميكروب الجدري  Variolation
وضع تطعيم الجدري في شكل بودرة على الجلد، ثم يشرط الجلد في ذلك المكان. والاسم مشتق من اسم فيروس الجدري.
2. مرض الجدري   Smallpox or Variola
مرض وبائي انتشر في الماضي، وقُضي عليه نهائياً بفضل التلقيح، وأصبح غير موجود على وجه الكرة الأرضية.
3. مرض جدري البقر  Cow Pox
يصيب الأبقار، ولكنه يعطي مناعة ضد مرض الجدري، الذي يصيب الإنسان.
4. التلقيح Vaccination
حقن الجسم بالبكتريا المقتولة، أو المصنعة، ليكّون لها الجسم أجساماً مضادة، تحميه من الإصابة بها.
5. الأجسام المضادة  Antibodies
أجسام بروتينية تنتجها الخلايا الليمفاوية، للقضاء على الجسم الغريب الذي دخل الجسم.
6. مضادات السموم Antitoxines
سائل مستخرج من دم الحيوانات، بعد حقنها بسموم البكتريا، يحتوى على مضاد لهذه السموم، ويعطى للإنسان ليحميه منها.
7. المركب البروتيني المكمل The Complement
مجموعة من الأنزيمات والبروتينات، التي تعتمد في نشاطها على دخول جسم غريب للجسم، فتنشط في خطوات متتالية بحيث ينشِّط كل أنزيم التفاعل الذي يليه، وهكذا.
8. مولد المضاد  Antigen
جسم غريب لا يحمل الشفرة الوراثية الخاصة بالجسم، فيكّون أجساماً مضادة.
9. الخلايا البائية  B-cell
نوع من أنواع الخلايا الليمفاوية الخاصة بالمناعة، اسمها مشتق من أسم نخاع العظام، الذي تتكون فيه Bone marrow.
10. الخلايا التائية  T-cells
نوع من أنواع الخلايا الليمفاوية الخاصة بالمناعة، اسمها مشتق من اسم الغدة الصعترية، التي تنشط وتوجد فيها Thymus gland
11. بروتين مناعي  Immunoglobuline
نوع من البروتينات التي تنتمي إليها الأجسام المضادة. وللاختصار يُستخدم أول حرفين من الكلمة Ig.
12. اختصاص الأجسام المضادة  Antibody Specificity
كل نوع من الأجسام المضادة يختص بمرض معين، يسببه في كل مرة يدخل فيها إلى الجسم.
13. الهندسة الوراثية  Genetic engineering
علم استخدام الجينات، والكروموسومات، ودرسها للوصول إلى علاج الأمراض الوراثية والسرطان.
14. الإعداد للبلع  Opsonization
التهام الخلايا البالعة للميكروب، وتفتيته، وتقديمه للخلايا التائية.
15. الخلايا السائدة  Mast cell
خلايا ليمفاوية تستجيب لمولد المضاد، فتفرز مادة الهيستامين المسؤول عن حدوث أعراض الحساسية.
16. الهستامين  Histamin
مادة تفرزها الخلايا السائدة، وهي مسؤولة عن ضيق التنفس، والاحمرار، والتورم المصاحب للحساسية.
17. الغدة الصعترية أو التيموسية  Thymus gland
غدة مسؤولة عن جزء كبير من خلايا المناعة، وتنتج الخلايا التائية.
18. نخاع العظام  Bone marrow
مكان إنتاج كل خلايا الدم، بما فيها الخلايا الليمفاوية، وبالتحديد الخلايا البائية
19. الخلايا التائية المساعدة  T-helper cells
خلايا تُنشِّط باقي خلايا جهاز المناعة.
20. الخلايا التائية المثبطة  T-Suppressor cells
خلايا تُثبِّط جهاز المناعة بعد انتهاء مهمته، حتى لا يستمر نشاطه ويؤدي إلى أمراض المناعة الذاتية.
21. الخلايا التائية الخلوية السامة  T- cytotoxic cells
خلايا تائية تُهاجم الميكروب، أو الفيروس، بداخل الخلية، وتقضي عليه.
22. الإنترفيرون  Interferon
مادة تفرزها خلايا المناعة، وتستخدم في علاج السرطان، والتهاب الكبد الوبائي C
23. خلايا تقديم مولد المضاد  Antigen Presenting Cells
نوع من الخلايا البالعة، تُفتت الجسم الغريب، وتُقدمه إلى خلايا المناعة كأجزاء صغيرة، لتفرز ضدها أجساماً مضادة.
24. الجذب الكيميائي Chemotaxis
عملية جذب الجسم الغريب كيميائيا بواسطة مواد تفرز من خلايا المناعة، إلى مناطق تجمع الخلايا البالعة.
25. درجة الحموضة  Degree of Acidity
درجة الحموضة التي توجد بالدم أو السوائل الداخلية بالجسم، كالبول، والدموع، وتؤثر في القضاء على البكتريا، وحماية الجسم.
26. أنواع من الأجسام المضادة  IgG, IgM, IgA, IgE, IgD
27. أمراض المناعة الذاتية  Autoimmune Disease
أمراض تحدث نتيجة لمهاجمة الأجسام المضادة لخلايا الجسم السليمة، وذلك لتشابه هذه الخلايا مع الأجسام الغريبة، التي تهاجم الجسم.
28. الحمى الروماتيزمية   Rheumatic fever
من أمراض المناعة الذاتية التي تُصيب الأطفال، وتُسبب خللاً في القلب، أو الكلى، أو المفاصل، أو الجهاز العصبي.
29. الروماتويد   Rheumatioid
من أمراض المناعة الذاتية، يصيب الكبار، غالباً، ويسبب ألماً وتشوهات في المفاصل.
30. الذئبة الحمراء  Systemic lupus Erythemloses
من أمراض المناعة الذاتية، يصيب الإناث، غالبا، ويحدث خللاً في معظم أجهزة الجسم، خاصة الجلد.
31. الخلية الحامضية  Eosinophilic cell
نوع من كرات الدم البيضاء، تحتوي على حبيبات حمضية تبدو حمراء عند صبغها، وهي تزيد في حالات الحساسية، والإصابة بالطفيليات.
32. الخلية القاعدية Basophilic cell
نوع من كرات الدم البيضاء، تحتوي على حبيبات قاعدية تبدو زرقاء عند صبغها، وهي غنية بالهيستامين.
33. الصفائح الدموية  Platelets
إحدى مكونات الدم المتخصصة في وقف النزيف، والمساعدة في عملية التجلط، وتحتوي كذلك على مواد خاصة، تشارك في عملية الالتهاب.
34. المناعة الخلوية  Cellular Immunity
تعتمد هذه المناعة على الخلايا البائية، والبالعة، وهي خاصة بالحساسية المتأخرة.
35. المناعة الخلطية  Humeral Immunity
تعتمد هذه المناعة على الخلايا التائية، وعلى إفراز مواد تساعد على جذب، وتنشيط خلايا الجهاز المناعي، وهي خاصة برد الفعل الفوري للحساسية.
36. الخلايا الطبيعية القاتلة  Natural killer cells or NK cells
تُهاجم هذه الخلايا الفيروسات، وتفرز مواد قاتلة ضدها داخل الخلايا.
37. التفاعل المتضاعف المتسلسل  Polymerase Chain Reaction or PCR
تفاعل معملي يتم على أجزاء من الحامض النووي DNA، لعمل تكبير لأجزاء منه، ويُستخدم في التشخيص المبكر للسل والسرطان، وعدد من الأمراض.
38. المشيمة  Placenta
جزء من الرحم مسؤول عن تغذية الجنين بالدم، والأكسجين، ومتصل بالحبل السري.
39. عملية تغيير الدم Exchange Transfusion
تغيير دم الطفل لعلاجه من ارتفاع نسبة الصفراء، ويجرى ذلك من طريق سحب جزء من الدم، والتخلص منه، وحقن جزء مساوي له، وتستمر هذه العملية لمدة ساعتين.
40. العلاج الضوئي  Phototherapy
علاج ارتفاع نسبة الصفراء لدى الأطفال، من طريق استخدام موجات ضوئية خاصة، تساعد الجسم على التخلص من نسبة الصفراء العالية.
41. العامل الريصى  Rh Factor
أجسام مضادة على جدار الخلية الحمراء في 85% من البشر، تسبب تكسيراً لهذه الخلايا في حالة عدم توافق فصائل الدم.
42. لبن السرسوب  Colostrum
اللبن الذي تفرزه الأم في أول أسبوع من الولادة، ويحتوي على نسبة عالية من الأجسام المناعية.
43. STORCH
اختصار لعدة أمراض تصيب الجنين أثناء الحمل، مثل الحصبة الألماني والزهري وغيرها.
44. توكسوبلازما  Toxoplasma
طفيل ينتقل من طريق القطط إلى الحوامل، فيسبب إجهاضاً أو أمراضاً للجنين.
45. الفراشة  Butterfly
شكل الالتهابات الجلدية، التي تحدث في مرض الذئبة الحمراء.
46. صدمة الإصابة بالحساسية  Anaphylactic shock
رد فعل لدخول جسم غريب إلى الجسم، يؤدي إلى تمدد في كافة الأوعية الدموية يسبب انخفاضاً حاداً في ضغط الدم.
47. بروستاجلاندين  Prostaglandin
مواد دهنية تفرز من الخلايا، كرد فعل على دخول جسم غريب، وتؤدي إلى توسيع في الأوعية الدموية، وانقباض بالشعب الهوائية.
48. حمى القش "الهشيم"  Hay fever
حساسية أنفية تسبب زكاماً، ورشحاً، وعطساً، في الفترات بين الفصول الأربعة.
49. ربو شعبي، أو أزمة الشعب الهوائية  Bronchial Asthma
ضيق في الشعب الهوائية، وزيادة في إفراز المخاط داخل الشعب الهوائية، نتيجة لاستنشاق مولدات مضادات.
50. حساسية صدرية ليلية  Nocturnal Asthma
حساسية صدرية تحدث في الليل فقط.
51. أرتكاريا مائية  Papular Urticaria
حساسية جلدية تكّون فقاعات تحتوي على سائل، وتحدث بسبب تناول طعام معينٍ، أو إِرتداء ملابس صوفية، أو لدغ حشرات.
52. التيبس الجلدي   Sclerema
مرض مناعي يسبب تلفاً في الأنسجة الضامة على مستوى الجسم عامة، ويكتسب الجلد قواماً جامداً، ويمتد هذا التلف إلى الرئة، والقلب.
53. طريقة علاج الحساسية  Desensitization
إحدى طرق حقن الجسم بالمادة المسببة للحساسية بجرعات قليلة، تزداد بالتدريج حتى يعتاد الجسم عليها، ولا يحدث لها رد فعل.
54. مضادات الهيستامين  Antihistamines
أدوية مضادة للهيستامين تؤثر على الخلايا السائدة، وتقلل خروج الهيستامين من الخلايا.
55. التصلب المتعدد  Multiple Sclerosis
شلل في كل أعصاب الجسم، نتيجة مهاجمة جهاز المناعة للمادة المكونة للغلاف المحيط بالأعصاب.
56. مرض البول السكري  Diabetes Mellitus
عجز خلايا البنكرياس عن إفراز الأنسولين اللازم لحرق السكر بالدم، ما يتسبب في زيادة نسبة السكر بالدم.
57. مرض ارتخاء العضلات  Myasthenia Gravis
مرض مناعي يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لأماكن اتصال الأعصاب بالعضلات، ما يسبب ارتخاء في عضلات الجسم، ووهناً شديداً.
58. الشفرة الجينية للإنسان  Human lymphocyte Antigen HLA
نوع من البروتينات الفريدة المميزة لكل شخص، توجد على جدار كل خلية من خلايا الجسم كي تتعرف عليه خلايا المناعة، ولا تُعده غريباً عنها.
59. الحامض النووي  DNA
الحامض البروتيني المكون للنواة والكروموسومات.
60. الصمام الميترالى  Mitral valve
صمام في القلب بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر.
61. التهاب مناعي بالكلى Glomerulonephertis
مرض من أمراض المناعة الذاتية يصيب الكلى، نتيجة مهاجمة الأجسام المضادة للميكروب السبحي للكلى.
62. جينات مسرطنة  Oncogenic genes
جينات توجد لدى بعض الأشخاص، الذين لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة بمرض السرطان.
63. جينات مثبطة للأورام  Tumor suppressor genes
جينات مهمتها مقاومة الخلايا السرطانية، ومنع تكاثرها وانتشارها.
64. أنيميا في كافة مكونات الدم  Pancytopenia
كلمة من ثلاث مقاطع الأول pan ويعنى كل، والثاني Cyto ويعنى خلايا، والثالث penia وتعنى نقص، ومن هذا يتضح أنها نقص في كرات الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.
65. السكر في الأطفال Juvenile diabetes
نوع من مرض السكر يتميز بتحول البنكرياس إلى ألياف، ومن ثم نقص حاد مزمن في الأنسولين.
66. سكر يعتمد على الأنسولين  Insulin dependent diabetes
نوع من مرض السكر يتميز بعدم وجود البنكرياس، أو عدم استجابته للمنشطات، ما يستلزم العلاج بالأنسولين فقط.
67. خلايا لانجرهانز  Langerhanse cells
خلايا خاصة بالبنكرياس، مسؤولة من إفراز الأنسولين.
68. سيكلوسبورن  Cyclosporne
دواء يستخدم لتقليل رد فعل الجسم، ضد الأعضاء المزروعة.
69. أندروجين  Androgen
هرمون الذكورة، المسؤول عن ظهور خصائص الرجولة.
70. إستروجين  Estrogen
هرمون الأنوثة، المسؤول عن ظهور خصائص الأنوثة.
71. الفيروس المسبب للإيدز  Human Immune deficiency Virus HIV
مختصر اسم الفيروس المسبب لحدوث مرض الإيدز، وهو مشتق من الأحرف الأولى للاسم.
72. الإيدز، أو مرض نقص المناعة المكتسبة  Acquired Immune Deficiency virus AIDS
مرض نقص المناعة المكتسبة، ويختصر إيدز، وهو الأربعة الأحرف الأولى، من الترجمة الإنجليزية.
73. علاج تثبيط المناعة من طريق الفم  Oral Antigen Therapy
استخدام أدوية تثبيط المناعة من طريق الفم، كإحدى الطرق الناجحة للعلاج المناعي.






   

المصادر والمراجع

1. عايدة عبدالعظيم، "جهاز المناعة، كيف يحمى الجسم من الأمراض"، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، 1996، الطبعة الأولى.

2. عبدالهادي مصباح، "أسرار المناعة" الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1996، الطبعة الأولى.

3. عز الدين الدنشاري، "الوصايا العشر لتنشيط جهاز المناعة"، العدد الخامس عشر، دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر، القاهرة، 1999، الطبعة الأولى.

4. Boxer AL, Disorders of phagocyte Function, IN, Behrman RF, kligman RM, Jenson HB, Nelson Textbook, etal, 16th ed, WB Saunders, 2000.

5. Buckley R.H., The immunological system and disorders, In Behram RE. Kliegman RM, and Jenso, HB, Eds, Nelson Textbook, 16th ed, WB. Saunders Company, 2000.

6. Jarvis D., & Burney P., the Epidemiology of allergic disease, B. Mel. J., 1998.

7. Lawrence, R.A.; Breast feeding, Aguide for medical profession, 4th ed, St.  louis, CV Mosby, 1994.

8. Remington J.S. Mcleod R., Desmonts G.; Toxoplasmosis, In, Remington J; &klien J.eds.; Infections Diseases of fetus and newborn infant, 4th ed; philadelphia, WB Saunders, 1995.

9. Romano A, Di Fonso M, Ciuffreda F., etal; Dignostic Work up for food, Dependent exercise, Induced anaphylaxis, Allergy, 1995. 

10. Spraytlel F.,Transplantation of the heart and lung, in children, Annu. Rev, Med, 1994. 

11. Stango Sergio; Cytomegalovirus. In; Behrman R.E., klieg man R.M., and Jenson H.B.; eds., Nelson Textbook, 16th ed, W.B, Sanders Company, 2000.

12. Whaley K. Schwaeblew; Complement and complement deficiencies, Semin. Lever Dis., 1997.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان
» الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب
»  الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير
» الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها
» الموسوعة الصحية المصغرة اﻻذن العين القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الصحة والغذاء-
انتقل الى: