منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2016, 11:55 pm

الموسوعة الصحية المصغرة




  مقدمة
  جسم الإنسان
  الجلد
  الهيكل العظمي
  العمود الفقري
  العقل البشري والدماغ
  الأعصاب
  الأذن
  العين (البصر، والدموع، والبكاء، والعمى)
  القلب
  الدم
  الجيوب الجار أنفية
  الجهاز التنفسي: الأنف والرئتان والحنجرة والقصبة الهوائية والأحبال الصوتية
  الفم: اللسان، والأسنان، واللعاب
  القناة الهضمية (البلع، والمعدة، والأمعاء)
  جهاز المناعة
  الأمصال واللقاحات
  أمراض الإنسان ومسبباتها
  الطفح الجلدي
  التهاب الجيوب الجار أنفية
  التهاب الأحبال الصوتية
  الكحة (السعال)
  نزلة البرد
  الإسهال
  مرض السل (الدرن)
  الطاعون
  الذبحة الصدرية
  الناسور
  قرحتا المعدة والاثني عشري
  السرطان
  أعراض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)
  العقاقير
  التخدير
  الأتروبين
  مرض حرب الخليج
  الذاكرة
  التنويم المغناطيسي
  غسيل المخ
  الموت من وجهة النظر الإكلينيكية (الطبية)
  الدعارة، من وجهة النظر الطبية
  الإدمان، المخدرات، والمسكرات، والدخان، من وجهة النظر الطبية
  الجمرة الخبيثة
  أمراض الدم الوراثية

       

مقدمة

في ستة أيام خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض ومن فيهن من إنسان ودواب وجماد.

)اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ( (سورة السجدة: الآية 4)

خلق فأبدع، ومن بعد إبداعٍ جمال، جمال تدركه الألباب، ويدهش العلماء، ولا يملك من يرى جمال خلق الله إلا أن يخر ساجداً متلفظاً في اقتناع وخشية، سبحان الله. سبحان الذي خلق النبات الأخضر من حبة جافة، والحيوان والإنسان من نطفة في قرار مكين.

واستخلف الله الإنسان في الأرض، ذلك الكوكب الجميل (أُنظر صورة الكرة الأرضية)، تلك الأمانة الربانية التي غلفها المولى بسماءٍ زرقاء صافية تسحر الألباب، وأجرى فيها الأنهار، وأحاطها بالقمر والكواكب والنجوم، كل في موقعه بقدر.

)أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ( (سورة النمل: الآية 61)

وفي هذا الجزء من الموسوعة، نبدأ خلوة نمشي فيها على الأرض ونعرج في عنان السماء، ونغوص في أعماق البحار، ننشد بلسماً شافياً وخلوة متدبرة. خلوة تذكرنا بخلوات الحبيب المصطفي r في غار حراء وسط الجبال الشاهقة، والوديان الفسيحة. وكما فعل رسول الله r سنتدبر في خلق السماوات والأرض، ونتدبر في آيات الله وفيما سخره لنا، وما أحاطنا به من نعم، وفي أنفسنا.

وفي خلوتنا، نتأمل في معجزات الخالق تحت المجهر، ودلائل كمال خلق الله مستعينين برسوم توضيحية لتبسيط بعض المعلومات المعقدة، بغية الوصول إلى ما وصل إليه أولو الألباب.

  )رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار( (سورة آل عمران: الآية 191)






عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 16 أبريل 2016, 1:07 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالأربعاء 13 أبريل 2016, 11:34 pm

جسم الإنسان


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14419   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14420   1. تركيب جسم الإنسان
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14421   2. الخلية
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14422   3. أنسجة الجسم
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14423   4. أجهزة الجسم
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14418   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14417   المصادر والمراجع

       

مقدمة

استخلف الله الإنسان في الأرض وسخر له الكون، ومنحه العقل والقدرة على استخدام ما حوله من حيوان ونبات.

)وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة(  (سورة البقرة: الآية 30)

وميز الله الإنسان عن بقية الكائنات في انتصاب قامته وعقله وبيانه. فعظام الإنسان قد رُتبت بدقة بالغة وحكمة مقتدرة لتنتصب قامته (أُنظر شكل الهيكل العظمي للإنسان والقرد)، وتزداد قدرته على التحكم الكامل في الأشياء التي يتعامل بها بدقة واقتدار (أُنظر شكل مقارنة بين الإنسان والقرد).

ومنح الله الإنسان اللسان والقدرة على البيان وما ترتب على ذلك من اتصال وتواصل للثقافة ورقي في الحضارات.

وفوق كل ذلك وهب الله الإنسان العقل ليتدبر نِعَمَهُ وليتفكر آلائه وليعمر الأرض. فمخ الإنسان آية من معجزات الخالق، وتفاصيل عملياته لا تزال لغزاً يحير العلماء.

)لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم(  (سورة التين: الآية 4)

وإذا قورن الإنسان بمخلوقات الله الأخرى، فهو يعتبر من قبيلة الحبليات، التي لها حبل ظهري (Chordata Phylum) ، تحت قبيلة الفقاريات، التي لها عمود فقري من مادة صلبة (Subphylum Vertebrata)، ومن صف الثدييات، أي التي ترضع أطفالها من أثداء إناثها، وفي هذا يكون الإنسان من الثدييات ذات المشيمة (Amniota) أي التي تحاط أجنتها بالمشيمة.



الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig01.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig02.gif_cvt01

       

1. تركيب جسم الإنسان

الإنسان عبارة عن نصفين متشابهين، يُعدّ كل منهما مرآة للآخر، ويتكون من أربعة أجزاء رئيسية؛ الرأس، والرقبة، والجذع، والأطراف. وتتركب هذه الأجزاء حول محور عظمي.  وجسم الإنسان مغطى بطبقات من العضلات والجلد، وهو مجوف من الداخل. وينقسم تجويف الإنسان بواسطة الحجاب الحاجز إلى: تجويف صدري؛ ويحوي القلب والرئتين والمريء، وتجويف بطني؛ وفيه بقية أحشاء الجسم.

وإذا أخذنا عضواً من جسم الإنسان، وأمعنا النظر فيه وجدناه خليطاً غير متجانس في ظاهره، فهو يحتوى على أنسجة متعددة اختلفت في أشكالها وأحجامها ووظائفها. ويتكون كل نسيج من وحدات أصغر تسمى خلايا. يحتوي جسم الإنسان منها على 10 تريليون[1]خلية.

وتتكون الخلايا من أجسام صغيرة جداً، تتركب من جزيئات لمواد عضوية، مثل البروتينات والدهون والمواد الكربوهيدراتية، وتتكون هذه الجزيئات من ذرات لعناصر مختلفة.

وبتحليل العناصر الموجودة في جسم الإنسان، وُجد أنها نفس العناصر الموجودة في الصخور، والجبال، وجميع أنواع تربة الأرض.  فنجد في جسم الإنسان ستة عناصر رئيسية:

الأكسجين (65%)، والكربون (18%)، والهيدروجين (10%)، والنيتروجين (2.9%)، والكالسيوم (2.1%)، والفوسفور (1%)، كما يحتوي جسم الإنسان على كميات ضئيلة جدّاً من 14 عنصراً آخر مثل الألومنيوم، والكوبالت، والزنك، والحديد، والمنجنيز، والماغنسيوم، والصوديوم، والكبريت، والكلور، واليود، والفلورين، والسليكون.

وبالنظر إلى تلك العناصر ونسبها، نجد تشابهاً مذهلاً مع تكوين سائر المخلوقات من نبات وحيوان، بل وتكوين كوكب الأرض نفسه (أُنظر شكل أجسام المخلوقات وعناصر الأرض).

)وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتًا( (سورة نوح: الآية 17)

 

[1] مليون المليون.



الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig03.gif_cvt01




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالأربعاء 13 أبريل 2016, 11:43 pm

جسم الإنسان


2. الخلية

على الرغم من اختلاف أشكال الكائنات الحية، وأحجامها ووظائفها، حيواناً كانت أم نباتاً، فإنها جميعاً تشترك في كونها تؤول إلى وحدات صغيرة تسمى خلايا (Cells). والخلية الواحدة منها قادرة على القيام بجميع الوظائف الحيوية المختلفة من تغذية وتنفس وتكاثر، إضافة إلى أنها تمتلك المقدرة على تصنيع المواد العضوية معقدة التركيب من مواد خام بسيطة التركيب، إلى جانب قدرتها على التخلص من الفضلات الزائدة والسموم.

وتختلف الخلايا في أحجامها، فمثلاً بيضة الطائر هي خلية واحدة، تدخر مخزوناً هائلاً من المواد الغذائية على هيئة بروتينات (البياض) ودهون (صفار البيض) يكفي لعمل طائر جديد من نفس النوع. وعلى النقيض من ذلك، هناك النملة مثلاً التي تتكون من ملايين الخلايا، ويحتوي الإنسان على عدة تريليونات من الخلايا المتناهية الصغر التي يصعب رؤيتها إلا بواسطة العدسات المكبرة والمجاهر.

وإذا كانت هناك خلايا قادرة على القيام بوظائف حيوية عديدة، فإن هناك خلايا أخرى تخصصت في وظيفة واحدة. فالخلايا الموجودة في ثدي الحيوانات يتخصص بعضها في استخراج المواد الغذائية من الدم، وبعضها الآخر يحول تلك المواد إلى اللبن الحليب. أما الخلايا الثديية الأخرى فتتراص بطريقة معينة مكونة قنوات تنقل اللبن من أماكن إنتاجه إلى فم الرضيع (أُنظر شكل أنسجة الثدي).

وخلايا المعدة نموذج آخر على التخصص في أداء الوظائف، فبعض الخلايا تفرز حامضاً يفتك بالميكروبات التي تدخل مع الطعام، والخلايا الأخرى تفرز مخاطاً يحمي جدار المعدة من الحامض القوي، أما خلايا المعدة العضلية، فهي تساعد عند انقباضها على مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء (أُنظر شكل تركيب جدار المعدة).

أنى لهذه الخلايا أن تقوم بكل هذه الوظائف منفردة أو مجتمعة، ومردها في النهاية خلية واحدة (البويضة المخصبة)؟! من الذي هيأ للحيوان المنوي الذكري ذيلاً، يمكنه من العوم ضد الجاذبية الأرضية باحثاً عن بويضة الأنثى لتلقيحها، لتتكون نطفة وتُخَلَّقُ، فَتَكوَن علقةً، ثم مُضغةً، ليَخْرُج في النهاية بشرٌ سوياً مكتملاً؟! (أُنظر شكل مراحل تطور الجنين).

ثم قبل كل هذا، أنى لكل هذه الخلايا أن تنسق العمل لتكون منظومة غاية  في الدقة، لا نشاز فيها ولا اعوجاج؟

كل تلك الأمثلة بلا شك من معجزات الخالق سبحانه وتعالى الذي خلق كل شئ بقدر.

  )صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون( (سورة النمل: الآية 88)

ورؤية الخلايا تحت المجهر متعة شيقة حقاً (أُنظر شكل أجزاء الخلية)؛ حيث تتراص الخلايا مكونة نسيجاً واحداً، ثم سرعان ما تجد مجموعة أخرى من الخلايا، مكونة نسيجاً ثانياً يتشابك مع النسيج الأول، ثم ترى مجموعة من الأنسجة وقد كونت عضواً.

وإذا فحصت الخلايا المختلفة بواسطة مجهر عالي التكبير، فسيدهشك تشابهها، وإن اختلفت في وظائفها وأشكالها ومواقعها. فكل خلية محاطة بغشاء رقيق من البروتينات والدهون يسمى الغشاء الخلوي، ينطوي على خصائص عجز البشر حتى الآن عن إحصائها.

والغشاء الخلوي (أُنظر شكل تركيب الغشاء الخلوي) هو الذي يحدد شكل الخلية وحجمها، ويتكون من طبقة مزدوجة من الدهن المطعم بالبروتينات. وهذا التركيب له أهميته، فبعض المواد ذات الوزن الجزيئي الصغير تمر خلاله بسهولة مثل الماء. أما مرور المواد الكبيرة من خلاله فيعتمد على نوع المادة ومدى احتياج الخلية لها، فتمر المواد التي تذوب في الدهون من خلاله بسهولة، حيث تتوفر لهذا الغشاء خاصية النفاذية الاختيارية.

والغشاء الخلوي حلقة الوصل بين الخلايا بعضها بعضاً، ثم بين الخلايا والأملاح والمواد الغذائية، والهرمونات، والمؤثرات العصبية، حيث يعج بالعديد من الأجسام الصغيرة المكونة من البروتينات والمواد الكربوهيدراتية. وبعض هذه الأجسام تسمى بالموصلات (Transporters)، وهي بمثابة القنوات التي تقوم - عبر الغشاء الخلوي -  بتوصيل المواد الغذائية إلى داخل الخلية، وحمل المواد الضارة إلى خارجها.

ويوجد على السطح الخارجي لأغشية بعض الخلايا نوع من البروتين يسمى "مستقبل الإشارة" (Signal Receptor)  يساعد على الاتصال بين خلايا الجسم بعضها ببعض. فمثلاً خلايا الغدة الدرقية تحمل مستقبلاً للإشارات الواردة من المخ. فإذا ما أرسل المخ إشارته إلى الغدة الدرقية، التصقت هذه الإشارة بالخلايا التي تحمل المستقبل المناسب فتتحد معه، ثم يولد هذا الاتحاد الحادث خارج الخلية مادة داخلها، تقوم بتنشيط الخلية لإنتاج هرمون الغدة الدرقية. وتحمل خلايا جسم الإنسان الملايين من مستقبلات الإشارة، إلاّ أنه لم يتعرف إلا على القليل منها حتى الآن.

وللغشاء الخلوي مقدرة على القيام بوظائف خاصة، فمثـلاً هناك بعض كرات الدم البيضاء، تُسمى "الخلايا الأكولة"، إذا وجدت ميكروباً في الدم أو الأنسجة، فإنها سرعان ما تقترب منه وتُمدد غشاءها من على جانبي الميكروب، حتى يحيط به من كل جانب، فيصير الميكروب في فجوة داخل الخلية. وما هي إلا برهة حتى تبعث الخلية بكيس صغير يحتوي على إنزيمات هاضمة إلى الفجوة، فتقوم هذه الإنزيمات بالقضاء على الميكروب وهضمه تماماً. ومن عظمة الخالق أن هذه الإنزيمات القوية لا تعمل إلا في الوسط الحامضي، فإذا ما تسربت من الفجوة إلى داخل الخلية، فإن مفعولها يبطل؛ نتيجة لتعادل الوسط داخل الخلية أو ميله للقلوية.

ويحيط هذا الغشاء بكتلة بروتينية هلامية تُسمى "السائل الخلوي" (Cytoplasm)تسبح فيه جسيمات مختلفة الأحجام.

أما تنفس الخلية وعمليات بناء الطاقة فيها، فتقوم بها جسيمات أخرى يطلق عليها الميتوكوندريا أو "بيت الطاقة" (Mitochondria)، ومفردها "ميتوكوندريون" (أُنظر شكل تركيب الميتوكوندريون)، وهي تظهر على هيئة قضبان أو خيوط طويلة. وتختص الميتوكوندريا بحرق المواد الغذائية البسيطة التي تأتي إلى الخلية عن طريق الدم. وينتج عن عملية الاحتراق طاقة تحتاج إليها الخلية للقيام بمختلف الوظائف والأنشطة.

وهناك الريبوسومات (Ribosomes)؛ وهي جسيمات متناهية الصغر تقوم ببناء المواد البروتينية المختلفة، بناءً على أوامر صادرة إليها من الأحماض النووية الموجودة داخل النواة. وتقع الريبوسومات على جانبي قنوات طويلة متشابكة تسمى الشبكة الإندوبلازمية، تغطي معظم أطراف الخلية، وتنقل خلالها الشفرات الصادرة من النواة لصنع المواد البروتينية التي تحتاج إليها الخلية. أما البروتينات القديمة المستهلكة، فيتم تكسيرها وهضمها بواسطة إنزيمات خاصة تقوم بردها إلى وحداتها الأولية (الأحماض الأمينية) فيعاد استخدامها من جديد. وتوجد هذه الإنزيمات في فجوات ذات غشاء رقيق تسمى الليسوسومات، كما تحتوي هذه الجسيمات على عديد من الإنزيمات الهاضمة الأخرى.

ويتم نقل البروتينات إلى أجسام أخرى يطلق عليها أجسام جولجى (Golgi Bodies) (أُنظر شكل أجسام جولجي) في فقاعات صغيرة؛ حيث تتم بعض التعديلات في شكل جزيء البروتين، ويضاف إليها جزيئات السكر ثم يعبئها ويرسلها إلى حيث تستقر بصفة دائمة داخل الخلية أو يرسلها خارج الخلية.

ونواة الخلية هي عقلها المدبر ومركز التحكم؛ إذ تحتوي على المادة الوراثية المتحكمة في سائر وظائف الخلية. وتبدو النواة تحت المجهر أكبر أجزاء الخلية وضوحاً، وغالباً ما تأخذ الشكل الكروي أو البيضاوي.

وتحتوي كل خلية في الجسم على نواة واحدة تقوم بعمل الحكومة المركزية، إلا أن هناك بعض الخلايا، مثل الألياف العضلية، تحتوي على أكثر من نواة، وبعض آخر يفقد نواته أثناء مراحل نموها، غير أنها تظل تقوم بالوظائف التي خلقت من أجلها، مثل خلايا الدم الحمراء في الإنسان ومعظم الثدييات.

وتحتوي النواة على سائل يُسمى "السائل النووي" تسبح فيه النوية والمادة الوراثية الموجودة على شكل شبكة من الخيوط الملتفة بعضها حول بعض، تُسمى "الشبكة الكروماتينية" أو "الكروموسومات". وتحاط النواة من الخارج بالغشاء النووي، وهو غشاء يفصل النواة عن السيتوبلازم، ويتكون من طبقتين رقيقتين، يفصل بينهما فراغ دقيق. وتتصل الطبقتان من خلال ثغور صغيرة تمر من خلالها الجزيئات بين السيتوبلازم والنواة. كما يتصل الغشاء النووي في بعض الأماكن بالشبكة الإندوبلازمية التي تتصل بدورها بالغشاء الخلوي، فينتج عن ذلك شبكة من قنوات الاتصال بين أجزاء الخلية المختلفة، الأمر الذي يسمح بالتنسيق في أداء وظائفها المختلفة.

والنُوَيَّة (Nucleolus) جسم صغير للغاية موجود داخل النواة. وتحوي كل نواة نُوَيَّة واحدة أو أكثر. والنوية هي المسؤولة عن تصنيع نوع من الأحماض النووية يطلق عليه الحامض النووي الريبوزي الريبوسومي (Ribosomal RNA) ، وهو يقوم بدور هام في تصنيع البروتين في الخلية.

والنواة هي الموقع التي تخزن فيه المادة الوراثية داخل الخلية، وتُعَدّ موسوعة ضخمة تحتوي على جميع المعلومات الوراثية التي تحدد كل صفة في الإنسان، بدءاً من طوله ولون بشرته وعينيه وشكله، وانتهاءً بذكائه وسلوكه.

وتُخَزَن هذه المعلومات الوراثية على أشرطة طويلة جداً ملتفة، بعضها حول بعض، حتى تشغل حيزاً صغيراً في النواة وُتسمى هذه الأشرطة "الشبكة الكروماتينية" أو "الكروموسومات". ويختلف عدد الكروموسومات الموجودة في النواة من كائن لآخر. ففي الإنسان يبلغ عدد الكروموسومات 46 كرموسوماً موجودة على هيئة 23 زوجاً، كل زوج متماثل في الطول والسمك واللون، وكل كرموسوم مكون من شريط طويل مزدوج ملتف حول نفسه بطريقة تشبه السلم الحلزوني، يُسمى "بالحامض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين" (Deoxy Ribonucleic Acid) واختصاره المشهور بالإنجليزية هو DNA وسنشير إليه هنا بالاختصار د ن أ (أُنظر شكل تركيب النواة).

وشريط الـ د ن أ يتكون من وحدات صغيرة متتابعة تسمى كل منها نيوكليوتيدة (Nucleotide) وكل نيوكليوتيدة تتكون من مجموعة فوسفات وسكر خماسي يطلق عليه اسم سكر الريبوز منقوص الأكسجين (Deoxyribose)  وقاعدة نيتروجينية (أُنظر شكل تركيب النيوكليوتيدة). وهناك أربعة أنواع من القواعد النيتروجينية هي أدينين (Adenine)، ويرمز لها بالرمز (أ) أو(A )، وثيمين  (Thymine)، ويرمز لها بالرمز (ث) أو (T )، وسيتوسين(Cytosine) ، ويرمز لها بالرمز (س) أو(C) ، وجوانين(Guanine)، ويرمز لها بالرمز (ج) أو(G) .

وتتكرر مجموعات الفوسفات والسكر الخماسي في كل نيوكليوتيدة، في حين تختلف القاعدة النيتروجينية؛ لذا يشار إلى النيوكليوتيدة برمز القاعدة النيتروجينية التي تحتويها؛ لذلك يوجد أربعة أنواع من النيوكليوتيدات، هي أدينين وجوانين وسيتوسين وثيمين.

وترتبط النيوكليوتيدات، بعضها ببعض، في شكل هندسي، مكونة شكل السلم الحلزوني، حيث تتكون جوانب السلم من الفوسفات والسكر، في حين تكون القواعد النيتروجينية درجات هذا السلم (أُنظر شكل تتابع النيوكليوتيدات). فلا ترتبط قاعدة الأدينين إلا بقاعدة الثيمين، ولا ترتبط قاعدة الجوانين إلا بقاعدة السيتوسين.

وبهذه الحروف الأربعة تكتب جميع المعلومات الوراثية على الشريط الوراثي، فكل تتابع من هذه الحروف مسؤول عن توريث صفة معينة يطلق عليه اسم جين (Gene). فعلى سبيل المثال، هناك الجين المسؤول عن توريث صفة لون العين، ويطلق عليه جين لون العين، وهناك الجين المسؤول عن لون الشعر ويسمى جين لون الشعر. وقد يبلغ عدد الجينات الموجودة على الشريط الوراثي الواحد حوالي 1000 جين.

ولا تقتصر وظائف الشريط الوراثي على توريث الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء فقط، بل تتعداه إلى التحكم في جميع وظائف الخلية. فالجينات الوراثية تضمن سلامة تصنيع البروتينات المطلوب إنتاجها في الخلية، كي تضمن أداء هذه الخلية لوظيفتها. ويتم ذلك عن طريق تحديد ترتيب الأحماض الأمينية وعددها، وبذلك يحدد الجين شكل البروتين ووظيفته.

فعلى سبيل المثال يحتوي الجين المسؤول عن تصنيع هرمون الأنسولين على الشفرة الوراثية المكونة من الآلاف من تتابعات النيوكليوتيدات بترتيب معين. وعند البدء في تصنيع الأنسولين يقوم جين الأنسولين بنسخ الشفرة الوراثية الموجودة عليه في صورة شريط مفرد من حامض نووي آخر يحتوى على سكر خماسي آخر هو سكر الريبوز (Ribose Sugar)، ثم ويخرج من النواة إلى السيتوبلازم حاملاً الرسالة الوراثية لهرمون الأنسولين؛ لذا يطلق على هذا الحامض اسم "الحامض النووي الريبوزي المراسل أو حامل الشفرة  (Messenger Ribonucleic Acid)  ويرمز له باللغة الإنجليزية بالرمز MRNA، وسوف نشير إليه هنا بالرمز العربي (م ر ن أ) (أُنظر شكل نسخ الشفرة الوراثية).

وفى السيتوبلازم، يلتصق الحامض النووي الريبوزي المراسل بمصنع البروتينات في الخلية وهو "الحامض النووي الريبوسومي"  (Ribosomal RNA) أو الريبوسوم الذي يبدأ في قراءة الشفرة الوراثية وترجمتها إلى أحماض أمينية، حيث تقوم "الأحماض النووية الريبوزية الناقلة" بنقل الأحماض الأمينية وربطها بعضها ببعض بروابط ببتيدية (أنظر شكل مراحل تكوين البروتين)، لتكوين الأنسولين الذي يتم إفرازه من الخلية إلى الدم ليقوم بوظائفه.

الطفرات الوراثية Mutations

وتعني كلمة طفرة، حدوث تغير فجائي وثابت في التركيب الكيميائي للجين، الأمر الذي يؤدي إلى تغير الصفة الوراثية الناتجة عن هذا الجين أو تغير الوظائف الفسيولوجية المسؤول عنها. وينتقل هذا التغير الوراثي من جيل إلى جيل؛ لذا فإنه يصبح وراثياً. وتنتج الطفرات غالباً نتيجة تغير في تسلسل القواعد النيتروجينية المكونة للجين، وبالتالي يتغير أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتين، الأمر الذي يؤدي إلى تغير البروتين المتكون. وقد يكون هذا البروتين إنزيماً مسؤولاً عن ظهور صفة، أو يكون داخلاً في تفاعلات معينة، الأمر الذي يؤدي إلى اختفاء هذا الإنزيم أو تغير طبيعته، بما يترتب عليه ظهور صفات أخرى أو حدوث سلسلة من التفاعلات الأخرى. وغالباً ما تحدث الطفرات نتيجة التعرض لبعض المواد الكيميائية السامة أو التعرض للأشعة مثل الأشعة السينية.

وتُعد الخلية الصغيرة وحدة بناء الكائن الحي، وهي وحدة قائمة بذاتها، وتتميز بقدرتها على تصنيع غذائها من المواد الأولية، والتواصل بما حولها، والتحكم في دخول الجزيئات وخروجها منها، وحفظ أسرار حياتها. ويمكن تشبيه الخلية الواحدة بمدينة كاملة المرافق والمنشآت، لها حكومة مركزية (النواة) تقوم بتنظيم كل شؤونها والتحكم فيها؛ وهناك مركز الطاقة (الميتوكوندريا)، وشبكة الطرق (الشبكة الإندوبلازمية)، والمصانع (الريبوسومات). ويمثل الغشاء الخارجي حدود الدولة، حيث يتحكم في عملية الدخول والخروج من الخلية (أُنظر شكل الخلية مدينة كاملة المرافق).

 
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig04.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig05.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig06.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig07.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig08.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig09.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig11.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig13.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig14.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig15.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig16.gif_cvt01






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالأربعاء 13 أبريل 2016, 11:53 pm

جسم الإنسان
       

3. أنسجة الجسم

تحتوي أعضاء جسم الإنسان على أربعة أنسجة رئيسية؛ هي النسيج الطلائي والضام والعضلي والعصبي.

أ. النسيج الطلائي (Epithelial Tissue)

سُمي بذلك بسبب تغطيته جميع أسطح الجسم داخلية وخارجية.  فطبقة الجلد الخارجية هي نسيج طلائي والغشاء المبطن للمعدة هو غشاء طلائي. وغالباً ما تتكون الأنسجة الطلائية من طبقة واحدة من الخلايا؛ وهي إما أن تكون مفلطحة، مثل الخلايا التي تغطي طبقة الجلد الخارجية، أو عمودية، مثل تلك التي تبطن الأنف والقصبة الهوائية، وهذا النوع من الخلايا يمتد سطحها الخارجي على هيئة أهداب تدفع المخاط والأتربة خارج الجسم. وخلايا غدد الإنسان هي أيضاً خلايا طلائية مكعبة الشكل تخصصت في إنتاج الهرمونات التي تنظم وظائف الجسم.

وتتميز خلايا النسيج الطلائي بأنها متخصصة في الإفراز، فهي حساسة لكل ما تمتصه من أيونات وجزيئات عضوية تصنع منها مواد يحتاجها الجسم. وترتكز الخلايا الطلائية على مادة غير خلوية تسمى بالغشاء القاعدي (أُنظر شكل النسيج الطلائي المحرشف) و(شكل النسيج الطلائي المكعب) و(شكل النسيج الطلائي العمودي)

ب. النسيج الضام (Connective Tissue)

والنسيج الضام هو أكثر الأنسجة انتشاراً في جسم الإنسان، فهو الذي يربط ويدعم ويحمي كل الأنسجة الأخرى. ويتكون هذا النسيج من خلايا قليلة تحاط بجدار سميك من الألياف. ويوجد أربعة أنواع من النسيج الضام في جسم الإنسان: النسيج الضام الصلب ويُكون الغضاريف (أُنظر شكل الغضاريف)، والعظام (أُنظر شكل النسيج العظمي المصمت)، والنسيج الضام اللين (الرخو) (أُنظر شكل النسيج اللين (الرخو)) وهو الموجود تحت الجلد وحول الأعصاب والقلب والرئتين، ويكون جدر الأوعية الدموية. والنسيج الضام السائل، ويكون الدم والعصارة الليمفاوية، والنسيج الدهني، ويتكون من خلايا تحورت لتخزين الدهن فتمتلئ كل خلية بالدهن الذي يدفع كل أجزاء الخلية الأخرى بما فيها النواة إلى الخارج (أُنظر شكل النسيج الدهني)

ج. النسيج العضلي (Muscular Tissue)

يحتوي على خلايا متخصصة لها خاصية الانقباض، فتثير حركة عند انقباضها، ويوجد ثلاثة أنواع من النسيج العضلي:

الأول: النسيج العضلي الهيكلي، وهو المسؤول عن تكوين العضلات الحركية، مثل عضلات الفخذ والعضد والرقبة (أُنظر شكل العضلات الإرادية).

الثاني: الخلايا العضلية الملساء، وتوجد في الأعضاء الداخلية، كالجهاز الهضمي، وهي تنقبض وتنبسط تحت تأثير الجهاز العصبي اللاإرادي. فمثلاً تدفع عضلات الجهاز الهضمي الملساء الطعام أثناء نوم الإنسان، وكذلك عضلات الجهاز التنفسي (أُنظر شكل العضلات الملساء).

الثالث: العضلة القلبية وهى عضلة ذات خواص فريدة تمكنها من استمرارية عمليتي الانقباض والانبساط طوال حياة الإنسان (أُنظر شكل عضلة القلب)

د. النسيج العصبي Nervous Tissue

هو نسيج مكون من خلايا تخصصت في الإحساس بكل ما يحيط الإنسان من مؤثرات ثم ترجمتها والتفاعل معها بالاستجابة المناسبة. وتوجد هذه الخلايا في المخ والحبل الشوكي، والأعصاب والأعضاء الحسية. وهذه الخلايا مسؤولة عن التحكم في جميع وظائف الجسم (أُنظر شكل الخلية العصبية)


       

4. أجهزة الجسم

توجد الأنسجة الأربعة في جميع أعضاء الجسم بأنماط ونسب متفاوتة، حيث تتراكب الأنسجة بعضها مع بعض لتكون الأعضاء التي بدورها تكون أجهزة الجسم، إلا أن أجهزة الجسم المختلفة تتشابك فيما بينها للتنسيق عند القيام بوظيفة معينة. وأجهزة جسم الإنسان هي:

أ. الجهاز الهيكلي

وهو الجهاز الذي يحرك ويدعم الجسم، ويحمي أجهزته المختلفة، ويتكون من العظام التي تتخلق خلايا الدم داخلها. كما أن العظام تُعدّ مخزناً في الجسم للأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور (أُنظر شكل الجهاز الهيكلي).

ب. الجهاز العضلي

الذي عن طريقه يتحرك الإنسان، وتوجد العضلات في معظم أعضاء الجسم المختلفة (أُنظر شكل الجهاز العضلي).

ج. الجهاز الهضمي

وهو عبارة عن أنبوبة تبدأ بفتحة الفم مارة ومنتهية بفتحة الشرج، وله العديد من الأعضاء الإضافية المتصلة به.  ويقوم هذا الجهاز بهضم وامتصاص الطعام والتخلص من الفضلات الزائدة (أُنظر شكل الجهاز الهضمي).

د. الجهاز الدوري

وهو الذي ينقل المواد الغذائية والغازات والهرمونات لكل أجزاء الجسم، ويتكون أساساً من الدم الذي يُدفع عن طريق ضخ القلب له في شبكة كبيرة من الأوعية الدموية (أٌنظر شكل الجهاز الدوري). ويحتوي الجهاز الدوري على الجهاز الليمفاوي الذي يقوم بجمع السوائل من الأنسجة ويعود بها إلى الدم (أُنظر شكل الجهاز الليمفاوي).

هـ. الجهاز التنفسي

وهو الذي يستخلص الأكسجين من الهواء الجوي ويتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون (أُنظر شكل الجهاز التنفسي للإنسان).

و. الجهاز البولي

وهو المسؤول عن استخلاص الفضلات من الدم لإخراجها عن طريق البول، كما أنه مسؤول عن اتزان سوائل الجسم (أُنظر شكل الجهاز البولي للإنسان).

ز. الجهاز العصبي

وهو الذي ينقل للإنسان صورة عن البيئة المحيطة به، كما أنه يتحكم في أنشطة الجسم وينسق بينها (أُنظر شكل الجهاز العصبي للإنسان).

ح. جهاز الغدد الصماء

وهو المسؤول عن إفراز الهرمونات التي تنظم وظائف الجسم ونموه (أُنظر شكل جهاز الغدد الصماء).

ط. الجهاز التناسلي

وهو المسؤول عن تكوين الأمشاج التي تتحد معا لإنتاج الجنين (أُنظر شكل الجهاز التناسلي للإنسان).

 
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig28.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig29.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig30.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig31.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig32.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig33.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig34.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig35.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig36.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig37.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالأربعاء 13 أبريل 2016, 11:54 pm

المصادر والمراجع

المراجع العربية

1.   إحسان محاسنة، "العلوم الحياتية"، ج1، ط2، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمَّان، 1992.

2.   حكمت عبدالكريم فريحات، "فيزيولوجيا جسم الإنسان"، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمَّان، 1990.

3.   عايش زيتون، "علم حياة الإنسان- بيولوجيا الإنسان"، دار الشروق للنشر والتوزيع، بيروت، 1994.

4.   محمود أحمد البنهاوي وآخرون، "علم الحيوان"، ط6، دار المعارف، القاهرة، 1995.

5.   مدحت حسين خليل محمد، "علم حياة الإنسان"، ط1، دار الطباعة والنشر الإسلامية، القاهرة، 1998.

المراجع الأجنبية

1.      Atlas of Anatomy, Barron's Educational Series, Inc., New York, 1995.

2.      Campbell, N., Biology, The Benjamin/ Cummings Publishing Company, Inc., California, 1987.

3.      Cormack, D. H., Essential Histology, Lippincott, 1992.

4.      Cross, P.A., Mercer, K. L., Cell and Tissue Ultrastructure: A Functional Prespective, W. H. Freeman and Company, 1993.

5.      De Duve, C., A Guided Tour of the Living Cell, Scientific American Library. Vol. 1 and 2, 1984.

6.      Fawcett, D. W. The Cell, 2nd ed. Saunders, 1981.

7.      Fawcett, D. W., Bloom and Fawcett: A Textbook of Histology, 12th ed. Chapman & Hall., 1993.

8.      Goodman, H., Emmel, T. Graham, L., Slowiczek, F., Shechter, Y., Biology, Harcourt Brace Jouanovich, Publishers, Orlando, 1986.

9.      Kessel, R. G., Kardon, R. H., Tissues and Organs: A Test Atlas of Scanning Electron Microscopy, W. H. Freeman and Company, 1979.

10.  Lodish, H., Baltimare, D., Berk, A., Zipursky, S. L., Matsudaira, P., Darnell, J., Molecular Cell Biology, 3rd, Scientific American Boos, New York, 1995.

11.  Mader, S., Inquiry into Life, Wm. C. Brown Publishers, IA., 1997.

12.  Nuland, S, Rensberger, B., Haward, C., Shurkin, J., Krieger, L., Conlan, R., Austad, S., Langone, J., Incredible Voyage, National Geographic Society, Washington, D.C., 1998.

13.  Weiss, L., Lansing, L. eds., Histology Cell and Tissue Biology, 5th ed., Elsevier Biomedical, 1983.

14.  Wheather, P. R., Burkitt, H. G., Daniels, V. C., Functional Histology: A Text and Color Atlas, 2nd ed., Churchill Livingstone, 1987.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالأربعاء 13 أبريل 2016, 11:59 pm

الجلد


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14426   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14427   1. طبقة البشرة Epidermis
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14428   2. طبقة الأدمة Dermis


مقدمة

يغطي الجلد الجسمَ بأكمله فتبلغ مساحته في الشخص البالغ حوالي مترين مربعين. والجلد يحمي الإنسان من الجراثيم الضارة والمواد الكيميائية السامة وتقلبات الجو من حرارة ورطوبة وأشعة. كما يمنع الجلد فقدان السوائل، فيساعد بذلك على استقرار التركيب الداخلي للجسم وتنظيم حرارته.

والجلد مقسم بخطوط متقاطعة إلى أشكال مثلثة ومربعة ومعينة، وتأخذ هذه التقسيمات أشكالاً دائرية وشبه دائرية في منطقة راحة اليد، وفي أطراف الأصابع. وتختلف هذه التقسيمات من شخص إلى آخر فيما يعرف ببصمات الأصابع. )بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَه( (سورة القيامة: الآية 4)

ويعتمد سُمك الجلد على نوع الوظيفة التي يؤديها، فالجلد الذي تتكون منه طبلة الأذن مثلاً يكون من الرقة المتناهية بحيث يهتز عند وصول الموجات الصوتية إليه. وعلى النقيض فإن الجلد المغطي لكاحل القدم سميك إلى حد يقلل إحساس الإنسان بهذه المنطقة. ويحتوي الجلد على أنسجة طلائية وضامة وعصبية وعضلية موزعة في طبقتين أساسيتين هما البشرة والأدمة (أُنظر شكل طبقات جلد الإنسان).

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig01.gif_cvt01
        

1. طبقة البشرة Epidermis

وهي طبقة الجلد الخارجية ويبلغ سمكها في المتوسط 0.2 ملم، وتتألف من عدة طبقات من الخلايا المرصوصة بعضها فوق بعض. وأول عشرين طبقة على الأقل من خلايا البشرة تتكون من خلايا مفلطحة ميتة تحولت إلى ما يسمى بالحراشيف وتسمى بالقرنية. وتحتوي القرنية على بروتين الكيراتين الصلب الذي يجعلها عازلة للماء، وهو نفس البروتين المُكوِّن للشعر والأظافر. وقد تتساقط قطع من الحراشيف خصوصاً في منطقة أعلى الجمجمة. ويفقد الجلد يومياً عدة آلاف من خلايا البشرة تُستبدل بخلايا جديدة ومن ثم يُستبدل الجلد مرة كل 27 يوماً استبدالاً كاملاً، حيث يتم التخلص من الجراثيم والأوساخ والصبغات التي قد تعلق بسطحه الخارجي.

وللبشرة أهمية حيوية قصوى؛ فإضافة إلى كونها العازل الرئيسي للجلد، تحتوي البشرة على السوائل الحيوية الهامة للجسم، بحيث لو أصيب جلد الإنسان بحروق تدمر أكثر من 60 % من سطح البشرة، لأدى ذلك إلى الوفاة، حيث يفقد الجسم سوائله الحيوية، الأمر الذي يؤدي إلى اختلال تركيبه الداخلي ثم الوفاة.

وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِك ويوجد بين خلايا البشرة خلايا أخري تختلف في الشكل والمنشأ والوظيفة، فهي تفرز مادة ملونة اسمها الميلانين مسؤولة عن إعطاء البشرة لونها المميز (أشقر، قمحي، أسمر، أسود، أو مائل للاصفرار) . ومن العجيب أن عدد الخلايا التي تفرز الميلانين ثابت في جميع أجناس البشر بغض النظر عن لون البشرة، إلا أن نشاط الخلية ومقدار ما تفرزه من الميلانين يحدد درجة تلون البشرة، فهذه الخلايا نشطة جداً في الجلد الأسود وأقل نشاطاً في الجلد الأبيض وأقل في الجلد الأشقر.

)وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِك( (سورة فاطر: الآية 28)

ووظيفة الميلانين الأساسية هي حماية الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تدمر خلايا الجسم، ولذلك يحدث اسمرار في لون البشرة بعد التعرض للشمس حتى تحمي الجسم من هذه الأشعة؛ إذ إن حبيبات الميلانين لها مقدرة هائلة على امتصاصها. أما إذا تعرض الإنسان للأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة، فإن ذلك يسبب موتاً لخلايا الجلد أو إبطالاً لإنزيماتها، أو يحدث خللاً في شفرتها الوراثية فتنقلب إلى خلايا سرطانية شرسة.



       

2. طبقة الأدمة Dermis

توجد تحت البشرة مباشرة ويبلغ سمكها عشرة أضعاف سمك طبقة البشرة تقريباً، وتتألف من نسيج ضام يحتوي على مجموعة كبيرة من الأوعية الدموية والليمفاوية التي تغذي الجلد. والنسيج الضام الموجود في طبقة الأدمة يعطي الجلد القوة والمرونة. كما يوجد في طبقة الأدمة جذور الشعر والغدد العرقية والزيتية، التي تنتج زيوتاً هامة جداً لحماية الشعر والجلد من الجفاف.  كما يوجد في الجلد أكثر من ثلاث ملايين غدة لإفراز العرق الذي يخرج كذلك من مسام الجلد، الأمر الذي يساعد على تنظيم درجة الحرارة. والعرق سائل ملحي يقوم بغسل الجلد وتنظيفه ويُكَوّن وسطاً غير مناسب لنمو الجراثيم، كما أنه يحتوي على مواد قاتلة لأنواع من البكتريا تتسبب في الطفح الجلدي والدمامل.

وتوجد غدد عرقية متحورة في منطقة الإبطين ومنطقة اتصال الفخذين بالجسم تفرز عرقاً ذا رائحة مميزة تتحكم الهرمونات الجنسية في إفرازه وتختلف رائحته في الذكر عن الأنثى.

وتوجد تحت طبقة الأدمة طبقة من النسيج الضام التي تربط الجلد بالعضلات والعظام وتُخزن فيها الدهون الزائدة عن حاجة الجسم. وتوزيع الدهون في هذه الطبقة يعطي جسم الإنسان شكله المميز للجنس والعمر حيث يختلف التوزيع بين الذكر والأنثى والأطفال والبالغين. وتعتبر هذه الدهون الزائدة مخزناً لطاقة الجسم لكي يستعملها عند الحاجة.

ويفرز الجلد أيضاً أجزاءً قرنية صلبة تغطي نهايات الأصابع تسمى الأظافر. ينغمس الجزء الخلفي منها في ثنية خاصة بالجلد تحتوي على الخلايا المجددة للأظافر. وينمو الظفر بمعدل 0.1 ملم يومياً.

ويغطي الشعر جميع أنحاء الجسم باستثناء راحة اليد وأخمص القدم والشفتين. وهناك نوعان من الشعر، نوع فاتح اللون لا يرى بالعين المجردة، والنوع الآخر سميك ملون يُرى بسهولة مثل شعر الرأس والحاجبين. وتُصنع الشعرة وتُفرز من مجموعة من الخلايا المتخصصة الموجودة في الجلد. ويقدر معدل نمو الشعر بـ 0.35 ملم يومياً. ويبلغ عمر كل شعرة حوالي 3 سنوات تسقط بعدها تاركة مكانها لشعرة جديدة.

ويعتبر الجلد عضواً أساسياً في تنظيم درجة حرارة الجسم بما يحتويه من شبكة هائلة من الأوعية الدموية والغدد العرقية، فإذا زادت حرارة الجسم اتسعت أوعية الجلد الدموية، الأمر الذي يزيد من فقدان الحرارة عن طريق الإشعاع، ويزداد إفراز العرق فيقلل من درجة حرارة الجسم عند تبخره. أما إذا انخفضت درجة حرارة الجو، فإن الأوعية الدموية تضيق ويتوقف إفراز العرق فيحتفظ الجسم بحرارته الداخلية.

ويعتبر الجلد المصدر الرئيسي لفيتامين (D)؛ إذ يكونه من مواد أولية عند التعرض لأشعة الشمس. ولذلك يلاحظ إصابة الأطفال الذين لا يتعرضون لضوء الشمس بدرجة كافية بمرض الكساح الناتج عن نقص هذا الفيتامين.

وقد اُكتشف أخيراً أن للجلد دوراً هاماً في تقوية مناعة الجسم ومقاومته للأمراض. فالجلد يحتوي على عدد من كرات الدم البيضاء أكثر مما يحتويه الدم نفسه وفي ذلك حكمة بالغة، فالجلد يفصل بين داخل الإنسان والوسط الذي يعيش فيه المليء بأعداد لا حصر لها من الميكروبات. وعند حدوث أي جرح فإن هذه الميكروبات تنفذ إلى داخل طبقات الجلد فتفتك بها كرات الدم البيضاء (الخلايا الأكولة والخلايا الليمفاوية) التي تُفرز أجساماً مضادة لهذه الميكروبات. ولذلك يعتبر الجلد خط  الدفاع الأول عن الجسم.

بالإضافة إلى وظيفة الحماية، يُعد الجلد عضواً حسياً هاماً ينتشر به نوعان من نهايات الأعصاب التي تنقل الإحساس بالمؤثرات الخارجية إلى الجهاز العصبي (أُنظر شكل النهايات العصبية في الجلد).

ويتكون النوع الأول من أربعة مستقبلات خاصة باللمس والضغط توجد في مستويات مختلفة من الجلد، وعند حث هذه المستقبلات، ترسل إشارة إلى النخاع الشوكي، فينقلها بدوره إلى مراكز المخ العليا. يسمى المستقبل الأول قرص ميركل (Merkel's Disk) وهو منتشر في بشرة الجلد خصوصاً في المناطق غير المغطاة بشعر كثيف، وهو حساس للّمس والضغط الخفيف. أما المستقبل الثاني فيسمى كرية ميسنر (Meissnr's Corpuscle) وهو مغطى بغطاء يشبه صدفة القوقع ويوجد في أدمة الجلد عند كف اليد وأخمص القدم والشفتين وجفون العين وحلمة الثدي والجلد المغطي للأعضاء التناسلية الخارجية، وهو أيضاً حساس للّمس والضغط الخفيف.

وثالث مستقبلات الضغط يسمي كرية رافيني (Ruffini's Corpuscle)، ويشبه فطر عيش الغراب، ويوجد في الطبقة السفلى من أدمة الجلد، ويُعد المسؤول عن الشعور بالضغط الشديد على الجلد. وعلى الرغم من أنه موزع على أجزاء الجسم المختلفة إلا أنه موجود بكثرة في منطقة الركبتين وحول المفاصل الخارجية.

أما النوع الأخير فيسمى كرية باسينيان (Pacinian's Corpuscle)، ويتكون من عدة طبقات دائرية موجودة في أكثر طبقات الجلد عمقاً، كما يكثر انتشاره في الجلد المغطي للمفاصل والعضلات الكبيرة، وهو يُسْتحث عند الضغط الشديد والاهتزازات.

والنوع الثاني من نهايات الأعصاب الطرفية عبارة عن شبكة عصبية كثيفة في الطبقة الخارجية من الجلد في جميع أنحاء الجسم وهي المسؤولة عن الشعور بدرجات الحرارة. كما أن هذه النهايات العصبية مسؤولة عن تمدد أوعية الجلد الدموية أو انكماشها، استجابة لدرجة الحرارة المحيطة.  فإذا كان الجو حارًّا تمددت الأوعية الدموية فيفقد الجسم جزءًا من حرارته. أما إذا كان الجو بارداً انقبضت الأوعية الدموية فيحتفظ الدم بحرارته، ويصاحب ذلك الشعور بقشعريرة.


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig02.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالخميس 14 أبريل 2016, 12:17 am

الهيكل العظمي


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14431   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14432   1. الهيكل العظمي تقسيمه ومكوناته
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14433   2. وظائف الهيكل العظمي
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14434   3. العظام: وظيفتها، ملاءمتها، تركيب نسيجها
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14435   4. أنواع المفاصل
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14436   5. عظام الجمجمة والعمود الفقري
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14437   6. عظام الصدر
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14438   7. عظام الأطراف العليا
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14439   8. الحزام الحوضي Pelvic Girdle
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14440   9. عظام الأطراف السفلى
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14430   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14429   المصادر والمراجع


الهيكل العظمي  (Skeleton)

مقدمة

يختلف الإنسان عن الحيوان في انتصاب قامته، وقد زود الله الإنسان بهيكل عظمي مُكَونٍ من 206 قطع عظمية (أًُنظر شكل تكوين الهيكل العظمي)، ومئات العضلات، وعشرات الأربطة التي تربط العظام بعضها ببعض، وتستعين بالعظام لتقوي نفسها، فتكون مع العظام تصميماً هندسياً رائعاً مكتمل البنيان، رشيق الحركة حامياً لأعضاء الإنسان الهامة.

والنسيج العظمي في حد ذاته معجزة أخرى من معجزات الخالق؛ فهو ليس بالكتلة الصماء الصلبة كما يعتقد البعض. فالعظمة مصنع هائل حباه الله خصائص فريدة؛ ففي نخاعه تنتج خلايا الدم وتفرز العصائر والهرمونات التي تنظم وظائف خلايا الجسم بأكمله، وعلى سطحه الخارجي تجد العضلات منشأها ومأواها، وفي صلبها مخزن هائل من الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم وغيره من المعادن، وبين كل عظمتين وضع الخالق غضروفاً أملس، ووسادة مخففة للصدمات. وكل ذلك حقق لحركة الإنسان انسيابية، وجعل سعيه بدون ألم. ومن جانب آخر، وقى الله مراكز الحياة والعمليات الحيوية والحساسة متمثلة في المخ والنخاع الشوكي والقلب بطبقة سميكة من العظام فصارت في مأمن من الإصابة.

والعظام سجل لتطور البشر وكل ما يدب على الأرض من حيوانات فقارية (التي لها عمود فقري)؛ حيث استطاع العلماء بفحص العظام المتبقية التعرف على الإنسان صاحب العظام المتبقية، وتحديد عمره، وبعض ما تعرض له من سموم، وطبيعة عمله، وأسلوب معيشته وجنسه، ونحو ذلك.

وعن طريق العظام أيضاً استطاع علماء الحفريات التعرف على كائنات اندثرت منذ ملايين السنين وكائنات أشبه بالإنسان منها بالحيوان. ويحمل لنا العلم الحديث في كل يوم نبأ وظائف واستخدامات جديدة للعظام، فقد خصها الله بخاصية البقاء لفترات أطول من غيرها من أنسجة الجسم.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig01.gif_cvt01



1. الهيكل العظمي تقسيمه ومكوناته
ويتكون الهيكل العظمي من 206 عظمات موزعة على:
أ‌.    الهيكل المحوري
ويشمل 80 عظمة موزعة على عظام الجمجمة والعمود الفقري والقفص الصدري.
عدد العظام
أقسام الهيكل العظمي
80
(1) الهيكل المحوري
 
(أ) عظام الرأس (الجمجمة)
8
·      علبة المخ
14
·      الوجه
1
·      العظم اللامي (في قاعدة اللسان)
 
عظام الأذن
2
·      المطرقة
2
·      السندان
2
·       الركاب
 
(ب) العمود الفقري
7
·      الفقرات العنقية
12
·      الفقرات الصدرية
5
·      الفقرات القطنية
1(5عظام ملتحمة)
·      الفقرات العجزية
1(4عظام ملتحمة)
·      الفقرات العصعصية
 
(ج) الصدر
1
·      القص
24
·      الضلوع
126
(2) الهيكل الطرفي  
 
(أ) الحزام الصدري
2
·      الترقوة
2
·      اللوح  
 
(ب) الأطراف الأمامية (العلوية)
2
·      العضد
2
·      الزند
2
·      الكعبرة
16
·      الرسغ
10
·      أمشاط اليد
28
·      سلاميات الأصابع
2
(ج) الحزام الحوضي
 
(د) الأطراف الخلفية (السفلية
2
·      الفخذ
2
·      الشظية
2
·      القصبة
2
·      الرضفة (الصابونة)
14
·      العقب (الكاحل)
10
·      أمشاط القدم
28
·      سلاميات أصابع القدم
206 عظمة
المجموع
ب. الهيكل الطرفي
ويشمل 126عظمة موزعة على حزام الكتف وحزام الحوض واليدين والرجلين.


. وظائف الهيكل العظمي
للهيكل العظمي وظائف عدة، منها:
أ. أنه أداة الجسم في الحركة كما أن تركيبه الفريد يسمح بمدى واسع من الحركة قلما توافر لكائن آخر.
ب. أنه مسؤول عن تدعيم الجسم واستقامته.
ج . يحمي المخ وسائر الأعضاء الداخلية.
د. أنه يكون مخزن هائل للكالسيوم والفوسفات.
هـ. يقوم النخاع العظمي بإنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء.




3. العظام: وظيفتها، ملاءمتها، تركيب نسيجها

تختلف العظام في أشكالها وأحجامها، وهذا الاختلاف ساعدها على تأدية الوظائف المنوطة بها، فمثلاً عظام الفخذ والعضد تعمل على تدعيم وزن الجسم واتزانه ومقدرته على المشي أو رفع الأجسام الثقيلة، في حين أن العظام المفلطحة مثل عظمة القص وعظام الجمجمة التي تمثل مساحة سطح كبيرة تحمي الأعضاء الموجودة أسفلها. أما صغر عظام مفصل اليد والقدم فيعطيها مرونة ويكسبها القدرة على القيام بالحركات الدقيقة.

)وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا( (سورة البقرة: الآية 259).

ونسيج العظم خليط من الخلايا العظمية الحية التي ينسج الجسم حولها شبكة بروتينية من ألياف شديدة التماسك تسمى الكولاجين (Collagen). وتترسب الأملاح المعدنية الغنية بالكالسيوم والفوسفات حول شبكة الكولاجين فتعطي للعظم صلابته وقسوته، ويغلف العظام غلالة رقيقة من الأنسجة الضامة تسمى السمحاق (Periosteum) تنتشر فيها الأوعية الدموية فتغذي العظام وتحمل فضلاتها بعيداً (أُنظر شكل تكوين العظم). كما أن السمحاق يكون بمثابة سطح اتصال بين العظام والعضلات التي تستمد قوتها من التصاقها بالعظم. أما العظام الطويلة فتتكون كل عظمة من جذع ونهايتين، تسمى كل منهما رأس العظمة. ويحدث نمو العظمة عند التقاء الرأس بالجذع.

أما نخاع العظم (Bone Marrow)، فيوجد داخل جذع العظمة، وهو من أشد الأنسجة العظمية صلابة. والنخاع العظمي من أكثر أنسجة الجسم أهمية؛ إذ أنه بمثابة المعمل الذي يقوم بتخليق كرات الدم الحمراء، بالإضافة إلى أنه يشكل الوسط الملائم الذي فيه تتخصص كرات الدم البيضاء؛ فتكون خلايا ليمفاوية، أو خلايا أكولة، أو خلايا حبيبية، كل منها مختلف في وظيفته. كما أن خلايا نخاع العظام الأخرى تفرز عديدًّا من العصارات الخلوية والهرمونات التي تنظم الحروب الدفاعية ضد الجراثيم والسـرطانات. ويحتـوي نخاع العظم على أسرار مازال العلم الحديث يحاول الكشف عنها؛ فهو يحتوي على خلايا الذاكرة المناعية  (Memory B Cells)، تلك الخلايا الليمفاوية المتناهية الصغر التي تحمل في شفرتها الوراثية سجلاً دقيقاً لكل ما تعرض له الجسم من ميكروبات. فمثلاً إذا أصيب شخصُ ما بفيروس الحصبة، فإن الخلايا المناعية تتعامل مع المرض في حينه، فإذا ما قُضي على هذا الفيروس، قامت الخلايا الدفاعية المتخصصة في القضاء على هذا الفيروس فقط (دون غيره من الميكروبات) بعملية انتحار فسيولوجي (Apoptosis)، فتفنى إلا قلة صغيرة منها (أقل من نصف بالمائة) تستقر وتكمن داخل نخاع العظم، فإذا ما تعرض الشخص نفسه لفيروس الحصبة مرة أخرى (لنفترض بعد 20 عاماً)، نشطت هذه الخلايا الكامنة وانقسمت وتكاثرت في سويعات قليلة، لتنقض على الفيروس وتفتك به، أو تفرز أجساماً مناعية أخرى تتعامل مع الميكروب، فتشل فعاليته وتقيد حركته.

والأسباب التي جعلت هذه الخلايا تعيش لسنوات عدة دون غيرها من الخلايا، مازالت سِرًّا غير معروف حتى الآن. إلا أن تلك الخلايا لا تعيش إلا داخل نخاع العظام محمية بأقصى أنسجة العظم صلابة، الأمر الذي يؤكد أهميتها لدفاعات الجسم ومقدرته على الحياة في عالم مليء بالميكروبات والسرطانات.

ورأس العظام الطويلة والمفلطحة مكونة من طبقة دقيقة من العظام الصلبة تكسو طبقة أكبر من العظام الإسفنجية التي سميت بهذا الاسم نظراً لكبر الفراغات الهوائية فيها.
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig02.gif_cvt01

       

4. أنواع المفاصل

ولصلابة الهيكل العظمي وقلة مرونة العظام وعدم قدرتها على الانثناء، زود الخالق الهيكل العظمي بمفاصل للحركة، تكون مكاناً لالتقاء عظمتين أو أكثر (أنظر شكل مفاصل الجسم المختلفة). وهذه المفاصل أحد نوعين:

أ. نوع غير متحرك: موجود في العظام الملتحمة مثل عظام الجمجمة.

ب. نوع متحرك: ويحوي الجسم منه أنواعاً مثل:

(1) المفصل الرَّزَّيّ، مثل مفصل الركبة، ويسمح بالحركة للأمام والخلف.

(2) المفصل المحوري، مثل المفصل الذي تكونه الجمجمة مع فقرات العمود الفقري، ويسمح بحركة محورية.

(3) المفصل المنزلق، مثل مفصل الرسغ وكعب القدم، ويسمح بحركة انزلاقية.

(4) المفصل الدائري، مثل المفصل الموجود بين الزند وعظام الرسغ، ويسمح بحركة دائرية.

ولوقاية أسطح التمفصل من التآكل عند الاحتكاك، زَوَّدَها الله بطبقة غضروفية، وسائل لزج خاص يسمى "بالسائل المزلق" (Synovial Fluid)، يجعل حركة المفصل ناعمة. وتقوم مجموعة من الأربطة، تمتاز بالشدة، بالإمساك بعظام المفصل بعضها مع بعض، ومنع خروجها من منطقة التمفصل.

 
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig03.gif_cvt01

5. عظام الجمجمة والعمود الفقري

أ. عظام الجمجمة

تتكون الجمجمة (Skull) من 29 عظمة (أُنظر شكل عظام الجمجمة)، وتنقسم الجمجمة إلى منطقتين رئيسيتين: المنطقة المخية، والمنطقة الوجهية.

المنطقة المخية؛ هي المنطقة التي تحيط بالمخ. أما المنطقة الوجهية؛ فتشمل كل العظام الأخرى للجمجمة.

وتنقسم عظام الجمجمة المخية إلى: عظمتين جبهيتين، تكونان جبهة الإنسان وتتحدان معاً عند البلوغ، وعظمتين خارجيتين تكونان قمة الرأس خلف الجبهة، ثم عظمة تحمي قاع الجمجمة، ويوجد بها ثقب كبير، يمر من خلاله الحبل الشوكي. وكذلك توجد عظمتان صدغيتان على جانبي الرأس، وتحملان عظمة الوجن. كما تحتوي العظام المخية على العظم المٍصْفَوِىّ الذي يكوِّن جزءًا من حاجز الأنف، يمر عن طريقه عصب الشم من المخ إلى منطقة الأنف. أما العظم الإسفيني، فموجود في قاع التجويف الفموي، وفيه تستقر الغدة النخامية التي هي أهم غدة في جسم الإنسان.

أما العظام الوجهية، فتتكون من عظمتي الأنف، والعظمتين الدمعيتين، وعظمة الفك العلوي، وعظمة الفك السفلي. أما عظمتا الحنك فيدعمان سقف الحلق.

ب. العمود الفقري

وعلى الرغم من أهمية كل عظام الجسم، فإن العمود الفقري له وضع خاص، إذ يتكون من وحدات تتراص بعضها مع بعض مكونة محور الجسم الأساسي، لذلك فسنتحدث عنه بمزيد من الاستفاضة في مدخل منفصل.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig04.gif_cvt01
       

6. عظام الصدر

أ. عظمة الترقوة (Clavicle)

هي عظمة طويلة مقوسة، تكوّن مع عظمة اللوح الحزام الكتفي الذي يعلو القفص الصدري، وتتصل عظمتا الترقوة بعظمة القص في وسط الصدر، وبعظمة اللوح من الناحية الأخرى.

ب. عظمة القص (Sternum)

وعظمة القص هي عظمة مفلطحة توجد في منتصف الصدر (أُنظر شكل القفص الصدري)، وفيها تتمفصل الضلوع عبر زوائد غضروفية، كما تتصل بها العضلة الصدرية الكبرى، وهي العضلة التي تعضد مفصل الكتف عند ثني الذراع، كما أنها تتمفصل مع عظمة الترقوة من الجهة العليا، ومع الزائدة الموجودة فى آخر القص من الناحية السفلى.

ج. الضلوع (Ribs)

والضلوع عبارة عن 12 زوجاً من العظام تتمفصل من الخلف مع الفقرات الظهرية، ومن الأمام مع عظمة القص؛ لتكوّن القفص الصدري، ويوجد سبعة أزواج من الضلوع يطلق عليها الضلوع الحقيقية متصلة بعظمة القص بواسطة جزء غضروفي، في حين أن الأزواج الخمسة الأخرى يطلق عليها الضلوع الكاذبة أو الضلوع العائمة.

د. عظمة اللوح (Scapula)

وتكون تقريباً على هيئة مثلث، وتشكل الحزام الصدري مع عظمة الترقوة، وتتحد مع عظمة العضد لتكون مفصل الكتف.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig05.gif_cvt01

7. عظام الأطراف العليا

أ. عظمة العضد (Humerus)

وهي عظمة طويلة تتمفصل مع عظمة اللوح من الناحية العليا، ومع عظمتي الزند والكُعْبُرة،  ليكونا مفصل الكوع.

ب. عظمتا الزند والكعبرة (Radius & Ulna)

وهما عظمتان طويلتان يكوّنان الساعد، ويتقابلان عند نهايتيهما العليا والسفلى، ويتمفصلان مع عظمة العضد من أعلى ومع عظام الرسغ من الناحية الأخرى.

ج. عظام الرُّسْغ (Carpal)

وهي تتكون من ثماني عظيمات تكون الرسغ. وتتراص هذه العظيمات بطريقة معينة فتعطي المفصل قدراً كبيراً من المرونة، ومدى هائلاً من الحركة.

د. عظام مُشْط اليد (Metacarpals)

وهي خمس عظمات طولية تمتد بين الرسغ وسلاميات الأصابع (أُنظر شكل عظام اليد).

هـ. سلاميات الأصابع (Phalanges)

وهي العظمات التي تكون الأصابع، ويحتوي كل إصبع على ثلاث سلاميات، ماعدا الإبهام الذي يحتوي على اثنتين فقط.
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig06.gif_cvt01

       

8. الحزام الحوضي Pelvic Girdle

وتتكون من ثلاث عظمات:

أ. عظمة الحُرْقُفة

وعظمة الحُرْقُفة هي إحدى ثلاث عظمات اتحدت جميعًا؛ لتكوّن الحزام الحوضي. وتتميز عظمة الحُرْقُفة بكونها أعرض هذه العظمات الثلاثة، وتمثل جناحي الحزام الحوضي.

ب. عظمة الورك

وعظمة الورك تتحد مع عظمة الحُرْقُفة من ناحية، ومع عظمة الحوض من الأمام والخلف، ويوجد ثقب كبير في تلك العظمة يسمى الثقب السادّ.

ج. عظمة العانة

وهي العظمة الثالثة في الحزام الحوضي، وتقع أمام المثانة البولية.


9. عظام الأطراف السفلى

أ. عظمة الفخذ (Femur)

هي أطول عظمة في جسم الإنسان، وتستقر في تجويف عظمة الحوض من الناحية العليا، وتلتقي مع كل من عظمتي القصبة والشظية من الناحية السفلى. وفي مكان الالتقاء توجد عظمة الركبة (الصابونة)، فيتكون، مفصل الركبة،  الذي يُعدّ من أهم مفاصل الجسم.

ب. عظمتا القصبة والشظية (Tibia & Fibula)

هما العظمتان المكونتان لساق الإنسان، ويتفاوتان حجماً؛ حيث القصبة أكبر من الشظية، ويتلامسان في منطقتي النهاية السفلى والعليا.

ج. عظم الكاحل (Tarsal)

وهو ما يكون كعب القدم، ويتكون من سبع عظمات متراصة بطريقة معينة لتحقيق قدر كبير من المرونة أثناء السير (أُنظر شكل عظام القدم).

د. عظام مشط القدم (Metatarsals)

وهي خمس عظمات طويلة، تمتد بين الكاحل وسلاميات الأصابع.

هـ. عظام سلاميات القدم Phalanges

وهي العظمات التي تكون الأصابع، ويحتوي كل إصبع منها على ثلاث عظمات تسمى "سلاميات"، ما عدا إصبع القدم الكبير الذي يحتوي على عظمتين فقط.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig07.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالخميس 14 أبريل 2016, 12:27 am

العمود الفقري



الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14443  1. تكوينه وفقراته
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14444   2. إصابات الفقرات وأمراضها
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14445   3. الحبل الشوكي
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14446   4. إصابات العمود الفقري
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14442   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14441   المصادر والمراجع

1. تكوينه وفقراته

يتكون من سلسلة من الوحدات العظمية، تسمَّى الفقرات Vertebrae، بينها مخدات من الغضاريف الليفية، تسمَّى الأقراص بين الفقارية Intervertebral Discs. ويربط الفقرات ويجمع بينها مجموعة من الأربطة القوية Liguments تجعل من الفقرات عموداً صلباً قادراً على تحمل الضغوط. ويستقر العمود الفقري في منتصف الظهر، ويعمل كدعامة أساسية يرتكز عليها الجسم. وهو يعطي الهيئة للجذع. وتستقر الجمجمة Skull بنهايته العليا. كما يثبت القفص الصدري، والذراعان، بوساطته. ويتصل به الحزام الحوضي Pelvic girdle.

ويعطي العمود الفقري حماية للنخاع الشوكي Spinal Cord، الذي هو امتداد الدماغ Brain، في الجذع، والنهاية السفلى للجهاز العصبي المركزي Central Nervous System، إذ يمر بالقناة الفقارية Vertebral Canal، المتكونة من الفقرات، كما أن الأعصاب الشوكية Spinal Nerves، التي تخرج من النخاع الشوكي، تجد طريقها إلى خارج القناة الفقارية، من طريق فتحات بين الفقرات Intervertebral foramina.

وتتصل بالعمود الفقري مجموعة هائلة من العضلات الهيكلية (المخططة) Striated muscles تزيده ثباتاً ومتانة. وهي عضلات إرادية Voluntary Muscles، إما لتحريك العمود الفقري نفسه، بالانثناء إلى الأمام أو الخلف، أو إلى الجانبَين، أو الدوران إلى اليمين أو إلى الشمال، أو لتحريك أجزاء الجسم المختلفة، اقتراباً أو ابتعاداً عن العمود الفقري، مثل تحريك الذراعَين والرجلَين (الأطراف العليا والسفلى).

ويتكون العمود الفقري من مجموع الفقرات المتموضعة معاً (المتراصة)، رأسياً، مكونة شكل العمود. وقسمت تلك الفقرات إلى مجموعات، بحسب موقعها؛ فالتي تقع في منطقة العنق، سميت العنقية Cervical vertebrae، وعددها سبع فقرات؛ والواقعة في منطقة الصدر، سميت الصدرية أو الظهرية Thoracic or Dorsal vertebrae، وعددها اثنتا عشرة فقرة؛ والتي تقع في منطقة الخصر، سميت القَطَنية Lumber vertebrae، وعددها خمس فقرات؛ والواقعة في منطقة العجز Sacrum سميت الفقرات العجزية Sacral vertebrae، وهي خمس فقرات متلاصقة معاً كوحدة واحدة، وتكوّن الجزء الخلفي من الحوض Pelvis. وينتهي العمود الفقري بالعصعص Coccyx، المكوّن من أربع فقرات، مجتمعة معاً، تسمى الفقرات العصعصية Coccygeal vertebrae. وبذلك، يكون مجموع الفقرات، المكونة للعمود الفقري، ثلاثين؛ إذا عُدَّ العصعص فقرة واحدة، لصغره الشديد في الإنسان، وثلاثاً وثلاثين فقرة، إذا روعي أنه يتكون من أربع فقرات. ويُلاحظ أن الفقرات العصعصية، تستطيل في الحيوانات، مكونة الذنب، وتتفاوت استطالتها بتفاوت أطواله.

ويختلف سُمك الفقرات باختلاف مواقعها من العمود الفقري. فنظراً إلى أنه هو الذي يحمل الجسم، فإن سمك الفقرات، يزداد كلما اتجهت إلى أسفل، وصولاً إلى الفقرات القَطَنية، التي تحمل أثقل وزن، فتكون الأكثر سمكاً، مقارنة بالفقرات العنقية، الأقل سُمكاً، والتي تحمل وزناً أخف. ويكون سُمك الفقرات الصدرية وسطاً بينهما. وكذلك، تكون الأقراص بين الفقرات القطنية أكثر سُمكاً، منها بين سائر الفقرات.

وتتكون الفقرة من جزءَين، أحدهما جسم الفقرة، الذي يكون في الأمام. والثاني يبرز منه (أي من الجسم) إلى الخلف، ويتجسد في قوسَين، يلتقيان إلى الخلف، مكونَين الثقب الفقاري Vertebral foramen. وبينما تتراصّ الفقرات بعضها فوق بعض، وبينها الغضاريف، مكونة عموداً، فإن الأثقاب تتراصف بعضها فوق بعض، كذلك، مكونة القناة الفقارية Vertebral Canal، التي يتفاوت اتساعها قليلاً بين الفقرات بتفاوت ضخامة النخاع الشوكي، الذي يمر بها، خاصة العنقية والقَطَنية، التي تتسع لاحتوائه. وتمتد القناة الفقارية من الثقب الكبير في الجمجمة Foramen magnum، إلى العصعص. ويبلغ طولها ستين سم لدى النساء، وسبعين سم لدى الرجال، في المتوسط.

ويمتد جزء بارز، من خلف الفقرة، مكوناً الشوكة Spine (البروز الشوكي Spinous process)، التي تتفاوت أحجامها بين الفقرات تفاوتاً كبيراً. ففي الفقرات العنقية، تكون الشوكة قصيرة، ومشقوقة. وفي الفقرات الصدرية، تتراكب الأشواك، وتكون أسطوانية، طولية، وتبرز إلى الخلف وإلى أسفل. أما في الفقرات القَطَنية، فتكون الشوكة سميكة، ومربعة، وبارزة إلى الخلف.

وهكذا، تختلف أشكال الفقرات باختلاف مواقعها من العمود الفقري، بل إن بعضها تأخذ شكلاً خاصاً، مثل الفقرة العنقية الأولى، التي تسمى Atlas، وتشبه الحلقة، لتستقر عليها الجمجمة. وكذلك الفقرة التي تليها، العنقية الثانية، التي تسمى المحور Axis، وذلك لاستقرار الفقرة العنقية الأولى والجمجمة عليها.

ويتصل بالعمود الفقري أربطة Ligaments، في اتجاهات مختلفة، طولية Longitudinal، وعرْضية Transverse، لتثبيت مكوناته من الفقرات في مكانها، ليحافظ على عموديته، حتى في أثناء حركته في مختلف الاتجاهات. وهي أربطة قوية، من أنسجة ليفية ضامة Connective Tissue.

ويبدو العمود الفقري مستقيماً، إذا نظرنا إليه من الأمام والخلف. ولكن، عندما يرى من جانبه، الأيمن أو الأيسر، يظهر فيه تحدبان وتقعران. ففي المنطقة العنقية، يتحدب إلى الأمام ، وفي الوقت نفسه، يتقعر إلى الخلف. وفي المنطقة الصدرية، يتقعر إلى الأمام، ويتحدب إلى الخلف، مكوناً القتب الصدري Thoracic Kyphosis. وفي المنطقة القَطَنية، يتحدب إلى الأمام، ويتقعر إلى الخلف، مكوناً البزخ القَطَني Lumber Lordosis، أي دخول الظهر من الخلف. وفي المنطقة العجزية، يتقعر من الأمام ويتحدب إلى الخلف. وتقعر المنطقة العنقية من الخلف، يظهر بعد أن يبدأ الطفل برفع رأسه، في الشهرَين، الثالث أو الرابع، من عمره. بينما يبدأ التقعر في المنطقة القَطَنية بالظهور، بعد أن يقف الطفل، ويبدأ بالمشي، بعد نهاية السنة الأولى من عمره. وقد يزداد التحدب، من الناحية الظهرية، ويأخذ شكلاً مرَضياً، كما يحدث في حالات وجود قتب في المنطقة الصدرية، ويصبح الشخص أحدب Humpback، وهو ما يشبه سنم الجمل.

والعمود الفقري هو محور الإنسان الذي يدور حوله (أُنظر شكل العمود الفقري)، وهو مكون من 33 فقرة من العظام الصلبة (أُنظر الشكل العام للفقرة)، تحمي في تجويفها العصب الشوكي. والفقرات تختلف في أشكالها وأحجامها. فهي تنقسم إلى:

أ. منطقة الرقبة (Cervical)

تتكون من سبع فقرات عنقية، وتتميز فقرات منطقة الرقبة بوجود بُروزَيْنِ على شكل أجنحة يطلق عليهما بروزان مستعرضان، وكل واحد منهما يحتوي على ثقب ينفذ من خلاله شريان مغذي للمخ. ويوجد أيضاً بروز شوكي، ولهذه البروزات أهمية قصوى، حيث تعمل مركزًا لتثبيت العضلات.

وأولى فقرات الرقبة يطلق عليها فقرة أطلس (Atlas)، وهي تحمل الجمجمة وما بها من أعضاء، وتسمى كذلك فقرة الفقهة (أُنظر شكل فقرة أطلس). وثاني الفقرات هي  فقرة المحور (Axis)، سميت بذلك؛ لأنها تسمح بدوران الجمجمة حول محورها (أُنظر شكل فقرة المحور). أما باقي الفقرات الخمس فليس لها اسم ولكنها مرقمة من ثلاثة إلى سبعة. وهذه المنطقة هي من أكثر مناطق العمود الفقري مرونة. ومن العجيب أن عدد فقرات منطقة الرقبة ثابت في جميع الحيوانات، فرقبة الزرافة على الرغم من طولها ورقبة الفأر على الرغم من قصرها يحتويان على سبع فقرات (أُنظر شكل فقرة عنقية).

ب. منطقة الصدر (Thoracic)

وتحتوي على 12 فقرة تسمى الفقرات الصدرية. وتتميز فقرات هذه المنطقة دون غيرها بوجود سطح أملس تستقر فيه رؤوس الضلوع (أُنظر شكل فقرة صدرية).

ج. منطقة القطَن (Lumbar)

وتحتوي على خمس فقرات تسمى الفقرات القطنية وتتميز فقرات هذه المنطقة بصلابتها الشديدة، الأمر الذي  يعكس دورها المهم في حمل الجزء الأكبر من وزن الجسم (أُنظر شكل فقرة قطنية).

د. منطقة العجُز (Sacrum)

وهي تحتوي على خمس فقرات عجزية ملتحمة، وهي معروفة بقابليتها للكسر عند السقوط (أُنظر شكل العجز).

هـ. منطقة العصعص (Coccyx)

وتحتوي على أربع فقرات عصعصية ملتحمة، وهي التي تكون الذيل في الحيوانات.

وعلى الرغم من صلابة العمود الفقري، إلا أنه يمتلك مرونة عالية، فهو يستطيع الدوران حول محوره، وكذلك يستطيع الانحناء أمامًا وخلفًا (أُنظر شكل تناسق حركة العمود الفقري). وهذه المرونة ليست كما يعتقد البعض نتيجة لمرونة مفاصل العمود الفقري، لكنها نتيجة لتجمع حركات مفاصل العمود الفقري وتناسقها.

وفقرات العمود الفقري تربط بينها سلسلة من المفاصل المتحركة، تتميز عن باقي مفاصل الجسم بوجود غضروف بين كل فقرتين، يحمي العمود الفقري من الانضغاط، ويعمل على امتصاص الصدمات، كما يمنع الفقرات من الاحتكاك بعضها ببعض.

وقد قدَّر العلماء قدرة تحمل هذا الغضروف بمئات الأرطال على البوصة المربعة في أثناء الحركات العنيفة. ويتكون هذا الغضروف من كيس غضروفي قوي يحتوي من الداخل على مادة جيلاتينية.

ولحفظ التماسك بين الفقرات، جعل الله لكل فقرتين رباطًا يمتد بينهما؛ ليكونا في وضع ثابت أثناء الحركة. وإلى جانب ذلك تحتوي كل فقرة على نصف هلال يتحد مع نصف هلال آخر في الفقرة التالية؛ ليكونا على هيئة  ثقب كامل يخرج عن طريقه العصب الشوكي. وعدد الأعصاب الشوكية واحد وثلاثون زوجاً.

ومن أهم مميزات العمود الفقري هو أنه يحفظ اتزان الجسم؛ ولذلك يحتوي العمود الفقري على ثلاثة انحناءات خفيفة تتحكم في اتزان الجسم مع الجاذبية، فهناك انحناءان خفيفان يتجهان للأمام يوجدان في المنطقة العنقية والقطنية، وانحناء خفيف للخلف يوجد في منطقة الصدر. وقد تزيد هذه الانحناءات أو تختلف، لكنها - في هذه الحالة - يمكن أن تؤدي إلى ألم في العمود الفقري، وقد يكون ثمة خلل ناتج عن أخطاء وراثية، أو ضعف في عضلات البطن، أو أمراض عظمية، مثل: مرض هشاشة العظام. ويتوقف اكتشاف هذه الأمراض أو اكتشاف عيوب العمود الفقري على نتيجة الكشف بالأشعة.

وللعمود الفقري أهمية قصوى عند أطباء التخدير؛ حيث يستخدمون الفقرات دليلاً يسترشدون به لحقن المخدر، كما في حالات التخدير النصفي. كما يستخدمه أطباء التحاليل في تحديد الموضع الذي يستطيعون عنده سحب عينة من السائل الشوكي.


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig01.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig03.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig04.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig06.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig07.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig08.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig09.gif_cvt01


2. إصابات الفقرات وأمراضها

وقد يرجع الحدب الشديد إلى إصابة الفقرات الصدرية بمرض الدرن (Tuberculosis TB). إذ تتأكَّل فقرة أو أكثر من الفقرات، بوساطة ميكروب الدرن، فتصبح ضعيفة، وتنسحق تحت ثقل وزن الجسم، محدثة الحدب الشديد في العمود الفقري. كذلك، يؤدي عدم التوازن العضلي إلى الحدب. إضافة إلى أن سوء وضع الجسم، أثناء الجلوس لفترات طويلة، قد يساعد على الاحديداب. أما التقعر الشديد، الذي يبدو إلى الخلف، في المنطقة القَطَنية (البزخ القطني)، فيظهر لدى الإناث أكثر، بسبب انتعالهن الأحذية ذات الأعقاب العالية.

وربما لا تلتقي الأقواس الفقارية، المتجهة إلى الخلف من جسم الفقرة، والمكونة للثقب الفقاري، فيحدث ذلك نقصاً في تكوّن القناة الفقارية، ويحُول دون تكوّن الشوكة الظهرية (الخلفية)، المسماة (الصلب المفلوج) Spina Bifida، التي طالما اتُّهمَت بأنها سبب التبول اللاإرادي، الذي يحدث للأطفال، أثناء النوم Enuresis، أو ما يسمى، أحياناً، بلل الفراش Bed wetting. والحقيقة، أن الصلب المفلوج، هو فشل التقاء الأقواس الفقارية، نتيجة لنقص ميزودرمي Mesodermic وهو النسيج المكون للفقرة. وقد يكون مصحوباً بنقص إكتودرمي Ectodermic ونيوروإكتودرمي Neuroectodermic. وهو على نوعَين:

أ. الصلب المفلوج الخفي Spina bifida occulta

إذ يكون النقص الفقاري فيه قليلاً. وعادة، يصيب المنطقتَين القَطَنية والعجزية، من العمود الفقري. وقد يكون مصحوباً بإصابة الجلد المغطي لهما، من دون إصابة الحبل الشوكي، أو السحايا. وقد تكتشف هذه الحالة، من طريق المصادفة، عند تصوير الفقرات بالأشعة، لأي سبب من الأسباب، من دون ظهور أي أعراض إكلينيكية لها. وقد يلفت إلى هذه الحالة إصابة الجلد بشامة أو خال mole، أو ورم دموي Haemangioma، أو خصلة من الشعر hair tuft، أو حفرة في العجز، أو ورم شحمي Lipoma، في المنطقتَين، القَطَنية العجزية من الظهر. كما أن وجود اضطراب عصبي، قد يشير إلى وجود الصلب المفلوج، في بعض الحالات. ولهذا الاضطراب العصبي أسباب عدة:

(1) تشوّه الحبل الشوكي Spinal Cord أو نقصه.

(2) التحام الحبل الشوكي بأحد الأنسجة المجاورة، الذي قد يؤدي شده، أثناء حركة العمود الفقري، إلى تلف في ذلك الحبل.

(3) الضغط المباشر على الحبل الشوكي، أو ذيل الفرس Cauda equina وهو مجموعة الأعصاب المغذية للأطراف السفلى. والتي تمتد بعد نهاية النخاج الشوكي، بوساطة مثير عظمي، أو امتداد ورم شحمي داخل النخاع.

هذه الأسباب المؤثرة في الحبل الشوكي، قد تؤثر في المسارات العصبية فيه، فينتج شلل تقلصي سفلي Spastic Paraplegia. إلا أن الشكوى، غالباً، ما تكون من أصابع القدمَين، التي تصبح مخلبية، نتيجة لضعف العضلات الداخلية للقدم، ثم يتبعها العضلات الأخرى، ومنها عضلاته الجانبية، ويسفر ذلك عن تشوهات في القدمَين. واضطراب إخراج البول، الذي يحدث في هذه الحالة، هو سلس البول Incontinence، وليس البوال Enuresis، إذ يكون تنقيط البول المستمر، ليلاً ونهاراً، إضافة إلى ما يصاحبه من علامات عصبية في الرجْلَين، ونقص (أو اختلال) الإحساس في منطقة الشرج Saddle shaped area.

ب. الصلب المفلوج الكيسي Spina bifida cystica

وفي هذا النوع، يكون النقص العظمي متسعاً. وتبرز خلاله السحايا Meninges والحبل الشوكي، أو أحدهما. ويؤدي الفتق السحائي إلى شلل ارتخائي في الطرفَين السفليَّين، وشلل المثانة البولية؛ ومن ثَم، سلس البول Incontinence.

الصلب المفلوج، إذاً، لا يسبب البوال Enuresis، وإنما يسبب سلس البول Incontinence. ولكن ليس هو نفسه السبب؛ وإنما ما يصاحبه من اختلال في أعصاب التحكم في المثانة، التي يصحبها، عادة، أعراض عصبية أخرى؛ إذ قد يعتري سلس البول كثيرين، من دون أعراض لأساب أخرى.


3. الحبل الشوكي

وفي القناة الفقارية، يتدلّى الحبل الشوكي، وهو امتداد النخاع المستطيل Medulla oblongata. ويبدأ عند مستوى الثقب الكبير Foramen magnum لقاعدة الجمجمة، أي عند بداية العمود الفقري. وينتهي عند الحافة السفلى للفقرة القَطَنية الأولى. ويراوح طوله بين 42 سم و45 سم. وهو يشابه أسطوانة مفلطحة، بعض الشيء. أما عرضه، فيتفاوت بين 2 و3 سم، في الاتساع العنقي، وبين 3 و4.5 سم، في الاتساع القَطَني، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في عدد الخلايا والتوصيلات العصبية، في هاتَين المنطقتَين، واللازمة للإمداد العصبي للأطراف، العليا والسفلى؛ وهو ما يسمى تضخم النخاع الشوكي، عند الضفائر، العنقية والعضدية والعجزية. وينتهي النخاع الشوكي بشكل مخروط.

ونظراً إلى أن النخاع الشوكي هو امتداد الدماغ في الجسم، فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ وفّر له الحماية نفسها، التي توافرت للدماغ، من طبقة عظام خارجية، (الفقرات، وإن كانت الغضاريف بينها تُعَدّ نقطة ضعف، إلا أنها ضرورية لحركة الجذع ومرونته)، ثم ثلاث طبقات من الأغشية السحائية Meninges. وهي: الأم الجافية Dura mater، وهي المبطنة للقناة الفقارية، والملاصقة للفقرات والغضاريف. والغشاء العنكبوتي Arachnoid membrane. والغشاء الملاصق للنخاع الشوكي، وهو الأم الحنون Pia mater. ويمتلئ فراغ القناة الفقارية بالسائل النخاعي الشوكي، الذي يعطي حماية إضافية للنخاع الشوكي. ويتثبت هذا النخاع، في القناة الفقارية، بوساطة:

أ. الخيط الانتهائي، الذي يربطه إلى العصص.

ب. أربطة على الجانبَين، تربطه إلى الأم الجافية، المتصلة، بدورها، بعظام العمود الفقري.

ويظهر النخاع الشوكي، في قطاعه العرضي، مادة سنجابية (رمادية) Grey matter، على شكل حرف H، ويحيط به المادة البيضاء White matter. وتكوّن المادة الرمادية الخلايا العصبية، التي تضطلع بالحركة والإحساس. بينما تكون المادة البيضاء المسارات، الصاعدة والهابطة. والجزء الأمامي من المادة الرمادية، يشمل الخلايا العصبية المختصة بالحركة. بينما يشمل الجزء الخلفي الخلايا العصبية المختصة بالإحساس.

ويفصل بين جانبَي النخاع الشوكي، الأيمن والأيسر، شق أمامي، وآخر خلفي، في الخط الأوسط تماماً. وفي وسطه قناة صغيرة مملوءة بالسائل النخاعي الشوكي، وترتبط بالبطين الرابع Forth vetricle، الموجود في الدماغ. ويتميز النخاع الشوكي، في كل جانب، إلى القرن الظهري، الذي يحمل الإحساسات بنوعَيها: العميقة، وهي توتر العضلات، وحس الوضع، والحركة، وتمييز اللمس، والاهتزاز. والإحساسات السطحية، وهي الألم، والحرارة، واللمس الخفيف. إذ يحملان بوساطة المسارات العصبية الصاعدة Assending tracts إلى الدماغ، مروراً بالمهاد. وإلى القرن الأمامي، الذي يتكون من الخلايا الحركية، التي تنتهي إليها المسارات الحركية، النازلة من الدماغ. وهي الهرمية، التي تحمل الحركة الإرادية، ومصاحبات الهرمية، التي تعمل على ضبط الحركة وتوافقها.

ويُعَدّ النخاع الشوكي امتداداً للدماغ، في جذع الإنسان. لذا، فهو مركز للأفعال المنعكسة، أي التي تحدث من دون عمليات الدماغ، من التفكير والذاكرة وغيرهما من العمليات العقلية؛ وذلك مثل سحب اليد السريع، عند الوخز بدبوس. كما يُعَدّ النخاع الشوكي مركز توصيل وسيطاً للإحساسات، من أعضاء الجسم المختلفة إلى الدماغ. ومركزاً وسيطاً، كذلك، لتوصيل الأوامر الحركية، من الدماغ إلى الأطراف والأعضاء. ويكون ذلك من طريق الأعصاب الشوكية Spinal Nerves، المكونة من أزواج عصبية متقابلة، تخرج من النخاع الشوكي، ويبلغ عددها واحداً وثلاثين زوجاً، ميامنة ومياسرة. وتقسم الأعصاب الشوكية إلى مجموعات، بحسب المنطقة، التي تخرج منها. وهي:

أ. مجموعة الأعصاب الشوكية العنقية، وعددها ثمانية أزواج، وتخرج من المنطقة العنقية.

ب. مجموعة الأعصاب الشوكية الصدرية، وعددها اثنا عشر زوجاً، وتخرج من المنطقة الصدرية.

ج. مجموعة الأعصاب الشوكية القَطَنية، وعددها خمسة أزواج، وتخرج من المنطقة القَطَنية.

د. مجموعة الأعصاب العجزية، وعددها خمسة أزواج، وتخرج من المنطقة العجزية.

هـ. زوج واحد من الأعصاب الشوكية، وهو آخرها، ويسمى العصب العصعصي.

وكل من هذه الأعصاب الشوكية، يتكون، عند خروجه من النخاع الشوكي، من جزءَين، أحدهما أمامي، مختص بالحركة Motor. والثاني خلفي، مختص بالإحساس Sensory. ثم يندمجان، ليكونا عصباً واحداً، تختلط فيه الألياف الحسية بتلك العصبية الحركية Sensory-motor. وبعد هذا الاختلاط، ينقسم العصب الواحد إلى فرعَين، أمامي وخلفي. يغذى الأمامي الجذع، من الأمام، بالإحساس والحركة. ويغذى الخلفي الجذع والأطراف، من الخلف، بالإحساس والحركة، كذلك. ويتجمع بعض الأعصاب الشوكية معاً، لتكوّن ضفائر عصبية، تنسب إلى المنطقة، التي تخرج منها، مثل الضفيرة العنقية Cervical plexus، والضفيرة العضدية Brachial plexus، والضفيرة العجزية Sacral plexus.

ونظراً إلى انتهاء النخاع الشوكي عند مستوى أعلى من نهاية العمود الفقري، وقصر المناطق المختلفة من الحبل الشوكي عن مثيلاتها (المناطق المناظرة لها)، من العمود الفقري ـ فإن الأعصاب الشوكية، تتدلى من النخاع الشوكي، هابطة إلى مستواها المقابل من هذا العمود، ليخرج العصب من الثقب المناظر له بين الفقرات Intervertebral foramen، ويزداد هذا التدلي كثافة وميلاً، كلما اقترب من نهاية الحبل الشوكي، حتى يتكون، عند نهايته، ما يشبه ذيل الحصان Cauda equina، من الأعصاب المتدلية الكثيفة.

وتحدث آلام العمود الفقري، بسبب التلف الناتج من الشد Traction، أو الضغط compression، أو النقل (الإزاحة) Displacement، الناجمة، بدورها، عن إصابة في حادث Trauma، أو ورم tumour، أو التهاب العظام المكونة للعمود الفقري، أو جذور الأعصاب الشوكية Spinal Nerves، أو الأغشية السحائية Meninges، أو الشرايين والأوردة (الأوعية الدموية)، المغذية للعمود الفقري وما يلتصق به. كذلك، يحدث الألم عندما ينقطع الدم عنه Ischaemic Pain. وهناك ألم، ينتج من التهاب أو تمزق الأربطة بين الفقرات. ويلاحظ أن الفقرات العنقية المتحركة، هي عرضة لتغيرات الالتهاب المفصلي أكثر من غيرها Cervical Spondylosis، وهذا يحدث لمعظم الناس فوق سن الخمسين. وفي نسبة 20% منهم، تحدث أعراض مرَضية، إذ تنتج الآلام، إما من الضغط المباشر من الزوائد العظمية في الفقرات، على النخاع الشوكي، أو من ضغط تلك الزوائد على الأوعية الدموية، فتقلل الدم الواصل إلى النخاع الشوكي. ولكن، يُعَدّ الانزلاق الغضروفي أكثر اضطرابات العمود الفقري مأسوية.


4. إصابات العمود الفقري

وتتميز إصابات العمود الفقري عن باقي إصابات الجسم بقسوتها وشدتها؛ نظراً لما يحمله العمود الفقري بداخله من أعصاب تتحكم في الجسم كله. ومن أهم هذه الإصابات وأشهرها الانزلاق الغضروفي وعرق النسا.

أ. الانزلاق الغضروفي Vertebral Disc Prolapse

وهو بروز الغضروف من مكانه، بين الفقرات، واندفاعه إلى الخلف، أو الجنب (الأيمن أو الأيسر)، ليضغط على النخاع الشوكي، أو العصب الخارج منه، الذي يطلق عليه جذر العصب Nerve Root. وهذا الانزلاق، قد يحدث لأي من الغضاريف الموجودة بين الفقرات، وإن كان أكثر حدوثاً في غضاريف الفقرات القَطَنية، أو بين الفقرتَين القَطَنية الخامسة والعجزية الأولى.

ويتكون الغضروف من جزء خارجي، يسمى المتليف المحيطي Annulas fibrosis، وهو يتكون من مجموعة صفائح دائرية ليفية ذات خاصية مطاطة وقوية تلف حلو بعضها على شكل قشور البصلة. وهو يحيط بنواة مركزية تسمَّى Pulposus، وتتكون من مادة هلامية من Gelatinous وهي بيضاوية الشكل، وتقوم بدور المحور الذي يسهل الحركة الدائرية للفقرات. وعادة، يَضْمر الغضروف، مع تقدم السن، إذ تقل السوائل في النواة المركزية، مما يؤدي إلى صغر حجمها، ويلقي بحمل الجسم على المفاصل بين الفقرات، فيحدِث فيها تلفاً، أو تورماً، مما يسفر عن آلام في الظهر والأطراف، خاصة السفلى. ويزيد من تلك الآلام، ضعف عضلات الظهر، وازدياد الوزن.

تحدث الإصابة به عند حدوث ضغط هائل أو حركة عنيفة لا يتحملها الغضروف، وبالتالي يحدث انفجار للطبقة الخارجية للغضروف، وتخرج المادة الجيلاتينية إلى الخارج.

وعند خروج هذه المادة، تضغط على العصب الشوكي (أُنظر شكل غضروف منزلق)، ومن هنا تحدث الأعراض، والمتمثلة في ألم شديد في العمود الفقري، مع عجز عن الحركة. وقد تصل شدة الآلام في بعض الحالات إلى حد أن يؤثر السعال الخفيف على المريض، فيتولد عنه آلام ظهرية عنيفة. وفي مثل هذه الحالات يتدخل الطبيب جراحياً لإزالة الجزء المترهل من الغضروف (أُنظر شكل جراحة الانزلاق الغضروفي).

وفي هذه العملية يخدر المريض، ثم يقوم الطبيب بإدخال إبرة في موضع الألم، ويأخذ أشعة للمكان للتأكد من الموقع، ثم يقوم بإحداث جرح قطعي وتحديد الغضروف المصاب عن طريق الميكروسكوب الجراحي، ثم يُدِخل أنبوبة معدنية يطلق عليها اسم "المرشد"، بحيث تُجرى جميع خطوات العملية من خلالها لتجنب إصابة أي من التركيبات الحساسة المجاورة لمكان العملية. وأهم خطوة في العملية تتمثل في أن يقوم الجراح بإبعاد العصب الذي يضغط عليه الغضروف المترهل حتى لا يصاب أثناء الجراحة.

ولإظهار الجزء المصاب من الغضروف، يقوم الجراح بإحداث قطع صليبي في الطبقة الليفية المغطية لغشاء النخاع الشوكي المسمى بالأم الجافية، ثم يقوم الطبيب بإدخال آلة تشبه المقص تسمى رونجيور لقطع الجزء التالف من الغضروف وإزالته ثم يغلق الجرح. ونظرًا لسهولة هذه العملية فإن المريض يستطيع أن يقوم من رقاده في اليوم التالي لإجرائها.

ويحدث الانزلاق الغضروفي الحادّ، عندما يتمزق المتليف المحيطي، فتبرز النواة وتضغط على جذور الأعصاب عند خروجها مسببة ضغطا ميكانياً مصحوباً بأعراض معينة، ويحدث الانزلاق الغضروفي بعد الإصابة في حادث، أو في أثر حمل شيء ثقيل، بطريقة خاطئة، فيها انحناء شديد للظهر، أثناء رفعه. وللانزلاق الغضروفي أعراض مَرضية، حسية وحركية. وهي:

(1) الأعراض الحسية

وهي آلام متكررة، في صورة نوبات، تمتد من مكان الانزلاق، إلى المنطقة التي يمدها العصب المضغوط عليه (من الجلد والعضلات والمفاصل). وهذا الألم يزداد مع الكحة والعطس، ومع الشد على العصب، من خلال حركة الجزء المصاب من العمود الفقري؛ إذ يزداد الضغط على جذور العصب الحسية، بوساطة الغضروف. والآلام، غالباً، تأخذ صورة الحرقة أو الوخز. وعند فحصها، يلاحظ نقص الإحساس أو شدته، في المناطق المصابة (أي المتأثرة بانضغاط العصب).

(2) الأعراض الحركية

وتكون على هيئة ضعف العضلات. وبعد استمرار انضغاط العصب، لمدة طويلة، مع عدم استعمال العضلة، تصاب العضلات بالضمور، ويقلّ توترها Tone، مما ينجم عنه ضعف المنعكسات العصبية Reflexes، أثناء فحصها، هذا إذا كان الانضغاط على عصب طرفي (من الأعصاب الشوكية). أما إذا كان على المسارات الحركية الهرمية Pyramidal Tract، في النخاع الشوكي، فإن توتر العضلات يزداد، وكذلك المنعكسات العصبية.

وأكثر ما يحدث الانزلاق الغضروفي، في الغضورفين الفاصلين بين الفقرة القطنية الرابعة والخامسة والفقرتين القطنية الخامسة والعجزية الأولى، محدثاً ألم عرق النسا Sciatica، الذي ينتشر في الفخذ من الخلف، ممتداً إلى خلف الساق، وغالباً ما يتمركز الألم في جانب واحد، وقد يكون في الناحيتَين.

ويتأكد تشخيص الانزلاق الغضروفي بالأشعة، سواء العادية PlainX-ray، أو المصحوبة بحقن صبغة داخل القناة الفقارية، في السائل النخاعي الشوكي، لتبرز انضغاط القناة الفقارية، الناتج من بروز الغضروف. ولكن، ظهر حديثاً التصوير المقطعي بالكومبيوتر Computerised Axial Tomography. وكذلك الرنين المغناطيسي Magnetic Resonance Imaging، الذي يوضح إيضاحاً تاماً، انزلاق الغضروف، بل يوضح للجراح كل التفاصيل، في حالة لزوم الجراحة، إذ يكشف النخاع الشوكي، والفراغات، داخل الأم الجافية والعمود الفقري وخارجهما.

وعلاج الانزلاق الغضروفي، قد يكون بالراحة، مع بعض المسكنات، وبعض تمرينات العلاج الطبيعي Physical Exercises، المشتمل على جلسات التدفئة الموضعية. وإذا فشلت تلك العلاجات، وكان الضغط على الأعصاب مصحوباً بضعف العضلات والمنعكسات العصبية، أو بخدر Numbness، أو نقص الإحساس Hypoesthesia، في أجزاء معينة، من جراء الانزلاق ـ فإن المعالجة الجراحية باستئصال الغضروف Laminectomy تكون هي الحل الأمثل، ثم يتبعها العلاج الطبيعي، لتقوية العضلات وتلاشي التقلصات العضلية، التي يمكن أن تحدث بعد عملية الاستئصال.

ب. عرق النسا

وعرق النسا هو العصب الذي يغذي الأرجل، وعند إصابته يشكو المريض من ألم شديد في منطقة العجز وظهر الفخذ يسببه الضغط على بداية عصب النسا، بعد خروجه من بين الفقرات. وغالباً يكون مصدر هذا الضغط تزلج غضروف بين الفقرات. وقد يسببها وجود ورم أو جلطة دموية أو انقباض للعضلات، أو حتى الجلوس في وضع غير مناسب لفترات طويلة. ويتميز الألم بأنه يشمل الرجل كلها. وقد يعاني المريض من فقدان إحساس مؤقت وضعف في عضلات الرجل.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig10.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig11.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالخميس 14 أبريل 2016, 9:40 am

العقل البشري والدماغ


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14544   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14545   1. العقل البشري والدماغ Brain
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14546   2. الجهاز الانفعالي Limbic System
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14547   3. الأغشية السُحائية Meninges
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14548   4. السائل المخي الشوكي Cerebrospinal Fluid
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14549   5. الحبل الشوكي Spinal Cord
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14550   6. تركيب النسيج العصبي
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14543   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14542   المصادر والمراجع



مقدمة

الجهاز العصبي سر من أسرار الحياة مازال العلم الحديث يبحث فيه، وكلما اُكتشف منه شيء جديد، زادت معه حيرة العلماء من تلك القدرة الهائلة التي تتمتع بها خلايا هذا الجهاز. ما هو الجهاز العصبي؟ ما هي أبعاده؟ ما طبيعة الوظائف التي يقوم بها؟ من الذي ألهمه القيام بهذه الوظائف المعقدة؟ كل هذه الأسئلة بلا شك موضع أبحاث امتدت عبر قرون، فلم تأت إلا بقشور.

الجهاز العصبي، مثل الدم، يصل إلى جميع أجزاء الجسم عن طريق الأعصاب ونهاياتها، فإذا انقطع اتصالها بعضلة ما، صارت هذه العضلة مشلولة، وإذا انقطعت عن عضو معين، فقد هذا العضو وظيفته.

والجهاز العصبي هو جهاز تحكم؛ فهو يتحكم في انقباض العضلات، وإفراز الغدد، وتنظيم ضربات القلب، والتنفس، والهضم، والإخراج. كما يعمل الجهاز العصبي على تنظيم سريان الدم وتنظيم ضغطه. ولقيام هذا الجهاز بوظائفه، لابد له أن يستقبل معلومات من عدد كبير من المصادر من داخل الجسم أو من البيئة المحيطة به.

وقديماً اعتقد العلماء أن الجهاز العصبي ما هو إلا جهاز آمر، أي - بعبارة أخرى - هو المسؤول عن إصدار إشارات معينة إلى أعضاء الجسم وعلى الأعضاء أن تُنفذ ما يرسله المخ من إشارات، إلا أن هذا الاعتقاد زال في منتصف هذا القرن، حينما اكتشف العلماء علاقة وثيقة بين الجهاز العصبي وغدد الجسم الصماء التي تفرز الهرمونات الهامة لبناء الجسم، إلى الحد الذي اقترن معه اسم الجهاز العصبي بغدد الجسم، فتغير اسمه إلى "جهاز الأعصاب والغدد الصماء" (Neuro-Endocrine System)، وتعود هذه التسمية إلى اكتشاف مؤداه أن الهرمونات تستطيع كذلك أن تصدر أوامر إلى الجهاز العصبي فينصاع لها.

ومع ازدياد البحث وتطور العلم الحديث، وُجد أن الجهاز المناعي، يستطيع كذلك أن يؤثر على الجهاز العصبي ومراكز المخ العليا. فعلى سبيل المثال، حينما يصاب الإنسان بوعكة مثل نزلة البرد، فإن الجهاز المناعي يفرز مادة تجعله يُخلِدُ إلى الراحة، بالإضافة إلى عديد من المواد الأخرى التي تفرزها كرات الدم البيضاء، فتؤثر على نشاط الجهاز العصبي. وقد أثبتت هذه الاكتشافات العلمية  للعلماء أن الجهاز العصبي لا يعمل بمنأى عن الغدد الصماء والجهاز المناعي.

وأثبتت التجارب الحديثة كذلك أن عدداً من خلايا الجسم، مثل الخلايا الليفية (Fibroblast)، تمتلك كذلك خاصية إرسال إشارات وأوامر إلى الجهاز العصبي، فيستجيب لها.

كل هذه الاكتشافات غيرت المفهوم الدارج عن الجهاز العصبي، فلم نعد ننظر إليه على أنه مركز التحكم في الجسم فقط، بل شبكة هائلة للاتصالات بين أعضاء الجسم المختلفة من ناحية، وبين الجسم والبيئة المحيطة به من ناحية أخرى. وتسير في هذه الشبكة الإشارات في اتجاهين متضادين. ولعل لفظ "التنسيق" بين وظائف الجسم المختلفة أكثر دقة في وصف وظائف الجهاز العصبي.

ويتكون الجهاز العصبي من: الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System)، ويضم كُلاًّ من الدماغ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي الطرفي الذي يضم شبكة من الأعصاب والعُقد العصبية تُغذي جميع أنحاء الجسم.

ويتركب الجهاز العصبي من عدة بلايين من خلايا بالغة التخصص يُطلق عليها "الخلايا العصبية" (Neurons)، وخيوط على هيئة حزم من ألياف رقيقة تسمى "الأعصاب" (Nerves) التي تَنسِج بدورها شبكة في الجسم تنتقل خلالها الإشارات بسرعة فائقة عجز العلماء عن قياسها. حيث يمكن أن يأخذ رد فعل شخص لموقف معين لحظة أو أقل. وكثير من العمليات المعقدة تبدأ وتستمر ثم تنتهي في لحظة، بحيث قد لا يُعِيرُها الناس التفاتاً.

ولنضرب على ذلك مثالاً: اندلع حريق في الغرفة التي يجلس فيها أحد الأشخاص. ماذا سيحدث؟

تستقبل شبكية العين صورة كاملة لمسرح الأحداث، فترسلها بدورها إلى المخ عبر العصب البصري. فيقدر المخ درجة الخطر بسرعة فائقة، ويقوم بتقدير المسافة بينه وبين النار، ويبحث عن بدائل النجاة المطروحة، ومدى الخطورة المصاحبة لكل بديل. وعندئذ يتخذ المخ أنسب القرارات، ثم يرسل أمراً إلى عضلات الأرجل، لتلوذ بدورها بالفرار في طريق النجاة، ثم يقوم المخ بإرسال إشارة إلى الغدة الكَظَرِيّة الموجودة بجوار الكُلْيَة، لتفرز هرمون الأدرينالين بكميات كبيرة، بحيث يوضع الجسم في حالة تأهب؛ إذ يمد الجسم بطاقة هائلة تمكنه من بذل مجهود غير عادى. وتحدث كل هذه العمليات الكهربائية والكيميائية في ثوانٍ معدودة (أُنظر شكل رد الفعل عند رؤية الخطر).


الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig01.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالخميس 14 أبريل 2016, 9:51 am

1. العقل البشري والدماغ Brain

اشتُق لفظ العقل لغوياً من الفعل "عَقَلَ"، وعقل الشيء؛ أي كبح جماحه، وعقل البعير؛ أي قيده عن الحركة. ومن هذا المعنى يكون عقل الإنسان هو الذي يجعله يتحكم في جميع مرادات النفس ونوازعها، كما يدرك الإنسان به الأشياء، ويعرف الخطأ من الصواب.

والعقل كلمة شاملة ذات مفهوم أوسع من الدماغ الموجود في الرأس، إلا أنه تجاوزاً يمكن القول بأن ثمة صلة وثيقة بين العقل والدماغ، من حيث احتواء الدماغ على المراكز التي تتحكم في العمليات الذهنية والانفعالية والحسية في الإنسان؛ ومن ثم يمكن اختزال حديثنا عن العقل البشري بشكل عام إلى حديث عن الدماغ في جانبه التشريحي والوظيفي.

ويعتقد الكثير من العلماء أن للعقل البشري وظائف غير موجودة في الحيوان؛ إذ يقوم بترتيب المعلومات وربط بعضها ببعض، ليكَوّن منها أفكاراً، كما أنه يُعدُّ مكان الابتكار والإبداع والأحلام؛ فهو يُمكّن الإنسان من التمييز بين الخطأ والصواب، وبين ما هو منطقي وما هو غير منطقي، كما أنه مخزنٌ للمعلومات والذاكرة، وهو المسؤول عن سلوك الإنسان ورد فعله في السراء والضراء.

ويملأ الدماغ أغلب تجويف الجمجمة، ويزن لدى الإنسان البالغ حوالي 1400 جرام؛ أي بما يعادل 2% من وزن الجسم. ويبلغ وزنه في الأطفال حديثي الولادة حوالي 400 جرام ويزيد تدريجياً في الستة أعوام الأولى من عمر الطفل ويكتمل نموه ببلوغ الطفل عامه السادس.

ويتركب الدماغ من حوالي 100 بليون خلية عصبية يموت منها ما بين 50-100 ألف خلية كل يوم، يتم التخلص منها عن طريق الخلايا الدعامية. وتتكدس أجسام معظم الخلايا العصبية في قشرة المخ؛ حيث تحتوى على ما يقرب من ستة ملايين خلية عصبية في كل سنتيمتر مكعب.

ومعدل استهلاك الدماغ من الأكسجين ثابت لا يتأثر بالنوم واليقظة، أو الراحة والتعب، أو بأي تغيرات في دورة الدم.

ويتكون الدماغ من ثلاثة أجزاء رئيسية؛ هي: عنق الدماغ، والمخيخ، والمخ (أُنظر شكل أجزاء دماغ الإنسان). وتتحكم كل منطقة أو جزء من هذه الأجزاء في أنشطة فسيولوجية منفصلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن تضافر جهود هذه الأجزاء، وليس استقلاليتها في عملها، هو الذي يضفي على الدماغ تلك الكفاءة العالية والفريدة التي  تميز نشاطه الفسيولوجي.

أ. عنق الدماغ Brain Stem

يُعد عنق الدماغ امتداداً للحبل الشوكي، حيث يتشابه معه في التركيب، وتوزيع الخلايا العصبية. وهو يُشكل حلقة الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي (أُنظر شكل أجزاء عنق الدماغ).

ويحتوي عنق الدماغ على المراكز العصبية الهامة لاستمرار الحياة؛ فقد يولد بعض الأطفال الذين لم يكتمل نموهم وليس لديهم من مكونات الدماغ إلا عنق الدماغ، ومع ذلك يظلون أحياء.

يتكون عنق الدماغ من الأجزاء التالية:

(1) النخاع المستطيل Medulla Oblongata: يمثل امتداد الحبل الشوكي داخل الجمجمة؛ ويحتوي على عدد من المراكز العصبية الهامة لتنظيم ضربات القلب، والتنفس، وضغط الدم، والعطش. كما أن له دوراً هاماً في تنظيم إفراز اللعاب، والعصارات المعدية، والقيء، والسعال، والعطس، والبلع.

(2) الجسر Pons: وهو جزء من عنق الدماغ، يُعد جسراً فعلياً تمر عبره الألياف العصبية من المخيخ إلى الجهاز العصبي المركزي. والجسر له دور هام في تنظيم عمليات التنفس وحركات الرأس والاتزان.

(3) الدماغ المتوسط Midbrain: ويقع عند موضع اتصال كلٍّ من المخ والمخيخ بالحبل الشوكي، ويحتوي على مراكز هامة لتنظيم حركات العين والسمع.

(4) المخ البيني Diencephalon: ويتكون من جزئين (أُنظر شكل قطاع في دماغ الإنسان):

(أ) المهاد Thalamus: منطقة حيوية هامة تقع أسفل قشرة المخ مباشرة، وتتكون من عدد كبير من الخلايا العصبية التي تعمل بمثابة محطة ترحيل للإشارات العصبية، وكثيراً ما شُبّهت بمركز التنظيم الداخلي (السنترال) لمجموعة كبيرة من أجهزة الهاتف؛ فهي مركز تنسيق لمعظم الإشارات الواردة لقشرة المخ، ما عدا حاسة الشم، كما تقوم بتصنيف الإشارات الحسية الداخلة لها وتنقلها إلى المخ، بالإضافة إلى ذلك، تنسق منطقة المهاد بين الانفعالات المختلفة. ويؤدي استئصال المهاد إلى فقد الإحساس بالألم واختفاء الإحساس عن طريق الجلد والعضلات.

(ب) تحت المهاد Hypothalamus: تقع أسفل المهاد مباشرة، ويبلغ وزنها أقل من 1% من وزن المخ وتتكون من عدد كبير من مجموعات الخلايا العصبية يطلق عليها عقد أو أنوية. ولها دورٌ بالغ الأهمية في التنظيم والتحكم في الكثير من آليات الاتزان الداخلي، كما أنها حلقة الوصل بين الجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء، حيث تقع فوق الغدة النخامية مباشرة، وتتصل بها اتصالاً وثيقاً بواسطة ساق الغدة النخامية. وتختص هذه المنطقة بتنظيم كلٍّ من الشهية، ودرجة حرارة الجسم، والاتزان، كما توجد بها خلايا عصبية مختصة بالجوع، والعطش، وتنظيم درجة حرارة الجسم. ولها دورٌ هامٌ في الكثير من الإيقاعات البيولوجية الهامة، وخصوصاً تنظيم الدورة الشهرية والتبويض في الإناث. وفي حالات الطوارئ، والإجهاد النفسي والعصبي، تكون منطقة "تحت المهاد" مسؤولة عن تهيئة الجسم لتلك الحالات التي  تستلزم عمل مجهود غير عادي، وذلك للمحافظة على استمرار عمل أعضاء الجسم بكفاءة .

ب. المخيخ Cerebellum

يقع أسفل المخ مباشرة، وتنتشر على سطحه ثنيات دقيقة وعديدة. يتركب المخيخ من فصين متساويين في الحجم، ويرتبطان معاً بواسطة جزء دودي. ووظيفة المخيخ الرئيسية هي حفظ توازن الجسم الذي يتطلب تنظيم جميع الحركات الجسمية، وتنسيقها أثناء المشي، والجري، والكتابة.. وغيرها؛ ولذلك يتلقى المخيخ بصفة مستمرة إشارات ومعلومات من العضلات، والمفاصل، والجلد، والعيون، والأذن، والأحشاء. كما يستقبل المخيخ إشارات من باقي أجزاء الدماغ، حتى يتمكن من تنسيق الحركات والتحكم في وضع الجسم واتزانه.

ج. المخ Cerebrum

يستقل المخ بالجزء الأكبر من دماغ الإنسان (أُنظر شكل حجم المخ في الإنسان). وهو عبارة عن عضو كروي الشكل، يتكون من قسمين متماثلين تماماً؛ كل منهما على شكل نصف كرة تقريباً، وينفصل نصفا كرة المخ طولياً، لكنهما يتصلان من أسفل عن طريق الجسم الجاسي Corpus Callosum.

ولمخ الإنسان وظائف رئيسية هي:

(1) إدراك جميع الأحاسيس ومعرفتها؛ إذ تقوم خلايا المخ باستقبال الإشارات من أعضاء الإحساس المختلفة الموجودة في شتى أنحاء الجسم، ثم تحللها.

(2) تنسيق جميع الحركات العضلية الإرادية التي يقوم بها الجسم.

(3) يقوم المخ بجميع الوظائف العقلية المميزة للإنسان من إدراك، وتفكير، وفهم، ومعرفة للأشياء، وإيجاد حلول للمشاكل، والتذكر، والإبداع، ونحو ذلك.

(4) يُعدّ المخ مركز حدوث الانفعالات.

(5) يتولى المخ وظيفة الشعور بكل من الوقت والمكان.

ويتميز عمل المخ بمميزات رئيسية هي:

(1) يقوم نصف المخ الأيمن بإدراك الإحساس العام، وتنظيم الحركات الإرادية لجهة الجسم اليسرى، في حين يقوم النصف الأيسر بالوظائف ذاتها لجهة الجسم اليمنى.

(2) يحتوي المخ على مراكز محددة ومخصصة لإدراك كل ناحية من نواحي النشاط الإنساني وتنظيمها، فهناك مركز مخصص للرؤية يطلق عليه "مركز البصر"، كما يوجد مركز للسمع، وآخر للذاكرة. وقد حدد العلماء وظيفة ما يقرب من أربعين مركزاً في المخ.

ويتكون كل من نصفي كرة المخ من قشرة خارجية Cerebral Cortex، تحتوي على ثنيات تسمى تلافيف المخ Gyri، يوجد بها العديد من الأخاديد Sulci.

وبفحص قطاع طولي في قشرة المخ (أُنظر شكل قطاع طولي في مخ الإنسان) نجد أنها تتكون من: جزء خارجي لونه رمادي يُطلق عليه "المادة الرمادية أو السنجابية" Gray matter، وجزء داخلي يظهر بلون أبيض للعين المجردة ويطلق عليه "المادة البيضاء" White matter. وتحتوي قشرة المخ على 6 بليون خلية عصبية تقع أجسامها في منطقة المادة الرمادية، أما زوائدها الشُجيرية ومحاورها المغطاة بالغلاف المايليني الأبيض، فتقع في منطقة المادة البيضاء، حيث تعطيها لونها الأبيض المميز.

وتنقسم قشرة المخ في كل نصف من نصفي كرة المخ إلى أربعة  فصوص (أُنظر شكل تركيب مخ الإنسان) هي:

(1) الفص الجبهي Frontal Lobe

وهو مركز الوظائف العقلية، مثل: الإدراك، والوعي، والحكم، والتخطيط. وبه مراكز تتحكم في تنسيق حركات الجسم، وحركات الشفتين، واللسان، واليدين.

(2) الفص الجداري Parietal Lobe

ويتخصص في الإحساس؛ حيث تصل إليه معلومات من مستقبلات اللمس، والتذوق، والألم، والحرارة، والضغط، ويتحكم كذلك في إفراز اللعاب.

(3) الفص المؤخري Occipital Lobe

وهو المسؤول عن الإبصار؛ حيث يستقبل الإشارات البصرية، وبه مركز الإبصار.

(4) الفص الصدغي Temporal Lobe

وهو المسؤول عن عملية السمع؛ حيث يستقبل الإشارات السمعية.

ويوجد داخل كل فص من هذه الفصوص الأربعة مناطق متخصصة في تأدية وظيفة معينة (أُنظر شكل تقسيم سطح قشرة المخ). وبصفة عامة يمكن تقسيم هذه المناطق داخل كل فص إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

(أ) القشرة الحركية: وهي المسؤولة عن تنبيه نشاط العضلات، ومنها نوعان:

·  القشرة الحركية الرئيسية Primary Motor Cortex: وهي موجودة في القمم وتلافيف نصفي كرة المخ. والخلايا العصبية الموجودة في هذه المنطقة تتحكم في النشاط العضلي الإرادي. ومن المثير للانتباه أن الخلايا العصبية تكون مرتبة تبعاً للجزء العضلي من الجسم الذي تتحكم فيه هذه الخلايا، فمثلاً نجد الخلايا العصبية المتحكمة في عضلات الركبة قد تركزت في المنطقة العليا من القشرة يليها الخلايا المتحكمة في عضلات الفخذ، ثم الخلايا المتحكمة في عضلات اليد وهكذا (أُنظر شكل القشرة الحركية والحسية في المخ).

·  القشرة الحركية الثانوية Premotor Cortex: وتتحكم في الحركات العضلية الناتجة عن عمليات التدريب من أي نوع، مثل تدريب الأصابع على آلة موسيقية، أو الكتابة على الحاسوب وهكذا.

(ب) القشرة الحسية الرئيسية: وتمثل المكان الذي تنتهي عنده الإشارات العصبية القادمة إلى المخ. وبالمثل فإن كل جزء من أجزاء الجسم يقابله جزء من أجزاء القشرة الحسية. والخلايا العصبية تكون مرتبة تبعاً للجزء من الجسم الذي يصل منه الإحساس (أُنظر شكل القشرة الحركية والحسية في المخ).

(ج) القشرة المنسقة Association Cortex: وهي عبارة عن مساحة كبيرة من أنسجة المخ تقع بين مناطق القشرة الحركية، والقشرة الحسية، وتحدث فيها عملية التكامل والتناسق بين الإحساس والاستجابة.

كما توجد في فص مقدمة الجبهة منطقة من القشرة المنسقة تقع فيها كل النشاطات الفكرية المعقدة مثل التخطيط والابتكار والسلوك والذاكرة. ويوجد في القشرة المنسقة كذلك مناطق تخزين المشاعر، وتفسير معاني الكلمات، وما تتضمنه من تشبيهات، أو معانٍ مبهمة.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig08.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig09.gif_cvt01

       

2. الجهاز الانفعالي Limbic System

هو عبارة عن مجموعة من تراكيب الدماغ متصلة بألياف دائرية، وتشمل أجزاء المخ الفصين؛ الجبهي، والصدغي، والمخ البيني؛ المهاد، وتحت المهاد، وأجزاء أخرى كثيرة من الجهاز العصبي. ويُعدّ هذا الجهاز مسؤولاً عن الغرائز، مثل الأمومة، كما أنه مسؤول عن الإحساس بالألم، والسرور، والحزن، والندم، والعاطفة، والرغبة الجنسية، والخوف، والغضب.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الجهاز الانفعالي مسؤولٌ كذلك عن تمسك الفرد بالعادات والتقاليد، كما أنه مسؤول عن الاستجابة لبعض المواقف، مثل قابلية الإنسان للدفاع عن وطنه، أو ماله، أو عرضه (أُنظر شكل الجهاز الانفعالي).

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig10.gif_cvt01


3. الأغشية السُحائية Meninges

يغلف الدماغ ثلاثة أغشية تُسمى "أغشية الدماغ"، أو "الأغشية السحائية" (أُنظر شكل الأغشية السحائية). وتحمي الأغشية السحائية الجهاز العصبي المركزي من الاحتكاك، والصدمات، وبعض المؤثرات الخارجية. ويوجد ثلاثة أغشية سحائية هي:

أ. غشاء الأم الجافية Dura Mater: وهو غشاء ليفي سميك متصل بجدار الجمجمة، ويحمل الشرايين والأوردة الدموية التي تغذي عظام الجمجمة.

ب. غشاء الأم الحنون Pia Mater: وهو غشاء رقيق جدًّا يحيط بالدماغ مباشرة، وتنتشر فيه أوعية دموية كثيرة لتغذية الدماغ.

ج. الغشاء العنكبوتي Arachnoid Membrane: وهو غشاء شفاف ورقيق للغاية يقع بين الغشاءين السابقين، ويتكون من طبقة من الألياف المطاطية التي تشبه خيوط بيت العنكبوت. ويُسمى الفراغ الموجود بين الغشاء العنكبوتي، وغشاء الأم الحنون "بالفراغ العنكبوتي"؛ حيث يمتلئ بالسائل المخي الشوكي Cerebrospinal Fluid، والأوعية الدموية.


4. السائل المخي الشوكي Cerebrospinal Fluid

يوجد داخل الدماغ أربعة بطينات Ventricles؛ اثنان منها يقعان في النصفين الكرويين للمخ، ويطلق عليهما "البطينان الجانبيان" Lateral Ventricles، في حين يقع البطين الثالث في المخ البيني، والبطين الرابع يوجد داخل المخيخ والجسر والنخاع المستطيل. وتحتوي البطينات الأربعة على السائل المخي الشوكي (أُنظر شكل السائل المخي الشوكي).

والسائل المخي الشوكي لا لون له ولا رائحة، فهو يشبه الماء؛ حيث يتكون من ارتشاحات الأوعية الدموية في غشاء الأم الحنون. ويتم إفراز 95% منه في البطينين الجانبيين. ويعود السائل إلى الدم وبذلك يتجدد باستمرار.

ويحافظ السائل المخي الشوكي على الدماغ والحبل الشوكي من الصدمات والهزات داخل الجمجمة، والقناة الفقرية للعمود الفقري، كما أنه يقوم مقام السائل المغذي ويحافظ على تنظيم الضغط داخل الجمجمة.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig12.gif_cvt01


5. الحبل الشوكي Spinal Cord

وهو عبارة عن حبل أبيض من النسيج العصبي المركزي، يمتد في الثلثين العلويين من القناة الشوكية الفقارية Vertebral Canal داخل العمود الفقري. والحبل الشوكي امتداد للنخاع المستطيل، ويبلغ طوله 42 - 45سم، وقطره 1.5سم. ويظهر فيه انتفاخان؛ أحدهما: في منطقة العنق، والثاني: في المنطقة القطنية (أُنظر شكل الحبل الشوكي). ويحيط بالحبل الشوكي غشاء الأم الجافية، وغشاء الأم الحنون، والغشاء العنكبوتي.

ويشبه الحبل الشوكي في تركيبه النخاع المستطيل؛ من حيث إن المادة الرمادية موجودة في الداخل، وهي تشبه الفراشة (حرفH باللغة الإنجليزية)، والمادة البيضاء في الخارج (أُنظر شكل تركيب داخلي للحبل الشوكي)، ويخرج من الحبل الشوكي على مسافات منتظمة 31 زوجاً من الأعصاب الشوكية ولكل عصب جذران:

أ. جذر ظهري Dorsal Root: يحتوي على أعصاب الحس (محاور الخلايا العصبية الحسية)، ويعمل على نقل الإشارات العصبية من أعضاء الاستقبال في أجزاء الجسم المختلفة إلى المادة السنجابية في الحبل الشوكي التي تنقلها بدورها إلى الدماغ.

ب. جذر بطني Ventral Root: وهو متصل بالمادة البيضاء في الحبل الشوكي، ويحتوي على ألياف الخلايا العصبية الحركية التي  تقوم بنقل الأوامر الحركية من الدماغ إلى الأعضاء والعضلات.

إلا أن كلا الجذرين يتحدان معاً قبل مغادرة العمود الفقري؛ ولذلك تحتوي كل الأعصاب الشوكية على ألياف حسية وأخرى حركية. وكل عصب شوكي يغذي منطقة معينة.
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig13.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig14.gif_cvt01

6. تركيب النسيج العصبي

تُكوّن الأنسجة العصبية شبكة تصل بين أجزاء الجسم المختلفة. ويتكون النسيج العصبي من: الخلايا العصبية Neurons، وخلايا ضامة تسمى الخلايا الدعامية Supporting Cells

أ. الخلية العصبية Neuron

تُشكّل الخلية العصبية الوحدة التركيبية والوظيفية لنسيج الدماغ العصبي، ويراوح قطرها ما بين 4-6 ميكرون، ويحيط بها غشاء خلوي رقيق. وتتكون كل خلية عصبية من ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: جسم الخلية (الذي يحتوي على النواة)، والزوائد الشجيرية Dendrites، والمحورAxon (أُنظر شكل تركيب الخلية العصبية).

ويحتوي جسم الخلية العصبية على عديد من العُضَيَّات من أهمها أجسام يُطلق عليها "أجسام نيسل"Nessel's Granules. ويُعتقد أنه توجد علاقة بين عدد هذه الأجسام، ومقدرة الشخص على التذكر.

والزوائد الشُجيرية هي خيوط سيتوبلازمية رفيعة تتفرع من جسم الخلية لتزيد من السطح المُعرَّض لاستقبال الإشارات العصبية، ويتناقص قطرها كلما ابتعدنا عن سطح الخلية؛ حيث تمتاز بالقصر والدقة والتشعب. وتنتقل الإشارات العصبية من الزوائد الشُجيرية باتجاه جسم الخلية.

والمحور Axon عبارة عن زائدة مستطيلة تخرج من الجسم الخلوي، ويختلف طوله باختلاف نوع الخلية العصبية ومكانها؛ فمنه ما هو قصير جدًّا، ومنه ما قد يبلغ طوله متراً. ويتميز المحور بقلة تشعبه، وقطره الثابت، وبخلوه من أجسام نيسل. وينقل المحور الأسطواني الإشارات العصبية بعيداً عن جسم الخلية.

ويمكن أن يغطى المحور بالغمد النخاعي الذي تفرزه خلايا يطلق عليها "خلايا شوان" Schwann Cells؛ وهو مركب من مادة دهنية يطلق عليها "مايلين" Myelin. ويتميز هذا الغمد بوجود عقد على مسافات متقاربة يطلق عليها "عُقَد رانفيير"Nodes of Ranvier. وهناك بعض المحاور، غير محاطة بهذا الغمد النخاعي، يطلق عليها "المحاور اللاميلينية" Non-myelinated. ويعمل الغمد بمثابة عازل للمحور، ومصدر للطاقة، وكلتا الوظيفتين تساعدان الخلية العصبية على القيام بعملها على أكمل وجه؛ لذا تستطيع المحاور المغطاة بغمد نقل الإشارات العصبية بسرعة 120 متراً في الثانية. في حين تنقل المحاور غير المغطاة الإشارات العصبية ببطء أكثر (0.5-10 متر/ ثانية).

وكل من الزوائد الشجيرية والمحاور يطلق عليها "الألياف العصبية" Nerve Fibers، ويتكون العصب Nerve من حزمة من الألياف العصبية.

ب. أنواع الخلايا العصبية

تقسم الخلايا العصبية طبقاً لعدد محاورها (أُنظر شكل أنواع الخلايا العصبية حسب محاورها ) إلى:

(1) خلايا وحيدة القطب (لها محور واحد)

(2) خلايا ثنائية القطب (لها محوران).

(3) خلايا متعددة الأقطاب (لها أكثر من محورين).

كما تقسم الخلايا العصبية (أُنظر شكل أنواع الخلايا العصبية حسب وظائفها) حسب وظائفها إلى:

(1) خلايا عصبية حسية Sensory Neurons

وتُسمَّى كذلك "خلايا عصبية داخلة" Afferent Neurons، وتحتوى في نهايتها الطرفية على مستقبلات حسية؛ حيث تقوم بنقل الإحساس من تلك المستقبلات إلى الجهاز العصبي المركزي في المخ والحبل الشوكي. وينتشر هذا النوع من الخلايا على الجلد وأعضاء الحس، مثل: العين، والأذن، واللسان، والأنف. ولا يوجد بهذه  الخلايا تفرعات شُجيرية، ولكن يخرج من جسمها محور واحد يتفرع بعد مسافة قصيرة من جسم الخلية إلى نتوء طرفي، يدخل جزء منه إلى الجهاز العصبي المركزي، ويكون على اتصال مع خلايا عصبية أخرى.

(2) خلايا عصبية حركية Motor Neurons

وتُسمَّى كذلك "خلايا عصبية خارجة" Efferent Neurons، وتعمل على نقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات والغدد. وتقع أجسام هذه الخلايا وزوائدها الشجيرية داخل الجهاز العصبي المركزي. وتمتد محاورها خارج الجهاز العصبي، لتُكَوِّن مع محاور الخلايا العصبية الداخلة أعصاب الجهاز العصبي الطرفي.

(3) خلايا عصبية بينية Interneurons

وتُسمَّى كذلك "الخلايا العصبية المنسقة"، نظراً إلى أنها تلعب دوراً هاماً في تنسيق النشاطات المعقدة، وتبلغ نسبتها 99% من مجموع الخلايا العصبية. وتقوم هذه الخلايا بنقل الإشارات العصبية مباشرة من الخلايا العصبية الحسية إلى الخلايا العصبية الحركية. كما أنها قد تنقل الإشارات العصبية إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي.

ونسبة تواجد أنواع الخلايا العصبية بالنسبة إلى بعضها تمثل 1 : 10 : 200 ألف للخلايا الداخلة والخارجة والبينية على التوالي.

وهناك عديد من الخصائص الفريدة للخلايا العصبية منها:

(1) يكتمل انقسام الخلايا العصبية قبل الولادة، ولا تنقسم بعد ذلك؛ لذلك فالخلية التي تموت لا يمكن تعويضها؛ الأمر الذي يعني أن إصابة تلك الخلايا سوف ينتج عنها تلف مستديم. وعند قطع المحور العصبي لأي منها،  يمكن لباقي المحور المتصل بجسم الخلية أن يمتد مرة أخرى ليصل إلى مكانه الأول، بشرط سلامة جسم الخلية. كما ثبت في تجارب مبدئية أنه عند موت بعض الخلايا العصبية الموجودة في مراكز المخ، فإن خلايا عصبية أخرى تتخصص لتؤدي وظائف الخلايا الميتة.

(2) معدل التمثيل الغذائي للخلية العصبية مرتفع بطريقة غير عادية؛ لذا تحتاج إلى كميات كبيرة من العناصر الغذائية، وإمداد مستمر من الأكسجين. فإذا نقصت كمية الأكسجين الواردة إلى المخ بدرجة كبيرة، تبدأ تلك الخلايا في الموت بعد دقائق قليلة، مثلما يحدث في حالة السكتة القلبية أو الغرق أو الصعق بالتيار الكهربائي؛ ولذلك ففي هذه الحالات يجب إنعاش المصاب في ما لا يزيد عن خمس دقائق.

(3) تعتمد الخلايا العصبية كلية على الجلوكوز لإنتاج الطاقة؛ إذ تُعد غير قادرة على استخدام الأحماض الدهنية لتوليد الطاقة كبقية الخلايا الأخرى، وهي أولى الخلايا التي تتأثر بنقص الجلوكوز في الدم. ومثال ذلك ما يحدث في حالة مرضى البول السكري، عندما ينخفض مستوى جلوكوز الدم بدرجة كبيرة، فتصاب خلايا المخ بالخلل، ويصاب المريض بالدوار، والضعف، وعدم وضوح الرؤية.

ج. الخلايا الدعامية العصبية Neuroglial Cells

تشكل الخلايا العصبية 40- 50% من حجم أنسجة الجهاز العصبي المركزي. أما الباقي، فتملؤه خلايا يطلق عليها "الخلايا الدعامية". وهذه الخلايا ليس لها علاقة بنقل الإشارات العصبية، ولكنها تقوم بحماية النسيج العصبي وتغذيته. وتوجد بالخلايا الدعامية كذلك زوائد متفرعة، لكن بدرجة أقل من الخلايا العصبية. وقد اكتُشف حديثاً أن الخلايا الدعامية لها القدرة على التنسيق فيما بينها لحماية الجهاز العصبي.

ويوجد عدة أنواع من الخلايا الدعامية تختلف في الشكل والوظائف التي تقوم بها (أُنظر شكل أنواع الخلايا الدعامية)، وأهمها ثلاثة أنواع:

(1) الخلايا الدعامية ذات الفروع القليلة Oligodendrocytes

ويطلق عليها كذلك "خلايا شوان" Schwan Cells. فأثناء تطور الجنين، تتصل خلايا شوان بالمحور الأسطواني لبعض الخلايا العصبية، ثم تبدأ في الدوران حوله، وأثناء قيامها بذلك تترك خلفها طبقات عديدة من  غشاءها الخلوي. ويطلق على هذه الأغشية "الغمد النخاعي" الذي يتكون من دهون بيضاء يطلق  عليها "مادة المايلين".

(2) الخلايا الدعامية النجمية Astrocytes

وهي تقوم بالمحافظة على تركيب السائل الموجود بين الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي؛ حيث تزيل منه أيونات البوتاسيوم والناقلات العصبية، كما تقوم بإمداد الخلايا العصبية بالجلوكوز وتخلصها من الأمونيا والفضلات الأخرى. وقد اكتشف حديثاً أن الخلايا النجمية تفرز هرموناً يطلق عليه "عامل نمو الخلايا العصبية" Glial Derived Growth Factor الذي ينشط نمو الخلايا العصبية ونمو محاورها وتفرعاتها الشُجيرية.

(3) الخلايا الدعامية الصغيرة Microglial Cells

وهي خلايا أكولة لها القدرة على التهام  الميكروبات التي تصل لأنسجة الجهاز العصبي، كما أنها تتخلص من الخلايا الميتة.

د. انتقال الإشارة العصبية

يفصل غشاء الخلية العصبية بين وسطين؛ أولهما: السائل الخلوي، وثانيهما: السائل الموجود خارج الخلية. ويتفاوت الوسطان في نوع العناصر الموجودة وتركيزها.

كما يفصل غشاء الخلية العصبية بين شحنتين كهربيتين متضادتين؛ الأولى: شحنة موجبة، وتوجد على السطح الخارجي، والثانية: شحنة سالبة، وتوجد على السطح الداخلي؛ لذلك يوصف غشاء الخلية بأنه يعاني فرقاً في الجهد الكهربي؛ أي فرقاً في الشحنة. ويرجع فرق الجهد الكهربي إلى الأسباب الآتية:

(1) يكون السائل الخلوي غنياً بعنصر البوتاسيوم، وفقيراً في عنصر الصوديوم، بعكس السائل الموجود خارج الخلية. وذرات البوتاسيوم والصوديوم بطبيعتها متعادلة كهربياً. إلا أنه عند احتواء بعض السوائل عليها تكتسب شحنات كهربية وتتحول إلى أيونات. والأيون عبارة عن ذرة اكتسبت إلكتروناً فأصبحت أيوناً سالب الشحنة، أو فقدت إلكتروناً فأصبحت أيوناً موجب الشحنة. وعند وجود ذرتين من البوتاسيوم والصوديوم في محاليل معينة، تفقد هاتان الذرتان إلكتروناً، فتتحولان إلى أيونات موجبة. توجد أيونات البوتاسيوم(K+) في السائل الخلوي بتركيز يزيد 30 ضعفاً عن تركيزها في السائل الموجود خارج الخلية. في حين ينقص تركيز أيونات الصوديوم (Na+) في السائل الخلوي  من 10- 15 مرة عن تركيزها في السائل الموجود خارج الخلية.

(2) تمتلئ الخلية العصبية بالمواد العضوية (مثل البروتينات) التي توجد على هيئة أيونات ذات شحنة سالبة.

(3) يتميز غشاء الخلية العصبية بنفاذيته للبوتاسيوم حتى يسمح بتسرب كمية من أيونات البوتاسيوم من داخل الخلية إلى خارجها، في حين لا تستطيع أيونات الصوديوم الدخول إلى الخلية.

(4) لا تستطيع أيونات المركبات العضوية (السالبة) أن ترافق أيونات البوتاسيوم (الموجبة)، نظراً إلى كبر أوزانها الجزيئية، الأمر الذي يمنع خروجها من فتحات الغشاء الخلوي.

(5) تستقر أيونات البوتاسيوم المتسربة على السطح الخارجي للغشاء الخلوي؛ لكونها منجذبة من قِبل الأيونات العضوية سالبة الشحنة داخل الغشاء الخلوي، والباقية داخل الخلية؛ فيكتسب الغشاء الخلوي شحنة موجبة على سطحه الخارجي.

(6) ينتج عن توزيع الشحنات على جانبي الغشاء الخلوي حالة من الاستقطاب الكهربي Polarization، الأمر الذي يولد فرقاً في الجهد الكهربي Electrical Potential Difference على جانبي الغشاء الخلوي.

(7) يقاس فرق الجهد بين جانبي الغشاء الخلوي بوضع قطب كهربي على السطح الخارجي لغشاء الخلية العصبية، ووضع القطب الآخر على الجانب الآخر من الغشاء، ثم توصيلهما بجهاز خاص يطلق عليه فولتاميتر Voltmeter الذي يقيس بدقة ميل الأيونات للمرور من أحد الأقطاب إلى القطب الآخر. ويطلق على القوة المحركة لسريان الأيونات "القوة الفولتية "، ووحدة قياسها هي الفولت (Volt). ويقاس فرق الجهد الكهربي عبر الغشاء الخلوي بوحدة الملليفولت (1/1000 من الفولت). وفرق الجهد الكهربي بين جانبي الغشاء الخلوي يراوح من 40- 75 ملليفولت (65 ملليفولت في المتوسط). وحيث إن الشحنة داخل الخلية سالبة بالقياس إلى الشحنة الموجبة خارج الخلية، تُوضع علامة (-) أمام فرق الجهد الكهربي؛ وعلى ذلك يكون متوسط فرق الجهد الكهربي في الخلية العصبية غير المستثارة (-65 ملليفولت).

(Cool تستهلك الخلايا العصبية كمية هائلة من الطاقة، للمحافظة على فرق الجهد الكهربي ثابتاً؛ فهي تنقل الأيونات الموجبة إلى خارج الخلية، وبهذه الطريقة تحافظ هذه الخلايا على بقاء شحنة موجبة خارج الخلية، والشحنة الكلية داخل الخلية سالبة باستمرار (أُنظر شكل غشاء الخلايا العصبية).

وعند تنبيه خلية عصبية بمؤثر خارجي (مثل رؤية خطر أو شم رائحة)، فإن هذا التنبيه سرعان ما ينتقل عبر الخلية العصبية وحتى نهاية محورها، ويكون انتقال الإشارة العصبية مصحوباً بالتغيرات الآتية:

(أ) يُحدث تنبيه الخلية تغيراً في فرق الجهد على جانبي الغشاء. ويكون هذا التغير مصحوباً بتغيرات أخرى في نفاذية الخلية لأيونات الصوديوم والبوتاسيوم الموجبة، إلا أن توقيت هذه التغيرات تختلف في الصوديوم عنها في البوتاسيوم.

(ب) عند تغير فرق الجهد من - 65 إلى - 50 ملليفولت، تُفتح قنوات خاصة  Voltage Dependent Sodium Channels تمكن أيونات الصوديوم من التدفق إلى داخل الخلية، مؤدية إلى زيادة كمية الشحنة الموجبة داخل الخلية وزيادة الشحنة السالبة خارجها، ويصبح للحظة وقتية داخل الخلية موجباً بالقياس إلى خارجها، وهو ما يطلق عليه "زوال الاستقطاب" Depolarization

(ج) فإذا ما بلغ فرق الجهد +40 ملليفولت، فإن قنوات الصوديوم تُغلق، ومن ثَمَّ يتوقف دخول أيونات الصوديوم إلى داخل الخلية، وعندئذٍ تُفتح قنوات خاصة تسمح بخروج أيونات البوتاسيوم إلى خارج الخلية، معيدة الاستقطاب ثانية إلى الخلية Repolarization.

(د) وعلى الرغم من أن التغيرات الموضعية في نفاذية غشاء الخلية لا تتجاوز اللحظات الوجيزة جدًّا، فإنها تسبب تغيرات مماثلة في المنطقة الهادئة المجاورة للمنطقة المنبهة، وهكذا ينتقل فعل الجهد من منطقة إلى منطقة تليها حتى نهاية محور الخلية العصبية (أُنظر شكل انتقال الإشارة العصبية).

(هـ) يطلق على موجات زوال الاستقطاب، وإعادته عبر محور الخلية فعل الجهد المحوري Axonal action Potential، وهو المسؤول عن نقل الإشارة العصبية من مكان صدورها إلى المكان المراد توصيلها إليه.

وكل خلية عصبية هي وحدة قائمة بذاتها، وبعبارة أخرى، لا تتصل الخلايا العصبية عضويًّا بعضها ببعض، إلا أن نهايات أو أطراف إحدى الخلايا قد تقع قرب جسم خلية عصبية أخرى. وعندما تتقارب الخلايا، تتنقل الإشارات العصبية من خلية إلى أخرى. ويطلق على هذه المنطقة التي تلتقي فيها الخليتان العصبيتان معاً بمنطقة "التشابك العصبي" Synapse. وفى الواقع لا تكون الخليتان العصبيتان المتجاورتان متصلتين، بل يوجد ثمة فراغ ضيق جداً بين الخليتين في منطقة التشابك، يسمى "شق التشابك العصبي" Synaptic Cleft (أُنظر شكل التشابك العصبي).

يفصل شق التشابك العصبي بين الأزرار الموجودة في نهايات محور خلية ـ ويطلق عليها الأزرار الطرفية Terminal Button  ـ وبين جسم خلية أخرى أو زوائدها. ويطلق على الخلية الأولى، "خلية ما قبل التشابك" Presynaptic Neuron، وعلى الثانية، "خلية ما بعد التشابك" Postsynaptic Neuron.

وتحتوي الأزرار الطرفية على عدد كبير من الحويصلات مُخَّزنٍ بها مواد كيميائية معينة، مثل: مادتي أسيتَيل كولين Acetyl Choline ونور أدرينالين Noradrenaline، وهي مواد هامة في نقل الإشارة العصبية من خلية إلى أخرى، ويطلق عليها "الناقلات العصبية" Neurotransmitters.

وعلى الرغم من وجود هذا الفراغ، تكون الخليتان العصبيتان المتجاورتان قريبتين بصورة كافية؛ بحيث تسمحان للإشارات العصبية بالمرور عبر التشابك بهما، وفي اتجاه واحد فقط، من نهايات خلية عصبية إلى جسم الخلية الأخرى.

وهناك نوعان من التشابك:

(أ) التشابك الكهربائي

وفيه ينتقل جهد فعل خلية ما قبل التشابك إلى خلية ما بعد التشابك مباشرة، فيؤدي إلى نقص في استقطاب غشائها. ويوجد هذا النوع بنسبة ضئيلة في الجهاز العصبي للإنسان.

(ب) التشابك الكيميائي

عند وصول الإشارة العصبية إلى الأزرار الطرفية لخلية ما قبل التشابك، تسبب تغيراً في نفاذيتها لعنصر الكالسيوم، فتُفتح قنوات خاصة تتدفق عبرها أيونات الكالسيوم إلى داخل الخلية، فتدفع الحويصلات المحتوية على الناقل العصبي لتلامس الغشاء الخلوي الموجودة بجوار الأزرار الطرفية، فتلتحم به، وينتج عن هذا تفريغ محتوى الحويصلات من الناقل العصبي.

ثم يلتحم الناقل العصبي مع مستقبلات خاصة به - لا تتحد مع غيره - توجد على جانبي قنوات موجودة في غشاء خلية ما بعد التشابك، فتُفتح، الأمر الذي يؤدي إلى تدفق أيونات الصوديوم إلى داخل خلية ما بعد التشابك، فيزول استقطابها، فتنتقل الإشارة العصبية عبرها.

وينتهي تأثير الناقل العصبي على مستقبلاته بطرق عدة. فإما أن يُكَسَّر بواسطة إنزيمات خاصة به، (ومثاله تكسير الأسيتيل كولين بواسطة إنزيم Choline Estrase، أو عن طريق انتشاره بعيداً عن المستقبلات، أو بدخوله مرة أخرى محور خلية ما قبل التشابك Reuptake مثلما يحدث مع النورأدرينالين Noradrendaline والأدرينالين Adrenaline والدوبامين Dopmine.

هـ. خصائص التشابك العصبي

(1) ينقل الإشارة العصبية باتجاه واحد على طول المحاور العصبية.

(2) يؤخر مرور الدفعات العصبية أكثر مما يفعل العصب نفسه.

(3) له خاصية تجميع الدفعات العصبية وإعاقتها .

(4) سريع التأثر ببعض المواد الكيمائية، فتزداد استجابته نتيجة لبعض المواد، مثل Strychnine، وتنخفض استجابته نتيجة لمواد أخرى.
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig15.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig16.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig18.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig19.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig21.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالخميس 14 أبريل 2016, 9:57 am

6. تركيب النسيج العصبي

تُكوّن الأنسجة العصبية شبكة تصل بين أجزاء الجسم المختلفة. ويتكون النسيج العصبي من: الخلايا العصبية Neurons، وخلايا ضامة تسمى الخلايا الدعامية Supporting Cells

أ. الخلية العصبية Neuron

تُشكّل الخلية العصبية الوحدة التركيبية والوظيفية لنسيج الدماغ العصبي، ويراوح قطرها ما بين 4-6 ميكرون، ويحيط بها غشاء خلوي رقيق. وتتكون كل خلية عصبية من ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: جسم الخلية (الذي يحتوي على النواة)، والزوائد الشجيرية Dendrites، والمحورAxon (أُنظر شكل تركيب الخلية العصبية).

ويحتوي جسم الخلية العصبية على عديد من العُضَيَّات من أهمها أجسام يُطلق عليها "أجسام نيسل"Nessel's Granules. ويُعتقد أنه توجد علاقة بين عدد هذه الأجسام، ومقدرة الشخص على التذكر.

والزوائد الشُجيرية هي خيوط سيتوبلازمية رفيعة تتفرع من جسم الخلية لتزيد من السطح المُعرَّض لاستقبال الإشارات العصبية، ويتناقص قطرها كلما ابتعدنا عن سطح الخلية؛ حيث تمتاز بالقصر والدقة والتشعب. وتنتقل الإشارات العصبية من الزوائد الشُجيرية باتجاه جسم الخلية.

والمحور Axon عبارة عن زائدة مستطيلة تخرج من الجسم الخلوي، ويختلف طوله باختلاف نوع الخلية العصبية ومكانها؛ فمنه ما هو قصير جدًّا، ومنه ما قد يبلغ طوله متراً. ويتميز المحور بقلة تشعبه، وقطره الثابت، وبخلوه من أجسام نيسل. وينقل المحور الأسطواني الإشارات العصبية بعيداً عن جسم الخلية.

ويمكن أن يغطى المحور بالغمد النخاعي الذي تفرزه خلايا يطلق عليها "خلايا شوان" Schwann Cells؛ وهو مركب من مادة دهنية يطلق عليها "مايلين" Myelin. ويتميز هذا الغمد بوجود عقد على مسافات متقاربة يطلق عليها "عُقَد رانفيير"Nodes of Ranvier. وهناك بعض المحاور، غير محاطة بهذا الغمد النخاعي، يطلق عليها "المحاور اللاميلينية" Non-myelinated. ويعمل الغمد بمثابة عازل للمحور، ومصدر للطاقة، وكلتا الوظيفتين تساعدان الخلية العصبية على القيام بعملها على أكمل وجه؛ لذا تستطيع المحاور المغطاة بغمد نقل الإشارات العصبية بسرعة 120 متراً في الثانية. في حين تنقل المحاور غير المغطاة الإشارات العصبية ببطء أكثر (0.5-10 متر/ ثانية).

وكل من الزوائد الشجيرية والمحاور يطلق عليها "الألياف العصبية" Nerve Fibers، ويتكون العصب Nerve من حزمة من الألياف العصبية.

ب. أنواع الخلايا العصبية

تقسم الخلايا العصبية طبقاً لعدد محاورها (أُنظر شكل أنواع الخلايا العصبية حسب محاورها ) إلى:

(1) خلايا وحيدة القطب (لها محور واحد)

(2) خلايا ثنائية القطب (لها محوران).

(3) خلايا متعددة الأقطاب (لها أكثر من محورين).

كما تقسم الخلايا العصبية (أُنظر شكل أنواع الخلايا العصبية حسب وظائفها) حسب وظائفها إلى:

(1) خلايا عصبية حسية Sensory Neurons

وتُسمَّى كذلك "خلايا عصبية داخلة" Afferent Neurons، وتحتوى في نهايتها الطرفية على مستقبلات حسية؛ حيث تقوم بنقل الإحساس من تلك المستقبلات إلى الجهاز العصبي المركزي في المخ والحبل الشوكي. وينتشر هذا النوع من الخلايا على الجلد وأعضاء الحس، مثل: العين، والأذن، واللسان، والأنف. ولا يوجد بهذه  الخلايا تفرعات شُجيرية، ولكن يخرج من جسمها محور واحد يتفرع بعد مسافة قصيرة من جسم الخلية إلى نتوء طرفي، يدخل جزء منه إلى الجهاز العصبي المركزي، ويكون على اتصال مع خلايا عصبية أخرى.

(2) خلايا عصبية حركية Motor Neurons

وتُسمَّى كذلك "خلايا عصبية خارجة" Efferent Neurons، وتعمل على نقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات والغدد. وتقع أجسام هذه الخلايا وزوائدها الشجيرية داخل الجهاز العصبي المركزي. وتمتد محاورها خارج الجهاز العصبي، لتُكَوِّن مع محاور الخلايا العصبية الداخلة أعصاب الجهاز العصبي الطرفي.

(3) خلايا عصبية بينية Interneurons

وتُسمَّى كذلك "الخلايا العصبية المنسقة"، نظراً إلى أنها تلعب دوراً هاماً في تنسيق النشاطات المعقدة، وتبلغ نسبتها 99% من مجموع الخلايا العصبية. وتقوم هذه الخلايا بنقل الإشارات العصبية مباشرة من الخلايا العصبية الحسية إلى الخلايا العصبية الحركية. كما أنها قد تنقل الإشارات العصبية إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي.

ونسبة تواجد أنواع الخلايا العصبية بالنسبة إلى بعضها تمثل 1 : 10 : 200 ألف للخلايا الداخلة والخارجة والبينية على التوالي.

وهناك عديد من الخصائص الفريدة للخلايا العصبية منها:

(1) يكتمل انقسام الخلايا العصبية قبل الولادة، ولا تنقسم بعد ذلك؛ لذلك فالخلية التي تموت لا يمكن تعويضها؛ الأمر الذي يعني أن إصابة تلك الخلايا سوف ينتج عنها تلف مستديم. وعند قطع المحور العصبي لأي منها،  يمكن لباقي المحور المتصل بجسم الخلية أن يمتد مرة أخرى ليصل إلى مكانه الأول، بشرط سلامة جسم الخلية. كما ثبت في تجارب مبدئية أنه عند موت بعض الخلايا العصبية الموجودة في مراكز المخ، فإن خلايا عصبية أخرى تتخصص لتؤدي وظائف الخلايا الميتة.

(2) معدل التمثيل الغذائي للخلية العصبية مرتفع بطريقة غير عادية؛ لذا تحتاج إلى كميات كبيرة من العناصر الغذائية، وإمداد مستمر من الأكسجين. فإذا نقصت كمية الأكسجين الواردة إلى المخ بدرجة كبيرة، تبدأ تلك الخلايا في الموت بعد دقائق قليلة، مثلما يحدث في حالة السكتة القلبية أو الغرق أو الصعق بالتيار الكهربائي؛ ولذلك ففي هذه الحالات يجب إنعاش المصاب في ما لا يزيد عن خمس دقائق.

(3) تعتمد الخلايا العصبية كلية على الجلوكوز لإنتاج الطاقة؛ إذ تُعد غير قادرة على استخدام الأحماض الدهنية لتوليد الطاقة كبقية الخلايا الأخرى، وهي أولى الخلايا التي تتأثر بنقص الجلوكوز في الدم. ومثال ذلك ما يحدث في حالة مرضى البول السكري، عندما ينخفض مستوى جلوكوز الدم بدرجة كبيرة، فتصاب خلايا المخ بالخلل، ويصاب المريض بالدوار، والضعف، وعدم وضوح الرؤية.

ج. الخلايا الدعامية العصبية Neuroglial Cells

تشكل الخلايا العصبية 40- 50% من حجم أنسجة الجهاز العصبي المركزي. أما الباقي، فتملؤه خلايا يطلق عليها "الخلايا الدعامية". وهذه الخلايا ليس لها علاقة بنقل الإشارات العصبية، ولكنها تقوم بحماية النسيج العصبي وتغذيته. وتوجد بالخلايا الدعامية كذلك زوائد متفرعة، لكن بدرجة أقل من الخلايا العصبية. وقد اكتُشف حديثاً أن الخلايا الدعامية لها القدرة على التنسيق فيما بينها لحماية الجهاز العصبي.

ويوجد عدة أنواع من الخلايا الدعامية تختلف في الشكل والوظائف التي تقوم بها (أُنظر شكل أنواع الخلايا الدعامية)، وأهمها ثلاثة أنواع:

(1) الخلايا الدعامية ذات الفروع القليلة Oligodendrocytes

ويطلق عليها كذلك "خلايا شوان" Schwan Cells. فأثناء تطور الجنين، تتصل خلايا شوان بالمحور الأسطواني لبعض الخلايا العصبية، ثم تبدأ في الدوران حوله، وأثناء قيامها بذلك تترك خلفها طبقات عديدة من  غشاءها الخلوي. ويطلق على هذه الأغشية "الغمد النخاعي" الذي يتكون من دهون بيضاء يطلق  عليها "مادة المايلين".

(2) الخلايا الدعامية النجمية Astrocytes

وهي تقوم بالمحافظة على تركيب السائل الموجود بين الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي؛ حيث تزيل منه أيونات البوتاسيوم والناقلات العصبية، كما تقوم بإمداد الخلايا العصبية بالجلوكوز وتخلصها من الأمونيا والفضلات الأخرى. وقد اكتشف حديثاً أن الخلايا النجمية تفرز هرموناً يطلق عليه "عامل نمو الخلايا العصبية" Glial Derived Growth Factor الذي ينشط نمو الخلايا العصبية ونمو محاورها وتفرعاتها الشُجيرية.

(3) الخلايا الدعامية الصغيرة Microglial Cells

وهي خلايا أكولة لها القدرة على التهام  الميكروبات التي تصل لأنسجة الجهاز العصبي، كما أنها تتخلص من الخلايا الميتة.

د. انتقال الإشارة العصبية

يفصل غشاء الخلية العصبية بين وسطين؛ أولهما: السائل الخلوي، وثانيهما: السائل الموجود خارج الخلية. ويتفاوت الوسطان في نوع العناصر الموجودة وتركيزها.

كما يفصل غشاء الخلية العصبية بين شحنتين كهربيتين متضادتين؛ الأولى: شحنة موجبة، وتوجد على السطح الخارجي، والثانية: شحنة سالبة، وتوجد على السطح الداخلي؛ لذلك يوصف غشاء الخلية بأنه يعاني فرقاً في الجهد الكهربي؛ أي فرقاً في الشحنة. ويرجع فرق الجهد الكهربي إلى الأسباب الآتية:

(1) يكون السائل الخلوي غنياً بعنصر البوتاسيوم، وفقيراً في عنصر الصوديوم، بعكس السائل الموجود خارج الخلية. وذرات البوتاسيوم والصوديوم بطبيعتها متعادلة كهربياً. إلا أنه عند احتواء بعض السوائل عليها تكتسب شحنات كهربية وتتحول إلى أيونات. والأيون عبارة عن ذرة اكتسبت إلكتروناً فأصبحت أيوناً سالب الشحنة، أو فقدت إلكتروناً فأصبحت أيوناً موجب الشحنة. وعند وجود ذرتين من البوتاسيوم والصوديوم في محاليل معينة، تفقد هاتان الذرتان إلكتروناً، فتتحولان إلى أيونات موجبة. توجد أيونات البوتاسيوم(K+) في السائل الخلوي بتركيز يزيد 30 ضعفاً عن تركيزها في السائل الموجود خارج الخلية. في حين ينقص تركيز أيونات الصوديوم (Na+) في السائل الخلوي  من 10- 15 مرة عن تركيزها في السائل الموجود خارج الخلية.

(2) تمتلئ الخلية العصبية بالمواد العضوية (مثل البروتينات) التي توجد على هيئة أيونات ذات شحنة سالبة.

(3) يتميز غشاء الخلية العصبية بنفاذيته للبوتاسيوم حتى يسمح بتسرب كمية من أيونات البوتاسيوم من داخل الخلية إلى خارجها، في حين لا تستطيع أيونات الصوديوم الدخول إلى الخلية.

(4) لا تستطيع أيونات المركبات العضوية (السالبة) أن ترافق أيونات البوتاسيوم (الموجبة)، نظراً إلى كبر أوزانها الجزيئية، الأمر الذي يمنع خروجها من فتحات الغشاء الخلوي.

(5) تستقر أيونات البوتاسيوم المتسربة على السطح الخارجي للغشاء الخلوي؛ لكونها منجذبة من قِبل الأيونات العضوية سالبة الشحنة داخل الغشاء الخلوي، والباقية داخل الخلية؛ فيكتسب الغشاء الخلوي شحنة موجبة على سطحه الخارجي.

(6) ينتج عن توزيع الشحنات على جانبي الغشاء الخلوي حالة من الاستقطاب الكهربي Polarization، الأمر الذي يولد فرقاً في الجهد الكهربي Electrical Potential Difference على جانبي الغشاء الخلوي.

(7) يقاس فرق الجهد بين جانبي الغشاء الخلوي بوضع قطب كهربي على السطح الخارجي لغشاء الخلية العصبية، ووضع القطب الآخر على الجانب الآخر من الغشاء، ثم توصيلهما بجهاز خاص يطلق عليه فولتاميتر Voltmeter الذي يقيس بدقة ميل الأيونات للمرور من أحد الأقطاب إلى القطب الآخر. ويطلق على القوة المحركة لسريان الأيونات "القوة الفولتية "، ووحدة قياسها هي الفولت (Volt). ويقاس فرق الجهد الكهربي عبر الغشاء الخلوي بوحدة الملليفولت (1/1000 من الفولت). وفرق الجهد الكهربي بين جانبي الغشاء الخلوي يراوح من 40- 75 ملليفولت (65 ملليفولت في المتوسط). وحيث إن الشحنة داخل الخلية سالبة بالقياس إلى الشحنة الموجبة خارج الخلية، تُوضع علامة (-) أمام فرق الجهد الكهربي؛ وعلى ذلك يكون متوسط فرق الجهد الكهربي في الخلية العصبية غير المستثارة (-65 ملليفولت).

(Cool تستهلك الخلايا العصبية كمية هائلة من الطاقة، للمحافظة على فرق الجهد الكهربي ثابتاً؛ فهي تنقل الأيونات الموجبة إلى خارج الخلية، وبهذه الطريقة تحافظ هذه الخلايا على بقاء شحنة موجبة خارج الخلية، والشحنة الكلية داخل الخلية سالبة باستمرار (أُنظر شكل غشاء الخلايا العصبية).

وعند تنبيه خلية عصبية بمؤثر خارجي (مثل رؤية خطر أو شم رائحة)، فإن هذا التنبيه سرعان ما ينتقل عبر الخلية العصبية وحتى نهاية محورها، ويكون انتقال الإشارة العصبية مصحوباً بالتغيرات الآتية:

(أ) يُحدث تنبيه الخلية تغيراً في فرق الجهد على جانبي الغشاء. ويكون هذا التغير مصحوباً بتغيرات أخرى في نفاذية الخلية لأيونات الصوديوم والبوتاسيوم الموجبة، إلا أن توقيت هذه التغيرات تختلف في الصوديوم عنها في البوتاسيوم.

(ب) عند تغير فرق الجهد من - 65 إلى - 50 ملليفولت، تُفتح قنوات خاصة  Voltage Dependent Sodium Channels تمكن أيونات الصوديوم من التدفق إلى داخل الخلية، مؤدية إلى زيادة كمية الشحنة الموجبة داخل الخلية وزيادة الشحنة السالبة خارجها، ويصبح للحظة وقتية داخل الخلية موجباً بالقياس إلى خارجها، وهو ما يطلق عليه "زوال الاستقطاب" Depolarization

(ج) فإذا ما بلغ فرق الجهد +40 ملليفولت، فإن قنوات الصوديوم تُغلق، ومن ثَمَّ يتوقف دخول أيونات الصوديوم إلى داخل الخلية، وعندئذٍ تُفتح قنوات خاصة تسمح بخروج أيونات البوتاسيوم إلى خارج الخلية، معيدة الاستقطاب ثانية إلى الخلية Repolarization.

(د) وعلى الرغم من أن التغيرات الموضعية في نفاذية غشاء الخلية لا تتجاوز اللحظات الوجيزة جدًّا، فإنها تسبب تغيرات مماثلة في المنطقة الهادئة المجاورة للمنطقة المنبهة، وهكذا ينتقل فعل الجهد من منطقة إلى منطقة تليها حتى نهاية محور الخلية العصبية (أُنظر شكل انتقال الإشارة العصبية).

(هـ) يطلق على موجات زوال الاستقطاب، وإعادته عبر محور الخلية فعل الجهد المحوري Axonal action Potential، وهو المسؤول عن نقل الإشارة العصبية من مكان صدورها إلى المكان المراد توصيلها إليه.

وكل خلية عصبية هي وحدة قائمة بذاتها، وبعبارة أخرى، لا تتصل الخلايا العصبية عضويًّا بعضها ببعض، إلا أن نهايات أو أطراف إحدى الخلايا قد تقع قرب جسم خلية عصبية أخرى. وعندما تتقارب الخلايا، تتنقل الإشارات العصبية من خلية إلى أخرى. ويطلق على هذه المنطقة التي تلتقي فيها الخليتان العصبيتان معاً بمنطقة "التشابك العصبي" Synapse. وفى الواقع لا تكون الخليتان العصبيتان المتجاورتان متصلتين، بل يوجد ثمة فراغ ضيق جداً بين الخليتين في منطقة التشابك، يسمى "شق التشابك العصبي" Synaptic Cleft (أُنظر شكل التشابك العصبي).

يفصل شق التشابك العصبي بين الأزرار الموجودة في نهايات محور خلية ـ ويطلق عليها الأزرار الطرفية Terminal Button  ـ وبين جسم خلية أخرى أو زوائدها. ويطلق على الخلية الأولى، "خلية ما قبل التشابك" Presynaptic Neuron، وعلى الثانية، "خلية ما بعد التشابك" Postsynaptic Neuron.

وتحتوي الأزرار الطرفية على عدد كبير من الحويصلات مُخَّزنٍ بها مواد كيميائية معينة، مثل: مادتي أسيتَيل كولين Acetyl Choline ونور أدرينالين Noradrenaline، وهي مواد هامة في نقل الإشارة العصبية من خلية إلى أخرى، ويطلق عليها "الناقلات العصبية" Neurotransmitters.

وعلى الرغم من وجود هذا الفراغ، تكون الخليتان العصبيتان المتجاورتان قريبتين بصورة كافية؛ بحيث تسمحان للإشارات العصبية بالمرور عبر التشابك بهما، وفي اتجاه واحد فقط، من نهايات خلية عصبية إلى جسم الخلية الأخرى.

وهناك نوعان من التشابك:

(أ) التشابك الكهربائي

وفيه ينتقل جهد فعل خلية ما قبل التشابك إلى خلية ما بعد التشابك مباشرة، فيؤدي إلى نقص في استقطاب غشائها. ويوجد هذا النوع بنسبة ضئيلة في الجهاز العصبي للإنسان.

(ب) التشابك الكيميائي

عند وصول الإشارة العصبية إلى الأزرار الطرفية لخلية ما قبل التشابك، تسبب تغيراً في نفاذيتها لعنصر الكالسيوم، فتُفتح قنوات خاصة تتدفق عبرها أيونات الكالسيوم إلى داخل الخلية، فتدفع الحويصلات المحتوية على الناقل العصبي لتلامس الغشاء الخلوي الموجودة بجوار الأزرار الطرفية، فتلتحم به، وينتج عن هذا تفريغ محتوى الحويصلات من الناقل العصبي.

ثم يلتحم الناقل العصبي مع مستقبلات خاصة به - لا تتحد مع غيره - توجد على جانبي قنوات موجودة في غشاء خلية ما بعد التشابك، فتُفتح، الأمر الذي يؤدي إلى تدفق أيونات الصوديوم إلى داخل خلية ما بعد التشابك، فيزول استقطابها، فتنتقل الإشارة العصبية عبرها.

وينتهي تأثير الناقل العصبي على مستقبلاته بطرق عدة. فإما أن يُكَسَّر بواسطة إنزيمات خاصة به، (ومثاله تكسير الأسيتيل كولين بواسطة إنزيم Choline Estrase، أو عن طريق انتشاره بعيداً عن المستقبلات، أو بدخوله مرة أخرى محور خلية ما قبل التشابك Reuptake مثلما يحدث مع النورأدرينالين Noradrendaline والأدرينالين Adrenaline والدوبامين Dopmine.

هـ. خصائص التشابك العصبي

(1) ينقل الإشارة العصبية باتجاه واحد على طول المحاور العصبية.

(2) يؤخر مرور الدفعات العصبية أكثر مما يفعل العصب نفسه.

(3) له خاصية تجميع الدفعات العصبية وإعاقتها .

(4) سريع التأثر ببعض المواد الكيمائية، فتزداد استجابته نتيجة لبعض المواد، مثل Strychnine، وتنخفض استجابته نتيجة لمواد أخرى.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig17.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig20.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان   الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Emptyالخميس 14 أبريل 2016, 7:38 pm

الأعصاب

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14553   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14554   1. الجهاز العصبي السمبثاوي
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14555   2. رد الفعل المنعكس Reflex Action
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14552   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان BOlevel14551   المصادر والمراجع



مقدمة

تكّون الأعصاب شبكة تنتشر في جميع أجزاء الجسم، لتربط بين الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) وجميع أجزاء الجسم. ويتكون العصب من حزم عصبية Fascicles، وتحتوي كل حزمة على الآلاف من المحاور الأسطوانية للخلايا العصبية (أُنظر شكل قطاع عرضي في عصب). وتصل الأعصاب إلى كل مكان في الجسم.

ويوجد نوعان من الألياف العصبية:

·   ألياف حسية (داخلة): تحمل إلى المخ والحبل الشوكي الإشارات العصبية الواردة من المستقبلات، مثل: الألياف الموجودة في النسيج الجلدي، والأعضاء الحسية، مثل: الأذن، والعين، والأحشاء الداخلية.

·   ألياف حركية (خارجة): تحمل الإشارات من الجهاز العصبي إلى العضلات والغدد.

إلا أن معظم الأعصاب تحمل أليافاً من كلا النوعين، ويطلق عليها "الأعصاب المختلطة". وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الخلايا العصبية توجد في الجهاز العصبي المركزي، فإن أجسام بعض الخلايا توجد في عقد Ganglia موجودة في مسار بعض الأعصاب (أُنظر شكل عصب شوكي).

وتُقسم الأعصاب تشريحياً إلى الأعصاب المخية؛ أي المتصلة بالدماغ، والأعصاب الشوكية؛  أي المتصلة بالحبل الشوكي.

الأعصاب المخية Cranial Nerves

وعددها 12 زوجاً، وجميعها - باستثناء عصب الشم - تنبع من عنق الدماغ (أُنظر شكل الأعصاب المخية). وهى تُقسم إلى أعصاب حسية (1، 2، Cool، وأعصاب حركية (3، 4، 6، 11، 12)، وأعصاب مختلطة (5، 7، 9، 10):

1. العصب المخي الأول: عصب الشم Olfactory Nerve: مسؤول عن حاسة الشم، وتلفه يؤدى إلى فقدان حاسة الشم.

2. العصب المخي الثاني: العصب البصري Optic Nerve، وتنتشر أليافه في شبكية العين، ويعمل على نقل صورة المرئيات إلى قشرة الدماغ.

3. العصب المخي الثالث: البصري الحركي Oculomotor Nerve، وهو مسؤول عن حركة عضلات العين الداخلية، والعضلة الرافعة للجفن العلوي. ويسبب تلفه هبوط الجفن، أو الحول، أو كليهما معاً.

4. العصب المخي الرابع: العصب البكَري Trochlear Nerve، وهو مسؤول عن حركة العضلة المائلة العلوية لكرة العين. ويسبب تلفه ضعف حركات العين.

5. العصب المخي الخامس: العصب ثلاثي التواؤم Trigeminal Nerve، وهو عصب مختلط، وهو مسؤول عن العضلات الماضغة، والعين، والغشاء المخاطي للفم والأنف.

6. العصب المخي السادس: العصب المبعد Abducent Nerve، وهو مسؤول عن إحساس عضلة العين الخارجية، وحركتها.

7. العصب المخي السابع: العصب الوجهي Facial Nerve، وهو مسؤول عن حركات عضلات الأذن والوجه وفروة الرأس.

8. العصب المخي الثامن: العصب السمعي Vestibulocochlear Nerve، وهو مسؤول عن كل من حاستي السمع والاتزان.

9. العصب المخي التاسع: العصب اللساني البلعومي Glossopharyngeal Nerve، وهو مسؤول عن حركة البلعوم وحاسة التذوق في الثلث الأخير من اللسان.

10. العصب المخي العاشر: العصب الحائر Vagus Nerve، وهو مسؤول عن المعدة والرئتين والحنجرة.

11. العصب المخي الحادي عشر: العصب الشوكي Spinal Accessory Nerve، وهو يغذي بعض عضلات الرقبة.

12. العصب المخي الثاني عشر: العصب تحت اللساني Hypoglossal Nerve، وهو مسؤول عن حركة اللسان.

الأعصاب الشوكية Spinal Nerves

وعددها 31 زوجاً من الأعصاب وتصدر جميعاً من الحبل الشوكي، وتتوزع على النحو التالي: ثمانية أزواج عنقية، واثنا عشر زوجاً صدرياً، وخمسة أزواج قطنية، وخمسة أزواج عجزية، وزوج واحد عصعصي (أُنظر شكل الأعصاب الشوكية).

ويتكون كل عصب شوكي من جذرين أمامي وخلفي. ويحتوي الجذر الأمامي على خلايا حركية، في حين يحتوي الجذر الخلفي على خلايا حسية، فجميع الأعصاب الشوكية حسية حركية.

وتقسم الأعصاب من الناحية الوظيفية إلى قسمين هما:

1. أعصاب جسمية Somatic Nerves

وهي مسؤولة عن الحركات العضلية التي يتحكم الإنسان فيها، وهي تنتشر بالعضلات الهيكلية والجلد. وتُقسم هذه الأعصاب إلى نوعين: أعصاب حسية، وأخرى حركية.

2. أعصاب ذاتية (لا إرادية) Autonomic Nerves

وهي مسؤولة عن الحركات التي لا تخضع لإرادة الدماغ، وتنتشر في أحشاء الجسم الصدرية والبطنية، مثل: الرئتين، والمعدة، والكبد، والأمعاء، والأوعية الدموية، فتحركها آليًا. وكل عضو من أعضاء الجسم يستقبل نوعين من ألياف الأعصاب اللا إرادية يتعاكسان في تأثيرهما بوجه عام، فإذا نبه أحدهما نشاط عضو ما، فإن الآخر يثبطه.

ويطلق على النوع الأول من هذه الألياف "الجهاز السمبثاوي" Sympathetic Nervous System، واشتق اسمه من الكلمة الإنجليزية Sympathy وتعني التعاطف، ويقوم هذا الجهاز بمؤازرة صاحبه وزيادة قدرته على مواجهة الشدائد، مثل حالات الفرار من الأخطار، والخوف الشديد، والقتال. ويعمل هذا الجهاز على حثِّ القلب على ضخ الدماء إلى المخ، حيث مراكز التفكير والإدراك، وإلى العضلات، فيزيد نشاطها، ويزيد من قدرتها على التخلص من فضلاتها، فلا يشعر الإنسان بالتعب. كما يوجه هذا الجهاز الكبد ليقوم بإمداد الجسم بالسكريات البسيطة، فلا يشعر الإنسان بالجوع، ويزداد نشاطه. وتنشأ أعصاب الجهاز السمبثاوي من الحبل الشوكي في منطقتي الصدر والبطن (أُنظر شكل الأعصاب الذاتية "اللاإرادية").

أما النوع الثاني من هذه الألياف، فيطلق عليه "الجهاز الباراسمبثاوي" Parasympathetic Nervous System، ويناط به تدبير احتياجات الجسم من الطاقة في أوقات الاسترخاء؛ حيث يعمل على تقليل ضربات القلب، وتسهيل هضم الطعام، وزيادة امتصاصه (أُنظر شكل الأعصاب الذاتية "اللاإرادية").

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig01.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig02.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig04
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig05.gif_cvt01

1. الجهاز العصبي السمبثاوي
الجهاز العصبي الباراسمبثاوي
الجهاز العصبي السمبثاوي
(حالات الاسترخاء والراحة)
(حالات الخطر والخوف)
تقليل ضربات القلب.
زيادة ضربات القلب.
تسهيل هضم الطعام.
توجيه الكبد إلى زيادة إمداد الجسم بالسكريات
تنشأ أعصابه من المخ والحبل الشوكي في منطقة القطن.
تنشأ أعصابه من الحبل الشوكي في منطقة الصدر والبطن
 


2. رد الفعل المنعكس Reflex Action

رد الفعل هو استجابة لا إرادية لمنبه أو تغير في الوسط الداخلي أو الخارجي للجسم. وبعض ردود الفعل تتحكم فيها الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، مثل تحريك جفن العين في حالات الطرف.

ومعظم ردود الفعل الأخرى لا تحتاج للدماغ لتكتمل، ولكنها تشمل خلايا الحبل الشوكي العصبية وعصب شوكي. ويطلق على هذا النوع من ردود الفعل "رد الفعل الشوكي" Spinal Reflex أو "قوس الانعكاس" Reflex Arc. فمثلاً إذا تصادف أن لامس إصبع إنسان دبوساً مدبباً، فإن مستقبلات الألم الموجودة في الجلد تقوم بتوليد إشارة عصبية، سرعان ما تنتقل عبر محور خلية عصبية حسية إلى جسمها الموجود في عقدة Ganglion تقع قرب الجذر الخلفي للحبل الشوكي، ومنه إلى الحبل الشوكي (أُنظر شكل مكونات قوس الانعكاس).

وتمر الإشارة الحسية بعد ذلك عبر خلية عصبية بينية Interneuron التي تنقلها بدورها إلى خلية عصبية حركية. ثم يترك محور الخلية الحركية الحبل الشوكي مارًا بالجذر الأمامي حاملاً إشارة عصبية حركية، حتى تصل إلى العضلات المحركة لليد فتنقبض، ويقوم الشخص بسحب يده بعيداً عن مصدر الألم. ولا ينتهي رد الفعل الشوكي عند هذا الحد، لكنه يقوم بتنبيه مراكز الإحساس في قشرة المخ لتكون على دراية به عن طريق الخلايا العصبية البينية التي تربط بين الحبل الشوكي وقشرة المخ، فيزيد انتباه الشخص، ويكون أكثر حرصاً عند لمس الأشياء في هذا المكان.

الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان Fig06.gif_cvt01


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة
» الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب
»  الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير
» الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها
» الموسوعة الصحية المصغرة اﻻذن العين القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الصحة والغذاء-
انتقل الى: