منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:43 pm

الموسوعة الصحية المصغرة

الأمصال واللقاحات

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14533   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14534   أولاً: الأمصال Serums
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14535   ثانياً: اللقاحات Vaccines
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14532   المصطلحات الطبية
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14531   المصادر والمراجع



مقدمة

يُعد العالم البريطاني إدوارد جينر Edward Jenner، أحد رواد التّحصين ضد الأمراض المعدية في العصر الحديث. فقد كان لأفكاره وتجاربه في هذا المجال، الفضل الأول في القضاء على مرضيّ الجدري والطاعون، بعد انتشارهما بصورة وبائية، عقب الحرب العالمية الثانية، في معظم دول العالم. وتتلخص فكرة التحصينات وطريقة عملها، في تحفيز جهاز المناعة بالجسم على تكوين أجسام مضادة، ضد نوع خاصٍ ومحدد من الميكروبات، وذلك عن طريق إعطاء الميكروب، المسبب لهذا المرض، في جرعة ضعيفة وموهنة صناعياً، بدلاً من الميكروب نفسه، حيث يروّض الميكروب الشرس معملياً وعلى فترات، حتى يفقد قوته وشراسته. وفي بعض الأحيان تُعطى أجزاء من مكونات الميكروب، أو من الأحماض الأمينية المكونة له، وعند دخولها جسم الإنسان من طريق التلقيح Vaccination، تعمل علي حث جهاز المناعة، وتنشيط إنتاج الأجسام المضادة لهذا الميكـروب، أو الأجزاء المكّونة له. وهكذا يُساعد التلقيح على الحماية من هذا الميكروب، إذا دخل الجسـم بعد ذلك. وهناك نوع آخر من اللقاحات لا يحتوي على الميكروب، أو على أجزاء منه، بل يحتوي فقط على السّموم، التي تفرزها هذه الميكروبات، بعد معالجة الميكروب كيماوياً، لتكون على شكل Toxoid، إي أشباه سموم غير ضارة، ومن أمثلة ذلك الدفتيريا والتيتانوس.

وتنقسم المناعة إلى نوعين، طبيعية ومكتسبة. فالمناعة الطبيعية تتكون من: الجلد والمسام والعرق والأهداب والدموع، وإفرازات الغدد اللعابية والمعوية والرئوية والمهبلية، وتمثل ما يسمى "خط الدفاع الأول ضد الأمراض". أما المناعة المكتسبـة، فمنها إيجابي وسلبي. فالإيجابي هو تكوين أجسام مضادة، بعد الإصابة بالمرض نفسه، أو نتيجة إعطاء اللقاح. أما السلبي فيكون من طريق إعطاء المريض الأمصال Serum، التي تحتوي على الأجسام المضادة الجاهـزة، عن طريق الوريد أو العضل. وهذه الأجسام منها الخاص بمرض محدد، ومنها العام الذي يُعطي مناعة غير محددة بمرض خاص. وهناك تحفظ على استخدام الأنواع، التي تُحضّر من عدة متطوعين، لأن الأجسام المضادة المستخلصة من دم المتطوعين قد تحتوي على الأمراض، التي تُنقل عن طريق الدم، مثل إصابة الكبد بفيروس C، أو الإيدز، وغير ذلك من الأمراض. لهذا تُعد هذه الأجسام المضادة صناعياً "كيماوياً"، للاستفادة من قيمتها والتخلص من عيوبها.





       

أولاً: الأمصال Serums

1. التعريف

المصل serum، هو عبارة عن الأجسام المضادة الجاهزة، أو مضادات السّموم الجاهزة التحضير، التي تؤدي مفعولها فور إعطائها، ويستمر هذا المفعول لفترة قصيرة. وقد سُميت أمصالاً Serums لأنها تحضر من مصل عائل أخر، ثم تنقل بعد ذلك من طريق الحقن العضلي أو الوريدي. أما اللقاح Vaccine، فهو مولدات المضادات في شكل معلق من الميكروب، سواء كان حياً أو مضعفاً.

وتمثل الأمصال جزءاً مهماً من المناعة، يُسمى المناعة السّلبية Passive Immunity، والتي تُستخدم أو يُلجأ إليها حين لا تتوافر المناعة الإيجابية Active Immunity، أو في حالة حدوث وباء، ولا يوجد وقت كاف لاكتساب المناعة، أو أن التطعيم ضد هذا الوباء لم يُؤخذ من قبل.

وتُعرف المناعة السلبية: بأنها إعطاء الأجسام المضادة الجاهزة والسابقة التحضير، بغرض توفير مناعة فورية مؤقتة، ضد مرض محدد.

أما المناعة الإيجابية، فهي إعطاء نوع، أو أكثر، من مولدات المضادات الخاصة بميكروب محدد، بغرض تحفيز الجهاز المناعي، ليكوّن الأجسام المضادة الخاصة به، ضد هذا الميكروب. وتعد المناعة الإيجابية، طبيعية إذا أعقبت الإصابة بالمرض نفسه، وتدوم في هذه الحالة مدى الحياة، أو على الأقل، لفترة زمنية طويلة جزئياً. وتعد صناعية إذا أعقبت اللقاحات الخاصة بمرض محدد، وتحتاج إلى إعادة التنشيط على فترات، تطول وتقصر، حسب نوع اللقاح. والمركبات المناعية المتوفرة، إما أن تكون نوعاً يحتوى على مولدات المضادات Antigens، مثل اللقاح وأشباه السموم Toxoid، أو نوعاً يحتوى على الأجسام المضادة Antibodies، مثل الجلوبيولين المناعي، ومضادات السموم Antitoxins.

2. أنواع الأمصال

توجد أنواع عديدة من الأمصال، معظمها يُحضّر صناعياً، لتلافي نقل أمراض الدم، وبعضها يجري تحضيره في الخيول، بعد حقنها بالميكروب، ثم تستخلص الأجسام المضادة من البلازما، وتنقى وتعبأ. وقد تحضر بعض الأمصال في متطوعين، بعد أجراء الفحوص اللازمة لضمان خلوّهم من الأمراض. ويُسمى الجسم المضاد المستخدم في الأمصال بالجلوبيولين Globulin، وتوجد منه ثلاثة أنواع رئيسية، هي: البشرى، وعالي المناعة، والوريدي.

أ. الجلوبيولين المناعي البشري Human Immune Globulin

يُحضّر هذا النوع من الأمصال، من مصل Serum، أو من بلازما Plasma الدّم، المستخرج من عدد من المتطوعين، وهو عبارة عن الجلوبيولين المناعي من النوع Ig G، بصورة مركزة، إضافة إلى IgM & IgA، ولكن بنسبه بسيطة. ويُحفظ عند درجه حرارة 4 مئوية. ويبدأ فاعليته في الجسم بعد 48 ساعة من الحقن به، لتستمر تلك الفاعلية لمدة ثلاث أسابيع تقريباً.

ويُستخدم هذا المصل، غالباً، للوقاية ضد الأمراض الآتية: إلتهاب الكبد A، والجديري، والحصبة الألمانية، خصوصاً للحوامل في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.

ومن عيوب هذا النوع من الأمصال، أنه يُعطي مناعة مؤقتة، كما تختلف فاعليته من نوع لأخر، ويسبب ألماً أثناء الحقن العضلي، وقد يسبب حساسية شديدة، في بعض الحالات.

ب. الجلوبيولين ذو المناعة العالية Hyperimmune Globulin

يُحضر هذا النوع من الأمصال من الأشخاص، الذين لديهم نسبة عالية من الأجسام المضادة الخاصة بمرض معين. ويكون تحضيره من هؤلاء المرضى أثناء فترة النقاهة. كما يجري تحضيره كذلك من طريق تحفيز جهاز مناعة الأصحاء، بإعطائهم اللقاح الخاص المرض، ومن أمثلة ذلك:

مصل السعار أو داء الكلب Rabies، والمصل المضاد للالتهاب الكبدي ب Hepatitis B، والتيتانوس Tetanus، والجُديري Varicella- Zoster.

ومن عيوبه أنه مؤلم أثناء الحقن العضلي، كما يمكن أن تصاحبه حساسية شديدة.

ج. الجلوبيولين المناعي الوريدي "Intra -venous Immune Globulin "IVIG

يتميز هذا النوع من الأمصال، بأنه يعطى من طريق الحقن الوريدي وليس العضلي؛ ما يساعد على إعطاء جرعات كبيرة ومتكررة من المصل، من دون حدوث ألم. ولهذا يُعد أفضل الخيارات Drug of Choice لعلاج الأطفال المبتسرين، ناقصي الوزن والنمو، من الإصابات البكتيرية والفيروسية، مثل الالتهاب السّحائي أو الإيدز. وعلى الرغم من عدم حدوث ألم أثناء الحقن، ألا أن حدوث الحساسية، لا تزال من عيوب هذا المصل.

3. أمثلة لبعض الأمصال

تتميز بعض الأمراض بأن لها مصلاً ولقاحاً، في الوقت نفسه، مثل الدفتيريا والتيتانوس، اللذين لهما لقاح مكون من أشباه سمومهم Toxoid، يسمى D.T. ويستخدم لتكوين مناعة على المدى البعيد، وأيضا لهما مصل يسمى "مضاد سم الدفتيريا" Diphtheria Antitoxin، و"مضاد سم التيتانوس" Tetanus Immune Globulin TIG، ويستخدما للعلاج الفوري والسّريع لهذه الأمراض، خصوصاً في المرضى الذين لم يسبق لهم التلقيح ضد هذه الأمراض.

ومن الحالات المهمة لاستخدام الأمصال، حالات التسمم الغذائي Botulism، التي يُستخدم لها مصل يسمى "مضاد التسمم الغذائي" Botulinum Antitoxin. ويُسمى العلاج باستخدام الأمصال المحضرة بالطرق المناعية الحديثة، ضد لدغ الثعبان والعقرب والعنكبوت وغيرهم، بـ"العلاج المناعي بالأمصال" Venom Immunotherapy، وهو علاج آمن وفعال، خصوصاً في حالة حدوث ردة فعل، أو حساسية مع المصل نفسه، قبل معالجته مناعياً، أو أثناء الحمل. ويسمى استخدام الأمصال، بسبب ما تحتويه من أجسام مضادة لمنع حدوث بعض الأمراض المعدية، بـ"الوقاية المناعية" Immunoprophylaxis.

أ. مصل سم الثعبان Antisnake Venom

إن نسبة 15% فقط من الثعابين تُعد سامة، بينما نسبتها العظمى غير سامة. ويتكون سم الثعبان Snake Venom من بروتينيات متعددة، لها القدرة على الالتصاق بأماكن المستقبلاتReceptors في الضحية، وتؤثر عليه حسب نوع السم. فقد تكون السّموم عصبية Neurotoxins فيؤثر على الجهاز العصبي، أو قلبية Cardiotoxins، فتؤثر على القلب، أو دموية Hemotoxins، فتؤثر على الجهاز الدوري.

وتحدث سموم الثعابين أثارها الموضعية في مكان اللّدغة، مثل تورم واحمرار بالجلد في أقل من نصف ساعة، وتورم في القدم أو اليد بالكامل، مع تورم في الأوعية الليمفاوية والغدد الليمفاوية. أما الأعراض العامة فتشمل:

ارتفاع درجة الحرارة، وقيء، وضعف عام، وتشنجات عضلية، وهبوط بالقلب، وفقدان للوعي، ثم صدمة عصبية Shock، كما يحدث نقص في الصفائح الدموية، ونزيف وتجلط بالدم.

وعلاج مثل هذه الحالات يتطلب سرعة وعناية فائقتين. وأول مهمة هي إيقاف سريان السم في جسم الضحية، بربط الذراع، أو القدم فوق مكان اللّدغة، مع إحداث جُرح في مكانها، ومحاولة امتصاص الدم بما يحتويه من سموم، وبصقه خارج الجسم. ويُعطى المصل المضاد لسم الثعبان Antivenom، وهو يُحضر من دم الخيول Horse Serum بعد لدغها، أو حقنها بسم الثعبان، أو من دم الأغنام Sheep Serum، الذي يسبب حساسية أقل بكثير، من تلك التي يحدثها المصل المحضر من دم الخيول. وعلى هذا فلا بد من إجراء اختبار الحساسية، قبل إعطاء المصل، الذي يتوقف نجاحه في العلاج على عاملين أساسيين، هما: عامل الوقت وحجم الجرعة. أما الوقت، فيجب إعطاء المصل خلال 4 ساعات من اللّدغة، لأن فاعليته تبدأ تقل بعد مرور 12 ساعة.

أما الجرعة، فتعتمد على شدّة اللّدغة ومكانها، والأعراض المصاحبة لها. ويعطى المصاب غالباً من 10 إلى 15 أمبول، وأحيانا أكثر؛ وتقلل الجرعة في الأطفال وكبار السن.

وتوضع هذه الأمبولات على 500 ملليليتر إلى ألف ملليليتر، من محلول ملحي، أو جلوكوز 5%، ويُركب جهاز وريد، وتحدد سرعة إعطاء المصل والمحاليل بـ75 ملليليتر في الساعة، مع مراقبة حدوث أي أعراض جانبية أو حساسية، وذلك بمراقبة الحرارة والنبض والضغط وقياس محيط الذراع أو القدم المصابة، في ثلاثة أماكن مختلفة. أعلى، وأسفل، ومكان اللّدغة، ويكرار القياس كل 15 دقيقة لمعرفة تطورات التورم، ولتقليل الجرعة أو تقليل سرعة إعطاء المحاليل. ويمكن تكرار الجرعة، حسب الأعراض.

ب. مصل سم العنكبوت Antispider Venom

توجد بعض أنواع العناكب المعروفة بسُمّيتها، مثل العنكبوت الأرملة Widow Spider، أو العنكبوت البني Brown Spider، وهي تفرز سموماً عصبية مثل سموم الثعابين. وتحدث لدغتها ألماً مثل شك الدبابيس، وتترك علامة هي كدمة زرقاء وقرحة في المنتصف، تحيط بها دوائر؛ ما يعطيها شكل الهدف الخاص بتدريب الرماية Target، مع حدوث تقلصات عضلية بالذراع، أو القدم، وتصلب في عضلات البطن، وارتفاع في درجة الحرارة والضغط، وعرق شديد وهياج وقيء.

ويكون العلاج بوضع كمادات باردة مكان اللّدغة، وإعطاء مصل سم العنكبوت المناسب، بعد إجراء اختبار الحساسية اللازم.

ج. مصل سم العقرب Antiscorpion Venom

من أنواع العقارب السّامة ما يعرف باسم "عقرب الموت الأصفر" Yellow Death scorpion، أو "عقرب الموت الأسود" Black Death Scorpion، وهي عندما تلسع تُحدث احمراراً وألماً وتنميل في مكان اللسعة، مع ارتفاع في درجة الحرارة والضغط، وسرعة ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، وزيادة اللّعاب، وأخيراً حركات غير إرادية بالرأس.

ويكون العلاج بإعطاء المصل المضاد لسم العقرب، بعد إجراء اختبار الحساسية اللازم.

وتوجد مراكز كثيرة متخصصة في علاج كافة حالات التسمم، سواء بسبب تناول أدوية، أو أطعمة فاسدة، أو لدغ زواحف أو حشرات، مع توفير كافة المعلومات الخاصة بنوع الدواء المضاد، وعمل الإسعافات الأولية اللازمة لإنقاذ حياة الإنسان.





       

ثانياً: اللقاحات Vaccines

1. التعريف

اللقاحVaccine هو عبارة عن الميكروب المسبب للمرض، أو جزء منه، وذلك بعد إضعافه أو قتله. وتؤدي اللقاحات مفعولها في تكوين الأجسام المضادة بعد عدة شهور، ولكن مفعولها يدوم لفترة طويلة، قد تكون مدى الحياة. أما عملية إعطاء اللقاح بقصد اكتساب مناعة ضد الإصابة بالأمراض، فتُسمى "التلقيح" أو "التطعيم" Vaccination.

2. أنواع اللقاحات

أ. لقاحات حية

هي اللقاحات التي تحتوي على ميكروبات، أو فيروسات، حية، لكنها مضعفة وواهنة بحيث لا تسبب أي أمراض للإنسان، بل تحفّز جهاز المناعة فقط. ومن أمثلة ذلك: لقاح الحصبة measles، ولقاح الدرن BCG، ولقاح شلل الأطفال Sabin، الذي يُعطى من طريق الفم في شكل نقط.

ب. لقاحات غير حية

هي اللقاحات التي تحتوي على الميكروبات الميتة، أو على أجزاء منها، مثل: لقاح السعال الديكي، ولقاح شلل الأطفال Salk، والذي يُعطى من طريق الحقن العضلي، وليس من طريق الفم.

ج. توكسيد Toxoid

هي اللقاحات التي تحتوي على سموم البكتريا، بعد تحويلها إلى توكسيد غير ضار، مثل: توكسيد الدفتيريا Diphtheria Toxoid، وتوكسيد التيتانوس Tetanus Toxoid .

وقبل إعطاء اللقاحات، هناك شروط يجب مراعاتها، كوجود أمراضٍ أو حمل. وهذه الشروط هي:

(1) يُعد المانع الوحيد لإعطاء اللقاحات غير الحية، التي غالباً ما تكون آمنة، هو وجود تاريخ مرضي سابق لحدوث تفاعلٍ لهذا اللقاح.

(2) يحظر إعطاء اللقاحات الحية للحوامل، إلاّ إذا كان خطر العدوى يتعدى الضرر الذي سوف يصيب الجنين، في حالة عدم التطعيم، وذلك، مثلاً، إذا كان هناك وباء حمى شوكية منتشر في المنطقة، أو التهاب كبد وبائي A. ففي هذه الحالات إذا أصيبت الأم بالعدوى، فهناك خطورة عليها وعلى الجنين؛ لذا يمكن إعطاء اللقاح.

(3) ألاّ تقل الفترة الزمنية بين إعطاء أي نوعين من اللقاحات الحية عن ثلاثة أسابيع، لتفادي شبهة تعاون النوعين من الميكروبات الحية معاً، وتنشيط أو تحفيز بعضهما، ما يؤدي إلى إصابة الجسم بأضرار بالغة. أما في حالة الأوبئة، التي تحتم إعطاء أكثر من نوع، فيجب اختيار مكانين مختلفين من الجسم لإعطاء التعطيم، لتقليل رد الفعل الموضعي له.

(4) يُتجنب التلقيح في حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم، لأن معظم اللقاحات تحفظ في درجات حرارة منخفضـة للغاية "المجمد ". لذلك، فهي تفسد بتأثير الحرارة العالية للجسم. وكذلك لا تُعطى نقط شلل الأطفال في حالات القيء أو الإسهال، لضمان امتصاصها من طريق الجهاز الهضمي، بصورة سليمة.

(5) لا تُعد الإكزيما أو حمى القش، أو الربو، من موانع التلقيح، إلّا في حالة لقاح الدرن BCG، فإنه لا يُعطى في حالات الإكزيما.

(6) تُعطى اللّقاحات الخاصة بالأطفال، الذين يعانون من أمراض مزمنة بالقلب أو الصدر، حسب جدول خاص بهم. أما الأطفال المبتسرون فيجري تطعيمهم تماماً، مثل الأطفال مكتملى النمو. بمعنى أن يُحسب عمرهم الزمني منذ يوم ولادتهم، بغض النظر عن أوزانهم، أو عن أعمارهم الرحمية "7 شهور مثلاً".وفي حالة أمراض القلب المزمنة، يكون التلقيح مرتبطاً بالحالة الصحية؛ فلا يُعطى، مثلاً، أثناء هبوط القلـب، أو أزمـة ربويـة حادة، بل ينظّم إعطاء اللقاح حسب الحالة الصحية للمريض.

(7) تعطى اللّقاحات للأطفال المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، ولا يعانون أعراضاً، بالطريقة العادية نفسها، عدا لقاح الدّرن BCG، ولقاح الحمى الصفراء. أما مَنْ يعانون أعراضاً، فقد أوصى المجلس الأمريكي للتحصينات بضرورة إعطائهم اللقاحات غير الحية فقط، دون الحية؛ ولكن منظمة الصحة العالمية ترى ضرورة إعطائهم بعض اللقاحات الحية، مثل لقاح شلل الأطفـال والحصـبة، إذ لا دليل على وجـود خـطر في التحصين ضـدهمـا، لدى الأطفال المصابين بمـرض نقص المناعة المكتسبـة. وعموماً، يجب توخى الحيطة عند إعطاء هذين اللقاحين لهؤلاء المرضى.

تقسّم اللّقاحات إلى تقسيمات عديدة، ولكن التقسيم القديم: أساسية، وغير أساسية، هو الأكثر شيوعاً:

أ. اللقاحات الأساسية "الإجبارية"

سميت بذلك لأن معظم دول العالم جعلتها إجبارية للأطفال، وتعطى مجاناً، ويُعاقب ويُجرم من لا يعطيها. وهي تشمل الآتي:

(1) الدرن BCG.

(2) شلل الأطفال Poliomyelitis.

(3) ثلاثي البكتيري "الدفتيريا- التيتانوس- السعال الديكي". D.P.T.

(4) الالتهاب الكبدي الوبائي ب. Hepatitis B

(5) الحصبة Measles.

(6) الثلاثي الفيروسي "الحصبة- الحصبة الألمانية- النكاف" M.M.R.

ب. اللقاحات غير الأساسية "الإضافية"

هذه المجموعة من اللقاحات لا تُعطى بصورة إجبارية في كافة الدول، بل تُعطى طبقاً لظروف خاصة بكل لقاح؛ وكذلك حسب الظروف الاقتصادية لمختلف البلدان. وقد انتقلت بعض اللقاحات من هذه المجموعة، تحولت إلى تلقيح إجباري، مثل لقاح الهيموفيلس أنفلونزا ب Haemophilus Influenza B (HIB) في الدول المتقدمة.بينما في الدول النامية ليس إجبارياً، لارتفاع ثمنه.

وتشمل اللقاحات غير الأساسية، الأمراض الآتية:

(1) الهيموفيلس أنفلونزا Haemophilus Influenza B.

(2) الالتهاب الكبدي الوبائي أ Hepatitis A.

(3) الجديري المائي Chicken Pox.

(4) فيروس الأنفلونزا Influenza Vaccine.

(5) التيفوئيد Typhoid.

(6) الالتهاب السحائي Meningitis.

(7) الكوليرا Cholera.

(Cool الحمى الصفراء Yellow Lever.

(9) البكتيريا السبحية الرئوية Pneumocsccal Vaccine.

(10) الجمرة الخبيثة Anthrax.

(11) الطاعون Plague.

(12) داء الكلب Rabies.

(13) فيروس روتا Rota virus.

اللقاحات الإجبارية Compulsory Vaccines

1. لقاح الدرن Bacillus - Camette - Guerin vaccine (BCG)

أ. نوع اللقاح

يحتوي لقاح الدّرن BCG على ميكروب موهن مجفف بالتبريد. وقبل إعطائه، لا بد من تخفيفه، بمحلول التخفيف، قبل الاستعمال مباشرة. ويفقد اللقاح فاعليته بسرعة بعـد تخفيفه، لهذا يُعدم المتبقي منه بعد مرور 24 ساعة على أكثر تقدير.

ب. عمر التعاطي

يُعطى في الأسبوع الأول من الولادة، في معظم البلدان، أو خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الولادة. ويمكن أن يُعطى بعد عام إذا لم يُعْط في الحالتين السابقتين، وذلك في حالة سلبية اختبار التيوبركلين Tuberculin test، أما عند إيجابية الاختبار، فيعطى الطفل علاجاً على أنه حالة درن. كما يعطى في بداية كل مرحلة دراسية، لكل الحالات سلبية الاختبار.

ج. الجرعة والطريقة

0.05 ملليليتر في الجلد، للأطفال حديثي الولادة.و 0.1 ملليليتر في الجلد، للأطفال الكبار.

يُحقن اللقاح داخل طبقات الجلد، فوق عضلة الكتف، لأن هذا الموضع له أقل اتصال بالجهاز الليمفاوي، ومن ثم لا يسبب أي أضرار أو مضاعفات خطيرة. ولضمان الحقن في طبقات الجلد، وليس تحت الجلد، يجب توافر الشروط الآتية:

(1) أن لا تزيد الزاوية بين سن الإبرة وسطح الجسم، عن 15 درجة.

(2) وجود مقاومة أثناء الحقن.

(3) ظهور تورم بعد حقن الجرعة مباشرة.

د. التفاعلات

له ثلاثة أنواع من التفاعلات:

(1) التفاعل الطبيعي

ويحدث إذا أُعطى الطفل الجرعة الصحيحة من اللقاح، داخل طبقات الجلد، وكان المحقن معقماً، إذ تتكاثر جراثيم لقاح الدرن BCG ببطء شديد، ويظهر ورم طري صغير أحمر اللون، قطرة نحو 10ملليميتر في موضع التلقيح؛ وبعد مدة تراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، يتحول الورم إلى خراج صغير، ويُصبح قرحة قطرها حوالي 1سم، ثم تلتئم القرحة من تلقاء نفسها تاركة ندبة قطرها نحو5 ملليميتر، وهذه الندبة مفيدة لأنها علامة على أن الطفل تلقى اللقاح.

(2) التفاعل الشديد

في بعض الأحيان يحدث التهاب موضعى شديد، أو خراج أكثر عمقاً. وأحياناً تتورم العقد الليمفاوية، الواقعة قرب المرفق أو في الإبط. ويحدث ذلك لأن الحقنة دخلت تحت الجلد، إلى أكثر من اللازم من طريق الخطأ، أو بسبب إعطاء جرعة أكبر مما ينبغي، أو لأن المحقن لم يكن معقماً. وإذا بقي التفاعل موضعياً، فلا يلزم أي علاج سوى وضع شاش جاف. أما إذا تكونت قـرحة كبيرة، أو تورمت العقد الليمفاوية، يُعرض الطفل على الطبيب لأنه قد يكون في حاجة إلى العلاج بأدوية الدرن تماماً مثل مريض الدرن، ولمدة قد تصل إلى 3 شهور.

(3) التفاعل المبكر

إذا كان لدى الطفل بعـض المناعة السّابقة من الإصابة بالدرن، فقد يظهر التورم الأحمر قبل مرور أسبوعين، وهذا يعني أن الطفل قد تلقى لقاح BCG من قبل، أو أنه كان قد أصيب بمرض الدرن نفسه منذ فترة. وعند الشك في إصابة الطفل بالدرن، تلزم استشارة الطبيب.

هـ. التحقق من وجود ندبة BCG

يجب التحقق من وجود تورم، أو قرحة، أو ندبة، في موضع التلقيح، عند زيارة الطبيب، التي تلي إعطاء الطفل لقاح BCG. فإن وجدت ندبة فهذا يعني أن اللقاح قد نجح. وإذا لم توجد ندبة، فيجب تكرار الجرعة بعد ثلاثة شهور على الأقل، من الجرعة السابقة.

و. المضاعفات

(1) تضخم في الغدد الليمفاوية تحت الإبط.

(2) حدوث خراج بارد Cold Abscess، مكان إعطاء اللقاح.

(3) حدوث ناسور جلدي مكان إعطاء اللقاح.

(4) التئام الخراج أو الناسور يؤدى أحيانا إلى حدوث ندبة كبيرة، تشوه منظر الجلد على الذراع.

(5) الإصابة بالمرض نفسه نتيجة عدم استخدام جرعة مناسبة من اللقاح.

ز. موانع الاستخدام

(1) حالات الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، والضعف الشديد، وخلال فترات النقاهة من أمراض أخرى.

(2) الأشخاص الذين لديهم نتائج إيجابية لاختبار التيوبركلين.

(3) الأشخاص الذين يتعاطون الأدوية المناعية.

(4) المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة.

2. لقاح شلل الأطفال Poliomyelitis Vaccine

أ. أنواع اللقاحات

(1) لقاح سابين Sabin Vaccine

هو لقاح حي موهن يحتوي على ثلاثة فيروسات، من عائلة فيروس شلل الأطفال، وهو الأكثر شيوعاً للاستخدام حول العالم. وتعطى في شكل نقط بالفم، عند اكتمال الشهر الثاني والرابع والسادس. وتُعطى الجرعات المنشطة من اللّقاح، عند عمر سنة ونصف، وأربع سنوات، وست سنوات. ويميز هذا اللقاح ما يلي:

(أ) سهولة الاستخدام لأنه يؤخذ عن طريق الفم.

(ب) رُخص الثّمن مقارنة بمثيله، الذي يُعطى من طريق الحقن العضلي.

(ج) قدرة مناعية عالية لاحتوائه على ثلاثة أنواع من الفيروس، وليس نوعاً واحداً.

(د) يُعطى مناعة موضعية للجهاز الهضمي.

(هـ) يُعطى مناعة خلوية، في الوقت نفسه، للجسم كله.

(و) أقل نسبة مضاعفات.

الاحتياطات الواجب توافرها عنـد التلقيح:

(أ) عدم الرّضاعة من لبن الأم، قبل التلقيح وبعده، لمدة ساعتين، لتجنب حـدوث قيء، ولضمان امتصاص من الجهاز الهضمي للّقاح.

(ب) تكرر الجرعة إذا حدث إسهال أو قيء، عقب التلقيح، بعد العلاج.

(ج) لا يعطى اللقاح في حالات الإصابة بعدوى فيروسية أخرى، لتجنب التداخل بين الفيروسات.

(د) يُحفظ اللّقاح في ثلاجة عند 4 درجات مئوية أثناء النقل، لأنه يتلف إذا تعرض لدرجات حرارة عالية. ويمكن أن يحفظ عند درجة -20 مئوية، لوقت طويل.

(هـ) يُعدم اللقاح إذا تغيّر لونه من البنفسجي الفاتح، إلى الأصفر الفاتح، أو يُصبح لا لون له.

(و) في حالة تفشي المرض، يُعطي الفيروس المسبب للوباء فقط، ويعقبه إعطاء اللقاح ثلاثي الفيروسات للوقاية، من الأنواع الأخرى.

(ز) الفترة المسموح بها بين كل تلقيح تكون شهراً على الأقل.

(2) لقاح سولك Salk Vaccine

هو لقاح غير حي يحتوي على نوع واحد فقط، من الثّلاثة أنواع المكونة لعائلة فيروس شلل الأطفال، ويحقن في العضل. ويعطى للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة، كما يمكن إعطاؤه أثناء الحمل، لأنه لا يمر من خلال المشيمة إلى الجنين.

المضاعفات:

(أ) الإصابة بمرض شلل الأطفال، وهو نادراً الحدوث إلّا في حالات الأطفال الذين يعانون من أمراض نقص المناعة، ويُنصح بإعطائهم لقاح "سولك".

(ب) لا ينصح بتعاطي اللقاح من طريق الفم للأم الحامل، لأن ذلك قد يصيب الجنين بالمرض نفسه؛ ولذا يُفضل إعطاء لقاح سولك من طريق الحقن العضلي.

(ج) قد ينقل الأطفال الأصحاء، الذين جرى تطعيمهم، العدوى بشلل الأطفال، للمخالطين لهم من الأطفال المصابين بأمراض نقص المناعة.

3. اللقاح الثلاثي البكتيري Diphtheria, Pertussis, Tetanus Vaccine: DPT

أ. نوع اللقاح

هو لقاح يحتوي على ثلاثة مشتقات، هي: سموم الدفتيريا المضعفة Diphtheria toxiod، وسموم التيتانوس المضعفة Tetanus toxiod، وميكروبات غير حية للسعال الديكيPertussis. وهذا التجميع يضمن استجابة أكثر للّقاح، إضافة إلى تقليل عدد مرات الحقـن. ويعطى هذا اللقاح من طريق الحقن في العضل. ويتلف إذا تعرض للتجميد، أو أشعة الشمس.

ب. العمر وطريقة التعاطى

يعطى هذا اللّقاح على ثلاث جرعات عند تمام الشهر الثاني والرابع والسادس من العمر، مع لقاح شلل الأطفال. كما تُعطى جرعة منشطة منه عند عمر 18 شهراً، و3 سنوات. ولا يُفضل إعطاؤه عند بداية كل مرحلة دراسية، بل يُعطى فقط اللقاح الثنائي DT، حيث ثبت أن المضاعفات، التي يسببها لقاح السعال الديكي، بعد عمر 3 سنوات، خطيرة جداً على الجهاز العصبي. ويعطـى الطفـل الجرعـة "0.5ملليليتر" حقناً داخل العضلة، في الجزء الخارجي من منتصف الفخذ.

ج. التفاعلات والآثار الجانبية

(1) الحمى

تحدث مساء يوم التلقيح، 24 ساعة، ويعطى الطفل خافضٌ للحرارة، ويُنصح بتخفيف الملابس، وعمل كمادات باردة، إذا لزم الأمر، في موضع إعطاء اللقاح.

(2) التقرح الموضعي

قد يصاب الطفل بآلام وتقرح واحمرار وتورم، في موضع الحقن. فإذا حدث ذلك مبكرا،ً أي في اليوم التالي للحقن، فهو ناجم عن اللقاح فقط، وليس الأمر خطيراً، وسوف يتوقف بعد ثلاثة، أو أربعة أيام.

(3) الخراج

إذا ظهر الألم أو التورم متأخرين- أي بعد الحقنة بأسبوع أو أكثر- فقد يكون ذلك بسبب خراج. وهذا يحدث إذا كانت الإبرة غير معقمة. ويستلزم عرض الخراج على الطبيب، فقد يحتاج العلاج إلى شق وتنظيف وتضميد.

(4) التشنجات

يندر حدوث تفاعل شديد، ولكن إذا حدث ذلك، فمرده إلى جزء السعال الديكي في اللقاح، وهو أكثر حدوثاً بعد الشهر السادس من العمر. وفي هذه الحالة لا يعطى الطفل جرعات أخرى من اللقاح الثلاثي، ويمكن إكمال تلقيحه باللقاح الثنائي DT.

د. موانع التلقيح ضد الثلاثي البكتيري

(1) الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، وحالات النقاهة من الأمراض.

(2) الأنيميا والضعف الشديد والوهن بسبب الأمراض.

(3) الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أكثر من ثلاث سنوات، حيث يُعطى اللقاح الثنائي DT.

(4) في حالات تفشي مرض شلل الأطفال، لأن الحقن في العضل قـد يسبب الشلل بسبب أن فيروس شلل الأطفال يحتاج إلى أي مكان به جرح، ليدخل إلى الجهـاز العصبي من طريقه.

(5) وجود تاريخ مرضي بالإصابة باختلال في الجهاز العصبي، أو صدمة، في خلال 72 ساعة من آخر تلقيح من اللقاح الثلاثي، وفي هذه الحالة يُعطى اللقاح الثنائي.

4. لقاح الحصبة Measles Vaccine

أ. نوع اللقاح والجرعة والطريقة

يحتوي لقاح الحصبة على فيروسات حية موهنة، وهو مجفف بالتبريـد، ويعطى 0.5 ملليليتر، من طريق الحقن تحت الجلد، بالذراع الأيمن.

ب. العمر المناسب للتلقيح

تُعد أفضل استجابة لتلقيح الصحبة، في عمر 15 شهراً، ولكن في بعض البلدان المعرّضة للإصابات المبكرة، يُعطى في عمر 9 أشهر، ثم يعطى كجرعة منشطة في عمر 15 شهراً بعد ذلك.

ج. المضاعفات

نادرة الحدوث، وهي لا تتجاوز حمى تظهر بعد حوالي أسبوع من التلقيح، والطفح الجلدي، الذي يظهر خفيفاً، ويشبه طفح الحصبة. وينصح بإعطاء مخفض للحرارة، والتنبيه إلى إمكان حدوث الحمى والطفح الجلدي بعد التلقيح. وقد يحدث، في حالات نادرة، التهاب بالمخ، أو تنشيط للدرن.

د. موانع التلقيح ضد الحصبة

(1) الضعف الشديد، والنقاهة، مثل أنواع كثيرة من اللقاحات.

(2) الحرارة العالية، لأنها تؤدي إلى فقدان فاعلية التلقيح.

(3) مرض نقص المناعة، والأمراض السرطانية، واللوكيميا، والدّرن.

(4) استخدام الكورتيزون، أو أدوية علاج السّرطان.

5. اللقاح الثلاثي الفيروسي Measles ,Mumps, Rubella MMR

أ. نوع اللقاح

هو لقاح حي موهن ضد الحصبة Measles، والتهاب الغدة النكفية Mump، والحصبة الألمانية Rubella.

ب. الجرعة والطريقة وعمر التعاطي

يعطى من طريق الحقن تحت الجلد، وهو عبارة عن 0.5 ميللتر، وذلك عند إكمال الطفل تمام 15 شهراً.

ج. المضاعفات والأضرار الجانبية

حمى تظهر بعد حوالي أسبوع من التلقيح، وطفح جلدي خفيف يشبه طفح الحصبة، أو الحصبة الألمانية، وأحياناً تضخم بسيط في الغدة النكفية. وينصح بإعطاء مخفض للحرارة، مع التنبيه بإمكان حدوث الحمى والطفح الجلدي أو التضخم بعد التلقيح.

د. موانع التلقيح ضد الثلاثي الفيروسي

(1) الضعف الشديد، والنقاهة والحرارة العالية.

(2) مرض نقص المناعة، والأمراض السرطانية، واللوكيميا، والإصابة بالدرن.

(3) استخدام الكورتيزون أو أدوية السرطان.

6. لقاح الالتهاب الكبدي الوبائي "ب" Hepatitis B Vaccine

أ. أنواع اللقاحات

يوجد نوعان معروفان من اللقاحات، ضد مرض الالتهاب الكبدى الوبائي "ب":

(1) اللقاح المحضّر من البلازما البشرية، من حاملي الأنتيجين السطحي للفيروس، ومعالجته بالطرق المختلفة لكي يفقد الفيروس قدرته على العدوى أو إحداث المرض.

(2) اللقاح المحضر بطريقة الهندسة الوراثية على خلايا الخميرة، وهو اللقاح المستعمل في أكثر بلدان العالم.

ب. العمر المناسب للتعاطى

يعطى اللقاح على ثلاث جرعات، عند إتمام الشهر الثاني والرابع والسادس من العمر، مع الّلقاح الخاص بشلل الأطفال واللقاح الثلاثي. ويمكن إعطاؤه عند الولادة، وبعد شهر، ثم بعد خمسة شهور كجرعة منشطة.

ج. الجرعة اللازمة والطريقة

يعطى الطفل جرعة مقدارها 0,5 ميللتر حقناً داخل العضل، في الجزء الخارجي من منتصف الفخذ الأيمن. ولا يحقن الطفل الذي عمره أقل من سنتين في عضلة الإلية، لأن ذلك قد يصيب العصب الوركي.

د. التفاعلات والآثار الجانبية

لا توجد للقاح الالتهاب الكبدي الوبائي "ب" أي آثار جانبـية، ولا يتعارض إعطاؤه مع إعطـاء اللقاحات الأخرى.

اللقاحات الإضافية

1. اللقاح ضد الهيموفيلس أنفلونزا: Haemophilus Influenza b Vaccine

أ. نوع اللقاح

السّكريات المتعددة لقشرة ميكروب الهيموفيلس أنفلونزا نوع "ب"، مع سموم الدفتيريا.

ب. الجرعة والطريقة وعمر التعاطي

يعطى اللقاح على ثلاث جرعات، عند إتمام الشهر الثاني والرابع والسادس من العمر، مع الطعم الثلاثي. ويعطى الطفل جرعة مقدارها 0.5 ميللتر حقناً داخل العضل، في الجزء الخارجي من منتصف الفخذ الأيمن. وهو غير مناسب للأطفال فوق سن 5 سنوات لأن الهيموفيلس، أنفلونزا نوع "ب" غير شائع فوق هذه الفئة العمرية. ويجب أن يعطى اللقاح لكل الأطفال، الذين أجريت لهم عملية استئصال الطحال، والذين يعانون من الأنيميا المنجلية، وكذلك الذين يعانون من أمراض نقص المناعة.

ج. المضاعفات والأضرار الجانبية

تعد مضاعفاته نادرة الحدوث، وهي عبارة عن احمـرار وتـورم في موضع الحقن، يختفي ـ عادة ـ خلال يوم أو يومين، ونادراً ما يصاب الأطفال بارتفاع في درجة الحرارة.

2. اللقاح ضد الالتهاب الكبدي الوبائي أ Hepatitis A Vaccine

يحتوي اللقاح على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي الوبائي "أ"، وهي غير حية، ويُعطى للأطفال، الذين أعمارهم أكثر من سنة، على جرعتين، مقدار الجرعة 0.5 ميللتر حقناً في العضل، ويفصل بينهما ستة شهور. ونادراً ما ينتج عنه مضاعفات، أو آثار جانبية.

3. اللقاح ضد الجديري المائي Chicken Pox Vaccine

هو لقاح يحضر من الحمض النووي لفيروسات الجديري المائي، باستخدام الهندسة الوراثية. ويعطى للأطفال فوق عمر سنة، من طريق الحقن تحت الجلد، ولا يكرر. ونادراً ما ينتج عنه مضاعفات.

4. اللقاح ضد فيروس الأنفلونزا

هو لقاح يحضّر كل عام حسب الأنواع المنتشرة، وحسب التوزيـع الجغرافي، ولا يُعطى للأطفال الذين أعمارهم أقل من 6 شهور. والجرعة للأطفال هي 0.25 سم في العضل جرعة أولى، ثم 0.25سم في العضل جرعة ثانية، بعد شهر من الجرعة الأولى. أما الكبار والأطفال أكثر من 3 سنوات، فجرعتهم 0.5سم في العضل، مرة واحدة فقط.

5. اللقاح ضد التيفوئيد Typhoid Vaccine

أنواع اللقاحات:

أ. لقاح محضر من الميكروبات المسببة لمرض التيفوئيد ميتة، بواسطة الفينول السّاخن. ويعطى من طريق الحقن تحت الجلد على جرعتين، نفصِّل بينهما 3 أسابيع أو أكثر، وجرعة منشطة كل ثلاثة سنوات. ومقدار الجرعة 0.5 ميللتر لمن تزيد أعمارهم عن عشر سنوات؛ و0.25 ميللتر لمن تقل أعمارهم عن عشر سنوات.

ب. لقاح محضّر من الميكروبات الحية الموهنة، المسبّبة لمرض التيفوئيد، وهو كبسولات مغلفة لمقاومة حمضية المعدة، ويبلع من طريق الفم. ويُعطى لمن تزيد أعمارهم عن 6 سنوات.

6. اللقاح ضد الالتهاب السحائي Meningitis Vaccine

لقاح رباعي مكون من الأنتيجين المضاد للسكريات القشرية لأنواعA,C,Y & W135، ويُعطى للأطفال المستأصلين للطحال، وفي حالات الأوبئة. وجرعته 0.5 ميللتر، تُعطى تحت الجلد للأطفال فوق عمر سنتين.

7. اللقاح ضد الكوليرا Cholera Vaccine

وهو لقاح محضر من الميكروبات المسببة لمرض الكوليرا، ميتة بواسطة الفينول الساخن. ويعطى في حالات الأوبئة، وفعاليته لا تزيد عن 50%، ومدته 3-6 شهور. ولا يعطى لمن تقل أعمارهم عن 6 شهور. ويتكون من جرعتين بينهما أسبوع، ويُكرر كل 6 شـهور. والجرعة المناسبة هي:

أ. 6 شهور ـ 4 سنوات: 0.2 ملليليتر.

ب. 5 سنوات ـ 10 سنوات: 0.3 ملليليتر.

ج. أكثر من عشر سنوات: 0.5 ملليليتر.

8. اللقاح ضد الحمى الصفراء Yellow Lever Vaccine

لقاح مهم لكل المسافرين إلى المناطق الموبوءة. ولا يعطى اللقاح لمن تقل أعمارهم عن 9 أشهر، وجرعته 0.5 ملليليتر تحت الجلد، ويُعد صالحاً بعد عشرة أيام من التلقيح، ولمدة عشر سنوات.

9. اللقاح ضد البكتيريا السبحية الرئوية Pneumococcal Vaccine

وهو لقاح يحضر من 23 نوعاً من مولدات المضادات Antigens، من السكريات المتعددة القشرة النقية للبكتيريا السبحية الرئوية.وهو يقي من حوالي 88% من مسببات الالتهاب الرئوي. وجرعته 0.5 ميللتر تحت الجلد، ولا يعطى للأطفال أقل من سنتين. أما دواعي الاستعمال فهي:

أ. بعد أسبوعين على الأقل من استئصال الطحال.

ب. للأطفال الذين يعانون من استئصال تشريحي، أو وظيفي، للطحال متضمنين الأنيميا المنجلية، ومرض هودجكن.

ج. متلازمة ذات الكلى Nephrotic syndrome.

د. أمراض نقص المناعة.

10. اللقاح ضد الطاعون Plague Vaccine

وهو لقاح محضر من البكتيريا المقتولة، ويعطى على ثلاث جرعات: عند بدء التلقيح، ثم بعد شهر، و6 شهور من بداية التلقيح، وذلك لمن يعملون في المناطق الموبوءة، ويتعاملون في مجال القوارض.

11. اللقاح ضد الجمرة الخبيثة Anthrax Vaccine

هو لقاح متاح للعاملين في الأصواف المستوردة من الأماكن الموبوءة، أو العاملين في دباغة الجلود.

12. اللقاح ضد داء الكلب Rabies Vaccine

هو لقاح بشري ثنائي ذو تأثير قوي، عند استخدامه مباشرة بعد العضة، ولكن لا بد من استعمال مصل داء الكلب البشري، في الوقت نفسه، إذا كان هناك شك في احتمال عدوى. ويمكن أن يُعطى للمعرضين للعدوى، قبل السفر خاصة إلى الأماكن النائية. ويعطى اللقاح داخل الجلد.

13. اللقاح ضد فيروس روتا Rota Virus Vaccine

هو لقاح جديد تحت البحث، ويُعطي مناعة ضد روتا فيروس، أكبر مسبب للإسهال في العالم.

اللقاحات الخاصة بالمسافرين

المسافرون إلى المناطق الموبوءة، يُجري تحصينهم ضد كل أو بعض الأمراض الآتية:

1. الملاريا Malaria Vaccine

2. التيفوئيد Typhoid Vaccine

3. الحمى الصفراء Yellow Fever Vaccine

4. الكوليرا Cholera

5. الجمرة الخبيثة Anthrax

6. الكبدي الوبائي "ب" Hepatities B

7. الثنائي البكتيري D.T. Vaccine

8. شلل الأطفال Poliomyelitis

9. الطاعون Plague

10. داء الكلب Rabies

11. الدرن Tuberculosis BCG

اللقاحات الخاصة بالمرضى

بعض المرضى يجري تلقيحهم ضد كل، أو بعض، الأمراض الآتية:

1. الهيموفيلس أنفلونزا Haemophilus Influenza B

2. الالتهاب السحائي Meningitis

3. البكتيريا الرئوية Pneumococcal

لأن هؤلاء المرضى من ناقصي المناعة، أو من جرى استئصال الطـحال لهم، كما يحدث في بعض أمراض الدم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض الفتّاكة.

اللقاحات الخاصة ببعض المهن

1. الحمى الصفراء Yellow Lever: للعاملين في المجال الدبلوماسي، أو البعثات في الأماكن الموبوءة.

2. الجمرة الخبيثة Anthrax: للعاملين في المعامل الطبية، والأبحاث البيطرية، ودباغة الجلود.

3. الكبدي الوبائي ب Hepatities B: للعاملين في بنوك الدم والمستشفيات.

4. الطاعون Plague وداء الكلب Rabies: للعاملين في المستشفيات البيّطرية، وفي مجال أبحاث الحيوان.





       

المصطلحات الطبية

1. لقاح الدرن Bacillus Calmette - Guerin vaccine BCG

هو اللقاح الواقي من مرض السل، ويحتوي على ميكروب موهن مجفف بالتبريد.

2. شبيه السموم Toxoid

هي نوع من اللقاحات التي لا تحتوي على ميكروبات، بل تحتوي على مادة شبيهة بسموم البكتريا.

3. لقاح شلل الأطفال Poliomyelitis

مصطلح اللقاح مكون من شقين "polio" وهي اسم الفيروس، وكلمة myelitis وتعنى التهاب العضلة.

4. لقاح سابين Sabin

لقاح شلل الأطفال، الذي يعطى عن طريق الفم.

5. لقاح سولك Salk

لقاح شلل الأطفال، الذي يعطى عن طريق العضل.

6. اللقاح الثلاثي البكتيريDPT

لقاح يحتوي على ثلاثة لقاحات، هي: سموم الدفتيريا، والتيتانوس، وميكروبات غير حية للسعال الديكي. ويضمن هذا التجميع استجابة أكثر للتلقيح.

7. اللقاح الثنائي البكتيري DT

هو الطعم الثلاثي من بدون السعال الديكي، الذي فُصل لما له من مضاعفات خطيرة على الجهاز العصبى، بعد عمر ثلاث سنوات.

8. الطعم الثلاثي الفيروسي MMR

هو لقاح حي موهن ضد الحصبةMeasles، والتهاب الغدة النكفية Mumps، والحصبة الألمانية Rubella.

9. فصائل البكتيريا المسببة للحمى الشوكية A, C, Y, W135

يعد اللقاح الرباعي أفضل الأنواع، ولكن توجد أنواع تحتوي على A أو A+C فقط، أو حسب النوع المنتشر في المكان الموبوء.

10. متلازمة داء الكلى Nephrotic syndrome

إحدى أمراض المناعة الذاتية، التي تصيب الأطفال بارتفاع في ضغط الدم، وزيادة نسبة البروتينيات، أو الزلال، في البول.

11. اختبار التيوبركلين Tuberculin test

اختبار يجرى لمعرفة الشخص المصاب، أو الذي أُعطى اللقاح، أو لم يعطه نهائياً من طريق إعطاء مادة تحتوى على بروتين بكتريا الدرن.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 10:58 pm

أمراض الإنسان ومسبباتها



الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14687   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14688   المبحث الأول: الأمراض غير المعدية
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14689   المبحث الثاني: الأمراض المعدية
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14690   المبحث الثالث: كيف يحدث المرض المعدي
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14686   الصور
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14685   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14684   المصادر والمراجع



مقدمة

المرض هو اعتلال صحة الجسد أو العقل. وقد يكون هذا الاعتلال بسيطاً، على نحو ما يحدث في التهاب الحلق أو الزور، فلا يلبث أن يزول سريعاً. وقد يكون شديداً، على نحو ما يحدث في الأزمة القلبية أو الالتهاب الرئوي، فتختل وظائف الجسد الحيوية، الأمر الذي قد يودي بالحياة.

وقد قتلت الأمراض، وخلفت وراءها، ضحايا من البشر، تفوق، في مجملها، ما خلفته الحروب التي عرفتها البشرية، على طول تاريخها. وحتى الأمراض الخفيفة مثل: نزلات البرد، أو آلام الأذن التي لا تسبب خسائر في الأرواح، أو التي لا تخلف وراءها ضحايا، قد تسبب، في كثير من الأحيان، خسائر اقتصادية فادحة. فمثلاً، في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ ما يُنفق على الأدوية والمسكنات المستخدمة لمثل هذه الحالات، والتي لا تحتاج إلى وصفة طبيب، ما يزيد عن مليار دولار. كما تتسبب مثل هذه الأمراض سنوياً في غياب الملايين عن أعمالهم ووظائفهم، أو متابعة دراستهم، بما يؤثر تأثيراً سلبياً على انتظام تلك الأعمال، وحدوث خسائر تُقدر بمليارات الدولارات في بعض الأحيان.

ومسببات الأمراض كثيرة، فمن الأمراض ما تسببه كائنات متناهية الصغر، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات، يطلق عليها الجراثيم أو الميكروبات. وتنتقل هذه الكائنات غالباً من الشخص المريض إلى السليم، مسببة انتقالاً للمرض ونشراً للعدوى، لذا يطلق على هذه الأمراض، مصطلح "الأمراض المعدية"Infectious Diseases.

وهناك أمراض أخرى، قد يسببها سوء التغذية، أو الإجهاد العضلي أو العصبي، أو التعرض لعادم السيارات، ودخان السجائر، أو أي نوع من أنواع الإشعاعات الضارة، أو الشيخوخة، ويطلق على هذه الأمراض اسم "الأمراض غير المعدية" Non-Infectious Diseases، إذ لا تنتقل أو تنتشر بطريق العدوى.

وتتباين قابلية الإنسان للإصابة بأي مرض باعتبار عوامل كثيرة، فقد يكون لعوامل: السن، أو الجنس، أو العمل، أو الوظيفة، دور أساسي في استعداد الشخص وقابليته للإصابة بالمرض. فمثلاً، تكثر الإصابة بمرض الجديري الكاذب، والتهاب الغدة النكفية، في سن مبكرة، في حين تصيب أمراض القلب الإنسان غالباً في سن متأخرة من العمر.

وتزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي في النساء، عنها في الرجال. في حين تزيد نسبة حدوث سرطانات المعدة في الرجال عنها في النساء. كذلك تزداد الإصابة بأمراض القلب والسكر وضغط الدم بين من يشغلون وظائف مرموقة، والمسؤولين عن إدارة الوظائف والأعمال. في حين تقل هذه الإصابات بين الحرفيين أو أصحاب الأعمال اليدوية، وتكاد تنعدم بين البدو ورعاة الأغنام في الصحراء.

وقد تختلف نسبة حدوث بعض الأمراض وفقاً لاختلاف الظروف الجوية والجغرافية. فمثلاً، تزداد نسبة الإصابة بمرض النوم الأفريقي African Sleeping Sickness في المناطق الحارة الاستوائية ذات الرطوبة المرتفعة بقارة أفريقيا؛ حيث تتوفر البيئة المثلى لذبابة "تسي تسي"، الناقلة للعدوى بهذا المرض. كما تزداد الإصابة بمرض الملاريا بين قاطني المناطق الجغرافية المحاطة بالبرك والمستنقعات، التي تعد بيئة مثلى لتكاثر البعوض ونموه، فيقوم بنقل عدوى الملاريا. فيما تكاد تنعدم العدوى بالملاريا بين قاطني المناطق الصحراوية.

كذلك تزداد نسبة الإصابة بالأنفلونزا مع بداية فصل الشتاء؛ إذ تعمل تقلبات درجة الحرارة على إجهاد الجهاز المناعي، وإقلال كفاءة الجهاز التنفسي، الذي يصبح فريسة لهجوم فيروس الأنفلونزا. في حين تزداد الإصابة بالحساسية في فصل الربيع بين بعض الناس، وذلك بسبب انتشار حبوب اللقاح الناتجة عن تكاثر النباتات في ذلك الوقت من العام.


       

المبحث الأول

الأمراض غير المعدية

هي تلك الأمراض التي لا تسببها الميكروبات أو الجراثيم، وتشمل الأمراض التي تختل فيها وظائف الأنسجة والأعضاء الحيوية نتيجة عوامل وراثية، أو بيئية، أو تغذية غير متوازنة، أو أخطار وظيفية أو ضغوط نفسية وعصبية.

وتزداد نسبة انتشار هذه الأمراض ـ فيما عدا تلك الناتجة عن أسباب وراثية ـ بين كبار السن عنها في صغار السن والأطفال، إذ تحتاج تغيرات الأنسجة اللازمة لحدوث خلل وظيفي في معظم هذه الأمراض وقتاً طويلاً، لذا يطلق عليها "الأمراض المزمنة" Chronic Diseases. وتتعدد الأمراض غير المعدية، إلى الحد الذي يصعب معه إحصاؤها، فمنها ما يصيب الدماغ مثل السكتة الدماغية ومنها ما يصيب القلب ومنها ما يؤثر على الحالة النفسية أو الجهاز المناعي، وفيما يلي بيان لبعضها:

أولاً: السكتة الدماغية

هي موت أنسجة الدماغ. وقد تكون السكتة الدماغية كبيرة، وفي أنسجة مسؤولة عن إدارة وظائف حيوية في الجسم، فتؤدي إلى الوفاة، أو قد تكون صغيرة، فيتجاوزها المريض مع وجود بعض الإعاقات. ويختلف مكان الإعاقة ونسبتها باختلاف الجزء المتأثر من الدماغ، فقد ينتج عن السكتة عدم قدرة على الكلام وفقدان النطق، أو شلل في الأطراف.

وتحدث السكتة الدماغية، إذا انقطع إمداد الدم (أُنظر شكل الأوعية الدموية في المخ) إلى جزء من نسيج الدماغ، كأن يحدث انسداد في الأوعية الدموية المغذية لهذا النسيج، أو نزيف في الدماغ. فإذا انقطع إمداد الدم، حُرِمَت الخلايا العصبية في هذا الجزء من الدماغ من الأكسجين والغذاء، ثم لا تلبث أن تموت. فإذا ما ماتت هذه الخلايا ، فقدت مقدرتها على استقبال أو إرسال الإشارات الحسية والحركية للعضو، أو الجزء المنوط بها تنسيق وظائفه. الأمر الذي ينتج عنه فقدان وظيفة هذا العضو، فقداناً دائماً أو مؤقتاً.

وفي بعض الحالات، تقوم بعض الأنسجة السليمة في الدماغ بتعويض وظائف الأنسجة التالفة، فيستعيد العضو المتأثر وظائفه الطبيعية، فيما يعرف بالإعاقة المؤقتة.إلا أنه في أغلب الأحيان، لا تستطيع الأنسجة السليمة القيام بهذه الوظيفة، الأمر الذي ينتج عنه إعاقة دائمة.

وتختلف أسباب السكتة الدماغية، من مريض إلى آخر، بحسب عمره والظروف المحيطة به. ففي المسنين غالباً ما يكون ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، هما الطريقان المؤديان إلى السكتة الدماغية. فازدياد ضغط الدم، يؤدي إلى ازدياد الضغط المبذول على الأوعية الدموية الرقيقة في الدماغ، التي غالباً ما تكون قد فقدت مرونتها مع تقدم العمر، فتنفجر محدثة نزيفاً (أُنظر شكل نزيف في الدماغ)، و وسكتة دماغية (أُنظر شكل تشخيص السكتة الدماغية).

وقد تحدث السكتة الدماغية في صغار السن، إلا أنها غالباً ما تكون نتيجة لعيب خِلْقيّ، في شرايين الدماغ، بما يؤدي إلى تسرب الدم من شرايين الدماغ. وعادة ما يتجمع هذا الدم في الفراغ تحت العنكبوتي، محدثاً ما يسمى بنزيف الفراغ تحت العنكبوتي Subarachnoid Hemorrhages (أُنظر شكل نزيف في الفراغ تحت العنكبوتي). وقد يكون سبب السكتة كذلك، انسداد في الأوعية الدموية للدماغ، نتيجة تكون جلطة دموية به، أو حدوث سدة Embolus في وعاء دماغي دموي.

ثانياً: التهاب المفاصل Arthritis

هو واحد من الأمراض غير المعدية، الذي يصيب المفاصل (أُنظر شكل المفصل الطبيعي)، فيحد من حركتها الطبيعية، ويسبب آلاماً مبرحة. ويعد التهاب المفاصل الروماتيزمي Rheumatoid Arthritis أحد أكثر صور التهاب المفاصل شيوعاً. وأسباب هذا المرض غير معروفة على وجه التحديد إلا أنه يعتقد أنه أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية Autoimmune Diseases، التي يقوم خلالها الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الجسم وإفراز مضادات لها. ولا يفرق هذا المرض بين رجل وامرأة، أو صغير وكبير؛ فقد يصيب جميع الأعمار من الجنسين على السواء، إلا أن إصابته للأعمار الكبيرة تكون أكثر حدوثاً.

وعادة ما يصيب هذا المرض مفاصل الجسم الصغيرة، مثل مفاصل اليدين والقدمين. فتصبح هذه المفاصل ملتهبة، ومتيبسة، ومتورمة، وعاجزة عن الحركة. ويصاحب هذا، التهاب أغشية المفاصل Synovial Membranes وتورمها. ثم يبدأ بعد ذلك تآكل الغضاريف والعظام عند سطح التمفصل فيصبح المفصل مشوهاً (أُنظر شكل مراحل التهاب المفاصل) و(شكل التهاب المفاصل الروماتيزمي).

ومن الأعراض المميزة لهذا المرض، ظهور آلام شديدة في المفاصل عند الصباح، ثم تقل وتهدأ أثناء النهار. ويتسبب المرض كذلك في حدوث حمى وضعف عام، وشحوب في لون المريض. ويكون التشخيص النهائي للمرض عن طريق إجراء  اختبار للدم للكشف عن المضادات المصاحبة لالتهاب المفاصل الروماتيزمي.

وقد يصيب هذا المرض أكثر من عضو في الجسم في وقت واحد، إذ يمكن أن تتأثر كذلك أنسجة العين، والقلب، والرئتان، والأعصاب، والجلد.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج حاسم لالتهاب المفاصل الروماتيزمي، فإنه يعتقد أن أدوية تثبيط المناعة القوية قد تكون ذات تأثير جيد. ويفضل مع تعاطي هذه الأدوية، التزام المريض الراحة التامة، والاستعانة بمسكنات للآلام أثناء نوبات الألم الشديد، وإجراء بعض التمارين الرياضية للمحافظة على حركة المفاصل المتأثرة، كيلا تتيبس تماماً، وتتشوه، ويصعب تحريكها.

أما مرض التهاب المفاصل العظمي Osteoarthritis، فهو يختلف عن التهاب المفاصل الروماتيزمي من عدة نواح. فالتهاب المفاصل العظمي، غالباً ما يصيب مفصلاً واحداً فقط، ولا يصيب أعضاء الجسم الأخرى. ويبدأ هذا المرض بتآكل في غضاريف المفصل، بما يجعلها رقيقة وخشنة ثم يَعْمُق هذا التآكل، حتى تحتك العظام بعضها ببعض عند سطح التمفصل مباشرة، وتصاحب هذا الاحتكاك آلامٌ شديدة، والتهاب في المفصل المصاب (أُنظر شكل التهاب مفصل الفخذ)، و(شكل التهاب فقرات الظهر). وأسباب هذا المرض عديدة، منها ما يكون ناتجاً عن عدوى ميكروبية أو استعداد وراثي أو كدمة شديدة في المفصل.

وعلى الرغم من عدم إمكانية إصلاح الغضاريف والعظام المتآكلة، فإنه يفضل أولاً، إعطاء بعض الأدوية المسكنة للآلام، ثم حقن كورتيكوستيرويد Corticosteroid لتخفيف حدة الالتهاب.

وعادة ما يصيب هذا المرض ذوي الأعمار الكبيرة، إذ يمثل التقدم في العمر، وما يصاحبه من تآكل فسيولوجي في الغضاريف، أحد العوامل التي تزيد من قابلية الإصابة بهذا المرض.

ثالثاً: الأمراض الهرمونية

هي أمراض تحدث نتيجة خلل في وظائف الغدد المفرزة للهرمونات، ويطلق عليها الغدد اللاقنوية أو الغدد الصماء[1] Endocrine Glands. والهرمون مادة كيميائية تصنع في الغدد الصماء  ثم تفرز إلى الدم مباشرة، فتسير فيه، لتصل إلى أعضاء الجسم المختلفة، فتحدث تأثيرها. وهناك عديد من أمراض الخلل الهرموني الشائعة التي سنذكر بعضاً منها، بإيجاز.

1. الخلل الهرموني في غدة البنكرياس (مرض البول السكري) Diabetes Mellitus

يعد مرض البول السكري من أكثر الأمثلة شيوعاً للأمراض الناتجة عن الخلل الهرموني. ويحدث هذا المرض نتيجة لنقص إنتاج الأنسولين (Insulin)، المُفْرَز من البنكرياس، أو نتيجة لعدم مقدرة خلايا الجسم على الاستجابة للأنسولين.

والأنسولين هو أحد هرمونين، يفرزهما البنكرياس، (الهرمون الثاني هو الجلوكاجون Glucagon، ويضاد تأثيره تأثير الأنسولين)، ويكونان معاً مسؤولين عن ثبات منسوب الجلوكوز في دم الإنسان (أُنظر شكل عملية تنظيم السكر في الدم).

ويقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين عند ارتفاع منسوب السكر في الدم، وغالباً ما يحدث ذلك بعد الوجبات الغذائية مباشرة، فيسير الأنسولين في الدم ليصل إلى خلايا الجسم، وخصوصاً خلايا الكبد والأنسجة العضلية والدهنية، ويحثها على التقاط الجلوكوز من الدم، حيث تقوم بتمثيله غذائياً وتخزينه على هيئة سكر عديد يطلق عليه سكر الكبد أو "الجليكوجين". ولا يكتفي الأنسولين بهذه الوظائف فحسب، بل يقوم كذلك بحث الجسم على بناء البروتينات والدهون وتثبيط تكسرهما. لذا فإن الأنسولين يعمل على خفض منسوب السكر في الدم، وبناء مخزون للجسم من المواد الغذائية.

فإذا ما انخفض إفراز الأنسولين، أو فقدت الخلايا مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطحها أصيب الجسم بمرض "البول السكري" Diabetes Mellitus. وفي هذا المرض تفقد الخلايا مقدرتها على التقاط الجلوكوز، المستخدم في إنتاج الطاقة من الدم، فيزيد تركيز الجلوكوز في الدم، فيعمل الجسم على التخلص منه مع البول مصاحَباً بكميات كبيرة من الماء، الأمر الذي يعطي إحساساً دائماً بالعطش. كما يُلجئ الجسم إلى استخدام مخزونه من الدهون والبروتينات للحصول على الطاقة، فيصاب المريض بالضعف والهزال.

لذا فإن من أبرز أعراض هذا المرض شيوعاً، زيادة عدد مرات التبول، مع ظهور سكر في البول، وإحساس غير عادي بالعطش، وضعف عام، وانخفاض ملحوظ في الوزن، ورغبة في هرش الجلد، وخصوصاً المنطقة التناسلية، واضطراب في الإبصار.

وهناك نوعان من مرض البول السكري هما، مرض البول السكري المتعلق بالأنسولين Insulin Dependent Diabetes Mellitus، ومرض البول السكري غير المتعلق بالأنسولين Insulin Independent Diabetes Mellitus.

فأما مرض "البول السكري المتعلق بالأنسولين"، فيحدث نتيجة عدم إفراز البنكرياس لهرمون الأنسولين، نتيجة خلل أو تدمير خلايا جزر لانجرهانز Islets of Langerhans، لأي سبب من الأسباب، كالعدوى ببعض الفيروسات مثلاً. ويُعالج هذا المرض بإعطاء جرعات يومية من الأنسولين عن طريق الحقن.

وأما مرض البول السكري غير المتعلق بالأنسولين، فيحدث عادة نتيجة السمنة، وقلة المجهود البدني. وفي هذه الحالة، يفرز البنكرياس الأنسولين بكفاءة عالية، إلا أن خلايا الجسم لا تستجيب لتأثير الهرمون. ويُعتقد أن خلايا كثير من هؤلاء المرضى لا تحتوي على مستقبلات الأنسولين.

ويُلجَأ، في هذه الحالة، إلى إعطاء المريض بعض الأدوية التي تزيد من حساسية الخلايا تجاه الأنسولين، فتصبح لها مقدرة على التقاطه والاستجابة له. إلا أن أفضل طرق العلاج على الإطلاق في مثل هذه الحالة، هو التحكم في نوعية الغذاء، حيث يتجنب الأغذية ذات المحتوى الدهني المرتفع والسكريات، مع الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة.

2. الخلل الهرموني للغدة الكُظْريّة Adrenal Gland Disorders

تقع الغدة الكُظْريّة فوق الكُليتين وتسمى كذلك "الغدة فوق الكلوية" (أُنظر شكل الغدة الكظرية). وتقسم وظيفياً إلى منطقتين؛ المنطقة الداخلية ويطلق عليها النخاع Medulla وتختص بإفراز هرمونَي الأدرينالين Adrenaline والنورأدرينالين Nor-Adrenaline، المسؤولَين عن رد الفعل التلقائي للخطر. والمنطقة الخارجية ويطلق عليها القشرة Cortex، وتختص بإفراز هرمونات القشرة المسؤولة عن تنظيم الجلوكوز Glucocorticoids، وأشهرها الكورتيزول، وهرمونات القشرة المسؤولة عن تنظيم الأملاح Mineralocorticoids، وأشهرها الألدوستيرون.

ويعمل هرمون الكروتيزول على زيادة النشاط الجسمي وذلك برفع مستوى الجلوكوز في الدم، وزيادة معدلات تكسير البروتينات إلى أحماض أمينية، ثم يقوم الكبد بتحويل هذه الأحماض إلى جلوكوز. كما يعمل الكورتيزول، كذلك، على تقليل حدة الالتهاب الناتج عن الحالات المرضية المختلفة، مثل الورم الحاصل نتيجة التهاب المفاصل.

أما هرمون الألدوستيرون، فيعمل على تنظيم ضغط الدم، وذلك عن طريق التحكم في كمية الأملاح الخارجة عن طريق الكليتين.

أما عن أهم الأمراض، التي يمكن أن تصيب الإنسان نتيجة الخلل الهرموني للغدة الكظرية، فهناك مرضان شهيران الأول: مرض أديسون، والثاني أعراض كاشينج.

أ. مرض أديسون Addison Disease

يحدث هذا المرض إذا قلت إفرازات هرمونات قشرة الغدة الكُظْريّة. وفي هذه الحالة، يصبح المريض منهك القوى، إذ يقل منسوب الجلوكوز في الدم، كذا يصير معرضاً للعدوى بأي نوع من الميكروبات. ومن الأعراض الشائعة لهذا المرض كذلك، انخفاض ضغط الدم، وتغير لون الجلد فيصير برونزياً (أُنظر صورة أعراض مرض أديسون).

ب. أعراض كاشينج Cushing Syndrome

وهي أعراض تظهر نتيجة لزيادة إفراز هرمونات قشرة الغدة الكُظْريّة. وقد تظهر في بعض الأحوال المرضية، إذا وجد ورم في قشرة الغدة الكظرية. ويبدو المريض مع هذا المرض، أكثر بدانة. وتتركز السمنة في منطقة الوجه والعنق، فيبدو على الوجه آثار أورام، كما تزداد القابلية للإصابة بالبول السكري، ويزداد ضغط الدم.

3. خلل وظائف الغدة الدرقية Thyroid Gland

الغدة الدرقية هي غدة كبيرة توجد في منطقة العنق وتكون ملتصقة بالقصبة الهوائية أسفل الحنجرة مباشرة (أُنظر شكل الغدة الدرقية). وتفرز الغدة الدرقية هرمونَي؛ الكالسيتونين Calcitonin، والثيروكسينThyroxin . ولما كان عنصر اليود داخلاً في تركيب هرمون الثروكسين، فإن الغدة الدرقية تقوم بامتصاصه من الدم، وتركيزه في أنسجتها، ليصل تركيزه فيها في النهاية إلى 25 مرة، ضعف تركيزه في الدم.

وقد تنخفض نسبة اليود في الغذاء، فتفقد الغدة الدرقية مقدرتها على إفراز الثيروكسين، وتكبر في الحجم. ويسمى هذا المرض بتضخم الغدة الدرقية البسيط، أو "الجوثر البسيط" Simple Goiter (أُنظر صورة الجوثر البسيط). ويمكن التغلب على هذه الحالة، باستخدام أملاح اليود كإضافات غذائية، أو باستخدام الملح المزود باليود Iodized Salts، في الطعام.

ويعد هرمون الثيروكسين مسؤولاً عن زيادة التمثيل الغذائي في الجسم. ولا يعمل هذا الهرمون على نوع واحد من الخلايا، أو يؤثر على عضو بعينه، وإنما يمتد تأثيره إلى خلايا الجسم كلها، فيحثها على زيادة الإسراع في التمثيل الغذائي، واستهلاك الجلوكوز، وإطلاق الطاقة التي يستخدمها الجسم في أنشطته كلها. وقد يصاب الإنسان  بقصور في وظائف الغدة الدرقية Hypothyroidism، متمثلاً في اختلال قدرتها على إفراز هرمون الثيروكسين، ومن ثم تظهر أعراض الميكسيديما أو الخزب Myxedema. وهو مرض جلدي، يتميز بجفاف الجلد، وفقدان الوزن، وتساقط شعر الجسم، وبطء نبضات القلب، وانخفاض درجة الحرارة، وفقدان النشاط الجسمي والعقلي للإنسان. وتعالج مثل هذه الأعراض بإعطاء جرعات علاجية من هرمون الثيروكسين، وذلك حتى يستعيد الجسم نشاطه الطبيعي.

وعلى جانب آخر، قد يصاب الإنسان بازدياد إفرازات الغدة الدرقية من هرمون الثيروكسين، على نحو ما يكون لدى إصابتها بورم أو سرطان، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض ازدياد نشاط الغدة الدرقية "مرض جريفز" Hyperthyroidism Graves Disease. وفي هذا المرض يزداد حجم الغدة الدرقية، وبالتالي يزداد نشاطها، بما يجعل المريض عصبي المزاج حاد الطباع، ويطرأ حدوث نشاط غير عادي، وأرق، وانخفاض الوزن، وبروز مقلتي العينين، لذا يسمى هذا أيضاً المرض بـ "الجوثر المُصَاحَب بجحوظ العينين" Exophthalmic Goiter (أُنظر صورة مرض الجوثر). ويمكن التغلب على هذا المرض باستئصال النسيج ذي النشاط غير العادي، في الغدة الدرقية، أو تدميره. وغالباً ما يُستخدم في تدميره اليود المشع، إذ تلتقطه الغدة الدرقية من الدم، ليتركز بها، حتى يصل إلى منسوب سامٍّ وكافٍ لتدمير النسيج المصاب.

كذا هناك عديد من الأمراض تنتج عن الخلل الوظيفي في عدد من الغدد الصماء الأخرى، كالخلل في المهاد، والغدة النخامية، الذي ينشأ عنه التقزم والتضخم.

رابعاً: الأمراض الوراثية

هناك بعض الأمراض، التي تورث للجنين من الأب، أو الأم، أو كليهما معاً. ويُعد كل من مَرَضَيْ سيولة الدم "الهيموفيليا" Hemophilia، وأنيميا الخلايا المنجلية Sickle Cell Disease من أشهر الأمراض الوراثية التي تصيب الدم. وهناك أمراض وراثية أخرى تصيب الجهاز العصبي، وبقية أعضاء الجسم وقد تظهر أعراض هذه الأمراض في مراحل مبكرة من العمر، أو في مراحل متأخرة . وقد تؤدي إلى الوفاة أحياناً.

كما أن هناك أمراضاً أخرى شائعة قد تورث في العائلة، مثل: أمراض ضغط الدم والسكر، إذ ترتفع نسبة الإصابة بهذه الأمراض في بعض العائلات، عنها في عائلات أخرى. الأمر الذي يُرَجِّح وجود عامل وراثي، يتحكم في مثل هذه الأمراض. وسوف نلقي الضوء هنا على نماذج لهذه الأمراض التي ثبت انتقالها عن طريق الوراثة.

1. مرض هانتجتون Huntington Disease

هو خلل يصيب الخلايا العصبية في الدماغ مؤدياً في النهاية إلى تحللها، وحدوث تشنجات عصبية عضلية.

ويبدو معظم المصابين بهذا المرض في حالة عادية جداً، إلى أن يبلغوا منتصف العمر. ثم تبدأ علامات المرض في الظهور. وقد يكون منهم من تزوج بالفعل قبل هذه المرحلة، وورَّث أولاده هذا المرض من دون أن يدري. وتظهر أول أعراضه على الأولاد في هذه الحالة في مرحلة المراهقة، أو قبل ذلك. ولا يوجد علاج معروف لهذا المرض حتى الآن. وتستمر الأعراض مده تراوح من 10 إلى 15 عاماً، وتنتهي بالوفاة. وفي عام 1993، وبعد جهود مضنية، تم عزل الجين المسؤول حدوث عن هذا المرض حيث تبين أنه يقع في الكروموسوم رقم 4. ولا تزال الأبحاث العلمية مستمرة للتوصل إلى علاج لهذا المرض الخطير.

2. الورم الليفي العصبي Neurofibromatosis

وهو من أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً في العالم؛ إذ يصيب واحداً من بين كل ثلاثة آلاف، ولا يفرق هذا المرض بين جنس، أو عرق، أو شعب.

وتبدأ أول أعراض هذا المرض، عند الولادة، بظهور حوالي 6 بقع سمراء كبيرة على الجلد. وقد تزيد هذه البقع حجماً وعدداً واسوداداً. ويعقب ذلك ظهور أورام حميدة في أماكن هذه البقع، أو في أماكن أخرى من الجسم. ويطلق عليها الأورام الليفية العصبية، إذ تنشأ عن تجمعات من: الخلايا العصبية، والخلايا الليفية، وخلايا أخرى. وقد يعيش المريض حياة طبيعة في ظل هذه الأعراض، في أغلب الأحيان. وقد يصاب بتشوهات عظمية، أو بالصمم أو العمى. وذلك إذا ما ظهرت الأورام الليفية في أعضاء الحس المختلفة.

وقد استطاع الباحثون عزل الجين المسؤول عن هذا المرض في عام 1990، حيث تبين وجوده في الكروموسوم رقم 3 في الإنسان.

خامساً: التشوهات الخِلْقِيّة

تبلغ نسبة الأمراض الناتجة، عن تشوهات خلقية، حوالي 2% من أمراض الأطفال. وتُعد أمراض تشوهات القلب، أكثر هذه الأمراض انتشاراً، وأشدها خطورة؛ إذ تؤدي، في كثير من الأحيان، إلى فشل وظائف القلب. وقد تودي بالحياة كذلك. في حين تؤدي تشوهات الجهاز العصبي إلى تخلف عقلي، وإعاقة ذهنية دائمة، تستمر معها معاناة الفرد، ومن حوله، مدى الحياة.

وغالباً ما يكون سبب هذه التشوهات تعرض الأم أثناء الحمل[2] إلى أنواع من الإشعاع أو المواد الكيميائية أو الأدوية. لذا، تنصح الأم في الثلث الأول من الحمل (مرحلة تكوين أعضاء جسم الجنين) بعدم تعاطي أي أدوية أو مواد كيمائية والابتعاد عن التدخين، حفاظاً على الجنين وحماية له من هذه التشوهات الخلقية.

سادساً: الأمراض البيئية

هي أمراض تنتج عن التعرض للعوامل البيئية الضارة (أُنظر شكل تلوث البيئة). ويمكن تصنيف هذه العوامل إلى:

1. عوامل ناتجة عن الصناعة الحديثة

وتشمل ملوثات الهواء، مثل عوادم السيارات وأدخنة المصانع، وحرائق القمامة. وتسبب هذه الملوثات عدداً من الأمراض التنفسية، والالتهابات الرئوية. كذا تؤدي، في بعض الأحيان، إلى العمى، أو اضطراب الإبصار الناتج عن تلف أغشية العين. 

وهناك أيضاً ملوثات المياه المتمثلة في صرف المخلفات الصناعية والمجاري ونحوهما في الأنهار والمجاري المائية، الأمر الذي يؤدي ـ عند الاستهلاك الآدمي لهذه المياه ـ إلى عديد من أنواع السرطان والالتهابات الجلدية وأمراض الجهاز الهضمي.

كما تُعد آلام الأذن والصمم الناتجان عن التلوث السمعي من أخطر الأمراض البيئية، إذ تؤدي الضوضاء الناتجة عن إدارة الآلات والميكنة الحديثة، والاستخدام المسرف لأبواق السيارات، ومكبرات الصوت إلى هذا النوع من التلوث.

2. عوامل ناتجة عن سوء استخدام الإنسان للمواد الكيميائية

وتشمل الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية التي تستخدم في مكافحة الآفات التي تهاجم ثمار الفواكه والخضروات المختلفة، إلا أنها تسبب أمراض الكبد والفشل الكلوي. كما تشمل كذلك، المواد الكيميائية التي تضاف إلى الأغذية المعلبة، لحفظها من التغير أو التعفن. ويطلق عليها المواد الحافظة. وقد ثبت، في كثير من الأبحاث العلمية، علاقة هذه المواد بنمو سرطانات مختلفة داخل الجسم.

وتؤدي الأدوية التي يساء استخدامها، في كثير من الأحيان، إلى نتائج عكسية، وأعراض مرضية، من بينها التسمم. كما ترتبط كثير من الصبغات التي تستخدم في الحياة اليومية، مثل صبغات الشعر والصبغات المضافة إلى الأكل، بظهور عديد من السرطانات، والفشل الكلوي، والفشل الكبدي.

سابعاً: الأمراض المهنية

وهي التي تنتج عن تعرض الإنسان لمسببات الأمراض الضارة الموجودة في بيئة عمله. فعلى سبيل المثال، يتعرض عمال المناجم ومصانع الحديد والتعدين، بصفة دائمة، لاستنشاق الغبار الملوث، الذي يؤدي إلى أمراض عديدة في الرئة، منها مرض تغبر الرئة أو الغبارية Pneumoconiosis (أُنظر شكل رئة لمصاب بمرض تغبر الرئة).

كما يتعرض العمال في مصانع الكيماويات كذلك، في كثير من الأحيان، للمواد الكيميائية السامة، التي قد تخلف آثاراً مدمرة، وأمراضاً فتاكة. ويتعرض الفلاحون كذلك، بصفة دائمة، إلى الكيماويات المستخدمة لمقاومة الحشائش والحشرات. وبشكل عام، تسبب كل هذه الكيماويات كثيراً من الأمراض الخطيرة، إذا دخلت الجسم عن طريق الاستنشاق أو البلع أو ملامسة الجلد.

كما يؤدي التعرض الدائم للإشعاع، كما هو حاصل مع فنيي الأشعة والعاملين في المجالات النووية، إلى تدمير المادة الوراثية، أو خلل دائم بها قد يورث فيما بعد. كذا تزداد نسبة الإصابة بالسرطانات المختلفة.

ثامناً: أمراض سوء التغذية

قد يعيش بعض الناس، في بعض بلدان العالم، تحت حد الفقر، فلا يجدون ما يقتاتون به، أو قد يجدون أقل القليل من الغذاء غير المتوازن، فيصابون بأمراض نقص التغذية. وهي أمراض تصيب الإنسان في مثل هذه الحالات، وتختلف أعراضها باختلاف نوع النقص وكمه.

فإذا عرفنا أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون تحت حد الفقر، فإن معنى هذا أن أغلب سكان الأرض معرضون لأمراض نقص التغذية Nutritional Deficiency. والأطفال هم أكثر الفئات تأثراً بهذه الأمراض، لمرورهم بأطوار نمو أولية لبناء أنسجة الجسم؛ يحتاج الجسم فيها إلى التغذية الصحيحة أكثر من أي مرحلة أخرى.

ونقص التغذية له أعراض عامة تظهر على المريض، مثل: شحوب اللون، والهزال، وضعف المناعة العامة للجسم، والنمو البطيء في حالة الأطفال.

وقد يكون مرض نقص التغذية، ليس عن قلة غذاء، وإنما عن نقص أحد عناصر الغذاء الهامة للجسم. وفي هذه الحالة، تظهر أعراض مرضية على الجسم، بحسب نوع العنصر. فنقص الكالسيوم أو الفوسفور، وهما عنصران هامان لبناء هيكل الجسم العظمي والأسنان، يصاحبه أعراض لين العظام وتآكل الأسنان.

أما نقص البروتين، فقد يؤدي إلى عدة أعراض، أهمها: الضعف العام، والهزال، وضعف المناعة. ونقص فيتامين (A)، قد يصاحبه مرض العشى الليلي، وضعف نمو العظام والأسنان. أما نقص فيتامين (D)، فيصاحبه الكساح في الأطفال، وهشاشة العظام في البالغين (أُنظر صورة مرض الكساح).

وقد يؤدي نقص فيتامين (C)، إلى الإصابة بمرض الأسقربوط Scurvy (أُنظر صورة إدماء اللثة). ومن أعراضه سرعة إدماء اللثة، وتأخر التئام الجروح. أما نقص فيتامين (B3)، أو النايسين Niacin، فيؤدي إلى الإصابة بمرض البلاجرا Pellagra، ومن أعراضه ظهور حروق والتهابات شديدة في مناطق الجلد التي تتعرض للشمس (أُنظر صورة مرض البلاجرا). وهناك أمراض، لا حصر لها تصيب الإنسان، نتيجة نقص التغذية، بصفة عامة، أو نقص عنصر هام من عناصرها بصفة خاصة.

ومن ناحية أخرى، قد يسرف الإنسان في مأكله ومشربه، بحيث يتجاوز في ذلك حاجة الجسم من الطاقة، فلا يجد الجسم مفراً من تخزينها، فيصاب بالتخمة، ويعاني من السمنة، وأمراض مختلفة مرتبطة بالسمنة.

ولا تقل أمراض زيادة التغذية، خطورة عن تلك الناتجة عن نقص التغذية؛ إذ ترتبط زيادة نسبة الدهون والبروتينات في الأكل، بصفة عامة، بازدياد نسبة الإصابة بأمراض القلب والسرطان.

فكثرة تناول الدهون تزيد قَطْعاً من نسبة الإصابة بسرطانات القولون، والكبد، والبنكرياس. كذا لوحظ وجه ارتباط بين كثرة تناول الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة في اللحوم والزبد، وبين أمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ تترسب هذه الأحماض مع الكوليسترول على جُدُر الشرايين، فتعمل على إفقادها مرونتها الطبيعية، ومن ثم تصلبها، فيرتفع ضغط الدم، ويصاب الإنسان بأمراض القلب التابعة له. لذا يفضل استخدام زيوت الزيتون و الكانولا Canola في الطعام، وذلك لاحتوائها على أحماض دهنية غير مشبعة بحيث لا تترسب على جدران الأوعية الدموية.

تاسعاً: ًالأمراض العضوية النفسية

الأمراض العضوية العصبية هي عبارة عن خلل عضوي يحدث نتيجة شد عصبي أو نفسي. فازدياد الضغوط في العمل، والدراسة، والضغوط المالية، والصدمات العاطفية، تُعد من مسببات هذه الأمراض. ويتعامل بعض الناس مع هذه الضغوط عن طريق إخراجها، ومناقشتها مع الآخرين، لذا يتلاشى تأثيرها عليهم، في حين لا يستطيع آخرون إخراج مثل هذه الضغوط، ويميلون إلى كبتها بداخلهم، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل عضوي. ومن أكثر الأمراض العضوية العصبية شيوعاً، الصداع العصبي، والقولون العصبي، وآلام الصدر والذراع والرجل والمعدة. كما يؤدي الكبت إلى تقليل مناعة الجسم ضد الأمراض المعدية، وغيرها من الأمراض.

عاشراً: أمراض متعلقة بالمناعة

هي أمراض تحدث إما نتيجة لعدم قدرة الجهاز المناعي على أداء وظائفه المنوطة به، من الدفاع عن الجسم، فتسمى هذه الحالة بأمراض نقص المناعة، وإما نتيجة لازدياد نشاط الجهاز المناعي في غير اتجاهه الصحيح. وفي هذه الحالة، تختلف الأمراض بحسب اختلاف رد فعل الجهاز المناعي.

فأمراض الحساسية، مثل: حمى القش Hays Fever، والشَّري[3]  Hives، ما هي إلا رد فعل عنيف وغير متوازن للجهاز المناعي، تجاه بعض الأجسام الغربية عن الجسم. فعند تعرض أولئك الأشخاص ذوي الحساسية لبعض مثيرات الحساسية Allergens، مثل: غبار المنزل، وشعر الحيوانات الأليفة، وحبوب اللقاح، أو إلى لدغ النحل (أُنظر شكل مثيرات الحساسية)، فإن الجهاز المناعي يتفاعل معها بشدة. وتظهر آثار هذا التفاعل في صورة احمرار في العين، وسعال، وطفح جلدي، وحكة شديدة. وقد تؤدي الحالة بمضاعفاتها إلى الوفاة.

وفي بعض الأحيان، يقوم الجهاز المناعي بالتعرف على أنسجة الجسم بوصفها أنسجة وأجساماً غريبة، ويبدأ في مهاجمتها وتدميرها. ويطلق على هذه الحالة رد الفعل المناعي الذاتي Autoimmune Reaction. ومن أشهر أمثلة هذه الحالة المرضية، مرض الذئبة الحمراء Lupus Erythematosus؛ وفيه يقوم الجسم بتكوين مضادات لأنسجته ذاتها، فتتحد بها، ويترسب ناتج هذا الاتحاد في أعضاء الجسم المختلفة، وخصوصاً الجلد والمفاصل. وفي الحالات الشديدة يترسب الناتج على الكلية والجهاز العصبي، مؤدياً إلى الوفاة. كما يعتقد الأطباء أن التهاب المفاصل الروماتيزمي، هو كذلك، رد فعل مناعي ضد أنسجة الجسم.

[1] هي غدد ليس لهما قنوات لحمل إفرازاتها وإنما تصب بإفرازاتها مباشرة إلى الدم.

[2] تقسم فترة الحمل إلى ثلاث مراحل، تكون أخطرها المرحلة الأولى، حيث تتكون فيها جميع أعضاء الجسم.

[3] طفح جلدي على هيئة بثور مصحوب بحكة شديد.

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig01.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig02.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig03.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig04.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig05.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig06.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig07.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig08.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig09.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig10.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig11.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic01.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig12.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic02.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic03.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig13.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig14.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic04.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic05.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic06.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig15.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 11:12 pm

أمراض الإنسان ومسبباتها



       

المبحث الثاني

الأمراض المعدية

هي تلك الأمراض التي تسببها الكائنات الدقيقة، مثل: الفيروسات والبكتيريا، والفطريات، والطفيليات؛ حيث تقوم هذه الكائنات بغزو جسم الإنسان مسببة المرض.

ويبدأ عمل هذه الكائنات بمجرد دخولها جسم الإنسان؛ إذ تشرع في الفتك بخلاياه وأنسجته، لتصنيع غذائها. وفي أثناء ذلك تتكاثر بسرعة فائقة مدمرة خلايا أكثر، بما يسبب ظهور المرض.

ويمكن تقسيم الأمراض المعدية، تبعاً لنوع مسبب المرض، إلى:

أولاً: أمراض بكتيرية؛ وهي تلك الأمراض التي تسببها البكتيريا.

ثانياً: أمراض فيروسات؛ وهي تلك الأمراض التي تسببها الفيروسات.

ثالثاً: أمراض فطرية؛ وهي تلك الأمراض التي تسببها الفطريات.

رابعاً: أمراض طفيلية؛ وهي تلك الأمراض التي تسببها الطفيليات.

فأما البكتيريا، فهي كائنات وحيدة الخلية، تصنف ضمن أكثر الكائنات الحية انتشاراً؛ حيث يحتوي جزء من التربة، في حجم حبة القمح مثلاً على ما يزيد عن 100 مليون خلية بكتيرية. وأغلب البكتيريا لا تسبب أمراضاً، فيعيش الكثير منها في فم الإنسان وأمعائه أو على جلده إلا أن بعض هذه الأنواع قد تسبب أمراضاً إذا ما صادفت مكاناً آخر، غير مكانها الطبيعي في الجسم. فعلى سبيل المثال، البكتيريا المستوطنة في الفم، قد تسبب مرضاً في الأذن، إذا ما دخلت فيها.

وهناك من أنواع البكتيريا ما يفرز سُماً زُعافاً. فعلى سبيل المثال، مرض التيتانوس ينشأ من تلوث الجروح الغائرة، ببكتيريا تعيش في التربة، تسمى "الكوليستيريديم تيتناي" Clostridium tetani

حيث تقوم هذه البكتيريا بإفراز سُمّها الذي يؤثر على العضلات، والأعصاب في غير مكان الجرح. وهناك أيضاً التسمم الغذائي الذي ينتج عن أكل الطعام الملوث بسموم بكتيرية، مثل التسمم الغذائي البوتيوليني Botulism.

وأما الفيروس، فهو كائن أصغر من البكتيريا، متناهي الصغر، لدرجة أنه لا يمكن رؤيته، إلا باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني. والفيروس خارج الجسم هو كائن ليس به حياة، إلا أنه، بعد غزوه ودخوله خلايا الجسم الحية، فإنه يبدأ في استخدام مواد الخلية، لتصنيع جزيئاته، ولتكاثره. وبتكاثر الفيروس  تدمر الخلية، حيث يخرج منها إلى خلية أخرى سليمة لإصابتها، فيكثر عدد الخلايا المصابة ويحدث المرض.

والفيروسات تسبب عديداً من الأمراض منها: الجديري الكاذب Chicken Pox، والحصبة Measles، والنكاف Mumps.

كذا تعد الفيروسات هي المسؤولة عن مرض الأنفلونزا والبرد. حتى أن العلماء قاموا بتصنيف ما يزيد عن 100 فيروس مسبب للبرد. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن أغلب حالات الإسهال والقيء سببها عدوى فيروسية. كذلك أمراض: التهاب الكبد الوبائي الفيروسي، والسعار (الكَلِب)، والإيدز (مرض نقص المناعة المكتسبة)، هي أمراض فيروسية أيضاً.

وأما الفُطْريات فكائنات حية دقيقة، تعيش في كل مكان. وتتسبب الفُطْريات في عديد من الأمراض، أشهرها مرض قدم الرياضي، وهو مرض جلدي.

وأما الطفيليات، فهي غالباً ما تنتشر في المناطق الحارة والاستوائية، وتنقسم إلى أوليات مثل تلك التي تسبب أمراض الملاريا، والدوسنتاريا الأميبية. وإلى ديدان، والتي تنقسم بدورها إلى ديدان مفلطحة، وديدان أسطوانية، وتتسبب في كثير من الأمراض، أشهرها البلهارسيا.

ومعظم الأمراض المعدية أمراض سهلة الانتقال من فرد إلى فرد. وقد ينتشر المرض المعدي بصورة وبائية في المجتمع. وهذه الحالة يطلق عليه اسم "الوباء" Epidemic. فإذا، حدث الوباء، في أماكن عديدة في العالم، وفي وقت واحد، فإنه يطلق عليه "وباءً متفشياً" Pandemic. وقد وقع مثل هذا النوع من الأوبئة في شتاء 1918-1919، حينما اجتاح وباء الأنفلونزا العالم، وقتل ما يقرب من 20 مليون شخص. أما إذا، وُجد في منطقة جغرافية واحدة، فإنه يطلق عليه "وباء متوطناً" Endemic، مثل الملاريا، فإنها متوطنة في أفريقيا.

والأمراض المعدية تنتقل بثلاثة طرق رئيسية، بالناس، أو الحيوانات، أو الأشياء غير الحية.

فأما انتقالها عن طريق الناس، فيكون إما بالاقتراب، ويكون غالباً عن طريق التنفس، حين يتعرض الشخص السليم لآثار سعال أو عُطاس شخص مصاب. وإما بالملامسة، ويحدث عندما يلامس الشخص السليم الجزء المصاب من المريض، على نحو ما يحدث في الأمراض الجلدية والتناسلية.

وأما انتقالها عن طريق الحيوانات والطيور والحشرات، فيحدث بالمخالطة مع الحيوانات، كما في مرض السعار. ويحدث بطريق اللدغ من الحشرات الطائرة، مثل البعوض الذي ينقل أمراضاً عديدة، من أشهرها الملاريا.

وأما انتقالها عن طريق الأشياء غير الحية، فهو انتقال غير مباشر نتيجة لاستخدام أغراض المريض الخاصة أو النوم في فراشه ونحو ذلك.

كذا ينتقل المرض المعدي من خلال مياه الشرب. ومن أمثلة ذلك وباء الكوليرا، الذي ينتشر في بعض المناطق الجغرافية، حيث تقل الرعاية الصحية وينتج عن ذلك تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي، فينتشر الوباء، على شكل حالات من الإسهال الشديد.

كما أن الغذاء الملوث قد ينقل العدوى في كثير من الأحيان. فالغذاء الملوث بالسموم البكتيرية يسبب المرض. ولحوم الخنزير غير المطهية جيداً تسبب الإصابة بالدودة الحلزونية Trichinosis. والألبان غير المغلية، قد تنقل مرض سل الماشية والحمى المتموجة للإنسان.

مسببات الأمراض المعدية

أولا: البكتيريا Bacteria

تميل بعض الأبحاث العلمية إلى الاعتقاد بأن البكتيريا ـ أو بعض صورها ـ تمثل أول صورة للحياة ظهرت على سطح الأرض؛ فأقدم الحفريات المعروفة، كانت لبكتيريا عاشت، وتكاثرت، على ظهر الأرض، منذ أمد بعيد، قد يصل إلى 3.5 ألف مليون عامٍ. الأمر الذي حدا ببعض العلماء إلى الاعتقاد بأن بعض أنواع البكتيريا، قد تطورت تدريجياً، إلى كائنات متعددة الخلايا.

وكان أول من وصف البكتيريا، هو العالم الألماني أنتوني فان لوفينهوك Antonie Van Leeuwenhoek؛ وذلك، عقب تطويره لجهاز مبسط من العدسات يشبه المجهر. وقد اعتقد العلماء، في بداية الأمر، أن البكتيريا إن هي إلا نتاج مواد غير حية. إلى أن أثبت العالم الفرنسي، لويس باستير Louis Pasteur، في نهاية القرن الثامن عشر، أن البكتيريا كائن حي، وأن الكائن الحي لا يتولد إلا من كائن حي آخر. ثم توالت بعد ذلك مجموعة من الأبحاث والأعمال العظيمة الناجحة التي قام بها كل من لويس باستير والعالم الألماني روبرت كوخ Robert Koch اللذين يعزى إليهما الفضل في إنشاء علم دراسة البكتيريا في العصر الحديث.

والبكتيريا كائنات دقيقة الحجم يراوح حجمها بين 0.3-2 ميكرون[1]، ولا ترى إلا بالمجهر. وتوجد البكتيريا في كل مكان، في الهواء، وفي الماء، وعلى جسم الإنسان، وداخل قناته الهضمية، وجهازه التنفسي. إلا أن غالبية هذه الأنواع لا تمثل ضرراً، ولا تشكل خطراً، على حياة الإنسان، وصحته. بل إن هناك أنواعاً من البكتيريا تكون نافعة، وتقدم خدمات جليلة للإنسان والحيوان والبيئة. فهناك نوع من البكتيريا يعيش في أمعاء الإنسان، يساعده على هضم الطعام، ويفرز بعض المواد المفيدة للجسم، مثل؛ الفيتامينات، ويعمل على تدمير البكتيريا الضارة.

وهناك نوع آخر من البكتيريا يعيش في التربة، ويلعب دوراً هاماً في غذاء النبات؛ إذ يقوم بتثبيت النيتروجين الموجود في الهواء الجوي، ليكون بمثابة عنصر أوليّ، يستطيع من خلاله النبات أن يكوّن البروتين. كما تقوم بكتيريا التربة بتحليل أجسام الكائنات الحية بعد موتها، وكذا المواد العضوية المعقدة، وتحويلها إلى صور بسيطة، تستفيد منها التربة والنبات والحيوان.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن هناك صناعات كاملة تقوم على استخدام بعض أنواع البكتيريا النافعة. فصناعة بعض منتجات الألبان، وبعض الأدوية ما هي إلا نتاج عمل البكتيريا النافعة. وحديثاً تمكن العلماء من استخدام البكتيريا في معالجة مياه الصرف الصحي، حماية للبيئة من التلوث. ويطلق على كل هذه الأنواع البكتيرية، اسم البكتيريا النافعة Beneficial Bacteria.

إلا إنه، على جانب آخر، توجد بكتيريا ضارة تهاجم الإنسان، فتسبب له أمراضاً ومشاكل صحية عديدة. وذلك، على نحو ما يحدث في أمراض: السل، والكوليرا، والتيفود، والسعال الديكي، والزهري، والسيلان. ويطلق على هذا النوع من البكتيريا اسم البكتيريا الممرضة Pathogenic Bacteria.

وتهاجم البكتيريا جسم الإنسان، وقد تنجح في دخوله، واختراق دفاعاته الطبيعية، الموجودة في الأنف، والفم، والجلد. حيث تتسلل مع الهواء الملوث، أو عبر الأطعمة والأشربة الملوثة، أو من خلال الجروح الموجودة على الجلد، فإذا ما نجحت في ذلك، كانت البداية لرحلة مرض.

وبعد  نجاح البكتيريا الممرضة في دخول الجسم، فإنها غالباً ما تسير مع الدم للوصول إلى محطتها النهائية من أعضاء الجسم، وأنسجته. وهناك يستقر بها المقام، وتتكاثر مفرزة الإنزيمات الهاضمة التي تهضم أنسجة المريض، وتحولها إلى مواد بسيطة يسهل عليها الاستفادة منها في غذائها. وخلال هذه الأثناء تظهر على الجسم أعراض هذا الغزو من: حمى، وألم في المناطق المصابة، وخلل في مختلف عمليات الجسم الحيوية.

وقد تفرز بعض البكتيريا، أثناء هجومها على الجسم، سموماً تصيب الجسم بأعراض تختلف باختلاف العضو المتأثر. فبكتيريا التيتانوس Clostridium tetani تفرز سموماً خارجية تسبب أعراضاً عصبية على جسم المصاب، وقد تودي به إلى الموت. في حين تؤثر سموم البكتيريا المسببة للدفتيريا Corynibacterium diphtheriae على الجهاز التنفسي.

وهناك نوع من البكتيريا لا يفرز سمومه أثناء نموه، إلا أنه، عند موته وتحلله، تخرج السموم من خلاياه المتحللة، مسببة الحمى.

وهناك أيضاً بكتيريا التسمم الغذائي المعروفة باسم Clostridium botulinum. وهذه البكتيريا لا تحتاج إلى دخول جسم الإنسان؛ إذ تكتفي بإفراز سمومها على الطعام المعلب أو المحفوظ، لتنتشر هذه السموم في الجسم، مسببة تسمماً غذائياً خطيراً، وأعراضاً عصبية، تؤدي إلى الموت في أغلب الأحيان.

وهناك أنواع من البكتيريا تعيش في جسم الإنسان، من دون أن تسبب له أي أضرار صحية. إلا أنها، عند انخفاض مناعة جسم الإنسان لأي سبب من الأسباب، تهاجم الجسم، متحولة إلى بكتيريا ضارة تسبب عديداً من الأمراض، وذلك، على نحو ما هو شائع في الإصابة بالتهاب الحلق أو التهاب اللوزتين. ويطلق على هذه البكتيريا، اسم البكتيريا الانتهازية Opportunistic Bacteria.

ولا تقتصر الإصابة بالأمراض البكتيرية على الإنسان فحسب، بل تصيب كذلك الحيوان والنبات، مسببة عديداً من الأمراض، وخسائر اقتصادية جسيمة.

فمرض الجمرة الخبيثة Anthrax، مثلاً، هو مرض بكتيري يصيب الإنسان والحيوان معاً، وتكثر إصاباته في الخيول والماشية والأغنام، مؤدية إلي نفوقها. ومرض السل، يصيب كذلك، معظم الحيوانات، مسبباً خسائر اقتصادية فادحة. أما مرض التعفن الرَّطْب Soft Rot، فهو من الأمراض البكتيرية التي تصيب النبات، مسببة تحلل الخضر والفاكهة، بما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.

1. تركيب خلية البكتيريا

خلية البكتيريا هي مثال للكائنات البدائية وحيدة الخلية. وتحاط الخلية البكتيرية بغشاء واقٍ صلب، يسمى الجدار الخلوي Cell Wall، يعطي خلية البكتيريا شكلها المميز. ويختلف هذا الشكل من نوع إلى آخر، فبعض البكتيريا تأخذ شكل الكريات الصغيرة، وبعض آخر يأخذ شكل العصا. ويساعد الجدار الخلوي البكتيريا على أن تظل حية، في الوسط المحيط بها (أُنظر شكل تركيب الخلية البكتيرية).

ولا تكتفي بعض البكتيريا بجدارها الخلوي فحسب، بل تحيط نفسها بغطاء آخر لزج، حول الغشاء الخلوي، يسمى الكبسولة Capsule (أُنظر شكل خلايا بكتيرية بها أهداب)، ويعمل هذا الغطاء على حمايتها من التأثير الضار للمواد الكيميائية. ثم يلي ذلك، الغشاءُ الخلويُّ، وهو عبارة عن غشاء رقيق مرن يحتوي بداخله على "الحشوة" أو "السيتوبلازم"، وبقية مكونات الخلية البكتيرية. ويسمح هذا الغشاء، بمرور جزيئات الغذاء الصغيرة فقط إلى داخل الخلية البكتيرية، ويمنع الجزيئات الكبيرة.

والسيتوبلازم عبارة عن مادة هلامية رقيقة، تحتوي على الخمائر "الأنزيمات"، التي تقوم بتكسير جزيئات الغذاء، وبناء أجزاء الخلية.

وتحتوي الخلية البكتيرية ـ كخلايا سائر الكائنات الحية ـ على الحامض النووي الـ د ن أ DNA، الذي يقوم بتنظيم نمو الخلية، وتكاثرها، والتحكم في بقية الأنشطة الأخرى. ويوجد الحامض النووي د ن أ في البكتيريا، سابحاً في السيتوبلازم، في منطقة غير محاطة بغشاء نووي تسمى شبيهة النواة Nucloid.

كما تحتوي خلايا بعض أنواع البكتيريا، على أعضاء حركية، تسمى الأسواط Flagella. تبدو على هيئة زوائد طويلة مرنة ممتدة من السيتوبلازم، ويبلغ طولها أضعاف طول الخلية. من جانب آخر، هناك أنواع من البكتيريا يمكن أن يتحرك، من دون حاجة إلى هذه الأعضاء الحركية، مثل: البكتيريا المنزلقة Gliding Bacteria، التي تنتقل بواسطة الحركات الالتوائية التي تقوم بها.

كما تحتوي بعض الأنواع الأخرى على نتوءات Pili، تظهر في صورة زوائد صغيرة، وتكون أقل مرونة من الأسواط، وتوجد غالباً في أنواع البكتيريا الممرضة، حيث تساعدها على الالتصاق بخلايا العائل.

ونظراً إلى وجود أعداد هائلة من البكتيريا، فقد قُسمت إلى مجموعات، وفقاً لاعتبارات مختلفة، فإذا اعتمدنا معيار الشكل، تقسم البكتيريا إلى أربعة أنواع:

(أ) البكتيريا العصوية Bacilli، التي تأخذ خلاياها شكل العصويات الصغيرة تحت المجهر (أُنظر شكل البكتيريا العصوية).

(ب) البكتيريا الكروية Cocci، التي تأخذ خلاياها شكل الكريات الصغيرة (أُنظر شكل بكتيريا المكوّرات العنقودية).

(ج) البكتيريا الحلزونية Spiral التي تأخذ الشكل الحلزوني (أُنظر شكل البكتيريا الحلزونية).

(د) البكتيريا الواوية Vibrio التي تأخذ شكل الواو أو الضمة العربية (أُنظر شكل البكتيريا الواوية).

ما إذا نظرنا إلى توزيع أسواطها، فيمكن تقسيمها إلى:

 (أ) بكتيريا وحيدة الأسواط، (أُنظر شكل بكتيريا وحيدة الأسواط).

(ب) بكتيريا ذات أسواط عديدة ، متجمعة عند طرف واحد (أُنظر شكل بكتيريا ذات أسواط طرفيه).

(ج) بكتيريا ذات أسواط عديدة، موزعة على كل الخلية (أُنظر شكل بكتيريا عديدة الأسواط).

أما إذا اعتمدنا معيار الوسط التي تعيش فيه، فيمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:

(أ)     بكتيريا هوائية Aerobic، وهي البكتيريا التي تعيش فقط، في وجود الهواء الجوي.

(ب) وبكتيريا لا هوائية Anaerobic، وهي البكتيريا التي تعيش فقط، في غياب الهواء الجوي.

(ج) وبكتيريا لا هوائية اختيارية Facultative Anaerobic، وهي البكتيريا التي يمكنها العيش والنمو، في ظل وجود الهواء الجوي، أو عدمه.

وتعيش البكتيريا في بيئة تكون مهيأة لمعيشتها غالباً، وأحياناً يصادَفُ أن توجد البكتيريا في بيئة أو ظروف غير مناسبة؛ بمعنى أن يقل الغذاء أو الماء، أو تتغير نسب بعض العناصر، بما قد لا يناسب نموها. وفي مثل هذه الحالات تفرز البكتيريا ـ للتغلب على الظروف غير الموائمة ـ غشاءً خلوياً سميكاً داخل غشائها الخلوي الحقيقي، فيحيط بجزء من مكونات الخلية، يظل حياً وقادراً على مواجهة هذه الظروف، إلا أنه في الوقت نفسه يبقى كامناً خاملاً Inactive. ويعرف هذا الجزء بجرثومة البكتيريا Bacterial Spore. أما الجزء المتبقي من الخلية خارج هذا الغشاء، فيموت تحت تأثير هذه الظروف غير الموائمة.

وتستطيع جرثومة البكتيريا العيش لأعوام طويلة متحملة جميع الأحوال غير الملائمة من ارتفاع درجة الحرارة، أو انخفاضها، أو غير ذلك من الظروف البيئية القاسية، وعند تحسن الظروف البيئية المحيطة تتخلص الجرثومة من الغشاء السميك، وترجع إلى سابق عهدها نشاطاً وحيوية.

2. غذاء البكتيريا

تحتاج البكتيريا إلى الغذاء، لكي تعيش وتنمو وتتكاثر. ويختلف سلوك البكتيريا في الحصول على غذائها، باختلاف أنواعها.

فالبكتيريا عضوية التغذية Heterophilic Bacteria، تحتاج للمركبات العضوية المعقدة المكونة من النيتروجين والكربون، لذا تلجأ إلى التغذي والتطفل على الكائنات الأخرى. وقد تتطفل على كائنات ميتة، لذا يطلق عليها البكتيريا الرُمِّية Saprophytic Bacteria، أو تتطفل على كائنات حية، مسببة أضراراً صحية عديدة، فيطلق عليها البكتيريا الطفيلية Parasitic Bacteria.

وهناك البكتيريا التعايشية Commansal Bacteria، التي تعيش في أمعاء الإنسان، فتحصل على غذائها من المواد العضوية، من تحليل بقايا الغذاء المهضوم في الأمعاء، وتنتج له، في الوقت نفسه، أنواعاً من الفيتامينات التي يحتاجها الإنسان.

أما البكتيريا ذاتية التغذية Autotrophic Bacteria، فهي التي تقوم بتصنيع غذائها بنفسها ولا تتطفل على الكائنات الحية الأخرى.

وهناك أخيراً، بكتيريا التمثيل الضوئي Photosynthetic Bacteria، التي تحتوي خلاياها على مادة، تمكنها من تصنيع غذائها العضوي، من الماء وثاني أكسيد الكربون، في وجود أشعة الشمس.

ومن المثير للدهشة، أن هناك أنواعاً من البكتيريا تستطيع التحكم في سلوكها الغذائي، وأن تتلون حسب الظروف المحيطة بها. فقد تكون عضوية التغذية، إذا ما توفر الغذاء أمامها، ثم تتحول إلى ذاتية التغذية، إذا ما نضبت مصادر الغذاء من حولها.

3. تكاثر البكتيريا

تتكاثر معظم البكتيريا لا جنسياً Asexually، من خلال عملية حيوية يطلق عليها "الانقسام الثنائي البسيط" Simple Binary Fission.

وتنقسم الخلية البكتيرية، في هذه العملية، إلى خليتين متماثلتين. ويمكن للبكتيريا التكاثر بسرعة فائقة، وفقاً لهذه الطريقة؛ إذ يتضاعف عددها كل 20 دقيقة. وقد تصير الخلية البكتيرية الواحدة ـ إذا توفر لها الغذاء الكافي ـ أكثر من مليار خلية في غضون 10ساعات. ويكون الحَمْض النووي د ن أ في الخليتين الناتجتين عن هذا الانقسام، مماثلاً للحمض النووي في الخلية الأصلية.

وهناك بعض الخلايا البكتيرية، التي لها القدرة على تبادل حمضها النووي د ن أ ومادتها الوراثية مع خلية أخرى، من خلال عملية تسمى "الاقتران" Conjugation. وفيها ينتقل الحَمْض النووي د ن أ من خلية بكتيرية، يطلق عليها "الخلية الذكرية"، إلى خلية أخرى يطلق عليها "الخلية الأنثوية". وينتج عن انتقال الحَمْض النووي من خلية إلى أخرى، انتقال الصفات المرتبطة به. لذا تنتقل خصائص مقاومة المضادات الحيوية وغيرها، من بكتيريا مقاومة لهذه المضادات، إلى بكتيريا أخرى غير مقاومة. الأمر الذي يكسبها مناعة ضد هذه المضادات.

كما يمكن لبعض البكتيريا أن تلتقط أجزاء من الحَمْض النووي لخلية ميتة. وكذا يمكن أن ينتقل الحَمْض النووي بين خلية بكتيرية وفيروس.

وقد تمكن العلماء من استغلال هذه الظاهرة، فابتكروا طرقاً حديثة لعزل الحَمْض النووي د ن أ المسؤول عن إنتاج بروتين معين أو إنزيم خاص بأحد الكائنات. ثم إدخاله بكتيريا ما، لإنتاج نوع جديد من البكتيريا لها القدرة على إنتاج هذا البروتين أو الإنزيم. وقد أطلق على هذه التقنية المبتكرة اسم "تقنية اتحاد د ن أ" Recombinant DNA Technology.

وقد تمكن العلماء، في مجال الهندسة الوراثية ـ باعتماد هذه التقنيات ـ من إنتاج سلالات من البكتيريا ذات مقدرة على تكسير مشتقات البترول، إلى مركباتها الأولية؛ وذلك لاستخدامها  في تنظيف البيئة من التلوث البترولي. كما أمكن كذلك إنتاج سلالات بكتيرية لها القدرة على تصنيع الأنسولين، لاستخدامه في حالات مرضى السكر.

4. البكتيريا والأمراض

تسبب البكتيريا عديداً من الأمراض، منها ما يصيب الجهاز التنفسي، مثل: مرض السل أو الديفتيريا، ومنها ما يصيب الجهاز الهضمي، كما في مرض الكوليرا، ومنها ما يصيب الجهاز التناسلي، مثل: البكتيريا المسببة للزهري، والسيلان.

وتعد الأمراض البكتيرية أمراضاً معدية؛ أي أن لها قابلية الانتقال من المريض إلى السليم، عند توفر طرق العدوى وظروفها، ومن ثم دخولها جسم السليم مؤدية إلى مرضه.

ثانياً: الفيروسات Viruses

الفيروسات كائنات دقيقة متناهية الصغر. وهي أصغر من البكتيريا بكثير؛ إذ يبلغ حجم أكبر الفيروسات عُشر متوسط حجم البكتيريا. ولا يمكن رؤية الفيروسات إلا بالمجهر الإلكتروني. وتعيش هذه الكائنات من خلال التطفل على خلايا الكائنات الحية الأخرى، مسببة عديداً من الأمراض.

ويرجع اكتشاف الفيروسات إلى ديمتري إيفانوفسكي عام 1892، حينما وجد أن عصارة أوراق نبات التبغ المصاب بالتبرقش، يمكن أن تنقل المرض للنبات السليم. وعند ترشيح هذه العصارة، بالمرشحات البكتيرية، وجد أنها مازالت لديها القدرة على إحداث الأثر. فاستنتج من ذلك وجود كائن ممرض أصغر من البكتيريا، يمكنه المرور من المرشحات البكتيرية.

وفي عام 1898، أطلق الألماني مارتينوز باييرنيك Martinus Beijerinck، على هذه الكائنات، اسم "الفيروس"، ومعناها "السم" في اللغة اللاتينية.

وفي عام 1935، توصل عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي، ويندل ستانلي Wendell Stanly، إلى معرفة التركيب الداخلي للفيروس. ثم تواصلت الأبحاث بعد ذلك، لتقطع بمسؤولية هذه الفيروسات عن عديد من الأمراض المهلكة. وفي الخمسينيات، تمكن العلماء من التوصل إلى لقاحات وتحصينات ضد بعض الفيروسات، مثل: فيروس مرض الجدري، وفيروس شلل الأطفال. ولا تزال الأبحاث تتواصل حتى الآن، لاكتشاف مزيداً من المعلومات، حول هذه الكائنات.

والفيروسات كائنات عجيبة؛ إذ لا تمتلك شيئاً من مقومات الحياة، وليست لديها مصادر خاصة بها، تستمد منها غذاءها، أو تحتمي بها من الظروف البيئية غير المناسبة؛ لذلك، تلجأ هذه الكائنات إلى الاحتماء بخلايا الكائن الحي، لتتخذ منها مأوى ومصدراً غذائياً. ومن ثم، يعيش الفيروس حياة طفيلية إجبارية، داخل هذه الخلايا، حيث لا يستطيع أن يبقى حياً من دونها.

1. تركيب الفيروس

يتركب الفيروس من مادة وراثية، تتكون من خيط مفرد من الحَمْض النووي رن أ (RNA)، أو من خيط مزدوج من الحَمْض النووي د ن أ (DNA). وتحاط هذه المادة الوراثية بغلاف بروتيني، يطلق عليه "الكابسيد" Capsid. وفي بعض الأحيان، يغلف الفيروس بغلاف خارجي، يطلق عليه "الحافظة" Envelop، ويتركب من البروتين والسكريات والدهون.

ويراوح حجم الفيروسات من 0.01 إلى 0.3 ميكرون. أما أشكالها، فمنها ما هو كروي، مثل: فيروس شلل الأطفال، ومنها ما هو عصوي، مثل: فيروس تبرقش أوراق التبغ، ومنها ما يشبه شكل طلقة الرصاصة، مثل: فيروس مرض الكلب أو السُّعار (أُنظر شكل فيروس مرض السعار)، ومنها ماله ذنب، مثل: فيروسات البكتيريا ومنها الإهليجي[2].

وتصنف الفيروسات، وفقاً لاعتبارات عديدة؛ فيمكن تقسيمها باعتبار نوع الحَمْض النووي الموجود في مادتها الوراثية، أو باعتبار وجود الحافظة من عدمه. كذا يمكن أن تقسم وفقاً لنوعية العائل الذي تتطفل عليه إلى: فيروسات بشرية، وفيروسات حيوانية، وفيروسات نباتية، وفيروسات بكتيرية.

وقد اختلف العلماء في أصل نشأة الفيروسات؛ فمنهم من يرى أنها كائنات ذات أصل بدائي، ذاتية التغذية، ثم لجأت إلى التطفل، نتيجة نضوب الغذاء، أو عدم ملائمة الظروف المحيطة. ومنهم من يرى أنها نشأت من أصل خلوي، ثم تطفلت، ومن ثم لم تحتج إلى وجود عضيات خلوية. أما أحدث النظريات، فترى أن الفيروسات عبارة عن قطع من الحَمْض النووي، تبحث عن خلايا الكائنات الحية المختلفة، ومن ثم كان اختلافها وانقسامها، وفقاً لعوائلها. إلا أن جميع هذه الآراء تظل مجرد تخمينات ليس لها دليل علمي. وتبقى حقيقة نشأة الفيروسات، في النهاية، لغزاً محيراً، يعجز عن حله العلماء.

وتصيب الفيروسات الخلايا الحية، وتسيطر عليها، وتوجهها لإنتاج فيروسات جديدة، في دورة تعرف بدورة عدوى الفيروس. وتبدأ هذه الدورة بالتصاق الفيروس بغشاء الخلية، عن طريق مستقبلات خاصة بالفيروس، توجد على غشاء خلايا العائل. بعد ذلك يقوم الفيروس بإدخال مادته الوراثية في خلايا العائل، بطريق الحقن، بحيث تدخل المادة الوراثية فقط. أما الأغلفة الخاصة بالفيروس فتبقى خارج الخلية.

وعند وصول المادة الوراثية الفيروسية إلى داخل النواة، فإنها تندمج مع المادة الوراثية الخاصة بخلية العائل.

وبعد دمج الحامض النووي للفيروس، في الحامض النووي لخلية العائل، يقوم الحامض النووي للفيروس، بالتحكم، والسيطرة على خلية العائل، وتحويلها إلى مصنع، يقوم بتصنيع المكونات الفيروسية من بروتينات، وأحماض نووية. وبعد تصنيع هذه المكونات، تبدأ مرحلة التجميع والتكوين، حيث تتجمع البروتينات والأحماض النووية، التي تم تصنيعها لتكوين فيروسات جديدة. ثم تخرج الفيروسات الجديدة من الخلية المصابة، لتصيب خلايا أخرى سليمة، وهكذا.

وتختلف أنواع الفيروسات باختلاف تأثيرها، أثناء تكاثرها، على خلية العائل. فبعض الفيروسات لا يؤدي تكاثرها إلى تدمير الخلية، أو الإضرار بها، و تسمى "الفيروسات المعتدلة" Temperate. وبعض آخر يعمل ـ أثناء تكاثره ـ على تدمير الخلية والفتك بها؛ وتسمى "الفيروسات الخبيثة" Virulent. وبعضها يتكاثر ببطء، ويطلق عليها "الفيروسات البطيئة" Slow Viruses. ويعتقد بعض العلماء أن الفيروسات البطيئة، هي المسئولة عن الإصابة بالتصلب المتعدد Multiple sclerosis، وهو مرض يصيب الأعصاب والدماغ والنخاع الشوكي.

وهناك فيروسات أخرى، مثل فيروس الهربس Herpes Virues، يمكن أن يظل خاملاً داخل الخلايا المصابة، لفترات طويلة، قد تمتد لسنوات، ثم ينشط فجأة، مسبباً أعراضاً مرضية خاصة به. وهناك نوع آخر يتميز بمقدرته على إحداث إصابات متجددة، بسبب قدرته على التكاثر المستمر داخل الخلايا، ومن ثم انتقال عدواه إلى خلايا أخرى غير مصابة.

وتسبب الفيروسات عديداً من الأمراض في الإنسان والحيوان والنبات. ففي الإنسان يعد كل من: الجدري، والتهاب الكبد الوبائي الفيروسي، والحمى الصفراء، والسعار، وشلل الأطفال، والأنفلونزا (أُنظر شكل فيروس الإنفلونزا)، من أخطر الأمراض الفيروسية. هذا فضلاً عن مرض الإيدز الذي يعد طاعون العصر الحديث.

ومؤخراً، اكتشف العلماء علاقة بين بعض الفيروسات، وظهور أورام سرطانية في الإنسان. حيث لوحظ ارتباط بين حدوث الإصابة بفيروس الكبد (B)، وظهور سرطان في الكبد.

وفي الحيوان تسبب الفيروسات عديداً من الأمراض. يبرز منها: مرض الحمى القلاعية، في الماشية، والأغنام، والسعار في جميع الحيوانات، وأنفلونزا الخيول.

وغالبية الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات من النوع المتخصص، بحيث لا تتعداها إلى الإنسان. إلا أن بعضاً منها يمكن أن يصيب الإنسان كذلك، مثل مرض السعار، الذي يصيب الكلاب، وكل الحيوانات. ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان، مدمراً خلاياه العصبية.

وكذا توجد أمراض فيروسية، تتخصص في إصابة النبات، فتسبب خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية. وعلى الرغم من أن خلايا النباتات لها جدران صلبة لا يسهل اختراقها بالفيروس، فإن الحشرات تلعب دوراً هاماً في عدوى النبات بالفيروسات. فالحشرات، أثناء تغذيها على النبات، تدمر بعضاً من الخلايا النباتية، وتمكن الفيروسات من دخولها، وإحداث المرض.

وهناك أنواع أخرى من الفيروسات تصيب البكتيريا. تسمى ملتهمات البكتيريا  Bacteriophages  (أُنظر شكل فيروس ملتهم البكتيريا). والخلية البكتيرية مثل الخلية النباتية، لها جدار خلوي صلب. ولاختراق هذا الجدار تقوم ملتهمات البكتيريا، من خلال محقن موجود فيها، بتثبيت نفسها على الخلية البكتيرية ثم حقن الحامض النووي داخلها لاستكمال دورة حياتها.

2. علاج الأمراض الفيروسية

في أغلب الأمراض الفيروسية، يوجه العلاج غالباً للتحكم في الأعراض الناتجة عن المرض الفيروسي. فالطبيب يصف للمريض دواء للتخفيف من آثار الإصابة بالفيروس، وأبرزها الحرارة المرتفعة، مثل الاسيتومينوفين Acetaminophen، حتى لا يتعرض المريض، لأخطار الارتفاع المستمر لدرجة حرارة الجسم.

وفي كثير من الحالات، لا يمكن علاج الأمراض الفيروسية، عن طريق مهاجمة الفيروس نفسه. ذلك، أن استراتيجية الفيروس في الغزو، تقوم على مهاجمة الخلايا، ودخولها، ثم استيطانها من الداخل، بحيث يتعذر عزله عن الخلية المصابة. ومن ثم تضطر أغلب الأدوية، التي يمكن استخدامها في تدمير الفيروس المهاجم، إلى تدمير خلايا الجسم المصابة معه. على أنه توجد بعض الأدوية التي يمكن استخدامها لفترات محدودة، لمقاومة فيروسات لها خواص معينة، حيث يؤدي استخدامها لفترات طويلة إلى ظهور آثار جانبية أشد خطورة. ومن بين هذه الأدوية التي سمح بتعاطيها: أزيدوفادين Azidovadine، والأدنين أرابينوسويد Adenine Arabinsoide، وأسيكلوفير Acyclovir.

وهناك طريقة أفضل لمقاومة الأمراض الفيروسية، تعتمد على تحصين الجسم، ضد الإصابة بالمرض الفيروسي؛ فالتحصين يعطي للجسم إمكانية تكوين أجسام مناعية ضد هذا الفيروس. الأمر الذي يمنح الجسم مناعة ضد الغزو بهذا الفيروس أو الإصابة به.

كما يقوم العلماء باستخدام البكتيريا المهندسة وراثياً لإنتاج مادة الإنترفيرون Interferon المستخدمة في مقاومة العدوى بالفيروسات، وتسمى هذه التقنية بـ"اتحاد الحمض النووي د ن أ" Recombinant DNA.

وعلى الرغم من الأمراض الفتاكة التي تسببها الفيروسات، فقد وجد العلماء أن الفيروسات، بقدر ما هي ضارة، يمكن توظيفها إيجابياً؛ فبعض الفيروسات تسبب أمراضاً قاتلة للحشرات. ويعكف العلماء على دراسة هذه الفيروسات، باستفاضة، لاستخدامها في التحكم في الحشرات، التي تهاجم المحاصيل الزراعية، وتعمل على إتلافها.

والفيروسات مجال خصب للدراسة والبحث العلمي؛ إذ تساعد العلماء على تكوين صورة متكاملة عن الحياة فوق الأرض. كذلك أدت دراسة ملتهمات البكتيريا إلى تكوين صورة شبه متكاملة عن الجينات، والمادة الوراثية، وتركيب الرئيسي للخلية.

كذا أمكن استخدام الفيروسات في تحضير اللقاحات والتحصينات، ضد عديدٍ من الأمراض الفيروسية. فاللقاح غالباً ما يتم تحضيره من فيروس ميت أو حي. فأما الفيروس الميت، فيتم قتله بالمواد الكيميائية، وأما الفيروس الحي، فيتم اختيار سلالة ضعيفة منه غير قادرة على إحداث المرض، ثم تحقن داخل الجسم، لتحفيزه على إفراز المواد المضادة للفيروس المسبب للمرض.

ثالثاً: الفُطْريات Fungi

تعد الفُطْريات من أكثر الكائنات الدقيقة شيوعاً، واستخداماً، في حياتنا اليومية. وقد لا يعرف كثير من الناس تصنيفها أو اسمها العلمي، بيد أنهم ـ مؤكداً ـ يتعاملون معها، ويستخدمونها في أكثر أغذيتهم استهلاكاً؛ فالخميرة (أُنظر شكل فطر الخميرة (Yeast))، مثلاً، من الفُطْريات التي تستخدم في عمل الخبز والفطائر ونحوهما. كذا تدخل في صناعة البيرة، وغيرها من الخمور. وقد ظل الإنسان، لآماد طويلة، يستخدم الخميرة على هذا النحو، من دون أن يعرف ـ على وجه التحديد ـ الدور الذي تقوم به في هذه الصناعات. إلى أن جاء العالم الفرنسي الشهير لويس باستير Louis Pasteur في عام 1680، فأثبت أن خلايا الخميرة، هي المسؤولة عن التخمر اللازم لصناعة الخبز والخمور. كذلك هناك أنواع من الفُطْريات يستخدمها الإنسان غذاءً مباشراً له، مثل: فطر عيش الغراب، الذي يقدم في الوجبات الغذائية، في صور وأشكال مختلفة. ويوصى بتناوله، لاحتوائه على فوائد غذائية جمة. وهناك أنواع تستخدم في إنتاج عديد من المضادات الحيوية. وهكذا نجد أنفسنا قريبين جداً من هذه الكائنات الدقيقة البسيطة، من دون أن يثير ذلك فضولنا.

والفُطْريات كائنات حية دقيقة. كانت تصنف قديما ضمن المملكة النباتية، إلا أنه ـ وبسبب خلوها من الكلوروفيل[3] ـ اتجه حديثاً إلى تصنيفها، في مملكة خاصة بها، سميت "مملكة الفطريات". وتعيش الفُطْريات غالباً في كل مكان، على الأرض، أو في الماء، غير أنها لا تستطيع أن تصنع غذاءها ذاتيا؛ إذ تخلو ـ كما سبق ـ من الكلوروفيل، ومن ثم تلجأ، للحصول على غذائها، إلى البيئة المحيطة بها، فتقوم بإفراز الإنزيمات الهاضمة لتحويل المواد العضوية المعقدة إلى مواد بسيطة تستطيع امتصاصها واستخدامها.

وتحصل الفُطْريات على غذائها إما بالتطفل على الكائنات الحية الأخرى، مثل: النباتات، والحيوانات، وإما بالترمم؛ حيث تتغذى على الجيف، فتحصل على غذائها من المواد العضوية المتحللة. وتُوجد أنواع أخرى من الفُطْريات، التي تعيش مع كائنات أخرى، في علاقة تعايشية نفعية  Symbiosis، حيث يستفيد كلا الكائنين من هذه العلاقة. فبعض الفُطْريات تعيش على جذور النباتات في علاقة نفعية، إذ يقوم الفُطْر بإمداد النبات بالماء، والأملاح الهامة، مثل: الفسفور، والبوتاسيوم، والحديد، والنحاس، والزنك، ويحصل منه، في مقابل ذلك، على المواد الكربوهيدراتية. ومعظم الأشجار والحشائش لها علاقات نفعية مع الفُطْريات.

وتختلف الفُطْريات تبعاً لأحجامها؛ فهناك الفُطْريات الصغيرة جداً، بحيث لا يمكن رؤيتها، إلا تحت المجهر، مثل فطر الخميرة، والفُطْريات وحيدة الخلايا. وفي هذه الحالة، يتكون جسم الفُطْر من خلية واحدة شبه مستديرة، كما في حالة فطر الخميرة.

وهناك أنواع أخرى ـ وهي الغالبة ـ تكون متعددة الخلايا، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، مثل: فطر عفن الخبز، وفطر عيش الغراب (أُنظر صورة عيش الغراب)، وفطر صدأ النباتات. وتتكون هذه الفُطْريات من خيوط رفيعة متعددة الخلايا، تسمى الهيفا Hypha. وتتجمع هذه الخيوط، في تشكيل غَزْلِي، يطلق عليه "الغَزْل الفطري" Mycelium، ويقسم كل منها ـ من خلال حواجز ـ إلى خلايا، تحتوي كل منها على نواة واحدة. ويطلق على هذا الخيط اسم "الخيط الفطري المقسم" Septated Hypha. وينطبق هذا الوصف على فطر البنسيليوم. أما فطر عفن الخبز فيخلو، خيطه الفطري من هذه الحواجز.

وفي بعض الأحيان ينمو الغزل الفُطْري، تحت سطح المواد، التي يتغذى عليها الفطر، كما في حالة فطر عيش الغراب Mushroom. في حين يظهر الجسم المستدير، الذي يمثل الجسم الثمري لعيش الغراب، فوق السطح، ثم يقوم الجسم الثمري بإنتاج جرثومات تنمو من جديد مكونة غزلاً فطرياً... وهكذا دواليك.

وتتكاثر الفُطْريات بسرعة، عن طريق التبرعم، وذلك، على نحو ما يحدث في فطر الخميرة. ففي التبرعم ينمو جزء من جدار خلية الخميرة، ليكون جذراً نامياً صغيراً، يسمى "البرعم"، ثم ينفصل مكوناً خلية مستقلة. وقد يصل عدد البراعم المتكونة، في بعض أنواع الخمائر، في وقت واحد، إلى 24 برعماً، تنفصل مكونةً خلايا صغيرة.

إلا أن معظم أنواع الفُطْريات تتكاثر، عن طريق تكوين الجراثيم Spores. من خلال اتحاد الأمشاج، أو الخلايا الجنسية Gametes، وتسمى "الجراثيم الجنسية". غير أن هناك جراثيم لا جنسية، تتخلق من دون اتحاد الأمشاج. ويتسبب هذان النوعان من الجراثيم في إنتاج عديد من الفطريات. وتوجد الجراثيم، عامة، داخل أجزاء دقيقة، تسمى "الأكياس البْوغِيّة" أو "الأكياس الجرثومية" Sporangia. وفي بعض أنواع الفطريات، مثل العفن الأسود للخبز، توجد الأكياس الجرثومية Sporangia، على رأس الغّزل العمودي، ويطلق عليها "حافظة الأكياس الجرثومية" Sporangiophora  (أُنظر شكل فطر عفن الخبز الأسود). وتقوم الرياح، والماء، والحيوانات أحياناً، بحمل هذه الجراثيم، إلى أماكن أخرى، حتى إذا صادفت بيئة ملائمة، ووسطاً صالحاً للنمو، أخذت في الإنبات.

والفُطْريات منها ما هو ضار، ومنها ما هو نافع، فيوجد حوالي 100 نوع من بين 100 ألف من الفُطْريات المعروفة، يمكن أن تسبب أمراضاً للإنسان أو الحيوان، في حين تكثر هذه الإصابات فـي النباتات، حيث تعد بالآلاف. فمثال الفطريات، التي تصيب الإنسان، ما يسمى بـ"القوباء الحلقية" Ringworm، التي تصيب الجلد فتغير لونه، وأحيانا تصيب ما بين أصابع القدمين، وتسبب تآكلاً ورائحة كريهة، مثل مرض قدم الرياضي Athlete's foot. وأحياناً تصيب منطقة الرأس، فتؤدي إلى تساقط شعر المنطقة المصابة.

وتصيب الفُطْريات الحيوان، مسببة عديداً من الأمراض الجلدية والتنفسية. أما النباتات، فتعد بيئة خصبة للفطريات الممرضة، إذ تعمل هذه الفُطْريات على إتلاف النباتات والمحاصيل الزراعية مسببة خسائر اقتصادية فادحة. كما تُوجد بعض أنواع سامة من عيش الغراب، يمكن أن تسبب التسمم والوفاة إذا ما تناولها الإنسان أو الحيوان.

وهناك أنواع من الفُطْريات تعيش في الجسم، من دون أن تسبب أضراراً تذكر، إلا أنها ـ نتيجة لظروف خاصة ـ يمكن أن تنشط وتنمو سريعاً، مسببة عديداً من الأمراض الفطرية، مثل فطر الكانديدا Candida، الذي يوجد بصورة طبيعية في مهبل المرأة، لكنه ـ لظروف معينة ـ يمكن أن يسبب ما يسمى بـ"التهاب المهبل الفطري". وهذا الفُطْر هو نفسه الذي يصيب الفم والحلق. مسبباً التهابات تظهر في صورة قروح بيضاء، ويسمى "القلاع" Thrush.

وهناك أنواع من الفُطْريات تصيب الجسم، من داخله. مسببة أمراضاً خطيرة، مثل: الهستوبلازما، والبلاستوميسز، والكانديدا. وتقوم هذه الفُطْريات ـ في حالة انخفاض مناعة الجسم ـ بمهاجمة الرئة، مسببة التهاباً رئوياً. وتكثر الإصابة بهذه الفطريات، في حالات مرضى الإيدز.

وهناك نوع من الفطريات، يقوم بإفراز سمومه، على أماكن نموه، مثل: فطر الأسبرجلس فلافس Aspregellus flavus، الذي ينمو على الحبوب والمحاصيل البقولية، مثل: الذرة، والقمح، والفول السوداني، في حالة ارتفاع درجة الحرارة أو الرطوبة، مفرزاً كمية كبيرة من السموم، على هذه الحبوب. وقد يؤدي تناول هذه الحبوب إلى الإصابة بسرطان الكبد. كما أن هناك سموماً فطرية أخرى، تصيب الكليتين مسببة الفشل الكُلوي

وعلى الجانب الآخر، هناك الفُطْريات النافعة، التي مثلنا لها بفطر عيش الغراب، الذي يتميز بمذاقه المستطاب. وكذلك، فطر الخميرة الذي يدخل في صناعات عديدة، ويعد مصدراً هاماً لمجموعة فيتامينات (B)، فيستخدم على هيئة أقراص، أو إضافات غذائية، أو يؤكل أحياناً مع الطعام. كما أن هناك عديداً من المضادات الحيوية، تصنعها الفطريات، مثل: البنسلين، والسيفالوسبورين، والجريسوفولفين.

وهناك فطريات تقوم بإنتاج الهرمونات، مثل فطر الجبرلا، الذي ينتج هرمون الجبرلين، المستخدم في الزراعة، لإطالة النباتات.

رابعاً: الطفيليات

الطفيليات هي كائنات تعيش عالة على الكائنات الأعلى منها في الرتبة، حيث تقوم بالتطفل عليها، وانتزاع غذائها منها، فتستخدمه لإنتاج الطاقة، في حين تخرج فضلاتها في جسم الكائنات العائلة. وللطفيليات تأثيرات متعددة على العائل تتفاوت في ضررها.

فعلى سبيل المثال، هناك بعض أنواع الأميبا تعيش في أمعاء الإنسان، وتتغذى على أجزاء من فضلات الطعام، من دون أن تسبب ضرراً بالعائل. في حين نجد البلازموديوم، وهو من الطفيليات، تتطفل على دم الإنسان مسببة مرضاً في غاية الخطورة، يسمى "الملاريا". كذلك توجد أنواع من الأميبا تصيب الجهاز الهضمي للإنسان، وتتطفل على خلايا الأمعاء، وتدمرها، مسببة الدوسنتاريا الأميبية.

وهناك أنواع من الطفيليات تتطفل على دم بعض الحيوانات، مسببة عديداً من الأمراض، مثل حمى أبقار تكساس Texas Cattle Fever. وغالباً ما تكون وسيلة العدوى، بهذه الطفيليات الأولية، طفيليات أخرى من كائنات أرقى رتبة، وتكون ماصة للدماء، مثل القرادTicks ، الذي ينقل العدوى من الحيوانات المصابة إلى الحيوانات السليمة.

كما أن هناك أنواعاً من الديدان، بعضها مفلطح الشكل "الديدان المفلطحة" Flat Worms، وبعضها الآخر أسطواني الشكل "الديدان الأسطوانية" Round Worms، تصيب العائل، وقد تودي بحياته.

وتقسم الديدان المفلطحة إلى نوعين، هما: المثقبات Trematodes أو Flukes، والشريطيات أو الديدان الشريطية Cestodes. وغالباً ما تعيش المثقبات في المعدة والأمعاء، وفي بعض الأحيان، في الكبد مسببة أمراضاً عديدة، في حين تعيش الديدان الشريطية في الأمعاء، حيث تتعلق بجدارها بخطاطيف، وتتغذى عن طريق امتصاص الغذاء المهضوم (أُنظر شكل الدودة الشريطية) و(شكل رأس الدودة الشريطية).

وتعد الديدان الأسطوانية أكثر خطورة من الديدان الشريطية، إذ تتعلق بجدار الأمعاء وتتغذى على دم العائل، مثل الدودة الدبوسية Pin worm (أُنظر شكل الديدان الاسطوانية)، والدودة الخطافية Hook Worm (أُنظر شكل الدودة الخطافية)، وديدان الأسكارس (أُنظر صورة دودة الأسكارس). غير أن هناك بعض الديدان الأسطوانية، قد تصيب أعضاء وأنسجة الجسم الأخرى مسببة أعراضاً وأمراضاً بحسب العضو المصاب.

فدودة الفلاريا Filaria، تصيب الأوعية الليمفاوية مسببة مرض الخيطيات Filariasis، أو الفُيَال Elephantiasis، وهو مرض يتميز بتضخم هائل في عضو من أعضاء الجسم، نتيجة انسداد الأوعية الليمفاوية التي ينصرف فيها سوائل الجسم.

أما دودة الترايكنيلا Trichinella (أُنظر شكل دودة الترايكنيلا)، فهي غالباً ما تنشأ عن تناول لحوم الخنزير المصابة بالطور المعدي للدودة. وتصيب الدودة الأنسجة العضلية مسببة داء الشعرية أو التِّرخينة Trichinosis، وهو مرض يتميز بآلام في العضلات وحمى وضعف عام.

كما توجد طفيليات أخرى تصيب الجلد، مثل: القمل Lice (أُنظر شكل قمل الرأس)، والقراد Ticks (أُنظر صورة القراد)، والبعوض Mosquitoes (أُنظر صورة بعوضة على جلد إنسان)، حيث تقوم هذه الطفيليات، بلدغ جسم العائل، وامتصاص دمه. إلا أن الأمراض التي يمكن أن تنقلها هذه الطفيليات، أشد بكثير من الآلام التي تسببها لدغاتها. فبعض أنواع القراد يقوم بنقل  مرض حمى جبال روكي المبقعة Rocky Mountain Spotted Fever. كما يقوم البعوض بنقل أمراض الملاريا، والحمى الصفراء. أما ذبابة التسي تسي Tse Tse Fly، فتنقل مرض النوم.

والحشرات المتطفلة والقُراد والقُمَّل غالباً ما تكون متطفلة في فترة معينة أثناء دورة حياتها، فعلى سبيل المثال فإن البرغوث البالغ هو الذي يتطفل فقط في حين لا يكون كذلك بقية أطواره.

[1] الميكرون يساوي 1/1000 من الملليمتر .

[2] قريب من الشكل البيضاوي.

[3] الصبغة الخضراء الموجودة في النباتات الخضراء، وتمكنها من صناعة غذائها من المواد العضوية.



الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig16.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig17.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig18.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig19.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig20.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig21.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig22.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig23.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig24.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig25.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig26.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig27.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig28.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic07.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig29.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig30.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig31.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig32.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig33.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic08.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig34.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig35.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic09.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic10.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 11:23 pm

أمراض الإنسان ومسبباتها

       

المبحث الثالث

كيف يحدث المرض المعدي

كيف يستطيع الميكروب دخول جسم الإنسان؟ وكيف يحدث المرض؟

هناك مداخل وبوابات موجودة في جسم الإنسان، عليها عديد من التحصينات القوية، والدفاعات الشديدة، لمنع تسلل الميكروبات داخل الجسم. ومن هذه البوابات؛ الجلد، والغشاء المخاطي المبطن لعديد من أجهزة الجسم مثل: الجهاز التنفسي، والهضمي، والتناسلي، والعين، كما في حالة الملتحمة (Conjunctiva). إلا أنه، في بعض الأحيان، قد ينجح الميكروب في اقتحام هذه الحصون، ودخول جسم الإنسان.

ويعد الجلد من البوابات التي تهاجمها الميكروبات باستمرار، لاقتحام الجسم عن طريقه ولهذا يتميز الجلد بتحصيناته الدفاعية الشديدة؛ إذ يلعب دوراً هاماً في مناعة الجسم، ضد العدوى بالميكروبات ودخولها الجسم من خلاله. إلا أنه، في بعض الأحيان، تتمكن الميكروبات، من دخول الجسم عن طريقه، من خلال بصيلات الشعر، أو فتحات الغدد العرقية، أو الغدد الدهنية المنتشرة على سطح الجلد. كما أن هناك بعض الطفيليات، التي لها المقدرة على اختراق الجلد السليم، مثل: طور البلهارسيا المعدي (أُنظر شكل دورة حياة البلهارسيا). وتمتلك بعض الفُطْريات كذلك المقدرة على النمو على سطح الجلد السليم وإصابته.

وقد تنتقل بعض الميكروبات، عن طريق حقنها، أو وضعها تحت الجلد السليم، مثلما يحدث في مرض الملاريا، الذي ينتقل عن طريق لدغ البعوض، والإيدز عن طريق الحقن الملوثة.

وقد تدخل بعض الميكروبات الأخرى عن طريق الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي. وتمتلك هذه الميكروبات، غالباً، المقدرة على مقاومة التأثير الحَمْضي لحَمْض الهيدروكلوريك، الذي تفرزه المعدة، أو التأثير القاتل للعصارة الصفراء. وتسبب هذه الميكروبات عديداً من الأمراض، مثل: الكوليرا، والتهاب الكبد الوبائي، والدوسنتاريا الأميبية.

وعديد من الميكروبات المسببة للأمراض، مثل: السل، والأنفلونزا، والجدري، تدخل عن طريق الغشاء المخاطي المبطن للأنف، أو عن طريق أجزاء الجهاز التنفسي الأخرى، لدى استنشاقها مع الهواء.

وهناك أمراض أخرى تسببها ميكروبات، تدخل الجسم، عن طريق الغشاء المخاطي، المبطن للجهاز التناسلي، مثل الزهري، والسيلان.

وتبدأ عملية دخول الميكروب إلى الجسم، بالالتصاق Adherence بخلايا الغشاء المخاطي. ويتكون الغشاء المخاطي، من خلايا متلاصقة، بعضها ببعض، تحمل كل منها مستقبلات خاصة تسمح بدخول مواد معينة.

وغالباً ما يحدث التصاق الميكروب، بسطح الخلية، عن طريق هذه المستقبلات؛ إذ توجد على سطح الميكروب، من الخارج، لاصقات Adhesins مكملة لهذه المستقبلات. ونتيجة لهذا الالتصاق، تسمح الخلية للميكروب بالمرور إلى داخلها، معتقدة أنه من الجزيئات المفيدة لها.

وتختلف المستقبلات، الموجودة على سطح الخلايا، باختلاف مكان الخلية، ووجودها، ونوعها. كذا تختلف أنواع اللاصقات الموجودة على سطح الميكروبات، باختلاف نوع الميكروب.

فميكروب Neisseria gonorrhoeae يحوي لاصقات، ليس لها مستقبلات، سوى الموجودة، على خلايا الغشاء المخاطي، المبطن للجهاز التناسلي، في الذكر والأنثى. في حين يحمل ميكروب E.coli لاصقات ذات مستقبلات، موجودة، على بعض خلايا الغشاء المخاطي المبطن، لبعض مناطق للجهاز الهضمي. وبعد اكتمال التصاق الميكروب على سطح الخلية، يقوم بالتسلل إلى داخل الخلية.

أولاَ: كيف تتعامل البكتيريا مع دفاعات الجسم

بعد دخول الميكروبات البكتيرية إلى جسم الإنسان، تشرع في التكاثر، ومهاجمة أنسجة الجسم المختلفة، وإحداث الأمراض. وتتوقف قدرتها على إحداث المرض، على عوامل عديدة، منها؛ قدرة هذه البكتيريا على مقاومة دفاعات الجسم المتعددة، والهروب منها.

وبعض أنواع البكتيريا تُغطى خلاياه بكبسولة، تساعدها على الهروب، وتحميها من مهاجمة خلايا الجسم الأكولة Phagocytic Cell. وتُعْزَى سمية عديد من البكتيريا، ومقدرتها على إحداث المرض، إلى وجود هذا الغطاء الكبسولي، المحيط بها، مثل: البكتيريا السبحية الرئوية Streptococcus pneumoniae.

كذا يلعب الجدار الخلوي للبكتيريا دوراً هاماً في سمية هذه البكتيريا؛ إذ يحتوي، في بعض أنواع البكتيريا، على مواد كيميائية، وبروتينات، تساعد الخلية البكتيرية على الالتصاق بخلايا الجسم، قبل الدخول، وتقوم بحمايتها بعد دخولها، من أن تُلْتَهَم بواسطة خلايا الجسم الأكولة، كما في حالة البكتيريا السبحية الصديدية Streptococcus pyogenes. وفي حالة بكتيريا السل يتكون الجدار الخلوي، من مادة شمعية، لا تحمي بكتيريا السل من خلايا الجسم الملتهمة فحسب، بل تمكنها من العيش، والتكاثر، داخل هذه الخلايا.

وبعد دخول البكتيريا جسم الإنسان، ونجاحها في اختراق دفاعاته، تشرع في التكاثر، ومهاجمة خلايا الجسم، للحصول على غذائها. الأمر الذي يؤدي إلى تدمير أنسجة الجسم وخلاياه.

فبعض أنواع البكتيريا، تفرز عديداً من الإنزيمات، لمهاجمة خلايا الجسم، للتغذي عليها، بما يسبب تدميرها. وكذا تتميز أنواع أخرى، بسرعة حركتها، وعنفها، مسببة دمار لخلايا الجسم، الموجودة في هذا المكان.

إلا أن أخطر أنواع الدمار، هو الذي يحدث نتيجة لإفراز الخلايا البكتيرية سمومها. وهناك نوعان من هذه السموم البكتيرية، سموم خارجية Exotoxins، وسموم داخلية Endotoxins.

فأما السموم الخارجية فتقوم البكتيريا بإنتاجها، أثناء نموها وتمثيلها الغذائي، ثم إخراجها إلى الوسط المحيط بها. وهذا النوع من السموم متعدد التأثير والمفعول، على جسم الإنسان. فهناك السموم الخلوية Cytotoxins، التي تدمر الخلايا. وهناك السموم العصبية Neurotoxins، التي تؤثر على الخلايا العصبية. وهناك السموم المعوية Enterotoxins التي تؤثر على الأمعاء. وتعد السموم الخارجية للبكتيريا، من أخطر ما تنتجه الخلايا البكتيرية، وأشدها فتكاً بالإنسان. فالسموم التي تفرزها بكتيريا التسمم الغذائي البتيوليني Botulinum Exotoxin، التي يكون تركيزها 1 ملجم، كافية للقضاء على مليون من حيوانات خنزير غينيا Guinea Pig.

وأما السموم البكتيرية الداخلية Endotexins، فهي عبارة عن مكون من مكونات الجدار الخلوي لبعض أنواع البكتيريا. وهي المعروفة باسم "البكتيريا سالبة الجرام" Gram-negative Bacteria، وغالباً ما تكون عبارة عن سكريات عديدة متحدة بدهون Lipopolysaccharides، وهي في ذلك، تختلف تمام الاختلاف، عن السموم الخارجية، التي تتكون غالباً من بروتينات. ولا تُحْدث السموم الداخلية للبكتيريا، تأثيراً على جسم الإنسان، إلا إذا ماتت هذه البكتيريا، وتحللت جدرها. حينئذ، تنطلق السموم الداخلية، الموجودة في الجدار الخلوي للبكتيريا، مسببة أعراض الحمى، والضعف العام، والآلام المُبَرِحة في الجسم كله. ويحدث هذا التحلل غالباً عندما تلتهم الخلايا الأكولة، البكتيريا سالبة الجرام،  وتصب عليها عصارتها الهاضمة، فتدمرها. ثم يتحلل الجدار الخلوي لهذه البكتيريا، بما يسبب انطلاق السموم الداخلية Endotoxins. وتستثير هذه السموم الداخلية الخلايا الأكولة Macrophages، لإفراز مادة بروتينية، تسمى "الانترلوكين1" (Interleukin-1) (IL-1)، التي تسير في الدم، حتى تصل إلى "تحت المهاد" Hypothalmus في الدماغ. الذي يوجد فيه مركز التحكم في حرارة الجسم، فيقوم بإفراز مادة دهنية، تسمى Prostaglandins. وتقوم هذه المادة بِحَثَّ "تحت المهاد"، على رفع درجة حرارة الجسم، مسببة الحمى.

ثانياً: كيف تخترق الفيروسات دفاعات الجسم؟

تمتلك الفيروسات عديداً من الوسائل التي تمكنها من الهروب، من دفاعات جسم الإنسان، وتدمير الجهاز المناعي. من أهم هذه الوسائل، قدرة الفيروسات على البقاء كامنة داخل خلايا الجسم، حيث لا تتمكن خلايا الجهاز المناعي، أو المضادات التي تفرزها، من الوصول إليها.

وتتشابه الفيروسات، في اختراقها لدفاعات الجسم، مع البكتيريا، إلى حد كبير.

ففيروس السعار Rabies Virus يستطيع الارتباط بمستقبلات الإشارات العصبية، عن طريق أجزاء مماثلة لمكملات هذه المستقبلات؛ إذ يقوم الفيروس بتمثيل الناقلات العصبية Neurotransmiter-Acetylcholin، والاتحاد مع مستقبلاتها، على سطح الخلية، ثم الاتجاه مع هذه الناقلات العصبية، إلى داخل الخلية.

وهناك بعض الفيروسات الخبيثة، مثل فيروس الإيدز، الذي يقوم بتخبئة أماكن الاتصال بالمستقبلات، في أجزاء غائرة على سطحه؛ حيث لا تستطيع المضادات، التي تفرزها الخلايا الليمفاوية، الوصول إليها.

وبعد دخول الفيروسات إلى الخلية، تشرع في التكاثر، ويحدث فيها تغيرات مرضية، يطلق عليها التغيرات الخلوية المرضية Cytopathic Effects. وغالباً ما تؤدي هذه التغيرات إلى موت الخلية. وفي بعض الأحيان، تؤدي إصابة الخلايا بالفيروس، إلى تحفيزها علي إفراز مادة، تحمي الخلايا المجاورة، من الإصابة بالفيروس نفسه أو أي فيروس آخر، وتسمى هذه المادة بالانترفيرون Interferon.

وفي أحيان أخرى، تؤدي إصابة خلايا الجسم بالفيروس، إلى حدوث تغيرات خلوية على سطح خلايا الجسم، فتعدها خلايا الجهاز المناعي للجسم، خلايا غريبة، وتقوم بتدميرها، الأمر الذي يؤدي إلى القضاء على الفيروسات بداخلها.

إلا أن أخطر التغيرات التي يتخذها الفيروس، بعد مهاجمته لخلايا الجسم، إحداثه، في بعض الأحيان، تغيرات في المادة الوراثية لخلايا الجسم المصابة. وتتمثل هذه التغيرات أحياناً في تحفيز الجين المسبب للسرطان، فتتحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية. وقد لا تستطيع الخلايا المناعية القضاء عليها، وتستمر هذه التغيرات في المادة الوراثية، فتورث من جيل إلى جيل.

ثالثاً: كيفية اختراق الفُطْريات لدفاعات الجسم

على الرغم من أن الفُطْريات تسبب عديداً من الأمراض، فإنها لا تمتلك عوامل سمية محددة. فعلى سبيل المثال، فطر الكريبتوكوكس نيوفورمنس Cryptococcus neoformans، المسئول عن الالتهاب السحائي، تكمن سميته في الجدار الخلوي، الذي يحميه من خلايا الجسم المناعية الأكولة، أو الملتهمة. في حين ينمو فطر الأسبرجلس فلافس Aspergillus flavus، على الحبوب والبقوليات، عند ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، مفرزاً السموم الفطرية المعروفة باسم الأفلاتوكسين Aflatoxin. وعند دخول هذه السموم جسم الإنسان، عن طريق الأكل، فإنها تتحول إلى مركبات شديدة السمية، محدثةً سرطانات في الكبد، وموتاً لخلاياه، وفشلاً كلوياً، بالإضافة إلى مشاكل أخرى عديدة.




الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig36.gif_cvt01

الطفح الجلدي


الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14610   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14611   1. الإصابة بالميكروبات
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14612   2. الحساسية
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14613   3. المواد الكيميائية
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14614   4. أمراض أخرى مصحوبة بالطفح الجلدي
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14615   5. الحالة النفسية


مقدمة

يُعرَّف الطفح الجلدي طبياً بأنه مجموعة من بقع الجلد الملتهبة، التي تظهر لُطَعًا صغيرة في أماكن متفرقة تغطي مساحة كبيرة من الجلد. وفي المناطق الملتهبة يكون الجلد أكثر سُمكاً من المناطق المجاورة (أُنظر أشكال إصابات الجلد).

والطفح الجلدي إما أن يكون مرضاً في حد ذاته له سبب مباشر، أو يكون عرضاً ضمن أعراض مرض آخر.

ولكن الغالب أن يكون الطفح الجلدي عرضاً لمرض عام؛ فالحصبة مثلاً مرض فيروسي يصيب الأطفال ويدمر الخلايا المبطنة للأوعية الدموية الصغيرة؛ ولذلك يظهر المرض في الجلد على هيئة مناطق ملتهبة لها لون أحمر قرمزي منتشرة على الجلد كله (أُنظر صورة الحصبة).  وإن كان الطفح الجلدي مميزاً لبعض الأمراض الفيروسية فإنه أيضاً يكون مصاحباً للعديد من الأمراض البكتيرية والفطرية والطفيلية. كما أنه عرض من أعراض التسمم بالمبيدات الحشرية وغازات الأعصاب المستخدمة في الحروب. كذلك ينشأ طفح جلدي عند ملامسة أو استنشاق أبخرة الأحماض القوية والصودا الكاوية.

وعلى ذلك، ينبغي القيام بتحاليل معملية مكثفة مع فحص طبي شامل عند ظهور طفح  جلدي. وبشكل عام يكون الطفح الجلدي يكون مصاحباً للحالات الآتية: الإصابة بالميكروبات، والحساسية، والمواد الكيميائية، والطفح الجلدي، والحالة النفسية.

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig01.gif_cvt01


الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic01.gif_cvt01


       

1. الإصابة بالميكروبات

تشكل العدوى بالميكروبات أكثر من 30% من أسباب ظهور الطفح الجلدي.  وهي تنتقل بالملامسة، ومنها ما ينتقل عن طريق الملابس أو الفوط الملوثة، ومنها ما ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من خلال الجهاز التنفسي.

والميكروبات التي تسبب طفحاً جلدياً تنتمي لأنواع متعددة من البكتريا والفيروسات والفطريات والأوليات، فالبكتريا العنقودية والسبحية تدخل من خلال جرح أو خدش صغير إلى طبقات الجلد فتحدث التهاباً حادًّا في الغدد الدهنية وبصيلات الشعر فيصير الجلد مرتفعاً ويبدو كعقدة حمراء. ومع مرور الوقت تكبر العقدة وتمتلئ بالقيح فيشعر المريض بألم في مكان الالتهاب مع احمرار وسخونة وتورم (أُنظر صورة الطفح الجلدي البكتيري).

كما يوجد العديد من الفيروسات التي تسبب طفحاً جلدياً (أُنظر صورة مرض الجدري) و(صورة مرض الجديري الكاذب) مثل فيروس الهربس الذي يكوّن حلقات حمراء مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد بها حويصلات أو قشور صمغية صغيرة على حافتها (أُنظر صورة فيروس الهربس).

كما تسبب الفطريات طفحاً جلدياً خصوصاً فطر الخميرة الذي يصيب الفم والجلد المحيط به، كما يصيب فروج النساء، وفطر التينيا الذي يسبب تساقطاً للشعر على شكل حلقات محددة (أُنظر صورة الإصابة بالفطريات).

كما يسبب الطفح الجلدي أوليات مثل الليشمانيا التي تنقلها حشرة ذبابة الرمل، والتي تسبب طفحاً جلدياً على شكل قرحة كبيرة يستمر وجودها لفترة تراوح من بضعة شهور إلى سنة.


الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic02.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic03.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic04.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic05.gif_cvt01

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic06.gif_cvt01




       

2. الحساسية

وهي من أكثر أسباب حدوث الطفح الجلدي ومن أمثلتها الأرتيكاريا.

والأرتيكاريا هي أكثر أنواع أمراض حساسية الجلد انتشاراً. وتظهر الأرتيكاريا على شكل أجزاء حمراء وتصحبها حكة شديدة.

وتظهر إصابات الأرتيكاريا فجأة، وتختفي سريعاً لتظهر في مكان آخر من الجلد وقد يصحب الأرتيكاريا ضيق في التنفس أو صعوبة في البلع. وقد تنتج الحساسية أيضاً عن ملامسة أو استنشاق بعض الغازات السامة أو المواد الكيماوية مثل الأحماض القوية أو الصودا الكاوية.




       

3. المواد الكيميائية

تعتبر العقاقير من أهم مسببات الطفح الجلدي، كذلك تؤدي ملامسة أو استنشاق الغازات السامة (مثل غازات الأعصاب المستخدمة في الحروب) إلى طفح جلدي عام، ومن المعروف أن التعرض لاستنشاق أبخرة الأحماض يؤدي إلى طفح جلدي شامل.




       

4. أمراض أخرى مصحوبة بالطفح الجلدي

وقد يكون الطفح مصاحباً لأمراض عامة مثل مرض السكري أو أمراض التمثيل الغذائي أو أمراض الكبد أو أمرض الكُلى أو بعض السرطانات مثل اللوكيميا (سرطان الدم) والليمفوما (سرطان الأنسجة الليمفاوية).



       

5. الحالة النفسية

هناك أمراض جلدية عديدة ترتبط بداية ظهورها بتعرض المريض لأزمة نفسية شديدة أو لتوتر نفسي استمر لفترة طويلة. وأشهر تلك الأمراض البهاق والحزاز والثعلبة. كما أن للعوامل النفسية وضغوط الحياة أثراً سلبياً على ظهور بعض الأمراض الجلدية مثل الإكزيما (أُنظر صورة الإكزيما) والأرتيكاريا والصدفية. وكل تلك الأمراض الجلدية تؤدى إلى ظهور طفح جلدي بأشكال مختلفة.

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Pic07.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:23 pm

مرض حرب الخليج


الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14497   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14498   1. مرض حرب الخليج حقيقة أم وهم
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14499   2. أعراض مرض حرب الخليج
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14500   3. أنواع متلازمة مرض حرب الخليج
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14496   الجداول



مقدمة

كان الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، في يوم الخميس الثاني من أغسطس 1990، كارثة بكل المقاييس وعلى مختلف الأصعدة، بما جره على الكويت والعراق والأمة من تداعيات وأحداث. حدث أثناء الغزو، وبعده، الكثير من الأحداث والملابسات. وانتهت الحرب، وعادت القوات المشتركة، التي شاركت في عملية عاصفة الصحراء إلى بلادها، وبدأت معها عملية مراجعة للنتائج، التي ترتبت على الغزو.

كانت الخسائر البشرية، في حرب الخليج، أقل مما حصل في حروب عدة سابقة، بل كان عدد الوفيات، الناجمة عن الحرب، أقل بكثير مما هو متوقع. فقد بلغ عدد الوفيات بين القوات الأمريكية 372 فقط، كان ما نسبته 40% فقط منها خلال عملية الهجوم، و52% بسبب الحوادث (أثناء التدريب، ومن حوادث المعدات والمحركات)، و8% منها من الأمراض، وذلك يقود إلى الحديث عن نقطة من أكثر النقاط جدلاً، بين الجهات المختلفة المشاركة، سواء من قبل القوات البريطانية أو القوات الأمريكية، وهو ما يتعلق بالآثار الصحية للحرب. فقد اشتكى عدد من المشاركين في الحرب وعوائلهم من بعض الأعراض الصحية. ولقد اصطلح على تسمية تلك الأعراض، فيما بعد، باسم "متلازمة حرب الخليج" GWS Gulf War Syndrome.





       

1. مرض حرب الخليج حقيقة أم وهم

ذكر 45.000 من الجنود الأمريكيين، الذين شاركوا في الحرب، أنهم يعانون من أمراض، يعزونها إلى مشاركتهم في حرب الخليج. وهذا العدد يساوي حوالي 6% من العدد الإجمالي للجنود الأمريكيين، المشتركين في حرب الخليج، حسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية. وفي صفوف القوات البريطانية كان عدد من ادعوا بوجود المرض أقل بكثير جداً من زملائهم الأمريكان. ويرى البعض أن 85% من الذين يدعون الإصابة يعانون من أمراض، لا علاقة لها بحرب الخليج. غير أن 15% فقط، ممن اشتكوا من هذه الأمراض، يعتقد أن لمرضهم علاقة بحرب الخليج، وهو أقل من 1% من إجمالي المشاركين في حرب الخليج.

وقد اختلفت وجهات النظر، بين مؤيد ومعارض، في وجود متلازمة حرب الخليج، وتكونت عدة مجامع شعبية وعلمية، بعضها يقول: إن المتلازمة غير موجودة على أرض الواقع، بل هي مجرد خيال في أذهان البعض، وأن هذه المتلازمة لا يمكن إثباتها علمياً.

ويرى البعض الآخر أن ما حدث في حرب الخليج ظاهرة معروفة، في حروب سابقة، مثل الحرب الأهلية الأمريكية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، وحرب فيتنام، وغيرها. (اُنظر جدول الأعراض التي عانى منها الجنود الذين شاركوا في حروب عدة) و(جدول نوعية الأمراض التي عرفت أعقاب الحروب المختلفة).

إن مجرد الاعتراف بوجود متلازمة حرب الخليج يؤدي إلى نتائج، ذات تأثير بالغ، لأسباب منها، أنه سيترتب على ذلك تعويضات مادية للجنود، الذين ثبتت إصابتهم بالمرض، بسبب وجودهم في ميدان معركة حرب الخليج. ولذا؛ فإن عددا من الباحثين يوصون بألا يعترف بوجودها دون دليل قوي، وألا يُبنى وجودها على وجود عدد من الأشخاص واهمين بإصابتهم بها، وقد يكون هدفهم من ادعائها الحصول على تعويضات مادية.

إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتجاهل الأمر تماماً، فأقامت مركزي علاج، لمتابعة الحالات، التي قد يعاني أصحابها ما يعرف باسم "متلازمة حرب الخليج". وقد صُمِّمت قاعدة معلومات؛ للتأكد من معرفة حقيقة الظاهرة، مُسجَّل عليها ما يقارب 150.000 جندي حتى تاريخ إعداد الوثيقة الموجودة على الموقع الآتي:

http:/www.biofact.com/gulf/index.htm

غير أن البعض يعتقد أن المتلازمة غير موجودة حقيقة، وأنها محض خيال، وأنها نتجت من عدة عوامل:

أ. الهالة الإعلامية، التي أحيطت بها الظاهرة، والإشاعات، التي تزعم أن الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية قد استُخدمت في الحرب.

ب. اعتماد المجتمع الأمريكي على قضية التعويضات.

كما يحتج، كذلك، من ينفي وجود متلازمة حرب الخليج بأن نسبة الذين يعانون ما يعرف بمتلازمة حرب الخليج، 1% ممن شاركوا في الحرب، وهذه نسبة قليلة جداً، ثم إنهم موزعون على كل قطاعات القوات المختلفة، والمواقع، التي وجدت فيها القوات، بنسب متساوية تقريباً. ولا يوجد أي فرقة أو أي جهة عانت من زيادة في الإصابة. ولو افترض أن هناك تسرباً لأسلحة كيمياوية، لما أدى ذلك إلى انتشار الآثار، بشكل يؤثر على الأفراد في مواقع مختلفة.

بل ذهب بعض الباحثين إلى أن الآثار، التي عانى منها الجنود المشاركون في حرب الخليج، لا تختلف عن الأعراض نفسها، التي كانت عند الذين لم يشاركوا في الحرب. ويمثل هذا إثباتاً إحصائياً مقبولاً من الناحية العلمية.


جدول
الأعراض التي عانى منها الجنود الذين شاركوا في حروب عدة



حرب الخليج
حروب أخرى
حرب فيتنام
الحرب العالمية الثانية
الحرب العالمية الأولى
الحرب الأهلية الأمريكية
 
أمراض غير معروفة السبب
مرض ضغط ما بعد الإصابة
التعرض للعامل البرتقالي
التفاعل تجاه إجهاد الهجوم
متلازمة الجهد
متلازمة داكوستا
العَرَض
+
+
+
+
+
+
الإجهاد والإنهاك
+
+
+
+
+
+
ضيق التنفس

 
+
+
+
+
+
اضطراب نبضات القلب وتسارعها
    
+
+
آلام في الصدر
+
+
+
+
+
+
صداع
+
+
    آلام في العضلات والمفاصل

 
+
+
+
 
+
إسهال

 
  
+
+
+
زيادة في التعرق

 
+
+
+
+
+
دوخة

 
   
+
+
إغماء
+
+
+
+
+
+
اضطراب النوم
+
+
+
+
+
 النسيان
+
+
+
+
+
 صعوبة التركيز





       

2. أعراض مرض حرب الخليج

أُجريت دراسات عدة على جهتي المحيط الأطلسي كلتيهما، لتحديد ماهية متلازمة حرب الخليج، والأعراض، التي يشتكي منها المشاركون. وتشير المصادر إلى أن الأعراض، التي تظهر على الجنود، الذين يعانون من متلازمة حرب الخليج، هي:

·   الإجهاد المزمن.

·   مشكلات في الجلد، مثل: الحكة، وفقدان الشعر.

·       الصداع.

·   آلام في العضلات.

·   أعراض في الجهاز العصبي، مثل: تَخدُّر اليد.

·   أعراض نفسية عصبية، مثل: فقدان الذاكرة.

·   أعراض، تتعلق بالجهاز التنفسي.

·   اضطرابات النوم.

·   أعراض في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال المتكرر أو الإمساك المتكرر.

·   أعراض، تتعلق بالجهاز الدوري.

·   اختلال في الدورة الشهرية.

ومن المسببات المحتملة لمثل تلك الأعراض

·   التعرض لمستويات منخفضة من الأسلحة الكيمياوية.

·   استخدام مادة Pyridostigmine Poramide للحماية من غاز الأعصاب

·   التعرض للغبار والعوالق، التي يحملها الهواء، أو الدخان المتصاعد من حريق اشتعال آبار النفط.

ومن نماذج المصابين

أ. كيمو هوللينجسورث Kimo S. Hollingsworth، من مدينة شيفردستاون Shepherdastown، غرب ولاية فيرجينيا Virginia، كان ملازماً في مشاة البحرية، في سبتمبر 1991، وخدم قائد فصيلة، أثناء تحرير الكويت. قال هوللينجسورث أمام لجنة البيت الأبيض، عام 1996: "قبل ذهابي إلى الحرب، كنت بحالة صحية رائعة". وقد أُعفي من الخدمة، في مايو 1992، وكانت شكواه الصحية حينئذ قوله: "أعاني من رشح، وسعال مصحوب ببلغم أسود".

بعد أسابيع أخذت صحته تسوء، وأخذ يعاني من أعراض مثل: صداع شديد متواصل، وآلام حادة في العضلات والمفاصل، وألم حاد في منتصف الصدر، وزيادة في السعال المصحوب ببلغم أسود مشوب بالاخضرار، أصبح على شكل كرات جافة، وزيادة شديدة في مرات التبول، كما كانت تنتابه فترات من عدم الرؤية الواضحة، وفقدان الذاكرة، وحمى بسيطة.

ويقول هوللينجسورث: "على الرغم من هذه الأعراض، فإن مستشفى VA [1] في واشنطن، قد أجرى لي فحصاً كاملاً وأعطاني علاجاً، وقال عقب ذلك: إنني أتمتع بصحة جيدة. وقد أخبرني طبيب الـ VA أن كرات البلغم الجافة السوداء المشوبة بالاخضرار، والمصحوبة بألم في منتصف الصدر، أمر عادي عند بعض الناس. وحُوِّلت إلى اختصاصي اجتماعي، أخذ يناقشني في تداعيات الاضطراب النفسي. كما أمدني الـ VA ببعض الأدوية الأخرى المهدِّئة للأعصاب، من تلك الأدوية، التي أعطاها للآخرين من قدامى الجنود، الذين شاركوا في حرب الخليج".

اتجه هوللينجسورث بعد ذلك إلى طبيب خاص، عالجه بكميات هائلة من المضادات الحيوية، وتمكَّن، في النهاية، من استعادة 80 إلى 90% من صحته.

ب. جيري هويت Jerry Wheat، الذي أصيبت عربته المصفحة من دبابة أمريكية يقول عن بداية مرضه، في أكتوبر 1991: "بدأت أشعر بآلام في البطن، كانت أحياناً تجعلني أسقط على الأرض، واستمر هذا الحال أسابيع عدة، على الرغم من أنني كنت أترَّدد على طبيب في مستشفى القوات الجوية، في ألبوكيركي. تركت الخدمة العسكرية بعد إصابتي بالمرض، بفترة قصيرة. حاولت الانتحار، لأنه لا توجد أي استجابة، ولا أي علاج. بعد ذلك زرت الـ VA في ألبوكيركو، وقالوا لي إن المرض ليس عضوياً، وإنما هو لأسباب نفسية".

"بعد ذلك أخبرني والدي، وهو فني تقنيات صناعية، في معمل لوس ألاموس القومي Los Alamos National Laboratory، وهو المعمل، الذي يجري فيه تطوير القنبلة الذرية، أن الآلام، التي أتعرض لها في بطني وجلدي، سببها إشعاع. كانت تلك مفاجأة مذهلة بالنسبة إليّ، لأن الجيش لم يفكر في أن يخبرني بهذه الحقيقة. في عام 1993، فقدت ستين رطلاً من وزني، وإلى الآن لم تقدم لي الـ VA تفسيراً لهذا".

لقد أصبحت النتائج الصحية لحرب الخليج موضوع دراسات مستفيضة ومؤتمرات عدة، وكان على رأس اهتمامات بعض من تلك المؤتمرات ما يأتي:

ـ الأسباب أو العوامل المؤدية لمتلازمة حرب الخليج.

ـ كيفية تقويم من يعانون من المتلازمة، وتشخيص الحالات.

ـ طرق علاج هؤلاء المرضى.

ـ كيفية وقاية الجنود مستقبلاً.

[1] شؤون قدامى المحاربين Veterans Affairs

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:24 pm

3. أنواع متلازمة مرض حرب الخليج

من الذين يعتقدون أن الظاهرة موجودة من يقسمها إلى أقسام مختلفة. منهم روبرت هيلي Dr. Robert Haley، الذي اعتمد فريقه البحثي على تحليل إحصائي خرج منه بأن هناك ثلاث متلازمات:

أ. المتلازمة الأولى، يميزها صعوبات في التفكير، والذاكرة، والنوم.

ب. المتلازمة الثانية، ويميزها صعوبات أكثر في التفكير، إضافة إلى الارتباك والخلط confusion وعدم التوازن.

ج. المتلازمة الثالثة، ويميزها آلام في المفاصل والعضلات و tingling وخدر في الأقدام والأيدي.

ويضيف هؤلاء أن بحثهم قادهم إلى أن العوامل الأهم هي:

·   مستويات ضئيلة من غاز الأعصاب.

·   أدوية الحماية من غاز الأعصاب.

·   الكيماويات المستخدمة لطرد الحشرات.

وأن هذه العوامل تشترك معاً في إحداث الظاهرة، وأن أياً من هذه العوامل قد لا يكون مسؤولاً عن المتلازمة وحده، أما وجود اثنين منها على الأقل فقد يكون مسؤولاً عن إحداث المتلازمة، بخاصة عند من دخلوا في معركة خلال يومي 19 و20 يناير 1991، حيث يظن أن الأسلحة الكيماوية اسْتُخْدِمت. ولعل أهمية هذه الدراسة تكمن في استفادتها من تخصصات متعددة في مجالات الطب المختلفة، للوصول إلى النتائج وتحليلها.

لقد تجاوز عدد المشاركين في الحرب من القوات الأمريكية 540000 مقاتل ومن قوات المملكة المتحدة 45000 مقاتل، و185000 مقاتل من المملكة العربية السعودية والدول العربية والإسلامية والصديقة الأخرى. وربما كان من المفيد النظر إلى هذه المشكلة من خلال المحاور المذكورة.

أ. في الولايات المتحدة الأمريكية

طلب المفتشون العموميون General Inspectors GI's العون من الأطباء العسكريين، ومستشفيات إدارة شؤون قدامى الجنود (VA Veterans Affairs) إزاء الشكاوى، التي تلقتها الحكومة الأمريكية، من جانب الأفراد، الذين ظهرت عليهم الأعراض المذكورة،. وكان الرد المبدئي، من جانب المؤسسة الطبية العسكرية، هو عدم الالتفات إلى هذا الأمر، وأن هذا المرض لا علاقة له إطلاقاً بالخدمة في الخليج. وساد الظن في القيادة العسكرية أن أولئك، الذين تقدموا بالشكوى، من الاحتياط والحرس الوطني، هم من الرجال والنساء المتمارضين الناقمين، ممن لم يتمكنوا من التعامل مع حدة الاشتباكات بدرجة الاستعداد، التي تعامل بها غيرهم، ممن خدموا خدمة كاملة في الجيش من مشاة البحرية، والأسطول، والقوات الجوية.

مع أوائل عام 1993، ارتفع عدد الذين ظهرت عليهم الأعراض من قدامى الجنود، عقب حرب الخليج، إلى أربعة آلاف، وظل هذا العدد يواصل ارتفاعه، وقال الأطباء من مؤسسات الـ VA للمفتشين العموميين: إن هؤلاء يعانون من "ضغط نفسي"، وهي عبارة، أدرك مغزاها أغلب رجال البنتاجون. أمّا الجنود، فقد عدّوها أنها تعني "الجُبن". وقد أعطى الأطباء العسكريون بعض المتقاعدين كمية من عقار بروزاك Prozac، وهو دواء يُصرف لكل الأغراض، وأوصوا بعودتهم بعد ثلاثة أشهر.

ولم يلفت الأمر اهتمام كثير من المراسلين، وأعضاء الكونجرس. وفي عام 1995، كان البنتاجون لا يزال مصراً على ألاّ يلقي بالاً إلى شكاوى هؤلاء المتضررين، من متقاعدي حرب الخليج. ومرة أخرى، رُفع الأمر إلى بعض أعضاء الكونجرس، الذين استجابوا للطلبات المتكررة، من جانب مجموعات المتضررين، والتي تنادي بتحديد من هو المريض، وكيف أصابه المرض.

في النهاية، تدخلت السيدة هيلاري كلينتون، قرينة الرئيس الأمريكي، وتصدت لجنة مستشاري الرئيس، لكشف غموض مرض حرب الخليج. وجاء التقرير النهائي لهذه اللجنة موافقاً لرأي البنتاجون، أن هؤلاء المرضى كانوا يعانون من ضغط نفسي، مما أثار غضب قدامى الجنود واستياءهم.

لم يكن الرئيس بيل كلينتون، وهو الذي تعرَّض، من قبل، للانتقاد الحاد، من جانب كثير من كبار الضباط في الجيش، باعتبار أنه سبق له التهرب من الخدمة في حرب فيتنام، وبسبب تحمسه لدخول الشواذ إلى الخدمة العسكرية، على وفاق مع البنتاجون، الذي لم يكن يريد أن يتوصل إلى تقبُّل التكلفة الحقيقية لحرب الخليج.

في تقرير أذاعته وكالة رويتر، بواشنطن، في 27 أكتوبر 1998، قال: "أكَّدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنه ليس هناك ما يدل، على أن استخدام القوات الأمريكية ذخيرة يورانيوم مستنفد في حرب الخليج عام 1991، هو السبب في مشاكل صحية، تعرَّض لها جنود أمريكيون، وعُرفت باسم "مرض أعراض حرب الخليج". وأوضح البنتاجون أن التحقيق في حوادث، تضمَّنت هجمات خطأ على القوات الأمريكية، بقذائف مضادة للدبابات، لا يكشف أي صلة بينها وبين المرض، الذي أصاب آلافاً من الجنود المشاركين في حرب الخليج.

واستخدمت دانات من اليورانيوم المستنفد DU Depleted Uranium[1] في قذائف خارقة للدروع، وأعرب عدد من قدامى المقاتلين عن مخاوفهم من أن يكونوا أُصيبوا بأضرار في الكلى، أو أضرار صحية أخرى من "نيران صديقة" خلال الحرب. وجاء في بيان البنتاجون أن الأدلة المتاحة لا تؤيد مزاعم، أفادت أن اليورانيوم المستنفد هو السبب في مرض حرب الخليج الغامض، الذي عانى منه بعض المقاتلين.

وقال برنار روسكر، الذي رأس لجنة تابعة لوزارة الدفاع، تحقق في هذه القضية، للصحفيين: إن التحقيق في قضية اليورانيوم المستنفد سيستمر، لكنه أوضح أن إدارة شؤون قدامى المقاتلين لم ترصد مشاكل في الكلى، أو مشاكل صحية أخرى، ناجمة عن استخدام اليورانيوم المستنفد، بعد فحص 33 مقاتلاً، أُصيبوا بنيران صديقة.

في جلسات الاستماع، التي تمت في فبراير 1998، أمام اللجنة الفرعية للبيت الأبيض، اعترفت المؤسسات الصحية الحكومية، أخيراً، أن التشخيص المبدئي بأن المرض ناتج عن ضغط نفسي، كان خاطئاً، وأن عاملاً ما، أو سلسلة من العوامل، لا أحد يعرف على وجه الدقة ما هي، كانت السبب في حدوث مرض حرب الخليج. كان الضغط النفسي أحد العوامل، ولكنه لم يكن العامل الوحيد الرئيسي، وقِيل للجنة الفرعية إن المؤسسة العسكرية ستبدأ دراسة سُبُل العلاج الدقيقة، للقضاء على الأعراض المختلفة لمرض حرب الخليج. وإلى الآن، ربيع 1998، لا زال البحث الفيدرالي يركز على عمل دراسات موسَّعة؛ لاكتشاف الأسباب المختلفة لهذا المرض، بدلاً من العلاج الممكن لها.

يقول بعض المحللين الأمريكيين

"والحقيقة، التي قد لا يعرفها البعض، أن حرب الخليج قد كلَّفت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر بكثير مما يعترف به البنتاجون، وقادته السابقون. فإن ما يزيد على مائة ألف، من متقاعدي حرب الخليج، قد تم تسجيلهم لإجراء الفحوص الطبية عليهم، في مستشفيات البنتاجون ومستشفيات الـ VA، حيث ظهرت الأعراض على 90% منهم. هؤلاء الرجال والنساء قد تعرَّضوا لإصابات من نيران الحلفاء. وأصبحت المشكلة، التي تواجه المؤسسة العسكرية: هل يمكن حماية جنودنا ورجال البحرية، في الحروب المستقبلية، مما لم نستطع أن نحميهم منه في حرب الخليج؟"

لقد نجا الجنود الأمريكيون من نيران العراقيين، وقذائف مدفعيتهم، في حرب الخليج، ولكن لم يتمكنوا من النجاة من الغازات السامة، والفيروسات الغامضة، والمرض غير المعلوم.

وعلى الرغم من كل تصريحاتهم الشجاعة، عن الحرب في المستقبل، فإن الرجال، الذين يديرون المؤسسة العسكرية الأمريكية، ليسوا على استعداد، بل لعلهم غير قادرين، على استيعاب الدروس الحقيقية من حرب الخليج.

إن القائد الأمريكي كولين باول Colin Powell، على سبيل المثال، يقول: "لقد فعلنا كل ما بوسعنا لحماية قواتنا. لقد سمعنا الكثيرين، قبل الحرب، يقولون: نتوقع أن يسقط عشرون ألف قتيل في هذه الحرب. ولكن لم يسقط سوى أقل من خمسمائة قتيل، إنه لإنجاز رائع".

ولدى سؤاله عن الجنود السابقين، الذين يعانون من أعراض ما بعد الحرب، قال باول: "إننا لا زلنا غير متأكدين، إذا كان هذا من أعراض حرب الخليج أم لا".

وقد صرَّح باول بأنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية العناية بالجنود المتقاعدين المرضى، بغض النظر عن سبب مرضهم. ولكنه أضاف أن مسؤولياته قد انتهت، مع تقاعده في نهاية 1993. وقال: "إذا كان لا يزال هناك بعض الجنود السابقين، الذين يقولون إنني لا بد أن أفعل شيئاً أكثر من هذا، فإن جوابي على ذلك، أنا لست في الحكومة".

كثيرون من أعضاء الكونجرس، وجماعات المتقاعدين، مقتنعون بأن الذين يعانون من أعراض حرب الخليج، قد تعرَّضوا لتعتيم ضخم، وتجاهل متعمد، من جانب القادة العسكريين والسياسيين للحرب. البنتاجون، من ناحية أخرى، يرى أن خصومه في الكونجرس يستغلون هذا الأمر، وجماعات المتقاعدين، والصحافة، لتحقيق مآرب ومكاسب سياسية.

ورغم وجود شكوك بأن مستودع الذخائر العراقي، الذي تم تدميره، في خميسية، كان يحتوي قذائف غاز الأعصاب؛ فلم يكن أيّ من القائدين: باول وشوراتزكوف يعلم شيئاً عن حقيقة أن العراق قد قام بتخزين أسلحة غاز الأعصاب في "خميسية". كما لا يوجد أي دليل، يثبت أن أي ضابط كبير، يعلم بوجود غازات أعصاب في "خميسية" قبل، أو بعد تدميرها مباشرة؛ كما لا يوجد أي دليل، يقرر أن الجنود، الذين شاركوا في العمليات، قد تعرَّضوا للإصابة بغاز الأعصاب.

في مذكراتهما، وصف كل من باول وشوراتزكوف اهتمامه بالقدرات الكيماوية والبيولوجية العراقية، ولكنهما لم يعطيا إشارة واحدة عن عُمق الاهتمام الأمريكي بهذا الأمر. إضافة إلى الخوف الأمريكي، كان هناك يقين ثابت بأنه ليس لدى الولايات المتحدة وسيلة دفاعية فعَّالة للتصدي لهجوم كيماوي أو بيولوجي. وقد ظلَّت مخاوف المؤسسة العسكرية من وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي، من جانب العراق، قائمة. ولم تتبدَّد تلك المخاوف إلاّ بعد مضي وقت طويل، دون أن يحدث مثل ذلك الهجوم.

والحقيقة أن معظم الشكاوى جاءت من جنود الاحتياط، وأفراد الحرس الوطني، الذين يقولون إنهم وجدوا أنفسهم في حالة من المرض، لا تسمح لهم بالعودة إلى وظائفهم المدنية، ولا إلى حياتهم المدنية. ولكن التفاصيل الخاصة للمرضى والمعاناة تلاشت في خضم الإنكار البيروقراطي، أثناء احتفال واشنطن، وأمريكا، بانتصارها الهائل في حرب الخليج.

وكان البنتاجون الأمريكي، في بداية الأمر، يهاجم هؤلاء المتقدمين بالشكوى، ويزعم أنهم يحاولون أن يستفيدوا، أو أن يحصلوا على مزيد من المزايا والأرباح. وكان المصابون بأعراض حرب الخليج يواصلون الشكوى، من دون جدوى، إلى أن طفا الأمر على السطح، عندما نشر السناتور الديموقراطي دونالد رييجل Donald W. Reigle، في سبتمبر 1993، وهو عضو بارز في الكونجرس منذ عام 1966، تقريراً يؤكد فيه، ما لم يجرؤ أحد، من أعضاء البيت الأبيض أو الكونجرس، على قوله من قبل، وهو أن أعراض حرب الخليج قد تكون مرتبطة بتدمير مواقع حربية عراقية، تحتوي على عناصر كيماوية وبيولوجية، وأن النصر الهائل، الذي أحرزته أمريكا في حرب الخليج، لم يكن بلا ثمن، كما قيل من قبل.

ولم يكن من السهل التغاضي عن تقرير دونالد رييجل، فهو رئيس إحدى اللجان البارزة في الكونجرس، وله حق الإشراف القضائي على سياسة إطلاق التصدير من جانب وزارة التجارة، وقد استخدم هذا الحق القضائي، في أواخر عام 1992، لتنظيم جلسات استماع مكثفة حول سياسة إدارة الرئيس بوش نحو العراق، ونحو إمداد الرئيس صدام حسين بالأسلحة الأمريكية. وأسفرت هذه الجلسات عن كشف تعامل حكومي واسع النطاق مع العراق، في الفترة بين 1985 و1990، شمل ما لا يقل عن 771 صفقة معدات عسكرية للعراق، منها أجهزة توجيه صواريخ، وحاسبات آلية عالية التقنية لرصد الأهداف، ومواد كيماوية، إذا تم مزجها معاً تنتج غاز الأعصاب، ومواد بيولوجية أخرى. وفي التقرير، الذي قدمه رييجل عام 1993، قال فيه إن هذه المواد أسهمت بشكل بارز في إصابة آلاف الأمريكيين بأمراض حرب الخليج.

كان تقرير رييجل يتضمن أربعاً وثلاثين صفحة، وكانت العبارات الختامية في التقرير تقول: "إن آلافاً من العاملين في الخدمة العسكرية في أمريكا، من الرجال والنساء، يعانون فقدان ذاكرة، وآلاماً في العضلات والمفاصل، ومشاكل حساسية، وقلبية، وإعياء، ورشحاً، وتقرحات، نتيجة لفترات خدمتهم في حرب الخليج، ولم يستطع الأطباء تشخيص سبب هذه الاضطرابات أو علاجها. وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع قرَّرت أنه ليس ثمة دليل يؤكد وجود تأثيرات كيماوية أثناء حرب الخليج، فإن الفحوصات تشير إلى أن هناك أدلة تؤكد تعرُّض هؤلاء لتأثيرات كيماوية نوعاً ما، وربما كانت هناك تأثيرات بيولوجية".

ب. في بريطانيا

بالنسبة لإنجلترا، تُوفي نحو ثلاثين جندياً بريطانياً، على الأقل، ممن شاركوا في حرب الخليج، وكان سبب الوفاة هو الإصابة بالسرطان، وطلبت جماعات قدامى الجنود، في إنجلترا، إجراء دراسات لتحديد هل الإشعاعات الناتجة عن قذائف الـ DU هي التي تسببت في المرض؟.

في مارس من عام 1998، نشر روبرت فيسك Robert Fisk، الصحفي في الإندبندنت Independent اللندنية، تقريراً عما أُطلق عليه اسم "الوباء الكيماوي"، الذي أُصيب به آلاف المدنيين العراقيين، الذين كانوا يعيشون بالقرب من منطقة الحرب. وكتب فيسك، بعد جولة قام بها في المستشفيات الإنجليزية، قائلاً: "أثبتت الفحوصات وجود مشاكل في الكلى، وصعوبات في التنفس، وأمراضاً سرطانية بين الجنود المتقاعدين من قوات التحالف، تبدو مطابقة للأمراض، التي أُصيب بها العراقيون السابق ذكرهم. وفي أغلب الحالات، لم يتم التشخيص الصحيح للمصابين العراقيين، إلاّ بعد سنوات، أي: بعد ظهور أعراض حرب الخليج، والتعرف عليها في لندن وواشنطن، وذلك بعد عودة قوات الحلفاء إلى أوطانها، بوقت طويل". وقال فيسك إنه علم أن كثيراً من الجنود العراقيين قد ماتوا، وأن الأطباء أرجعوا ذلك إلى قذائف الـ DU. ولم يقل نظام صدام حسين كلمة واحدة عن تفشي السرطان بين تجمعات الشيعة. ومن ثم "فإن ثمة شيئاً مشتركاً بين كل من الرئيس كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير Tony Blair، وصدام حسين، وهذا الشيء هو الفشل في توضيح المصيبة، التي وقعت على رؤوس آلاف من مواطنيهم، بعد اشتباكات عام 1991".

بعد مرور عشرة أيام على مقالة فيسك، قام جون دونيللي John Donnelly، مراسل الميديست Mideast لجريدة ميركوري نيوز Mercury News، بزيارة ثلاثة مستشفيات عراقية، وسجل حدوث ارتفاع هائل في عدد حالات السرطان، في مدينة البصرة، وهي المدينة، التي يعيش فيها نحو 1.5 مليون مواطن في جنوب العراق. وسجل ارتفاع حالات اللوكيميا بين الأطفال، ومن بينهم الأطفال، الذين ولدوا بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب، مما يعني، حسب تعبير دونيللي، "وجود تأثيرات طويلة المدى في البيئة، قد تمتد إلى أبعد من ذلك". وسجَّلت دراسة عراقية ارتفاع نسبة المصابين بالسرطان، في مدينة البصرة، توازي أربعة أضعاف نسبة غيرهم في المناطق الأخرى.

وأبدى دونيللي مخاوفه من انتشار التأثيرات والاضطراب في المنطقة المحيطة بالبصرة، حيث تمكَّنت القوات العراقية من إخماد تمرد، نشب عقب حرب الخليج، وسجَّل دونيللي تصريح إحدى الأمهات العراقيات بقولها: "لم يكن لدينا، قط، مثل تلك الأنواع من الأمراض، قبل الحرب، وأضاف دونيللي: "إن منطقة الحرب العراقية يوجد فيها تلوثات نووية، تنبعث من الدبابات العراقية، التي تم تدميرها".

ج. في المملكة العربية السعودية والدول الحليفة الأخرى

يقول الأمير خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في كتابه "مقاتل من الصحراء":

"ومبْلَغ علمي أن القوات العراقية لم يكن لديها مخزون من الأسلحة الكيماوية في أرض المعركة. ولم تكتشِف وحدة التطهير التشيكوسلوفاكية أي آثار لغاز الأعصاب، أو غاز الخردل. ولكن، بعد انتهاء الحرب بعدة شهور، اشتكى كثير من الجنود الأمريكيين، الذين شهدوا الحرب، من صداع، وطفح جلدي، وكحة، وإسهال، وغير ذلك من الأمراض، التي يُعتقد أن مردّها إلى حرب الخليج. حتى إن هذه الأعراض المَرَضية يُطلَق عليها، أحياناً، "أعراض حرب الخليج".

ليس ثمة دليل قاطع، حتى الآن، على أن تلك الأعراض سببُها حرب الخليج، إلاَّ أن إدارة الرئيس كلينتون Clinton أعلنت في يونيه 1994 مساندتها لتشريع، يقضي بتعويض العسكريين الأمريكيين، الذين يعانون تلك الأعراض. أمّا في بريطانيا، فقد نفى السير بيتر بيل Sir Peter Beale، كبير الأطباء في الجيش البريطاني، وجود مثل تلك الظاهرة، وكتب في خطاب، أرسله إلى المجلة الطبية البريطانية، يقول: "لم يتوافر لدينا أي دليل يشير إلى أن هناك ظواهر مَرَضية، تقتصر على أولئك، الذين خدموا في حرب الخليج". وعلى الرغم من ذلك، تردد في نوفمبر 1994، أن أكثر من 400 من العسكريين البريطانيين كانوا يخطِّطون لمقاضاة وزارة الدفاع البريطانية، بدعوى اعتلال صحتهم، بسبب حرب الخليج.

ومن الأرجح أن تكون تلك الأعراض ناجمة عن الأقراص والحُقَن، التي أُجبرت القوات الأمريكية والبريطانية على تعاطيها، خشية أي هجوم بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية. بينما لم تتعاطَ القوات، التي كانت تحت قيادتي أي عقاقير أو أمصال من ذلك النوع، ولم تظهر عليها أعراض من تلك، التي يُدّعى أنها ظهرت على الآخرين، على الرغم من أنها دخلت الكويت، وكان يمكن أن يعرِّضها ذلك للغازات الكيماوية، أو المواد البيولوجية العراقية، إن وُجِدَت. وكنت قد طَلَبتُ من حلفائنا الأمريكيين، قبل بداية الحرب، أن يزوِّدونا بالأمصال اللازمة لقواتنا، ولحسن الحظ، لم تكن لديهم جرعات كافية منها".

وفي تقرير للبنتاجون، أُعْلِن أن وحدات فرنسية وتشيكية أشارت إلى سبع حالات رصد لعناصر مثيرة للأعصاب، أو منفطة مثيرة للبثور، بين 19 و24 يناير 1990، قرب حفر الباطن، ومدينة الملك خالد العسكرية في المملكة العربية السعودية. وأشار التقرير إلى أن حالات الرصد هذه إشارات إلى تكثيف للعناصر الكيماوية، ولكن بمستويات لا تُعرِّض القوات في هذا القطاع للخطر. وأوضح أن حكومة براغ اعترفت بحالتين فقط من بين أربع حالات رصد، سجلتها القوات التشيكية، مذكراً بأن وكالة الاستخبارات المركزية CIA، أكدت مصداقية هذه الحالات، منذ 1996، وأكدَّ البنتاجون أنه ليس في مقدور الولايات المتحدة الأمريكية التحقُّق، بشكل مستقل، من حالات الرصد التشيكية، لكنها واثقة من قدرة التشيكيين على كشف وجود عناصر كيماوية. غير أن التقرير وصف الأنباء، التي أشارت إلى خمس حالات رصد أخرى، سجلتها القوات الفرنسية، وواحدة سجلتها القوات الفرنسية والتشيكية معاً، بأنها غير أكيدة، بسبب نقص المعلومات، التي بحوزة وزارة الدفاع الأمريكية.

ولكن هذه الحالات تظهر، فقط، في تقارير أمريكية عن حرب الخليج، أوردها، بشكل خاص ، جنود أمريكيون، ممن يدعون الإصابة، كانوا على اتصال مع القوات الفرنسية. وقال التقرير إن الحكومة الفرنسية لم تقدم معلومات حول حالات الرصد الأربع، التي نسبت إلى قواتها.

وفي الختام ربما تثور في الذهن عدة من التساؤلات نتيجة التأمل في تضارب الآراء وتطور وجهات النظر حول حقيقة مرض حرب الخليج:

أ. لماذا جاءت معظم الادعاءات والشكاوى من ضباط الاحتياط والحرس الوطني في القوات الأمريكية، ولم تظهر بين الجنود والضباط النظاميين؟

ب. شارك من القوات السعودية بقطاعاتها المختلفة ما يزيد على 95000 مقاتل، ومن القوات المصرية ما يربو على 33000 مقاتل، ومن الجيش السوري أكثر من 14000 مقاتل، والجيش الفرنسي أكثر من 14000 مقاتل، ومن أستراليا ودول آسيوية وأوروبية وأمريكية كثيرة، فلماذا لم تسجل بينهم أي حالة إصابة بما يطلق عليه مرض حرب الخليج على رغم أنهم كانوا في نفس ميدان العمليات، ودخلوا الكويت فور تحريرها، وشاركوا في جميع المعارك، وفي مختلف القطاعات والجهات؟

وفيما يتعلق بارتفاع نسبة الإصابة ببعض الأمراض في القرى العراقية بعد الحرب، فإن التساؤل يقوم على أن أرض الخفجي، في المملكة العربية السعودية، وأرض الكويت بأكملها إلى جانب أراضي جنوب العراق، كانت ميداناً للمعارك؛ ولم يلحظ ارتفاع ملفت في الإصابة بأمراض معينة بين سكان الخفجي، ولا بين الكويتيين المقيمين في الكويت أثناء المعارك!.

[1] يورانيوم انخفض محتواه من النظير المشع U-335 جداً؛ نتيجة لاستخدامه وقوداً للمفاعلات النووية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها   الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Emptyالأحد 17 أبريل 2016, 8:59 pm

الجمرة الخبيثة


الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14468   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14469   أولاً: تعريف الجمرة الخبيثة وتاريخ اكتشاف المرض
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14470   ثانياً: بكتيريا الجمرة الخبيثة، وأماكنها وطرق الإصابة بها
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14471   ثالثاً: الأنواع المختلفة وخطورة الإصابة والعلاج والوقاية
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14472   رابعاً: لقاح الجمرة الخبيثة واستخدامها كسلاح بيولوجي
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14467   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها BOlevel14466   المصادر والمراجع


مقدمة

أفرزت الحضارة الحديثة مصطلح "أسلحة الدمار الشامل"، للأسلحة الذرية والكيماوية والبيولوجية التي تهدف إلى التدمير الشامل في الحرب. ويعتمد استعمال الأسلحة البيولوجية على تعريض الإنسان لأحياء دقيقة قاتلة تنثر في الهواء، أو توضع في الماء أو الأطعمة. ومن أهم الأحياء الدقيقة التي يمكن استعمالها في هذا المجال بكتيريا الجمرة الخبيثة Bacillus anthracis، وكذلك البكتيريا المسببة للطاعون Yersina pestis، والبكتيريا المسببة لمرض التلوريميا Francisella tularensis، وكذلك السم الذي تنتجه البكتيريا المسببة لمرض البتيولزم Clostridium Botulinua، ومن ضمن الفيروسات التي يمكن أن تستعمل هذا الغرض فيروس الجدري Small pox virus.

ولا شك أن بكتيريا الجمرة الخبيثة هي أكثر أنواع هذه البكتيريا قابلية للاستعمال سلاحاً بيولوجياً. ولم يكن هذا المرض ليلفت النظر لولا إمكانية استعماله في هذا المجال؛ لأنه مرض يصيب الحيوانات أساساً مثل؛ الماشية، والحيوانات آكلة العشب الأخرى Herbivorous animals، ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان من هذه الحيوانات.

 


       

أولاً: تعريف الجمرة الخبيثة وتاريخ اكتشاف المرض

1. تعريف الجمرة الخبيثة

هو مرض تسببه بكتيريا عصوية الشكل ذات أبواغ Spores شديدة المقاومة للعوامل الطبيعية، مثل الحرارة والجفاف، ولذا يمكن لهذه الأبواغ أن تعيش لعشرات السنين في التربة. وينتقل المرض بين الحيوانات، ثم منها إلى الإنسان من طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوانات، أو الاحتكاك غير المباشر مع منتجات الحيوانات، مثل الصوف والوبر والعظام واللحوم. ويعدّ المرض من الأمراض المهنية، أي تلك التي تصيب أصاحب مهن معينة، حسب اللائحة الفرنسية الرقم 14، إذ يصيب العاملين في الحقول أو المواني، حيث يتم نقل طرود الصوف، والعظام، والجلود، أو في محالج الأصواف لعمل الملابس.

2. تاريخ اكتشاف المرض

مرض الجمرة الخبيثة من الأمراض التي حدثت في العصور الوسطى السابقة. وقد أوضحت بعض الدراسات أن المرض من الأوبئة التي عمّت مصر في عهد موسى u. وقد بدأ اكتشاف المرض مع اكتشاف بقية الأمراض المعدية التي يرجع الفضل فيها ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ إلى اكتشاف تاجر الأقمشة الهولندي أنتوني ليفنهوك Antony Leovwenhock للأحياء الدقيقة، عندما كان يستعمل مجهره البدائي لفحص فتلات الأقمشة؛ حيث رأى في قطرات مياه، من عدة مصادر، كائنات حية صغيرة تتحرك في كل الاتجاهات، وكان ذلك في عام 1674. تلت ذلك تطورات متواصلة حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلاد بين 1850 و1860 حيث تمكن العالم الكيميائي الفرنسي لويس باستير، الذي دخل إلى عالم الأحياء الدقيقة من طريق دراسة الاختمار Fermentation، من اكتشاف دور الأحياء الدقيقة بوصفها سبباً للأمراض المعدية، مثل مرض الجمرة الخبيثة، الذي تسببه بكتيريا الجمرة الخبيثة، التي تم عزلها من البيئة عام 1863. بعد ذلك استطاع الطبيب الألماني كوخ Kock عام 1870 ـ 1876 من استنبات بكتيريا الجمرة الخبيثة على مستنبت صناعي، واستعمل هذه البكتيريا لتأكيد دور الأحياء الدقيقة كمسبب للأمراض المعدية، وتأكيداً لافتراضات كوخ (Kock' Postulates)، أمكنه عزل هذه البكتيريا من دماء الحيوانات المصابة بالجمرة الخبيثة، ومن ثم حقنها في حيوانات أخرى سليمة أدى إلى مرضها، ثم عزلها من هذه الحيوانات، وكرر التجربة على القرود والأبقار، وهكذا برهن كوخ، بما لا يدع مجالاً للشك، أن بكتيريا الجمرة الخبيثة هي المسبب لمرض الجمرة الخبيثة. وتمكن العلماء، بعد ذلك، من إثبات النظرية على أنواع البكتيريا الأخرى المسببة لأمراض الدفتيريا، وحمى التايفويد، والكوليرا. وكان كوخ أو من اكتشف البكتيريا المسببة لمرض السل (الدرن). وتمكن بعد ذلك لويس باستير من تطوير أول لقاح من باكتيريا موهنة ضد مرض الجمرة الخبيثة في العالم، عام 1886.

لذا، نرى الدور البارز لمرض الجمرة الخبيثة في تاريخ الأمراض المعدية، إذ كان من أوائل الأمراض التي تسببت في وباء في العصور القديمة. ثم كانت البكتيريا المسببة لهذا المرض أول بكتيريا يبرهن بها على تسبب البكتيريا والأحياء الدقيقة للأمراض المعدية، وكانت كذلك أول بكتيريا  تستعمل لقاحاً. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين الميلادي كانت أول بكتيريا تظهر بوضوح قابليتها للاستعمال سلاحاً بيولوجياً فتاكاً.




       

ثانياً: بكتيريا الجمرة الخبيثة، وأماكنها وطرق الإصابة بها

1. بكتيريا الجمرة الخبيثة Bacllus anthracis

هي بكتيريا عصوية الشكل، موجبة لصبغة غرام، وذات محفظة Capsualatel وتنتج أبواغ أو إسبورات Spores صغيرة، حجمها بين 1 ـ 2 ميكرون، ولهذه الأنواع مقدرة كبيرة على مقاومة العوامل الطبيعية مثل: الجفاف والحرارة، ويمكنها أن تعيش لعشرات السنين في التربة. وعندما تصل هذه الأبواغ إلى جسم الإنسان وتجد الظروف المناسبة فإنها تتفتح، وتنطلق منها البكتيريا لتتكاثر، وتفرز عدة سموم ذات أثر فعال على جسم الإنسان؛ تؤدي إلى الموت.

2. أماكن تواجد أبواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة

تكثر أبواغ الجمرة الخبيثة في الأماكن الزراعية والحقول؛ حيث تواجد الحيوانات آكلة الأعشاب Herbivorous animals في عدة أماكن في العالم مثل أمريكا الجنوبية والوسطى، وجنوب وشرق آسيا، وشرق أوروبا وجنوبها وإفريقيا والشرق الأوسط. (اُنظر شكل أماكن حالات الجمرة الخبيثة)

3. المعرضون للإصابة بالجمرة الخبيثة

يُعد مرض الجمرة الخبيثة الطبيعي من الأمراض المهنية، حيث إنه يصيب ذوي المهن التي لها علاقة وصلة بالحيوانات، مثل المزارعين والرعاة، والذين يعملون في الموانئ لشحن منتجات الحيوانات والعمال الذين يعملون في أماكن فرز الأصواف وحلجها وهؤلاء يصابون من طريق استنشاق أبواغ البكتيريا ولذا، كان هذا النوع من المرض يسمى مرض فرّازي الصوف Wool Sorters'  Disease وللإصابة بهذا النوع من المرض يلزم أن يتجاوز عدد الأبواغ المستنشقة ثلاثة آلاف بوغ للشخص الواحد.

4. طرق الإصابة ببكتيريا الجمرة الخبيثة

أ. من طريق اللمس بالاحتكاك بالحيوانات أو منتجاتها كالصوف والجلد والطعام واللحوم.

ب. من طريق الاستنشاق، عند فرز الصوف والجلود، أو انتشار الأبواغ سلاحاً بيولوجياً.

ج. من طريق الجهاز الهضمي، عند تناول لحوم الحيوانات المصابة غير المطهية جيداً.

ويجدر الذكر أن مرض الجمرة الخبيثة لا ينتشر من إنسان إلى آخر، إلا نادراً. (اُنظر شكل تأثير الجراثيم على جسم الإنسان)

5. وسائل الإمراض

أ. المحفظة Pathogenesis Capsule: وهي تحمي البكتيريا من خلايا الدم.

ب. المستنفد الحامي Prodective on: وهو كذلك يحمي البكتيريا من جهاز المناعة في جسم الإنسان.

ج. عامل الاحتقان (Edema factor): ويؤدي إلى انسياب السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المصابة؛ ما يؤدي إلى احتقانها بهذه السوائل.

د. العامل القاتل Lethal factor: ويؤدي إلى خلل في عمل الخلايا ما ينتج عنه إفراز بعض المواد التي تؤدي بدورها إلى حدوث صدمة Shock، ينتج عنها عجز كامل في كل أجهزة الجسم كالجهاز البولي، وجهاز الدورة الدموية، والتنفس.

 
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig01
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها Fig02




       

ثالثاً: الأنواع المختلفة وخطورة الإصابة والعلاج والوقاية

1.الأنواع المختلفة

أ. مرض الجمرة الخبيثة الجلدي Cutaneous anthrax

ينتج عن طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة، وهو أكثر أنواع المرض انتشاراً (95% من الحالات) في العالم، وينتج المرض عند دخول الأبواغ إلى الجلد من طريق جرح أو خدش. ويظهر المرض عادة على الأطراف، والرأس، والرقبة. وتراوح فترة الحضانة، عادة، بين 5 و12 يوماً يظهر بعدها ورم يؤدي إلى حكة، ويتجمع حول الورم سائل، يظهر في شكل فقاعة جلدية، ثم قرحة غير مؤلمة، تتطور إلى موت بعض أنسجة الجلد، يظهر على شكل بقعة سوداء اللون، وقد يؤدي ذلك إلى تورم في الغدد اللمفاوية المجاورة للمنطقة المصابة، ويجدر بالذكر أن ظهور البقعة السوداء على الجلد أدت إلى تسمية المرض Anthrax إذ إن كلمة "الفحم" في اللغة اليونانية القديمة تعني Anthrakis ويمكن أن تنتشر البكتيريا من موضع الإصابة لتسبب تعفن الدم Septicemia ومضاعفاته، غير أن ذلك نادر الحدوث، ونسبة الوفاة في مرض الجمرة الخبيثة الجلدي لا يتعدى 20% حتى من غير علاج. ويجدر بالذكر أن تسمية المرض بالجمرة الخبيثة يرجع إلى نوع المرض الجلدي، إذ إن الإصابة في الجلد تسمى الجمرة الخبيثة أو Malignant pustule.

ب. مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي (الرئوي) Inhalational anthrax

يُعد من أكثر أنواع المرض خطورة، وينتج عند استنشاق أبواغ الجمرة الخبيثة عند التعامل مع أصواف الحيوانات المصابة "مرض فرازي الصوف" أو عند استنشاقها عندما تستخدم سلاحاً بيولوجياً. ويتطلب حدوث المرض أن تكون الأبواغ منفردة أو في تجمعات صغيرة لا يزيد قطرها عن 5 ميكرون، حتى يسهل وصولها إلى الحويصلات الرئوية، لكي تنتشر إلى الغدد اللمفاوية في الصدر. وتكمن خطورة المرض في أن هذه الأبواغ عندما تصل إلى الغدد اللمفاوية تتفتح وتخرج منها البكتيريا؛ لتتكاثر وتسبب تعفن الدم، وتبدأ في إفراز سمومها القاتلة، ومتى ما وصل المرض إلى هذه المرحلة فإن المضادات الحيوية تكون غير ذات فعالية لأنها لا تبطل عمل السموم. وتتجاوز نسبة الوفاة في هذا النوع من المرض تتجاوز نسبة 80%.

تنقسم أعراض هذا المرض إلى مرحلتين: المرحلة الأولى تبدأ بظهور أعراض تشابه أعراض نزلات البرد والزكام، مع كحة خفيفة، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وضيق في التنفس. أما المرحلة الثانية فيصاحبها ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وضيق شديد في التنفس، مع أعراض صدمة شديدة (Shock) تؤدي إلى الوفاة لاحقاً.

وتظهر خطورة هذا النوع من المرض فيما حددته هيئة الصحة العالمية بأنه إذا هوجمت مدينة مجموع سكانها خمسة 5 ملايين نسمة بسلاح الجمرة الخبيثة، فإن 250 ألف شخص سوف يصابون بالمرض، يتوفى منهم 100 ألف شخص. أو كما قرر مكتب التقويم التكنولوجي للكونجرس الأمريكي، أن إطلاق مائة كيلوجرام من أبواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة على واشنطن، يمكن أن يؤدي إلى وفاة من 130 ألف إلى ثلاثة ملايين شخص.

ج. مرض الجمرة الخبيثة في الجهاز الهضمي Gastrointestinal Anthrax

يحدث ذلك عند تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة. فترة الحضانة من يومين إلى خمسة أيام، تظهر بعدها أعراض حمى، وغثيان، وقيء، مع فقدان الشهية، وآلام بالبطن، وقد يظهر دم في البراز.

د. التهاب السحايا بكتيريا الجمرة الخبيثة Meningetic anthrax

يتبع هذا المرض تسمم الدم الناتج من أي من أنواع المرض الثلاثة سابقة الذكر، وإن كان أكثر حدوثاً مع مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي، وهو مرض قاتل 100%.

2. خطورة الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة

إذا لم يعالج المرض، تحدث الوفاة بنسبة 99%، للذين يصابون من طريق الرئتين، و20% لانتقال الجمرة عبر الجلد، ومن 25 إلى 60% لدى انتقال الجمرة عن طريق الأمعاء.

3. فترة الحضانة

فترة الحضانة، هي الفترة الزمنية الصامتة في تطور المرض، وتمتد إلى سبعة أيام، حيث لا تظهر الأعراض في الجسم خلالها. وقد تمتد فترة الحضانة إلى 60 يوماً. حسب المعلومات من الدراسات التي أجريت على المرضى الذين أصيبوا بهذا المرض عند تسرب أعداد كبيرة من أبواغ الجمرة الخبيثة من المختبرات العسكرية بالاتحاد السوفيتي السابق، في مدينة سيفيزدلوميك عام 1979 وقد أدت إلى إصابة 79 شخصاً بالمرض.

4. عدوى المرض

المرض معدٍ بشكل كبير عند الحيوانات، لكن نادراً ما ينتقل من إنسان إلى آخر.

5. المناعة الناتجة من الإصابة بالمرض

لم يتأكد بعد أن الإصابة بالمرض تحدث المناعة، ضد الإصابة به مرة أخرى، ولكن حدوث الإصابة مرة أخرى نادر جداً، لدى الإنسان.

6. العلاج

العلاج الأساسي لمرض الجمرة الخبيثة هو المضادات الحيوية؛ إذ إن باكتيريا الجمرة الخبيثة ذات حساسية عالية لعدد كبير من المضادات الحيوية؛ مثل: البنسلين، والتتراساكلين والأرثورماييسين والسبروفلكساسين ويمكن استعمال أي من هذه المضادات في علاج مرض الجمرة الخبيثة، ولكن نسبة لوجود سلاسلات من باكتيريا الجمرة الخبيثة، عوملت بالهندسة الوراثية في المختبرات العسكرية للاتحاد السوفيتي السابق؛ ما جعلها ذات مقاومة عالية لعقاري البنسلين والتتراساكلين فإنه من الأحوط استعمال دواء السيروفلوكساسين للمرضى الذين يشتبه في تعرضهم لهجوم بسلاح بيولوجي، حتى التأكد من حساسية البكتريا للعقاقير الأخرى، وهذا هو ما يحدث في الولايات المتحدة الآن بعد حدوث الحالات الخطيرة في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 2001. ويعطي المرض دواء السيروملكساسين لمدة 60 يوماً، إذ برهنت الدراسات الناتجة من انتشار المرض في كارثة المختبر الحربي للاتحاد السوفيتي السابق، أن بعض الذين تعرضوا لهذه البكتيريا ظهرت عليهم أعراض المرض بعد شهرين من تعرضهم للإصابة.

وجدير بالذكر أن المضادات الحيوية تكون ذات فعالية قبل أن تبدأ البكتيريا في إنتاج سمومها في المرحلة الثانية من مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي؛ لأن المضادات الحيوية تؤدي إلى قتل البكتيريا فقط، وليس إلى إبطال مفعول هذه السموم.

7. الوقاية من المرض

يمكن الوقاية من المرض باتخاذ احتياطات وقائية، مثل:

·   الحذر من نقل الحيوانات المصابة.

·   التخلص من فضلات الحيوانات لدى المزارعين بطرق علمية؛ مثل دفن بقايا الحيوانات مع أملاح الكالسيوم المركزة Ca bicarbonate Salt.

·   ارتداء القفازات لدى التعامل مع الأصواف وجلد الحيوانات

·   تهوية أماكن العمل بشكل جيد

·   عدم تناول الطعام غير المطبوخ بشكل جيد، خاصة اللحوم.

·   ارتداء الأجهزة المصفية للهواء في الأماكن المهنية الصوفية وغيرها من المهن ذات الخطورة العالية.

·   التعامل مع أي مسحوق مريب، بحذر وارتداء القفازات.

·   عدم شرب المياه الملوثة والتأكد من مصدرها.

·   اخذ اللقاح الخاص بالجمرة الخبيثة من قبل العاملين في المهن التي تتطلب الاحتكاك مع الحيوانات والأصواف.





       

رابعاً: لقاح الجمرة الخبيثة واستخدامها كسلاح بيولوجي

1. لقاح الجمرة الخبيثة

اللقاح المعتمد من هيئة الأدوية والغذاء الأمريكية Food and Drug Association (FDA) أصل يحتوى على مكونات مستنضدات Antigins من بكتيريا الجمرة الخبيثة، يهدف إلى تحريض الجهاز المناعي للجسم لتعرف البكتيريا وإنتاج أجسام مضادة للحماية منها. ويؤخذ التطعيم (اللقاح) على ثلاث جرعات؛ بعد أسبوعين، ثم أربعة أسابيع، ثم 18 شهراً، ثم سنوياً، ويعطى هذا اللقاح للذين تعرضهم مهنتهم إلى الإصابة بداء الجمرة الخبيثة، وهو كذلك يعطى للجنود الذين قد يتعرضون لهجوم بسلاح بيولوجي. ويجدر بالذكر أن الغالبية العظمى من جنود البحرية الأمريكية مطعمون ضد هذا المرض.

2. الآثار الجانبية للقاح

هناك نوعان من الآثار الجانبية للقاح، هما:

أ. الآثار الموضعية: وتحدث مكان حقن اللقاح، وتشمل: الحكة والتورم والاحمرار وارتفاع درجة حرارة الجلد والألم. وتظهر هذه الآثار عند 30% من الرجال و60% من النساء، الخاضعات للقاح.

ب. ثار العامة: يظهر عند نسبة تراوح بين 5% و20% من الخاضعين للقاح ألم عضلي، وصداع، واضطرابات حرارية، ويمكن أن يصاب المريض بالغثيان، وحدوث اندفاعات جلدية معممة، وفقدان الشهية للطعام، وقشعريرة. وهذا الأعراض تختفي بعد أيام متعددة.

ج. صدمة: تظهر عند واحد من بين 50 ألف حالة انتكاسة أو رد فعل حاد جداً.

3. فحص المختبري لأمراض الجمرة الخبيثة

أ. إجراءات السلامة

يجب توخي الحذر عند فحص عينات الجمرة الخبيثة، خاصة تلك التي قد تحتوي على أبواغ بكتيريا الجمرة المستعملة سلاحاً بيولوجياً. ويجب فحص كل هذه العينات في كابينة الأمان Safely Cabinet، مع لبس الأقنعة المصفية للهواء، والقفازات على الأيدي، والملابس الواقية، ذلك لأن الرزاز الناتج عند معالجة هذه العينات يكون سبباً لإصابة للعاملين عليها. وعند الانتهاء من العمل على هذه العينات يجب تطهير أماكن العمل والمعدات؛ باستعمال كلوركس Chlorox 5.25% مخفف إلى 10%. كما يجب دلق الكلوركولس 5.25% على الأماكن التي تندلق عليها عينات تحتوي على هذه البكتيريا، وذلك لمدة خمس دقائق على الأقل، كما يجب التخلص من الملابس الواقية بطريقة سليمة.

ب. العينات (Specimens)

مرض الجمرة الخبيثة الجلدي

·   مسحة من أماكن الإصابة.

·   مسحة من تجمع السائل

·   مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي

·   عينات من البلغم إن وجد.

·   عينات من الدم

ج. مرض الجمرة الخبيثة للجهاز الهضمي

·   عينات من البراز

·   عينات من الدم

د. الكشف المجهري

(1) مسحات عينات الجلد: عند صبغ عصيات الجمرة الخبيثة بصبغة غرام تظهر زرقاء محاطة بأنسجة ذات لون بنفسجي مع كرويات دم بيضاء.

(2) الزراعة (الاستنبات): زراعة الدم والبلغم من مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي: عندما تستنبت هذه البكتيريا على أوساط صلبة، فأن مستعمراتها تظهر ملتوية كهيئة الشعر المجعد، ولا تخطئها عين ذوي الخبرة.

(3) استعمال وسائل إكثار الحامض النووي واستنساخه مخبرياً بطرقة PcR ما يُمكن من الفحص عن أقل عدد ممكن من البكتيريا موجود في العينة.

4. استعمال بكتيريا الجمرة الخبيثة سلاحاً بيولوجياً

في مكاتب البريد، وذلك عبر نقل العدوى إلى الأشخاص بواسطة وضع البكتيريا داخل المظاريف البرديية أو الطرود، وفي معظم الحالات تكون الإصابة عبر الجلد، وتكون بدون سابق إنذار، حيث توضع البودرة في أماكن يصعب الوصول إليها داخل هذه المظاريف.

في القنابل: يمكن وضع آلاف البكتريا البوغية داخل القنابل، حيث تسنح لها فرصة الخروج من داخل القنابل عند الانفجار، وتكون العدوى غالباً بواسطة الاستنشاق.

بواسطة الرش: يمكن أن تستخدم طرق الرش بالطائرات لنشر البكتيريا بشكل كبير، وفي عدة مناطق من الأماكن المستهدفة، حيث يمكن نشر الملايين من هذه البكتيريا في ثوان قليلة، ويمكن أن تقتل الملايين من البشر بهذه الطريقة التي تعد الأخطر من الأنواع الثلاثة السابقة، حيث تنتقل العدوى بواسطة الاستنشاق.

5. ما المميزات التي تجعل من بكتيريا الجمرة الخبيثة سلاحاً بيولوجياً مثالياً؟

أ. وجود أبواغ يعطي هذه البكتيريا مقاومة عالية للعوامل الطبيعية، مثل الجفاف والحرارة.

ب. الأحجام الصغيرة للأبواغ (1 ـ 2 ميكرون) يسهل استنشاقها ووصولها إلى الحويصلات الهوائية في الرئة.

ج. إمكانية تحضيرها في شكل بودرة دقيقة في أحجام صغيرة أقل من 5 خمسة ميكرونات؛ مما يسهل وصولها للحويصلات الهوائية في الرئة.

د. إمكانية انتشار هذه البودرة، وبقائها معلقة في الهواء لفترة تراوح بين ساعة و24 ساعة؛ ما يسهل دخولها حتى خلال منافذ المنازل المغلقة.

هـ. هذه البودرة لا رائحة ولا طعم ولا لون لها؛ ما يجعل اكتشافها من الصعوبة بمكان.

و. تحمي البكتيريا نفسها من الجهاز المناعي في جسم الإنسان عن طريق محفظتها (Capsulate).

ز. إنتاج هذه البكتيريا لسموم شديدة الفعالية، أحد هذه السموم يؤدي إلى تدفق السوائل من الأوعية الدموية إلى أنسجة الجسم المصابة؛ ما يؤدي إلى احتقانها، ويسمى هذا السم Oedema factor، ثم السم الآخر السم القاتل Lethal facle الذي يؤدي إلى خلل في عمل الخلايا؛ ما ينتج عنه إفراز بعض المواد التي تؤدي إلى حدوث صدمة قاتلة للإنسان.

6. كيفية إنتاج بكتيريا الجمرة الخبيثة التي تستخدم سلاحاً بيولوجياً

أ. توضع البوغات في أنبوبة الاختبار مع المادة البكتيرية في درجة حرارة تعادل 37 درجة مئوية.

ب. تفصل البوغات عن البكتيريا الأصلية؛ ما يؤدي إلى إنتاج سائل يميل إلى الصلابة.

ج. يتجمد السائل لاحقاً، ويصبح على شكل بودرة بيضاء اللون.

د. يمكن طحن البودرة حتى تصبح جزئيات عادية، يمكن استنشاقها، أو وضعها على الجلد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموسوعة الصحية المصغرة أمراض الإنسان ومسبباتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة الصحية المصغرة جسم اﻻنسان
»  الموسوعة الصحية المصغرة جهاز المناعة
» الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب
»  الموسوعة الصحية المصغرة العقاقير التخدير
» الموسوعة الصحية المصغرة اﻻذن العين القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الصحة والغذاء-
انتقل الى: