مقدمة أولاً: الأمصال Serums ثانياً: اللقاحات Vaccines المصطلحات الطبية المصادر والمراجعمقدمة
يُعد العالم البريطاني إدوارد جينر Edward Jenner، أحد رواد التّحصين ضد الأمراض المعدية في العصر الحديث. فقد كان لأفكاره وتجاربه في هذا المجال، الفضل الأول في القضاء على مرضيّ الجدري والطاعون، بعد انتشارهما بصورة وبائية، عقب الحرب العالمية الثانية، في معظم دول العالم. وتتلخص فكرة التحصينات وطريقة عملها، في تحفيز جهاز المناعة بالجسم على تكوين أجسام مضادة، ضد نوع خاصٍ ومحدد من الميكروبات، وذلك عن طريق إعطاء الميكروب، المسبب لهذا المرض، في جرعة ضعيفة وموهنة صناعياً، بدلاً من الميكروب نفسه، حيث يروّض الميكروب الشرس معملياً وعلى فترات، حتى يفقد قوته وشراسته. وفي بعض الأحيان تُعطى أجزاء من مكونات الميكروب، أو من الأحماض الأمينية المكونة له، وعند دخولها جسم الإنسان من طريق التلقيح Vaccination، تعمل علي حث جهاز المناعة، وتنشيط إنتاج الأجسام المضادة لهذا الميكـروب، أو الأجزاء المكّونة له. وهكذا يُساعد التلقيح على الحماية من هذا الميكروب، إذا دخل الجسـم بعد ذلك. وهناك نوع آخر من اللقاحات لا يحتوي على الميكروب، أو على أجزاء منه، بل يحتوي فقط على السّموم، التي تفرزها هذه الميكروبات، بعد معالجة الميكروب كيماوياً، لتكون على شكل Toxoid، إي أشباه سموم غير ضارة، ومن أمثلة ذلك الدفتيريا والتيتانوس.
وتنقسم المناعة إلى نوعين، طبيعية ومكتسبة. فالمناعة الطبيعية تتكون من: الجلد والمسام والعرق والأهداب والدموع، وإفرازات الغدد اللعابية والمعوية والرئوية والمهبلية، وتمثل ما يسمى "خط الدفاع الأول ضد الأمراض". أما المناعة المكتسبـة، فمنها إيجابي وسلبي. فالإيجابي هو تكوين أجسام مضادة، بعد الإصابة بالمرض نفسه، أو نتيجة إعطاء اللقاح. أما السلبي فيكون من طريق إعطاء المريض الأمصال Serum، التي تحتوي على الأجسام المضادة الجاهـزة، عن طريق الوريد أو العضل. وهذه الأجسام منها الخاص بمرض محدد، ومنها العام الذي يُعطي مناعة غير محددة بمرض خاص. وهناك تحفظ على استخدام الأنواع، التي تُحضّر من عدة متطوعين، لأن الأجسام المضادة المستخلصة من دم المتطوعين قد تحتوي على الأمراض، التي تُنقل عن طريق الدم، مثل إصابة الكبد بفيروس C، أو الإيدز، وغير ذلك من الأمراض. لهذا تُعد هذه الأجسام المضادة صناعياً "كيماوياً"، للاستفادة من قيمتها والتخلص من عيوبها.
أولاً: الأمصال Serums
1. التعريف
المصل serum، هو عبارة عن الأجسام المضادة الجاهزة، أو مضادات السّموم الجاهزة التحضير، التي تؤدي مفعولها فور إعطائها، ويستمر هذا المفعول لفترة قصيرة. وقد سُميت أمصالاً Serums لأنها تحضر من مصل عائل أخر، ثم تنقل بعد ذلك من طريق الحقن العضلي أو الوريدي. أما اللقاح Vaccine، فهو مولدات المضادات في شكل معلق من الميكروب، سواء كان حياً أو مضعفاً.
وتمثل الأمصال جزءاً مهماً من المناعة، يُسمى المناعة السّلبية Passive Immunity، والتي تُستخدم أو يُلجأ إليها حين لا تتوافر المناعة الإيجابية Active Immunity، أو في حالة حدوث وباء، ولا يوجد وقت كاف لاكتساب المناعة، أو أن التطعيم ضد هذا الوباء لم يُؤخذ من قبل.
وتُعرف المناعة السلبية: بأنها إعطاء الأجسام المضادة الجاهزة والسابقة التحضير، بغرض توفير مناعة فورية مؤقتة، ضد مرض محدد.
أما المناعة الإيجابية، فهي إعطاء نوع، أو أكثر، من مولدات المضادات الخاصة بميكروب محدد، بغرض تحفيز الجهاز المناعي، ليكوّن الأجسام المضادة الخاصة به، ضد هذا الميكروب. وتعد المناعة الإيجابية، طبيعية إذا أعقبت الإصابة بالمرض نفسه، وتدوم في هذه الحالة مدى الحياة، أو على الأقل، لفترة زمنية طويلة جزئياً. وتعد صناعية إذا أعقبت اللقاحات الخاصة بمرض محدد، وتحتاج إلى إعادة التنشيط على فترات، تطول وتقصر، حسب نوع اللقاح. والمركبات المناعية المتوفرة، إما أن تكون نوعاً يحتوى على مولدات المضادات Antigens، مثل اللقاح وأشباه السموم Toxoid، أو نوعاً يحتوى على الأجسام المضادة Antibodies، مثل الجلوبيولين المناعي، ومضادات السموم Antitoxins.
2. أنواع الأمصال
توجد أنواع عديدة من الأمصال، معظمها يُحضّر صناعياً، لتلافي نقل أمراض الدم، وبعضها يجري تحضيره في الخيول، بعد حقنها بالميكروب، ثم تستخلص الأجسام المضادة من البلازما، وتنقى وتعبأ. وقد تحضر بعض الأمصال في متطوعين، بعد أجراء الفحوص اللازمة لضمان خلوّهم من الأمراض. ويُسمى الجسم المضاد المستخدم في الأمصال بالجلوبيولين Globulin، وتوجد منه ثلاثة أنواع رئيسية، هي: البشرى، وعالي المناعة، والوريدي.
أ. الجلوبيولين المناعي البشري Human Immune Globulin
يُحضّر هذا النوع من الأمصال، من مصل Serum، أو من بلازما Plasma الدّم، المستخرج من عدد من المتطوعين، وهو عبارة عن الجلوبيولين المناعي من النوع Ig G، بصورة مركزة، إضافة إلى IgM & IgA، ولكن بنسبه بسيطة. ويُحفظ عند درجه حرارة 4 مئوية. ويبدأ فاعليته في الجسم بعد 48 ساعة من الحقن به، لتستمر تلك الفاعلية لمدة ثلاث أسابيع تقريباً.
ويُستخدم هذا المصل، غالباً، للوقاية ضد الأمراض الآتية: إلتهاب الكبد A، والجديري، والحصبة الألمانية، خصوصاً للحوامل في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
ومن عيوب هذا النوع من الأمصال، أنه يُعطي مناعة مؤقتة، كما تختلف فاعليته من نوع لأخر، ويسبب ألماً أثناء الحقن العضلي، وقد يسبب حساسية شديدة، في بعض الحالات.
ب. الجلوبيولين ذو المناعة العالية Hyperimmune Globulin
يُحضر هذا النوع من الأمصال من الأشخاص، الذين لديهم نسبة عالية من الأجسام المضادة الخاصة بمرض معين. ويكون تحضيره من هؤلاء المرضى أثناء فترة النقاهة. كما يجري تحضيره كذلك من طريق تحفيز جهاز مناعة الأصحاء، بإعطائهم اللقاح الخاص المرض، ومن أمثلة ذلك:
مصل السعار أو داء الكلب Rabies، والمصل المضاد للالتهاب الكبدي ب Hepatitis B، والتيتانوس Tetanus، والجُديري Varicella- Zoster.
ومن عيوبه أنه مؤلم أثناء الحقن العضلي، كما يمكن أن تصاحبه حساسية شديدة.
ج. الجلوبيولين المناعي الوريدي "Intra -venous Immune Globulin "IVIG
يتميز هذا النوع من الأمصال، بأنه يعطى من طريق الحقن الوريدي وليس العضلي؛ ما يساعد على إعطاء جرعات كبيرة ومتكررة من المصل، من دون حدوث ألم. ولهذا يُعد أفضل الخيارات Drug of Choice لعلاج الأطفال المبتسرين، ناقصي الوزن والنمو، من الإصابات البكتيرية والفيروسية، مثل الالتهاب السّحائي أو الإيدز. وعلى الرغم من عدم حدوث ألم أثناء الحقن، ألا أن حدوث الحساسية، لا تزال من عيوب هذا المصل.
3. أمثلة لبعض الأمصال
تتميز بعض الأمراض بأن لها مصلاً ولقاحاً، في الوقت نفسه، مثل الدفتيريا والتيتانوس، اللذين لهما لقاح مكون من أشباه سمومهم Toxoid، يسمى D.T. ويستخدم لتكوين مناعة على المدى البعيد، وأيضا لهما مصل يسمى "مضاد سم الدفتيريا" Diphtheria Antitoxin، و"مضاد سم التيتانوس" Tetanus Immune Globulin TIG، ويستخدما للعلاج الفوري والسّريع لهذه الأمراض، خصوصاً في المرضى الذين لم يسبق لهم التلقيح ضد هذه الأمراض.
ومن الحالات المهمة لاستخدام الأمصال، حالات التسمم الغذائي Botulism، التي يُستخدم لها مصل يسمى "مضاد التسمم الغذائي" Botulinum Antitoxin. ويُسمى العلاج باستخدام الأمصال المحضرة بالطرق المناعية الحديثة، ضد لدغ الثعبان والعقرب والعنكبوت وغيرهم، بـ"العلاج المناعي بالأمصال" Venom Immunotherapy، وهو علاج آمن وفعال، خصوصاً في حالة حدوث ردة فعل، أو حساسية مع المصل نفسه، قبل معالجته مناعياً، أو أثناء الحمل. ويسمى استخدام الأمصال، بسبب ما تحتويه من أجسام مضادة لمنع حدوث بعض الأمراض المعدية، بـ"الوقاية المناعية" Immunoprophylaxis.
أ. مصل سم الثعبان Antisnake Venom
إن نسبة 15% فقط من الثعابين تُعد سامة، بينما نسبتها العظمى غير سامة. ويتكون سم الثعبان Snake Venom من بروتينيات متعددة، لها القدرة على الالتصاق بأماكن المستقبلاتReceptors في الضحية، وتؤثر عليه حسب نوع السم. فقد تكون السّموم عصبية Neurotoxins فيؤثر على الجهاز العصبي، أو قلبية Cardiotoxins، فتؤثر على القلب، أو دموية Hemotoxins، فتؤثر على الجهاز الدوري.
وتحدث سموم الثعابين أثارها الموضعية في مكان اللّدغة، مثل تورم واحمرار بالجلد في أقل من نصف ساعة، وتورم في القدم أو اليد بالكامل، مع تورم في الأوعية الليمفاوية والغدد الليمفاوية. أما الأعراض العامة فتشمل:
ارتفاع درجة الحرارة، وقيء، وضعف عام، وتشنجات عضلية، وهبوط بالقلب، وفقدان للوعي، ثم صدمة عصبية Shock، كما يحدث نقص في الصفائح الدموية، ونزيف وتجلط بالدم.
وعلاج مثل هذه الحالات يتطلب سرعة وعناية فائقتين. وأول مهمة هي إيقاف سريان السم في جسم الضحية، بربط الذراع، أو القدم فوق مكان اللّدغة، مع إحداث جُرح في مكانها، ومحاولة امتصاص الدم بما يحتويه من سموم، وبصقه خارج الجسم. ويُعطى المصل المضاد لسم الثعبان Antivenom، وهو يُحضر من دم الخيول Horse Serum بعد لدغها، أو حقنها بسم الثعبان، أو من دم الأغنام Sheep Serum، الذي يسبب حساسية أقل بكثير، من تلك التي يحدثها المصل المحضر من دم الخيول. وعلى هذا فلا بد من إجراء اختبار الحساسية، قبل إعطاء المصل، الذي يتوقف نجاحه في العلاج على عاملين أساسيين، هما: عامل الوقت وحجم الجرعة. أما الوقت، فيجب إعطاء المصل خلال 4 ساعات من اللّدغة، لأن فاعليته تبدأ تقل بعد مرور 12 ساعة.
أما الجرعة، فتعتمد على شدّة اللّدغة ومكانها، والأعراض المصاحبة لها. ويعطى المصاب غالباً من 10 إلى 15 أمبول، وأحيانا أكثر؛ وتقلل الجرعة في الأطفال وكبار السن.
وتوضع هذه الأمبولات على 500 ملليليتر إلى ألف ملليليتر، من محلول ملحي، أو جلوكوز 5%، ويُركب جهاز وريد، وتحدد سرعة إعطاء المصل والمحاليل بـ75 ملليليتر في الساعة، مع مراقبة حدوث أي أعراض جانبية أو حساسية، وذلك بمراقبة الحرارة والنبض والضغط وقياس محيط الذراع أو القدم المصابة، في ثلاثة أماكن مختلفة. أعلى، وأسفل، ومكان اللّدغة، ويكرار القياس كل 15 دقيقة لمعرفة تطورات التورم، ولتقليل الجرعة أو تقليل سرعة إعطاء المحاليل. ويمكن تكرار الجرعة، حسب الأعراض.
ب. مصل سم العنكبوت Antispider Venom
توجد بعض أنواع العناكب المعروفة بسُمّيتها، مثل العنكبوت الأرملة Widow Spider، أو العنكبوت البني Brown Spider، وهي تفرز سموماً عصبية مثل سموم الثعابين. وتحدث لدغتها ألماً مثل شك الدبابيس، وتترك علامة هي كدمة زرقاء وقرحة في المنتصف، تحيط بها دوائر؛ ما يعطيها شكل الهدف الخاص بتدريب الرماية Target، مع حدوث تقلصات عضلية بالذراع، أو القدم، وتصلب في عضلات البطن، وارتفاع في درجة الحرارة والضغط، وعرق شديد وهياج وقيء.
ويكون العلاج بوضع كمادات باردة مكان اللّدغة، وإعطاء مصل سم العنكبوت المناسب، بعد إجراء اختبار الحساسية اللازم.
ج. مصل سم العقرب Antiscorpion Venom
من أنواع العقارب السّامة ما يعرف باسم "عقرب الموت الأصفر" Yellow Death scorpion، أو "عقرب الموت الأسود" Black Death Scorpion، وهي عندما تلسع تُحدث احمراراً وألماً وتنميل في مكان اللسعة، مع ارتفاع في درجة الحرارة والضغط، وسرعة ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، وزيادة اللّعاب، وأخيراً حركات غير إرادية بالرأس.
ويكون العلاج بإعطاء المصل المضاد لسم العقرب، بعد إجراء اختبار الحساسية اللازم.
وتوجد مراكز كثيرة متخصصة في علاج كافة حالات التسمم، سواء بسبب تناول أدوية، أو أطعمة فاسدة، أو لدغ زواحف أو حشرات، مع توفير كافة المعلومات الخاصة بنوع الدواء المضاد، وعمل الإسعافات الأولية اللازمة لإنقاذ حياة الإنسان.
ثانياً: اللقاحات Vaccines
1. التعريف
اللقاحVaccine هو عبارة عن الميكروب المسبب للمرض، أو جزء منه، وذلك بعد إضعافه أو قتله. وتؤدي اللقاحات مفعولها في تكوين الأجسام المضادة بعد عدة شهور، ولكن مفعولها يدوم لفترة طويلة، قد تكون مدى الحياة. أما عملية إعطاء اللقاح بقصد اكتساب مناعة ضد الإصابة بالأمراض، فتُسمى "التلقيح" أو "التطعيم" Vaccination.
2. أنواع اللقاحات
أ. لقاحات حية
هي اللقاحات التي تحتوي على ميكروبات، أو فيروسات، حية، لكنها مضعفة وواهنة بحيث لا تسبب أي أمراض للإنسان، بل تحفّز جهاز المناعة فقط. ومن أمثلة ذلك: لقاح الحصبة measles، ولقاح الدرن BCG، ولقاح شلل الأطفال Sabin، الذي يُعطى من طريق الفم في شكل نقط.
ب. لقاحات غير حية
هي اللقاحات التي تحتوي على الميكروبات الميتة، أو على أجزاء منها، مثل: لقاح السعال الديكي، ولقاح شلل الأطفال Salk، والذي يُعطى من طريق الحقن العضلي، وليس من طريق الفم.
ج. توكسيد Toxoid
هي اللقاحات التي تحتوي على سموم البكتريا، بعد تحويلها إلى توكسيد غير ضار، مثل: توكسيد الدفتيريا Diphtheria Toxoid، وتوكسيد التيتانوس Tetanus Toxoid .
وقبل إعطاء اللقاحات، هناك شروط يجب مراعاتها، كوجود أمراضٍ أو حمل. وهذه الشروط هي:
(1) يُعد المانع الوحيد لإعطاء اللقاحات غير الحية، التي غالباً ما تكون آمنة، هو وجود تاريخ مرضي سابق لحدوث تفاعلٍ لهذا اللقاح.
(2) يحظر إعطاء اللقاحات الحية للحوامل، إلاّ إذا كان خطر العدوى يتعدى الضرر الذي سوف يصيب الجنين، في حالة عدم التطعيم، وذلك، مثلاً، إذا كان هناك وباء حمى شوكية منتشر في المنطقة، أو التهاب كبد وبائي A. ففي هذه الحالات إذا أصيبت الأم بالعدوى، فهناك خطورة عليها وعلى الجنين؛ لذا يمكن إعطاء اللقاح.
(3) ألاّ تقل الفترة الزمنية بين إعطاء أي نوعين من اللقاحات الحية عن ثلاثة أسابيع، لتفادي شبهة تعاون النوعين من الميكروبات الحية معاً، وتنشيط أو تحفيز بعضهما، ما يؤدي إلى إصابة الجسم بأضرار بالغة. أما في حالة الأوبئة، التي تحتم إعطاء أكثر من نوع، فيجب اختيار مكانين مختلفين من الجسم لإعطاء التعطيم، لتقليل رد الفعل الموضعي له.
(4) يُتجنب التلقيح في حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم، لأن معظم اللقاحات تحفظ في درجات حرارة منخفضـة للغاية "المجمد ". لذلك، فهي تفسد بتأثير الحرارة العالية للجسم. وكذلك لا تُعطى نقط شلل الأطفال في حالات القيء أو الإسهال، لضمان امتصاصها من طريق الجهاز الهضمي، بصورة سليمة.
(5) لا تُعد الإكزيما أو حمى القش، أو الربو، من موانع التلقيح، إلّا في حالة لقاح الدرن BCG، فإنه لا يُعطى في حالات الإكزيما.
(6) تُعطى اللّقاحات الخاصة بالأطفال، الذين يعانون من أمراض مزمنة بالقلب أو الصدر، حسب جدول خاص بهم. أما الأطفال المبتسرون فيجري تطعيمهم تماماً، مثل الأطفال مكتملى النمو. بمعنى أن يُحسب عمرهم الزمني منذ يوم ولادتهم، بغض النظر عن أوزانهم، أو عن أعمارهم الرحمية "7 شهور مثلاً".وفي حالة أمراض القلب المزمنة، يكون التلقيح مرتبطاً بالحالة الصحية؛ فلا يُعطى، مثلاً، أثناء هبوط القلـب، أو أزمـة ربويـة حادة، بل ينظّم إعطاء اللقاح حسب الحالة الصحية للمريض.
(7) تعطى اللّقاحات للأطفال المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، ولا يعانون أعراضاً، بالطريقة العادية نفسها، عدا لقاح الدّرن BCG، ولقاح الحمى الصفراء. أما مَنْ يعانون أعراضاً، فقد أوصى المجلس الأمريكي للتحصينات بضرورة إعطائهم اللقاحات غير الحية فقط، دون الحية؛ ولكن منظمة الصحة العالمية ترى ضرورة إعطائهم بعض اللقاحات الحية، مثل لقاح شلل الأطفـال والحصـبة، إذ لا دليل على وجـود خـطر في التحصين ضـدهمـا، لدى الأطفال المصابين بمـرض نقص المناعة المكتسبـة. وعموماً، يجب توخى الحيطة عند إعطاء هذين اللقاحين لهؤلاء المرضى.
تقسّم اللّقاحات إلى تقسيمات عديدة، ولكن التقسيم القديم: أساسية، وغير أساسية، هو الأكثر شيوعاً:
أ. اللقاحات الأساسية "الإجبارية"
سميت بذلك لأن معظم دول العالم جعلتها إجبارية للأطفال، وتعطى مجاناً، ويُعاقب ويُجرم من لا يعطيها. وهي تشمل الآتي:
(1) الدرن BCG.
(2) شلل الأطفال Poliomyelitis.
(3) ثلاثي البكتيري "الدفتيريا- التيتانوس- السعال الديكي". D.P.T.
(4) الالتهاب الكبدي الوبائي ب. Hepatitis B
(5) الحصبة Measles.
(6) الثلاثي الفيروسي "الحصبة- الحصبة الألمانية- النكاف" M.M.R.
ب. اللقاحات غير الأساسية "الإضافية"
هذه المجموعة من اللقاحات لا تُعطى بصورة إجبارية في كافة الدول، بل تُعطى طبقاً لظروف خاصة بكل لقاح؛ وكذلك حسب الظروف الاقتصادية لمختلف البلدان. وقد انتقلت بعض اللقاحات من هذه المجموعة، تحولت إلى تلقيح إجباري، مثل لقاح الهيموفيلس أنفلونزا ب Haemophilus Influenza B (HIB) في الدول المتقدمة.بينما في الدول النامية ليس إجبارياً، لارتفاع ثمنه.
وتشمل اللقاحات غير الأساسية، الأمراض الآتية:
(1) الهيموفيلس أنفلونزا Haemophilus Influenza B.
(2) الالتهاب الكبدي الوبائي أ Hepatitis A.
(3) الجديري المائي Chicken Pox.
(4) فيروس الأنفلونزا Influenza Vaccine.
(5) التيفوئيد Typhoid.
(6) الالتهاب السحائي Meningitis.
(7) الكوليرا Cholera.
(
الحمى الصفراء Yellow Lever.
(9) البكتيريا السبحية الرئوية Pneumocsccal Vaccine.
(10) الجمرة الخبيثة Anthrax.
(11) الطاعون Plague.
(12) داء الكلب Rabies.
(13) فيروس روتا Rota virus.
اللقاحات الإجبارية Compulsory Vaccines
1. لقاح الدرن Bacillus - Camette - Guerin vaccine (BCG)
أ. نوع اللقاح
يحتوي لقاح الدّرن BCG على ميكروب موهن مجفف بالتبريد. وقبل إعطائه، لا بد من تخفيفه، بمحلول التخفيف، قبل الاستعمال مباشرة. ويفقد اللقاح فاعليته بسرعة بعـد تخفيفه، لهذا يُعدم المتبقي منه بعد مرور 24 ساعة على أكثر تقدير.
ب. عمر التعاطي
يُعطى في الأسبوع الأول من الولادة، في معظم البلدان، أو خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الولادة. ويمكن أن يُعطى بعد عام إذا لم يُعْط في الحالتين السابقتين، وذلك في حالة سلبية اختبار التيوبركلين Tuberculin test، أما عند إيجابية الاختبار، فيعطى الطفل علاجاً على أنه حالة درن. كما يعطى في بداية كل مرحلة دراسية، لكل الحالات سلبية الاختبار.
ج. الجرعة والطريقة
0.05 ملليليتر في الجلد، للأطفال حديثي الولادة.و 0.1 ملليليتر في الجلد، للأطفال الكبار.
يُحقن اللقاح داخل طبقات الجلد، فوق عضلة الكتف، لأن هذا الموضع له أقل اتصال بالجهاز الليمفاوي، ومن ثم لا يسبب أي أضرار أو مضاعفات خطيرة. ولضمان الحقن في طبقات الجلد، وليس تحت الجلد، يجب توافر الشروط الآتية:
(1) أن لا تزيد الزاوية بين سن الإبرة وسطح الجسم، عن 15 درجة.
(2) وجود مقاومة أثناء الحقن.
(3) ظهور تورم بعد حقن الجرعة مباشرة.
د. التفاعلات
له ثلاثة أنواع من التفاعلات:
(1) التفاعل الطبيعي
ويحدث إذا أُعطى الطفل الجرعة الصحيحة من اللقاح، داخل طبقات الجلد، وكان المحقن معقماً، إذ تتكاثر جراثيم لقاح الدرن BCG ببطء شديد، ويظهر ورم طري صغير أحمر اللون، قطرة نحو 10ملليميتر في موضع التلقيح؛ وبعد مدة تراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، يتحول الورم إلى خراج صغير، ويُصبح قرحة قطرها حوالي 1سم، ثم تلتئم القرحة من تلقاء نفسها تاركة ندبة قطرها نحو5 ملليميتر، وهذه الندبة مفيدة لأنها علامة على أن الطفل تلقى اللقاح.
(2) التفاعل الشديد
في بعض الأحيان يحدث التهاب موضعى شديد، أو خراج أكثر عمقاً. وأحياناً تتورم العقد الليمفاوية، الواقعة قرب المرفق أو في الإبط. ويحدث ذلك لأن الحقنة دخلت تحت الجلد، إلى أكثر من اللازم من طريق الخطأ، أو بسبب إعطاء جرعة أكبر مما ينبغي، أو لأن المحقن لم يكن معقماً. وإذا بقي التفاعل موضعياً، فلا يلزم أي علاج سوى وضع شاش جاف. أما إذا تكونت قـرحة كبيرة، أو تورمت العقد الليمفاوية، يُعرض الطفل على الطبيب لأنه قد يكون في حاجة إلى العلاج بأدوية الدرن تماماً مثل مريض الدرن، ولمدة قد تصل إلى 3 شهور.
(3) التفاعل المبكر
إذا كان لدى الطفل بعـض المناعة السّابقة من الإصابة بالدرن، فقد يظهر التورم الأحمر قبل مرور أسبوعين، وهذا يعني أن الطفل قد تلقى لقاح BCG من قبل، أو أنه كان قد أصيب بمرض الدرن نفسه منذ فترة. وعند الشك في إصابة الطفل بالدرن، تلزم استشارة الطبيب.
هـ. التحقق من وجود ندبة BCG
يجب التحقق من وجود تورم، أو قرحة، أو ندبة، في موضع التلقيح، عند زيارة الطبيب، التي تلي إعطاء الطفل لقاح BCG. فإن وجدت ندبة فهذا يعني أن اللقاح قد نجح. وإذا لم توجد ندبة، فيجب تكرار الجرعة بعد ثلاثة شهور على الأقل، من الجرعة السابقة.
و. المضاعفات
(1) تضخم في الغدد الليمفاوية تحت الإبط.
(2) حدوث خراج بارد Cold Abscess، مكان إعطاء اللقاح.
(3) حدوث ناسور جلدي مكان إعطاء اللقاح.
(4) التئام الخراج أو الناسور يؤدى أحيانا إلى حدوث ندبة كبيرة، تشوه منظر الجلد على الذراع.
(5) الإصابة بالمرض نفسه نتيجة عدم استخدام جرعة مناسبة من اللقاح.
ز. موانع الاستخدام
(1) حالات الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، والضعف الشديد، وخلال فترات النقاهة من أمراض أخرى.
(2) الأشخاص الذين لديهم نتائج إيجابية لاختبار التيوبركلين.
(3) الأشخاص الذين يتعاطون الأدوية المناعية.
(4) المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة.
2. لقاح شلل الأطفال Poliomyelitis Vaccine
أ. أنواع اللقاحات
(1) لقاح سابين Sabin Vaccine
هو لقاح حي موهن يحتوي على ثلاثة فيروسات، من عائلة فيروس شلل الأطفال، وهو الأكثر شيوعاً للاستخدام حول العالم. وتعطى في شكل نقط بالفم، عند اكتمال الشهر الثاني والرابع والسادس. وتُعطى الجرعات المنشطة من اللّقاح، عند عمر سنة ونصف، وأربع سنوات، وست سنوات. ويميز هذا اللقاح ما يلي:
(أ) سهولة الاستخدام لأنه يؤخذ عن طريق الفم.
(ب) رُخص الثّمن مقارنة بمثيله، الذي يُعطى من طريق الحقن العضلي.
(ج) قدرة مناعية عالية لاحتوائه على ثلاثة أنواع من الفيروس، وليس نوعاً واحداً.
(د) يُعطى مناعة موضعية للجهاز الهضمي.
(هـ) يُعطى مناعة خلوية، في الوقت نفسه، للجسم كله.
(و) أقل نسبة مضاعفات.
الاحتياطات الواجب توافرها عنـد التلقيح:
(أ) عدم الرّضاعة من لبن الأم، قبل التلقيح وبعده، لمدة ساعتين، لتجنب حـدوث قيء، ولضمان امتصاص من الجهاز الهضمي للّقاح.
(ب) تكرر الجرعة إذا حدث إسهال أو قيء، عقب التلقيح، بعد العلاج.
(ج) لا يعطى اللقاح في حالات الإصابة بعدوى فيروسية أخرى، لتجنب التداخل بين الفيروسات.
(د) يُحفظ اللّقاح في ثلاجة عند 4 درجات مئوية أثناء النقل، لأنه يتلف إذا تعرض لدرجات حرارة عالية. ويمكن أن يحفظ عند درجة -20 مئوية، لوقت طويل.
(هـ) يُعدم اللقاح إذا تغيّر لونه من البنفسجي الفاتح، إلى الأصفر الفاتح، أو يُصبح لا لون له.
(و) في حالة تفشي المرض، يُعطي الفيروس المسبب للوباء فقط، ويعقبه إعطاء اللقاح ثلاثي الفيروسات للوقاية، من الأنواع الأخرى.
(ز) الفترة المسموح بها بين كل تلقيح تكون شهراً على الأقل.
(2) لقاح سولك Salk Vaccine
هو لقاح غير حي يحتوي على نوع واحد فقط، من الثّلاثة أنواع المكونة لعائلة فيروس شلل الأطفال، ويحقن في العضل. ويعطى للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة، كما يمكن إعطاؤه أثناء الحمل، لأنه لا يمر من خلال المشيمة إلى الجنين.
المضاعفات:
(أ) الإصابة بمرض شلل الأطفال، وهو نادراً الحدوث إلّا في حالات الأطفال الذين يعانون من أمراض نقص المناعة، ويُنصح بإعطائهم لقاح "سولك".
(ب) لا ينصح بتعاطي اللقاح من طريق الفم للأم الحامل، لأن ذلك قد يصيب الجنين بالمرض نفسه؛ ولذا يُفضل إعطاء لقاح سولك من طريق الحقن العضلي.
(ج) قد ينقل الأطفال الأصحاء، الذين جرى تطعيمهم، العدوى بشلل الأطفال، للمخالطين لهم من الأطفال المصابين بأمراض نقص المناعة.
3. اللقاح الثلاثي البكتيري Diphtheria, Pertussis, Tetanus Vaccine: DPT
أ. نوع اللقاح
هو لقاح يحتوي على ثلاثة مشتقات، هي: سموم الدفتيريا المضعفة Diphtheria toxiod، وسموم التيتانوس المضعفة Tetanus toxiod، وميكروبات غير حية للسعال الديكيPertussis. وهذا التجميع يضمن استجابة أكثر للّقاح، إضافة إلى تقليل عدد مرات الحقـن. ويعطى هذا اللقاح من طريق الحقن في العضل. ويتلف إذا تعرض للتجميد، أو أشعة الشمس.
ب. العمر وطريقة التعاطى
يعطى هذا اللّقاح على ثلاث جرعات عند تمام الشهر الثاني والرابع والسادس من العمر، مع لقاح شلل الأطفال. كما تُعطى جرعة منشطة منه عند عمر 18 شهراً، و3 سنوات. ولا يُفضل إعطاؤه عند بداية كل مرحلة دراسية، بل يُعطى فقط اللقاح الثنائي DT، حيث ثبت أن المضاعفات، التي يسببها لقاح السعال الديكي، بعد عمر 3 سنوات، خطيرة جداً على الجهاز العصبي. ويعطـى الطفـل الجرعـة "0.5ملليليتر" حقناً داخل العضلة، في الجزء الخارجي من منتصف الفخذ.
ج. التفاعلات والآثار الجانبية
(1) الحمى
تحدث مساء يوم التلقيح، 24 ساعة، ويعطى الطفل خافضٌ للحرارة، ويُنصح بتخفيف الملابس، وعمل كمادات باردة، إذا لزم الأمر، في موضع إعطاء اللقاح.
(2) التقرح الموضعي
قد يصاب الطفل بآلام وتقرح واحمرار وتورم، في موضع الحقن. فإذا حدث ذلك مبكرا،ً أي في اليوم التالي للحقن، فهو ناجم عن اللقاح فقط، وليس الأمر خطيراً، وسوف يتوقف بعد ثلاثة، أو أربعة أيام.
(3) الخراج
إذا ظهر الألم أو التورم متأخرين- أي بعد الحقنة بأسبوع أو أكثر- فقد يكون ذلك بسبب خراج. وهذا يحدث إذا كانت الإبرة غير معقمة. ويستلزم عرض الخراج على الطبيب، فقد يحتاج العلاج إلى شق وتنظيف وتضميد.
(4) التشنجات
يندر حدوث تفاعل شديد، ولكن إذا حدث ذلك، فمرده إلى جزء السعال الديكي في اللقاح، وهو أكثر حدوثاً بعد الشهر السادس من العمر. وفي هذه الحالة لا يعطى الطفل جرعات أخرى من اللقاح الثلاثي، ويمكن إكمال تلقيحه باللقاح الثنائي DT.
د. موانع التلقيح ضد الثلاثي البكتيري
(1) الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، وحالات النقاهة من الأمراض.
(2) الأنيميا والضعف الشديد والوهن بسبب الأمراض.
(3) الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أكثر من ثلاث سنوات، حيث يُعطى اللقاح الثنائي DT.
(4) في حالات تفشي مرض شلل الأطفال، لأن الحقن في العضل قـد يسبب الشلل بسبب أن فيروس شلل الأطفال يحتاج إلى أي مكان به جرح، ليدخل إلى الجهـاز العصبي من طريقه.
(5) وجود تاريخ مرضي بالإصابة باختلال في الجهاز العصبي، أو صدمة، في خلال 72 ساعة من آخر تلقيح من اللقاح الثلاثي، وفي هذه الحالة يُعطى اللقاح الثنائي.
4. لقاح الحصبة Measles Vaccine
أ. نوع اللقاح والجرعة والطريقة
يحتوي لقاح الحصبة على فيروسات حية موهنة، وهو مجفف بالتبريـد، ويعطى 0.5 ملليليتر، من طريق الحقن تحت الجلد، بالذراع الأيمن.
ب. العمر المناسب للتلقيح
تُعد أفضل استجابة لتلقيح الصحبة، في عمر 15 شهراً، ولكن في بعض البلدان المعرّضة للإصابات المبكرة، يُعطى في عمر 9 أشهر، ثم يعطى كجرعة منشطة في عمر 15 شهراً بعد ذلك.
ج. المضاعفات
نادرة الحدوث، وهي لا تتجاوز حمى تظهر بعد حوالي أسبوع من التلقيح، والطفح الجلدي، الذي يظهر خفيفاً، ويشبه طفح الحصبة. وينصح بإعطاء مخفض للحرارة، والتنبيه إلى إمكان حدوث الحمى والطفح الجلدي بعد التلقيح. وقد يحدث، في حالات نادرة، التهاب بالمخ، أو تنشيط للدرن.
د. موانع التلقيح ضد الحصبة
(1) الضعف الشديد، والنقاهة، مثل أنواع كثيرة من اللقاحات.
(2) الحرارة العالية، لأنها تؤدي إلى فقدان فاعلية التلقيح.
(3) مرض نقص المناعة، والأمراض السرطانية، واللوكيميا، والدّرن.
(4) استخدام الكورتيزون، أو أدوية علاج السّرطان.
5. اللقاح الثلاثي الفيروسي Measles ,Mumps, Rubella MMR
أ. نوع اللقاح
هو لقاح حي موهن ضد الحصبة Measles، والتهاب الغدة النكفية Mump، والحصبة الألمانية Rubella.
ب. الجرعة والطريقة وعمر التعاطي
يعطى من طريق الحقن تحت الجلد، وهو عبارة عن 0.5 ميللتر، وذلك عند إكمال الطفل تمام 15 شهراً.
ج. المضاعفات والأضرار الجانبية
حمى تظهر بعد حوالي أسبوع من التلقيح، وطفح جلدي خفيف يشبه طفح الحصبة، أو الحصبة الألمانية، وأحياناً تضخم بسيط في الغدة النكفية. وينصح بإعطاء مخفض للحرارة، مع التنبيه بإمكان حدوث الحمى والطفح الجلدي أو التضخم بعد التلقيح.
د. موانع التلقيح ضد الثلاثي الفيروسي
(1) الضعف الشديد، والنقاهة والحرارة العالية.
(2) مرض نقص المناعة، والأمراض السرطانية، واللوكيميا، والإصابة بالدرن.
(3) استخدام الكورتيزون أو أدوية السرطان.
6. لقاح الالتهاب الكبدي الوبائي "ب" Hepatitis B Vaccine
أ. أنواع اللقاحات
يوجد نوعان معروفان من اللقاحات، ضد مرض الالتهاب الكبدى الوبائي "ب":
(1) اللقاح المحضّر من البلازما البشرية، من حاملي الأنتيجين السطحي للفيروس، ومعالجته بالطرق المختلفة لكي يفقد الفيروس قدرته على العدوى أو إحداث المرض.
(2) اللقاح المحضر بطريقة الهندسة الوراثية على خلايا الخميرة، وهو اللقاح المستعمل في أكثر بلدان العالم.
ب. العمر المناسب للتعاطى
يعطى اللقاح على ثلاث جرعات، عند إتمام الشهر الثاني والرابع والسادس من العمر، مع الّلقاح الخاص بشلل الأطفال واللقاح الثلاثي. ويمكن إعطاؤه عند الولادة، وبعد شهر، ثم بعد خمسة شهور كجرعة منشطة.
ج. الجرعة اللازمة والطريقة
يعطى الطفل جرعة مقدارها 0,5 ميللتر حقناً داخل العضل، في الجزء الخارجي من منتصف الفخذ الأيمن. ولا يحقن الطفل الذي عمره أقل من سنتين في عضلة الإلية، لأن ذلك قد يصيب العصب الوركي.
د. التفاعلات والآثار الجانبية
لا توجد للقاح الالتهاب الكبدي الوبائي "ب" أي آثار جانبـية، ولا يتعارض إعطاؤه مع إعطـاء اللقاحات الأخرى.
اللقاحات الإضافية
1. اللقاح ضد الهيموفيلس أنفلونزا: Haemophilus Influenza b Vaccine
أ. نوع اللقاح
السّكريات المتعددة لقشرة ميكروب الهيموفيلس أنفلونزا نوع "ب"، مع سموم الدفتيريا.
ب. الجرعة والطريقة وعمر التعاطي
يعطى اللقاح على ثلاث جرعات، عند إتمام الشهر الثاني والرابع والسادس من العمر، مع الطعم الثلاثي. ويعطى الطفل جرعة مقدارها 0.5 ميللتر حقناً داخل العضل، في الجزء الخارجي من منتصف الفخذ الأيمن. وهو غير مناسب للأطفال فوق سن 5 سنوات لأن الهيموفيلس، أنفلونزا نوع "ب" غير شائع فوق هذه الفئة العمرية. ويجب أن يعطى اللقاح لكل الأطفال، الذين أجريت لهم عملية استئصال الطحال، والذين يعانون من الأنيميا المنجلية، وكذلك الذين يعانون من أمراض نقص المناعة.
ج. المضاعفات والأضرار الجانبية
تعد مضاعفاته نادرة الحدوث، وهي عبارة عن احمـرار وتـورم في موضع الحقن، يختفي ـ عادة ـ خلال يوم أو يومين، ونادراً ما يصاب الأطفال بارتفاع في درجة الحرارة.
2. اللقاح ضد الالتهاب الكبدي الوبائي أ Hepatitis A Vaccine
يحتوي اللقاح على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي الوبائي "أ"، وهي غير حية، ويُعطى للأطفال، الذين أعمارهم أكثر من سنة، على جرعتين، مقدار الجرعة 0.5 ميللتر حقناً في العضل، ويفصل بينهما ستة شهور. ونادراً ما ينتج عنه مضاعفات، أو آثار جانبية.
3. اللقاح ضد الجديري المائي Chicken Pox Vaccine
هو لقاح يحضر من الحمض النووي لفيروسات الجديري المائي، باستخدام الهندسة الوراثية. ويعطى للأطفال فوق عمر سنة، من طريق الحقن تحت الجلد، ولا يكرر. ونادراً ما ينتج عنه مضاعفات.
4. اللقاح ضد فيروس الأنفلونزا
هو لقاح يحضّر كل عام حسب الأنواع المنتشرة، وحسب التوزيـع الجغرافي، ولا يُعطى للأطفال الذين أعمارهم أقل من 6 شهور. والجرعة للأطفال هي 0.25 سم في العضل جرعة أولى، ثم 0.25سم في العضل جرعة ثانية، بعد شهر من الجرعة الأولى. أما الكبار والأطفال أكثر من 3 سنوات، فجرعتهم 0.5سم في العضل، مرة واحدة فقط.
5. اللقاح ضد التيفوئيد Typhoid Vaccine
أنواع اللقاحات:
أ. لقاح محضر من الميكروبات المسببة لمرض التيفوئيد ميتة، بواسطة الفينول السّاخن. ويعطى من طريق الحقن تحت الجلد على جرعتين، نفصِّل بينهما 3 أسابيع أو أكثر، وجرعة منشطة كل ثلاثة سنوات. ومقدار الجرعة 0.5 ميللتر لمن تزيد أعمارهم عن عشر سنوات؛ و0.25 ميللتر لمن تقل أعمارهم عن عشر سنوات.
ب. لقاح محضّر من الميكروبات الحية الموهنة، المسبّبة لمرض التيفوئيد، وهو كبسولات مغلفة لمقاومة حمضية المعدة، ويبلع من طريق الفم. ويُعطى لمن تزيد أعمارهم عن 6 سنوات.
6. اللقاح ضد الالتهاب السحائي Meningitis Vaccine
لقاح رباعي مكون من الأنتيجين المضاد للسكريات القشرية لأنواعA,C,Y & W135، ويُعطى للأطفال المستأصلين للطحال، وفي حالات الأوبئة. وجرعته 0.5 ميللتر، تُعطى تحت الجلد للأطفال فوق عمر سنتين.
7. اللقاح ضد الكوليرا Cholera Vaccine
وهو لقاح محضر من الميكروبات المسببة لمرض الكوليرا، ميتة بواسطة الفينول الساخن. ويعطى في حالات الأوبئة، وفعاليته لا تزيد عن 50%، ومدته 3-6 شهور. ولا يعطى لمن تقل أعمارهم عن 6 شهور. ويتكون من جرعتين بينهما أسبوع، ويُكرر كل 6 شـهور. والجرعة المناسبة هي:
أ. 6 شهور ـ 4 سنوات: 0.2 ملليليتر.
ب. 5 سنوات ـ 10 سنوات: 0.3 ملليليتر.
ج. أكثر من عشر سنوات: 0.5 ملليليتر.
8. اللقاح ضد الحمى الصفراء Yellow Lever Vaccine
لقاح مهم لكل المسافرين إلى المناطق الموبوءة. ولا يعطى اللقاح لمن تقل أعمارهم عن 9 أشهر، وجرعته 0.5 ملليليتر تحت الجلد، ويُعد صالحاً بعد عشرة أيام من التلقيح، ولمدة عشر سنوات.
9. اللقاح ضد البكتيريا السبحية الرئوية Pneumococcal Vaccine
وهو لقاح يحضر من 23 نوعاً من مولدات المضادات Antigens، من السكريات المتعددة القشرة النقية للبكتيريا السبحية الرئوية.وهو يقي من حوالي 88% من مسببات الالتهاب الرئوي. وجرعته 0.5 ميللتر تحت الجلد، ولا يعطى للأطفال أقل من سنتين. أما دواعي الاستعمال فهي:
أ. بعد أسبوعين على الأقل من استئصال الطحال.
ب. للأطفال الذين يعانون من استئصال تشريحي، أو وظيفي، للطحال متضمنين الأنيميا المنجلية، ومرض هودجكن.
ج. متلازمة ذات الكلى Nephrotic syndrome.
د. أمراض نقص المناعة.
10. اللقاح ضد الطاعون Plague Vaccine
وهو لقاح محضر من البكتيريا المقتولة، ويعطى على ثلاث جرعات: عند بدء التلقيح، ثم بعد شهر، و6 شهور من بداية التلقيح، وذلك لمن يعملون في المناطق الموبوءة، ويتعاملون في مجال القوارض.
11. اللقاح ضد الجمرة الخبيثة Anthrax Vaccine
هو لقاح متاح للعاملين في الأصواف المستوردة من الأماكن الموبوءة، أو العاملين في دباغة الجلود.
12. اللقاح ضد داء الكلب Rabies Vaccine
هو لقاح بشري ثنائي ذو تأثير قوي، عند استخدامه مباشرة بعد العضة، ولكن لا بد من استعمال مصل داء الكلب البشري، في الوقت نفسه، إذا كان هناك شك في احتمال عدوى. ويمكن أن يُعطى للمعرضين للعدوى، قبل السفر خاصة إلى الأماكن النائية. ويعطى اللقاح داخل الجلد.
13. اللقاح ضد فيروس روتا Rota Virus Vaccine
هو لقاح جديد تحت البحث، ويُعطي مناعة ضد روتا فيروس، أكبر مسبب للإسهال في العالم.
اللقاحات الخاصة بالمسافرين
المسافرون إلى المناطق الموبوءة، يُجري تحصينهم ضد كل أو بعض الأمراض الآتية:
1. الملاريا Malaria Vaccine
2. التيفوئيد Typhoid Vaccine
3. الحمى الصفراء Yellow Fever Vaccine
4. الكوليرا Cholera
5. الجمرة الخبيثة Anthrax
6. الكبدي الوبائي "ب" Hepatities B
7. الثنائي البكتيري D.T. Vaccine
8. شلل الأطفال Poliomyelitis
9. الطاعون Plague
10. داء الكلب Rabies
11. الدرن Tuberculosis BCG
اللقاحات الخاصة بالمرضى
بعض المرضى يجري تلقيحهم ضد كل، أو بعض، الأمراض الآتية:
1. الهيموفيلس أنفلونزا Haemophilus Influenza B
2. الالتهاب السحائي Meningitis
3. البكتيريا الرئوية Pneumococcal
لأن هؤلاء المرضى من ناقصي المناعة، أو من جرى استئصال الطـحال لهم، كما يحدث في بعض أمراض الدم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض الفتّاكة.
اللقاحات الخاصة ببعض المهن
1. الحمى الصفراء Yellow Lever: للعاملين في المجال الدبلوماسي، أو البعثات في الأماكن الموبوءة.
2. الجمرة الخبيثة Anthrax: للعاملين في المعامل الطبية، والأبحاث البيطرية، ودباغة الجلود.
3. الكبدي الوبائي ب Hepatities B: للعاملين في بنوك الدم والمستشفيات.
4. الطاعون Plague وداء الكلب Rabies: للعاملين في المستشفيات البيّطرية، وفي مجال أبحاث الحيوان.
المصطلحات الطبية
1. لقاح الدرن Bacillus Calmette - Guerin vaccine BCG
هو اللقاح الواقي من مرض السل، ويحتوي على ميكروب موهن مجفف بالتبريد.
2. شبيه السموم Toxoid
هي نوع من اللقاحات التي لا تحتوي على ميكروبات، بل تحتوي على مادة شبيهة بسموم البكتريا.
3. لقاح شلل الأطفال Poliomyelitis
مصطلح اللقاح مكون من شقين "polio" وهي اسم الفيروس، وكلمة myelitis وتعنى التهاب العضلة.
4. لقاح سابين Sabin
لقاح شلل الأطفال، الذي يعطى عن طريق الفم.
5. لقاح سولك Salk
لقاح شلل الأطفال، الذي يعطى عن طريق العضل.
6. اللقاح الثلاثي البكتيريDPT
لقاح يحتوي على ثلاثة لقاحات، هي: سموم الدفتيريا، والتيتانوس، وميكروبات غير حية للسعال الديكي. ويضمن هذا التجميع استجابة أكثر للتلقيح.
7. اللقاح الثنائي البكتيري DT
هو الطعم الثلاثي من بدون السعال الديكي، الذي فُصل لما له من مضاعفات خطيرة على الجهاز العصبى، بعد عمر ثلاث سنوات.
8. الطعم الثلاثي الفيروسي MMR
هو لقاح حي موهن ضد الحصبةMeasles، والتهاب الغدة النكفية Mumps، والحصبة الألمانية Rubella.
9. فصائل البكتيريا المسببة للحمى الشوكية A, C, Y, W135
يعد اللقاح الرباعي أفضل الأنواع، ولكن توجد أنواع تحتوي على A أو A+C فقط، أو حسب النوع المنتشر في المكان الموبوء.
10. متلازمة داء الكلى Nephrotic syndrome
إحدى أمراض المناعة الذاتية، التي تصيب الأطفال بارتفاع في ضغط الدم، وزيادة نسبة البروتينيات، أو الزلال، في البول.
11. اختبار التيوبركلين Tuberculin test
اختبار يجرى لمعرفة الشخص المصاب، أو الذي أُعطى اللقاح، أو لم يعطه نهائياً من طريق إعطاء مادة تحتوى على بروتين بكتريا الدرن.